الجمعة، يوليو 25، 2014

ليس دماغى سوى ثقب فى الوجود.. للشاعر أمجد ريان



ليس دماغى سوى ثقب فى الوجود
..
المذيعة تشرح كيفية تنفيذ غرز الكروشيه 
والشقق الصغيرة المتجاورة فى البلوك تغلق أنوار الشبابيك
ولازالت الطائرات فى غزة تضرب الفقراء بالفسفور
والجسد الذى يتمزق ، ليس سوى الحضور المادى للإنسان .
المرأة تصرخ فى ابنها بعد أن انفلت من يديها ، واقترب من باب المترو
ونحن جميعاً ندور حول المعانى ، ولا نستطيع أن نقولها :
والأحداث فى كل يوم تغير مجرى التاريخ .
المعانى قديمة والإنسان يتجدد ، وأنا أعصابى تشتد وتتوتر
ألف باء الحرية ، أن نفرش شققنا بالأثاثات التى نريدها
ونرص حقائب السفر بأعلى الدولاب ، ونظل طوال اليوم حبيسين فى البيت :
وهكذا ينشغل الناس بالحياة ، أو ما يعتقدون بأنها الحياة .
قالت البنت لصديقاتها : يمكننا أن نقص شعرنا ، ونجدله حبلاً طويلاً يحملنا للسماء
وعندما انقلب المشهد ، صار مجموعة من البنات القتيلات .. عيونهم مفتوحة على اتساعها .. تحدق فى لاشىء ،
نحن فقط نشير إلى المعانى ولا نعرف كيف نصرح بها :
والبروجكتور مسلط على وجه الممثل : وهو يطلق الكلمات كالفقاقيع .
المعانى منارات مظلمة
حين يظل الأب والأم يختاران الأسماء المحتملة لطفلهما القادم .
يتأكد للجميع أن الكلمة مفتوحة على معان عديدة ، دون أن تصل لشىء
أحسد هؤلاء الذين يغرقون فى النوم ، بمجرد وضع رؤوسهم على المخدة .
وأنا ما أن أضع جسدى على الأريكة ، حتى تغلبنى الدموع .
هذه مجازر الشجاعية ، والتفاح ، وبيت حانون
وهذا المذيع بابتسامته العريضة على الشاشة ،
ولاتزال المعانى تهرطق فى رؤوسنا ، والشفاه تبقبق
وأنا واقف على الناصية
أثبت النظارة فوق أنفى بأصبعى السبابة .

ليست هناك تعليقات: