‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة قصيرة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة قصيرة. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، ديسمبر 23، 2015

الراعي . علي هلال عجيز






أخطأنا حين تناسينا بأن هذا الكون لسنا فقط ساكنيه ؛ فمعشر الجن بمؤمنهم و فاسقهم قد سكنوه قبلنا ، و كثير من المخلوقات تقيم بيننا و لا ندري عنها شيئا و لا عن طبيعة ما وُكل إليها ، و هناك العديد من المخلوقات التى تتنقل في أرجاء الأرض بشكل غير مرئ ، و كذلك توجد أماكن .

نبتت حول مبني عملاق طُليت جدرانه بالحليب عشرات الآلاف من زهرة " مالحالا " الزمردية ، عبقت رائحة الزهرة ذلك الوادى الجالس علي الساحل الشرقي لأحد الأنهار _ الذي ينبع من الجنة _ في أقصي شمال الأرض ، حيث السماء أصفي ما يكون ، أشعة الشمس الدافئة تمنح رمال الطريق الموازى للنهر لون الذهب .

إحتشد عدد كبير من الحضور في داخل كبري قاعات المبني ، أدوا التحية فيما بينهم ، تجاذبوا أطراف الحديث ، منهم من ظل صامتا يترقب وصول راعي الإجتماع .

دخلت _ في هدوء _ بعد لحظات إلي القاعة شقراء تنهمر الرقة من محياها ، يُذهب جمالها اللُب ، يخطف حُسنها البصر ، لها شعر لم يُعط لأحد من الثقلين ، كادت عيناي أن تصاب بالجنون حين نظرت إليها ، طَلبتْ في صوت أديب من الحاضرين إتخاذ أماكنهم ؛ الراعِ علي وصول .

بينت الشقراء للحاضرين أماكنهم ، إستأذنت من كبار السن في الملابس الخضراء أن يكونوا بالمقاعد الأمامية ؛ أهل الشورى ، نبهت الشباب في الملابس الوردية أن عليهم الجلوس بالمنتصف ؛ الجامعون ، طلبت ممن يلبسون ثياباً باللونين المميزين أن يجلسوا في الخلف ، كل لون علي جانب و بين الأسود و الأبيض ممشي .

مضي وقت قصير حتى دخل راعي الإجتماع إلي القاعة ، ذو هيبة طاغية ، حُسنه المتجدد أبهر عيوننا ، وقارهُ أسكت ألسنتنا ، وقف الجميع له إحتراما ، أجلسنا بعد ما جلس ، أومأ إلي الشقراء أن تنصرف ، و أعلن عن بدء الإجتماع .

_ أيها الكِرامْ
_تُسعدنى رؤياكم بعد عامْ
_أنا راعي الأحلام
_أحييكم عدد الشجر و الآنام
_ليبدأ جامعي الأحلام في الكلام

جذب كل مُحصل أحلام قفصاً مملوء بالفراشات ، بدأو كل علي حدة في عرض ما لديهم من أحلام بشرية مجمعة علي مدار العام ، يناقشهم الراعي مستفيداً برأي أهل الشوري ، أعطي الراعي ما كان من أحلام _ إرتضاها منطقية _ إلي من يلبسون ثيابا بيضاء ، و أمرهم بتحقيقها .

قارب الجامعون من الإنتهاء من مهمتهم في عرض ما لديهم من فراشات ، وجوههم تنبض بالسعادة ؛ وافق الراعي علي إنفاذ ما جمعوه من أحلام ، لم يتبق إلا القليل ممن لم يعرضوا فراشاتهم .

جاء دورهم ، آخر مجموعة من الجامعين ، أقفاصهم كثيرة ، تذيد عن كل أقفاص الآخرين ، أحلام أمة كبيرة ، عرضوا علي الراعي ما لديهم ، كان منزعجاً ، بدا علي وجهه علامات عدم الرضا ، ظل واجما ، ما أن فرغ الجامعون من كلامهم قال :

_ لقد إعتراني الغضب
_إنهم يعرضون أحلام العرب 
_يا أصحاب الملابس السوداء
_إحرقوا فراشاتهم و لا تتركوا لهم سوى العناء
_يا جامعي الأحلام 
_ إن العرب نيام
_لن تتحقق أحلامهم إلا إذا إستفاقوا
_أراكم بعد عامْ

السبت، ديسمبر 19، 2015

نفس المقاس . للقاص كمال مصطفي جاد





نفس المقاس 

تخرج أختي  الي الشارع فانتبه الي عيون أقراني تتفحص تقاطيع  جسدها من خلال الثوب المجسم . أقترب منها هامسا  لها بأن تعود الي الداخل لتغير ثوبها  الضيق ،فتعترض رافضة.  يعلو صوتها حتي اضطر الي صفعها بالكف ، فتثور مهددة بالشكوي ﻷمي فألحق بها ركضا.
أجد أمي وخالي  
 مشدوهين من صياحها وبكائها الرهيب .لاتترك لي فرصة ولم تصبر حتي تختلي بأمي بل تحكي لها بأن ولدها (الشملول  ) صفعها دون ذنب . تستمع أمي ثم بغضب تنظر إلي فاضطر- علي خلاف المعهود - إيضاح السبب .فتنظر  أمي لجسمها ثم تنتفض واقفة ...يدب الرعب في قلبي ..تتوجه بقامتها المديدة  التي تطول أكثر  خلال  نوبات غضبها قائلة :
- تضربها بالكف عشان كده .... بس 
وإذ بها تستدير في خفة مصارع وانقضاض نمر  لتصفع أختي علي وجهها بقوة في حركة لولبية ثم تستخدم شبشها البلاستيك في إكمال مابدأت . هول المفأجاة يجمدني ..الضرب والعض والقرص وشد الشعر في أوجه ... مع صراخ  أمي المكتوم :
- عايزه تكسري أخوك قدام الناس ياكلبة ...دنت لاعشتي ..هه ... ولا كنتي 

تبحث أختي عن مهرب فلا تجد ثم اتنبه علي صوت خالي ينهرني بغضب دون أن يقوم من مكانه : 
-حوش عن أختك يابجم ...حوش عنها هتموووت ..

أدخل بينها وبين أمي وأرفع ذراعاي كساتر فتختبئ المعجونة ورائي 

تتوقف الام وهي تلهث ثم تلقي سلاحها علي الارض وهي تعنفها :
-شايفة ...لما حبيت تستخبي من الضرب ..استخبيت وراه ...هه ..الشملول اللي مش عاجبك.

تردف ماتقول ببعض الكلمات المنتقاة من قاموس لاتستخدمه أمي الا نادرا ثم تقول  :
-أمر مني ...أي حاجة ماتعجبك من أي بنت ...الضرب مش بالكف بس ...بكل حاجة في ايدك 
-حاضر...حاضر .... اهدي ...صلي علي النبي 
أشير الي أختي أن تختفي حتي لاتتعرض للقصف فتدخل  ألي أقرب غرفة. 

تجلس أﻷم بجوار خالي تمسك  كوب الشاي فيميل خالي ليهمس في أذنيها فتنظر الي الارض ثم ينفجران في ضحك صاخب معا وأنا لا أفهم شيئا ....
 يستدير الزمن ويدور دورته اﻷولي .  يتكرر المشهد حين تدخل بنت أختي لتشكو أخاها 
واذ بنفس المشهد يتكرر وأجدني أكرر كلامي خالي

 عندما تهدأ أختي وترمي شبشبها . تلتقط كوب الشاي وتعتدل في جلستها  . أتذكر ماحدث... فأقول لها مشيرا لشبشها :
- فاكره ؟؟؟ نفس المقاس ...صح ..
 ترفع حاجبيها وتتسع عيناها وفجأة ننفجر في ضحك عارم وأبن أختي في حيرة من أمره..!!!

الأحد، ديسمبر 07، 2014

ميتتي الأخيرة.. عمر طمش




قبل أن يقتلني؛ رمقتُه، ورمقني، أنا أطلقتُ هتافي، وهو انثنى، وأطلق رصاصته، وقد خمنتُه ابتسم، وسمعتُ - وأنا أتدحرجُ - اللغط، ورأيتُ غيمةً ثقيلةً هوَت، ثمَّ غبتُ في قعرٍ سحيق، إلى أن صحوتُ على أكتافِ رَهْطٍ، ورأيتُ حفرتي، فجلجلت ضحكتي، وكنتُ نقطةَ ضوء، ثمَّ تمددتُ شعاعا، من فوق جدتي التي  كانت جوار شاهدة قبر أمّي تصيح، لكني صعدتُ سهمًا في الأفقٍ، وحلَّقتُ بين أضواءٍ تشبهني، كانت دنيا الناسِ قد تصاغرتْ، وكنتُ كمن يعبُّ في عبابٍ قصيٍّ، لا تحته، ولا حولَه يابسة، حتى استقر بي المقام على أغصانِ مُذَّهَبَة، عليها التقيتُ بالجموع التي هناك، هذا جدٌّ قديمٌ من سلالتي، وتلك صبيّةٌ كنتُ سمعتُ بحكايتهِا، وذاك، وتلك، كانوا جميعهم من حولي يصعدون، حتى جاء جدُّ أجدادي القديم، قال: أهلا بقريبي. ورأيتُه يضُمُني، ثمَّ يأخذني إلى صندوق.
قال: سأفتحه.
وقال: طال انتظاري.
 فعجبتُ أنا، وخمنتُه سيُخرجُ المصباح العجيب،
قلتُ: أو ربما خاتَم سليمان المخبوء.
لكنِّي فوجئتُ برقاقةِ زجاجٍ مموجٍ بالياقوتِ، توسطها بإصبعه، وقال: من هنا كنتُ أمرّ على حصاني، وقال، وقال، حتى انتهى بي إلى ذات النقطة التي كان عليها مقتلي.
 قال: هنا كنتُ أرعى إبلي .. ثمَّ ازدرد ريقه، وهو يكملُ:
هنا بضربةِ سيفٍ لقيتُ مصرعي.
فجنَّ جنوني، وعادت إليَّ عينا ذياك الجنديّ، ذات الجنديّ، وكانت عيناه من حديد، وعدتُ أطلقُ الهتاف، والرصاصةُ عادت ذاتها بطيئةً، تتثني، لتبتعد، ثمَّ تأتي، وظلّت على هذا؛ حتى استقرت في ثقب صدري، فتدحرجتُ، وعدتُ في اللغطِ؛ أسمعُ الهتاف، وجدتي عارية الشيب عادت، واستطعتُ هذه المرةَ أن أتبين صيحتها وهي تسعى، ما بين قبري، وقبر أمّي: واروه يا قومُ جوار أبنتي ...
ورأيتُهم من تحتي يواروني، وأناُ من فوقهم نقطةُ ضوء، في كلِّ مرةٍ أعود، فيأتني الجنديُّ، وأهتفُ .. هو ينثني، فيقتلني، وأنا تجلجلُ ضحكتي، ثمَّ من موتي أقوم، لا أكلُّ، ولا أملّ، إلى أن قمتُ من آخرِ ميتةٍ، بضحكتي أطعنه، حتى انهار ينتحب، وعلى قدميَّ يذرفُ دموع الفزع!


الجمعة، أكتوبر 31، 2014

شقة بالدور الأرضى... للأديبة صفاء عبد المنعم


شقة بالدور الأرضى
يوجد رواية جديدة على الرف ، علىّ الإنتهاء من قراءتها ، وبعض المسودات ، والمخطوطات المؤجلة علىّ النظر فيها ، ومشروع كتاب الليالى كنت قد بدأت الكتابة فيه ، ولم ينتهِ ، وثلاثة أعمال منتهية علىّ الدفع بها إلى دور النشر .
كل هذه التراكمات ، نتيجة غيابى الطويل والممتد ، لم أعد أدخل حجرة المكتب إلا لتنظيفها .
     سنوات الغياب شكلت وعيا مختلفا ، فخلقت سيميترية غريبة علىّ ، وشكل من أشكال الكسل الذهنى للأنتماء الثقافى .
أما ما هزنى هزا ، ودفع بى دفعا ، هو وجود شقة بالدور الأرضى خالية للبيع ، فذكرتنى بطفولتى الماضية ، وعشقى للأرض والأنتماء . فخرجت أتأمل الحياة من جديد ، شاهرة قلمى للكتابة .

الجمعة، أكتوبر 17، 2014

ورُفع عني الحجاب..!... نهلاء توفيق




ورُفع عني الحجاب..!
..................................
أمي،دائمة الصلاة والقيام، حجابها يلقط القذى والأذى من الأرض...
أبي، سكير عربيد، ولكنه لا يقصر في حق بيتنا، ولا حق أمي، ولا حقنا، ويهتم بمسؤولياته لما يذهب أثر المشروب عنه صباحا، فيكون الرائح الغادي على متطلبات البيت، ينهيها كلها، قبل أن تأخذه نوبة السكر ليلا..
أخي،لا هم له سوى التلفون، وصديقته التي يهتم بها كثيرا، واعتكافه في غرفته، لسبب، وبدون سبب..
وأنا.....أنا أقضي الوقت، ما بين المدرسة وهمومي التي لا حصر لها، بسبب وحدتي وعدم اكتراثهم بي..
عندما دخلت الحمام ذات يوم، سرح فكري، وفتحت الصنبور الساخن، وصرت أمعن النظر في البخار المتصاعد..أختنقت من كثرته، سقطت أرضا بعدما أحسست أن شيئا ما دخل جسدي وتمكن فيّ.
وضعوني على سريري بعدما افتقدوني تلك الليلة..أفقت،نظرت إليهم، وكان العجب..
صرت أراهم بعيون أخرى، ليست هي عيوني.
صرت أفهمهم، أعرفهم فردا فردا، على حقيقتهم..
يكلمني هو، ويحكي لي كل الحقائق(ذلك الذي تمكن مني)..
قلت لأمي: هذا أبي كذاب، صباحا، يهدر مصروف البيت على الغانيات، ويأتيك بالنزر اليسير من خضروات، ويتهمك أنك من سرقتي النقود.
_يا إلهي..لماذ تغير صوتك؟ صوتك صوت شاب وليس صوتك... هذا ما قالوه مبهوتين..
وأخي، يتعبد في غرفته، ويدعو لكم عسى الله أن يهديكم، هو لا يكلمها الا نادرا، قد وعدها بالزواج، هي تنتظره، هو لم يعمل الرذيلة مطلقا..
تبادل أمي وأبي نظرات الاستغراب لقوله، أو قولي..لا يهم..
بينما أطرق أخي خجلا، ورحل عنا لغرفته..
وأمي، هذه الناسكة، تدخل ابو طارق جارنا غرفة نومها، صباحا، وتكون له كما يريد، ويكون لها كما تريد..وترجع للمسباح والصلاة، لما يحين وقت عودتنا..
انهارت أمي، وقعت أرضا، وبهت أبي ووقف مذعورا، وتركها في غيبوبتها ساكنة..
تركوني لأيام معدودة، وكنت أنام كثيرا، وآكل بشراهة لا توصف، هو يطلب الطعام باستمرار، ودائما يحس أنه جائع والملعقة في فمي..
خرج أخي ورحل عنا.. ورأيته يتزوجها، تلك العفيفة الرقيقة، فقد عمل معها في التدريس، ولكنه ترك الدعاء، صدمته فينا لم تسمح له بها..
وضعوني في غرفة الضيوف، أقرأ الغيب وأكشفه، وأدلهم على السراق والخونة والمشعوذين، ويجني من هذا أبي المال الكثير، فأبي وأمي من أولياء الله الصالحين، وأنا مرفوع عني الحجاب.

الجمعة، أغسطس 08، 2014

الخروف الفداء".. قصة للدكتور مخلص أمين



قصة قصيرة بعنوان "الخروف الفداء" ,, من مجموعتي القصصية "صرخة الهمسات"

انهمك شاكر في فلاحة أرضه المجاورة لمنزله وهو لا يعلم أن ثعباناً خبيثاً يزحف نحوه حثيثاً.
ركز الثعبان نظره على ساق شاكر العارية حيث ينوي لدغه؛ ولكن قبيل لحظة الانقضاض سمع شاكر صوت ابنه الصغير الذي أتى مهرولاً مع كلبه "إلحق يابا الخروف وقع من على السطح؛ وأمي بتقول لك تعالا بسرعة ادبحه قبل ما يموت".
جرى شاكر نحو المنزل تاركاً ابنه الذي لاحظ الثعبان وأعجبه ألوانه الزاهية. وفي براءة الأطفال أقترب من الثعبان ليلعب به. ولكن الكلب كان أسرع في الانقضاض على الثعبان وتصارعا حتى تمكن الكلب من قتل الثعبان وسط لوم الطفل لكلبه الذي حطم لعبته.
وصل شاكر في لحظات إلى المنزل آمراً زوجته المطلة عليه من "بلكونة" الدور الثاني صارخاً: "ارمي لي السكينة الكبيرة بسرعة" .. غابت الزوجة.. قفز شاكر ناهباً الدرج ليحضر السكين بنفسه.
خرجت زوجته مسرعة إلى "البلكونة" وبيدها السكين .. ارتطمت بجدار "البلكونة" الخشبي المتهالك الذي تفكك وكادت أن تسقط صريعة لولا قوة خفية حمتها من السقوط.
طار السكين الحامي من يدها مندفعاً ليمر بجوار رقبة ابنتهما الواقفة بجوار الخروف دون أن يصيبها لينغرس بقوة في الأرض الرخوة.
نزل شاكر مسرعاً ليبحث عن السكين وسط زحمة المتفرجين وما أن وجده واستله, ولكنه وجد أن الخروف قد فارق الحياة.
رفع شاكر يده نحو السماء غير شاكر وصرخ "ليه يا رب الظلم ده".

الاثنين، أغسطس 04، 2014

مزماره السحري....( قصة قصيرة) للاديبة فوقية سليم سليم




( قصة قصيرة)(مزماره السحري)
دخل المدينة
جال شوارعها و البيوت، لمس جميع التفاصيل..الفوضى الكامنة في كل ملمح..خربشات الخوف على كل جدار..انكماش بيوتها تحت عباءة الكوابيس..
و العنكبوت يغزل حولها فصل الخريف.
سحب مزماره السحري و راح يرسل أنغاما سرت في جمودها فارتعدت أوصالها تنفض عن روحها قتام السنين.
كان لتلك اﻷنغام فيها تأثير عجيب حيث دبت الحياة في روحها تبعث من جديد فصل الربيع..فاستيقظت عصافيرها فوق اﻷشجار التي خلعت اصفرارها وارتدت الخضار انتشاء بزقزقاتها..بزغت شمس طال غيابها
و أرسلت جنودها الذهبية تدحر بقع الظﻻم القابع على صدر المدينة دهورا.
جلس في ظلها يستمع إلى حكاياتها بعدما ألقى بكل كراكيبها في نهره .
أتخمته الحكايات و غنائها على ألحان همسه ..تعطش للروح التي أعطى..بعدما قرر الرحيل عنها عازما على استرداد ها.
أخرج مزماره وراح ينفخ فيه فانطلقت إليه جميع اﻷرواح..كل العصافير..و اخضرار الشجر..الشمس
و القمر و ضحكات البيوت و الدموع
صلبت هناك عند باب المدينة.

فوقية سليم

السبت، يوليو 19، 2014

..قصة من مجموعة "الخيمة والعاصفة"الـــــــــــــــــدار.. للاديب محمد عبد الله الهادي






قصة من مجموعة "الخيمة والعاصفة"

الـــــــــــــــــدار
ــــــ
كانت تباهي بدارها الصغيرة التي تقع علي حافة المدينة بعيدة عن الزحام، وكان المرج الأخضر المجاور يحمل إليها الهواء المعبأ بأنفاس البرتقال والنعناع البري.. 
لكنهم عندما جاءوا واحتلوا المرج سدُّوا عليها المنافـذ، نصبوا وحدات مستوطنتهم، واقتلعوا شجيرات البرتقال، وجرفوا أحواض النعناع، وأحاطوا أنفسهم بالأسلاك الشائكة. لم يكن بيـدها أو بيـد "أبي مازن" فعـل أي شئ..
كانا في وقت العصر يجلسان سوياً أمام الـدار، يتطلعان للزرقة اللانهائية التي تأخذهما حتى البحـر، وكانت البنات علي مرتفع المرج الأخضر يصنعن لهوهن البريء، الآن خلتْ الـدار، تعلقتْ كل بنت برقبة زوج، وجرتْ سنوات العـمر..
عندما أطلُّوا عليها من خلف الأسلاك، هالها كم الحقـد والضغينة اللذين سقطا علي دارها الصغيرة من أعينهم. نثرت نثار بخورها علي الجمرات بالمبخرة، وطافت حول الدار سبع مرَّات وهي تتمتم بالمعوذتين. عندما طالتها أفواههم بالشتائم والسباب، لم تفهم شيئاً مما يقولونه، نظرت لـ "أبي مازن" وضحكتْ، وشرعتْ إصبعها في وجوههم وهي تردد: " حـد الله بيني وبينكم.. حـد الله بيني وبينكم".
لكنهم في توالي الأيَّام راحوا يتخلصون من نفايات المستوطنة بإلقائها علي الـدار الصغيرة، واضطرت مع "أبي مازن" أن يقضيا وقتاً طويلاً في تنظيف المكان كل يوم. ولم يكن بيـد أي منهما فعـل أي شئ ـ فيما بعـد ـ عندما انهالت عليهما قطع الحجارة من وراء الأسلاك، والطلقات النارية التي كانت تشق سكون الليل فوق سقف الـدار وتوقظهـما مفزَّعين في عـز اللـيل. كانا يؤملان بأن أهل الخرافة خلف الأسلاك لابـد أن يتعـبوا في يومٍ ما، وأن يصيبـهم الملل، ويتركونهما في حالهما، وينسون أمـر الـدار..
لكنهما صبيحة هذا اليوم، قفـزا من فراشهما مفزعين علي صوت هدير آلة، ظنا أنها تمشي فوق رأسيهـما. ولمَّا خرجا فوجئا بشعب الخـرافة وقد اقتلعوا الأسلاك وأحاطوا بالـدار، وشاهدا الجرَّافة الضخمة تغـرز أسنانها الوحشية في الحائط، قفزا سوياً في لحظة واحدة أمامها ، احتضنا متشابكـين، تكورا معاً كرةً من اللحـم الحي، تمتما بالشهادتين اللتين طارتا لأعلى في الزرقة اللانهائية التي أخذتهما صوب البـحر، واستنشقا سوياً مرَّة أخـرى أنفـاس البرتقـال والنعنــاع البرِّي.
.

الخميس، يوليو 03، 2014

شَعبُلّة يُغَنّي قصة للاديب بسام الأشرم

                



                        شَعبُلّة يُغَنّي
ألقى بِجسدِه المُتعبِ على فِراشِه وَسطَ زحمةِ أطفالِه في غرفةٍ
هي الحَمّامُ و المطبخُ و مكانُ الأحذيةِ و الزيتِ و السُكَّر ..
زَرَعَ سماعاتِ مذياعِهِ في أُذُنَيه .. شَعبُلّة يُغَنّي و مذيعٌ يُوصي الناسَ
بِأكلِ اللوزِ و أكلِ الموزِ و أكلِ التفاحِ الأحمر ..
تَرَكَ المذياعَ و غادَرَ لِلشارِعِ يمشي يَتَأمل ..
أُمَّاً تَسحَبُ طفلاً يبكي يطلُبُ حلوى .. و رَجُلاً يمشي مع آخَرَ
يتكلم عن مشروعٍ كَلَّفَهُ مليوناً أو أكثر ..داعِرةً مع رَجُلٍ وَسَطَ الشارع
تمشي .. و جُموعاً تَضرِبُ وَلَداً قالَ لِبِنتٍ يا أحلى مِن قصبِ السُّكَّر ..
صُحُفاً و جرائِدَ مرصوصةً ملأى بِرؤوسٍ مقطوعةٍ و دُموعَ صَبايا مُغتَصَبةٍ
و حُروباً تجري مازالت لم تُبقِ يابسَ أو أخضر ..
واصَلَ سَيرَهُ مَحزوناً .. وَصَلَ البحرِ تَأمَّل .. شاطِئاً و أُناساً تَلهو ..
مِذياعاً و مُكَبِّرَ صَوتٍ موسيقى شَعبُلّة يُغَنّي .. واصَلَ سَيرَه في البحرِ
بِعَكسِ الموجِ بِكامِلِ هِندامِه .. انخَفَضَت موسيقى المذياعِ و لم تَتَوَقَّف ..
خَبَرٌ عاجِل .. معتوهٌ حاوَلَ مَشياً قَطعَ البحرِ و مئاتٌ ساروا مِن خَلفِه
هُم جُثَثٌ تَطفو بعيداً و الكُلُّ بِكامِلِ هِندامِه ..
انتهى الخَبَرُ العاجِلُ و شَعبُلّة مازالَ يُغَنّي .
( بسام الأشرم )
29 . 6 . 2014

ورقة ... قصة للاديب عصام سعد حامد

                 
  
              

              ورقة 

وقف فى انتظار القطار. وجد ورقة مطوية.....التقطها. قرأها. خرجت منه آهة عالية رغماً عنه .
نظر إليه أحد الراحلين .... سأله بفضول_ خيراً......!؟
فأجاب _ لقد وجدت هذه الورقة ..... إنها رسالة غرامية . تكاد تحترق من لهيب الشوق المنبث فى كلماتها . أنظر....
تناول الراحل الأخر الورقة . فتعجب أكثر.!!! ونظر لمحدثه قائلا ً: يبدو أنك مجنون .إنها صورة شهادة وفاة وتصريح بالدفن .إختلفا فعلا صوتهما.
تدخل راحل ثالث . ليسوى النزاع . فقبلوا تحكيمة .فصرخ فيهم ضاحكا ً: يا أحمقين . إنها عقد زواج عرفى. وصار الخلاف بين أطراف ثلاثة ....
فتدخل رابع . قرأها.....أقسم بإنها ورقة من الكتاب المقدس .....
وخامس : أكد بإنها ورقة طلاق .....
وسادس: إنها خطة عسكرية.......
وسابع : أصر على إنها حجاب يحمى من السحر......
والثامن : إنها رسالة شفرية مكتوبة بالحبر السرى الردىء......
جميعهم إختلفوا فى مضمون الورقة , لكنهم . أتفقوا على إنها مجرد ورقة . لها هوامش . وظهرها . يحوى فراغ ......
انتهت
الكاتب القاص /
عصام سعد حامد

ملك الحميرقصـــة قصــــيرة للاديب عبدالجواد خفاجي



قصـــة قصــــيرة

            
ملك الحمير                 
                           عبدالجواد خفاجي

ــــــــــــــــــ
كل ما فعله أهل القرية أن جمعوا أشلاءه وعظامه، وكـفَّنوه، كأي ميت ، ودفنوه، وفي الصباح كتبوا على قبره "ملك الحمير".
وللرجل حكاية بعيدة لا زال يسردها الرواة:
وحده كان يعرف ما يريد عندما بدأ يبني قلعة كبيرة عند مدخل القرية ويعبئها بالحمير.. بطبيعة الحال كان الناس يتساءلون: لماذا يبدد الرجل أمواله ، وما حاجتة بالحمير التي يجمعها من الأسواق والبلدان .. يحشدها في القلعة حتى امتلأت ساحاتها وردهاتها وغرفها بالحمير.
زاد عُجب أهل القرية عندما بدأ الرجل يجلب العبيد والعلاَّفين والأطباء للحمير ، وخصص قسماً من قلعته لبيطرة الحمير، وقسماً آخر لهندمة الحمير، وقسماً ثالثاً لرفاه الحمير، وقسماً رابعاً لعلف الحمير، وشاهد أهل القرية لأول مرة حميراً عفيَّة مهندمة عليها برادع وثيرة بألوان زاهية، تخرج قطعانها آخر النهار يحرسها العبيد بالبنادق .. تتجول في ساحات القرية ودروبها الرطبة ، وهي تهز ذيولها وأردافها وتتنسم الهوء العليل .
احتار أهل القرية في أمر الرجل، وأطلقوا أسئلتهم، وهم يرونه جالساً أمام قلعته يحوطه الخدم والحمير، مستلقياً على ظهره فوق دكة عريضة أمام باب القلعة، وبندقيته بجواره، واضعاً ساقا فوق أخرى.
ازداد عجب الناس عندما شاهدوا من بعيد لافتة عريضة تعتلي بوابة القلعة ، وقرأوا كلماتها: " مملكة الحمير .. اخرجوا منها بسلام آمنين" ، ورغم تعجبهم إلا أنهم فهموا شيئاً باتجاه نوايا الرجل ، ومع ذلك تساءلوا: كيف ارتضى أن يكون ملكاً للحمير؟!
الذي حدث بعد ذلك كان مفاجأة للناس .. لقد بدأت قطعان الحمير ترفس كل من يقابلها من أهالي القرية .. متى تدربت الحمير على الرفس الجماعي .. كيف اتخذت من أهال القرية عدواً لها؟! .. استشعر الناس الخطر وبدأوا يجتمعون في دواوينهم وساحاتم ومساجدهم ، وانهمكوا يفكرون .. وانبرى كبراؤهم وخطباؤهم ووجهاؤهم يقترحون، وانقسمت الآراء حول الحمير.
اقترح البعض مقاومة الحمير بالسلاح، خاصة أن رفساتها طالت الكثيرين منهم، وتسببت في موت أطفال كثر، وخلفت إصابات لم يسلم منها النساء والوِلدان. بينما رأي فريق ثانٍ أن الذنب ليس ذنب الحمير، واتجهت إدانتهم نحو الرجل صاحب الحمير. ورأي فريق ثالث أن مقاومة صاحب الحمير فيها إراقة للدماء خاصة أن الرجل مسلح ولديه ما يحميه من العبيد المسلحين. ورأي فريق رابع أن يهجر هذه القرية التي امتلأت بالأخطار والحمير.
الذي أزعج أهل القرية وجعلهم يرجحون رأي الفريق الأخير، أنهم شاهدو الحمير تتدلي من رقابها وذيولها أجراساً يصدر عنها رنيناً متواصلا مزعجاً مُنَـفِّراً بدأ يعبئ أجواء القرية ويصم آذان الناس، كلما تحركت الحمير أو هزت ذيولها ورقابها.
ولما كانت أعداد الحمير غفيرة وقطعانها منتشرة في كل الأطراف والجهات بدأ الناس يفكرون في الرحيل عن القرية ، خاصة أن ملك الحمير بدأ يطلق حميره ليلاً والناس نيام ليحرمهم النوم، كما يطلقها نهاراً ليعطل حركتهم ومعائشهم.
ماذا يفعل الناس غير الرحيل، وقد تأبَّت عليهم طباعهم قتل الحمير أو إراقة الدماء؟ .. جمعوا أمتعتهم ورحلوا زمراً عن القرية وتركوها لملك الحمير وما يبتغيه.
عندما تأكد ملك الحمير من رحيل آخر رجل عن القرية.. جمع عبيده وذهب بهم إلى أسواق العبيد ، وقبض ثمنهم ونفض يده من مؤنتهم.
بقيت الحمير لا تجد من يضع لها العلف، أو يعتني برفاهها وهندمتها، وبيطرتها حتى انتشر الجرب في جلودها، حتى أن ملك الحمير فكر في بيعها، ولكن: من يشترى حميرا ينتشر فيها الجرب؟ وبأي مسوغ يبقى ملك الحمير بغير الحمير؟
وذات نهار قائظ استبد الجوع والجرب بالحمير؛ فهاجت، وخرجت من قلعتها قطعانا متزاحمة تثير غبار الأرض، تنفر نفارها، وتنهق نهيقها، وهي ترفس الهواء بشدة، في يوم أسماه الرواة "ثورة الحمير" .. لم تجد غير ملك الحمير ممدداً على دكته متوسداً بندقيته، واضعاً ساقاً فوق ساق، يتأمل اللافتة فوق بوابة قلعته؛ فاعتلته.
اعتلت الحمير الدكة، ورفستها من جميع جوانبها، وراح ملك الحمير تحت حوافر الحمير .. وعندما عاد أهل القرية إلى قريتهم، وجدوا أشلاء جسدٍ ممروسٍ، وبعض عظام مكسرة ، ورأس مهشم تبرق منه عينان باتجاه اللافتة.
هنالك صعد بعض شبابهم إلى أعلى بوابة القلعة ، ووضعوا لا فتتهم الجديدة: "ادخلوها بسلام آمنين".

الجمعة، مايو 30، 2014

قصة . انفجار منتصف الظهيرة. للأديب إبراهيم حسين


انفجار منتصف الظهيرة





بهَّزات حنونة من يد أمه صحا..جلس وهو ليزال يغمض عينيه..لو ينام حتى تتحسس الشمس وجهه..يفتح عينيه ..يرتد إليه بصره صورة أبيه..راقداً مفتوح الأعين..يبحث عما يسمونه بالجنون.. استبعد أن يكون بالرأس فالرأس كامل و في مكانه..يحمل جلباب العمل ولفة الطعام ويخرج..السكة المغطاة بندى الليل ناعمة وحانية على الأقدام ..الأفق المحتقن بالاحمرار ذكره ب(صفاء)وبسكة الظهيرة الملتهبة..يمشى بمحاذاة النهر..ورد النيل ذو الزهر الأبيض مغطى بالندى..ثمة طيور تعبر الفضاء فوق رأسه ولكمه لم يلتفت أليها أبخرة بيضاء تتصاعد من مجاري المياه والحقول المروية حديثاوتحت النخل يأكل البلحات الساقطة ليلاً ويدهس الباقي بقدمه كي لا يأكل القادمون خلفه.. لا شك هم آتون خلفه.وهناك يلبس جلباب العمل المشبع برائحة القطن والعرق..حبات الندى تصنع عُقداً طويلاً على الأوراق والنوار ..جمع لوز القطن من مقدمه خطه ,عندما سمع  أصواتهم ..سبابهم..ورائهم عفره تراب, جاءوا وقد نسوا تعب الأمس..يبتلعون كل ما يقابلهم ..حبات الطماطم ..الخيار.. البلح القادم مع النهر.عندما يرونه يصيحون(أبو كسوره...أبو كسوره)يبدأ تحدى العمل صراعهم إلا منتهى على من ينتهي أولا لو يسبقهم مره. سيساعد (صفاء) لو فقط يحاذيهم.. يود لو يفهم كيف يسرعون؟ انه لا يرى إلا أيديهم المسرعة تمتلئ باللوز وتقذف به في أعبابهم ثم تمتلئ من جديد دائما ما يتأخر عنهم ..دائما ما يعوده الإحساس اللعين بالتضاؤل..الشمس تسرع إلى منتصف السماء وحينها تبدأ بالتلكؤ يذهبون حتى (الخص)البارد يشربون ويبقوا هنيهة لا يريدوا أن يبرحوه ..يلاحقهم صوت الريس (خلص يا يولد أنت في بطنك حريقه) شرب كثيرا هذا النهار .. كلما أقام ظهره ليريحه وجد صفاء في مواجهته ممتلئة وبيضاء حولت الشمس بياضها إلى اللون الأحمر الباهت وتشققات دقيقة بالوجنتين.. ينصت إلى صوت عينيها الواسعتين .. يسمعها تناديه .(الريس ) يكرر (ميل ياولد) مع أن الجميع منحنى بالفعل عندما تنحني( صفاء) يلمح بداية الخط الفاصل بين كومتي الزبد هناك لا يعرف كيف يحول فكره . (صفاء)  ثقب اسود قد تبدو ككلهم مغطاة بعرق الظهيرة وعندما يمتلئ حجرها بالقطن تذهب وتفرغه على الحصير القديم وقدميها مغطاة بالطين الجاف ولكنه يعرف أنها من الداخل لا تنتمي للعالم الأرضي  ملائكية القلب . المسافة بينه و بينهم تتسع..الشمس تمارس طقسها اليومي في الجلد ..يصنعون من الغناء سحابة و غمام.(ياولاد الكلب قولو نروحدى بلدنا بعيده تكلنا الديبهياولاد الكلب قولو نروح)المسافة بحر عميق ..الشمس تلملم أشعتها في بؤرة مركزها رأسه..عنكبوت شقي ينسج خيوطه أمام وجهه (صفاء) تستقيم تعدل من وضع طرحتها(دى بلدنا بعيده ....قولو نروح)الغناء بطلب العودة للبيوت مستمر من النوارة الحمراء تخرج نحله .. تتسلق من يده إلى ذراعه ..لا يكترث .. تلدغه .. لا يلقى بها بعيدا ..بعدها تبدأ النحلة دورة موتها البطئ لو يمتلك (صفاء) سينامون حتى تتحسس الشمس وجهيهما (ميل ياابن الكلب) صوت الريس مع الحر تتحول أعواد الحطب إلى خطاطيف من حديد..أحس بها تمسك به.تنغرس في جسده (قولو نروح......قولو نروح) لايزالونتقدم ببطء كساعة الم إلى هناك حيث الظل حيث اللبن والعسل لمن يصل.النحلة تعانى ما تزال.. وراء(صفاء)تماما كان يقف مد زراعه كأنما تحول إلى لهب وجمر ..أحس بجسدها كشيء هلامي زاد من ضغطه ..ابتلعه الثقب الأسود تماما.. (صفاء) لا يعرف إن كانت تصرخ أم لا تزال تغنى.. هم كلهم لا يعرف أتوقف غنائهم أم لا ربما سمع ولم يعبئ صوت الريس(ارجع بابن الكلب .. الواد أتجن زى أبوه) يحاول الجري وسط الخطاطيف .. اشتم رائحة (صفاء) عصى الريس تترك خطوط مستقيمة زرقاء على ظهره..حاول البحث عن الطريق كانت الدنيا بين اللونين الأحمر الاقانى والأسود .وانفكت عقدة حجره ..تبعثرت لوزات القطن في نزيف ابيض طويل.. لم يعد يسمعهم يرددون (ابن المجنون) بل الشمس تجلد والعنكبوت ينسج خيوطه في الأفق وفى المدى أصوات تردد:(دى بلدنا بعيه تكلنا الديبه  قولوا نروح قولوا نروح).



الجمعة، مايو 09، 2014

وغابت الشمس قصة للأديبة / كريمان رشاد




وغابت الشمس  

كريمان رشاد

تلون الأفق بلون أحمر نارى معلنا غروب الشمس .. وقفت الشمس كقلب مذبوح تناثرت دماؤها القرمزية لتغطى قطع السحاب المتناثرة على صفحة السماء ..... خرخشت أعواد الذرة وتحرك شبح بداخلها لرجل مبهم الملامح يحمل على كتفه بندقيه ... خرج بترقب إلى الطريق الأخضر الذي يفصل الحقلين عن بعض .. ينهب الأرض بخطاه نهبا كأنه يريد أن يطوي صفحتها المنبسطة أمامه ... خطواته الصغيرة تعبر بحيرات الماء الآسن القزمه قفزاً .... الشمس تميل خلف التله البعيدة .. تقترب رويدا من صفحة الماء علها تطفئ لهيبها بداخلها ... واصلت زحفها لتصعد التلة ... عندما أيقظته فى الصباح أعادت على مسامعه نفس القصة التى كانت تسردها عليه طوال الأعوام الفائته ... أخرجت الجلباب من الصندوق الخشبي وفردته أمامه (( الجلباب به عرقه .. اليوم ترتديه عل روحه الطاهرة تراك فتسترح فى رقدتها )) في قاع الصندوق كانت تربض لم يرها منذ مقتل ابيه في صغرة كان يحلم أن يحملها اليوم اصبحت له ... دفعتها إليه فى الصباح بعدما ألبسته الجلباب .... نظراتها صارمة لم يرها يوما كذلك .. طبعت قبلة حانيه بين عينيه وبصوت أجش ... (( قبل مغيب الشمس )) استدارت عنه ... غرست عينيها فى الصورة المعلقة على الجدار ... اقترب منها ببطء .. تلامست الأيدي اراد ان تحتضنه اشاحت بوجهها وسددت نظراتها للفراغ ... مضى وعلى الباب استدار تلاقت عيونهما ..نظراتها ضائعة .. هتفت بصوت كأنه يخرج من أعماق قبر (( قبل مغيب الشمس )) لامس قرص الشمش صفحة المياه ... اطفئت المياه العذبة لهيبها الحارق .. أخذت تسترق السمع لا يوجد صوت من بعيد سوى حفيف أوراق الشجر وقفز الطيور على صفحة الماء القريبه .. من فوق التل رفعت يديها للسماء .... تمتمت بكلمات واهنه ... سقطت يدها إلى جوارها وما زال لسانها يتمتم بكلماته المجهولة .... الشمس تتوارى خلف الحقول ...اختار موقعه بين أعواد الذرة بدقة ... هكذا يستطيع رؤية الطريق بأكمله تحرك شبح من بعيد ... تحفزت يداه على سلاحه .. احتضنه بقوة كأنه يستمد منه الأمان ... الشبح يقترب منه رويدا انجلت ملامحه إليه يعرفها جيدا محفورة فى ثنايا ذاكرته .. عشر أعوام كامله وتلك الصورة لا تفارق مخيلته ... اليوم أقترب كثيرا من مسعاه ... اهتزت أعواد الذرة من حوله بفعل الرياح .. تسربت رعشة بارده إلى أوصاله وظلت عيونه معلقه بالقادم على الطريق .... لم يبقى من قرص الشمس سوى جزء صغير فوق الماء ... السكون يحيط بكل شئ حولها .. طنينه يملأ أذنيها علت دقات قلبها ... تسارعت انفاسها ... لحظات قليلة ويغب قرص الشمس فى الماء ... تساؤلات عديدة تطل من عينيها ... تقافزت الظنون داخل عقلها .. وفجأة شق السكون طلق نارى قادم من بعيد ... رفعت يدها إلى قلبها ... توقعت ان تسمع طلقة أخرى رداً عليها .. الثوانى تمر بثقل لا يوصف ... الطلقه الأخرى لم تأتي ... هبطت التل وسؤال واحد يشغلها .. وماذا بعد تلك الطلقه ؟! ... وغابت الشمس ....

دربُ الأماني! قصة قصيرة للقاص عمر حمش


دربُ الأماني!
قصة قصيرة  .. عمر حمش

رمق شرخَ المرآة، وهو يسرّحُ بأصابعِه بقايا شعرِه، عدّل ياقتَه، ثمِّ غافل زوجتّه ...!
في الشارع عاودته الحياة، السيارات تعدو بكلّ الأصناف .. كهولا ، وصبيانا ، ونسوة .. يلقون بعيونهم، ثم يمضون .. الدربُ الطويلُ يتعرّجُ، ويعودُ يستقيم .. زمّ شفتيه، وأطلق صفيرا مترنّما .. يجبُ أن يحيا كما يشاء، ألا يعبأ بمتاعبِ العمر .. لن يكون مثل جارِه أبي حمزة .. ما الذي يجنيه أبو حمزة من صراعِه اليومي .. لا شيء سوى الفضائح .. صوتُ أمّ حمزة يجري من فوق الحيطان .. وأبو حمزة دوما يفرّ؛ يشهر للخلقِ باطني جيبيه الفارغين .. ويردُّ على صراخِها بصراخٍ : من أين أتي لكِ بالنقود!
.. سيمضي أين شاء ..يمتّعُ عينيه أين شاء .. هذه المعارض كلّها قد يملكها .. يخطو قرب الزجاج .. يدقّق في المعروضات .. يدخل هنا .. هناك .. أهلا وسهلا .. يردّ التحيّة كأي محترمٍ من العباد .. يقلّبُ القمصان .. البدل الرسميّة .. يخبرهم بمقاساته .. بكم هذا .. بكم هذه؟ ... يوميء برأسِه .. يهمهم .. يخرجُ .. ليدخلَ المحلاتِ محلا ... محلا .. بكم؟ ... بكم .. أها .. جميل .. يصلُ سوق العملات .. يرى الدولار .. هذا هو الدولار .. بكم الدولار .. يخمن كم يمتلك هذا الصّرافُ .. وهذا .. كم مليونا في السوق .. يدسّ كفّه في جيبه ... أها . .. هنا اللحم المعلّق زهريّ طازج .. بكم؟ ... تلك الفخذُ قديمة .. لا لا .. هذا أفضل .. وأنت يا هذا بكم هذا ؟ ما ألذ رائحة الشواء .. سيقفُ؛ ليمضغَ كما شاء .. هذه الفراخ .. هذا الديكُ الروميُّ .. أعشقك أيهّا الرومي مع الملوخيّة .. يوما سأقتنصك .. قبل ذبحك سنلعب .. ستردد من خلفي الأصوات .. قرقر أيّها البديع .. سآتيك ... يتعمق في الزحام .. يدسُّ جسده .. يرى حسناواتٍ .. وقبيحات .. ممتلئاتٍ .. وفارعات .. يتخيل أزواجهن .. يعبسُ تارةً .. وأخرى يبتسم .. دفعته واحدة .. فكاد يقع .. التفت .. رآها تتنقل مثل دبٍّ .. هذه أنثى ؟ ضحك بصوتٍ عالٍ ، وهو يشتمُ بعلها .... السوق مجمّع الغرائبِ.. النقائض .. الجمال والبؤس .. هنا متسولة.. أسدلت على وجهها ستارة .. مدّت كفّا .. نعم ... نعم .. لم لا؟ .. مالُ اللهِ لله .. مدّ قبضته إلى عميق جيبّه .. لم يخرج شيئا .. مشى .. عاودته رغبةُ الترنم بالصفير .. يلتفتون إليه .. فليقولوا ما طاب .. سأعيش حياتي .. لن أقضي العمر أستمتع بفضائح أبي حمزة .. ها هي العرباتُ عادت .. لا لن يركبُ .. المشيّ حياة .. المشيّ صحة .. رياضة الكهول .. سيمرّ ثانيّة قرب واجهات الزجاج .. ليت في هذه المونيكان الروح .. هل في هذه المدينة أنثى فعليّة .. يمضي على الرصيف .. يترنّحُ حتى باب بيتِه .. يعبرُ الفناء .. يجدها في الانتظار .. تصيحُ .. فيصيحُ .. يهرول إلى الزقاق .. يتحصن بظهر أبي حمزة .. يستخرجان معا بواطن جيوبهما .. وزوجتاهما على العتبتين .. تلوّحان .. وتنوحان!

حبل غسيل .. للأديية منال محمود



حبل غسيل

بقلم :- منال محمود

عادة غريبة تكاد سالى هي الوحيدة التي تمارسها ، لم يذكر أحد أمامها من قبل انه يفعل هذه العادة ، وهى لم تخبر أحد من قبل عن عادتها الغريبة تلك . مدرسة سالى الثانوية بعيدة عن مسكنها ، تركب المترو وتنزل لتسير مسافة قصيرة بعض الشئ ، صديقاتها انتقلن لمدارس آخري ،هى لم تصاحب بعد صديقات جدد تذهب وحدها إلي المدرسة ، في البداية كان الطريق موحشا مملا ،اعتادته مع مرور الوقت ، ثم بدأت عادتها الغريبة . مراقبة شرفات المنازل التي بها غسيل علي الحبال ، بدأت بالمقارنة بين غسيل وغسيل من ناحية النظافة وترتيب الملابس و الألوان ، ثم انتقلت إلى مرحلة تفضيل بعض الشرفات عن الأخري ومتابعتها ، لفت انتباهها ذات يوم بعض عمال الطلاء وهم يقومون بطلاء شرفه في شقه ، شدها لون الطلاء البنفسجي . الذي تحبه ، تتابع الشقة بشغف بالغ دون معرفة السبب ، بدأت فرحتها حين لاحظت غسيل منشور على الحبال الحديثة ، ألوان زاهية من ملاءات أسرة ، وملابس داخليه رجالى بيضاء في المقدمة ، وقمصان نوم حريرية نسائيه ذات الوان زاهية ، تهفهف علي استحياء خلف الملابس الرجالية وضعت بقصد في الخلف . خمنت سالي أن الشقة لعروسين جديدين . أصبحت سالي مغرمة بالنظر إلي هذه الشرفة دون معرفة السبب ، بدأت تتابع حالة العروسين والشقة عن طريق حبل الغسيل ، فى يوم شاهدت علي الحبل قطع غريبة من الملابس الرجالي عبارة عن جلابية صوف وكالسون وشال رجالي وعمة بيضاء ، من تكرار نشر هذه الملابس الرجالى خمنت أنها قد تكون لوالد أحد العروسين ، فى مرة شاهدت ملابس نسائية مختلفة مقاسها كبير نوعا ، ربما أنها حماة أحدهم جاءت للزيارة ، من نوعية الملابس استنتجت سالي أن العريس أو العروسة من أصول ريفية . انتهي العام الدراسي الأول واتت الأجازة شعرت سالي ببعض الحزن لأنها لن تستطع متابعة الشرفة ، أخذتها الأجازة بعض الشئ إلي أن أتي العام الجديد ، تنتظر بلهفه معرفة الجديد عن شرفتها الخاصة ، نظرت بفرحه عندما رأت علي الحبل ملابس طفل صغير ، العروسة أنجبت طفلة ، كان على حبل الغسيل فساتين صغيرة غاية في الروعة ، تراجعت الملابس الداخلية الرجالي إلي الحبل الثاني لاحظت سالى غياب الألوان النسائية الزاهية والقطع الحريرية الهفهافة التي كانت تحبها ،حلت محلها عباءات بيتية ذات ألوان قاتمة ، ثم لاحظت اختفاء ملاءات الآسرة البيضاء الفاتحة الألوان لتحل محلها ملآءات الأطفال وعليها رسوم الشخصيات الكارتونية . أصبح حبل الغسيل يشبه غيره من الحبال الأخرى ، رأت سالي حبل الغسيل خالى من ملابس الطفلة والزوجة ، وعليه ملابس الزوج فقط معلقه بدون عناية أو ترتيب وقليلة النظافة ، قالت سالي ربما أن الزوجة غادرت المنزل ، وسألت نفسها هل هي غا ضبة ؟ أم في زيارة إلي أهلها ؟ مرت الأيام وحبل الغسيل لايحمل سوي ملابس الزوج أو ملابس الرجل أو المرأة الكبيرين. في يوم جديد شاهدت سالى ما أسعدها ، عادت ملابس الزوجة وابنتها كما لاحظت عودة الألوان والقطع الحريرية مرة أخرى ، لكنها ليست بالطبع مثل البدايات ، مر العام الدراسي سريعا وبدأت الأجازة الصيفية وكانت فرحه لهذه النهاية السعيدة للزوجين . في بداية العام الدراسي الجديد اصبحت سالي شغوفة لمعرفة ما طرأ على الزوجيين، لاحظت لأيام ملابس حريمي سوداء على حبل الغسيل ، قلقت على الزوج ، لكنها رأت ملابسه مرة أخرى ، وتوقعت أن الرجل الكبير هو من مات فملابس المرأة الكبيرة يتكرر نشرها على حبل الغسيل ، بدأت ملابس الزوجة تتغير مرة أخري ، وأصبحت هناك ملابس فضفاضة واسعة ، ما جعل سالي تعتقد أن هناك حمل جديد وأصبحت سالي منتظرة المولود الجديد ، وتدعو للزوجة أن تنجب طفلا ذكر، فالريفيين يحبون إنجاب الذكور . مرت الأيام ورأت ملابس مولود صغير لكنها لم تعرف هل هو ولد أم بنت ، حزنت سالي عندما رأت الملابس بعد ذلك تدل علي أن المولودة بنت ، فقد شعرت بما تعانيه الزوجة . أصبح حبل الغسيل لا يخلو من قطع الملابس الصغيرة ، في أيام كثيرة لا ينشر فوقه إلا ملابس أطفال ، عادت الألوان القاتمة والأقمشة العادية لملاءات الآسرة ، قلقت سالي من تكرار ما حدث من قبل ، كان ذلك في نهاية العام الدراسي الأخير لدراسة سالى الثانوية وبعده ستنتقل إلى الجامعة ، وبالطبع لن تمر من أمام الشرفة مرة آخري . قررت سالى بعد تفكير أن تذهب إلي الشقة وتقابل الزوجة وتطلب منها أن تعود الألوان إلي حبل غسيلها حتى لا تفقد بيتها وزوجها مرة آخري ، لا تعلم لما كانت لديها هذه الرغبة؟ . آخر يوم فى المدرسة ، ذهبت إلي باب العمارة صعدت السلم وصلت إلي باب الشقة التى تتابع شرفتها ، ضغطت علي الجرس ، فتحت الباب سيده كبيرة وخلفها بنات يلعبن في الصالة سألتها السيدة في دهشة " عايزة مين يا بنتي " تلعثمت سالي ، فهى لا تعلم اسم من تريد استجمعت شجاعتها وقالت مرفت موجودة يا طنط ؟ ، لأ يا بنتي مافيش هنا حد بالاسم ده ، لمحت سالي الزوجة وهي تعبر الصالة وفي يدها إحدي الطفلتين وسبت غسيل ،ويبدو عليها الأهمال والتعب ، كانت ترغب بشدة أن تتكلم معها ولكن في هذه اللحظة جاءها صوت السيدة " عايزه حاجة تاني يا بنتي " لا يا طنط شكرا . غادرت سالي ،نزلت، إلي الشارع ، نظرت لأعلى فرأت حبل الغسيل انقطع والزوجة تحاول إصلاحه .

الأربعاء، فبراير 26، 2014

قصة " يحيا العشق " للقاص عصام سعد الفائز بالمركز الثاني في مسابقة جمعية الشعراء والمفكرين العرب



( يحيا العشق ) القاضى موجهاً حديثه لممثل الأدعاء : إقرأ قرار الأتهام . ممثل الأدعاء : المتهم تم ضبطه متلبساً. يقبل زوجته يوم الأثنين متحدياً للأمر الملكى . الذى يقضى بمنع تقبيل الأزواج لزوجاتهم يوم الأثنين من كل أسبوع . لذا يقدم للمحاكمة بتهمة العصيان . القاضى للمتهم : مذنب أم غير مذنب ؟ المتهم : غير مذنب ... القاضى : كيف.. ؟؟ وقد تم ضبطك متلبسا.ً...!!!!! المتهم : لأنها عشيقتى وليست زوجتى ...... القاضى : هل لديك ما يثبت أنها عشيقتك وليست زوجتك ؟ المتهم : نعم . فهذه وثيقة زواجى بغيرها , هذه أيضاً وثيقة زواج عشيقتى برجل آخر . تفضل ...... القاضى: حسناً. بعد الأطلاع على الأدلة المقدمة . تجلت لهيئة المحكمه البراءة المستحقة . لذا . حكمت المحكمة ببراءة المتهم , إخلاء سبيله . المتهم : يحيا العشق . والعدل . والملك . انتهت الكاتب القاص/ عصام سعد حامد مصر أسيوط ديروط
والمدونة تهنئ الاديب عصام سعد بفوزه بالمركز الثاني في المسابقة

الأحد، فبراير 09، 2014

قصة " الصقر " للأديبة غادة هيكل الفائزة بالمركز الأول في مسابقة كنوز الأدبية

 

الصقر
غادة هيكل

بدأت التحقيقات ، الكل يُستعدى ، لا تهملوا أحد ، هكذا كانت الأوامر ، نعقت الغربان فى القرية الواسعة ، الكل صامت ، يتحادثون همسا أو غمزا ، لغة العيون يأتى دورها هنا تسير بهوادة من بين شفاه الصامتين ، حملات المداهمة والتفتيش ومراقبة الأوجه الصلبة بحثا عن إجابة ، يذهب محقق ويأتى آخر ، الكل يشبه الاخر ، ملامحهم واحدة ونظرتهم حادة مخيفة ولكن أيا كانت ملامحهم وأيا كانت نظرتهم ، لن ترهب الصامتين ،تم رفع البصمات ،وحمل الجثة إلى العربة ، وتبعها الجميع بنظرات وداع مؤقت ، على باب القسم وقفوا فى الصف ومنهم من جلس على الارض مفترشا جلبابه ، عويس ما زال هناك يعس على الحقيقة ، يسير بين الدور يتسمع همس الرجل وامرأته ، أو الاخ وأخيه ، ولكنهم يعرفونه ، يأتى تحت شباك الصقر ، عم بيومى ، لقبوه بالصقر لقوة نظره فهو يمكنه أن يصطاد فريسته من بعد ، يرى عويس من خلف الشيش ، ينهره فيتنحنح ويلقى السلام ، عم بيومى هو المقصود فمن غيره سوف يفعلها ، والأستاذ على مختفى ،هوية القاتل معروفة ، والقتل خطأ ، والعزاء لم يتم ، تم التصريح بالدفن ، ثلاثة أطفال يودعون اباهم ملفوفا فى أمتار من القماش الأبيض ، وعصبة عند الرأس ، يحمله أربعة ، يتساءلون ، لماذا اربعة وتجيب الأم لأن للكفن اربعة ارجل فقط ، يريد الكبير أن يذهب وراءه حتى يكمل اللعب معه ، تتشبث به الأم أكثر خوفا أن يفلت منها مهرولا وراءه ، رغبتها هى أيضا تريد أن تهرول ولكن رجلها لا تحملها ، فالليلة كانت طويلة والعويل لم ينتهى الا ببحة صوتها هنا سكتت، رحل الرجال سلموه للقبر وعادوا كل الى بيته ، العزاء كان عند القبر ، الضابط يشد على ايدي الرجال متعهدين بعدم القصاص ، والصقر يحدق فى وجوههم ، أن ابناءه صغار لا يستطيعون الأخذ بالثأر ، يضغط الضابط اكثر على يده قائلا: ولا أنت يا عم بيومى ؟ يبادله الضغطة ، ينتش يده التى شعر بانكسارها بين أصابعه ، يحمل رجاله ويرحل . عاد الرجال فانتفضت النسوة من حلقة العزاء خوفا ورهبة من نظرات عيونهم التى تحمل الشرر من قلب أمين الطوب المحروق والذى مازال ينفث دخانه ،أما هى قد حملت سواد جلبابها وعصبة رأسها وصوتها المبحوح ، ورأس يترجرج بذكرياتها منذ شبت ، امرأة تُنكح ، وحتى صارت أرملة تتشح بالسواد فى سنوات هى الأكثر فقرا والأحوج لضل رجل ، ضل رجل صار بين اربع جدران لا تنطق وتركها بين رجال تتحفز للموت لتلحق به ، ولا مجال لها لترتقى عالمهم الذكورى مرة أخرى ، ألا يكفيها ثلاثة أطفال ذكور هم رجالها القادمون زوجا وانبا وأخا وكفى . تقوقعت بداخلهم ، ولملمتهم بداخلها ، وتركت ساحة الثأر للرجال ، وللصقر العم بيومى .

الثلاثاء، فبراير 04، 2014

يحيا العشق .. للكاتب عصام سعد


عصام سعد

( يحيا العشق )
القاضى موجهاً حديثه لممثل الأدعاء :إقرأ قرار الأتهام .
ممثل الأدعاء : المتهم تم ضبطه متلبساً. يقبل زوجته يوم 
الأثنين متحدياً للأمر الملكى . الذى يقضى بمنع تقبيل الأزواج 
لزوجاتهم يوم الأثنين من كل أسبوع . لذا يقدم للمحاكمة بتهمة العصيان .
القاضى للمتهم : مذنب أم غير مذنب ؟
المتهم : غير مذنب ...
القاضى : كيف.. ؟؟ وقد تم ضبطك متلبسا....!!!!! 
المتهم : لأنها عشيقتى وليست زوجتى ......
القاضى : وهل لديك ما يثبت أنها عشيقتك وليست زوجتك ؟
المتهم : نعم . فهذه وثيقة زواجى بغيرها , هذه أيضاً وثيقة
زواج عشيقتى برجل آخر . تفضل ......
القاضى: حسناً. بعد الأطلاع على الأدلة المقدمة . تجلت لهيئة المحكمه
البراءة المستحقة . لذا . حكمت المحكمة ببراءة المتهم , إخلاء سبيله .
المتهم : يحيا العشق . والعدل . والملك .

الأربعاء، يناير 29، 2014

إمرأه من زمن أخر .. قصة للأديب سيد منير


إمرأه من زمن أخر
القلوب تنبض والعقول تدرك معانى كثيره لكل ما يدور حولنا وبداخلنا ليست فلسفه أكتبها وأعبر عنها

بحروفى البسيطه المتماسكه المتراصه..قد يكون ما أكتبه حلم .قد يكون حقيقه وواقع ملموس محسوس لكل من يتعايش مع الكلمات التى تنطق وتعبر عن كل الأشياء التى أسردها إليكم الأن وسط قريه بسيطه فى الريف المصرى نعيش حياه عاديه نحترم المرأه ونكن لها الإحترام الغير عادى لان الربف يمتلك عادات وتقاليد موجوده بداخلنا باقيه ولن تتغير كا بقاء الأهرامات رمز الصمود والشموخ للقدماء المصريين..جاءت إمرأه وزوجها وأولادها للعيش فى قريتنا البسيطه ليست جميله.. قمحيه اللون 0 طويله ذات قوام ممشوق وخصر غريب وعيون عسليه يملائها البياض تمتلك من الأنوثه والجاذبيه ما لم تمتلكه إمرأه عاديه من مقاومات الجمال والحسن عاشت بيننا تقربت وتوددت لكل عائلات القريه أصبحت محطه للأنظار بكرمها وودها لكل الناس كانت تعيش فى بيت من الطوب اللبن بالإيجار هى وزوجها وأولادها عندما كانت تمشى فى الشارع ينظر اليها كل الناس بشغف وحب يتمنون الحديث اليها والتعرف بها إستحوزت على عقول الشباب كلا منهم يحاول أن يصل لقلبها وعقلها وجسدها الممشوق بكل الطرق حتى يأوى إليها ويمتلك جسد يرى فيه كل مقاومات الأنثى والمرأه التى رسمها فى خياله زوجها يعمل فلاح عند كل من يطلبه للعمل فى أرضه بأجر ليعيش مثل باقى البشر كان يحب أن يأخذ كل من يشتغل فى أرضه إلى بيته ليصبح جزء من كيان القريه وليس غريبا عن أهلها تقرب من كل الناس ساعدوه أن يمتلك قطعه أرض ويبنى له مسكنا يعيش فيه. كل يوم يعمل فى حقل أخر عند أصحاب القريه تعايش معهم أصبح كيان واقعيا وليس غريبا عنهم مرت السنين والمرأه تزداد جاذبيه وأنوثه تقربت من كل من تريده كأنها تختار فريستها من يلمس حنانها وعذوبتها يتعلق بها يشعر أنه لم يعرف إمرأه من قبلها ولم يتزوج بأنثى وكأنه لم يعش الحياه من قبل أن يعرفها للإدمان علاج وللسحر علاج ولكن حينما تدمن إمرأه تمتلك كل مواصفات الأنثى لا علاج إلا رحمه الله من ينمام فى حضنها ويتلذذ نشوتها يشعر برجولته الحقيقيه ويشعر أنه إمتلك العالم ومن تبتعد عنه وتلفظه يشعر أنه إفتقد كل شيىء حتى حياته تصبح لا معنى لها تقذفه الأمواج بين صراع قربها والوصول إليها مره أخرى حتى تعود إليه حياته ويستعيد رجولته التى فقدها حينما إبتعدت عنه تختار فريستها من الرجال بنفسها تنتقى كل من تنام فى حضنه حتى تشعر بأنوثتها ورقتها توحى لكل رجل تختاره إنها أحبته وإنها إختارته من دون العالم ليسكن قلبها وبرتوى منها ويعيش لذته الحقيقيه التى لن يشعر بها مع امرأه اخرى وأنه اصبح أمير قلبها وفارس حياتها وإنها له وحده ولن تكون لغيره مهما طال الزمن تقنعه أنه من اذاب جدار قلبها وجعلها تفرط فى أغلى الأشياء عندها وهو شرفها تعطيه المتعه التى لا توجد فى إمرأه اخرى تجعله إنسان محظوظ لأنها أحبته وأعطته قلبها أصبحت حديث القريه تتناقل اخبارها بين الرجال ولكن لا أحد يستطيع أن يقول لها إنها إمرأه لعوب أو لكل رجل يبحث عن المتعه ومن يتحدث معها لا يصل إلى نتيجه لأنها تمتلك أساليب من الخداع والكذب والمكر والخديعه التى تجعلها قادره على إحتواء الموقف وإنها أشرف من الشرف وإنها تخلت عن شرفها لرجل رأت فيه حياتها التى كانت تبحث عنها وإنها مستعده أن تفعل كل شيىء من أجله ومن أجل ان تكون بقربه وبجواره مارست الحب والرذيله وكأنها تعيش وحيده فى مكان مهجور لا يراها أحد لا تهتم بأحد إلا بمتعتها وأحساسها المتعطش لإشباع غريزتها بأى شكل من الأشكال وكأنها تجردت من كل المشاعر التى تجعلها تخاف من الله وصلت عامها الخمسين إنفصلت عن زوجها لأنها لا تشعر معه بمعنى الحياه وإنها أضاعت معه زهره أيامها وأجمل أيام العمر التى لن تعود الغريب طوال عشرين سنه من العيش وسط القريه ولم يعرف زوجها المطلق واولادها الكبار إنها تمارس الحب والجنس فى بيتها التى تعيش فيه ولما الغرابه والتعجب والإندهاش فإنها كانت تقنع كل رجل يحدثها أن القريه تتحدث عنها وإنها تمارس الجنس مع من تختاره من الرجال إنه مجرد كلام ودا طبع الفلاحين يتحدثون عن أى شيىء دون دليل ولأنها تمتلك مفاتن الأنثى فإنهم يغيرون منها لأنها محل إعجاب لكل صغير وكبير فى قريتها فهى لا تهتم بأمور الناس ولا تحب من يهتم بأمورها غريبه هى الحياه تعلمنا كل شيىء وتأخذ منا كل الأشياء حتى نشعر بقيمتها كل من إقترب منها يعانى من الفقر وقله الحيله فقد كل شيىء يمتلكه من أرض وأموال ومواشى لأجل أن يصرف عليها ويعيش بقربها ويحظى بحبها إنها اراده الله ليتعظ الجميع ويعلم أن لكل شيىء نهايه ولكن الكل لا يرى أخطأه بل يرى أن الحياه أخذت منه مقدراته وأمواله وأصبح يقتات على الفتات بعد أن كان يمتلك أشياء تجعله يعيش حياه كريمه لم تتعظ المرأه التى تناست قدره الله ولازالت تعيش فى مستنقعها البغيض تمارس الحب والرذيله وكأنها إبنه الثامنه عشره ولازال يتهافت عليها الكثير من الرجال وفى إحدى ليالى الشتاء البارده وبعد منتصف الليل سمعت القريه أصوات تستيقظ عليها إبنها عند عودته من عمله راى رجل فى البيت لم يستطيع تحديد ملامحه لأنه فر هاربا قبل أن يتمكن منه أخذته الصدمه فى أمه التى رأى فيها إنها فعلت كل شيىء من أجله هو وأخواته لم يصدق عينيه التى رات رجل غريب فى البيت بعد منتصف الليل وسألها من هو الرجل وماذا كان يفعل فى البيت فى هذا الوقت طلبنا منكى أن تتزوجى بعد الطلاق من والدى إذا كنتى ترغين فى ذلك قلتى أنا عايشه ليكم أنتم يا أولادى ولن أفكر فى الزواج من رجل يعكر صفو حياتكم ضحيتى من أجلنا والأن لطختى ثيابنا بالعار والفضيحه ليتنى لم أعيش لهذا اليوم أمى التى منحتنا الحب والعطاء والتضحيه هى من تمنحنا العار والفضيحه يا رب خدنى قبل أن أرى نظرات الناس وأسمع كلامهم وإنخرط الإبن فى البكاء واللاطيم والصراخ وكأنه فقد كل شيىء فى حياته لم تصمت المرأه امام كلمات إبنها وأهل القريه يقفون أمام البيت يسمعون كل شيىء أخرس يا إبن الكلب أن أشرف إمرأه فى القريه ولم يكن معى أحد فى البيت هل هذا جزاء تضحيتى من أجلكم ان تتهمنى فى شرفى إنت اكيد مسك الجن أو عليك عفريت وأخذت تضربه بعنف وتسبه أمام أهل القريه أنت مجنون أو مسك جن أكيد إنت لست إبنى تداركت قوتها وكذبها ولم تبالى من أهل القريه الذين تجمعوا على الصرخات أمام بيتها ذهبت لشيخ الجامع واتت به امام مرأى ومسمع من الناس إن إبنها أصابه جن وأنه يهذى بكلمات تمس شرفها لا يهمها الكلمات قدر أن تثبت للناس أن إبنها ملبوس وأن الهذيان نتيجه الجن الذى سكنه يا الله تمتلك أعصاب وقوه خارقه غير عاديه لم تمتلكها المرأه الحديده التى سمعنا عنها ورأيناها فى الأفلام وقفت تدافع عن إبنها وأنه ملبوس ولابد أن يعالجه شيخ الجامع إتصل الأبن بخاله وقال له أن أختك وضعت راسنا فى الطين وأنها كانت مع رجل غريب فى البيت ساءت حاله الإبن لدرجه أن أهلها صدقوا أنه اصابه الجن وأنه يهزى وما رأه هو نتيجه الجن الذى يسكنه من الغرابه أن تجد إمرأه تمتلك القوه مثلها وقلب الحقائق والتزييف للواقع الملموس المحسوس الذى راه الأبن والأغرب من ذلك إنها تمشى فى القريه دون أن تهتز أو تخجل من أحد عرض شيخ الجامع على خال الإبن أن يأخذه معه ليغير جو حتى لا تساء حالته وإنه فعلا ملبوس ولابد من عرضه على شيخ كبير ليصرف الجن عنه لم تهدأ المرأه ولم يرتاح بالها بعد أن قال شيخ الجامع كلماته أمام الناس بل وضعت فى سور الحوش الذى تسكنه بعضا من الأوراق المكتوب عليها بالشخبطات وأن أحدا من أهالى القريه هو من فعل ذلك بإبنها لانه ترك إبنتهم وإنفصل عنها وبذكاء شديد وحيله بارعه قالت لأخوها أن ذهبت لشيخ كبير وقال لها أن فى سور الحوش عمولات لإبنها وإنها تطالب أخوها بعوده إبنها ليرى كل شيىء بنفسه وجاء أخوها وبصحبته إبنها الى البيت مره اخرى وقالت له ما قصه عليها الشيخ أن فى خمس عمولات فى سور الحوش الذى يحيط بالمنزل ولابد أن يتواجد خمس رجال من القريه ليهدموا جزء من السور ويحصلوا على العمولات التى به وبقوتها الغريبه وتماسكها الذى لا حدود له نادت على خمس رجال من القريه كا طلب مولانا الشيخ ليهدموا جزء من السور ويستخرجوا الأعمال السحريه الموجوده وأمام تجمع كبير من أهالى القريه وإبنها هدموا جزء من السور وأظهروا الخمس ورقات الموجوده بداخله إستغرب الجميع لما يحدث عندما وجدوا الأوراق التى قال عنها الشيخ وأن إبنها مسه الجن وأن كلماته لها كانت عن غير ارادته وأنه أخطأ فى حق أمه يا الله هذة ليست إمرأه عاديه بل شيطان يعيش فوق الأرض بحيله غريبه وذكاء أثبتت لإبنها وأخيها وأهل قريتها إنها شريفه وأن إبنها كان يسكنه الجن إستطاعت أن تقلب الحقائق وتكذب ما راه إبنها لكنها لم تستطيع أن تكذب على الله الذى أجل فضح أمرها إلى يوما موعود مازالت تعيش فى الخطيئه وتمارس الحب والجنس وما زلنا ننتظر إراده الله