السبت، ديسمبر 19، 2015

نفس المقاس . للقاص كمال مصطفي جاد





نفس المقاس 

تخرج أختي  الي الشارع فانتبه الي عيون أقراني تتفحص تقاطيع  جسدها من خلال الثوب المجسم . أقترب منها هامسا  لها بأن تعود الي الداخل لتغير ثوبها  الضيق ،فتعترض رافضة.  يعلو صوتها حتي اضطر الي صفعها بالكف ، فتثور مهددة بالشكوي ﻷمي فألحق بها ركضا.
أجد أمي وخالي  
 مشدوهين من صياحها وبكائها الرهيب .لاتترك لي فرصة ولم تصبر حتي تختلي بأمي بل تحكي لها بأن ولدها (الشملول  ) صفعها دون ذنب . تستمع أمي ثم بغضب تنظر إلي فاضطر- علي خلاف المعهود - إيضاح السبب .فتنظر  أمي لجسمها ثم تنتفض واقفة ...يدب الرعب في قلبي ..تتوجه بقامتها المديدة  التي تطول أكثر  خلال  نوبات غضبها قائلة :
- تضربها بالكف عشان كده .... بس 
وإذ بها تستدير في خفة مصارع وانقضاض نمر  لتصفع أختي علي وجهها بقوة في حركة لولبية ثم تستخدم شبشها البلاستيك في إكمال مابدأت . هول المفأجاة يجمدني ..الضرب والعض والقرص وشد الشعر في أوجه ... مع صراخ  أمي المكتوم :
- عايزه تكسري أخوك قدام الناس ياكلبة ...دنت لاعشتي ..هه ... ولا كنتي 

تبحث أختي عن مهرب فلا تجد ثم اتنبه علي صوت خالي ينهرني بغضب دون أن يقوم من مكانه : 
-حوش عن أختك يابجم ...حوش عنها هتموووت ..

أدخل بينها وبين أمي وأرفع ذراعاي كساتر فتختبئ المعجونة ورائي 

تتوقف الام وهي تلهث ثم تلقي سلاحها علي الارض وهي تعنفها :
-شايفة ...لما حبيت تستخبي من الضرب ..استخبيت وراه ...هه ..الشملول اللي مش عاجبك.

تردف ماتقول ببعض الكلمات المنتقاة من قاموس لاتستخدمه أمي الا نادرا ثم تقول  :
-أمر مني ...أي حاجة ماتعجبك من أي بنت ...الضرب مش بالكف بس ...بكل حاجة في ايدك 
-حاضر...حاضر .... اهدي ...صلي علي النبي 
أشير الي أختي أن تختفي حتي لاتتعرض للقصف فتدخل  ألي أقرب غرفة. 

تجلس أﻷم بجوار خالي تمسك  كوب الشاي فيميل خالي ليهمس في أذنيها فتنظر الي الارض ثم ينفجران في ضحك صاخب معا وأنا لا أفهم شيئا ....
 يستدير الزمن ويدور دورته اﻷولي .  يتكرر المشهد حين تدخل بنت أختي لتشكو أخاها 
واذ بنفس المشهد يتكرر وأجدني أكرر كلامي خالي

 عندما تهدأ أختي وترمي شبشبها . تلتقط كوب الشاي وتعتدل في جلستها  . أتذكر ماحدث... فأقول لها مشيرا لشبشها :
- فاكره ؟؟؟ نفس المقاس ...صح ..
 ترفع حاجبيها وتتسع عيناها وفجأة ننفجر في ضحك عارم وأبن أختي في حيرة من أمره..!!!

ليست هناك تعليقات: