‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

الخميس، مايو 15، 2014

محنة المثقّف العربي بين التقليد والتجديد بقلم: د. ناتالي خوري غريب


الصراعيّة الأبديّة الثقافيّة في أدبيّات الكتابة، ليست كامنة بين التقليد والتجديد، كمسرح حامل شتّى القضايا والمحمولات والتجليّات والموضوعات، بل في العقليّة الانهزاميّة والانتصاريّة القائمة على عقدة الأنا المرضيّة للذات المبدعة الكامنة في “أفعل التفضيل”، بين )بعض(التقليديين والحداثويين.
فالتوليفة الناتجة من طريحة (بعض)التقليديين المتوهّمين بأحاديّة الأحقيّة في الحقيقة، ونقيضة (بعض)المجدّدين المتمسّكين بأحقيّة النقد والهدم لإعادة البناء، تُظهر(هذه التوليفة) جدليّة مبنيّة على ذهنيّة تنازعيّة قائمة بين ذاكرة (بعض)متأخّرين أرادوا أن يمحوا ماضي بداياتهم، ويكرّسوا مجد حاضرهم، وينسفوا كلّ جديد مستجّد قد يتفوّق عليهم، وبين(بعض) مجدّدين يريدون خرق شرنقة الحياء والاستصغار التي يمكن أن يُدفنوا فيها إلّم يجاهروا بأسبقيّة التماع أفكارهم واستواء رؤياهم وتطلّعاتهم.
وأكثر، فالتقليديّون، يريدون ذاكرة حداثويّة لا تعترف إلّا بهم، ولا تستظهر إلا إبداعهم. ومن لا يتوّجهم ملوكَ الفكر الثقافة، يطرحونه خارج حاشية التفكّر والإبداع. ومن لا يرنّم لهم أغرودة الوفاء، يردّدون أنّه انتفاضة طمع وغباء. من لا يعترف بأعجوبة نتاجهم، يجرّدونه من جنديّة خدمته في الفهم والإفهام.
أمّا أزمة المجدّدين في ضيق تضجرّهم للوصول السريع إلى تكريس الإبداعية الخاصّة بهم، فتراهم ينظرون إلى التقليديين صعاليك يكتبون معلّقات من جاهليّة نفوسهم وقلّة حيلتهم على مجاراة حداثة لم تدخل تاريخَ عظيمِ حضاراتهم. فمن لم يعترف بهم يرمونه بحجارة الغيرة على فنّ الأصول، الذي لا يعرفون منه إلّا جلبابه. ومن يقدّم إليهم النصح والاعتصام بالصبر يردّون بضرورة جدوى انتصاحهم بأخذ قيلولة حتميّة لا استفاقة منها.
لقد نسوا جميعًا أنّ السماء كبيرة تتسّع لجميع المجرّات والنجوم، ولكلّ منها له التماعها المتفرّد، ومحور وجودها في المنظومة الكونيّة كما المنظومة الفكريّة.
لقد نسوا جميعًا أنّ ما يجمع معظمهم أكانوا مقلّدين أم مجّددين، أنّهم يتزّلفون ل”زعيم” إليه ينتمون ويقدّمون ولاءهم، ويتمنطقون بمايتلاءم وتطلّعاته، على شريطة أن يعطيهم شرف الانضواء في حاشيته، فتنقلب المعادلة، ليخطّوا اتجاهًا فكريًا قائمًا على التبعيّة بما يخدم سياسة فرديّة، بدلًا من أن يجعلوا همّهم إيجاد منظومة فكريّة تحمل لواء الخلاص الجمعي، لتحمل لواءها جميع السياسات.
لقد نسوا جميعًا، أو ربمّا تناسوا، كبارًا وصغارًا، قدماء ومحدثين، أنّهم يتركون قناعاتهم وانفتاحهم وتمدّنهم وتحضّرهم حين تستدعيهم غيرة الطائفة والدين، فيسخّرون أقلامهم ويستحضرون مخزوناتهم التراثية واقتباساتهم للعن الآخر وشتمه، بوجدانيّة تنفصل عن كلّ موضوعيّة، التزامًا باصطفافات تستدعيها أسياد الطائفة بعيدا من المحاجّات المنطقيّة والبيّنات المقبولة على كّل من أنكر ذلك.
لقد نسوا أو تناسوا، أنّ الإعلام حين يسلّط ضوءه على أحدهم، لا يحجب عن الآخر نور الشمس، ولا بمقدوره أن يكبّر حجم من لا حجم له في ضخامة تواضعه، من دون إنكار أهميّة دوره الفاعل.
حبّذا لو أنّ المثقّف العربي يجتاز محنة العقدة النيتشويّة في التفوّق، المتفشيّة لدينا على قاعدة التقليل من المعادلة القيميّة لنتاج الآخر، فتراهم لا يهتّمون بالإنتاجيّة التي تحمل غائيّة إنسانيّة، بقدر ما يهتمّون باتّهام هذا الآخر، وإضاعة الوقت في البحث في سرقاته ومسروقاته، إظهارًا لتفرّد إبداعهم المبني على الأصالة والإبداع، وضعف نتاج الآخر المسلوب من تجاعيد الآخرين.
حبّذا لو أنّ مسرح الثقافة العربيّة يتوقّف عن أن يكون ساح عداء وتزلّف ونفاق، وتراشق أسهم في حلبة المقارنات والمزايدات، لربّما تتوقّف النزاعيّة على استحصال المرتبة الأعلى ولو كانت ولادتها من رحم التصداميّة غير الشرعيّة، وضريبة الجائزة إعلاء شأن النرجسيّة استكمالًا لتقويض دعائم الإبداعيّة وليس العكس، ارساء لمفاهيم البطولة الفارغة والواهمة….
حبّذا لو يعرف جميعهم، أنّ “الضجّاج” بمآثره والرنّان بما جادت قريحته، من كلا الطرفين، هو حقّ مبرّر له، لأنّ الجميع ضحيّة مخزونات ثقاقية وموروثات أدبية قائمة على تمجيد صورة-البطل، أوهميّة كانت أم أسطوريّة، لكن اللوم يقع على الأصحّاء المعتدلين الذي يدركون تقنية فصل “الذات” عن الموضوع” وضرورة إعلاء صرختهم في مواجهة هذا المدّ المرضي في النقد غير البنّاء ونقد النقد المضّاد الهدّام(ونعطي مثالًا على ذلك، ما كتبه محمد عابد الجابري في نقد العقل العربي وردود جورج طرابيشي على كتبه في نقد النقد).
اللوم الأكبر على من يقبل أن ينصّب نفسه حكمًا عادلًا معتدلًا يحكم بالأسبقيّة والألمعيّة وهو يعلم بما شابه من عوارض الإصابة بالمرض المميت المخزي للمثقّف العربي لأنّه يحمل تلك المرآة التي تجعلك ترى في انعكاساتها ما هو يريد، جاهلًا أنّ زمن الاستغباء قد ولّى، واستغلال فكرة العراقة في “العتاقة” قد مضى، وأنّ الأصالة أو الحداثة تلازميّة زمن وحالة، وحتميّة تلاقح وإثمار، في سيرورة المسيرة الثقافيّة وديمومتها.
يبقى أن نقول، إنّ المثقّف العربي بحاجّة ماسّة إلى ضرورة الوقوف أمام نفسه، والاعتراف بمسؤوليّته تجاه ذاكرة أجياله، من دون أن يتعارض الأمر مع أصالة تراثه، والاستشعار بحتميّة تنقية ذاكرته من الكثير من الموروثات المرضيّة، في مسألة التقاتل بين التقليديين والحداثويين، وتقبّل إعطاء كلّ حديث فرصته ونجاحه، وعدم كسر حناجيه عند محاولات إقلاعه الأولى.
فلا يُخرج المثقف العربي من محنته إلّا انفتاحه واتّساع دائرة رؤيته وتدريبه على ذائقة انتقائية لا تنفي الموضوعيّة ولا الاستنسابيّة، تكون مبنيّة على تقنيّة التمييز بين المستحسن والمستقبح، بما يتضمّن من قيم الحقّ والخير والجمال والبناء والإعلاء.
منقول عن مدونة :- 

THAQAFIAT

الاثنين، مايو 12، 2014

الشاعر حازم حسين يكتب : الحلاج وابن تيمية.. ابن رشد والغزالى.. فرج فودة وسيد قطب المُفكّر والمُكفِّر.. إعادة إنتاج الماضى واستهلاك مجازات النص.

الشاعر  حازم حسين 

الحلاج وابن تيمية.. ابن رشد والغزالى.. فرج فودة وسيد قطب
المُفكّر والمُكفِّر.. إعادة إنتاج الماضى واستهلاك مجازات النص.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاريخ الصراعات والأزمات المفصلية فى العالم تاريخ فكرى فى وجهه الأعمق، والعقيدة إحدى أكبر مفجّرات هذا الصراع، العقيدة فى وجوهها العديدة، الفيزيقية والميتافيزيقية، ولهذا فإن تتبُّع موروث الأيديولوجيا - بالإنتاج الفكرى الكامل أو بالإنتاج الطقسى المتفرِّع على الدين - وعلى اختلاف التاريخ والجغرافيا، ينكأ جراحًا غائرة ربما ما زالت مفتوحة منذ عشرات القرون.
ربما برؤية جوهرية تنفذ إلى الماورائى والقار فى نخاع الواقع، لا يكون ثمة تجاوز لو حاولنا تعريف الصراع الراهن - سياسيًّا واجتماعيًّا وعقديًّا - باصطلاحات ودراما وشجارات القرون الثالث أو الرابع أو الخامس الهجرى، فالعودة على خط الزمن الأفقى لن تغيّر شيئًا ملحوظًا فى موضعنا الرأسى على خط التطور الفكرى والانطلاق العقلى والتفكير المغاير والمستجيب لآليات وتعقيدات الواقع والعصر، وهو الخط الصاعد ديناميكيًّا - وفق إيقاع الحياة والناس وصيرورة الاجتماع البشرى وتداخله - بما يحفظ للنص المركزى سلطته العقدية، ويقيم للبناء اللغوى وإمكاناته وطاقاته البيانية والمجازية وزنًا مؤثّرًا، يستجيب لاحتياجات الزمن ويسير بعينين مفتوحتين على طريق الاتصال الناضج بالحقائق والغايات.
وباعتباره صراعًا فكريًّا، وباعتبار اللغة وعاء الفكر الأساسى، فإنه يمكننا اعتباره صراعًا لغويًّا بالأساس، مَردُّه التباس المفاهيم وتداخلها، وأسلحته تضبيبها وتشويهها، فحينما يتم العمل على معيارية اللغة واصطلاحيتها وفق غائية موجّهة، تفقد العلامة اللغوية قدرتها على التّماس بإيقاع واحد مع جمهورها الواسع، ويصبح التأويل البلاغى والمجازى بابًا مفتوحًا على الهجوم والدفاع فى آن، وتصبح الغلبة لصاحب الضربة التى تنسجم وقناعات أهل اللغة فى مجموعهم العام - المستخدمين اليوميين لها - والتى تمّ ترسيخها وتكريسها فى وعيهم المحافظ، ولهذا فإن فريق التأسيس الفكرى لهذه الحرب المحافظة يكره المجاز ويمقت الانحراف اللغوى وما يحمله من إبداع وخيال وإدهاش، لذا سترى أدبيات هذا الفريق تحمل موقفًا متشدِّدًا من الشعر والتأويل اللغوى والجمالى والخروج على أطر النحت الدلالى المكرور.
وبمحاولة جادة لاستقراء تركيبة الصراع وفق هذا المنطق الفكرى - اللغوى، يمكننا أن نضع أيدينا على عشرات النماذج على امتداد الخارطة الزمنية والجغرافية للاجتماع البشرى، وبالطبع لجغرافيا الثقافة العربية والإسلامية بالتبعية، وملاحظة حجم انعكاسها على الراهن الثقافى والسياسى والعقدى، إلى حدّ يُتاخِم فكرة دائرية الزمن وإعادة إنتاج الماضى، عبر ميكانيزم عقلى وآليات بنائية فكرية ولغوية لم تنحرف عن مثيلاتها فى القرون الفائتة، وبالتالى فهى أداة حيّة لإعادة إنتاج مشكلات الثقافة وهِناتِها ومفارقاتها المحزنة، فلو اعتمدنا نماذج: الحلاج وابن تيمية، الغزالى وابن رشد، وسيد قطب وفرج فودة، كنماذج استقرائية لهذه الحالة من الالتباس المقصود، والتشويه العمدى، والحروب الفكرية اللغوية، سنجد الثنائيات الثلاثة قابلة للتلخيص تحت ثلاث ثنائيات لغوية مقابلة على الترتيب نفسه: التصوف والتقليد، الفلسفة واليقين، والعلمانية والحاكمية، وسنجد بالتتبع الفاحص أن الحرب كانت حربًا لغوية فى جانبها الأكبر على صعيد الثنائيات الثلاثة، وأن سلاح المحافظة العقدية والفكرية اعتمد التلبيس والتضبيب اللغوى وسيلة لحسم الصراع، فكان العمل على تشويه مفردات: التصوف والفلسفة والعلمانية، وطرح بدائل كلاسيكية مادية لها، تنسجم مع الذخيرة المعرفية التى أنتجتها قرون الفهم التقليدى، بما لا يجرح وعى الناس ولا يصدم مصكوكهم اللغوى الذى طالما استخدموه فى الكفر والإسلام على حدٍّ سواء: "هذا ما وجدنا عليه آباءنا".
فى هذه الحرب - المقدّسة لفقهاء التقليد - تتمّ مصادرة النص لصالح التفسير، والرؤيا لصالح الرؤية، وتتمّ مصادرة الفكر لصالح الكفر، فتصوف الحلاج الذى يردّ الكون لأصل واحد هو الله، وبالتالى يردّنا جميعًا إليه بالمحبة والتوحّد والحلول قيمة وفكرًا وروحًا، يصبح كفرًا بواحًا على مقياس ابن تيمية ومصادرته للنص ومجازاته، انتصارًا لفهم تقليدى يدشّن معمار الكهنوت اللغوى والعقدى المصادر للعقل، وتصبح فلسفة ابن رشد التى ترد الحقيقة إلى الإيمان والتسليم فى وجه، وإلى العقل والتمحيص فى وجوه أخرى تنتصر للفهم ولتحقيق حكمة الله فى التفكّر والتدبّر، والإيمان بسرمدية الكون، تصبح تهافتًا وخروجًا على معيارية الفهم المصادر للنص وطاقاته البلاغية أيضًا، وكذلك علمانية فرج فودة التى تنتصر للإنسان وقيم المواطنة تحت لواء سياسى يجمع ألوية عقدية مختلفة ومتمايزة، فهى على مقياس سيد قطب خروج على حاكمية الله، والتى تمثّل خروجًا على العقيدة، بما يُوجب إهدار الدم وقتال القائل بها والساكت عليها.
اعتمد الفقهاء المقلّدون - المُكفِّرون - آلية استثارة العامة والوعى الجمعى وفق فهم تقليدى، دشّنه فقهاء مقلِّدون أيضًا، وذلك عبر شحذ سلاح اللغة، ومصادرة النص ومجازاته، فى محاولة عميقة التأثير وربما القصد، لتسطيح العلامة اللغوية وتحييدها، لتصبح ثابتًا دلاليًّا فى الزمان، يمكن اعتماده كمرجعية عليا لإعادة إنتاج الماضى، وفق رغبة عميقة لدى قطاعات من العاملين على سوسيولوجيا العقيدة فى استدعاء القرون الأولى من عمر الفكرة، تحت ضغط إيمان مطلق بفضلها - الفكرى واللغوى بالأساس، باعتبار غياب معادلها الدرامى والحياتى عن مجال التلقى الحى والفاعل - أو تحت تأثير إحساس عميق بالعجز عن إطلاق العقل والخيال وتحرير النص ومجازاته، فالصورة على هذه الشاكلة أقرب إلى مُقعَدٍ يحاول إقعاد الأرض عن الدوران، ولا سبيل لخوض هذه الحرب وإعادة الأرض للدوران - تحقيقًا لحكمة الله فى الخلق - إلا عبر الانتصار للنص فى وجهه الأرحب، الانتصار للغة والمجاز والفلسفة والفن.

السبت، مايو 10، 2014

الأديب مجدي شلبي يكتب مراهقه ذكوريه في الساحات الادبيه


الأديب مجدي شلبي يكتب

                                      مراهقه ذكوريه في الساحات الأدبية

مراهقة متأخرة انتابت بعض شيوخ الأدب؛ فأضحى اهتمامهم بالنساء المستأدبات مبالغاً فيه إلى حد قلة الأدب؛ فبعضهم يُقبِل المستأدبة الشابة عياناً بياناً؛ بزعم أنها مثل ابنته، ويصرح بغير حياء؛ أنه ضعيف أمام النساء.... وهو ضعف مرضى يدخل من باب الافتتان بكتاباتهن (المقلوظة)؛ طمعاً فى أن يبادلنه إعجاباً بإعجاب؛ على طريقة (زى ما احبك حبينى)!

وسعياً وراء تحقيق هذا الهدف الملعوب؛ نجدهم فى قراءة النص الأدبى المكتوب؛ يكتفون بقراءة النص الأنثوى اللهلوب؛ وهو من وجهة نظرهم النص الأهم؛ حيث يتسم فى الأغلب الأعم؛ بالجمال والاتساق (الفسيولوجى) والروعة والرقة والعذوبة، والتفرد فى العرض، جذاب للمتلقى (الناظر)، يدفعك دفعاً لالتهام الكتاب كله من (رأسه حتى إخمص كعبيه) مروراً بالعناوين البارزة؛ ذات الدلالات المعبرة الناجزة، والداعية إلى التأمل بانبهار لتلك الأفكار اللولبية، التى تخترق القلب بسهم كيوبيد؛ فتدعوك لقراءة (النص) الرائع من جديد!

تلك هى الحالة المحتالة، التى تُسيل لعاب الواحد منهم بما يشبه (الريالة)، فتمنحهم المستأدبة نظرات إعجاب تبادلية، بعد كسر (خياشيمهم) الذكورية، على صخرة أنوثتها الكاوتشوكية، وتحييهم على تشجيعهم لها؛ تشجيعاً لم تناله من أبو عيالها!

وهى صورة متكررة؛ أضحت تشكل ظاهرة؛ مقاومتها ليست بالأمر السهل؛ فالكهل المذكور؛ يريد العبور من خلالهن عبوراً مادياً ومعنوياً لحياة يجدد بها شبابه الموهوم؛ بعد أن ركنته أم عياله على الكوم!

وحتى لا أطيل عليكم أيها القراء الأعزاء؛ أسأل هؤلاء بمقتضب الطلب، وصدق الرجاء:
أفلا تستحوا أيها الكبار من تلك الأفعال الصبيانية التى تقلل من قيمتكم، وتُذهب بهيبتكم واحترام الآخرين لكم؟

أقسم بالله العظيم؛ أنى لناصح مخلص أمين......
اللهم هل بلغت؛ اللهم فاشهد


نقلا عن شبكة الجسور الاعلامية 

الجمعة، مايو 09، 2014

طه عبد الرحمن يكتب :- بعض قصائد النثر لا شعر فيها


كتابة الشعرهذه الايام !!إن بعض الذين يمارسون كتابة الشعر نثرا أن الكتابة بالنثر، من حيث هي تماثل كامل مع الكتابة الشعرية الغربية، وتغاير كامل مع الكتابة الشعرية العربية، إنما هي ذروة الحداثة. ويذهبون في رأيهم إلى القول بنفي الوزن، ناظرين إليه كرمز لقديم يناقض الحديث. إن هؤلاء لا يؤكدون على الشعر بقدر ما يؤكدون على الأداة. النثر، كالوزن، أداة، ولا يحقق استخدامه، بذاته، الشعر. فكما أننا نعرف كتابة بالوزن لا شعر فيها، فإننا نعرف أيضا كتابة بالنثر لا شعر فيها. بل إن معظم النثر الذي يكتب اليوم على أنه شعر لا يكشف عن رؤية تقليدية وحساسية تقليدية وحسب، وإنما يكشف أيضا عن بنية تعبيرية تقليدية. وهو لذلك ليس شعرا، ولا علاقة له بالحداثة. وهذا ما ينطبق أيضا على معظم الشعر الذي يكتب، اليوم، وزنا. ولعلنا نعرف جميعا أن قصيدة النثر، وهو مصطلح أطلقناه في مجلة’ شعر’ إنما هي، كنوع أدبي- شعري، نتيجة لتطور تعبيري في الكتابة الأدبية الأمريكية – الأوروبية.
ولهذا فإن كتابة قصيدة نثر عربية أصيلة يفترض، بل يحتم الانطلاق من فهم التراث العربي الكتابي، واستيعابه بشكل عميق وشامل، ويحتم من ثم، تجديد النظرة إليه وتأصيله في أعماق خبرتنا الكتابية- اللغوية، وفي ثقافتنا الحاضرة. وهذا ما لم يفعله إلا قلة. حتى أن ما يكتبه هؤلاء القلة لا يزال تجريبيا، فكيف يكون الأمر، والحالة هذه، مع الذين يقتنصون هذا التجريب، ويعرشون عليه، بانقطاع كامل عن لغة الكتابة الشعرية العربية، في عبقريتها الخاصة، وفي نشأتها ونموها وتطوراتها؟

الأربعاء، أبريل 23، 2014

أ معوض يوسف تعقيبا علي علي مقال " حلاوة روح .. الجنازة حارة والميت دور العرض


الاستاذ الشاعر صبري رضوان
لقد امتعني كثيرا مقالكم عن فيلم ( حلاوه روح ) ليس فقط لما لمسته من غيرتكم علي الابداع الراقي الذي ينبغي ان نفتح امامه كل الابواب وانما ايضا لدفاعكم عن القيم الدينيه والاخلاقيه التي يجب ان تسود في المجتمع وتغرس ثقافه الانتماء في نفوس ابناء الوطن فلا ندع الفاسدين الذين يروجون للفن الهابط الذي يدغدغ الغرائس وينشر الرذيله ويعلم الاطفال كيف ينحرفون ويمارسون العنف ان طيمسوا تلك القيم تحت ذريعه ( حريه الابداع ) فمثل هذه الاعمال تأتي دائما بنتائج سلبيه وكلنا يذكر ما أدت اليه مسريحه ( مدرسه المشاغبين ) من انحلال في الأخلاق وأنحراف في السلوكيات عند طلاب مدارس الأعدادي والثانوي في مخاطبتهم وتصرفاتهم مع اساتذتهم واقبالهم علي التدخين وتعاطي ( الجوزه والشيشه ) .
ان منع هذا الفيلم الساقط من العرض لا يكفي وانما يجب محاسبه كل من ساهم فيه بنصيب حتي ظهر الي الوجود وانا اوافقك يا استاذ صبري علي ان حريه الابداع والمصادره هي امر غير مقبول ايذاء سموات مفتوحه ولكن هذا لا يمنع الداعين الي الفن الهادف والثقافه الراقيه من أن يقودوا الحملات والثورات المضاده لهذا الفن الهابط الذي يروج له الفاسدين من الفنانين

السبت، أبريل 19، 2014

حلاوة روح .. جنازة حارة والميت دور العرض. بقلم :- صبري رضوان


"حلاوة روح .". جنازة حارة والميت  دور العرض. بقلم :- صبري رضوان 

مقدمة تقليدية 
مما لا شك فيه أنني تابعت باهتمام أزمة الفيلم الأخير لهيفاء وهبي " حلاوة روح " وكنت لا أستطيع أن أتواصل مع آراء كثيرة انطلقت معبرة عن رفضها لمضمون الفيلم ومحتواه مراعاة لقيم وأخلاقيات شرقية ودينية يجب أن نتوقف عندها ولا نقترب من تابو أخلاقي الذي حال انفكاكه كلية نصبح في مهب رياح عاصفة بدأت تطل بالفعل علي إثر تلوث غناء شعبي فج يشيد بحالة التعاطي والإدمان والتفكك الأسري في مبادرة جادة وحثيثة لأسقاط ما تبقي من دولة وشعب يستحقان منا الحفاظ عليها 
وأزمة تصدير هذا الانهيار تأتي في مقابل أرباح باهظة لفرد أو فريق عمل غير آبهين بقيمة اجتماعية لا يهم هؤلاء الباحثين عن الربح الفاحش أن يجهضوا حلم شعب في بناء منظومة جديدة قائمة علي العدالة الاجتماعية والقيم والنكران التام لكل أشكال الفساد المالي والإداري 
فبعد 25 يناير كانت المحاولات الجادة من محبي هذا الوطن لإسقاط حالة اللا انتماءأ والتشظي التي سادت مجتمعا أفسده الجشع والسلطة الحاكمة التي طوعت الفن لخدمة أهدافها الواضحة في تغييب شباب هذا الوطن وابتعاده تماما عن الفكر الراقي والثقافة النقية والوعي والتنوير الحقيقي لا تنوير منتجي أفلام البورنو المقنع الذي يطرح الفن الرخيص ليجتذب الملايين من الجنيهات من خلال تذاكر شباك دور العرض التي لا تختلف عن تذاكر الهيروبين 
تخدير الشعوب يبدأ عندما توهمهم أنك تقدم لهم سينما تعالج المشكلات في حين أنك تساعد علي تفاقمها أزاء جيل من المراهقين والشباب يقلّد كل ما يراه فيتخذ من المدمن والبلطجي واللص قدوة له ويعتبره المثل الأعلي بينما تتراجع أعمال نظيفة كفيلم " الارض " ليصبح الكفاح والنضال فقط هو ما تقدمه السينما من طفل يمارس الخطيئة 
حلاوة روح ليس الفيلم الوحيد الذي كان جديرا بالمنع من العرض لأننا لا نسطتطيع أن نطلق عليه " للكبار فقط " أو + 18 لأن بطل الفيلم ليس من الكبار وليس أكبر من 18 عاما 
مقدمة غير تقليدية 
حرية الإبداع والمصادرة وكراهية طرح الواقع أصبح أمرا غير مقبول أزاء سموات مفتوحة وعالم أشبه بقرية صغيرة يمر ساكنوها علي دكاكينها كل حين . ولأننا نؤمن بالمثل " الممنوع مرغوب " فأن منع العرض يجعلنا " أو يجعل شبابنا " في اقوي حالات فتح الشهية للبحث عن المشاهد المحذوفه 
المتن 
أعرف الكثيرين من الذين هاجموا عرض " حلاة روح " يتباكون الآن علي حرية الإبداع ويتهمون من منع عرضه برغبته في العودة إلي محاكم التفتيش 
حالة التناقض هذه تحتاج أولا إلي طبيب نفسي 
والخاسر الوحيد من منع عرض هذا الهطل هو دور العرض ومنتج الفيلم 


الجمعة، أبريل 18، 2014

ميثولوجيا القرن الواحد والعشرين " بقلم الشاعر / محمد علاء الدين


" ميثولوجيا القرن الواحد والعشرين "


لم تتخلى البشرية عن الميثولوجيا في يوم من الأيام فهي مرآة طبيعية لوجوهنا المغتربة لرغبتنا الجامحة في أن نسير عكس الحقيقة وأن بني وهمنا الذي نريد أن نسجن بداخله عسى أن نحصل على السلام النفسي وتنام أعيننا ملؤ الجفون تلك الرغبة التي لن نحصل عليها أبداً لأننا جعلنا من الإنسان كائن ميثولوجي بدلاً من أن يكون كائن ميتافيزيقي - كما يقول شوبنهاور – وأسمحوا لي أن أضيف وفيزيقيٌ في آن .
الميثولوجيا في مقابل الميتافيزيقا :
تختلف الميثولوجيا عن الميتافيزيقا إختلاف جذري فالأولى لها صفتان أساسيتان هما الوهم و الخيال الأبستمولوجي ( الوهم المعرفي ) المرتبط بالإغتراب عن أصول وآليات وحقيقة المعرفة البشرية والصفة الثانية هي إضافة قدرات غير حقيقية وخارقة لشخص ما أو شيء ما في حين تتصف الثانية ( الميتافيزيقا ) بالحقيقة المعرفية وتطابق القدرة مع الفعل هو أذن إختلاف جذري بين الوجود والعدم أو لنقل بين ما هو موجود بالفعل وما هو موجود بالوهم – لأننا نجد مظاهر ثقافية وحضارية تُبنى على أسس أيدولوجية وهمية – الميثولوجيا أذن هي حالة إغتراب عن الميتافيزيقا تسمح للإنسان بالخروج عن قواعدها وسلطانها لكي يكون قادراً على فعل ما يهوى وما يشاء بدلاً من أن يفعل ما يجب أن يكون .
هو أذن صراع دائم بين الميثولوجيا والميتافيزيقا مرت فيه البشرية بثلاث مراحل رئيسية الأولى هي مرحلة إستبدال الميتافيزيقا بالميثولوجيا البدائية ( القصصية ) حيث أستبدل الإنسان الإله بالآلهه وبنى نسق عقدي ملحمي مشوه وخيالي والمرحلة الثانية هي مرحلة تشويه الميتافيزيقا بإدخال معتقدات ميثولوجية إليها حيث قام الإنسان بتشويه الدين لخدمة اغراض سياسية وإقتصادية وإجتماعية وغيرها كما حدث في العصور الوسطى الأمر الذي أدى إلى الوصول إلى نقطة الصراع بين القاهر والمقهور العلم والدين السلطة والشعب وبطبيعة الحال التحول إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة قتل الميتافيزيقا وإستبدالها بالإنسان \ الإله .
هنا أستُبدل الدين بالأخلاق الوضعية وتخطى العلم قدراته ليصبح سيد الموقف وحل الإنسان محل الإله إلا أن الأمم المختلفة لا تتساوى في تلك المراحل فالشعوب العربية على سبيل المثال لا تزال في مرحلة تشويه الميتافيزيقا والسؤال الأهم هنا ما الداعي إلى قتل الميتافيزيقا أو قتل الفيزيقا من الأساس فالعلاقة بينهما علاقة تكاملية ولا ينشأ الصراع بينهما إلا في حالة تشويه أحدهما أو كلاهما الأمر الذي يؤدي إلى فقدهما لخصائصهما الحقيقية ويجعل حالة التكامل بينهما مستحيلة أو شبه مستحيلة .
كما أن الدين والواقع والإنسان ثلاثية يجب أن تكون مكوناً واحداً لا إنقسام فيه ولا تضاد فالدين يجب أن يكون متوافقاً مع الفطرة السوية للإنسان تلك التي تلبي إحتياجاته النفسية والروحية والجسدية بصورة صحيحة وسوية لكي لا يركن إلى ذلك الجزء الحيواني بداخله ولكي ينال السعادة في الدنيا والآخرة وإلا فلمن يكون الدين كما ان الواقع يجب أن يكون مرآة لإيمان الإنسان بالدين وتطبيقاً له في الحياة إلا ان التاريخ ينبأنا بغير ذلك لا لأن الدين لا يتناسب مع الفطرة البشرية ولكن لأن الإنسان أغترب عنها ليصبح حيوان مفترس قادر على تشويه الدين ورسم واقع مآساوي ومظلم في آن هي أذن معضلة تاريخية قديمة قدم وجود الإنسان على الأرض حديثة بفعل الإغتراب المستمر لبني البشر .
ولكي تكون ثلاثية الدين والإنسان والواقع مكوناً واحداً لا إنقسام فيه ولا تناقض يجب علينا أن نقضي أولاً أو على الأقل أن نقلل من حالة الإغتراب الإنساني لأنه وحده القادر على تشويه الدين لكي يتناسب مع مايهوى الإنسان ومايشاء وبالتبعية رسم واقع مظلم ومأساوي كما ذكرت من قبل وفي ظل الوضع الراهن وظهور أشكال مختلفة من الكهنوت المقنع في عالمنا العربي والإسلامي وجب علينا ان أردنا أن نتحرر منه ومن كل أشكال العبودية الثقافية ان نعود إلى التمييز بين الأصول والفروع الثوابت والمتغيرات المتن ومساحة الهامش التي يجب ان نتحرك فيها جميعاً كما يجب أن يفتح باب الإجتهاد بشكل جدي من جديد سواء بدأ من حيث أنتهى الاخرون بما يتناسب مع أوضاع العصر أو بدأ من الأصول أي من القرآن والسنة كما يجب الفصل بين كل ما هو إجتماعي وماهو ديني نظرلصبغ العادات مع مرور الأيام بصبغة مقدسة مما يجعلها تحفظ في الذاكرة الشعبية بتلك الصبغة الدينية هذا بالإضافة إلى أن التربية الدينية يجب أن تندمج مع الواقع ومشكلاته وأن تنتقل حتى على مستوى العقيدة من مرحلة إدراك الحقيقة إلى مرحلة إدراك أبعادها – أي إدراك الأسباب والنتائج - الأمر الذي سيؤدي إلى تربية وعي جمعي ناقد قادر على التحليل ومعالجة المشكلات بصورة لا ينفصل فيها ماهو ديني عن ماهو إنساني وواقعي وأخيراً يجب أن تنتقل تلك الرؤية إلى ديانات ومذاهب مختلفة وان تعمل على تنمية فكرة التعايش المشترك والسلام الإجتماعي والعالمي لكي تصل المجتمعات إلى حالة بنائية داخل المجتمع الواحد – أي حالة تعتمد على التكامل لا الصراع – والأمم إلى حالة من التعارف والتعايش السلمي كما ان تلك الرؤية لا يجب أن تكون لها قواعد ثابته اللهم إلا الحفاظ على الأصول والسعي من أجل إلغاء حالة الإغتراب الإنساني لكي لا تفقد ديناميتها وقدرتها على تحقيق مقاصدها بأختلاف الأزمنة والأمكنة

الأحد، أبريل 13، 2014

اختفاء فن السرد " القصة " في أدب الفيوم .. بقلم / صبري رضوان











تعتبر ندوة ورشة نادي أدب الفيوم من ندوات الورشة الأهم علي مستوي ندوات ورش نوادي الأدب  في مصر . هاته الورشة التي كانت تضم كبار الادباء الذين أثروا الحياة الأدبية  في مصر في العقدين الاخيرين وكان أدباء الفيوم يعتبرون ورشتهم ال
أدبية مجالا خصبا للتثاقف والتأسيس لحراك أدبي وفكري واسع يتحقق في أقامة مهرجانات وأمسيات شعرية وقصصية ومؤتمرات أدبية مهمة بدأتها الفيوم وحمل رايتها شعراء كأشرف أبو جليل ومحمد عبد المعطي ومحمد حسني إبراهيم فكان مؤتمر الفيوم الأدبي الأول والثاني الذي تحول بقدرة قادر إلي مؤتمر إقليم شمال الصعيد الثقافي ليطوف محافظات الإقليم  بجوار مؤتمر  فقير يقام كل عامين تحت مسمي " مؤتمر اليوم الواحد " فلا يستطيع تحقيق ما حققه المؤتمر الأول من فعاليات 
كانت  ورشة أدب الفيوم تضم  قامات كبيرة أمثال الشعراء الراحل محمد عبد المعطي والشاعر محمد حسني إبراهيم والشاعر عبد الكريم عبد الحميد والشاعر شحاتة إبراهيم والشاعر محمد ربيع هاشم والشاعر صلاح علي جاد والشاعر أحمد نبوي والشاعر أحمد عبد الصمد والشاعر طارق محمود ومحمد عبد الستار وحاتم السواح وحاتم حواس ومحمود الجرداوي ومحود عبد المعطي كما ضمت ورشة أدب الفيوم الأدباء عويس معوض والاديب محمد جمال الدين ومحمد سعد أبو الجود وعصام الزهيري وهالة قرني وكان لهؤلاء دور في مساندة المواهب والأقلام الشابة من خلال ندوة ورشة حقيقية تسير وفق منهج وتدار بمهنية وحرفية تعتمد علي تقديم روشتة إبداعية صادقة تخلو من المجاملات أو الانحيازات وتستمر الورشة في عطائاتها بقدوم اصوات متحققة وجادة كالشعراء مهدي صلاح  ومصطفي عبد الباقي وحازم حسين ومحمد شاكر ابراهيم وتتوالي اجيال الابداع بانضمام الشعراء محمد علاء الدين وكريم صلاح سليم والسيد كامل وأسامة سند وتستمر الورشة في استقبال جيل جديد من الادباء .. ففي العام الاخير تظهر اصوات جادة من الشباب كالشاب ابانوب عدلي ورجب محمد وغيرهم 
لكن الملاحظ خلال العامين الأخيرين اقتصار ورشة ادب الفيوم علي فرع وحيد من فروع الإبداع وهو الشعر سواء الفصحي أو العامية واختفاء تام لفن كتابة القصة القصيرة وهذا أمر يستحق الدراسة والتدقيق والبحث في أسباب تواري القصة القصيرة من ساحة الفيوم الابداعية التي ظلت علي مدار عشرين عاما واحة لفن السرد علي يد عويس معوض ومحمد جمال الدين وسعد ابو الجود وهالة قرني 
علينا كقائمين علي النادي دراسة ذلك ووضعه في الحسبان باقامة ندوات قراءات قصصية والاهتمام بشكل ملحوظ بالقصة القصيرة والرواية لتعود الفيوم في صدارة الابداع 


الأربعاء، فبراير 05، 2014

عفواً يا وزارة الثقافة.. بقلم :- فاطمة المعدول

اسمحوا لى

عفواً يا وزارة الثقافة

    نقلا عن : الوفد
    عفوا ياوزارة الثقافة فقد كان من الواجب والمحتم بعد ثورة 30/6 ان يكون الاهتمام الأساسي للوزارة هو بالثقافة الجماهيرية.. إنها الجهاز الثقافى الوحيد الذي يغطى كل أقاليم مصر من
    الإسكندرية إلى أسوان, وهى الجهاز الوحيد الذي يتعامل مع كل فئات الشعب العمال والفلاحين والشباب والأطفال, لذلك كان من المتصور ان توضع خريطة جديدة للوزارة وطريقة للعمل مع كل أجهزة الوزارة من خلالها، فتقام المعارض الفنية لكبار الفنانين فى قصور الثقافة, وتعرض مسرحيات البيت الفنى فى مسارح الثقافة الجماهيرية وتنتقل الموسيقى العربية والموسيقات الرفيعة والباليه إلى القصور البعيدة عن القاهرة.. بل إن تقوم الوزارة بإشراك المثقفين والفنانين المعتصمين الذين طالبوها بكثير من الواجبات والدعم, بأن يعين المثقفون رؤساء شرفيين لقصور الثقافة وبالطبع فإن هذه الخطوة ستدفع العمل بشكل إيجابى فى كل أنحاء مصر.
    لذا كانت دهشتى بعد 30/6 ان تتصدر الاوبرا مشهد الاحتفالات الثورية و يكون التركيز عليها كرمز للثورة, مع احترامى للأوبرا ولرئيستها العزيزة كان الأولى بالرعاية والاهتمام.. الأقاليم بل على العكس تنتقل كل فنون الأوبرا لكل مصر وليس فى القاهرة والإسكندرية ودمنهور فقط.
    إن الثقافة الجماهيرية هذا الجهاز العملاق الذي يعمل من أجل الإنسان المصري والذي انطلق فى الستينيات من القرن الماضى فى القري والمدن المصرية فأحدث ثورة من أجل الأطفال والشباب والعمال, ولأنه جهاز بطبيعة وجوده ودوره هو بالضرورة ضد أي ممارسات قمعية أو استغلالية تمارس على الإنسان المصري خاصة فى الأقاليم, لذلك لم يكن جهاز أمن الدولة كافيا لعرقلته وتحجيمه فقد وضعت له خطة محكمة طويلة المدي لتفريغه من مهمته الأساسية.
    وتعرض بالفعل لكل وسائل القمع والتشتت والتهميش حتى يبتعد عن طبيعة عمله بل وكعبلته وعرقلته بوسائل وأساليب متنوعة مثل تشييد قصور كبيرة جدا تتكلف الملايين وتحتاج فى صيانتها إلى آلاف الجنيهات شهريا! بدلا من بيوت ثقافة فى كل قرية, ومهرجانات واحتفالات بدلا من تقليب التربة وزراعة ما يفيد ومايدفع الإنسان المصري للامام ,لقد وضعوها فى ظروف صعبة جدا حتى لاتحدث تنمية ثقافية تهتم بتنوير وتحفيز الإنسان المصري لرفض الظلم والممارسات المجتمعية المشينة خاصة خارج القاهرة حتى تهمش وأن تفرغ من محتواها وفلسفتها الثقافية والمجتمعية.
    لذلك كان من الضروري بعد ثورة 25 يناير و30/6 وان تزلل العقبات التى وضعت عن عمد, لقد آن الأوان ان تحدد أوليات العمل فى الأقاليم, وأن تصبح أماكن تنويرية, وأن تقدم وزارة الثقافة رؤية جديدة للعمل الثقافى من أجل الجماهير وأن تدعم المبادرات الفردية التى تعمل مع الناس فى الشوارع والميادين شريطة ان تكون خارج القاهرة.
    إن الثقافة الجماهيرية ليست مسئولية الموظفين ولا الفنانين والمثقفين الذين يعملون بها فقط بل هى مسئولية كل مثقف على أرض مصر فعليه ان يذهب إلى الجماهير لكى يعمل معهم وبهم, وعلى وزارة الثقافة ان تدعمهم وتحفزهم للعمل خارج العاصمة, إنها مسئولية مهمة وكبيرة لا يجب التهرب منها أو تتغافل عنها وزارة الثقافة فهذا هو صميم عملها العمل من أجل ناس مصر وليس ناس العاصمة.
    لن تتغير مصر وتتقدم إلا بالتعليم والعمل الثقافى الجاد والبناء فى الأقاليم.


    اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - عفواً يا وزارة الثقافة 

    الاثنين، يناير 20، 2014

    ثورة ثقافية .... جيل مستنير


    دأبت مدونة الشاعر " صبري رضوان " الأدبية منذ انطلاقها في العاشر من أغسطس عام 2010 أن تلقي الضوء علي إبداعات الشباب الذين تتجاهلهم المؤسسة الثقافية فيجدون أنفسهم بين مطرقة روتين  المؤسسات وسنديان دور النشر التي تتطلب تكاليف مرتفعة لنشر أعمالهم الأدبية في إصدارات راقية . وكانت فكرة المدونة قائمة بالأساس علي متابعة وتغطية الأخبار الأدبية والثقافية في مصر كنافذة لا تخضع لأيدلوجيات المؤسسات الصحفية الورقية الكبري كما نقلت المدونة إبداعات الكثير من الأدباء لنشرها إلكترونيا وتوزيعها علي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لتنال قدرا من الإنتشار والنقد والمتابعة . تخصصت المدونة في الشأن الثقافي فكانت " صوت المبدعين والمثقفين " وأشارت إليها " أخبار الأدب "ونشرت أخبارها صحف عديدة ونقلت منها صحف أخري . وجاءت فكرة المسابقة الأدبية لتتويج إبداعات الشباب وتكريم المتحققين  . وبالرغم من ضآلة الجوائز المقدمة للفائزين إلا أنها لاقت تشجيعا ومشاركة واسعة إيمانا بعدم الربط بين القيمة والمعني ... 
    ومن أقسام المدونة الرئيسية " أخبار ومتابعات " وشعر " وقصة قصيرة " ولم تنس المدونة أن تلقي الضوء علي الفنون فكان قسم " مسرح وفنون " وجاليري " واهتمت المدونة بالرواد في مجالي الادب والفن فكان قسم " شخصيات ثقافية " وإبان ثورة يناير انطلق قسم لنشر ابداعات الثورة " قصائد 25 يناير " 
    وتستمر المدونة في عطائها للإبداع والمبدعين راجين الدعم المعنوي والتشجيع ولا ننسي في هذا المقام أن نشكر الشاعر الغنائي / رامي المدبولي والشاعر الدكتور محمد ربيع هاشم علي دعمهما للمسابقة في دورتها الاولي التي أطلقنا عليهه دورة الاديب الكبير  الراحل " قاسم مسعد عليوة " 
    وختاما تتقدم المدونة بالتهنئة للأدباء الفائزين في المسابقة في مستوييها الأول والثاني كما نأمل أن تغفروا لنا أخطاءنا التي ترون أننا وقعنا فيها ولا نقدم مبررات لهذه الاخطاء اذ ننتظر النصائح والافكار التي تدعونا الي التطوير والتقدم لتحقيق الغاية المرجوة وهي "ثورة ثقافية ... مجتمع مستنير " 
                                                                                                                                                              الشاعر     صبري رضوان 

    السبت، مارس 24، 2012

    دستور يا أسيادنا..! بقلم: أحمد طوسون



    دستور يا أسيادنا..!

    أحمد طوسون

    اللحظة الراهنة فارقة بكل المقاييس في مستقبل مصر على كافة الأصعدة.. ليس فقط من أجل الصراع الدائر حول تشكيل لجنة المائة التي ستصوغ دستور مصر بعد واحدة من أعظم الثورات الشعبية السلمية التي شهدتها الإنسانية ، ولكن والأهم من وجهة نظري حسم الصراع الدائر بين عقلية الماضي وبين عقلية الحاضر والمستقبل.
    ذلك الصراع الخفي الذي أجهض أحلام وطموحات الثورة المصرية وجعلها تكتفي بالإطاحة برأس نظام وتعيد تجميل جسده المشوه واختيار رأس جديد ضمن سياسة ترقيع الثوب التي ننتهجها منذ 11 فبراير 2011 وحتى الآن.
    قد يبدو ظاهر الساحة المصرية أن هناك صراعا ما بين قوى الإسلام السياسي التي حازت أغلبية برلمانية وتريد احتكار لجنة المائة لتصنع دستورا على مقاسها بالمخالفة لكل الأعراف الدستورية في تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، وبين قوى ليبرالية وثقافية تقاوم هذا التوجه وتدعو لاختيار أعضاء المائة من خارج البرلمان، وبين مجلس عسكري حاكم للفترة الانتقالية ينظر إليه الجميع بريبة وشك حول نواياه وما يخفيه من خطط لمستقبل الأيام القادمة رغم كل ما يشاع عن تحالفاته مع القوى الإسلامية من أجل محاصة ما ربما تكشف عنها الأيام القادمة أو تبقى في طور الشائعات.
    لكن هذا الصراع في حقيقته صراع متوهم، لأن هذه القوى بكافة تنوعاتها وتناقضاتها تمثل قوى الماضي وصراعاتها قائمة على اغتنام المكاسب في النظام الجديد الذي يتشكل.. لذا فهذه القوى ما زالت تقدم نفس الوجوه التي شاخت والتي لا يقل أعمار أغلبهم عن السبعين عاما.
    بينما الشباب الذين كانوا شعلة الثورة ووهجها وقدموا التضحيات والشهداء ما زالوا في خلفية المشهد بتواطؤ من كل القوى بكافة تنوعاتها.
    ولعل في ترشيحات اتحاد الكتاب للجنة المائة المثل الجلي لاستبيان هذه الصورة.. فاتحاد الكتاب المفترض أنه يمثل الثقافة والمثقفين وبالتالي فهو عقل الأمة وضميرها وقع في ذات نهج التمسك بأذيال الماضي وطرح أسماء لكتاب ومثقفين شاركوا في صياغة عقل الأمة المصرية منذ حقبة الستينات وإلى الآن وما زالوا يتطلعون إلى صياغة المستقبل وفق قناعاتهم وتصوراتهم التي من المفترض أن ثورة 25 يناير قامت بالأساس لإسقاط هذه الرؤى التي قادتنا إلى ما نحن فيه في لحظتنا الراهنة.
    إذا كان هذا هو وضع الثقافة فما بالك بالقوى السياسية التي تعني الثورة بالنسبة لها تبادل مقاعد السلطة والمعارضة فيما يشبه لعبة كراس موسيقية لا أكثر.
    مثل آخر تبدى في تشكيل اللجان القومية المتخصصة ومنها المجلس القومي للمرأة وما نلحظه من غياب واضح للأصوات الشابة بخلاف الغياب الواضح للمثقفات عن تشكيل هذه اللجان. كذلك الحال في لجان المجلس الأعلى للثقافة وغيرها من اللجان.
    أكاد أجزم رغم كل الخلافات التي تطفو على السطح بين القوى الحاكمة والقوى السياسية والثقافية والحزبية أن هناك توافقا ما على إقصاء الشباب طليعة المستقبل وأمل مصر في إعادة الحيوية إلى عصب الدولة المصرية بعد أن ضربت الشيخوخة وأمراضها المزمنة في هذا الجسد لسنوات طويلة.
    سيفيض النهر بكثير من الآراء حول تشكيل لجنة المائة وضرورة ألا يشارك أعضاء البرلمان في تشكيل هذه اللجنة وفق القواعد والأعراف الدستورية في كل العالم.
    لكن من المهم ألا نغفل في زحام التعارك السياسي استماتة الماضي بكافة تنويعاته السياسية والثقافية وذيوله في التمسك بالوجود ضد تمثيل عادل ومتكافئ للشبان والشابات وضد سنة الحياة ولصالح وأد شباب وربيع هذه الأمة.




    * قاص وروائي

    الأربعاء، مارس 21، 2012

    الشاعر / الجميلي شحاتة يكتب :- المتهم بريء رغم إثبات إدانته في وزارة الثقافة




    لا شك أن هناك كثيرين يعرفون قيمة المفكر الكبير دكتور شاكر عبد الحميد، ويعرفون أنه ذو قدر كبير من الإنسانية ورحابة الصدر، ولعل هذا هو ما جعل منه مثقفًا ذا طابع موسوعي ومنطق لا يعرف الزلل.. وهذا هو ما شجعني على كتابة هذا المقال رغم أنني واثق تمامًا من أن تبعات ما أكتب ليست بالحميدة، ولا يساورني أدنى قلق من أن هذه التبعات ستأتي من قبل دكتور شاكر، وإنما من تابعيه الذين ينتظرون كل ساقطة ولاقطة كي يثبتوا للوزير أنهم أتباع مخلصون، سيفعلون كل ما بوسعهم من أجل أن تمتنع الوزارة بجميع هيئاتها عن التعامل مع دار وعد ممثلة في صاحبها كاتب هذه السطور.. وغير هذا من التبعات غير المتوقعة، والتي قد تصل إلى التشويه لمجرد أني أختلف مع المفكر الكبير ووزير الثقافة الحالي دكتور شاكر عبد الحميد.
    في البداية أريد أن أنوه عن تاريخ دكتور شاكر قبل توليه هذا المنصب الهام.. من المعروف أن سيادته حاصل على درجة الدكتوراه تخصص علم نفس الإبداع من جامعة القاهرة (1984)، ورغم تفوقه في مجاله فإنه لم يحصل على تقدير من الدولة يليق به، فقط جائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية 2003. والسبب ليس في أن دكتور شاكر كان مناهضًا للنظام السابق، وإنما كان هذا –ولا يزال- حال مصر مع مبدعيها.. كان هذا قبل المنصب، ولكن فور أن تقلد الدكتور شاكر منصب الوزير فاز بجائزة الشيخ زايد للفنون في دورتها السادسة عن كتابه "الفن والغرابة: مقدمه في تجليات الغريب في الفن والحياة" رغم أن الكتاب صادر عن مكتبة الأسرة ودار ميريت منذ عام 2010، ولم ينل أي جائزة حتى 2012 مما يذكرنا بما كان يحدث مع الوزير الأسبق فاروق حسني التي ارتفعت أسعار لوحاته بشكل غريب فور أن أصبح وزيرا للثقافة.
    ليس هذا هو ما دعاني إلى كتابة مقالي هذا، رغم أن ما ذكرته ليس بالقليل، ولكنه لا يعتمد على وثائق تثبت أن شاكر حصل على الجائزة للتقرب منه كوزير للثقافة في بلد مثل مصر التي تجعل كل المنتفعين يتقربون من رجال الحكم فيها.
    أما ما دعاني إلى كتابة مقالي هذا واقعتان لا ينبغي السكوت عليهما..
    الواقعة الأولى تخص ياسر شبل رئيس الإدارة المركزية لديوان عام الوزارة ومدير مكتب فاروق حسني الوزير الأسبق والذي اتهم بإهدار المال العام داخل الوزارة. وبمجرد أن وصل الخبر إلى الدكتور شاكر أمر بتشكيل لجنة للنظر في التهمة الموجهة إليه والتي انتهت لوقف شبل عن العمل لحين انتهاء تحقيقات النيابة العامة، ولكن الغريب أن سيادة الوزير الذي شكل لجنة لوقف المذكور تراجع عن قرار الوقف عن العمل وأمر بعودة بدون أن يبدي سببًا كافيا لعودة شبل إلى العمل، مما يجعلنا نقول لأنفسنا: ما زلنا نعيش في زمن المتهم فيه بريء رغم إثبات إدانته.. ( واللي اللجنة توقفه شاكر عبدا لحميد يرجعه )
    الواقعة الثانية تخص اتهام وزير الثقافة للدكتور سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون بإهدار المال العام، والذي أكد أنه مستعد لأن يحاسب على أي ورقة تظهر ضده، كما أكد على أمر خطير للغاية ويدعو للتساؤل، أكد مهران على أن جميع المخالفات الموجودة في الأكاديمية ظهرت في عهد د. شاكر عبد الحميد عندما كان نائبًا لرئيس الأكاديمية. فمن المعروف أن دكتور شاكر عمل وكيلا وعميدًا للمعهد العال للنقد الفني، وعميدًا للمعهد العالي للفنون الشعبية، ومشرفًا عامًا على مركز اللغات والترجمة بأكاديمية الفنون ثم نائبًا لرئيس أكاديمية الفنون منذ عام 2003 حتى 2005.
    إذن ربما يكون كلام مهران صحيحًا، حتى وإن لم يكن صحيحًا بشكل كامل فلا بد أن هناك أمورًا خفية تستدعي التساؤل.. هل اتهام شاكر لمهران يدخل ضمن تصفية الحسابات؟ وبخاصة أن شاكر وصف مهران بأنه من الفلول؟ هل مهران من الفلول لأنه تقلد منصب رئيس أكاديمية الفنون؟ إذن بالضرورة فإن شاكر كان نائبًا للأكاديمية لأنه من الفلول أيضًا.. ألم يكن عماد أبو غازي ذا منصب كبير في وزارة الثقافة قبل الثورة، ثم بعدها صار وزيرًا للثقافة واختار شاكر أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للثقافة مما أهله أن يتقلد منصب الوزير في حكومة إنقاذ وطني؟

    الجميلي أحمد

    الأحد، مارس 18، 2012

    عماد أبوغازى يكتب:- حكاية الثوارالذين سلموا السلطة لقائد العسكر وما جرى لهم


    المصدر / مجلة مصر المحروسة


    القاهرة 18 مارس 2012 الساعة 11:37 ص


    الثوار الذين أحكى عنهم هنا هم أهل مصر، وبالأخص أهل المحروسة، الذين ثاروا مطالبين بخلع الباشا التركى الذى عينه السلطان العثمانى وأوفده من إسطنبول ليحكم مصر، والزمان سنة 1805.


    تبدأ الحكاية مع خروج الفرنسيين، أو الفرنسيس كما كان يسميهم أهل ذلك العصر، من مصر فى شهر سبتمبر سنة 1801، رحلت الحملة الفرنسية عن مصر لكن الاستقرار لم يعد إلى البلاد، التى أصبحت مسرحا لصراع بين ثلاث قوى تسعى كل منها إلى فرض سيطرتها؛ الأتراك العثمانيون وأمراء المماليك الجراكسة وإنجلترا. ولم تدرك هذه القوى المتصارعة أن هناك طرفا آخر عاد إلى الساحة من جديد بعد غياب، إنه الشعب المصرى.


    كانت قوة الشعب قد بدأت تظهر مجددا فى السنوات السابقة على الحملة الفرنسية من خلال حركات الاحتجاج المتكررة فى القاهرة ضد طغيان المماليك وأعوانهم، وكانت أهم تلك الحركات الثورة التى قامت فى يوليو سنة 1795 وقادها مشايخ الأزهر ونجحت فى إرغام إبراهيم بك ومراد بك وهما قائدا المماليك على توقيع وثيقة التزما فيها بعدم فرض ضرائب جديدة على الناس، وخلال سنوات الاحتلال الفرنسى لمصر تصاعدت روح المقاومة لدى المصريين وانخرطوا فى النضال من أجل تحرير بلادهم، وخلال حركة المقاومة تبلورت قيادة شعبية جديدة للمصريين من بعض مشايخ الأزهر وكبار التجار وشيوخ الطوائف الحرفية، وانضم إلى هذه القيادة الشعبية السيد عمر مكرم الذى كانت له مكانة كبيرة لدى المصريين بسبب وضعه كنقيب للأشراف فى مصر، وكان للرجل دور بارز فى حشد المصريين للتصدى لقوات الحملة الفرنسية فى القاهرة وضواحيها عند مقدمها إلى البلاد، لكنه فضل الهجرة إلى الشام عندما احتلت الحملة القاهرة.


    شعر المصريون أن أمر بلادهم لابد أن يعود إلى أيديهم بعد خروج الحملة الفرنسية، فقد أثبتوا قدرتهم على الدفاع عن بلادهم وحمايتها، وسقطت بذلك الحجة التى استند إليها الغزاة والحكام الأجانب منذ عصر البطالمة والتى أبعدوا بسببها المصريين عن المشاركة فى إدارة أمور بلدهم.


    وخلال السنوات الأربع التالية لخروج الحملة الفرنسية من مصر أخذت أحوال البلاد تسير من سيئ إلى أسوأ، وازدادت معاناة المصريين بسبب مظالم الأتراك والمماليك، وبسبب تدخل القوى الأوروبية الكبرى فى شئون البلاد، وتوالت الاحتجاجات الشعبية وتصاعدت.


    ويصف المؤرخ عبدالرحمن الجبرتى المعاصر لتلك الفترة سنة 1219 هجرية، والتى يوافق ختامها نهاية شهر مارس سنة 1805، فيقول: «وانقضت السنة وما حصل بها من الغلاء وتتابع المظالم والفِرَد على البلاد، وإحداث الباشا له مرتبات وشهريات على جميع البلاد، والقبض على أفراد الناس بأدنى شبهة، وطلب الأموال منهم وحبسهم، واشتد الضنك فى آخر السنة، وانعدم القمح والفول والشعير، وغلا ثمن كل شىء، ولولا اللطف على الخلائق بوجود الذرة حتى لم يبق بالرقع والعرصات سواه، واستمرت سواحل الغلال خالية من الغلة هذا العام من العام الماضى وبطول هذه السنة، وامتنع الوارد من الجهة القبلية، وبطلت المأكولات وقل وجودها، وغلا ثمنها، ومع ذلك، اللطف حاصل من المولى جل شأنه، ولم يقع قحط ولا موت من الجوع كما رأينا فى الغلوات السابقة من عدم الخبز فى الأسواق، وخطف أطباق العيش والكعك وأكل القشور، وما يتساقط من الطرقات من قشور الخضروات وغير ذلك، ولم نر مثل ما رأيناه فى هذه السنة من الفتن والنهب والظلم والعرى وانقطاع الطريق وتعطيل المتاجر من قبلى ومن بحرى وجهات الأرزاق وغلو الأثمان».


    وعند هذا الحد كان الكيل قد فاض بالمصريين، ولم تفلح حركات الاحتجاج المتفرقة التى قاموا بها فى إنهاء المظالم أو تحسين الأحوال، واعتمد الباشا العثمانى الذى كان يحكم مصر نيابة عن السلطان على فرقة الجنود الدلاة المعروفين بقسوتهم وشراستهم فى قمع حركات التمرد والاحتجاج.


    وفى يوم الأربعاء أول مايو سنة 1805 اعتدى الجنود الدلاة على أهالى مصر القديمة وأخرجوهم من بيوتهم، ونهبوا مساكنهم، وقتلوا البعض منهم، فكانت هذه بداية للثورة التى أطاحت بالباشا العثمانى وفرضت إرادة المصريين على السلطان.


    خرج سكان القاهرة وضواحيها إلى الشوارع فى تحد واضح للجيش العثماني، مطالبين بإخلاء القاهرة من الجند الدلاة ومحاسبة قادتهم على ما ارتكبوه من مذابح، وأعطى زعماء الشعب مهلة للباشا العثمانى تنتهى يوم السبت 11 مايو لتنفيذ مطالبهم، لكنه لم يستجب لهم.
    فماذا فعل الناس؟


    يقول الجبرتى: «فلما أصبح يوم الأحد ركب المشايخ إلى بيت القاضى واجتمع به الكثير من المتعممين والعامة والأطفال حتى امتلأ الحوش والمقعد بالناس، وصرخوا بقولهم شرع الله بيننا وبين هذا الباشا الظالم، ومن الأولاد من يقول: يا لطيف، ومنهم من يقول: يا رب يا متجلى اهلك العثملّي، ومنهم من يقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، وغير ذلك، وطلبوا من القاضى أن يرسل بإحضار المتكلمين فى الدولة لمجلس الشرع، فحضر الجميع واتفقوا على كتابة عرضحال بالمطلوبات، ففعلوا ذلك وذكروا فيه تعدى طوائف العسكر والإيذاء منهم للناس وإخراجهم من مساكنهم، والمظالم والفرد، وقبض مال الميرى المعجل، وحق طرق المباشرين، ومصادرة الناس بالدعوى الكاذبة، وغير ذلك، وأخذوه معهم ووعدوا برد الجواب فى ثانى يوم».


    وحاول الباشا العثمانى المماطلة، فأرسل إلى القاضى والعلماء من يحذرهم بأن موقفهم هذا خروج على الشريعة، فرد السيد عمر مكرم على من قال له كيف تعزلون من ولاه السلطان عليكم وقد قال الله تعالى: «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم»، فقال له السيد عمر مكرم: أولى الأمر العلماء وحملة الشريعة والسلطان العادل، وهذا الرجل ظالم، وجرت العادة من قديم الزمان أن أهل البلد يعزلون الولاة وهذا شيء من زمان، حتى الخليفة والسلطان إذا سار فيهم بالجور فإنهم يعزلونه ويخلعونه».


    وطلب حضورهم للقائه فى اليوم التالى للتشاور معهم فى أحوال البلاد، فأحس قادة الأمة بسوء النية لدى الباشا العثمانى، فاتفقوا على عدم الصعود إلى القلعة، وبدلا من ذلك اتخذوا خطوة جريئة غير مسبوقة فى تاريخ مصر منذ قرون طويلة.


    حمل المصريون السلاح ووضعوا المتاريس فى الشوارع وحاصروا القلعة ومنعوا عنها الطعام والشراب، وتصدوا بالقوة المسلحة لكل محاولات العسكر العثمانى لفك الحصار، ويقول الجبرتى: «وحمل السلاح كل قادر على حمله، وخلت مخازن الأسلحة بما فيها من آلات الكفاح، وكان الفقراء من العامة يبيعون ملابسهم أو يستدينون ويشترون الأسلحة».


    ويقول فلكس مانجان المعاصر للأحداث: «إن هذه الجولات الحربية وما بدا على الجموع من روح القوة أثرت فى نفوس جند الوالى الذين انكمشوا أمام هذه المظاهرات»


    وهنا برز دور حجاج الخضرى شيخ طايفة الخضرية بالرميلة كقائد عسكرى شعبى ميدانى لعب دورا مهما فى قيادة الثورة، أما السيد عمر مكرم نقيب الأشراف فقد أصبح الزعيم الأول للشعب بلا منازع ويقول عنه المؤرخ المصرى عبدالرحمن الرافعى: «كان للشعب زعماء عديدون يجتمعون ويتشاورون ويشتركون فى تدبير الأمور، ولكل منهم نصيبه ومنزلته، ولكن من الإنصاف أن يُعرف للسيد عمر مكرم فضله فى هذه الحركة، فقد كان أكثر الزعماء شجاعة وإقداما، وأقواهم إخلاصا وإيمانا، وأكثرهم عملا، وأبعدهم نظرا، كان يتقدم الصفوف، ويشدد العزائم، ويدعوا إلى مواصلة الجهاد، ويتلافى أسباب الخلاف والانقسام».


    وعندما بدأ بعض كبار مشايخ الأزهر يخشون من قوة الشعب ويدعونه إلى ترك حمل السلاح، كان عمر مكرم هو الذى يساند حق الشعب فى الثورة وفى حمل السلاح، وقد أورد الجبرتى فى تاريخه رواية تكشف عن هذا، فذكر فى حوادث شهر ربيع الثانى من سنة 1220 «اجتمع الشيخ الشرقاوى والشيخ الأمير وغالب المتعممين، وقالوا إيش هذا الحال، وما تدخلنا فى هذا الأمر والفتن، واتفقوا أنهم يتباعدون عن الفتنة، وينادون بالأمان، وأن الناس يفتحون حوانيتهم ويجلسون بها، وكذلك يفتحون أبواب الجامع الأزهر، ويتقيدون بقراءة الدروس وحضور الطلبة، وركبوا إلى محمد على وقالوا له أنت صرت حاكم البلدة والرعية ليس لهم مقارشة فى عزل الباشا ونزوله من القلعة، وقد أتاك الأمر فنفذه كيف شئت، وأخبروه برأيهم، فأجابهم إلى ذلك، وركب الأغا وصحبته بعض المتعممين، ونادوا فى المدينة بالأمن والأمان والبيع والشراء، وأن الناس يتركون حمل الأسلحة بالنهار، وإذا وقع من بعض العسكر قباحة رفعوا أمره إلى محمد على، وإن كان من الرعية رفعوه إلى بيت السيد عمر النقيب، وإذا دخل الليل حملوا الأسلحة على العادة وتحفظوا على أماكنهم، فلما سمع الناس ذلك أنكروه، وقالوا إيش هذا الكلام، نصير طعمة للعسكر بالنهار وغفراء بالليل، والله لا نترك حمل أسلحتنا، ولا نمتثل لهذا الكلام ولا هذه المنادة، ومر الأغا ببعض العامة المتسلحين فقبض عليهم وأخذ سلاحهم، فازدادوا قهرا، وباتوا على ذلك، واجتمعوا عند السيد عمر النقيب وراجعوه فى ذلك، فاعتذر وأخبر بأن هذا الأمر على خلاف مراده».


    ورغم صحوة الشعب المصرى وخروجه حاملا للسلاح، ورغم ظهور زعامات شعبية من بين المصريين، مثل نقيب الأشراف السيد عمر مكرم وشيخ طائفة الخضرية حجاج الخضرى وبعض كبار مشايخ الأزهر كالشيخ الشرقاوي، إلا أن المصريين لم يفكروا فى اختيار أيا من هؤلاء حاكما للبلاد، وقرروا أن يسلموا ثورتهم لأحد قادة العسكر.


    ونعود مرة أخرى إلى مؤرخ العصر عبد الرحمن الجبرتى الذى يصف اما فعله المصريون يوم 13 مايو 1805 فيقول: «فلما أصبحوا يوم الاثنين، اجتمعوا ببيت القاضى، وكذلك اجتمع الكثير من العامة، فمنعوهم من الدخول إلى بيت القاضي، وقفلوا بابيه، وحضر إليهم أيضا سعيد أغا الوكيل، وركب الجميع، وذهبوا إلى محمد علي، وقالوا له: إنا لا نريد هذا الباشا حاكما علينا، ولابد من عزله من الولاية، فقال: ومن تريدونه يكون واليا، قالوا له: لا نرضى إلا بك، وتكون واليا علينا بشروطنا، لما نتوسمه فيك من العدالة والخير، فامتنع أولا، ثم رضى، وأحضروا له كركا وعليه قفطان، وقام إليه السيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوى فألبساه له، وذلك فى وقت العصر، ونادوا بذلك فى تلك الليلة فى المدينة».


    ويقول الجبرتى فى موضع آخر: «تم الأمر بعد المعاهدة والمعاقدة على سيره بالعدل وإقامة الأحكام والشرائع، والإقلاع عن المظالم، وألا يفعل أمرا إلا بمشورته ومشورة العلماء، وإنه متى خالف الشروط عزلوه».


    إن ما حدث يوم 13 مايو سنة 1805 يعكس تحولا مهما فى التاريخ المصري، ويتوج مرحلة من النضال الشعبى امتدت لأكثر من عشر سنوات، حاول خلالها المصريون أن يستعيدوا أمر بلادهم بأيديهم؛ ففى هذا اليوم نجح المصريون ولأول مرة فى تاريخهم المعروف فى اختيار الحاكم الذى يتولى شئونهم، وقد رأى زعماء الأمة، كما رأى الشعب فى ذلك الحين، أن محمد على هو الشخصية التى تصلح لتولى الأمر، فقد نجح طوال أربع سنوات فى التقرب من المصريين والتودد إليهم، ولم يكن الأمر قاصرا فى ثورة مايو سنة 1805 على اختيار المصريين لحاكمهم بل إنهم فرضوا عليه كذلك الشروط التى يتولى الحكم على أساسها.


    لكن هل التزم محمد على بهذه الشروط؟ الإجابة لا، بسرعة انفرد محمد على بحكم مصر وتخلص من كل الزعماء الذين أتوا به إلى كرسى الحكم، كيف فعل هذا؟ وما الخطة التى سار عليها؟


    للتاريخ بقية..



    السبت، مارس 03، 2012

    بعد أنباء عن اختفائه ...الجميلي شحاتة يكتب :- مثقف القرية الفاجر هو أنا




    بقلم / الجميلي شحاتة 
     شاعر وصاحب دار وعد للنشر


    يبدو أن المناخ الثقافي في مصر سيظل في حاجة لوقت أطول لترسيخ قيم الثورة التي دفع إخواننا وأصدقاؤنا أرواحهم ثمنا غاليا لتحرير الأفئدة والعقول من كثير مما ران عليها عبر سنوات القهر والقمع والشك والريبة؛ وهو ما دفعني لكتابة هذه السطور أشكر من خلالها أولا أصدقائي من المثقفين المصريين الذين أبدو قلقا وانزعاجا شديدين على خلفية ما تعرضت له منذ أيام من حادث يمكن لأي مواطن مصري أن يتعرض له دون أن يشير ذلك إلى أي بطولة أتمتع بها فهو حادث عادي جدا يمكن أن يتعرض له أي مصري يحب أهله ووطنه. ولقد آذاني كثيرا أن أتعرض وأن يتعرض أصدقائي لحملة مغرضة من الطعن في مروؤتهم وشرفهم لا لشيء إلا لأنهم كتبوا وناشدوا بضرورة البحث عن مواطن اختفى فجأة لتنتشر شائعات لا أساس لها من الصحة أنني كنتُ في بلدتي بصعيد مصر ...! وهو الأمر الذي يمكن لي أن أقر وأعترف به لو خرج أحدهم للرأي العام ليؤكد أنه قابلني أو رآني رؤيا العين وهو ما لم يحدث حتى الآن وأتحدى أن يحدث ولو مرة واحدة فقط . ولقد أشار الصديق الشاعر أشرف البولاقي لشئ هامه وهو من الغباء فيما يفتعل شيئا كهذا أن يذهب لبلدته المعروف فيها وأشار بعضهم لحضوري فرحا هناك وأظن أن الان معظم الأفراح يستخدم فيها تصوير الفديو للفرحة والتوثيق وأكيد من تم التقاط صورة لي ولو بوجه الخطأ فعلي من يدعي ذالك اظهار هذه الصورة الأمر يتلخص في أن البلدة تغلغل فيها التيار الإسلامي وانتشر سواء أكان أخواني أو سلفي وهم يروني أنا كمثقف أو مدعي للثقافة أنني فاجر بل وكافر وليس هذا جديدا عليا فقد حدثت تلك الشائعات أيام اعتقالي في رواية الزعيم يحلق شعره فقد قال بعضهم أنه شو أعلامي ولتحقق الرواية مبيعا أكثر فحسبي الله ونعم الوكيل الغريب في الأمر أن من يتبني فكرة وجودي في البلد هو شاعر صديق من بلدتنا لا ذنب لي في عدم تحققه لذا رأيتني مضطرا للاعتذار لصديقي أشرف البولاقي وأحمد الجعفري وغيرهم علي ما أصابهم من وراء صداقتهم لي ولقد قام الصديق أشرف البولاقي بالاتصال ببعض الناس في قريتي ولم يجزم له أحد أنه رآني بعينه ومعروف عن أشرف البولاقي مواقفه مع أصدقاءه ليس معي وحدي فخالص اعتذاري له علي ما لاقي لقد تعرضت خلال أيام ثلاثة لأقسى عمليات الترهيب والتجويع فضلا عن ممارسات عنيفة تركت آثارها في جسدي واستعدت معالجات طبية تمت وسط الأهل والأصدقاء في وجود أطباء متخصصين وكنتُ أرجو أن تتحرك بعض جهات التحقيق للبحث عمن وراء تلك الحادثة بدلا من أن يتفرغ البعض لإعادة انتاج شائعات ليتها اكتفت بالنيل مني فقط وهو ما اعتدت عليه لكنها مضت تنال من الشرفاء والمخلصين.

    السبت، فبراير 25، 2012

    في رسالة من الشاعر سعيد شحاتة إلي الشاعر سعد عبد الرحمن :- الثقافة الجماهيرية بتاعتنا

    الشاعر سعد عبد الرحمن
    من سعيد شحاته
     في 24 فبراير، 2012‏ في 09:28 مساءً‏ ·‏




    الحمل ثقيل بالفعل وإعادة هيكلة المنظومة الثقافية كان بمثابة الأمل ونافذة (الخروج إلى المطلق) الذى نحلم به، ولكن العراقيل التى توضع فى منتصف الطريق تثقل الكواهل وتضعضع العظام وتجمد الدماء فى العروق،،، حلمنا كثيرا بإعادة الهيكلة بالشكل الذى يجعلنا أقرب إلى هدفنا وبالأسلوب الذى يضع سن الرمح فى دائرة النشان، كنا نحلم بأن يصبح سرب الأدباء والمثقفين والفنانين -الذين تعاقدت معهم الهيئة وما زالت تتعاقد معهم بحجة تطوير الأداء وتوجيه الدفة- فى مقدمة الصفوف وبيمينه راية المبادرة للوصول إلى المبتغى الذى نحلم به فى هذه الفترة العصيبة من تاريخ بلد أصابها الشلل وقضى عليها الكساح ووصل بها جهل النظام الذى خرجنا للقضاء عليه إلى هذا الحد من اللا شيء
    حلمنا كثيرا وبعد أن قامت الثورة حلمنا أكثر وسعينا للحاق بتلابيب هذه الأحلام، وشعرنا بأننا الفاتحون الجدد، ولكن صدمة الواقع وما يحدث الآن يجعلنا نقف لنتأمل الأمر وأعيننا تبحث فى اللا نهائى على اللا منتهى
    أشعر أن الثورة قد وصلت إلى هيئة قصور الثقافة وأشعر أن هيئة قصور الثقافة لم تسع للوصول إلى الثورة بأى حال من الأحوال، حيث تمكن المجهضون من القضاء على ما كنا نسعى إليه قبل أن نبلغه، لذا قررت أن أقف على أعتابكم فى هذه المرة وأنا أحمل الراية البيضاء، دون أن أحنى جبهتى لأحد ودون أن أتخلى عن فرد واحد من أفراد الخلية، أتقدم إليكم وكلى أمل فى أن تنظروا إلى كتيبة الأدباء الذين يرفعون أصوات الاستغاثة من كل شبر كتب على لافتته (هنا الثقافة الجماهيرية مصر) أتقدم إليكم وأعلم جيدا أن ثقل الحمل يحتاج إلى التكاتف، والتكاتف يحتاج إلى المحبة، والمحبة تحتاج إلى القلوب الرحيمة، والقلوب الرحيمة يجب أن تتميز بالعدل وعدم المجاملة وألا تحابى وترفع من قدر من لا قدر له على حساب من لا يمكن للذهب أن يضاهى قدره، هذا ما يحدث بالفعل، فتهميش الأدباء الآن وإغراقهم فى أعباء الأعمال الإدارية والبحث عن أخطائهم غير المقصودة بالفعل هو القتل بعينه، الهيئة لم تتعاقد مع هذه الكائنات الملائكية لهذا الغرض وأنت تعلم ذلك جيدا، فالهيئة تعاقدت معهم للنهوض بها وللوصول إلى أغوار الشارع المصرى الذى أصبح فى أمس الحاجة إلى كلمة صادقة من جهة حياد لا علاقة لها بأطراف الصراع وليست لها أى أغراض أو مكاسب سوى تقديم المنتج الروحانى الذى يرتقى بكل ذرة من ذرات الشارع المصرى،،،، لذا أرجو منكم أن تتركونا نتعامل مع هذا المكان باعتباره جنة نسعى للإضافة إليها لا للانتقاص من شأنها، أتقدم إليكم ليعلم القادة الذين جاءوا ليضعونا حملا ثقيلا على قلوبهم أن هذه الهيئة أنشئت من أجل من تجربون قتلهم بكافة الوسائل القذرة وأهمها البحث عن أخطائهم لتقديم أوراق التهميش اللازمة لذبحهم وعدم الاعتراف بهم، أتحدث إليكم ليعلم النبلاء أنهم غايتنا وقدوتنا وليعلم الذين جاءوا ظانين أنهم الأباطرة الجدد أنك تنتمى إلينا أولا وأخيرا لا إليهم، أتحدث إليك لأننى عرفتك جيدا لذا فضلت أن أذكرك أنك سعد عبد الرحمن الشاعر وأن هذه هى الثقافة الجماهيرية (بتاعتنا) نحن (الأديب، الرسام، الموسيقى، الفنان .....) ولو كره الحاقدون المدّعون الذين غرتهم المناصب الزائفة.

    الأحد، فبراير 12، 2012

    هالة منير بدير تكتب: رصاصة في قلب جلال عامر



    بقلم / هالة منير بدير 


    عزيزي جلال عامر أَثْبَتَّ يا صاحب القلب البشري أن مريض القلب المهموم بشأن وطنه يتأثر لدرجة الموت ، وليس كمريض القلب الذي يُقلع ويهبط بطائرات الهليكوبتر ليحاكم على حساب الشعب الذي أجرم في حقه لثلاثين عاماً مُمَدداً على الأسٍرَة يدعي المرض ، ولو أنه مريضٌ حقاً لمات منذ اللحظات الأولى الذي شهد فيها اقتتال المصريين وقتلهم ..

    أيها القدير تموت وأنت تقول الحكم كعادتك " المصريين بيموتوا بعض " .. عزيزي هؤلاء المصريون هم الذين قتلوك ، قتلوك برصاصة تخاذلهم وركونهم لمن يغيبونهم وتنغمهم لصوت الغوغاء والجهلة وعملاء النظام القديم ، المصريون الذين يصدقون الكائن العكاشي الذي بغبائه تسبب في هذا الموقف الذي شهدته بعينيك الكاشفتين للحقيقة والذي لم يحالفك الحظ لآخر مرة أن تهديهما لمصاب في الثورة كما وصيت ،

    ولعل هذا لو تحقق لظلت قطعة من جلال عامر حية ترزق بيننا نرى بها من خلالك في هذا العالم البائس الكئيب الذي نفقد فيه كل يوم أجمل ما فيه بداية بزهور البلد شهدائها ومروراً بدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله الذي كان مهموماً مثلك بتنمية النفس البشرية وغرس عزيمة الأمل وانتهاءً بك حتى الآن أيها الكاتب الساخر ..

    حقاً إنها سنة كبيسة نكتشف فيها أننا في لعبة السلم والثعبان رجعنا إلى نقطة الصفر من جديد ، وصلنا إلى ثعبان ليس فقط يقهقرنا إلى الوراء مئات الخطوات بل يزحف بنا إلى مستقبل ضبابي لا نعلم متى الخروج منه غير أننا نعاني من فقد كل نفيس وغالي ونعاني من تخوين بعضنا للبعض ،

    نعاني من تلون أسمى المعاني والقيم ونعاني من كبسه على أنفسنا مدة غير معلومة المقدار ، وصدق عندها فقيد الابتسامة والضحكة الحكيمة عندما قال : (عندنا في مصر استبدال "صمام القلب" أسهل من استبدال " النظام"، فالأولى تحتاج إلى " مجدي يعقوب" والثانية تحتاج إلى "صبر أيوب "..

    عزيزي لقد استبدلك الله مقاماً خيرٌ من مقامك وإنك الآن بين يدي من ندعوه أن يجازيك بقدر علمك الذي علمته للناس ويجازيك قدر ما أدخلت عليهم البهجة بجدية والتسلية باحترام أيها الشهيد الجليل شهيد حب الوطن ذو القلب الحقيقي ..

    ستظل كلماتك الساخرة هي نبراس عقولنا المتمردة على الظلم وهي وقود طاقتنا الذي سنشعل به همتنا لاستكمال تلك الثورة...

    من أقوال الراحل / جلال عامر

    رحل عن عالمنا الكاتب الساخر المناضل جلال عامر بعد أزمة قلبية تعرض لها حزنا علي مصر التي تفرق بنوها الي مؤيد ومعارض فتناحروا فاختار الرجل ان يرحل بهدوء ووجع تاركا لنا خزينته الثرية التي لن تنضب فلسفتها ورؤيتها وافكارها وسخريتها أيضا
    ونحن هنا استعنا ببعض الاصدقاء لنجمع بعضا من هذ الكنوز لهذا الراحل العظيم 

     من أقوال الراحل / جلال عامر

    *إذا رأيت ضابطا يكهرب ابنى فسوف أهنئه وأقول أمام النيابة إن ابنى كان فاصل شحن.


    *كل الناس يضربون عن العمل لرفع الأجور ولا أحد يضرب عن الطعام لخفض الأسعار.


    *نحن نطالب بدولة مدنية وليس ببدلة مدنية.


    *غياب الأمن يصنع الفوضى وغياب العدل يصنع الثورة.


    *عندنا فى مصر استبدال «صمام القلب» أسهل من استبدال «النظام»، فالأولى تحتاج إلى «مجدى يعقوب» والثانية تحتاج إلى «صبر أيوب»..!


    *عزيزى المواطن:


    ليس من حقك أن تتطلع إلى منصب مهم فى بلدك… فهو مثل مقاعد الأوتوبيس مخصصة لكبار السن فقط.


    *الحكم هو عنوان الحقيقة، والمتهم برىء حتى تتخلى عنه الحكومة.


    *لا تصدق العريس فى فترة الخطوبة ولا المرشح فى فترة الدعاية.


    *سؤال: لماذا يتحدث هؤلاء عن حيض المرأة أكثر مما يتحدث أطباء النسا؟ ولماذا عن ملابس المرأة أكثر مما يتحدث مصممو الأزياء؟ الإجابة عند علماء النفس.


    *آلو.. أيوه يا حبيبى.. عندنا انتخابات شورى وانتخابات شعب وانتخابات رئاسة، مش فاضل غير «العيش» هاته وإنت جاى.


    *هذا البلد المتعجرف ليس فيه حزب أو جماعة أو تنظيم يعبر حقيقة عن الغلابة ويدافع عنهم ويجعلهم دائما محل تقدير أو محل احترام أو حتى محل كشرى.


    *البعض يعتقد أن ما حدث ليس «ثورة شعبية» ولكن مجرد «بث تجريبى» لذلك فإن ما نراه ليس هدم نظام قديم.


    *قد سبق الإخوان الجميع كالعادة وأعلنوا ضِمنًا وفاة الثورة بعد حصولهم على ما طالبوا به لأنفسهم وأكثر.


    *الثورة سوف تعيش عندما يتخلى المجلس العسكرى قليلا عن الغموض، فهو يدير عملية سياسية وليس عملية عسكرية.


    *الثورة سوف تعيش عندما تصبح رغبة العمل أقوى من شهوة الانتقام وعندما يصبح الشعب والشرطة «إيد واحدة» وليس «إيد وقَفَا».


    *إذا انقطعت المياه عنك وأنت تستحم فقد تخرج على السلم بالصابون وتصرخ لتنادى على الجار، لكن لا يمكن أن تنادى على إثيوبيا.


    *نحن ديمقراطيون جدا.. تبدأ مناقشاتنا بتبادل الآراء فى السياسة والاقتصاد وتنتهى بتبادل الآراء فى الأم والأب.

    الجمعة، يناير 27، 2012

    الشاعر محمد حسني يكتب :- بمناسبة الذكرى الاولى لثورة مصر


    مجلة / كل الناس
    بمناسبة الذكرى الاولى لثورة مصر
    ماحدث يوم 25يناير سوف يبقى سنوات كى يكتب عنه ونكتشف أسراره ونصنع منه تاريخا مضيئا لشباب قرر أن ينتفض على حالة ثبات عميق يشبه إلى حد ما الموت… لكن ماكان يكتبه الشعراء عن الثورة المصرية على شبكة الانترنت فى المواقع الاجتماعية المتعددة كان بمثابة كتابة ماحدث ومايحدث فى وقتها من أحداث مختلفة بداية من تفجرها والحث على الثورة إلى أن تجمع الآلاف يوم 25 يناير. وقد تعامل بعض الشعراء مع الحدث بشكل موضوعى له صلة بانتمائه هو نفسه وما يتخذه من موقف.بدأ الشاعر أشرف الشافعى مع الثورة يناصرها ويعادى من يعاديها رغم بعده عن مصر لكن من يقرأ له يجد أنه مقيم إقامة شبه كاملة فى ميدان التحرير الذى كان مجمع للأحباب وشمس الحرية بالنسبة لكل المصريين .فى قصيدة( بكره عاش) يضع أشرف الشافعى بانوراما تساوى فى موضوعها بانوراما فرح لكل طوائف الشعب يقول:
    زى ما يكون الفرّح عاد من جديد
    شوفت كل الناس …
    مجمعها النشيد
    ف الشوارع والساحات
    ف المساجد والكنايس
    حتى جوه البالكونات
    جوة أقسام البوليس والفترينات
    حتى رصفان الشوارع والقهاوى
    طب تصدق ….
    حتى يتيهيألى إنى..
    لمحت بنتى فى الحضانة
    طالعة ف مظاهرة بنات
    زى ماتكون الوشوش
    عمرها ما صاحبها خوف
    يكتب بإحساس الفرح من كل القلوب ويستعد للفرح القادم من جديد يجمع كل أبناء الشعب الواحد فى المساجد والجوامع والبلكونات حتى أقسام الشرطة التى كانت فى وقت من الأوقات رمزا للتسلط والقهر ويجعل الصورة تتسع أكثر وأكثر ليضم لها أرصفة الشوارع ومالها من دلالات تعبر عن هَبّة الشعب كرياح لايمكن أن يقف أمامها أحد ..ويستمد قوة هذا الفرح ببراءة شديدة فى أمل للمستقبل من لمحة( بنتى ف الحضانة طالعة ف مظاهرة بنات) ومالها من تعميق الفرح على كل الأعمار وإشراق اليوم الجديد الذى سيعيش. ورغم هذا كله لاينسى أن يجلد من صبر وتحمل كل هذا العمر دون أن يثور.. ومصاحبة الخوف فى (زى مايكون الوشوش عمرها ماصاحبها خوف) كى يؤكد على أن الخوف قد ذهب بلا رجعة ولم يعد لتلك الوشوش التى تحملته وقت طويل.
    وفى قصيدة (تعظيم سلام ) يصنع الشاعر مصر التى نعرفها ونحبها ويضرب لها تعظيم سلام وهذا المصطلح بالتحديد جرت العادة عليه حينما يكون قادم شخص مهم كى يلفت أنظار الناس إليه.. يقول المغنى الشعبى بصوت عال وبكل همه تعظيم سلام يتخذ منه الشاعر موقف المصرى الذى يفرح بكل انتصارات بلده وأبنائها :
    تعظيم سلام لمصر ست الكـــــــــون
    أنا روحى عاشقة ترابها فين ماأكون
    دمـى وكيان بعشقها مسكـــــــــــون
    وهى مهـد العشق والعشــــــــــــــاق
    فى البداية يأخذ الشاعر( مصر) بداية لمطلع القصيدة ليدخل بها بعد أن قامت بكل قوة وانتفضت على هذا الجبل الكبير كأنه جبل من ظلام ثم يعود بنا الشاعر إلى الحبيبة الكبيرة ست الكون والعشق لترابها الذى يسرى فى دمانا كذلك هى مهد العشق والمحبة لكل أبنائها.
    تعظيم سلام للجيرة والعشـــــرة
    دهب وماس برلنت مش قشـــرة
    وشوش بريئة لاخاينة ولا كِشرة
    قـرب وخدلك درس ف الأخلاق
    يتحول بعدها للدخول إلى حقيقة مصر وهى الجيرة والعشرة ومالها من تأثير داخل قلوب المصريين فهى أغلى من الدهب والماس ويدعو من لايعرف أن يأتى ليتعلم المحبة كما هى من عنوانها المصريين :
    تعظيم سلام لكنيسة مع جـامـع
    ولكل حارة وناصية مع شـارع
    هما اللى جابوا فجرك الطالــع
    توأم ف لون الـــــدم والأشـلاء
    الذين لايفرق بينهم دين.. كلها بيوت الله الذى يرفع فيها اسم الله وهم أيضا الضامنين لتلك المحبة فى كل شارع وكل حارة وحينما يسقط شهيدا نجد أننا توأم فى لون الدم و الأشلاء لانستطيع أن نفرق بينهم:
    تعظيم سلام لقلوب بشر صــادقة
    قالوا نموت وتعيش ماهش فارقـة
    لكن حنحمى بكـره م السرقـــــــة
    ومافيش فروق ف دين ولا أسماء


    ويجل ويُكبر هذا الحب ويستمر فى وصفه ويضم فيه قلوب المصريين الصادقة وكم هى رخيصة عندهم حياتهم مقابل أن يعيش غيرهم من المصريين فى حرية ,وأن يحموا هذا النهار السطاع من السرقة.. وهنا يؤكد مرارا على أن لافرق بين الدين ولا الأسماء لتحفيز كل الصامدين. إن من يذكر محمدا سوف يذكر مينا بكل تأكيد كلنا مصريون.
    تعظيم ســلام يا بنت مصــــــــرية
    قلتى لحبيبك مهــرى حـــــــــــرية
    سندى وأمـــانى ف دنيتى الجـــاية
    علشان ولادى يشوفوا خير ورخاء
    ويأتى الشاعر كى يضم شريك الحياة وتفكيرها الذى تغير مع تغيير الحدث ليأتى محفزا أيضا لحبيبها الذى تقول له مهرى حرية وهو السند والأمان كى تطمئن على من سيأتى لها من أولاد وتستمر بهم الحياة.
    حرس ســلاح لمحمد البطـران
    اللى أهان الخــسة والخـسران
    نوّر بدمه عتمة الأوطــــــــان
    ولاهّمه أمر هـروب ولا إعيـاء
    حرس سلاح هنا هى هى تعظيم سلام لكن قوتها فى دخول شخصية عسكرية مهم وهى تطلق فى الجيش حين دخول القائد ويأتى الشهيد محمد البطران الذى استشهد فى مكانه الذى رفض أن يغادر أو يفتح أبواب السجن وهنا تأكيد على حفر اسم شهداء الوطن على السواء من الشعب أو الشرطة كى يكون علامة من العلامات المضيئة للمصريين ومتابعة يومية لما يحدث فى الميدان أيضا ومايتناقل من أخبار وسقوط الشهداء .
    تعظيم سلام ياعســـكرى ف جيشى
    يابنى واوخويا وصاحبى وشاويشى
    واكل معايا ف ملحـى وف وعيشـى
    وحامينى ف الشارع و ف الـُقشلاق
    ويذهب الشاعر إلى الجندى الواقف فى خدمته وجيشه كى يشعره هو أيضا بأهمية مايقوم به ,ويدلل له على أنه من نفس أسرته (يابنى واخوايا وصاحبى ) وأكثر من هذا واكل معايا عيش وملح ..ومالها من دلالة إنسانية كبيرة فى المجتمع المصرى .
    يستمر الشاعر فى سرد صور الانتصار والثورة والمرور على كل الشهداء وذكرهم كما يحيى الشعراء الفرحين والذى يشعر بفرحك سواء من رحلوا مثل جاهين أو من بقى منهم مثل أحمد نجم. ويأتى فى الختام كما بدأ بمصر العظيمة يختم لها أيضا فهى البداية والنهاية والتاريخ:
    تعظيم سلام ياســـاحة التحــــرير
    أسفلت أرضك ريش نعام وحريـر
    ومهما تانى رجعت انام ف سرير
    دايماً حاحن أرجع أبات ف خـلاء
    تعظيم سلام
    تعظيم سلام
    تعظيم سلام
    وهنا يقف بكل حب لمن هم فى ساحة التحرير يشد من أزرهم ويساعدهم ولو بالقول الذى هو يشبه القوة المعنوية الصامدة والباقية.
    ونأتى الى صوت شعرى مختلف فى تعبيراتة وصورة وتعاطية ايضا للثورة وهو صوت الشاعر حازم حسين الذى انطلق الى الميدان وصار يغزل بعض من هتافات الميدان ورآى عن قرب وتفاعل مع ثوار مصر بقلبة وقلمة الشعرى ايضا تناسب معه فى تعاطية وتناولة الثورة بشكل مختلف عن ماكان يكتب وقتها فهو من افراد الثوار يؤمن بكل معطيات الثورة ويطلب مع الطالبين من حقوق لهذا الشعب.
    فى قصيدتة تحيا ثورة مصر يقول
    قبل ما نتكَلِّم عن ثورة مصر
    إللي بتشبه
    خربشة الفاس في الأرض
    وتلطيش المَيَّة ف جسم السدّ
    وطَلْعِة فلاّح
    … بسلاح العَشَم الممدود
    ف عروق الطين الطيِّب مَدّ


    هو يضع هنا تأسيس لثورة مصر ويعقد فيما بينه وبين متلقية شبه اتفاق على وضع الاساس قبل مانتكلم عن ثورة مصر اللى بتشبة خربشة الفاس فى الأرض نعم هى تشبة بالفعل تلك الخربشة كى تعطى الفرصة لنبت جديد لمصر يطلع من طينة هذة البلد الغالية علينا وتكون لها اساس ممدود فى عروق الطين الطيب مد وهو هنا يبرهن على ان عروق المصريين تمتد الى الطين الطيب .
    ويستمر الشاعر فى توسيع مخيلته الخصبة بنسج الكثير من الصور الشعرية الرائعة ويعود مرة اخرى لتاكيد كلامه عن الثورة.
    فَقَبل ما نتكَلِّم عن ثورة مصر
    الوَعد …….. العَهد
    المَهد ……. اللَحد
    الثورة إللي انْطَلَقت زيّ الرَّعد


    هنا يأتى بها مباشرة ليؤكد عليها الوعد العهد المهد اللحد ويعطى لها الامتداد الرائع الجميل ويعود ليؤكد ايضا على قوتها الثورة اللى انطلقت زى الرعد وهنا تأكيد ايضا على عدم وقوف الثورة الى حد معين قبل ان تحقق اهدافها ويستمر مع قصيدتة تحيا مصر ويستمد من التكنيك السينمائى لقطات من داخل الميدان ليصنع له عالم شعرى خاص به هو واصحابة الثوار بشعرة تارة وتارة اخرى بكل الجد والوقوف مع اصحابة الثوار
    ونهتف بيقين النصر
    تحيا مصر


    الأرض بتعرق أناشيد وأغاني
    والشُّهدا بترجع
    وسط المُتظاهرين من تاني
    والفرعون مسجون
    وأنا مجنون بالفرحة
    وطارحة ف حنجرتي الأحلام زيتون


    يالها من صورة شعرية تؤكد حرص الثوار على ثورتهم وتتضامن معهم الارض التى تعرق اناشيد واغانى لتحفزهم على الفعل الثورى ايضا يعطى صورة شعرية جميلة تدل على ان الشهداء يتزايدون رغم القتل فيهم ولو عادوا سيطلبوا الشهادة مرارا وتكرارا الشهدا بترجع وسط المتظاهرين من تانى ويقوم بعمل اضاءة على العالم بشكل سريع الفرعون مسجون وانا مجنون بالفرحة كلنا كنا مجانين بالفرحة وكنا فى كثيرا من الاوقات غير مصدقين ماحدث
    يكتب حازم كل مايراه حوله ويسجله تاريخيا ليؤكد عليه ويكتب بشعرة تاريخ جديد لمصر فيستمر فى سرد تفاصيل صغيرة ويعقد المقارانات ليسقط عصر الفرعون البائد بكل تفاصيله ويسجل ايضا اعجاب كل العالم بما حدث من ثوار مصر الرائعين.
    اتقهروا الملاعين واتصَهَروا
    واتنهروا السامعين وانبهروا
    وطِلِع الوررد ف غير ميعاده
    اتْعَبَّى الكلب ف كيس صيَّاده
    رَدّ سواده
    وأيّامه البيضا ابتدوا يتعادوا
    وسجدت كُلّ عواصم الدنيا
    جوّه حواري
    كانت نسيت لون الفجر


    يالها من صورة شعرية بديعة تجمع كل ماحدث من طلوع ورد وسطوع فجرا جديدا على حوارينا الطيبة.
    ونأتى لنص اخر مع حازم حسين وهو قصيدة 25 يناير ونوع مختلف من الكتابة هنا يعطى حازم حسين مايشبة الخطاب الثورى المتحدث عنهم كشباب مصر ويأتى من البداية متكأ على اسلوبا له بعد شفاهى شعبى داخل وجدانا جميعا وهو الموال
    الأولة يا وطن فَتَّح عنيك … صحصح
    والتانية يا زمن إحجزلنا مطرح
    والتالتة يا عفن لم البلى وروَّح


    ثلاثية لها تاريخ مستمد من قلوبنا جميعا ويؤكد عليها بحبه الاولة تنبية للوطن فتح عنيك صحصح والتانية ينبه على الزمن بحجز مطرح لمصر بين الامم والتالته يوجه خطابه للنظام السابق لم البلى وروح وكم كان من بلاء ويستمر الشاعر فى سطورة المحبة لوطنة ويأخذ من كوبلية شعرى شديد الخصوصية لصوته


    أصل الرصاص ما اصطفاش
    لا شكل ولا مِلَّة


    بها تاكيد على وحدة الدم الوطنى الذى لايفرق بين دين او لون او عرق


    طالعين بحب الوطن
    وبكره سَجَّانه
    عنوانّا يحيا الوطن
    وموتنا عنوانه
    ضحكتنا زي الرغيف يضحك لِفَرَّانه
    وحلفنا لمَّا استوينا
    ماتباتي مُحْتَلَّة
    يأتى الشاعر بصورتة الشعرية جامعة لكل الثوار واتفاقهم على ان لا بديل لهم غير يحيا الوطن او الموت هى صور كنا نراها كل يوم فى بداية الثورة اصرار كبير من الثوار وموقف مخزى من النظام وكأن النظام اصبح احتلالا ولابد من تخليصها من بين يديه هى قصيدة كبيرة ينشد بها الشاعر ويطوف بنا الى الميدان ونعود للثوار وما كانوا يقوموا بعمله انذاك


    يا عاركوا يا شعبنا لو دمّنا يتهان
    تبقوا دبحتوا الوطن
    والشُهدا دول خرفان
    هيّا البلد واقفة على عجوز خَرْفان
    يخرب بيوتنا بقي
    لو نجحت الشِلَّة


    أصل الرصاص ما اصطفاش
    لا شكل ولا مِلَّة
    ويوجه خطابة فيها ايضا الى باقى الشعب ويجعلهم يتحركوا لان فى صمتهم ذنب يجعل منهم قتلة للشهداء ويعود لتأكيد الهم الجمعى فى بيته المرتكز عليه أصل الرصاص ما اصطفاش لاشكل ولا مله الله عليكم شعراء صنعوا الكثير بحروفهم التى تشبة البنادق فى مواجهة نظام اصبح شديد السواد ولا بد من بصيص أمل كى تستمر الحياة
    ونأتى على عزف اخر مختلف اختلاف كبير فى التناول وهو الشاعر الجنوبى عبد الرحيم طايع الذلا صاغ يوميات الثورة فى مربعات واتخذ شكل الرباعية كى تكون رسائلة قصيرة ومكثفة ومنذ البداية فى تونس وهو جعل مصر امام عينة وتمنى لو انها تلحق بتونس
    تونس بتقلب يا بيرم كرسي حاكمينها
    ياما اشترتهم وياما كانوا بايعينها
    عقبالها مصرك يا تونسي لمَّا تلقى نهار
    والشِّعر يكمل بنار تاكل في ناهبينها
    يؤكد عبد الرحيم طايع على حلمة الذى يتمناه لمصر ويؤكد ان كل رسائلة الشعرية سوف تكتمل بدفاع حقيقى فى وجه ناهبى مصر واعتقد عن عقد المقارنة بين تونس ومصر فى بداية الثورة وقبل اى شىء هى اشارة بدأ كى تكون الثورة المصرية على قدر كبير كقدر مصر فى تاريخها ايضا تضمين قاسم مشترك بين مصر وتونس وهو الرائع الكبير بيرم التونسى الذى يعرف الوجدان الشعبى المصرى من هو بيرم التونسى والشعر الذى سوف يكون جسر نجاة لمصر من حالة النهب .
    يا مصر إمتى المعاد يوم تلحقي بتونس
    واللهِ ازغرت وترقص جنبي خان يونس
    يا اللي انتي مسروقة م الأيَّام ومن واجبك
    إيه اللي عاجبك في حوت بطنه بلع يونس يستمر عبد الرحيم طايع فى رسائلة التى تشبة الجلد لتحفيز كل من يحلم مثله بمصر الكبيرة وينتظر معه الموعد للخلاص بطن الحوت والخروج من هيمنته وفرض حراستة على مصر وتشبية رائع فقد كان النظام بالفعل حوت كبيرا
    قادرين نجيبلك يا مصر الحقّ من سارقه
    مَطَّر في تونس مَطَر واصل هنا برقه
    لو مرَّة نرسم ملامح فجر باستعداد
    ليل الفساد واللي تحت عبايته ح يفارقوا فى رسالة غاية فى الروعة يربط الشاعر الخيوط ويجعل الامر سهلا على كل الثوار ليزيد فى تحفيز قواهم وتحقير ليل الفساد بمن فية سوف يفروا ليرجع الحق المسروق من مصر
    وانادي ع الصُّحبة من شُعَرا وأهل فنون
    عاوز نفوق بالأمل من يأسنا المجنون
    وافضل منادي لحدّ الدُّنيا ما تنوّر


    إبداع يصوّر شموس بكرة شروق مضمون
    يغير الشاعر خطابة ويوجة نداء لمن معة فى نفس جبهة الفن والشعر كى يقوموا بصناعة الامل وتصوير هذا الصبح المشرق وكان يوم بيوم يتابع عبد الرحيم طايع كل مايحدث على ارض الميدان ويكتب عنه ويقف بجانبة ايضا يقف بجوار النضال السويسى الكبير الذى هب ليساند ميدان التحرير
    أبوس إيدين السِّويس من شوق قنا بسلام
    ما انا ليَّا فيها أهالي وليَّا أحلى غرام
    حبَّاتها لامعين في عُقْدك يا امَّه يا بلادي
    واصرخ وانادي دبحت حمامها ليه يا نظام يالها من رسالة شافية تعبر عن صدق التواصل الجهادى ان صح التعبير كى يكون جهادا واحدا من اجل كل الامه


    عارفة امَّا يرحل نظام القهر يحصل إيه
    أبقى ابن بطنك صحيح لا بطاقة ولا كارنيه
    واغنِّي غنوة حياة لحبيبتي وصحابي
    يرجع شبابي وما ارجعش ابكي تاني عليه روعة الرباعية تكمن فى تأكيدها على الكفاح من اجل ان يكون ابن هذة الارض الضاربة فى اعماقها بتاريخ كبير من الجهاد والكفاح واستمر الشاعر فى مراقبة مايحدث والكتابة عنة بشكل يومى ويؤرخ لمن كان فى الميدان وكان فى السويس واسكندرية وكل الميادين الغاضبة ورسائل الشاعر دوما تكون مكثفة تعطى خلاصة مايكون على الارض وتصويرة بشكل شعرى رائع ومتابعة الاحداث والتواتر مع ايقاعها السريع وسرعة رد الفعل لدى الناس ولدى الثوار والشعراء ايضا
    طول ما الميدان لافتته ثابتة على التَّغيير
    والنَّاس بتكتر عليك يا نظام ما لكش كبير
    مصر اللي كان الفشل ملازمها ليل وصباح
    تنقل صلاة النَّجاح من ساحة التَّحرير ويكبر ويهلل لفرحتة بالتحرير وفرحتة بكل الثوار الى ان يأتى الغيير وينزاح الكابوس من ليله الكئيب الملازم لمصر منذ فترة كبيرة وقد جاء الاوان كى تنفك كل البلاد منه وكانت رسائل قوية موجة بشكل يومى راصدة للاحداث بعين محبة لكل مايحدث فى مصر


    مهمّ مصر السَّاعة دي نحتفل بيها
    ننصب كوشات للفَرَح من صبرنا فيها
    هيَّ اللي زال الكابوس عن صدرها الشَّيَّال
    أمّ العيال قلبهم باس تحت رجليها
    اختم بهذة الرباعية الفائقة الجمالة وفيها خلاصة حبنا لمصر الشافى لنا ولها فى آن واحد ويبقى شعر العامية دليل يومى ناتج لكل الطاقات وقد ظهرت اغنيات كثيرة من الميدان لايعرف من ألفها وظهرت شعارات كثيرة كانت اقوى من كل التعبيرات الجمالية رغم انها كانت تحمل جمالا اكثر وهو جمال التأثير السريع على جموع كبيرة فى ميدان واحد لكن به كل قلوب مصر ويبقى ايضا شعر العامية المصرى تاريخ يومى لكل ماكان يحدث فى مصر على مر ايام الثورة المصرية العظيمة