السبت، أبريل 19، 2014

حلاوة روح .. جنازة حارة والميت دور العرض. بقلم :- صبري رضوان


"حلاوة روح .". جنازة حارة والميت  دور العرض. بقلم :- صبري رضوان 

مقدمة تقليدية 
مما لا شك فيه أنني تابعت باهتمام أزمة الفيلم الأخير لهيفاء وهبي " حلاوة روح " وكنت لا أستطيع أن أتواصل مع آراء كثيرة انطلقت معبرة عن رفضها لمضمون الفيلم ومحتواه مراعاة لقيم وأخلاقيات شرقية ودينية يجب أن نتوقف عندها ولا نقترب من تابو أخلاقي الذي حال انفكاكه كلية نصبح في مهب رياح عاصفة بدأت تطل بالفعل علي إثر تلوث غناء شعبي فج يشيد بحالة التعاطي والإدمان والتفكك الأسري في مبادرة جادة وحثيثة لأسقاط ما تبقي من دولة وشعب يستحقان منا الحفاظ عليها 
وأزمة تصدير هذا الانهيار تأتي في مقابل أرباح باهظة لفرد أو فريق عمل غير آبهين بقيمة اجتماعية لا يهم هؤلاء الباحثين عن الربح الفاحش أن يجهضوا حلم شعب في بناء منظومة جديدة قائمة علي العدالة الاجتماعية والقيم والنكران التام لكل أشكال الفساد المالي والإداري 
فبعد 25 يناير كانت المحاولات الجادة من محبي هذا الوطن لإسقاط حالة اللا انتماءأ والتشظي التي سادت مجتمعا أفسده الجشع والسلطة الحاكمة التي طوعت الفن لخدمة أهدافها الواضحة في تغييب شباب هذا الوطن وابتعاده تماما عن الفكر الراقي والثقافة النقية والوعي والتنوير الحقيقي لا تنوير منتجي أفلام البورنو المقنع الذي يطرح الفن الرخيص ليجتذب الملايين من الجنيهات من خلال تذاكر شباك دور العرض التي لا تختلف عن تذاكر الهيروبين 
تخدير الشعوب يبدأ عندما توهمهم أنك تقدم لهم سينما تعالج المشكلات في حين أنك تساعد علي تفاقمها أزاء جيل من المراهقين والشباب يقلّد كل ما يراه فيتخذ من المدمن والبلطجي واللص قدوة له ويعتبره المثل الأعلي بينما تتراجع أعمال نظيفة كفيلم " الارض " ليصبح الكفاح والنضال فقط هو ما تقدمه السينما من طفل يمارس الخطيئة 
حلاوة روح ليس الفيلم الوحيد الذي كان جديرا بالمنع من العرض لأننا لا نسطتطيع أن نطلق عليه " للكبار فقط " أو + 18 لأن بطل الفيلم ليس من الكبار وليس أكبر من 18 عاما 
مقدمة غير تقليدية 
حرية الإبداع والمصادرة وكراهية طرح الواقع أصبح أمرا غير مقبول أزاء سموات مفتوحة وعالم أشبه بقرية صغيرة يمر ساكنوها علي دكاكينها كل حين . ولأننا نؤمن بالمثل " الممنوع مرغوب " فأن منع العرض يجعلنا " أو يجعل شبابنا " في اقوي حالات فتح الشهية للبحث عن المشاهد المحذوفه 
المتن 
أعرف الكثيرين من الذين هاجموا عرض " حلاة روح " يتباكون الآن علي حرية الإبداع ويتهمون من منع عرضه برغبته في العودة إلي محاكم التفتيش 
حالة التناقض هذه تحتاج أولا إلي طبيب نفسي 
والخاسر الوحيد من منع عرض هذا الهطل هو دور العرض ومنتج الفيلم 


هناك تعليق واحد:

معوض يوسف يقول...

الاستاذ الشاعر صبري رضوان
لقد امتعني كثيرا مقالكم عن فيلم ( حلاوه روح ) ليس فقط لما لمسته من غيرتكم علي الابداع الراقي الذي ينبغي ان نفتح امامه كل الابواب وانما ايضا لدفاعكم عن القيم الدينيه والاخلاقيه التي يجب ان تسود في المجتمع وتغرس ثقافه الانتماء في نفوس ابناء الوطن فلا ندع الفاسدين الذين يروجون للفن الهابط الذي يدغدغ الغرائس وينشر الرذيله ويعلم الاطفال كيف ينحرفون ويمارسون العنف ان طيمسوا تلك القيم تحت ذريعه ( حريه الابداع ) فمثل هذه الاعمال تأتي دائما بنتائج سلبيه وكلنا يذكر ما أدت اليه مسريحه ( مدرسه المشاغبين ) من انحلال في الأخلاق وأنحراف في السلوكيات عند طلاب مدارس الأعدادي والثانوي في مخاطبتهم وتصرفاتهم مع اساتذتهم واقبالهم علي التدخين وتعاطي ( الجوزه والشيشه ) .
ان منع هذا الفيلم الساقط من العرض لا يكفي وانما يجب محاسبه كل من ساهم فيه بنصيب حتي ظهر الي الوجود وانا اوافقك يا استاذ صبري علي ان حريه الابداع والمصادره هي امر غير مقبول ايذاء سموات مفتوحه ولكن هذا لا يمنع الداعين الي الفن الهادف والثقافه الراقيه من أن يقودوا الحملات والثورات المضاده لهذا الفن الهابط الذي يروج له الفاسدين من الفنانين