إنتاج الشاعرة العربية ما يزال يقع بين التقليد منعدم الرؤية والكتابة البدائيةِ البسيطة
وكالة أنباء الشعر /زياد ميمان
اعتبرت الشاعرة المصرية سلمى فايد أن حضور الشاعرة المصرية في الساحة العربية عو غير فعال وقال في تصريح للوكالة :الحديث عن حضور الشاعرة المصرية، يقتضي التأمّل في وضع الشِّعر العربيّ عمومًا، ثمّ في ما يُدعى الشّعر أو الأدب النسويّ – التصنيف الذي لطالما أبديتُ اعتراضي الواضحِ عليه- والأزمات الاجتماعية والثقافية التي ألمّت بعالمنا العربيّ وأثّرت تأثيرًا بالغًا في المثقّف العربيّ من مُتلقّين ومبدعين على حدّ السّواء..
حضور الشاعرات والشعراء محلياً مرتبط بالوضع السياسي
وحضور الشاعرة المصرية محلّيًا في هذه الفترة، إن تحدّثنا عن الحضور الفعليّ في محافلٍ شعريّةٍ محليّة في إطار حدود الوطن، لا يختلفُ كثيرًا عن حضور الشاعر المصريّ (وهُنا أنا أتحدّث عن الشعراء والشاعرات الشباب الذين ينبئونَ بعلاماتٍ واضحةٍ في مسار حركةِ الشّعر العربيّ الحديث)، فالحركة الأدبية في مصر كغيرها من الحركات الإبداعيّةِ الأخرى تتأثّر بشدّة بالوضع السياسيّ الراهن من حيثُ إقامةِ المهرجانات والأحداث الشِّعرية الخاصّة والتابعة للمؤسّسات المعنيّة إلّا بعض الأحداث الاجتهاديّة من الحركات الشبابيّة التي تُقيمُ أحيانًا بعض الأمسيات وما شابه،
ولكنّ الأمرَ الذي يُبشّرُ بشيءٍ من الأمل، هو أنّنا اعتدنا على الكتابة تحتَ وطأةِ الأزماتِ أكثر من الكتابةِ في حالات الاستقرار، وهذا الوضع أصبح هو الطبيعيّ بالنسبةِ للمُبدعِ العربيّ عامةً، أو ربّما يكونُ في الأصلِ هو الوضع الأمثل للإبداع كما قيلَ أنها المعاناة هي من تصنعُ المبدعَ وليس الرّخاء.
لا حضورَ للشاعرةِ المصريّةِ تقريبًا في السّاحة العربيّة حاليًا
أما عن حضور الشاعرة المصرية عربيًا، فكما يبدو لي، أنّه لا حضورَ للشاعرةِ المصريّةِ تقريبًا في السّاحة العربيّة حاليًا، الأمر الذي لابدّ أن يُثير بعض التساؤلات عن سبب هذا الغياب، هل هو عدم جودةِ إنتاج الشاعرة المصريّة مُقارنةً بغيرِها من المدعوّاتِ بشكلٍ دائمٍ لهذه المهرجانات والفعاليات العربية، أم هو عدم قدرة الشاعرة المصريّة على التواصل عربيًا وتقوقعها داخل إطار الوطن، أم هو بعض قصور المسؤولين عن المهرجانات العربيّةِ عن الاطلاع على أسماء وإنتاج الشاعرات المصريات اللاتي يُمكنُ تسليط الضّوء عليهنّ. أزمة الشِّعر العربيّ وحالات التشوّه والتشتّت واختلال الرؤية التي أصابته أمرٌ لا يُعتبرُ جديدًا في البحث أو الحديث، فغياب التفرّد أو قُل محاولةِ التجديد والعثور على هويّة خاصّة لكلّ مبدعٍ أو شاعر أصبحت أملًا وفي بعض الأحيان أمنيةً غابَ عنها التحقُّقُ الملموس لفترةٍ كبيرة..
إنتاج الشاعرة العربية ما يزال يقع بين التقليد منعدم الرؤية والكتابة البدائيةِ البسيطة
أمّا عن الشاعرات، فبكلّ تأكيد، إنّ الوضعَ مؤسفٌ جدًا، فإنتاج الشاعرة العربية ما يزال يقع بين التقليد منعدم الرؤية والكتابة البدائيةِ البسيطة، سوى القليلات جدًا من اللائي اخترنَ الشِّعرَ غايةً ولم يلتفتْنَ إلى ما يحدثُ من حولهنَّ في دائرة الوسطِ الأدبيّ من تجاوزاتٍ وجرائمَ أدبيّة لن يُعاقبَ عليها سوى التاريخ، وهذا لا أجد لهُ سببًا منطقيًّا سوى الاستهتار بالمعنى الأكبر والقيمة الأصيلة للشِّعر أوّلًا ثمّ غياب الثقافة والاطلاع، بالإضافةِ إلى الاعتماد على آراء بعض مُدّعي النّقد الذين لا يتورّعون عن الإطراء على إنتاجٍ رديءٍ ساذجٍ، ومدح كتابةٍ لا ترقى لمرتبة مُحاولة كتابةِ الشِّعر، الأمر الذي لا يُعتبرُ إهانةً لدورِ الناقدِ ووضعهِ في مُربّع "العارفِ المنافقِ" الذي يجبُ أن يُتجنّبَ ولا يُلتفتَ إليه فحسب، وإنّما هو يجرُّ أعدادًا هائلةً من السيّدات والفتياتِ اللواتي كان من الممكن أن تخرجَ من بينهنّ واحدةٌ أو أكثر يُمكنُها الكتابة بشكلٍ يُحترم، إذا توفّر النّقد الموضوعيّ الذي يؤمّن لها الصورتين المتعادلتين للقاضي والهادي في آنٍ معًا.
وأخيرًا، لا أُحبّ أن أبدوَ في صورةِ المُدافعةِ عن الشاعرة المصريّة، أو أن تبدو الشاعرةُ المصريّة ضحيّةً أو مظلومةً بشكلٍ خاصّ، لأنّ ما ذكرتُه عن الشاعرة المصريّة إنما يُعتبرُ متحقّقًا بالفعل في حالاتِ شاعراتٍ عربيّاتٍ من مختلف الجنسياتِ العربيّة الأخرى بشكلٍ عام.