الاثنين، يناير 12، 2015

قصة قصيرة هجرة غير قانونية لمحمد عودة


وضعت الحرب المجنونة والغير متكافئة أوزاها ، تركت بصماتها المؤلمة في كل بيت وحارة , دمار ، أرامل وأيتام ، جرحى تعج بهم المستشيفات ، مقعدين وأصحاب عاهات مستديمة ، إنتشر الكل في الشوارع يتفقدون بيوتهم وأقاربهم بوجوه كئيبة حزناً وألماً والبعض ممن سلم من هذا الأعصار يرسم على شفتيه بسمة خجلى ويحاول الأبتعاد قدر الأمكان عن أماكن الخراب حتى لا تزكم أنفه رائحة الجثث المتعفنة .سيارات الأسعاف والدفاع المدني تزمجر في كل شارع وزقاق .
التئم ثلاثة شبان تجمعهم الصداقة والجيرة ، بعد فترة تفرق طيلة مدة الفزع والرعب ، تحدث أحدهم :
- الى متى يستمر بنا هذا الحال نحمل شهادات جامعية وبلا عمل والله أنا مللت

- أجاب الآخر أنا أستحي من والداي وأخوتي وكلما قمت بعمل بطالة وضيع أياماً قليلة قدمت أجري لوالدي فيرفض قائلا خلي الفلوس معك لتقضي حاجتك

- قال الثالث وأنا على نفس الحال ولكن ما نستطيع أن نفعل ؟

إبتهج الأول فقد وصل لمراده وقال :
يجب أن نترك البلد ونسافر بلا عودة 
إستغرب الآخران فلم يكن لديهم أدني فكرة عن كيفية السفر وسألا بصوت واحد ولكن كيف نسافر والمعبر لايسمح بالسفر إلا للطلبة ومن يحملون إقامات في إحدى الدول .
- بسيطة هذه محلولة ، مكاتب السفر تعطي فيزة لمليزيا أو تركيا مقابل ثلاث مائة دولارللفرد

- الثاني العين بصيرة واليد قصيرة 

- الثالث لا أنا أرفض الفكرة فلن أترك أسرتي وأنا أكبر إخوتي ووالدي مريض رغم أنه موظف ويمكنه أن يقدم لي المبلغ المطلوب .

- الأول لا تستعجلوا الرفض ، فكرو في الأمر وتدارسوه مع عائلاتكم ولكن بسرعة لأن المعبرة سوف يفتح بعد ثلاثة أيام ثم أضاف بعد خروجنا من المعبر نذهب الى الأسكندرية ومن هناك نستقل سفينة الى إيطاليا ثم ننطلق منها الى بلد أوروبي يسقبل المهاجرين

إنفض جمعهم وعاد كل منهم الى أهله حاملا فكرة صديقهم ، المفاجأة التي أذهلتهم موافقة الأهل على الفكرة ، وإستعد والد كل منهم بتدبير المبلغ المطلوب ولو بالدين ، واضعين نصب أعينهم فكرة أن يوفقوا في بلد أوروبي ويحصلوا على جنسية البلد وبالتالي تهاجر الأسرة بالكامل ، كما ان هاجس الخوف من إنزلاق أولادهم بالأنضمام الى أحد التنظيمات المتناحرة وربما ينعكس ذلك على الأسرة بكاملها بالدمار والتشتيت .
خلال أيام حصل كل منهم على الفيزة المطلوبة والتي تمكنه من أجتياز معبر رفح ، كان الأول مخطط جيدا لهذا السفر ولكنه يريد رفقة من أصدقاءه ، بمجرد وصولهم الى الجانب المصري خارج المعبر كان في إنتظارهم رجل من لكنته ربما بدوي ، قبض منهم العمولة وجهز لهم سيارة تقلهم مباشرة الى الساحل الشمالي غرب الأسكندرية وأوصى السائق ألا يتركهم حتى يؤمنهم وقدم له ورقة مكتوب فيها عنوان وإسم رجل . قطعوا رحلة طويلة إستمرت أكثر من أربعة وعشرين ساعة ، وصلوا الى منطقة صحراوية لايوجد فيها شجر ولا حجر ، فقط كثبان رمليه وشاطىء جميل وبعض مراكب الصيد ، وجدوا الرجل المقصود متدثراً ملابس الصيادين ، سحبهم الى عشة من البوص ، تبعد قليلاً عن الشاطىء وقال : إنتظروا هنا مع إخوانكم وأخواتكم حتى ينتصف الليل ، كانت العشة ( الخص ) تزدحم بالشباب والنساء والأطفال بعضهم من فلسطيني مخيمات سوريا وعدد قليل من غزة ، لم يتعرفوا على أي منهم ، شعر الثالث بغصة في حلقه وإنقبض قلبه وتجمدت أوصاله من المنظر ، مع الهزع الأخيرمن الليل جاء دورهم ليعتلوا مركب صيد ، يمخر بهم عباب البحر يصارع الأمواج الى مسافة عشرات الأمتار بعيداً عن الشاطىء حيث تقف سفينة صدأة عفا عليها الزمن وأكل منها الكثير من كفاءتها وصوت موتورها يزمجر كرجل غريق تلهث أنفاسه ، أنتفض الثالث لمنظر السفينة وصرخ أنا لن أسلم روحي وجسدي لهذا الشبح المهترىء ، قفز من المركب في غفلة من ربانه وكر عائدا الى الشاطىء مستفيداً من قدراته الرياضية ، فقد حاز على بطولات أثناء دراسته الجامعية ، كما أن الربان لم يلتفت ولم يعرف عدد ركاب المركب ولايعير ذلك أي إهتمام فقد قبض أجره مقدماً .
بعد جهد جهيد وصل الشاطىء بجسد مرهق وقد أعياه المجهود العضلي وألقى بجسده على رمال الشاطىء الذهبيه .. تهادى الى سمعة صوت أنين السفينة بحمولتها الضخمة من الشباب والنساء والأطفال ، يمتزج بهدير أمواج البحر، لحظات قليلة مرت قبل أن يغط في نوم عميق ، مع إنبلاج ضوء الصباح وتمزق ستائر الليل ، فتح عينية المثقلتين على صوت رجال الشرطة من حرس السواحل ، إقتادوه الى اقرب مخفر ، فقص عليهم حكايته وقدم لهم جواز سفر الملفوف بدقة داخل كيس بلاستيكي ، قال له ضابط الشرطة سلمت من الغرق ، لقد غرقت السفينة بمن عليها إثر سيرها مئات الأمتار وجاري البحث عن الناجين ، طلب من الضابط أن يسمح له بالعودة الى المعبر.
محمود عودة

مؤسسة عبد القادر الحسيني تعلن مسابقتها الإبداعية

 الإبداعية
نقلا .
صرح رئيس مجلس أمناء مؤسسة الحسيني الثقافية الشاعر عبدالقادر الحسيني أن المؤسسة قد أعنت عن تفاصيل مسابقتها الأدبية الكبرى لهذا العام والتى قان بإعدادها الدكتور مصطفى عطية جمعة،وسوف يشرف عليها الشاعر الكبير محمود حسن عبدالتواب رئيس اتحاد صالونات مصر ومستشار مؤسسة الحسيني الثقافية.
 

وتهدف هذه المسابقة إلى تسليط الضوء على الأدباء والنقاد الموهوبين ، وتسليط الضوء على أعمال إبداعية متميزة ، عبر تحكيم موضوعي، ينحاز للقيمة والجمالية فقط ، والعمل على نشر النصوص الفائزة في كتاب يحمل اسم المسابقة ، مصحوبا بدراسات نقدية شاملة ، تعرّف بالفائزين والمتميزين، وما قدموه في أعمالهم الإبداعية ، وقد جاء التوّجه إلى احتضان كافة المبدعين ، في مختلف أجيالهم ، وتياراتهم الأدبية والفكرية ، والعمل على تقديم المتميز إبداعيا بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى
 

وسوف سيتم التنافس بشكل عام في محورين ، الأول الكتب المنشورة ، والثاني النصوص غير المنشورة ، والهدف الوقوف على مستوى المبدعين من خلال مجموعة النصوص،وليس نصا واحدا،وذلك على النحو الآتي :ـــ
أولا : الشعر الفصيح : 
ويشمل الشعر العمودي وشعر التفعيلة وقصيدة النثر .
ديوان شعري ، صادر خلال السنوات الثلاث الأخيرة .
قصائد غير منشورة ولا تقل عن عشر نصوص . 
ثانيا : شعر العامية :
ديوان شعري ، صادر خلال السنوات الثلاث الأخيرة .
قصائد غير منشورة ولا تقل عن عشر نصوص . 
ثالثا : القصة القصيرة :
مجموعة قصصية منشورة ، صادرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة .
قصص قصيرة غير منشورة لا تقل عن عشر قصص . 
رابعا : الرواية :
-  رواية صادرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة .
نص روائي غير منشور لا يقل عن خمسين صفحة . 
خامسا : النص المسرحي :
كتاب في أدب المسرح صادر خلال السنوات الثلاث الأخيرة .
مسرحية طويلة أو مسرحيات قصيرة لا تقل عن ثلاث مسرحيات . 
سادسا : الدراسات النقدية :
كتاب نقدي منشور خلال السنوات الثلاث الأخيرة .
دراسة نقدية طويلة أو مجموعة دراسات لا تقل عن خمسين صفحة . 
شروط المسابقة :
المسابقة مفتوحة لا تشترط سنا محددة ، ولا موضوعا محددا ، بل هي منفتحة على كافة المبدعين في مصر وخارجها ، وكذلك كل الموضوعات شريطة أن تكون عالية القيمة والرسالة والجماليات .
يتم استقبال الأعمال خلال ثلاثة أشهر من فتح باب التقديم وهو الأول من يناير2015م.
آخر موعد لقبول المشاركات هو الثلاثاء الموافق31مارس2015م.
يرفق بكل مشاركة إقرار من المتسابق بأن الأعمال المقدمة للمسابقة من إبداعه ، كما يتم إرفاق صورة من إثبات الشخصية(صورة من البطاقة الشخصية أو جواز السفر).
يتم الإعلان عن نتيجة المسابقة في منتصف شهر يوليو 2015م ويتم توزيع الجوائز في حفل كبير.
ترسل الكتب المنشورة على العنوان البريدي الموضح أسفله ، ثلاث نسخ من كل كتاب ، مع سيرة ذاتية مختصرة ، وكذلك نسخة على الإيميل المرفق . 
الجوائز :
ثلاث جوائز مالية للمراكز الثلاثة الأولى ، في كل مجال من مجالات المسابقة الستة المتقدمة ،بواقع الف جنيه للفائز الأول مع منحه درع مؤسسة الحسيني للإبداع و750 جنيه للفائز الثاني و500 جنيه للفائز الثالث.
ثلاث جوائز عينية تشجيعية للنصوص المتميزة التي تراها لجنة التحكيم جيدة ولم تصل إلى المراكز الفائزة .
يتم منح جميع المشاركين شهادات تقدير للأعمال الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى في كل فرع وشهادات مشاركة لباقي المشاركين.
يتم منح دروع للفائزين الأوائل في كل فرع وميداليات المؤسسة لباقي الفائزين.
نشر مقاطع من الأعمال الفائزة ، في كتاب واحد ، يشتمل التعريف بكل مبدع فائز ، وكذلك النصوص المتميزة التي حظيت بموافقة لجنة التحكيم وترشيحها ، مع دراسات نقدية شاملة .

مصدر الخبر: خاص / الرأى
 المدونة "= والمصدر لم ينشر البريد الألكتروني 

الأحد، يناير 11، 2015

في وقت بحتاج المطر... عصام مهران



لمّا احبك ..
تبعدي زي السحاب
في وقت بحتاج المطر
لمّا اعمل ميت حساب
تطرحيني للخطر
وتجمعيني ع الظنون
وتقسميني ع القدر
المسألة .. اني معادلة مقلقة
وقلبك ضعيف ،مالوش ف جبر وهندسة
النتايج مش توقع واحتمال
وانا من سنين حسبة خيال
لمّا تتهندس تتوه ؛ من احداثات المنقلة
يتسع برجل خطاوي الإنتظار و القلقلة
والململة .
وانهزم بين التكامل و التفاضل

اللي فاضل مني شاعر
قلبه دايب كاليمام
ميهموش ناتج حسابك
طلعت اية ؟ وطلعت كام ؟
فارد جناحي للسما ..
ميهمنيش ارض المواجع والزحام
ميهمنيش برد المشاعر و الرخام
ميهمنيش هعيش لإمتي أو لكام
هو دة قلب اليمام ...
اللي نفسه تكون وصيته
يادوب يموت ... يموت
بس ف
س
ل
ا
م

القصائد ... كابن مدلل .. صبري رضوان



القصائد ... كابن مدلل 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما تتشابه القصائد
لابد أن تتشابه الملامح
أنت .. تشبه هذا
في صياغة عينيك
وبلاغة أنفك
أنت تركض خلف الحروف 
كما يركض هو
وأنا أنتظر في مكاني
قد أفوز بوجه مختلف
لا تملؤه الذكريات
لن أمكث طويلا لدي الأطلال 
أنا بطبعي أميل للعزلة
أمبل للسهر وحيدا
علي هضبة روحي
فأزرع الخضروات 
ثم أجلس أراقب 
كيف تنمو 
قبل أن اطبخها 
في فمي
أنتما لا تفعلان ذلك
انتما تأكلان دون تفكير
في الأصابع التي غرست الحقول 
ووزعت نكهة "اللّمّة " قبل الغروب
حول آنية جديدة
أنتما 
لم تجربا أن تنتهكا القصائد
أن تجبراهاعلي الرضا
هل قدمتما لها مثلا
الوجبات الطازجة
هل أوهمتموها بالولاء 
ولو من قبيل الخداع المؤقت 
كابن مدلل 
لا ينقطع عن الثرثرة 
والبكاء
قبل أن تمنحه قبلة 
عندما يدخل في النوم ؟

قصيدة من " وزّة شيطان " للشاعر سيد لطفي






وماتعجبيش

لو كل ما اسمع عبد الوهاب بيغني :- 
" حبيب الروح "
إني ابكي
***
فرحك ما آنش أوانه ؟
دلوقت آن الأوان
جرحك ما طابش زمانه ؟
دلوقت طاب واتنسى
***
فاعشقي 
وافردي الخطوة 
اسبقى
كل اللي فات منك سعادة 
هاتلحقيه
***
بس اسمحيلي
وانتي بتهزي فروع الكون بضحكة
وانتي بتغني مع وردة :-
" باحبك "
إني ابوس خد التراب اللي جمعنا 
واني اعيش على نظرة غامضة من عنيكي بألف معنى
واني اموت وانا باعشقك
وأعيش وحيد
أنا نجيب الريحاني
وانتي ليلى مراد

تحولات اللغة في القصة الرقمية...الدكتورة لبيبة خمار



نقلا عن : مطر 

تتميز اللغة العربية بجماع من الخصائص التي تمنحها قدرة على الاستمرار والتواجد والتأقلم مع مختلف التحولات التي يعرفها العصر والوسيط أو السند في مروره من الورق إلى الحاسوب. إن الإشكال المطروح لا يتعلق بهويتها ولا بقدرتها على احتواء تغيرات العصر فهي لغة مثالية يكفيها شرفا أنها لغة أهل الجنة، ولغة القرآن الكريم ووسيلته لتحقيق إعجازه. فأنى لها أن تكون معجزة الرسول(ص) ومع ذلك تعاني من القصور والعجز الذي يجعلها غير قادرة على الإحاطة بمختلف التغيرات التي فرضها الحاسوب كسند على مختلف مظاهر الحياة وعلى النصوص القصصية المعبرة عن هذه الحياة والتي انفتحت على ما هو رقمي واستغلت الإمكانات الهائلة التي يتيحها هو والشبكة العنكبوتية للتعبير عن نمط كتابي ينهل من شروط العصر ويعبر عن موقف وجودي ومعرفي ورؤيوي تخييلي. فالحاسوب والشبكة لا يعدان مجرد سند رقمي مروج للثقافات والمعارف بل طريقة في الوجود وحامل للمعرفة يؤثر في إنسان هذا العصر وفي طرائق تلقيه وقراءته للنصوص ، وطرائق تمثله وتمثيله للواقع وفي إبداعاته ونصوصه التخييلية المجسدة والمواكبة لتحولاته الفكرية والمعرفية والجمالية. لقد أثرا معا على كل مناحي حياة الإنسان وأثرا على أشكال قراءته التي أصبحت تمتاز بالسرعة والتصفح والاختيار والانتقال فهو ينتقل من موضوع إلى آخر متبعا حدسه ورغباته وفضوله المعرفي فكأنه في محل للتسوق يختار هذه البضاعة وتلك معتمدا على ما يسترعي انتباهه ويغريه.
في ظل هذه التغيرات الجوهرية التي طالت نمط الحياة والفكر والمعرفة والقراءة أصبح لزاما على اللغة العربية كناقل للثقافة، ومروج ومنتج لها من الانفتاح على الرقمنة والتعامل مع الحاسوب والشبكة من زاوية كونهما وسيلة لإنتاج، وانتشار، وتمظهر هذه الثقافة. والتعامل أيضا مع ما يتيحانه من إمكانات. دون إغفال تأثيراتهما على الأشكال التخييلية ومضامينها المعبرة عن الوشائجية والصلات التي يقيمها الإنسان العربي مع أنواته المتعددة، ومع غيره ومع إبداعاته وثقافاته والثقافات المغايرة والمخالفة أو المماثلة ومع مايحبل به الواقع من متغيرا. فالوسيط أو السند الذي تُتداول من خلاله هذه النصوص هو ما يحددها ويجعلها تتخلى عن أشياء وتتبنى أخرى.
وهذا ما دفع اللغة العربية للتعبير بماء اللغة القليل عن معاني ضخمة ومعقدة وأبنية ملتوية وأعفوانية مسبوكة بقوة المجاز، والحذف، وإيغال التلميح والاستعارة، وعمق الإيحاءات ورمزية الشخصيات والفضاءات. متخلية بذلك عن الكتابة ذات النفس الطويل الخاضع لمتطلبات البناء المتتابع والمتماسك بابتعادها عن الإطالة والاستطراد وكثرة التفاصيل ونظام الفصول والفقرات الطويلة لتكتب في شكل مقطعات موجزة وموجزة جدا تحتفي بالتقطيع والتجزيئ لتصبح كُمشة وحفنة من كلام مشاغب ولعوب يستحث القارئ للانخراط واللعب الحر الخلاق. لقد أصبحت الكتابة في شكلها الشذري، وصيغتها المقطعية مع الرقمية ووتيرة العصر السريعة، وثقافة النقر والانتقال، والتحكم عن بعد التي تسم نمط الحياة منهجا في التعبير وأسلوبا مطلوبا لذاته لذلك باتت النصوص المختزلة للحظة في وخزة أو في لقطة تصويرية قصيرة كتابة ناتجة عن الإكراهات والإرغامات التي يفرضها الوسيط على القصة الرقمية التي تحولت إلى فضاء مينمالي رحب وشاسع بترابطاته، فضاء مغر، ومغو له جماليته وسطوته. وله نكهة خاصة تدفع في الغالب إلى التأمل والتفكير. فلغتها لغة فارهة وباذخة نابعة عن رؤية للعالم والإنسان والأدب وللرقمية كآليات ينبغي تسريدها. لذلك فالكتابة التي تضم وتولف بين هذا النوع من المقطعات أو القصص هي كتابة بلورية غير خطية، ونسيج مفكك غير متوحد البناء يسوده التعدد والتنوع العلاماتي لعدم اقتصارها على اللفظ وانفتاحها على لغات أخرى تتمثل في الصورة الفيلمية، أو اللقطة السينمائية، والصورة الثابتة، والرسوم المتحركة لتحقيق شمولية العلامة ولتعانق الحكي حيث كان. وعيا منها أنها تتوجه إلى قارئ متعدد الهويات فهو قارئ للقصة الرقمية، أو مشاهد لها.
وقد ساعد إيجازها على إنتاج نص يكتب في شكل فقرات، أو مقطوعات تتواصل وتترابط فيما بينها بواسطة الروابط أو الكلمات القابلة للتنشيط بالنقر على مؤشر الفأرة ننتقل من نص لآخر فآخر لنقف عند نصوص تتناسل وتمتلئ ببعضها البعض وتنبثق وتنتشر داخل فضاء الشاشة كما ينتشر النبات مادا جذوره في كل الاتجهات، مستنبثتا أذرعا كما الأخطبوط. إن ميزة النصوص القصصية الرقمية هي أنها نصوص متعددة البدايات والنهايات وفضاء مكاني وزماني للإحالات المتتالية التي لا تتوقف عند نص بعينه فكل نص منشط يشكل البداية، ونقطة الانطلاق. والنص الذي نتعب عنده ونتوقف عن النقر يشكل النهاية. إنها سيرورة لا متناهية من التناسل النصي والإحالي المنبنية على لا نهائية القراءة ودائريتها. حيث تتوالى النصوص الدينمامية متداخلة، أو متشابكة.
إن الأمر داخل هذا الفضاء النصي يتعلق بتفاعل دينامي بين المخزون المعرفي المجزأ، والأحداث المتخيلة والحقيقية المشذرة والمتشظية والمرمية إلى قطع متناثرة تستقر في كل نص منفرد. مم يجعل حقيقة النص ومغزاه وجماليته تتوزع إلى جزئيات نصية/فضائية لا يمكن بلوغها، وسبر غورها، ومنحها تواجدا دائما ومستداما إلا إذا ارتبطت بغيرها من النصوص، ونشطت من قبل مبحر ذاق غواية النقر والتنقل، الوصل، والفصل. فكل نقرة تفعيل واستدعاء لجزء من ذاكرة النص، و محاولة للمضي بها في هذا الاتجاه أو ذاك. في هذا المسار أو غيره.
الدكتورة لبيبة خمار, ‏30 ديسمبر 201

الشعر هو الواقع المطلق، شذرات لوغولوجية لـنوفاليس - ترجمة : حمودة إسماعيلي





الشعر هو الواقع المطلق، شذرات لوغولوجية لـنوفاليس - ترجمة :
حمودة إسماعيلي
موقع ألف
2014-12-27
(1) : في المعنى الواضح، التفلسف هو فعل مداعبة، شهادة على الحب الأكثر حيميمية للفكر، للرغبة المطلقة والحكمة.

(2) : قصيدة المنطق تسمى فلسفة ـ إنه الزخم الأكثر علواً الذي يتخذه المنطق لكي يتجاوز ذاته ـ وِحدة الفهم والخيال. من دون فلسفة يظل الإنسان مشتّتاً بين قواه الأكثر جوهرية ـ هناك إنسانان ـ إنسان المنطق، والشاعر.
من دون فلسفة الشاعر ناقص ـ من دون فلسفة المفكر ناقص ـ القاسم الأصلي.

(3) : الشاعر يختم مساره كما بدأه. حينما لا يفعل الفيلسوف غير أن يرتب ويصنف كل شيء، فإن الشاعر يتجاوزه مخترقا كل الحدود. كلماته ليست إشارات عامة ـ إنها نبرات ـ أقوال سحرية، التي تحرك حولها مجموعات جمالية. مثلها مثل لباس الكاهن الذي يحتوي بداخله قوى إعجازية، بعض الكلمات تكسب قداسة عن طريق تمثيلها لذكريات مبهجة فتصير لوحدها قصيدة. بالنسبة للشاعر، اللغة ليست فقيرة أبدا، لكنها عامة جداً دائما. إنه بالمجمل بحاجة إلى كلمات لا تتوقف عن العودة، كلمات تسقط عبر استخدامها الساري. عالمه بسيط، كما هي أداته ـ لكنه لا ينضب من الألحان.

(4) : كل ما يحيط بنا، الأحداث اليومية، العلاقات العادية، وعادات أسلوبنا المعيشي، كل ذلك له تأثير متواصل، وفقط لهذا السبب، يصعب ملاحظة ذلك، غير أن له كبير الأهمية. هذا التداول أمر صحي وضروري بالنسبة لنا، قياساً على أننا مصاحبين لزمن محدد، أعضاء ضمن شراكة خاصة، هذا التداول نفسه عبارة عن عقبة أمام تنمية فضلى لطبائعنا. الطبائع ذات قدرات كشفية، عجائبية وشعرية على نحو أصيل، لا يمكن لها أن تنبثق ضمن الظروف التي نعايشها.

(5) : الشعر هو الفن العظيم لبناء الصحة المتسامية. حيث الشاعر هو الطبيب المتسامي. يتعامل الشعر مع سعادته وفقا للألم والرغبة ـ المتعة والنفور ـ الخطأ والصواب ـ الصحة والمرض ـ مازجاً بين كل التناقضات ضمن رؤية نحو هدف أسمى : ارتقاء الإنسان نفسه بنفسه.

(6) : الشعر يُحل ذاتاً غريبة محل الذات الخاصة. 

(7) : العبقري هو نفسه شاعري ـ هنا حيث يقوم العبقري بشيء ما ـ فإنه يفعل ذلك بطريقة شاعرية. الإنسان بشكل خاص، مفكر وشاعر.

(8) : البداية الأصلية هي شعرية الطبيعة. النهاية والانطلاقة الثانية ـ هي شعرية الفن. 

(9) : قديما، كان كل تجلي روحانيا. الآن، لا نرى سوى تكرارا ميتا والذي لا نفهمه. دلالات هيروغليفية ناقصة. لانزال نعيش على فواكه أفضل الأزمنة.

La poésie est le réel absolu - Novalis, fragments logologiques
عن موقع :
Oeuvres Ouvertes

السبت، يناير 10، 2015

كَ تَ بَ. تنشر خصوصيات النشر في موقعها الثقافي



كَ تَ بَ

(كَ تَ بَ) موقع إلكتروني معني بالثقافة والفن.. يتطلع لمزيد من التفاعل مع مبدعي ومثقفي العالم.
(كَ تَ بَ) مهمومٌ بالهامش قبل المتن.. ويعمد إلى إحياء النافع من التراث الإنساني في أي زمان ومكان، ومن دون قيد أو شرط.. لا سقف يحد من حريته ولا يقف بين بينين.. ينحاز فقط لثقافة حقيقية ولإبداع صادق.. يؤمن بأن الإبداع ضد التطرف بالضبط كما يحارب التطرف الإبداع.


بروتوكولات النشر
◄كتابة الاسم واضحًا باللغة العربية.. بالإضافة إلى اسم البلد.
◄تقديم أعمال تتناسب مع محتوى الموقع. ولم يسبق نشرها قبلاً في مواقع إلكترونية.
◄إرفاق صورة شخصية كبيرة الحجم قدر الإمكان للشعراء وكتاب القصة والمقالات.
◄إرفاق صور تعبيرية تتعلق بالموضوع المراد نشره خارج الشعر والقصة والمقالات: غلاف الكتاب مثلا، أو صور من الندوة.. حفل التوقيع.. المؤتمر أو المهرجان.. لوحات الفن التشكيلي إذا كان الموضوع يتناول ذلك وهكذا.


سياسة التعليق
◄ للتعليق على أي موضوع منشور على الموقع ينبغي اتباع الآداب العامة، بعيدًا عن التجريح الشخصي، أو كتابة ألفاظ خادشة للحياء، أو عبارات تعتبر سبًا وقذفًا وتُوقع كاتبها تحت طائلة القانون.


حق الرد
خطأ الاسم والمعلومة:
◄إن كان ثمة خطأ ورد في اسم أو معلومة، أو سقط سهوًا اسم مبدع أو ناقد أو مترجم، بما يوقع ضررًا أدبيًا على صاحبه، يتكفل الموقع بمجرد اكتشاف ذلك، أو فور ورود إخطار، بنشر رد يتضمن التصحيح.. ولا تتحرج إدارة الموقع من نشر اعتذار إذا رأى المتضرر أن التصحيح لا يكفيه.

ادعاء الملكية الفكرية:
◄يحاول مسئولو النشر في (كَ تَ بَ) تحري الدقة فيما يتعلق بأصحاب المادة الإبداعية المراد نشرها إيمانًا بحقوق الملكية الفكرية.. لكن قد يختلط الأمر بسبب مرضى السرقات الأدبية والادعاء بأنهم أصحاب أعمال لم يكتبوها أصلاً، أو أنهم دسوا في كتاباتهم بعض مقاطع أو أفكار لآخرين بما يخالف مفهوم الاقتباس.. وإذ نأسف لهؤلاء لا يسعنا تصحيح الأمر خاصة إذا كانت الأعمال المسروقة ليست منتشرة بشكل واسع يمكن إثباته أو التحقق منه، لا سيما لو كانت تلك المقاطع جرى تحريفها بشكل متقن.. علماً بأن الأعمال المنشورة تأتي على مسئولية كتابها.


اتصل بنا
◄ يمكنك الاتصال بـ كَ تَ بَ عن طريق البريد الإلكتروني:
kataba2010@yahoo.com
kataba2010@gmail.com
رقم تليفون: 01001503957

رمادٌ على ضفاف البحيرة... عاصم عوض




رمادٌ على ضفاف البحيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا بقلبك أم بى أيها الشفقُ *** نارٌ بها هذه الآفاقُ تحترقُ 
...
يُعللُ الشوقَ رُبَّ غدٍ يمرُّ على *** قفاره النهرُ أو يرثى له الغرقُ 
...
بناظريه سماءٌ ، حلَّقَتْ فَهَوَى *** فلا السقوطُ ولا المعراجُ لا الفلقُ 
...
مُعلَّقٌ فى فناءٍ لا يليقُ به *** مُعذَّبٌ بسوادٍ كان يأتلقُ 
...
ومُعجبٌ بزوايا الرمل يرسمها *** ليُبعثَ الخوفُ والإرجاف والقلقُ 
...
تقول عاشقة الألواح : صوَّرَنِى *** فأُبدِعَ العقلُ والتصويرُ والخُلُقُ
...
أيصطفيها فيفنى فى محبَّتها *** أم يزدريها فيجفو قلبُها الشَبِقُ
...
فيشتهيك بياضٌ أن تسوِّدَه *** بصورةٍ يعتريها الشوقُ والأرقُ 
...
مُتيَّمٌ لا يبالى غير صبوته *** فعنه ما ليس للمعشوقِ يفترقُ
...
مقيدٌ بشعاع الخوف يحسبه *** على اللقاء سماءً سوف تنطبقُ 
...
يصد خطوك أنى سرتَ عن دنسٍ *** ووردَه من سنانِ الشوك يختَلِـقُ 
...
فَرُبَّ طينٍّ غدى فى قلب صاحبه *** ملائكا من فضاء الروح تنبثقُ 
...
يرددون وراء الطين صيحتَه *** أنا الطريقُ .. أنا الأبعادُ والأفقُ
...
أنا الحقيقةُ نور الله .. أفردنى *** أنا السماءُ أنا القنديلُ والألَـقُ
...
عصاه تنشقُّ عن ناىٍ ومحبرةٍ *** فينذرون .. وحبَّ البوحِ يعتنقُ
...
فينتشى الطيرُ من ألحانه ثَمِلاً *** ويشتهى السُّكْرَ من أقداحِه الورقُ
...
تسير معصوبةٌ فى إثر خطوته *** فلا بعصبك بل فى نوره تثـقُ 
...

الحمـــــــــار.. للشاعرة سلوي إبراهيم



الحمـــــــــار


نفّد ضوافرك ف الجراح 
اصرخ قوي   ......  ماالحلم راح
 اصرخ وجلجل بالقوي
اصل القوي مابقاش قوى 
وكمان  دراعه بيتلوى 
حضن الالم اصبح كبير.... اصبح برااح 

انده لعثمان ولعمر : 

عرفهم ان الندل لابد ف الخلا
بيظبط التظابيط والظلم اختمر
والعدل مالت كفته 
والخوف فجر

قابض علي قلوبنا الحزينه 
تايهين ومش لاقيين سفينه
ياهل ترى احنا اللى جينا ف يوم غلط
 ولا الغلط كان م الاساس طول عمره فينا؟؟؟؟؟؟؟

تايهه يا ضحكه من علي خدود القمر
حارقه  يادمعه من عيون مكحلها السهر

وانا تهت مني ف سكتي يا ااكسرتي
ما انا بلوتي غير كل اصناف البشر

ما انا قصتي  :

 كان عندي بنت حلوه وبيت عمار
والبنت  لما بتبتسم :
 تتحول الصحرا  ....   لخضار

بنتي الجميله اتغيرت وادورت  .....جالها العدل
انا قلت تتستربقا
  ما هى اى بنت  مسيرها  لبيتها ... مهما حصل

جالها العريس لابس قميص ابيض وبدله  يااااه  دمااار

 فرحت عروسته 
اتذوقت واتروقت والعقل طار 
  ,ماهى اصلها من صغرها كات  واخده دايما ع  الدلع والانبهار

  دقت طبول الفرح  ...أخدها شهريار

هى دقايق وانفجر صوت الصراخ

واتحول الفرح لمرار
ماتت حببتي اللى القمر كان ليها دار 
اصله العريس ماطلعش مجدع او بطل  
لا
 ده العريس  كان ف الاساس اصلا حماااااااااااار







هو انتي بتحبيني ليه؟....... أحمد الراوي






هو انتي بتحبيني ليه؟!
إنطوائي
عندي نسبة عجز في استخدام ذكائي
راضية بيا إزاي كده
رغم صمتي اللا نهائي ؟
عندي فوبيا من الكلام
ضحكتي تشبه لصوت
طفل اتخلق اخرس فـ مات
بين ضلوعي ألف ميت شاهد رخام
عندي ميت مليون مبرر للسكات
عندي حالة من التوحد
عندى نوع مـ الانفصام
و انتي راضية
زي كده ما تكوني أصلا
حابة فيا الاختلاف
باعترفلك إني جنبك
دوقت طعم الحب حاف
طفل طمنتيه في حضنك
بعد ما اتعود يخاف
إنتي حالة ..
إندماج بين الأمان و الإنسانية
و استحالة اسمح لغيرك
تجري زي الدم فيا
إنتي غير
و الوحيدة اللى فـ حياتي
اللي واخدة حُسن سير

القلاع عند البحر...لواء يازجي



القلاع عند البحر


القلاع عند البحر
كالحيوانات؛
يحسُّون بالزلازل قبل تشنجها
يشمُّون فُجر الكائنات الجائعة عند حواف المدن
بالقمر البنفسجي إذ يتسلل
ويبكون..
يسمعون المطر قبل تبلله
والقطارات من البعيد تنده لهم
يتعرَّفون رنين مفاتيح القادم
وينتشون..
يحسُّون بتكاثف قهر في رأس سيصرخ
ومرض يتسلل خاطفًا مَن حولهم
والطيور الكبيرة إذ تترك وراءها ما تترك وتهاجر
ويرفضون اللغة..
بينما نباتات هرمة
أوراق خضراء غامقة وعريضة
كالأكفِّ مغبَّرة
تغطي باجتهاد وأناة
جدران القصور القديمة
والقلاع عند البحر
تزهر أحيانًا
ثم تعود إلى رشدها
لتتأمل برضى
ما تسميه عقم الحكمة المكتسبة مع العمر.
***
زنبقة بيد تمثال

صخرة كبيرة على التل؛
التل هو الصخرة الكبيرة..
لن أبلغ النهاية،
ولن أصل إلى الفصام
سأظل هكذا
يهوديًا مسبيًا
ولا يرى بابل.
أشجار الطرق ملساء الجذوع
الأبنية متعالية
لشرفات مخططة بالأسرار
النهر الضعيف الأبكم
لوجوه من زجاج
كالمانيكانات تعبر..
وأنا أنظر عبر الأشياء فلا أراها
وأنزلق..
ألم يعد قلق الحياة بساطًا خشنًا
عليه تعلق الأشياء الخفيفة إذ تطير؟
أين تؤول بقايا الأفكار الوحيدة،
كسَّار الزبادي
وأوراق الشجر؟
أين يقع البصر،
والأسئلة البسيطة؛ فضول المتسكعين؟
أكلُّ النتوءات في مدينتي سوِّيت سواي؟
أنظر إلى جذعي..
هل تنبع لي أيدٍ وأرجل؟
أم أنني أيضًا مصقولة متطاولة
أتدحرج على الأدراج
أنزلق على الدرابزين الحجري
وقد تسبح روحي دون وزن فوق زهر نيسان؟
أرى عبر من حولي.. دونهم..
واستمتع بحرقة بكل ماهو غارق في الثقل والجمود،
ولا أتمنى الآن
سوى أن أتمكن من شمِّ تلك الزنبقة البلدية
المتروكة في يد ذلك التمثال.
***
غزال النسيان
أَغْلِقْ
فأنت ستقترب
اليوم أيضًا
مرتبكًا
وكأنني لا أحفظ السرَّ.
اقترب، فأنا لن أبتعد
اليوم أيضًا
نشعل الشموع هنا (وهناك).
...
إذ تقترب
سنذكر
كلٌّ على حدى
حبًّا قضى
يتسلل بيننا كغزال ظهر فجأة من وراء شجرة؛
تأمُّلُ سواد عينيه
يجمعنا.
...
تجفلك ذكرى صوت باب
أُوصد في وجهك مرارًا
لتسمع من خلفه نحيبًا رزينًا
يحفر لحاء روحك أعمق فأعمق
تُرجعه الآن مكتومًا..
وكأنني لا أقرأ الصدى
بأصابع من عماء،
وكأن لا تكفيني عيناك إذ تبحثان في المحجر المغمض
لأعرف:
حان لمسهما.
...
إذ تضع رأسك على بطني،
تسند ذقنك على عظمة ناتئة
هنا،
أضيع
مع من أغلق عندها... للتوِّ بابًا نائيًا
بهدوء من مَلك الوقت كله
وبثقة عشاق شابوا سوية
صمتُ وأنا أراه ينسحب في العتم
يحمل معطفه كما في الأفلام
لن يصدق أحدٌ؛
كيف أنني وكالضباب بقيت مستلقية
هادئة
كما أنا الآن..
ولم يذكِّرني أنني لم أعد أسمع الخطى المُغادِرة
سوى ذقنك التي تخزُّ جلدي،
ذقنك وهذه الرغبة.
...
سنتنهد؛
نَفَس آخر مسروق من ليلنا..
إن لم ننطق من حزن،
سنهذي من جمال
أو ستفضحنا الخيالات..
صمتًا إذًا!
وليعبر الغزال بيننا اليوم أيضًا.
...
نحن من بقي لنا.
...
...
كم نحن بعيدان،
وكم نحن قريبان
على شعرة كنَّا العشيقَين.
***
سلسلة صدئة
وعندما ستعود
سأكون قد مشيت.
لكنهم يعودون دومًا حيث لم نعد ننتظر
وحسبنا ألا ننتظر حتى يعودوا!
هكذا تموت قصص الحب الواحدة... الواحدة،
كما في الأغاني، سوء التوقيت يحرِّك مصائر البشر،
كما في الكتب المقدسة تحيل الجهالة دونهم ودون روح العالم.
ابق
وإلا فلا تعد!
إنه لأشقى الحظوظ؛
أن تعود بعدما أذهب
أن آتي عندما تغيب.
لا تغادر
أو لنختف للأبد!
فالجسر المعلَّق بينهما
سأمشيه بمفردي
أنا التي أخاف المرتفعات
سأمشيه رغمًا..
وأنظر للأسفل؛
للشهقة الصماء
كم تحتاج من صدى!
وأنظر للأسفل
لأن الخوف العظيم يحميني.
وعندما أصل بعيدًا
كما يجب
يحين موعد الصوت العابث يهمس "الآن!"
لمسة على الكتف لتلتفت إلى الوراء.
...
شيطان التزامن الخفيِّ أبدًا
لا يخيب.
...
فبينما يلفظ الغزال نفَسه الأخير
قد يتثاءب نمر
قبل أن يقتله الملل.
...
الحياة
حقًا
سلسلة من ديون لن تنتهي.
***
الحصــاة
في بارات مزدحمة
أتسلل كبخور نافر قبل أن يصلَكِ خيطي،
أراقبكِ
دومًا
تراقبينهم.
لطالما همستُ
وأنا أقف خلفك
محميًا بشعرك العالق بذقني المخرِشة
قرب أذنك الساخنة؛
أسبوعًا بقرط وآخر عارية بانتظاري،
شفتاي الباردتان دومًا
لا تُجفلان شرودك الفطري،
والجلد الذي يغطي كتفك لا يمكنه أن يخفي هذي العظام الحادة
التي تنصبك أمامي كسياج شائك
...
وكأنك تتحدثين بصمت
لمن يصفقون لأقليته ترقص فيه
أنت إذ تراقبينه،
إذ تراقبين عبره سلالة من الرطوبة والسحالي،
تُحسِّين بنَفَسي الغيور
يقولها مجددًا:
"أحبك..
أنتظرك..
لك كأسي الأخيرة
وبياض السجائر..
أَلقي رهبةَ نظركِ إليَّ
لكن..
إياكِ أن تفعلي إن كنت لا تؤمنين"..
فأنا عاشق لئيم؛
أنتظر إيماني بك من إيمانك بي
فإن لم يكن..
لا تفسدي إذًا شهوة الصوت العميق
لا تكسري أيقونة انتظارنا..
ولا تستديري..
حسبنا الزمن،
لا تستديري حتى أضيع أنا نفسي بينهم
عندها، ابحثي عني
بعينين من فضول ومن قلق المرّة الأخيرة المؤرّق للنساء
ابحثي عني عقابًا لشككِّ:
أنا أحدهم
بكأسٍ تطبعه الأصابع الوسخة
وأطراف شعر هندي أحمر يبلله العرق..
أنا أحدهم يدلُّك حدسك عليه وتضللك عنه مسافة بينك وبينك.
حين تبحثين أكون قد استدرت صامتًا
عابثًا..
أتلهى بالتنحي والتنصُّب أمام رادار بؤبؤك الأسود،
أُحسُّني في مرماه فيقشعرُّ الأمل فيَّ..
أبتسم ولا أنخدع.
لن تعرفيني حتى تؤمني..
أكملي كأسك ومراقبتك
وضياعنا أسبوعًا آخر..
إذ تضعين رأسك مجددًا على برد الرخام
أتنهد..
فأنا، وكما لا تعلمين، أخاف عثورك على من سواي.
...
أنا حبيبك المغبَّر يا فتاة،
لا تخطئي!
فوهمي – إن لم يكن نصفه-
فكلُّه تسنده حصى القَدر
لا تخطئي!
اعثري عليَّ إن كنتِ لي،
أو اتركيني أضيِّعك
ولا تحزني... فهكذا الحب.
اعثري عليَّ
وإلا
فلأشعل لك تبغك عابرًا لامباليًا
يهز رأسه بـ "لا شكر على واجب"
يجرجر طيفه نحو شأنه
ساخرًا من البصر والبصيرة.
لا تعثري عليَّ حينها... أرجوك
إنها فطرة النساء في الإحساس بالخسارة؛
إنه وقتها ليس الحب.
المصدر
http://www.maaber.org/issue_january15/literature3.htm

فواتير... الشاعر مصباح المهدي


فواتير
وياك تدفع تمن الفواتير
والا القصة قصة مشاوير
من بير رحم الأم الى البير
بير التعاتير الحور قالو هناك ف الجنة
والفاكهة هناك أطعم بكتير
الحلم مقاس فقرك بالضبط
على راسك خبط مالوش اخر
وف قلبك خبط الهوا بتدبّق فيه ليطير
والدوا لو تعيا الدّعا بالخير
وياك تدفع تمن الفواتير
إنقل عسكرى ثلاثين حركة
يترقى وزير إنقل طابية لقدام حركة
تخرج بوزير ربنا يطرح فيك البركة
إضرب 5.5×30 تطلع درجة ف حركة
ف تغيير
من ديوان يرجى إعادةشحن البطاقةالهيئةالعامةللكتاب