-----------------
لا صَائبٌ فينا ولا صَائِبَة
تغتالُنا أحْلامُنا الكاذِبَة
بِلا هُدَىً نعيشُ أعمارَنا
نبكِى على أعمارِنا الذاهِبة
نُقاطِعُ المرآةَ كى لا نَرَى
وُجُوهَنا المنسِيَّةَ الشاحِبَة
يَخسَرُ فينا الفرْحُ جولاتِهِ
أحزانُنا قُوَّاتُنا الغالِبَة
الطيِّبونَ، اللهُ أَوْحَى لَهُم
أنْ سوفَ يُنجِى الأنفُسَ العاتِبَة
يا أيُّها الناسُ اعْبُدُوا ربَّكُمْ
محبَّةً..لا رَهْبةً حاجِبَة
إنْ كانَ ما قدْ ساءَكُمْ ساءَكُمْ
فلا تظُنُّوا السُّوءَ فى العاقِبة
عِندى لكم حَالَ الرِّضَا جَـنَّةٌ
شرابُها يُنسِى الأسَى شارِبَهْ
فلا تقولوا: حِنْطَةٌ،
كلما حلَّتْ بِكم فى دارِكُمْ نائِبة
مِن يومِها والطيِّبُون الأُلَى
أحلامُهُمْ مِن خَطْوِهِمْ غاضِبة
يفكِّرُونَ بالذى غَرَّهُمْ
فى أرضِهِمْ بالنَّجْمَةِ الثاقِبة
يُدِينُهُمْ حِسابُ أيامِهِمْ
فيَلْعَنونَ الآلةَ الحاسِبة
مُعلَّقونَ فى صَدَى دعْوَةٍ:
يا واهبَ الفِرْدَوْسِ.. يا واهِبَهْ
يا طيِّبٌ.. حيثُ خَلا طيِّبٌ
وحاضِرٌ..حيثُ النُّهَى غائِبة
افتحْ لنا بابًا.. بلا مُوصِدٍ
ونجِّنا مِن وحشةٍ واصِبَة
فما لَهَا وُجُوهُهُمْ..
ما لَهَا
خاشِعَةٌ..
عامِلَةٌ..
ناصِبَة!
تَصْلَى جزاءً ما بِهِ تصْطَلِي
ووصْلُهَا الحاطِبُ والحاطِبَة
وما لَهُمْ يَدْعُونَ مِن وَجْدِهِمْ:
يا واهِبَ الفِرْدَوْسِ.. خُذْنَا هِبَة!
كأنَّهُمْ يختارُهُمْ حالُهُمْ
مِن بينِ مَنْ فى أرضِهِمْ قاطِبَة
يا أهْلَ قلبِى..
يا خِضَمَّ الرِّضَا
ويا فُرُوضَ الوَنَسِ الواجِبَة أ
حِبُّكم أكثرَ مِن حُبِّكمْ
وأجْتَبِيكُمْ حُرْقةً لازِبَة
لاتزْعَلُوا مِنِّى
إذا فُتُّكُمْ
آمالُكُمْ فى عودتى خائِبَة
أنا غَدٌ.. لمَّا يَحِنْ وقتُهُ
أظْفارُ يوْمِى فى دَمِى ناشِبَة
أُنْسِى بكمْ فى ذِكْرِكُمْ صاحِبٌ
وعُزْلَتِى عنْ غيرِكُمْ صاحِبَة
أقولُ لليلِ الذى يختَلِي
بكلِّ عينٍ مِن أسَىً ساكِبَة
لوِ اطَّلَعْتَ داخِلِى قلْتَ لي:
حُزنُكَ لا تشوبُهُ شائبة
يا أهْلَ قلْبِى طيِّبٌ
قلبُكُمْ ورُوحُكُمْ فى صفْوِها ذائبة
فَقَطْ دَعُوا لِى خَلْوَتِى
رَيْثَمَا تقْتَصُّ مِنِّى لحظَتِى الغاضبة
ولا تَلُومُوا واحدًا..
إِنَّهُ لا صائبٌ فينا ولا صائبة