الجمعة، نوفمبر 07، 2014

الذكورة سلطة تنكشف في مرآة الكتابة النسوية: الكتابة والمرأة !...حسن إغلان





‘الكتابة والمرأة’ أو ‘التشكيل والمرأة’ أو ‘الإبداع والمرأة’ عناوين تحيل إلى موضوعة واحدة، موضوعة الجندر التي ما فتئ نقاش يتنامى ويتزايد حولها، ليس فقط من حيث الإواليات التي يتأسس عليها ما يسمى ”بمقاربة النوع” بل في المضاعفات التي خلفتها في تاريخ الأدب والمؤسسة بشكل عام.
نحن هنا لا نود الانخراط في الجانب الأول ولا حتى متابعة تاريخ المؤسسة، بما يفيده هذا الأخير من ذكر النساء، في التاريخ الإنساني. وإنما الذي يهمنا هو التفكير في العنوان كأفق للمساءلة والتأمل. لنتأمل العنوان الأول المُنْبني على كلمتين وحرف الوصل. الكتابة / المرأة / والواو.
المرأة مرآة للذات. أو هو الآخر الذي يعكس صورة الأنا الكلمة تفيد ذلك، أي حين لا نضع الهمزة على الألف، فإن الكلمة حاضنة للتأويل والمعنى. إذن بأي صيغة تفيد الكلمة هذا القلب. صحيح أن المرآة تفضحنا، تعكس رؤيتنا إلى العالم.
الأنا متعدد وإن كان واحدا. بهذا المعنى نفهم حكاية الخلق كحكاية ما انفكت تحضر وتغيب في الذاكرة والأثر. ألم يقل القرآن ان ‘حواء’ خلقت من ضلع ادم، ليرى نفسه فيها. إن قصة الخلق تنزاح نحو خروج آدم وحواء من الجنة بفعل الغواية.
الغواية هي الوسيط الذي انحفر في الذات ليعلن عن استقلالية مفترضة. لكن من أي زاوية نظر نربط الحكاية بالمرآة؟ أو على الأقل كيف ننظر إلى الكتابة بكونها مرآة و امرأة؟ ألا يعني هذا السؤال مخاطرة تبتغي المغامرة. بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. هنا تكون الكتابة عريا لصاحبها أو لصاحبتها، ما دامت لعبة المرايا تحجب أكثر مما تظهر. إن اختلاف الجنس في الحدود الذي يمثله بين ذكر وأنثى، حدان متوازيان. إلا أنهما يلتقيان في جنس ثالث مغضوب عليه ومرفوض في المؤسسة القانونية والدينية والاجتماعية…إلخ أي لا هو بذكر أو بأنثى وإن كان هذا الأخير قد أثث المخيال السفلي في الثقافات الإنسانية، سواء عند الإغريق أو في الثقافة العربية الإسلامية (ألف ليلة وليلة، كتاب الأغاني وما تناقلته المأثورات العربية من داخل القصور وغير ذلك) إذن لنزل الطرف الممنوع من تفكيرنا الآن، ولنر ما تخفيه المرأة باعتبارها الآخر الذي يسكننا ولنقل باحتيال شديد أن الكتابة امرأة، ليس من حيث تاء التأنيث محددة لهما، وإنما من حيث هي مرآة تعريها معا، أو على الأقل، تعري الوسط الذي يفيد العلاقة، وهذا هو الأمر الذي نريد الاشتغال عليه كما لو كان هو البياض الموجود بين الكلمتين، بياض يحجب المعنى ولا يظهره أو لا ينكشف إلا حين اقترابه من اللامعنى.
ماذا تكتب المرأة؟ ماذا ترسم وماذا تبدع؟ سؤال يفترض الموضوع كعينة اختيارية تستلزم آليات التحليل والتركيب والنقد وما إلى ذلك. في حكاية قديمة تفرض على الشاعر الجاهلي الوقوف عند الأطلال، لكونها حاملة لأثر الحبيبة/ المرأة. كأن هذه العتبة هي ما تعطي للشاعر هويته. بمعنى أنه لا يقول الشعر إلا إذا وضع المرآة أمامه، ليرى الآخر الذي يسكنه، لكن إذا اعتبرنا المسألة قاعدة في المعلقات الشعرية العربية وحتى في الكتابات المعاصرة كما لو كان المكان الذي لم يؤنث لا يعول عليه بلغة ابن عربي، أو كأن الكتابة بدون امرأة لا يعول عليها.
يمكننا قلب الرؤيا بين امرأة كاتبة وآخرَها الذي يظهر ويختفي في المرآة. هنا يلزمنا جهد خاص يقوم بقراءة النصوص بتركيز شديد لمعرفة هل المرأة المبدعة تبدع بكيانها؟ أم أنها تتلبس السلطة الذكورية لإ يجاد المعنى. قد أقول بأن غالبية النساء يكتبن بطريقة تفيد الذكورة والسلطة والمعنى.
قد تكون الذكورة سلطة تنكشف في مرآة الكتابة النسوية، ربما لتاريخ التهميش الذي عاشته رغم أنها الأصل والأثر، فالمرأة هي التي خلقت في الأساطير القديمة الآلهة، بل هي التي أبدعت وخلقت الرسل والأنبياء في الديانات التوحيدية، إلا أنها بفعل سلطة الذكورة تحتجب بحجاب الغواية، هكذا تخبرنا قصص الأنبياء، مثلما يضعنا كتاب ألف ليلة وليلة في هذا التَّمَاس المروع بين شهرزاد وشهريار، وهي نفس اللعبة التي تستهوينا من فنون تبدعها. لننظر إلى الأمهات المغربيات وهن يخربشن في الهامش أعني؛ حين يكتبن على الجسد وشما مفتوحا على القراءة والتأويل، أي حين يخترقن سلطة اللاهوت وينزحن نحو غواية الآخر/الذكر. بالغواية أو حين يطرزن المناديل والزرابي وما إلى ذلك إنهن يكسرن المرايا ويقمن بتجميعها مرة أخرى. هذا النوع من الإبداع ، يظهر لنا مفعولات الرغبة في السلطة. سلطات متعددة تتجلى في أقصى درجات الهامش. لكننا اليوم أمام الكتابة كسلطة، كحاملة لرأسمال رمزي، توقعها امرأة. وتظهر عريها أمام الآخر الذي يعاكس ويتلبس بها مثلما تتلبسه. في لعبة، يكون الخداع استعارتها واللغة واللون والصورة والموسيقى… إيقاعاتها. توقعه ويقع فيها، كما الحجاب تماما. أليس الغطاء عراء. والعكس صحيح تماما كما تقول إحدى نساء ‘الرشيد’ في زمن ما.
إن لعبة التوقيع (توقيع النص) تحيل إلى إرادة القوة والمعنى، في أكثر الكتابات النسوية العربية، من هنا يكون الصراع بشكل خفي ويكون ‘الهو’ مرتعا له. أليس ‘الهو’ هوية مشتتة لهذه الكتابة. لنتوقف عند مفهوم الصراع ونبين أولا أنه ليس بالضرورة صراعا مع الذكر وإنما هو صراع مع بنيات ثقافية رمزية. تستعير القانون والدين والايديولوجيا لترسيخ هذا الذي نسميه صراعا مادام هذا الأخير يفيد الهيمنة والقمع والسلطة. مثلما يفيد الهامش والخضوع والدونية. صحيح أن العالم تغير… وتغيرت معه القوانين وأشكال الضغط مثلما تبدلت الرموز والعلامات وهي كلها تغيرات صورية أو هي بالأحرى ‘سيمولاكرات simulacres’ لأصل ما فتئ يحضر ويغيب، لقد أعلنت ‘سيمون دوبوفوار’ إبان ثورة طلبة باريس68، شعار التحرر من المؤسسة الذكورية، إلا أن هذا الشعار سرعان ما تلاشى في الفضاءات العامة وإن كانت الدولة الحديثة في أوروبا قد شرّعت للمناصفة والمساواة. إلا أن هذه التشريعات التي تعاقد عليها المجتمع لم تبلغ ما كانت تتضمنه البيانات النسوية لتلك المرحلة، بمعنى أنه لم يكن بالإمكان القطع النهائي مع الأصل. ليس الأصل هنا دينيا واجتماعيا، وإنما في حالة التصور البيوثقافي الذي يؤسس لذلك. المسألة تبتعد مما نريد التوكيد عليه أي مما تعلنه الاجتهادات التحليل- نفسية الجديدة، وكذلك مما تعلنه الاكتشافات البيولوجية الجديدة ‘New-biology’ في أمريكا وبعض دول أوروبا. وهي اكتشافات تخترق الأصل في اللحظة التي تؤزم النسخة وتخلخل كيانها البنيوي.
إلا أننا في العالم العربي والمغربي على الخصوص، تظل المرأة هامشا يرغب في النور والوضوح، وهي مسألة ليست بالسهلة في مجتمع يعود فيه الدين بقوة إلى فضاءاتنا العمومية ويعود فيه فقهاء الظلام لإعادة النساء إلى مكانهن المظلم في كل شيء وهي عوائق تعيق النساء عن الظهور.
هاهنا تظهر لنا القيمة المائزة للنساء اللاتي يبدعن ويبحثن عن صوتهن في مجتمع أصبح فيه الصوت عورة، إنهن مناضلات بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قد يطول الحديث بنا لتفسير تضاعف هذه الرغبات في الكتابة والرسم والإبداع، ليس فقط في التركيز على ذلك الصراع الثاوي خلف ذلك النص التشكيلي أو الشعري أو الروائي أو… وإنما في حدود الانفلات الذي ترسمه المرأة لنفسها بين العتمة والنور، بين ‘الهو’ وسلطة الواقع ، بين الأب والرغبة في قتله رمزيا، إننا نعود إلى ذلك القلب الذي مارسناه على كلمة امرأة بحذف الهمزة على الألف، بمعنى أن النص الذي رسمته، كتبته، أو نحثته مرآتها. ما دامت المرآة لا تقول الحقيقة، وإنما تزعج… لهذا فالمرأة الكاتبة تناضل من أجل ترسيخ اسمها من كتابتها ولتكون هذه الأخيرة عيّارا لقوتها أوضعفها، في بعض الأحيان لا أميز بين كتابة وأخرى من خلال الجنس ولكن تثيرني الكتابة النسوية من داخلها، كما الوجع الذي يحيط بها مرة في الشهر أو في فضاءات أخرى، أليس ‘الفن- بهذا المعنى- رحلة إلى الآخر’ على حد تعبير غوته. 
* نص المداخلة التي شاركت بها في المهرجان الأخير لجمعية بصمات للفنون التشكيلية بمدينة سطات آخر شهر يونيو2013 


سبع عشرة قصيدة هايكو خورخي لويس بورخيس





سبعة عشرة قصيدة هايكو

1
الجبل والليل
قالا لي شيئاً
لم أعد أعيه.

2
الليل الشاسع
هو، الآن،
عطر واحد.

3
أوُجِد أم لم يوجد،
ذاك الحلم الذي أنساه
عندما يعود الفجر؟

4
أيتها الأوتار الخرساء،
إن الموسيقى تدري
بما أحس.

5
ليس لشجرات لوز الحديقة
أي فرح؛
لا شيء سوى ذكراك.


6
وبشكل غامض
هناك كتب، وررسوم غرافيكيّة،
ومفاتيح تتبعني كقدري.

7
منذ ذاك النهار
ما لامستُ قطعة
من رقعة الشطرنج.

8
في الصحراء
يصّاعد نور الفجر.
رجل ما يدري بذلك.

9
السيف الذي لاهدف له
يحلم بالمعارك،
أما حلمي فشئ آخر.

10
مات هذا الرجل؛
لحيته لا تدري بذلك؛
أظافره تواصل نموّها.

11
ها هي اليد
التي تداعب، أحياناً،
شعرك.
12
تحت السقف،
لا تحاكي المرآة
سوى القمر.

13
تحت القمر
هذا الظلّ الذي يتمدد
وحيداً.

14
ضوء خفيف ينطفئ.
أهي ممالك تنطفئ،
أم يرقة؟

15
إنه الهلال.
هي أيضا تتملاّه
من الباب الآخر.

16
أيتها التي في البعيد،
أيدري العندليب
أنّه يسلّيك؟

17
اليد القديمة
ما زالت تخط بيت الشعر نفسه،
حدّ النسيان.

الأربعاء، نوفمبر 05، 2014

الواقع والمتخيل فى (قدم متسخ ) للشاعرة فردوس عبدالرحمن د محمد السيد اسماعيل









محمد السيد اسماعيل

الواقع والمتخيل فى (قدم متسخ )
للشاعرة فردوس عبدالرحمن د محمد السيد اسماعيل
******
الملاحظة الاساسية التى يمكن ان ننطلق منها فى تعاملنا مع هذا الديوان هى الوحدة الدلالية التى تشمل قصائده كلها بحيث تغدو أقرب الى الرحلة التى تبدأ – دون ترتيب تعاقبى – من ذكريات الماضى البعيد والتى تتمثل فى لحظة الميلاد واعوام الطفولة المبكرة وصولا الى حالة التوحد مع الآخر ومع الطريق بكل مايحمله من دلالات صوفية .هى اذن رحلة مجاهدة وصراع مع الحياة ومقاومة للاغتراب واطلاق لطاقات الروح فى مقابل سجن الجسد وعجزه .والحقيقة ان هذه الرحلة /الحركة هى رحلة متخيلة متوهمة لكن ذلك لايمنع اندفاعها وقوتها انعكاسا لرغبات الذات فى الخروج من أسر العجز وسجن المكان . من هذه الملاحظة يمكن تفسير شيوع مجموعة من الدوال اللغوية المعبرة عن هذه الرؤية التى تقترب من الرؤية الكابوسية للعالم : الباب – الدم –الريح –الحشرات –الرعب –الغربة –العظام –الفراغ .لكن العبرة –فى الشعر والادب عامة – ليست فى شيوع مجموعة من الدوال بل فى توظيفها داخل نسق جمالى يوجه معناها وايحاءاتها .وهذا ماتفعله الشاعرة بتميز واضح يؤكد موهبتها اللافتة . ويمكننا التوقف –على سبيل المثال – امام مفردة (الباب ) وهى دالة محورية ومشعة داخل الديوان فسوف نلاحظ انها لاتدل على بعدها المادى فحسب بل تحولت الى حاجز نفسى ومادى بين عالمين :عالم الداخل (البيت /العزلة ) وعالم الخارج المقبض الملىء بالدم والريح "واقفة عند الباب لحدق ولاارى حياتى /ربما تتريض فى الخارج مع آخرين /ينبغى ان اخرج الان /ولو كان دم يسيل "("قدم متسخ " فردوس عبدالرحمن ص9دار الادهم 2014) الباب –هنا – ليس علامة خروج الى العالم الفسيح المحرر للذات وليس علامة اللجوء الى الداخل الاليف الذى تجد فيه الذات ملاذها الاخير بعد ان اصبح داخلا طاردا للذات "ينبغى ان اخرج الان /ولو كان دم يسيل " واللافت ان الشاعرة تقوم بتشخيص حياتها الخاصة كما لو كانت كائنا منفصلا عنها فهى "لاترى " حياتها بل تتأملها او تتوقع حركتا المنفصلة عن ارادة الذات .فهل فعل الخروج والالحاح على ضرورته رغم الدماء والرياح هو سعى حثيث لملاقاة هذه الحياة .هل الباب –هنا يشبه الرحم الذى تخرج منه الشاعرة الى حياتها .هل الخروج هو المخاض الاليم الذى يصاحبه الدم والمعاناة ؟ بهذا المعنى يصبح الدم دم الولادة .دم حياة جديدة وهكذا تأخذ دالة الدم معناها الجديد او تحولها من التجمد /الاعاقة /الرعب الى التجدد /الحركة /الانفتاح على الحياة "تنبت الايدى والعيون والاقدام وكل مافيك اذا جرى دم / انا نفسى جلبت ابنتى الى الحياة عندما صار دم كثير " والحق ان دالة الدم نفسها دالة مشعة ذات ايحاءات مختلفة منذ اقترانها بدم الذبيحة /القربان ودم الشهيد ودم الولادة مايقربها من دلالة الماء على الخصوبة فى نهاية القصيدة "يعرق الكون فيفرح الناس والحيوانات والشجر /يعرق الكون فتصير بهجة على الارض وماء " تبدو الشاعرة وكأنها واقفة فى منتصف دائرة على مسافة واحدة من الذات والعالم ,من الداخل والخارج ,من الماضى والحاضر ,فهى فى البيت مجرد صورة على الجدار ,وفى الخارج ذات وحيدة مغتربة يمر بها الآخرون دون شعور بوجودها وفى حالة كهذه كان من المتوقع –طبقا لشعريات كثيرة سابقة – ان تلجأ الذات الى الماضى بوصفه الملاذ الاخير لكننا نجد نقيض ذلك حيث تتكرر صورة الخلاص من السنوات كمالو كانت خلاصا من عبء ثقيل يقيد حركة الذات "أحرك فمى لتسقط سنوات وأخرج خفيفة " (ص13)لا شىء فى الماضى يغرى الشاعرة باستعادته او الحنين اليه "وضعتنى امى روحا على سرير الولادة / ولم ترنى حتى ماتت /ركلت ثديها بقدم روحى /فارتعبت /وبمعاونة الاخرين وضعتنى فى حوض ثلجى "(ص39) هل يمكن تخيل هذه الصورة :ولادة الروح فقط ثم تركيب جسد لها عبر السنوات أو تركيب عظام للذاكرة لكى تستعيد هذه اللحظات البعيدة ؟الجسد فى هذا الديوان شىء مكتسب وليس ممنوحا او ملازما للروح "لم يفعلوا معى مافعلوه مع آخرين /لم يمنحونى جسدا /غطاء للروح التى ازرقت أطرافها من البرد "(ص41)وهى صورة يحكمها خيال بكر يقترب من السريالية حيث تتعامل الشاعرة مع الجسد كما لو كانت ترسم لوحة تشكيلية تجريدية تتبع حركة الاحساس والخيال الفنتازى "كانت يد تخرج من ضلعى /وقدمان تزحفان من رأسى / وقلب ربما وضعه فى ركبتى "(ص35).هذه الرؤية الغرائبية للذات – دون ان يمنع ذلك توافقها مع احساس الشاعرة – لابد ان تنعكس بدورها على رؤية الواقع فتتحول النهارات الى شىء مرعب ويصبح التداخل دائما بين السماء والارض والموت والحياة "هكذا تصبح السماء لقرب الى الارض والموت حميميا مع الحياة "(ص34)والبحر معادلا موضوعيا للموت "اهدأ ايها العالم اهدأ /وخذنى الى البحر كى نرى الغرقى /كل الذين ماتوا "(ص57)ويتحول الماء –الذى كان رمزا للخصوبة فى صورة سابقة – الى اداة للموت "الذين بلا اسماء ظنوا انفسهم ماء /لان مطرا كثيرا ضربهم اليوم /فعادوا الى البحر "(ص58) تلعب آلية التشابه على مستوى الازمنة والاماكن والكائنات دورها فى تأكيد تيمة المتاهة فكل شىء يشبه الاخر كل شىء فقد تميزه وخصوصيته ,السماء تصبح ارضا ,الارض تتحول الى فضاء ,ولافرق بين وقت وآخر "نحن فى كل الساعات /والايام التى مضت مازالت هنا "(46)الماضى فى الحاضر والحاضر بضعة من الماضى والكائنات واحدة "لاغرباء هنا /لاغرباء /الجميع أشباهى "(ص52)والاشياء كلها لحم حى يرافق الشاعرة فى مشوارها الطويل "عرفت ان التراب لحم والماء لحم والاحجار لحم /لحم حى يرافقنى "(47)وتتبادل الاشياء والذوات صفاتها فتتحرك الاشياء من تلقاء نفسها وتتشيأالذات فتتحول الى محطة قطار الى مكان برزخى بين الاقامة والرحيل من خلال ماسبق يمكن ان نعد التكرار –وهو ظاهرة لافتة فى الديوان – تعبيرا عن هذه المتاهة ونوعا من التشبث بالوجود فى الوقت نفسه وقد اتخذهذا التكرار انماطا متعددة فجاء على مستوى الكلمة والجملة الخبرية والجملة الانشائية كما كان داخل القصيدة الواحدة او داخل اكثر من قصيدة ومن ذلك تكرار جملة "ينبغى ان أخرج " ثلاث مرات فى القصيدة الاولى وجملة "لى من العمر مايكفى لاحكى الان" فى بدلية كل مقطع من قصيدة "بعد ان ركبت جسدا "وغير ذلك كما نلاحظ مايمكن تسميته تفتيت يقينية الجملة الخبرية من خلال استعمال كلمة "تقريبا " بوصفها جملة اعتراضية تكسر اطلاقية الجملة الخبرية المعبرة عن احدى ظواهر الطبيعة "كانت النجوم تسطع فى الليل والشمس تصحو –تقريبا – كل يوم "(ص36)ان هذه الجملة الاعتراضية هى التى تحقق شعرية هذا التعبير ,فلو افترضنا ان الشاعرة قالت "الشمس تصحو كل يوم " لظلت هذه العبارة – رغم مابها من استعارة – تقريرية لاجديد فيها .تلجأ الشاعرة فى بعض الاحيان الى تضمين بعض العبارات ومن ذلك تضمينها لقول المسيح الهى لم شبقتنى " للتعبير عن رغبتها فى بقاء جسدها دون ألم او شبق لكى تظل على مسافة بعيدة من الاخرين وفى قصيدة "بعد ان ركبت جسدا " تعتمدعل التفصيل /تقديم مراحل حياتها المختلفة ,والجمال /ايجازها لهذه المراحل فى اربعة سطور فى نهاية القصيدة .وفى نهاية الديوان تبدو الشاعرة وكأنها تصل الى قرارها الاخير او رؤيتها المريرة النهائية حين تتأكد ان العالم "كون وفراغ /حجارة ودم " وانه "ليس مكان فى آخر الطريق /وليس طريق " (ص104) وتصبح الذات هى الطريق ويصبح رفيقها الغائب الحاضر هو السائر فيه .واخيرا فان ماذكرته عن بعض ملامح هذا الديوان يدل على اننا امام موهبة لافتة ومتميزة سوف تجد مكانها اللائق فى الفترة القليلة القادمة "

كادر 2.....الشاعرة ندا أبو زيد





كادر (2)
أوضة تحت بير سلم /
فى شارع زاويته يمنى ..على الكورنيش..
بلف بقالى كام جمعة ..
عشان اوصل لقرش حشيش ...
ومش لاقى ..
وباقى سنتى جوايا ..
وهزهد كل شىء باقى ..
وباقى فيا تفصيلة ..
بتحزن م اللى بيليل على حالى ..
وانا مالى ...
صرفته كله ع الحاجة /
ولسه روحى محتاجة ..
ولسه الشمس بيتغيم /
عشان هى كانت حاجة ودلوقتى بقت حاجة ...
ومش جنبى ...
ولا الدرب اللى كنا بناخده جرى زمان ..
فى عز المطرة دلوقتى بقى دربى ...انا اتعلمت بعد الحادثة أتكلم ..
وانا مخبى ...
ايوة الفراق حادثة /
ايوة انا بغلى ...
يلعن صداع داقق فى راسى طبوله ..
يحرق كلام خايف اشوفها اقوله ..
يصعب عليا مغنواتى الليل ...
لما يقول خايف أوعدك مااوفيش...
ياابنى شوفلى نص قرش حشيش !..

كيف لك أن تمشي على الصراط المستقيم .... أحمد عز الدين




يطاردك الذين يتدافعون فوق سلالم الصعود 
وهم يرتجفون خشية السقوط 
يطاردك الذين تتمدد مصالحهم وراء التخوم والحدود 
أولئك الذين هم أفئدتهم هواء 
أولئك الذين يشترون نجم صعودهم
بخِسَّةٍ في النفس
وضِعَةٍ في القلب
ودونيَّةٍ في العقل
ولست منهم
ولست مثلهم
مشرَّعة في أيديهم أسلحة البغضاء والإكراه والزور
ولكنك تأبى أن تخرجها من غمدها
لأن ما تضعه البغضاء والإكراه والزور
شأنه شأن الزبد
يذهب جفاء
ولا يبقي في الأرض إلا ما ينفع الناس
يحاصرونك كأفواه الرمال الناعمة
ويتوالدون من حولك كأذناب الأفاعي السامة
ضيق هذا الحصار
ضاغط هذا الحصار
خانق هذا الحصار
مُبهم هذا الحصار
كيف لك أن تمشي على الصراط المستقيم
وهو كحد السيف
في زمن لم يعد فيه سراطًا ولم تعد فيه استقامة
أنت لم تضع الأسوار التي تُبنى من حولك
ولم تخلق الأصنام التي تسد الأفق عليك
ولم تصاحب هذا الجهل الذي يُدعى المعرفة
ولم تُخالِط هذا الزيف الذي يدّعى البراءة
أيها المحارب
قم وتوضأ بعرقك أو بدمك
فقد جفَّ الدم وغِيض الماء
ولا جودى تستوي عليه
قم لهم أو مت
فلا طريق ثالث بين القيامة والموت
ولا طريق ثالث
بين الانحناء المُذِل
والغضب المُبين
قُم إذن أو مُت..

الثلاثاء، نوفمبر 04، 2014

قصيدة نثر للشاعر الرا حل أبو القاسم الشابي




" أيْنَ أنْتِ ؟
أيَّتُهَا الأحْلامُ العَذْبَةُ الَّتي كَانَتْ تَبْسَمُ لِي
منْ خِلالِ الظَّلام
فتُفْعِمُ آفاقَ نفسِي
بأنْوَارِ الرَّجَاءِ
وَتَرِفُّ بسكونٍ حَوْلَ قلبِي هَامِسَةً
في مَسَامِعِهِ أنشودَةُ الأمَلِ
في أيِّ وَادٍ تَلاشَيْتِ ؟
وَفي أيِّ لَحْدٍ ضُمَّ صَدَاكِ ؟
أيْنَ أنْتِ ؟
أيَّتُهَا الأجنِحَةُ البيضَاءُ المُتألِّقةِ تَحْتَ أشِعَّةِ الشَّمسِ
كَعَرَائِسِ الشِّعرِ
لقدْ طلبتُكِ بَيْنَ أنْوَارِ الصَّبَاحِ
فلمْ أجِدْكِ
وَفتَّشْتُ عنْكِ بَيْنَ أهْوَالِ الظَّلامِ
فمَا رَأيتُكِ
فتَّشْتُ عنْكِ في ابتسَامَةِ الأزْهَارِ
وَفي قُطوبِ الأشْوَاكِ
وَفي كُلِّ أطْوَاءِ الحَيَاةِ
وَمَظَاهِرِهَا
فَمَا وَجَدْتُكِ ."
وَمنْ هذِهِ النّصوصِ كَذلكَ نَصُّ : الأحْزَان الثَّلاثَة ؛ الَّذي يستهِلُّهُ بقولِهِ :
" أنَا وَالليْلُ كئِيْبَانِ !
وَفي قلبيْنَا شُعْلَةٌ منْ تِلكَ الكَآبَةِ الصَّامِتَةِ
المُتغنِّيَةِ في قلْبِ الحَيَاةِ
بأحْزَانِ البَشَريَّةِ المُعَذَّبَةِ
وَعِنْدَمَا يَسْكُنُ الليْلُ
وَتَخْمَدُ أصْوَاتُ الزَّمنِ
تَتَصَاعَدُ منْ أحْشَاءِ الظَّلامِ أنَّةُ الكَآبَةِ المُوْجِعَةِ
مَعَ عَويْلِ المُنْطَرحِيْنَ
تَحْتَ سَنَابِكِ المَظَالمِ القَاسِيَّةِ
إلى حَيْثُ يُرْسِلُهَا اللهُ شُعَلاً نَاريَةً
تلتهِمُ الأشْوَاكَ
وَالهَشِيْمَ
أمَّا أنَا
فتَتَعَالَى كآبتِي شُعَلةٌ مُتَّقِدَةٌ مُتَمَايسَةٌ
في فَضَاءٍ مُظْلِمٍ
مُفْعَمٍ بمَرَارَةِ الأوْجَاعِ ."

:الذِّكريَات البَاكِيَة 

" بَاركِيْنِي يَا ابنَةَ النُّورِ وَالمَحَبَّةِ
فَلقَدْ تَغنيْتُ باسْمِكِ مُنذُ الأزَلِ ، وَدَعَوتُكِ منْ وَرَاءِ الوجُودِ
بَاركِينِي يَا ابنَةَ النُّورِ وَالمَحَبَّةِ
فَلَقَدْ صَلَّيْتُ لكِ في أعْمَاقِ قلبِي قبْلَ أنْ تبدَأ الأكْوَانُ
وَعَبدتُكِ بَيْنَ الكَوَاكِبِ وَأنَا شُعَاعُ طائِرٍ في الأفقِ البَعِيْدِ
بَاركِينِي يَا ابنَةَ النُّورِ وَالحُبِّ
فلقدْ تَغَنيْتُ باسْمِكِ وَأنَا خَمْرَةٌ سَكْرَى بَيْنَ اليَنَابيعِ الخَالِدَةِ
وَعبيرٌ يَتَطَايَرُ في سَمَاءِ اللهِ
وَدَعَوْتُكِ وَأنَا مَا حَلُمْتُ بأفرَاحِ العَالمِ وَأترَاحِهِ ،
وَلا تَمَثَّلتُ ضَبَابَ الفَجْرِ
وَضَيَاءَ القَمَرِ
بارِكِينِي يَا ابنَةَ النُّورِ وَالمَحَبَّةِ
فلقدْ تغنيْتُ باسْمِكِ حتَّى تَمَخَّضتْ بِيَ الأوْجَاعُ
وَوَلدتْنِي الحَيَاةُ في غُرْفَةِ الأيَّامِ
وَدَعَوْتُكِ حَتَّى قبََّلَ النُّورُ شَفَتَيَّ
وَأنَارَ الصَّبَاحُ عَيْنَيَّ
وَعَلَّمَنِي الحُبُّ الكَلامَ
بَارِكِيْنِي يَا ابنَةَ النُّورِ وَالمَحَبَّةِ
فلقدْ صَلَّيْتُ لكِ في أعْمَاقِ قلبِي
وَأنَا ذَرَّةٌ ضَائِعَةٌ بَيْنَ السُّدُمِ
وَضَبَابٌ هَائِمٌ بَيْنَ الظِّلالِ
وَ دَعَوْتُكِ قبْلَ أنْ يُلامِسَ الليْلُ قلبِي بشَفتَيْهِ
وَيُعَانِقُ الفَجْرُ رُوحِي بجنَاحَيْهِ
بَاركِيْنِي يَا ابنَةَ النُّورِ وَالمَحَبَّةِ
فلقدْ صَلَّيْتُ لكِ في أعْمَاقِ قلبِي
وَأنَا فِكْرَةٌ غَامِضَةٌ تضطرِبُ بيْنَ أعمَاقِ المَوْتِ وَأمْوَاجِ الحَيَاةِ
وَ أنشُودَةٌ خَافِتَةٌ تَرْتَعِشُ في قَلْبِ اللانِهَايَةِ
وَحَقيقََةٌ عَاريَةٌ تأتلِقُ في صَمِيْمِ الوجُودِ
لقدْ عَبَدْتُكِ في حَيَاتِي المَاضِيَةِ
وَسَأعْبُدُكِ في حَيَاتِي البَاقيَةِ
حَتَّى المَوْتِ ."

شخصيات ثقافية ...الشاعر رشدي الحنفي العناني " الفيومي " 1928 عمل خياطا ثم رئيسا لتحرير " البعكوكة "



سيرة الشاعر:
رشدي الحنفي العناني.

رشدي العناني

( 1333 - 1375 هـ) 
( 1914 - 1955 م)

ولد في مدينة الفيوم (محافظة الفيوم - مصر) وتوفي في القاهرة.
عاش في مصر.
تلقى تعليمه الأولي في مدرسة الفيوم الابتدائية، فحصل على شهادة إتمام الدراسة بها عام 1928، ثم عمل على تثقيف نفسه بعد أن توقفت رحلته مع التعليم المنتظم.
عمل خياطًا في بداية حياته، ثم افتتح محلاً لبيع الصابون في مدينة الفيوم، وعندما ذاع صيته في مجال الشعر اختاره محمود عزت المفتي صاحب مجلة البعكوكة 
رئيسًا لتحريرها، وبعد إغلاقها عاد إلى حرفته خياطًا يبيع الملابس بعد حياكتها.

الإنتاج الشعري:
- نشرت له جريدة «الفيوم» عددًا من القصائد منها: «ما لهذا الكون يبدو غارقًا» - سبتمبر 1937، و«زفرات حارة» - ديسمبر 1937، و«أيها السابح» - مارس 1937، و«ذكريات» - (في فن التوشيح) - أبريل 1937، و«خفقات في الغزل» - يونيو1937، و«حنين» - جريدة قارون - أبريل 1935.
يعد شعره بمثابة أغنية ذاتية وجدانية تحكي سيرة عاشق أضناه عشقه، وأسقمه حنينه. المرأة لديه كون من الأحلام والتأملات والأماني. رومانسي النزعة يلتمس في ذلك خُطى أقرانه من شعراء الوجدان الذين أوقفوا تجربتهم على معالجة علاقتهم بالمرأة في شتى تجلّيات هذه العلاقة، ديدنه الشكوى وحالة العتاب، يبكي ضياع حبه وينعى سوء حظه، وهو معذّب بوحدته وبرغبته في الاكتمال بالآخر. تتسم لغته بالتدفق واليسر في أخيلة وعبارات مألوفة، قد تقترب من الركاكة أحيانًا، ولكنها تتوارى في المشاعر. التزم النهج الخليلي في بناء قصائده، مع ميله إلى التنويع في أشطاره وقوافيه.

مصادر الدراسة:
1 - لقاءات أجراها الباحث محمد ثابت مع محمد مصطفى البسيوني - من شعراء الفيوم - الفيوم 2004.
2 - الدوريات: شافعي حسن: مجلة بحر يوسف - 1930 وحتى الخمسينيات.
    المصدر " معجكم البابطين " 




عصير الليمون كمهدئ طبيعي لن يمحو آثار ذلك... صبري رضوان








عصير الليمون  كمهدئ طبيعي  لن يمحو آثار ذلك


لم أكن أقصد أن أبكي 

لكن القصة مؤثرة جدا
حكيت لها 
بحكم العمل واكتساب الرزق 
عن طومان باي
لم تكن تعرف أن العباسية كانت صحراء
أن باب زويلة كان أحد مداخل المحروسة 
عندما تخيلت المشهد
وفرسانه تسقط تباعا بالقرب من الريدانية 
والحامية الغشيمة تسحبه إلي الموت واقفا 
معلقا 
تتخثر رقبته بدون عزاء 
أو نعي في أفواه المنادين 
...
1517
علقوا الحقول في مكتب موظف بريد
وعلقوا المساكين 
بلحية أرعن 
وظيفته في الحياة سرقة الابتسامة
يرقد في قلعة صلاح الدين 
ببطن منتفخة
الطفلة أشفقت عليّ مرارا
لكن الحصة كانت 
شيقة
ذلك السفاح
الذي قتلته جمرة الجثث 
...الخبيثة
......
عصير الليمون 
كمهدئ طبيعي 
لن يمحو آثار ذلك
ربما اظل لساعات 
أستدعي المقطم 
وأفرش القاهرة
بالدموع
التي غرستها سنابك الإنكشارية
مقر الخلافة الجبرية ... في الأستانة

تَرْنِيْمَةٌ ... من قصائد الشاعر الفرنسي بودلير







تَرْنِيْمَةٌ



إلَى الَّتي لا أعزّ ولا أجمَل
تلك التي تَملأُ قَلبي بالضِّياءِ
إلى الملاكِ والمَعبودِ الخالِد
تحيةً لهُ في خُلودهِ
إنها تَنتشرُ في حياتِي
كالهواءِ المُشبع بالمِلحِ
وتَسكبُ في رُوحيَ الظَّامئة
طعمَ الخُلود
أيها الحُقْ الدَّائم النّداوةِ
الذي يُعطِّر الأجواءَ بعطرٍ ثَمين
يا جمرةً منسيةً تعبقُ سرّاً خلالَ الليلِِ
كيفَ نُعَبِّرُ عنكَ بصدقٍ
أيها الحبُّ الذي لا يقبلُ الفسادَ
يا حبةً من المسكِ ترقدُ
مختفيةً في أعماقِ أبديَّتي
إلى التي لا […]




محمود عبد المعطي يكتب : ربنا الذي في الثقافة .... موﻻنا في إدارة المسرح أنزل بنا أشد العقاب




ربنا الذي في الثقافة .... 
موﻻنا في إدارة المسرح أنزل بنا أشد العقاب

كيف يشعر الفنان أنه شخص مهان ؟
عندما يتعامل مع إدارة ﻻ تعي قيمته الإبداعية وتتعامل معه علي أنه ( متسول ) وأنه في إنتظار تعاقده معها حتي يطعم أوﻻده . وأن السيدة مديرة إدارة المسرح حرة طليقة في ذلك الشأن تمنح من تشاء حقه المادي وتمنع عن من تشاء حقوقه بموجب إمضائها الكريم 
وللأسف . غيبوبتها تمنعها من أن تستوعب أنها ﻻ تتقاضي راتبها الشهري وحوافزها وبدﻻتها و .. و .. و ... إلخ إﻻ من أجل أن يبدع هؤﻻء وأن تقام العروض في مواقعها الإقليمية حتي تتحقق الإستفادة الكامله لجمهور الأقاليم . وهذا ما تجاهلته الإدارة عندما أصرت علي تقدم العروض أوﻻ في المهرجان الإقليمي الذي فشل فشﻻ زريعا وكان نموذجا فاضحا ﻹهدار المال العام والتربح الذي أثبتته فرقة الفيوم القومية وأبت أن تقدم عرضها علي مسرح قصر ثقافة بنها لعدم جاهزيته وانصراف الجمهور نظرا ﻹنقطاع التيار الكهربي حتي الساعة الواحده إﻻ ربع صباحا . وعادت الفرقة لتستكمل عروضها لجمهور الفيوم وهذه رسالة مسرح الثقافة الجماهيرية التي يتغافلها الكثير حتي أصبحت عروض اللجان هي العروض الحقيقية وباقي العروض هي عروض تمهيدية للتدريب والجاهزية واستكمال نواقص العرض ( أي هراء ورياء ) ومن أجل ذلك . ينتهي بنا العام المالي 2014 ومديرة إدارة المسرح المحترمة تمنع صدقاتها عن متسولين مسرح الثقافة الجماهيرية من الذين تعاقدوا مع فرقة الفيوم القومية وتحرمهم من صرف مستحقاتهم المالية التي ﻻ تثمن وﻻ تغني من جوع . والمهزلة الكبري التي وصلنا لها كمبدعين أن من يطالبها بصرف هذه المستحقات تدعي عدم علمها بهذا الشأن أو أنها ﻻ عﻻقة لها بتأخير هذه المستحقات وأن هذا الشأن يختص به رئيس الإقليم . وعندما يتحدث إليها أحد المتضررين . تساومه علي إقناع الفرقة بالتنازل عن المذكرة التي تتهمها ومن معها بإهدار المال العام والتربح حين إكتشف أعضاء الفرقة أن وجبة العشاء التي قدمت إليهم بالفندق في كراتين مغلقة وعليها إستيكر بإسم الفندق . أنها كراتين بنك الطعام وملصق عليها الإستيكر ووجبة العشاء تتكون من ( مكرونة بالصلصة وقطعتين من الفراخ البانيه وبطاطس ) ويستخفون بعد ذلك بعقولنا ويقولون أن هذا خطأ المطبعه التي تورد الكراتين للفندق ( يااااااا سﻻااااااااام ) أي إهانة وأي مهانة وأي جبروت أتاح لكم بأن تتفوهوا بهذا السخف وبدﻻ من تقديم الإعتذار الرسمي للفرقة كما قدمه وزير الثقافة حينذاك د. محمد صابر عرب تليفونيا . ينزلون بالفرقة العقاب ويحرمونها من الإشتراك في المهرجان الختامي الذي ما غابت عنه الفرقة منذ عدة سنوات ولها نصيب كبير من جوائزه بل ويتوعدون بإيقافها وهم ﻻ يعلمون أن هذه الفرقة بتاريخها وإنجازاتها أكبر منهم جميعا ومن مناصبهم الخدمية . أفيقوا يرحمكم الله

مرايه مبتشوفنيش... عمر مكرم





مرايه مبتشوفنيش
وحشتنى خالص خالص
أوضتى القديمه
فى بيت أمى
سريرى اللى منحوت فى نصه
صوره ب الحجم الطبيعى
لطعم القلق
ومخده
جعانه نوم
وحيطان مدهونه بجير
بيقشر
من كتر الرطوبه فى عضمى
ولمبه
كل م أطفيها
تنور حاجات جوايا
ودولاب
هربانه منه كل الهدوم
وسباه عريان
وعروق السقف اللى سانده
أحلام كتير متحققتش
ياااااااااااااااه
وحشتنى خالص خالص
أول بنت