الأربعاء، سبتمبر 15، 2010

لن نصادر حريتنا / بيان حملة الإطاحة بلجنة الشعر

لن نصادر حريتنا / بيان حملة الإطاحة بلجنة الشعر
من أسامة الحداد‏ في 14 سبتمبر، 2010‏، الساعة 01:00 مساءً‏‏

لن نصادر حريتنا)

لا ننشد غير حلمنا بثقافة تضرب جذورها في الأرض مثل جميزة هائلة لا يقوى الفيضان على إزاحتها ننشد الهواء كما نتمنى أن يكون لا نريد عاصفة تطيح بل حقلاً من المحبة و فضاءات متسعة تسمح بالتجاور و التعدد لقد سئمنا أحادية الخطاب الذي تتبناه المؤسسة بالممارسات السلطوية التي تتبناها بثقافة المهرجانات و السطحية بهلامية الشكل وفراغ المضمون و نحن ندرك وعورة الطريق و نرى الأسلاك الشائكة و الألغام المتناثرة و نعلم أن الكثيرين بلا آذان يسمعون بها و أن التماثيل ليس من السهل تحطيمها و قد تضخمت لتسد الطرق و تسرق الحدائق و من اليسير أن نعلن انشقاقنا ورفضنا والشجب و الإدانة و هنا تكون السرعة صفرًا و يصبح العبث بمعناه الدارج هو المهيمن و قد عايشنا وعبر ما يربو على العقدين أزمة هائلة و صراعًا بين ثقافة تحاول اكتساب أراضٍ لتعميرها و مؤسسة تفرض سطوتها و تهمش كل ما هو جاد و تقدم مشهدًا ثقافيًًّا هزيلاً و هزليًا أفقد مصر و هي مركز الثقافة و ثقلها إقليميا مكانتها و دورها.إننا ندرك أزمة غياب الأنساق المعرفية لثقافة تحتفي بالواحد و تطرد المتعدد و انحسار دور النخبة و جمودها و التبعية الثقافية وسط متغيرات هائلة حدثت و تحدث على كافة الأصعدة ليس أولها تفكك الإتحاد السوفيتي و انهيار فكرة القومية و ليس نهايتها ثورة المعلومات و تحكم القطب الواحد باسم العولمة بما يحمله الخطاب من إمبريالية و تسلط على هويات الشعوب و مصادرة تاريخها فثمة جديد لا تواكبه المؤسسة و لا يعي القائمون عليها بخطورتها و من هنا و لما كان الإبداع الأدبي لا سيّّما الشعر هو من يقود الوعي و الذاكرة الجمعية و يتيح مساحة لأفكار و رؤى جادة تنبت في أرض قاحلة أصابها البوار من سياسات و آليات مؤسسة مهترئة تعيش بالقصور الذاتي و تقود المجتمع إلى ردة غير مسبوقة نتيجة لسعى القائمين عليها نحو تحطيم المشهد الثقافي و نفى الإبداع الجديد و الجاد لصالح خطاب يخدم السلطة العسكرية الحاكمة و يكرس للقهر و التبعية و يرسخ لثقافة القطيع و كان للجنة الشعر التي احتفظ العديد من أعضائها بمقاعدهم عبر أكثر من عشرين سنة دورها السلبي الواضح من خلال محاربة التجديد و الانحياز للمصالح الشخصية الصغيرة و تقديم صورة سيئة لمشهد شعري هو في جوهره حافل بالتفاعل و شديد الثراء و ألقت بالأضواء حول نقطة شديدة الضآلة و الضعف و يرجع ذلك بالأساس إلى تشكيل اللجنة التي لم يراع في أعضائها تمثيل كافة التيارات و الأطياف الشعرية و كذا الترويج لنص لا يتواءم و اللحظة الآنية و لا يعنى بالصراع مع العالم و إعادة اكتشاف جوهره بقدر ما يعمد إلى التصالح مع العالم و الاستكانة لكل القهر الذي نعايشه و إعادة إنتاج نصوص سابقة لتكون الصورة المتاحة عن الفعل الشعري غاية في السلبية و دالة على التراجع و التبعية و أفرزت هذه الألعاب القميئة ثلة من المنتفعين بالفساد الثقافي كنباتات عشوائية عقيمة و طفيلية تقتات الفتات داخل الحظيرة كما سماها القائمون على المؤسسة و من هنا فإن مطالبنا و التي نرى حتميتها و التي لا تهدف لإزاحة أشخاص بأعينهم أو تهدف إلى نقطة صغيرة داخل بؤرة العفن بقدر ما تسعى لمواجهة الفساد الثقافي المتحالف مع نظام مستبد و إعلام شديد التفاهة و السطحية يروج للأكاذيب و يخفى الحقائق يحاول أن يضع أستاره على الشمس الساطعة و يزعم الريادة الكلمة الخاوية التي سئمنا منها و من هنا فإن السلبيات التي نراها تخلص في الآتي :أولا : تحديد مدى تبعية المجلس الأعلى و الهيئات الثقافية الأخرى للسيد وزير الثقافة و فق ما جاء بالقرار الجمهوري 150 لسنة 1980 و هل مسئولية وزير الثقافة سياسية أم فنية باعتبار المجلس الأعلى تابعًا له وفق المادة الأولى من القرار و الفصل بين ما هو سياسي و إداري و ثقافي بما يتيح القدرة على العمل و تقييمه بعيدا عن مركزية السلطة و فرض رؤية فردية لمنصب سياسي على ثقافة يفترض أنها ملك للمواطنين تعنى بالتواصل لا بالقطيعة و بالتعدد لا بأحادية الخطاب المركزيثانيا : الفصل بين تداخل العمل و المهام الموكلة للهيئات الثقافية إذ أن ما يحدث الآن هو الغياب الكامل للتنسيق بين هيئات وزارة الثقافة و قيامها بمهام و أعمال متطابقة بما تنتفي معه مبررات تعدد الهيئات الثقافية و ما ينتج عن ذلك من إهدار للمال العام و لا يمكننا في لحظتنا الآنية أن نحدد الفوارق العملية بين دور الهيئة العامة لقصور الثقافة و المجلس الأعلى و هيئة الكتاب فجميعها تبدو و كأنها تنافس بعضها البعض و تقوم بالعمل ذاته دون تحديد أدوار واضحة و مهام مستقلة لكل هيئة منها بما يؤدى إلى التضارب و تبدو و كأنها جزر منعزلة لا رابط بينها و تفقد مبررات وجودها نتيجة لغياب التنسيق أو العمل داخل منظومة واحدة وفق سياسة عامة لها قواعدها و توجهاتهاثالثا : تحديد معالم العبارات الفضفاضة و المطاطية التي اشتمل عليها القرار الجمهوري و التي لا تصلح كصياغة لقانون ملزم يمكن محاسبة القائمين عليه فقد اشتمل القرار على عبارات مثل تيسير سبل الثقافة للشعب وربطها بالقيم الروحية ، وذلك بتعميق ديمقراطية الثقافة والوصول بها إلى أوسع قطاعات الجماهير مع تنمية المواهب في شتى مجالات الثقافة والفنون والآداب، وإحياء التراث القديم وإطلاع الجماهير على ثمرات المعرفة الإنسانية وتأكيد قيم المجتمع الدينية والروحية والخلقية .و مثل هذه العبارات تضعنا أمام إشكاليات عديدة لا حصر لها ولايمكن الإحاطة بفحواها و تعطى القائمين على العمل حق تفسير هذه العبارات وفق مفاهيمهم الخاصة دون الحق في محاسبتهم و تكرس لثقافة المهرجانات التي تبنتها المؤسسة و لو افترضنا أن هذه العبارات ملائمة لإنشاء المجلس و تحدد أهدافه فمن حقنا التساؤل عن ديموقراطية الثقافة و عن تنمية المواهب فما يحدث فعليا من القائمين على المؤسسة يخالف تلك الأهداف فلم نرى تعددية ثقافية و محاربة المواهب الجادة و نفيها و استبعادها هو السائد لصالح خطاب سلطوي و مصالح شخصية شديدة التفاهة

رابعا : غياب الشفافية إذ يفترض وفق قرار إنشاء المجلس الأعلى وجود خطة للسياسة العامة للثقافة و هو الأمر الغائب إلا إذا كانت هناك خطة غير معلنة و هو ما ينطبق بشدة على برامج لجنة الشعر و توصياتها التي لا يراها أحد وربما لا يعرفها أعضاء اللجنة .

خامسا : تحديد دور اللجان و هل عملهم يتوافق مع قرارات المجلس الأعلى للثقافة و توجهاته و هو المكون من عدد من المسئولين السياسيين و الشخصيات العامة يفترض اجتماعها و تحديد مهام الشعب داخل المجلس و لا يعرف أحد بتوصيات المجلس أو اجتماعاته و التي حددها القرار الوزاري باجتماع دوري كل ثلاثة أشهر أو دور اللجان و هل هي فنية أم إداريةسادسا : نصت المادة (18): تعد الأمانة العامة – سنويا – سجلا مفصلا يشتمل على ما أصدره المجلس من قرارات وما تم تنفيذه من خطط ومشروعات خلال السنة السابقة و السؤال البديهي و الساذج أين هذا السجل و هل يتاح لكافة المواطنين الاطلاع عليه باعتبار أن هدف المجلس تيسير سبل الثقافة للشعب .

سابعا :حدد القرار الوزاري مدة اللجان بسنتين دون تحديد لعدد الدورات للشخص الطبيعي و نتيجة لذلك استمر بعض الأشخاص في عضوية لجنة الشعر لدورات عديدة بما أدى إلى وجود حالة من الجمود و التراجعثامنا : يفترض في لجنة الشعر وفق أهداف المجلس تمثيلها للتيارات الشعرية المختلفة و كافة الأطياف و هو ما لا يتحقق على أرض الواقع بما جعل مجموعة صغيرة من الأفراد تهيمن على اللجنة و توجه عملها وفق ذائقتها الشخصيةثامنا : غياب آليات تقييم أعمال اللجنة بشكل واضح مما أدى لقيام العديد من المؤسسات في الخارج بالتعامل المباشر مع الشعراء دون اللجوء للجنة لتقديم ترشيحاتها و الأمثلة على ذلك لا تحصى و لا تعد.

تاسعا : تراجع الثقافة لصالح ما هو سطحي نتيجة التباعد و التنائي بين خطاب المؤسسة و المواطنين و ظهر ذلك جليا في غياب الصفحات الثقافية بالجرائد و المجلات حتى ما يسمى بالقومي منها و انحسار ما تبقى في أخبار لا تؤسس لرؤى و الأمر ذاته في أجهزة الإعلام المسموعة و المرئية و كذا في وزارة التربية و التعليم و يعود ذلك في الأساس لغياب التنسيق بين أجهزة الدولة و أيضا انصراف المجتمع عن الخطاب الثقافي السلطوي و الفوقي الساذج الذي تتبناه المؤسسة و هو ما يخالف قرار إنشاء المجلس الأعلى للثقافة الذي يقترض فيه وضع آليات لعلاج هذه الأزمة و كشف أسباب التراجع الثقافي و البحث عن خطاب يتواءم مع ما هو حياتي و يتفق مع أحلام و هوية وطن له تراث هائل و متراكم يقف شاهدا على هذه الردة و يؤكد – التراث – فشل المؤسسة و سلبيتها

عاشرا : هيمنة مجموعة من الأشخاص ترتبط بمصالح شخصية على الثقافة المصرية لاسيما لجنة الشعر و قيام هؤلاء بعدة أدوار داخل المنظومة و العمل في عدة قطاعات ثقافية و إعلامية بما يكرس للشخصنة و الفردية و آية ذلك بيت الشعر و لجنة الشعر حيث لا فارق بين اللجنة و البيت و أيضا يتولى كل من السيدين /أحمد عبد المعطى حجازي و حسن طلب الإشراف على مجلة إبداع الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب و التي سبق إيقاف صدورها لندرة التوزيع و أعيد إصدارها بهيئة التحرير ذاتها و مازال الجمهور منصرفا عنها يتجنب الاقتراب منها حتى المثقفين منهم و هو ما يجعل من استمرارية مجلس تحريرها إهدارًا للمال العام

الحادى عشر : من بين أهداف إنشاء المجلس الأعلى الكشف عن المواهب الفنية و الأدبية و تنمية قدراتها وهنا لنا الحق في التساؤل عن دور لجنة الشعر في تحقيق أهداف المجلس و هل لدى اللجنة خارطة تكشف عن الشعراء المصريين و من هو الشاعر الذي اكتشفته اللجنة عبر العقدين المنصرمين و قدمته و هل تلم اللجنة بالمشهد الشعري في مصر أم تتجاهل سوى أعضائها و المقربين منهم

الثاني عشر : تراجع دور المؤسسة في نشر الأعمال الأدبية أو رعاية المواهب تراجعا حادا سواء على مستوى نشر أعمال قميئة بسبب مصالح شخصية كسلاسل الهيئة العامة للكتاب لاسيما إشراقات و التي لا يقرؤها أحد أو نشر الأعمال الكاملة لكتاب ثبت انصراف القراء عنهم و بعضهم تنشر أعماله الكاملة و بجانبها بعض أعماله في مطبوعات أخرى و الأمثلة عديدة و أغلب الأعمال الكاملة لم تنجح الهيئة في توزيعها و تم خصم نسب عالية من الثمن و أيضا لا تباع و هذا إهدار واضح للمال العام و كان يتعين نشر كتبا لمجيدين من أجيال تالية تحقيقا للتواصل و للكشف عن إبداعات أكثر توائما مع المعيش و الآني إلا أن غياب خطط النشر و التكتم على أسماء الكتب التي نشرت أو المعدة للنشر بعد أزمة الروايات الثلاث جعل من العسير إصلاح حال النشر الحكومي و أيضا فنشر قائمة بالإصدارات السابقة و المستقبلية هي شفافية غائبة عن المؤسسة التي تبدو و كأنها في حالة حرب مستعرة مع الإبداع الجاد و تركت الكتاب فريسة لدور النشر الخاصة التي تتبارى في التلاعب بهم دون رقابة و أيضا بالتقرب إلى القائمين على المؤسسة للحصول على قطعة من فطيرة فاسدة تسمى مكتبة الأسرة و نسى المجلس دوره و أهدافه فى رعاية المثقفين و الحفاظ على مصالحهم التي هي صالح الثقافة و لم يحاول البحث عن صيغة مقبولة للتعامل بين الكتاب و دور النشر الخاصة برغم ما ورد في المادة الثانية من القرار الجمهوري حيث جاء بها الآتي :- وضع ميثاق شرف للعمل الثقافي في مختلف مجالاته والإشراف على تنفيذه والعمل والالتزام به.- رعاية الإبداع الفكري والفني وحماية حقوق التأليف والأداء وتأمين المشتغلين بالثقافة والفنون والآداب.و من هنا فقد فقد المجلس مبررات وجوده و صار جثة هامدة تنتظر شعائر الجنازة و إقامة السرادق …

الموقعون على البيان:

الشاعر /محمد آدم

الشاعر فتحي عبدالله

الشاعر /أسامة الحداد

الشاعرو الناقد /شريف زرق

الشاعر /إيهاب خليفة

الشاعر /عبدالله راغب

القاص /عادل العجيمي

القاص/ عماد أبوزيد


كورس ثقافي لطلبة اداب الفيوم



تقيم كلية الااب جامعة الفيوم كورسا دراسيا لطلبة الفرقة الرابعة مع بداية العام الدراسي محوره( الشعر العربي الحديث) يتناول الكورس مستويات الايقاع واللغة عبر نموذجي الفصحي والعامية المصرية ويحاضر فيها الدكتور أحمد عبد المقصود مدرس النقد والبلاغة بجامعة الفيوم

الثلاثاء، سبتمبر 14، 2010

مهرجان مسرح الطفل الدورة الاولى بقصر ثقافة الفيوم

اليوم الموافق 14/9/2010
تبدا فعاليات مهرجان مسرح الطفل الدورة الاولى
بمسرح قصر ثقافة الفيـــوم
جدول العروض المشاركة

...حـــــــفل الافتتــــــاح

الفيل وعصا الحكمة ... قصر ثقافة الفيوم ... اخراج محمد زعيمة
ارض المعرفة ... قصر ثقافة سوهاج ... اخراج محمد شوقى

عالم سمك ... قصر ثقافة السويس ... اخراج كامل عبد العزيز
عصفور الشمس ... قصر ثقافة مصطفى كامل ... اخراج عبد السلام عبد الجليل

الغابة الخرساء ... قصر ثقافة سوزان مبارك ... اخراج محمد حجاج
رحلة الست ارض ... قصر ثقافة كفر تصفا ... اخراج محمد ادم

قمر الحواديت ... قصر ثقافة الاسماعيلية ... مجدى مرعى
رحلة ورد ... قصر ثقافة برج العرب ... ممدوح حنفى
الامير المسحور ... قصر ثقافة الفيوم ... محمد بطاوى

حــــفل الختــــــــــام
14/9 15/9 16/9 17/9

الأحد، سبتمبر 12، 2010

اليوم السابع /اتهام فاروق حسنى بالجهل بالثقافة المصرية


بلال فضل / اليوم السابع

على غير المتوقع، أشاد عدد من المثقفين المستقلين الموقعين على بيان "فلترحل منظومة الفساد" بوصف وزير الثقافة، فاروق حسنى، لهم بأنهم "ليسوا مثقفين"، مؤكدين على أنه منحهم شرفا كبيرا لأنه لم ينسبهم إلى منظومة الثقافة الأكثر فسادا على مدى ثلاثة عقود متتالية لم تشهدها مصر من قبل.

ورأى عدد من الموقعين على البيان أن لجوء وزير الثقافة إلى اتحاد الكتاب ومطالبته بتحديد صفة الموقعين على البيان ومعرفة إذا ما كانوا أعضاءً بالاتحاد أم لا؟ دليل على مدى جهل الوزير بالثقافة المصرية.

من جانبه، قال الكاتب والسيناريست بلال فضل، أحد الموقعين على البيان، لليوم السابع، "إنه لشرفٌ كبير لنا نحن الموقعون على البيان أننا لا نخضع للمواصفات الثقافية التى حددها وزير الثقافة فاروق حسنى للمثقفين صاحب أكبر عدد من الكوارث فى وزارة الثقافة"، مضيفًا "فبرأيى أن الناس وحدها هى التى يمكنها أن تحدد الإنسان المثقف من عدمه".
وحول موقف اتحاد الكتاب ورده على وزير الثقافة، أضاف فضل، "كان من المفترض أن ينتفض اتحاد الكتاب ولا يخضع للوزير، ويرفض التعامل مع المثقفين على أنهم أعضاء فى جمعية استهلاكية فى وزارة التموين وعلى الاتحاد أن يبحث عن المثقفين الحاملين لبطاقتهم الثقافية أم لا؟".

وأنهى فضل حديثه قائلاً، "المسألة كلها عك فى عك وأغلبها كلام لا يصلح للنشر وسأترك الأمر للقارئ الذى سيحكم على ما يحدث بنفسه".

وقال الشاعر رفعت سلَّام، أحد أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين المستقلين الأول، من المؤكد أن الموقعين على البيان لا يعنيهم رأى فاروق حسنى فيهم، فهو ليس حكمًا إلا فيما يتعلق بإفساد وتبديد مقدرات وزارة الثقافة المصرية، فما حدث من كوارث خلال وزارته لم يحدث منذ تأسيس وزارة الثقافة فى مصر على مدى ثلاثة عقود زمنية، مثل (محرقة بنى سويف، تبديد الآثار المصرية، مصادرة الكتب، سجن الكبار من مساعديه، هزيمة اليونسكو والإساءة للثقافة المصرية بالتنازلات التى قدمها لإسرائيل، وحريق المسرح القومى، وغيره من المواقع الثقافية وضياع ما يسمى خبيئة الغورى الفنية).

وأضاف سلاَّم، إن لجوء الوزير لاتحاد الكتاب يكشف لنا عن مدى جهله بالثقافة المصرية، ويؤكد على أنه ليس وزيرًا للثقافة، فحينما يصبح اسما بحجم د.عاصم الدسوقى وغيره من كبار المثقفين مجهولين بالنسبة لوزير الثقافة فلا شك أننا أمام كارثة كبيرة جدًا، والأخطر من ذلك هو أن يتحول اتحاد الكتاب على يد الكاتب محمد سلماوى الصديق الحميم للوزير إلى مجرد إدارة بيروقراطية تابعة للوزارة، فبعد أن كافح المثقفون والكتاب طويلاً للحصول على نقابة مستقلة لهم بعيدًا عن أجهزة الدولة يأتى الصديق الحميم للوزير ويشهر تبعيتها المباشرة لفاروق حسنى بلا أدنى أقنعة.

وتابع سلاَّم، حينما تحدث بيان اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين المستقلين الأول عن الوزير وبطانته فقد كان ذلك موجهًا فى الأساس إلى وزير الثقافة وأركان حظيرته التى أعلن عنها منذ بدء تسلمه الوزارة، مضيفًا، "فهو سيد الكوارث بلا منازع على مدى التاريخ الثقافى المصرى ولا بد له من الرحيل هو وحاشيته لصالح الثقافة المصرية، ولا أدرى سبب تشبثه وقتاله على الكرسى طوال هذه السنوات وتحميله مسئولية تلك الكوارث إلى مساعديه لينجو هو "بجلده" من المساءلة، وقد آن الأوان لوضع الأمور فى نصابها وتحميل المسئولية الكاملة عما جرى خلال هذه العقود الثلاثة لوزير الثقافة".

ومن ناحية أخرى، قالت الكاتبة سلوى بكر، "كنت أتمنى أن يعلن الوزير عن أسفه بأخطاء وزارة الثقافة المتكررة، واعترافه بتحمله ولو جزء بسيط من هذه الأخطاء، وربما كان اعترافه سيخفف من هجوم المثقفين عليه، ولكن للأسف هذا النظام يؤكد على أن وزراءه لا يأتيهم الباطل من بين يدهم ولا من خلفهم".
وأضافت بكر، "يفترض أن الاتحاد نقابة مستقلة ولا تخضع للوزارة وليس من مهمتها تحديد صفة المثقفين، وحتى ولو كان البيان من عامة الناس وليس المثقفين فكان من الأولى والصواب أن يحظى البيان بالاحترام وأن ينظر له ويناقش بجدية، ولكن تصريحات الوزير أكدت على مدى التخبط وسوء الإدارة فى المؤسسة الثقافية".

وكانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين المستقلين الأول أصدرت يوم السبت الموافق 4 من سبتمبر الجارى بيانًا لها بعنوان "فلترحل منظومة الفساد"، طالب الموقعون عليه بإقالة وزير الثقافة ومحاكمة من أسماهم البيان بالفاسدين فى الوزارة، وكان من بين الموقعين على البيان ثلاثة أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكتاب وهم د.علاء عبد الهادى رئيس لجنة الرعاية الطبية به، ود.صلاح السروى رئيس لجنة الحريات، ود.حامد أبو أحمد رئيس لجنة الجوائز بالاتحاد، إلا أن اتحاد الكتاب لم يذكر بحسب ما نشرته إحدى الصحف المصرية اليومية فى تقرير لها أسماء أعضاء مجلس إدارته واكتفى بالإشارة إلى خمسة أسماء فقط أعضاء به، فيما أشار الدكتور علاء عبد الهادى فى تصريحات صحفية إلى أن أكثر من 50 مثقفا من الموقعين على البيان هم أعضاء باتحاد الكتاب.

السبت، سبتمبر 11، 2010

صباحاتك يا مصر .....قصيدة للشاعرة وفاء أمين

صباحاتك يامصر

************************** صباح الورد والياسمين

جناينيه بتروي حنين

تعالى نروح لبياعه

يرتبهولنا جوه بوكيه

لقلب حبيب كده نهديه

يطيب جرحه وأوجاعه







صباح أبيض بألوانه

******************



بنفسج يحكي أشجانه

عبير الفل أحلي نسيم

جميل أبيض وشكله وسيم

تقول الله علي الرقه

عروسه رايحه للزفه

مابينها وبين عريس خفه









صباح الورد يا أحباب

*********************

ورودكم تفتح الأبواب

يرق القلب ينسي عذاب





صبحنا قول وعيد فيها

******************* دي كلمه جميله إحييها

وأوعي في يوم تخبيها

ماتبخلشي وقولها أوام

دي بتقرب وفيها حنان

وقبلك قالها حس الطير

وغناها صباح الخير









صباح الحب يامصر الحنان ضمه

******************* صباح الرزق والهمه

صباح ابيض علي أمه

تصلي الفجر تفتح دير ت

قوم من نومها تزرع خير





صباح الخير يامدارسهم

**********************

صباح الخير تلبسهم

وتقفل بيها مرايلهم

وترفع إيدها شنطتهم

وبوسة ماما في خدودهم

يمدوا الإيد لمصروفهم

وبوسة بابا فوق روسهم





شعاع الصبح بيصبح علي العمال

******************************

إيدين شغاله عرقانه عرقها حلال





صباح الخير ياقدرة فول

********************

حوليها النهار مقفول



بألف إيدين تنادي تقول



كمان حبه دا مش معقول!!





صباح الخير ياسواقين

********************* أتوبيس وأجره وموظفين

بيجرو يلحقوا وخايفين

تفوتهم إمضا دفاترهم

صباح الخير يقولوها لزمايلهم

ويستنوها من الجايين





صباح لامع وشمس شروق

************************ صباح الخير علي الصندوق

ملان بويه بألوانه

علي كتف الجدع نيشان

ولبيسه تدق كمان

وف الزحمه يقولك إيه؟

تلّمع ياسعادة البيه؟





صباح الحب في قلوبكم

********************

بينطق كله في عيونكم

بإذن الله جميل يومكم

بكلمة حب تجمعكم

حلاوتها تفرحكم





وخللي الحب علي بالك

*******************

وحب الٌحب يحلالك

تقابله واما حايّسلم

تقول اللـــــــــه ويوهبكم

أمل وحياه



صباح سامح يسامحكم

********************* وانا برضه حاسامحكم

وحنسى كل قسوتكم



وأصفي القلب من لومه



عشان يصفي يروق يومه

وجوه الفيوم

مجموعة لوحات وجوه الفيوم الأثرية عبارة عن بورتريهات مرسومة للمصريين القدماء، تعود إلى العصر الروماني، كانت ترسم لهم قبل وفاتهم لتوضع مع رفاتهم، حتى يمكن للروح التعرف على أصحابها وقت البعث حسب معتقدات المصريين القدماء، وكان يرسم هذه الوجوه فنانون مصريون يستخدمون ألوانا من تقنيات قديمة كالألوان الترابية والأكاسيد وزلال البيض والشمع.

هذه اللوحات -التي تزيد على الألف لوحة - استخدمها الرومان في القرن الميلادي الأول وحتى القرن الثالث الميلادي، بديلاً عن القناع الذي كان الفراعنة يستخدمونه بغرض تعرف الروح على المومياء في العالم الآخر، حيث كانت ترسم للشخصيات المختلفة أثناء حياتها، لتوضع في التابوت عند الوفاة، ويتم إلصاقها على وجهه وتثبيتها بلفائف الكتان حتى يمكن التعرف على صاحب الجسد أثناء عملية البعث.

و يطلق على هذه اللوحات اسم (وجوه الفيوم) رغم أنه تم العثور عليها في منطقة سقارة، لأن القسم الأكبر منها عثر عليه في الفيوم في مرحلة مبكرة من تاريخ التنقيب عن الآثار المصرية، حيث كان أول من عثر على هذه الوجوه في الفيوم والهوارة المنقب البريطاني (وليم ماثوس تيري) في عام 1888 واستطاع اكتشاف 146 لوحة منها.

لوحة الأخوين
ومن أجمل هذه اللوحات لوحة الأخوين التي تعود للقرن الثاني الميلادي، وهي على شكل دائري رسم في كل نصف منها وجه أحد الأخوين، وتم اكتشافها في عام 1899.

وتتميز هذه اللوحات باكتمال رسم تفاصيل الوجه، مع العيون الواسعة بشكل غير عادي، ومعظمها مرسوم على الخشب، وهي تصور رجال وسيدات وأطفال في مختلف المراحل العمرية، في أبهى الصور المزينة بأجمل ملابسهم وحليهم. وتعتب هذه اللوحات في نقطة الوصل ما بين الفن في العصور القديمة، والعصور الوسطى، وقد أثر هذا الفن بشكل كبير على فن الأيقونات القبطي.

1- صورة‏ ‏شخصية‏ ‏جنائزية‏ (‏بورتريه‏)‏ من‏ ‏الخشب‏ ‏‏من‏ ‏القرن‏ ‏الأول‏ ‏الميلادي‏، و‏تمثل‏ ‏وجه‏ ‏رجل‏ ‏من‏ ‏الأمام‏ ‏ويكاد‏ ‏الذقن‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏حليقا‏ ‏والشعر‏ ‏أسود قصير‏ ‏يتدلي‏ ‏على‏ ‏الجبهة،‏ ‏ويرتدي‏ ‏ملابس‏ ‏بيضاء‏ ‏بشرائط‏ ‏بنفسجية‏...أما ‏البشرة‏ ‏فذات‏ ‏لون‏ ‏بني‏ ‏وكذلك‏ ‏لون‏ ‏العينين‏.‏

2- صورة‏ ‏شخصية‏ ‏جنائزية بورتريه ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الثاني‏ ‏الميلادي‏، ‏يمثل‏ ‏شابة‏ ‏تم تصفيف‏ ‏شعرها‏ ‏إلى‏ ‏الخلف‏ ‏وجمع‏ ‏أعلى‏ ‏الرأس‏ ‏في‏ ‏شكل‏ ‏ضفيرة‏ ‏كبيرة‏ ‏ملفوفة‏ ‏ومثبتة‏ ‏بدبوس‏ ‏من‏ ‏الذهب‏ ‏قمته‏ ‏بيضاوية‏ ‏الشكل‏، وتظهر‏ ‏ضفائر‏ ‏صغيرة‏ ‏أمام‏ ‏الأذنين‏، ‏وتتزين‏ الفتاة ‏بقرط‏ ‏من‏ ‏الذهب‏ ‏من‏ ‏ثلاث‏ ‏حبات‏ ‏وعقد‏ ‏من‏ ‏ثلاثة‏ ‏فروع‏، ‏وتتميز‏ ‏بعيون‏ ‏واسعة‏ ‏وحواجب‏ ‏مقوسة‏، ‏وترتدي‏ ‏ثيابا‏ ‏أرجوانية‏ ‏بشريط‏ ‏أسود‏.‏

3- صورة ‏شخصية‏ ‏جنائزية‏ (‏بورتريه‏) ‏من‏ ‏الخشب‏ ترجع‏ ‏إلى ‏القرن‏ ‏الثاني‏ ‏الميلادي‏، ‏وتمثل‏ ‏صورة‏ ‏رجل‏ ‏يتجه‏ ‏نحو‏ ‏الأمام‏ ‏مظهرا‏ًً ‏الجانب‏ ‏الأيمن‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏الأيسر‏، ‏ذو‏ ‏شعر‏ ‏أسود‏ ‏كثيف‏ ‏ولحية‏ ‏سوداء‏ ‏كثيفة‏ ‏وله‏ ‏عينان‏ ‏واسعتان‏ ‏ينظر‏ ‏في‏ ‏جرأة‏ ‏إلى‏ ‏الأمام‏، ‏ويرتدي‏ ‏ملابس‏ ‏بيضاء‏ ‏ذات‏ ‏شريط‏ ‏أرجواني‏ ‏في‏ ‏جانبه‏ ‏الأيمن‏.‏

4- صورة‏ شخصية‏ ‏حفائرية ‏(‏بورتريه‏)‏ ‏من‏ ‏الخشب‏ ‏تمثل‏ ‏وجه‏ ‏سيدة‏ ‏من‏ ‏الأمام‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الأول‏ ‏الميلاد‏ي، ذات وجه ‏شاحب‏ ‏وعيون‏ ‏سوداء‏ ‏وترتدي‏ ‏ملابس‏ ‏أرجوانية‏ ‏وقد‏ ‏صفف‏ ‏شعرها‏ ‏الأسود‏ ‏المجعد‏ ‏حول‏ ‏الجبهة‏ ‏وغطى ‏الجزء‏ ‏العلوي‏ ‏من‏ ‏الأذنين‏، تتزين‏ ‏بقلادة‏ ‏من‏ ‏الذهب‏ ‏ذات‏ ‏دلاية‏ ‏على‏ ‏شكل‏ ‏هلال‏ ‏وقرط‏ ‏من‏ ‏الذهب‏ ‏مرصع‏ ‏باللؤلؤ‏.‏
المراجع:

الهيئة العامة للاستعلامات
موقع القناة
الباحث: جرجس‏ ‏داود

لوحات من معرض الفنان عمر الفيومي 2010

اخدا عن موقع الف ليلة وليلة الثقافي

محمود الورداني يكتب عن رواية ميرال الطحاوي "هند".. الوحيدة حتي الارتجاف

تقول هند انها اختارت شارع فلات بوش في بروكلين ـ وهو أحد الاختيارات القليلة جدا المسموح بها لها ـ لأنه يصلح لها وهي تركض حاملة وحدتها, وعدة حقائب, وطفلا يتساند عليها كلما تعب من المشي, وعدة مخطوطات لحكايات لم تكتمل تضعها في حقيبة صغيرة علي ظهرها مع بقية الأوراق المهمة مثل:
شهادات الميلاد, أوراق الاقامة, وشهادات التخرج, وشهادة التطعيمات من الأمراض, وشهادات الخبرة وبعض أوراق بنكية, وعقد إيجار وقعته لشقة لم ترها.
هذا هو ما ذكرته ميرال الطحاوي في الصفحة الأولي من روايتها بروكلين هايتس الصادرة أخيرا عن دار مريت. هند.. الشخصية الرئيسية التي تمحورت حولها الرواية تقدم نفسها لقارئها عارية حتي الارتجاف, وحيدة باختيارها, لا تريد ولا تتمني ولا تطلب ولا ترغب, بل ولا تفعل شيئا في حقيقة الأمر سوي أن تكبح ما تشعر به بعنف, ولأنها لا تنتظر شيئا ولا تأمل في شيء, لذلك فإن لا شيء يحدث لهند.
من جانب آخر, تفصل بين نقرات الظباء روايتها السابقة و بروكلين هايتس سبع سنوات, توقفت خلالها الكاتبة, ربما لتتأمل هند, وتحتشد من أجلها, والحقيقة ان هند ـ في الرواية ـ تستحق ذلك, وأظن أنها ستبقي في ذاكرة الرواية العربية طويلا, كواحدة من زماننا, وبطلة من أيامنا, بكل خيباتها وأوهامها وإحباطاتها, وأظن أيضا أن تجربة ميرال الطحاوي في هذه الرواية تتميز بفرادة نادرة, ولا تنتمي الا لما كتبته من قبل, وفي الوقت نفسه تشكل بروكلين هايتس قفزة في أعمال الكاتبة.
اثنا عشر فصلا تضمها الرواية التي تدور أحداثها في بروكلين, لذلك أطلقت الكاتبة أسماء شوارع المنطقة التي عاشت فيها هند في بروكلين علي أغلب هذه الفصول. وثمة أكثر من مستوي لأحداث الرواية, فإلي جانب ما يجري لهند في منفاها الاختياري مع طفلها, تعود بسلاسة شديدة ـ بل بعذوبة في حقيقة الأمر ـ الي الماضي البعيد في قريتها وأهلها وناسها, كما تعود أيضا لماضيها الأقرب عشية وبعد زواجها.
وعلي الرغم من الحبكة التقليدية التي كان ممكنا أن تكبل الرواية, إلا أن الكاتبة نجت منها, وحولتها إلي مجرد حيلة فنية, لسردها المتدفق مثل نهر مندفع وسط الصخور. الحبكة هي ببساطة خيانة زوجية, أحست بها هند, وراحت تكذب نفسها, هل يخونها زوجها مع صديقاتها؟ وعندما تأكدت, لم تجد أمامها إلا حلا واحدا, أن تهرب من الدنيا مع طفلها, واختارت لمنفاها الاختياري المكان الأبعد والأكثر قسوة ووحشية, اختارت أمريكا لتعيش مع طفلها. تنتظره حتي ينتهي من المدرسة لتعود به الي البيت. قد تذهب الي وكالة غوث اللاجئين تجلس هناك كل أسبوع الي جانب نساء صغيرات, أو كبيرات مثلها, يأتين بحثا عن فرص للعمل وكوبونات للطعام, ومعاش أسبوعي شحيح, سيدات من بورما أو البوسنة, أو عراقيات في ملابس سوداء قاتمة وحزينة.
كرديات بيضاوات.. كثيرات منهن أفغانيات بوجوه حمراء متقدة
تسخر هند بقسوة من نفسها, تتأمل جسمها الذي فقد بهاءه وتفكك, تجز شعرها الأسود الكثيف للمرة الاولي في حياتها, ترتدي ملابس فضفاضة لتخفي ترهل جسدها الذي خانها, وتتعرض لغوايات جنسية عديدة, لكنها لا تستطيع المضي في الشوط الي نهايته. فـ سعيد القبطي المصري المهاجر سائق الليموزين, تتخيل أن هناك شيئا ما بينها وبينه, لكنها سرعان ما تكتشف أنه يسعي لهدايتها لطريق الرب, بينما تشارلي الستيني الذي تتدرب معه علي الرقص, وتفشل في تعلم الرقص, تهرب منه في اللحظة التي يتصور فيها أنه أحكم شباكه حولها! وزياد الشاب الفلسطيني الذي يصغرها, فسوف تكتشف بعد أن تقع في غرامه أنه لايريد منها سوي أن تتطوع للتمثيل في فيلم قصير يحكي قصة أسرة عربية في المهجر.
تتوالي احباطات وهزائم هند, يبلغها خبر موت صديقها الوحيد الذي أحبها فعلا, ويبتعد طفلها ـ نفسيا ـ عنها ويتخذ طريقه نحو أسلوب الحياة الامريكية, وهو الاسلوب الغائب عن هند, فكل من تصادفهم مهاجرون فقراء من أطراف العالم: افغان وبوسنيون وفلسطينيون ومكسيكيون وأفارقة وروس علي حافة الفقر شأنهم شأن هند. كتبت الطحاوي عن هند:
تنشعل طوال الصباح بإزالة الأوساخ عن الارض الملساء التي لها لون البطيخ الفاتح. تنحني قليلا من طاولة إلي أخري يبرز جذعها السفلي مكتنزا, كامرأة شرقية جلست طويلا وامتلأ حوضها وعوارضها بالسمنة التي تجذب البعض لإلقاء علامات الحبور, خصوصا إذا كن من النساء اللاتي يعبرن بصراحة عن امتنانهن لحركتها العنيفة في التنظيف.
تحفل بروكلين هايتس, بأكثر من مستوي من مستويات السرد, واللافت للنظر قدرة الكاتبة علي منح روايتها كل هذا القدر من التلقائية المحسوبة, وانتقالاتها الناعمة المدهشة بين الازمنة المختلفة. فعالم القرية والاسرة حاضر بكل قوته وطزاجته: الأب والأم والاشقاء والمدرسة والجيران والجدات, وفي الوقت نفسه فإن ماضيها القريب حاضر ايضا بكل قسوته وفظاظته. وبسطور قليلة جدا تكشف هند عن خيانة زوجها, كأنها تكبح نفسها مثلما تكبج مشاعرها وهواجسها ورغباتها طوال صفحات الرواية المكتنزة الكثيفة.
والحال أن القارئ لن يعرف هند بعد وصولها, بل هربها ومنفاها الاختياري في امريكا فحسب, بل سيعرفها جيدا طوال رحلتها من الطفولة الي الصبا والشباب. ولذلك فإن سرد الكاتبة يتم علي أكثر من مستوي, وعلي الرغم من أن لغة الرواية في هذه المستويات تنتمي للغة روايات الكاتبة السابقة( الخباء, الباذنجانة الزرقاء, نقرات الظباء), إلا أنها حققت ما يكاد يشكل قفزة نوعية في بروكلين هايتس, وإخلاص ميرال الطحاوي للشخصية التي اختارتها, قادها نحو هذه المستويات المتعددة في السرد. تلك الجهامة والتخلي بحسم عن الترهل والمجاز المجاني ومستويات الحوار المختلفة والسخرية السوداء هي من بين انجازات الطحاوي في عملها الأخير.
ولذلك فإن الكاتبة لم تنج فقط من ميلودراما خيانة الزوج في الرواية, بل الأهم انها وقفت علي الحافة تماما بين الصراخ والبكاء علي الاطلال ودموع الندم, وبين رسم ملامح العالم الداخلي لهند بكل هذه العذوبة والصدق ـ الفني ـ بطبيعة الحال.
نعم تكتب ميرال الطحاوي عن هزيمة هند وفشلها وخيباتها المتكررة. عن الموت والخيانة والفقدان وهواجس الحب. عن طعم الخيانة والغربة والوحدة والخوف والفقر والتهديد وعدم الأمان. ومع ذلك نجت من الوقوع في فخاخ الميلودراما والعاطفية الرخيصة.
من جانب آخر, تتجسد قدرة الكاتبة علي رسم ملامح عشرات الشخصيات في الرواية, من خلال سطور قليلة, من خلال الحذف والاستبعاد ثم المزيد من الاستبعاد. فشخصية ليليت المصرية التي تركت الدنيا وهربت, شأنها شأن هند, تتماهي مع الأخيرة, وعندما تقلب أوراقها تلك الاسرار التي خبأتها في القصاصات والخطابات والصور, في صناديق ملقاة علي رصيف الافنيو الرابع كانت ليليت مستباحة أمام المارة. تتأمل هند صور(عمر عزام) ـ ابن ليليت ـ الذي صار يملأ السمع والبصر. الصور التي كانوا يرسلونها اليها من القاهرة لتراقب نموه واختلاف ملامحه وهو بعيد عنها. خلف كل صورة تاريخها الخاص( القاهرة1975.. ماما وحشتيني ابنك عمر) يصيب هند هذا الدوار, وينز صدرها باللبن الذي يخجلها, لانها لم تعد تستطيع أن تبكي, فقط يتبلل صدرها باللبن كلما لفها الحنين تمسك صورة الطفل الذي صار في الصور مثل سن طفلها مبتسما راكضا.
وهكذا تقترب ليليت من التسعين وقد فقدت ذاكرتها, ثم تموت وحيدة في الغربة, فهل تلقي هند المصير نفسه ؟ كلتاها لها طفل, كلتاهما قررتا المنفي الاختياري, كلتاهما تملكان الفا خاصا يميز النفوس الحرة, فهل تلقي هند المصير نفسه ؟
وأخيرا, إذا كانت الكاتبة قد توقفت عن الكتابة سبع سنوات, فإنها عادت بـ بروكلين هايتس وأنجزت عملا فاتنا يخطف القلب والروح, ليس فقط بهذه الدرجة النادرة من الصدق الفني والاخلاص للكتابة, بل ايضا بسبب النجاة من كل الفخاخ المنصوبة حولها.
 المصدر/ موقع الف ليلة وليلة

قبل الليل بشارع الاصدار الرابع لايهاب خليفة ...قراءة نقدية لعبير سلامة


عبير سلامة
حملت المجموعة الشعرية الرابعة لإيهاب خليفة عنوان (قبل الليل بشارع) ، وهو تركيب غير مألوف لتحديد زمان فعل أو مكانه. سيبقى الفعل حتى النهاية مفقودا ، وسيبقى التركيب منعزلا خارج أفق القصائد نفسها ، لكن العلاقة الجديدة التي يقترحها توجه القارىء إلى منطق داخلي ينظم اندفاع اللقطات الشعرية.هناك ملاحظة تصديرية عن مكان وزمان واقعيين تمت فيهما كتابة القصائد ، لكن الواقع فيما بعد لا يحضر بذاته ، بل بتمثيلات مركبة تدين قسوته وحصاره للإنسان. لا توجد في المجموعة إحالات تاريخية أو أسطورية أو دينية. لا توجد تجربة متعينة أو خبرة صريحة يمكن اعتبارها دافعا شعريا. والمواقف السردية مختزلة غالبا في شذرات.الشفرة الممكنة لاختراق سطح المجموعة يحملها تركيب العنوان المبتكر ، "قبل الليل بشارع" ، تركيب يعكس علاقة الساكن(الزمان) بالمسكون(المكان) ، يجعل المادي المحسوس وحدة قياس للمعنى غير المحسوس إلا بآثاره ، ليقدم علاقة جديدة تتكشف تدريجيا في القصائد عن طرفين ، الأول مكان مجرد ، بالاختزل إلى وحدات أولية منعزلة ، كأن يختزل الوطن إلى شاطيء(هجرة مبكرة للغاية) ، يختزل البيت إلى غرفة(في بيتنا رجال غرباء) ، وتختزل الغرفة إلى نافذة أو جدار(نوافذ).الطرف الآخر في العلاقة الجديدة زمن مجسّد ، فالماضي ضرس معطوب يسبب ألما مزمنا.. الحاضر ضرس متهشم يئن بجواره.. والمستقبل فم متفجر(ضرس الماضي). الماضي غبار.. المستقبل غبار.. الحاضر "قطيع ليس ودودا كعادته".. المستقبل الحاضر "الآن" صرخة هائلة "لن تعطل شره الصائد ـ بل ستخدش بقوة ـ أمان القطيع"(فقدنا الثقة). الزمن في المجموعة هشّ ، سحنة ملونة "منصتة كخفاش ـ هائلة كالوداع"(لا شيء يمنع انهيارنا) ، جسد تشتبك خلفه اليدان استسلاما(خروج نهائي) ، يد تقص الريش(اللافعل) ، وشيء يسقط من الأيدي(جيوكندا الشرق).لا حيلة لإنسان إيهاب خليفة في هذه العلاقة بطرفيها(المكان المجرد والزمان المجسّد) ، الإنسان طرف خارجي غير مؤثر ، فعله مفقود ، وإنسانيته نفسها غير مؤكدة ، على وشك التحول إلى حيوانية أو شيئية ، قبل الليل بشارع.. ربما.الإنسان ، من جانب ، زبابة عمياء بلا أجنحة(ليوم واحد فقط) ، فأر مكتئب يُدهش واضعي المصائد(غير عابر) ، سلحفاة هاربة "باحثة عن حنان ما"(هجرة مبكرة للغاية) ، غزالة مطاردة(فقدنا الثقة). ومن جانب آخر ، الإنسان نافذة حالمة وجدران مشبوهة متهمة بالحلم(نوافذ) ، مصابيح مشوهة يصنعها أصم أبكم(لماذا يطاردنا صانع البلور) ، حذاء يحتضن فراغه ويبكي(حذاء يرثي سيدته التي غابت) ، "لون أعزل ـ في ورقة رسم ـ بلهاء"(كراسة رسم) ، صندوق انتخابات لا يعرف أحد لصالح مَنْ يعمل(المخلص دائما) ، أسد برونزي لا يستطيع محو الغبار عن رأسه(كوبري قصر النيل) ، نهر مجرد من كل نياشيته(عصيان مدني) ، وثقب أسود بداخلنا "يسحقنا نحن قبل أن يسحق ـ أي دخيل".أشرت من قبل إلى افتقاد المجموعة تجربة متعينة ، وصورة الإنسان فيها تفسر الافتقاد ، هذا الممزق العاجز عن لملمة ذاته لا يستطيع أن يخوض تجربة ، فالوعي والحواس شوارع مكدسة بمخلفات(مقشات) ، الجسد منشق طوليا من بين الفخذين حتى الرأس(الصدع) ، الأعضاء مفقودة(الذي نسي أعضاءه في الطريق) ، المشاعر رايات دول في حالة حداد(الأيدي المدلاة) ، الروح منطقة محظورة(لديه أسباب) بها أشواك ونتوءات(العدائي). وجود هذا الإنسان كله ظل عاجز بين ظلال(ظلال تسير بمفردها).التحول إذن منظور في أفق القصائد ، عبر مستويات جمالية مختلفة ، ويمكن النظر إليه باعتباره أنسنة لحيوانات وجمادات أو تشييء لإنسان ، تعبير عن كائنات وأشياء أو تعبير عن صور أخرى للذات ، وفي الحالين هي استعارة ممتدة لإدانة واقع ثقيل الوطأة تنعكس فيه العلاقة بين المكان والزمان.تمكن الشاعر من تركيب هذه الاستعارة بمفردات خيال جميل ولغة لا تلتفت إلى ذاتها ، تندفع بيسر وحيوية ، إلا في بعض المواضع ، مثل غموض ماهية الصوت المتكلم في قصيدة(ادفنوني في زهرة) ، غموض الموصوف بغير الملاءمة مع الحنان والزهرة والحنين في قصيدة(لا يتلاءم) ، اضطراب الصورة في قصيدة(معركة مع الغصن) حيث يوحي الصوت المتكلم بطائر يصف أمه بالبدانة ويشير إلى إرضاعها له وإلى ثديها ويديها، هناك أيضا الاستهلال: الجاف بـ"إنه مخوّخ" في قصيدة (ضرس الماضي) ، والتقريري بـ"زوجتي الحبيبة" في قصيدة(في بيتنا رجال غرباء) ، والاستهلال الثرثار بـ"أبحث عن غسالة ملابس ـ غسالة تغسل ملابس ـ كل الآدميين معا" في قصيدة(غسالة العالم). استطاعت المجموعة ، برغم هذه الارتباكات وما يشبهها ، أن تبرز تأثير الحالات التي تقدمها وصفاء نبرة الصوت المتكلم فيها. حالات تبدو انعكاسات متكسرة للحظات بسيطة عابرة ، لكن تحت السطح شوقا وإحباطا يعبران عن نوع من الخيرية غير الناضجة ، طيبة متأصلة تبدو وكأنها للمرة الأولى تختبر قسوة العالم ، فتعجزها الدهشة عن مقاومتها. وصوت محبط غالبا ، يصدر عن ذات مرتبكة مؤهلة للإنسحاب بلا ندم وبلا مبالاة مما تنسحب منه. تخفف إيهاب خليفة من الإحالة المباشرة للواقع والتفاصيل اليومية ، من الغنائية التقليدية ، ومن غواية التثاقف ، ليجسد حركة خيال نشط ، في مدار حالات إنسانية صافية ، فقدم مجموعة شعرية تستحق القراءة لذاتها ولاعتبارها خطوة واسعة باتجاه نضج موهبته. ناقدة مصرية

حرق المصحف الشريف والأغبياء الخطرون

منصف المرزوقي
الجريمة المبرمجة فوق الوصف والإدانة. هي للأسف الشديد تتويج عقد كامل من الاعتداءات علينا بدأت بالرسوم الحقيرة المسيئة إلى الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وتواصلت بجملة من الإجراءات المعادية للإسلام والمسلمين، منها منع بناء المآذن في سويسرا ومحاصرة المحجبات والمنقبات في فرنسا، وها نحن نصل الذروة بالتعدّي على رمز ودعامة كل ما هو مقدس في حضارتنا وأمتنا.

الخطورة البالغة للقضية ليست فقط في جرح مشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، ولكن في دلالتها على القدرة على الإساءة والتخريب التي أصبحت تتوفر لدى جماعات صغيرة من الأغبياء الخطرين.

المفهوم ليس سبة نواجه بها وتعديا لا يغتفر، وإنما واقع يجب أن ننتبه إليه ونحن ننسى عادة أن من أهم عوامل صنع التاريخ البشري الغباء. ألم يقل شكسبير إن التاريخ قصة ملآنة ضوضاء وفوضى يرويها غبي؟.

"
ما لم يكفّ الرجل عن ترديده طيلة المقابلة هو أن هدفه من العملية التذكير بضحايا أحداث 11/9/2001، وبعث رسالة واضحة للمتطرفين المسلمين الذين يحرقون العلم الأميركي ويدفعون أميركا لمجابهتهم
"
لتفكيك مفهوم الأغبياء الخطرين بما أنهم من أكبر الفاعلين في التاريخ البشري تجب العودة إلى المقابلة التي أجرتها قناة سي أن أن الأميركية يوم 7/9 مع صاحب البدعة القس تيرّي جونز، وهي تعطينا عينة حيّة منهم.

يمكننا تعريف الغباء بأنه كل تصرف أخرق يتخذ نتيجة الجهل بالمعطيات الموضعية وعدم قراءة عواقبه. العامل الأول الذي نجده عند كل الأغبياء الخطرين إذن هو الجهل وتحديدا الجهل بما يحاربونه.

بديهي أن الرجل لم يقرأ القرآن الكريم أو أنه إن كان قرأه، لم ينتبه لأهم ما فيه وخاصة للآية الكريمة التي تقول "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا". أي أنه لم ينتبه إلى أن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي سوّى بين قتل نفس بريئة وقتل كل الإنسانية، ومن ثم فهو دان ضمنيا كل الجرائم التي تفطن لها ولم يتفطّن.

بعد آخر لجهل الرجل تقييمه للواقع. فقد صرّح في المقابلة بأن كل الأميركيين سيساندون موقفه الاحتجاجي بل حتى المسلمين المعتدلين. ولما سألته الصحفية هل يمزح بالقول إن المسلمين المعتدلين كما سمّاهم سيقبلون بحرق رمز ودعامة دينهم، واصل القول إنه يعتقد ذلك لأن حرق القرآن رسالة للمتطرفين فقط، وكأنهم وحدهم الذين يؤمنون به.

العامل الثاني القار عند كل الأغبياء الخطرين هو أنهم لا يعون عواقب أفعالهم. كم من مرّة جابهت الصحفية هذا الرجل بتبعات العملية على سمعة الولايات المتحدة.. على حياة الجنود الأميركيين في أفغانستان والعراق.. على سلامة المواطنين الأميركيين في كل بلد مسلم، فلم تستلّ منه إلا ترديد نفس القناعة "المبدئية" بأنه لا ينوي إلا استنهاض الهمم لمجابهة الأخطار المحدقة بالوطن.

العامل الثالث القار الذي يعرّف هؤلاء الأغبياء ويعطيهم خاصية الخطورة الفائقة، هو أنهم حتى ولو وعوا تبعات أفعالهم لا يتوقفون ما دامت الأفعال التي ينوونها ترضي غريزة الانتقام وتشفي غليلهم وحقدهم.. أما الثمن مهما كان رهيبا فلا يهمهم خاصة إذا كان الآخرون هم من يدفعونه.

*

نستطيع التوقف في هذا المقطع من التحليل لنزايد على بعضنا البعض في شدة لهجة بيانات الشجب والاستنكار، لكن ماذا لو تقدمنا شوطا أبعد ولو أنه أخطر على راحتنا الفكرية وما نحب تقديمه من صور عن أنفسنا كمظلومين أزليين ومستهدفين أبرياء؟

ما لم يكفّ الرجل عن ترديده طيلة المقابلة هو أن هدفه من العملية التذكير بضحايا أحداث 11/9/2001 وبعث رسالة واضحة للمتطرفين المسلمين الذين يحرقون العلم الأميركي ويدفعون أميركا لمجابهتهم.

"
من خططوا لاعتداءات نيويورك ومدريد ولندن ودار السلام ونيروبي وجزيرة بالي أظهروا هم أيضا جهلهم بطبيعة الشعوب التي استهدفوها وكونها ليست شعوبا عدوة
"
بداهة نحن أمام ردّة فعل على الأحداث المشؤومة حتى ولو كانت غبية وخطيرة بكل المقاييس.. توقيتها سنوات بعد الحادثة وقد بدأت الجروح تلتئم.. تهجمها على كرامة وعقيدة مئات الملايين من البشر الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ما وقع.. تبعاتها على سمعة أميركا وحياة بعض الأميركيين.. إلخ.

لكن ألسنا مطالبين كعرب وكمسلمين بالتساؤل إلى أي مدى نحن أمام ردّة فعل غبية خطيرة، لكن على ردة فعل غبية خطيرة أخرى هي الاعتداء على البرجين.

حتى لا يخطئ أحد في فهمي أسارع بالقول إنني لا أسعى لتبرير جريمة لا يبرّرها مسلم، ولا للتنقيص من فظاعتها أو لإيجاد نوع من التوازن بين الجريمتين.

من ينكر امتصاص الأميركيين لبترول العرب وأنهم يدوّرون مداخيله في صفقات الأسلحة التي ينتجون والتي لا تصلح إلا لقمع الشعوب.. أو دعمهم المتواصل للاستبداد الذي جعلنا الأمة التي ضحكت من جهلها الأمم.. أو تحيّزهم الآلي والأعمى لإسرائيل.. وأخيرا فظاعة ما فعلوه بالعراق وما يفعلونه في أفغانستان باسم أنبل القيم.. لكن هل كانت هجمة 11/9 الردّ المناسب والذكي على السياسة الأميركية؟.

لقد أظهر من خططوا لاعتداءات نيويورك ومدريد ولندن ودار السلام ونيروبي وجزيرة بالي، لقد أظهروا هم أيضا جهلهم بطبيعة الشعوب التي استهدفوها وكونها ليست شعوبا عدوة.. هم أيضا لم يقرؤوا عواقب أفعالهم وما جرّته من مصائب على الإسلام والمسلمين.. من دعم هائل للاستبداد والإمبريالية.

وهم أيضا إن انتبهوا للعواقب، تجاهلوها ما دامت الأفعال تشفي غلهم وحقدهم على العدوّ المتغطرس وخاصة ما دام الثمن الباهظ مدفوعا من الآخرين المجهولين.. هم أيضا كانوا من الأغبياء الخطرين الذين جعلوا من التاريخ قصة فوضى وضوضاء يرويها غبي.

*

ما يجب أن يستوقفنا في قضية الحال الجديدة هو السلطة الهائلة التي أصبحت تتمتع بها أقليات جد ضئيلة لا يكاد يحسب لها حساب عدديا، وقدرتها على إلحاق أقصى الأذى بالضرب الموجع على الأوتار الحساسة والاستعمال المحكم لوسائل الإعلام العالمية.. والنتيجة تهديد السلام الدولي والإخاء الضروري بين الحضارات والأمم لتحقيقه.

من يعرف مثلا في العالم العربي والإسلامي أن القس تيرّي جونز صاحب البدعة لا يمثل شيئا يذكر، وأنه لا يتبعه إلا خمسون شخصا أسسوا سنة 1986 كنيسة متطرفة في فلوريدا لم يسمع بها أحد قبل أن يتصدر الرجل الصحافة العالمية بهذه العملية الإشهارية البارعة.. والباهظة الثمن للجميع.

السؤال الآن ما الذي يتعين فعله من قبل العقلاء وهم كل الذين يبحثون عن حلول للمشاكل، لمواجهة الأغبياء الخطرين وهم كل الذين يبحثون عن مشاكل للحلول؟.

في 9/2/2006، على إثر اندلاع أزمة الرسوم المشينة، نشرت اللجنة العربية لحقوق الإنسان بيانا جماعيا يدين الاعتداء على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويرفض الخلط بين الإرهاب والإسلام، ويذكّر بأن حرية الرأي والتعبير مكسب هام لا يمكن التراجع عنه، لكنه يبقى ككل الحقوق مقيدا بحقوق الآخرين في احترام عقيدتهم وكرامتهم.

"
الازدراء هو الردّ الوحيد على التصرف الأخرق لرجل أدانه جلّ الأميركيين قبل أن ندينه نحن
"
إنها الفكرة الرئيسية التي يجب أن نجابه بها اليوم أنصار العملية المجنونة بحجة حرية الرأي والتعبير. فلا وجود لحق في المطلق والحق في الرأي ليس أكثر قداسة من الحق في الحرية، لكن متى كانت الحرية أن نفعل ما نشاء دون اعتبار لحقوق وحرية الآخرين.

يومها لم نجد أدنى صعوبة في جمع مئات التواقيع من كبار المثقفين والفاعلين السياسيين الغربيين، وعلى رأسهم زعيمة الحزب الاشتراكي الفرنسي والمرشحة المقبلة لرئاسة فرنسا مارتين أوبري.

جميل أن يدين البابا وبان كي مون وأوباما وهيلاري كلينتون العملية. لكن المطلوب أمام فداحة الجريمة المتوقعة أكثر من بيانات يمضيها مثقفون وسياسيون عرب وأميركيون، وإنما أفعال لها وقع رمزي كبير مثل الذي جادت به مخيلة ذلك السويسري المسيحي النبيل الذي رفع صومعة (مئذنة) من الورق المقوى فوق سطح بيته تضامنا مع المسلمين، وتحديا للقانون العنصري الذي منع بناء الصوامع (المآذن) في سويسرا.

وفي المقابل، المطلوب من المسلمين هو عدم الدخول في ردود فعل غبية خطيرة على ردّ فعل غبي خطير، وإلا فإننا سنبقى ندور في حلقة مفرغة جهنمية ستزيد من مشاكل عالم لا يخلو من المشاكل.

يا للكارثة لو تهجم البعض منا على ممتلكات وأرواح أبرياء بحجة أنهم مسيحيون، خاصة إذا كانوا إخوة عربا! مؤكّد أن هناك فتاوى ستهدر دم القس جونز.

لنسأل الله ألا يقتل، وإلا فسيجعلون منه قديسا وشهيدا تحج لقبره العجائز، وترفع عليه رايات "الكوكليكس كلان"، وخاصة ألا يقتل بيد مسلم وإلا فإنها كارثة أخرى تضاف لسلسلة الكوارث التي نرزح تحت ثقلها.

إن الازدراء هو الردّ الوحيد على التصرف الأخرق لرجل أدانه جلّ الأميركيين قبل أن ندينه نحن. وتبقى الإشكالية الكبرى، أن الأغبياء الخطرين ليسوا إلا من يولعون الولاعة للشرارة التي ستشعل النار في الحطب اليابس.

لكن من كدّس كل هذا الحطب طيلة سنين وعقود من سياسات كأنّ شعارها المزيد من الخطأ والخطيئة؟.

أذكياء خطرون كانوا يعرفون تبعات أفعالهم ولم يبالوا بملايين القتلى ما دامت جثثهم تعبد الطريق لأهدافهم الخسيسة، أم أغبياء خطرون بمسحة من الذكاء، أي أغبياء لكن من نوع أرقى وأكثر خبثا وغرورا من تيرّي جونز وأشباهه في كلّ ملّة ودين؟.

الجمعة، سبتمبر 10، 2010

هوامش شحاتة ابراهيم ......... قراءة لبهيج اسماعيل


قصائد للشاعر نور سليمان

براح الصمت



كقطعة الثلج ذابت بين كفى

كادت أن تضئ

لولا أنني أشعلت المصباح

ماذا تنتظرين منى ... أيتها العاشقة ؟؟؟

ماذا لو انك غادرت يدي ... إلى رأسي

إلى غرفتي... إلى سريري

أو إلى النافذة

العصافير دائما تعشق الطيران

الحرية

لماذا تسجنين روحك داخلي ... في غرفتي

أعددت العشاء

قطعة من الجبن ...

رصاصه كادت إن تطيح برأسي

الباب غير موصد

والنوافذ مشرعه

والطريق خال من المارة

يا قطتي الهادئة

يا سماءاً لا استطيع التحليق في عينيها

أنا الآن أدنو من معرفة الحقيقة الكاملة

فقط اتركيني اسند رأسي بين كفيك

باعدي بين فمي ويدك

دعيني ادلق ذاكرتي في دفترك الشعري

أو في كراسة التاريخ

أهمسي في اذنى

لم اعد احبك

ساعتها سأستريح ...

من عناء العمر الطويل

وتخاذل الأصدقاء

أتمدد فوق ذراعيك وأنت تنوحين

كان أحد الذين كتبوا عنى شعراً

فمحوته بدموعي

ساعتها سأستريح .. وأنام هادئ الروح

فوق وسادة الحقيقة

في براح من الصمت




وجه اعرفه



تجلس دون حراك

تجتر الأيام

تقلب اوراق الجند

تصنع معطفها الوردى

وتومئ ان دق الهاتف

من عينيها ضوء ثاقب

ينسل الى الردهة يستبق الشرفه

يفتح نافذة للبحر

الصيادون يجيئون اليها

كل صباح

لتبارك ما جاد البحر عليهم به

وتدق الساعة

تعلن ان الوقت المتبقى

من ثوب الليل قليل جدا

لن تكمل معطفها

لن توقظ اسماك البحر

لكن الهاتف اعلمها

ان الساعة اتية لا ريب

وأن البحر يناديها

كى تعلن بدء الرحلة

يا ايتها النبتة فى شرفتها

مالك والبوح

ومال الماء

البحر يناديها

تعلن ان الوقت القادم

للشعر

فلايقربها البحر

وتنبت فوق وسادتها

مدن اخرى

ليست للبيع


اغنية مش باقي مني

للشاعر جمال بخيت

جائزة دبي الثقافية للإبداع في دورتها السابعة 2010-2011



أعلنت مجلة دبي الثقافية بعددها الأخير (يوليو 2010) عن شروط مسابقتها الثقافية في دورتها السابعة وقد أضافت لفروع الجائزة فرعين جديدين في الكتابة المسرحية والأفلام التسجيلية ، ورصدت لكل فرع من فروع البند ثانيا من المسابقة خمسة جوائز، الفائز الأول 10.000دولار، الفائز الثاني 6.000دولار، الفائز الثالث 4.000دولار، الفائز الرابع 3.000دولار، الفائز الخامس2.000دولار.
وتشتمل هذه الدورة على فرعين:
أولا:جائزة شخصية العام الإماراتية (ثقافيا وإبداعيا) وقيمتها 25.000 دولار
ثانيا: في الشعر والقصة القصيرة والرواية والفنون التشكيلية والحوار مع الغرب والتأليف المسرحي والأفلام التسجيلية.

الشروط العامة والجوائز

1. يحق لكافة المبدعين العرب تحت سن الأربعين المشاركة في هذه الجائزة
2. لا يحق للمتسابق المشاركة في أكثر من فرع واحد من فروع الجائزة
3. يرسل المتسابق ثلاث نسخ من عمله مطبوعة بالكمبيوتر مع كتابة فرع الجائزة على المظروف.
4. ألا تكون الأعمال منشورة من قبل (سواء ورقيا أو الكترونيا) فلا تكون نشرت في كتاب أو مطبوعة عربية أو على الانترنت أو قدمت لأحدى المسابقات أو الجوائز الأخرى
5. ألا يكون المشترك سبق له الفوز في الدورتين السابقتين.
6. بخصوص جائزة الفنون التشكيلية يرسل المتسابق لوحة لا تزيد مساحتها عن a3 ولا تقل عن a4 مستخدما أي خامة يفضلها (ألوان زيتية =-مائية - باستيل - الاكليريك- رصاص-… الخ)
7. بخصوص جائزة الحوار مع الغرب يجب أن يتراوح البحث بين 25 الف و 30 الف كلمة ومشفوعا بمصادر ومراجع البحث المقدم.
8.بخصوص جائزة الأفلام التسجيلية يرسل المتسابق الفيلم على قرص مدمج ( cd) وألا تزيد مدته على عشر دقائق ويتناول المهن والحرف اليدوية.)
9. يرسل المتسلبق اسمه كاملا وعنوانه بالتفصيل ورقم هاتفه وصورة شخصية حديثة وصورة من جواز سفره أو بطاقته الشخصية على عنوان دبي الثقافية
10. المجلة غير ملزمة بإعادة الأعمال المشاركة لأصحابها
11. آخر موعد لتسلم المشاركات هو 1/3/2011
12. جميع الأعمال الفائزة واللوحات تصبح من حق المجلة لنشر ما تراه مناسبا
13. لا يحق للمشاركين رفع قضايا أو تظلمات ضد الدار أو ضد لجان التحكيم أو الاعتراض على قرارات اللجان التي تعد نهائية وغير قابلة للمراجعة
14. سيقام حفل خاص في دبي يدعى إليه جميع الفائزين لتسلم جوائزهم.

اعتبروها كاتبة تجارية........ ‬المثقفون يعترضون علي منح إيزابيل الليندي أكبر جائزة في تشيلي


اخبار الادب
احمد عبد اللطيف

فازتْ‮ ‬الكاتبة التشيلية الشهيرة إيزابيل الليندي بالجائزة القومية للآداب والتي تعد أهم وأعلي جائزة أدبية في بلدها،‮ ‬والتي لا تُمنَح عادة لكُتّاب تجاريين مثل حالتها،‮ ‬علي حد وصف جريدة البيريوديكو الإسبانية‮. ‬وجاءت الجائزة بعد جدل عنيف في تشيلي استمر لمدة شهور حول من يستحقها،‮ ‬وحُسمتْ‮ ‬المعركة لصاحبة‮ "‬بيت الأرواح‮" ‬بعد أن رشحتها حملة كبيرة ضمتْ‮ ‬كاتبات وشخصيات مجتمع لامعة من بينهم رؤساء سابقين للجمهورية مثل باتريسيو إيلوين،‮ ‬وإدواردو فريي،‮ ‬وريكاردو لاجوس وميتشيلي باتشيليت،‮ ‬لهذا كان اسم الليندي هو أقرب الأسماء للجائزة التي رأس لجنة تحكيمها وزير التعليم وكان أعضاؤها رؤساء جامعات وأعضاء في أكاديمية اللغة المحلية والكاتب الشهير راؤول سوريتا‮. ‬ولا شك أن لجنة التحكيم في مثل هذه الظروف وجدت نفسها في وضع يرثي له خاصةً‮ ‬أن عدداً‮ ‬كبيراً‮ ‬من الكُتّاب قد رفض أن يكونوا ضمن هذه اللجنة وعلي رأسهم هيرنان ريبيرا ليتيلير الفائز بجائزة ألفاجوارا من قبل‮.‬
وعقب اعلان الخبر،‮ ‬ظهرتْ‮ ‬الأصوات التي اعترضتْ‮ ‬بشدة علي فوز الليندي بجائزة لم ينلها من قبل إلا عظماء الأدب التشيلي،‮ ‬فصرّح أرماندو أوريبي،‮ ‬الفائز بنفس الجائزة عام‮ ‬2004،‮ ‬أن‮ " ‬الضغط علي لجنة التحكيم واضح وضوح الشمس،‮ ‬وهذا لم يحدث أبداً‮ ‬في تاريخ تشيلي‮" ‬وأضاف بنبرة حاسمة‮ " ‬أنا أشعر بالخزي لأنني استلمتُ‮ ‬هذه الجائزة‮". ‬أما الكاتب والمسرحي ماركو أنطونيو دي لا بارّا فأطلق النار في جهة أخري مشيراً‮ ‬أن‮ " ‬السلطات الأدبية الحالية يهمها المبيعات لا القيمة الأدبية‮". ‬بينما جاء تعليق الكاتب الكبير أنطونيو سكارميتا صاحب‮ " ‬ساعي بريد نيرودا‮" ‬دبلوماسياً‮ ‬جداً‮ ‬حيث أبرز‮ "‬براعة‮" ‬الكاتبة وأشار إلي‮ " ‬سلوكها الديمقراطي وردود أفعالها الكريمة‮"‬،‮ ‬فيما امتدح خورخي إدواردس الفائز بنفس الجائزة من قبل وكذلك جائزة سربانتس،‮ "‬وصولها للجمهور‮" ‬وأكّد علي‮ "‬موهبتها السردية الواضحة‮".‬
‮ ‬استقبلتْ‮ ‬الليندي خبر فوزها بالجائزة التي تقدر قيمتها ب‮ ‬24‮ ‬ألف يورو في بيتها بكاليفورنيا وتتابع ردود الأفعال من هناك،‮ ‬وقالت عقب الفوز‮: " ‬لو كان زملائي هم من منحوني هذه الجائزة ما كنتُ‮ ‬لأقبلها أبداً‮" ‬وأضافتْ‮ " ‬لقد فُزتُ‮ ‬بها بفضل ضغط‮ ‬قرائي علي لجنة التحكيم‮". ‬
يذكر أن الليندي واحدة من أشهر كُتّاب تشيلي وأمريكا اللاتينية ومن أكثر الكُتاب مبيعاً‮ ‬وترجمة في قارتها،‮ ‬وأهم صوت نسائي التف حوله القراء اللاتينيين علي مدار تاريخهم الطويل‮. ‬ومن أهم أعمالها‮ " ‬بيت الأرواح‮" " ‬باولا‮" " ‬إنيس حبيبة روحي‮" ‬،‮ "‬ابنة الحظ‮"... ‬وغيرها من أعمال‮. ‬