الأربعاء، فبراير 05، 2014

عفواً يا وزارة الثقافة.. بقلم :- فاطمة المعدول

اسمحوا لى

عفواً يا وزارة الثقافة

    نقلا عن : الوفد
    عفوا ياوزارة الثقافة فقد كان من الواجب والمحتم بعد ثورة 30/6 ان يكون الاهتمام الأساسي للوزارة هو بالثقافة الجماهيرية.. إنها الجهاز الثقافى الوحيد الذي يغطى كل أقاليم مصر من
    الإسكندرية إلى أسوان, وهى الجهاز الوحيد الذي يتعامل مع كل فئات الشعب العمال والفلاحين والشباب والأطفال, لذلك كان من المتصور ان توضع خريطة جديدة للوزارة وطريقة للعمل مع كل أجهزة الوزارة من خلالها، فتقام المعارض الفنية لكبار الفنانين فى قصور الثقافة, وتعرض مسرحيات البيت الفنى فى مسارح الثقافة الجماهيرية وتنتقل الموسيقى العربية والموسيقات الرفيعة والباليه إلى القصور البعيدة عن القاهرة.. بل إن تقوم الوزارة بإشراك المثقفين والفنانين المعتصمين الذين طالبوها بكثير من الواجبات والدعم, بأن يعين المثقفون رؤساء شرفيين لقصور الثقافة وبالطبع فإن هذه الخطوة ستدفع العمل بشكل إيجابى فى كل أنحاء مصر.
    لذا كانت دهشتى بعد 30/6 ان تتصدر الاوبرا مشهد الاحتفالات الثورية و يكون التركيز عليها كرمز للثورة, مع احترامى للأوبرا ولرئيستها العزيزة كان الأولى بالرعاية والاهتمام.. الأقاليم بل على العكس تنتقل كل فنون الأوبرا لكل مصر وليس فى القاهرة والإسكندرية ودمنهور فقط.
    إن الثقافة الجماهيرية هذا الجهاز العملاق الذي يعمل من أجل الإنسان المصري والذي انطلق فى الستينيات من القرن الماضى فى القري والمدن المصرية فأحدث ثورة من أجل الأطفال والشباب والعمال, ولأنه جهاز بطبيعة وجوده ودوره هو بالضرورة ضد أي ممارسات قمعية أو استغلالية تمارس على الإنسان المصري خاصة فى الأقاليم, لذلك لم يكن جهاز أمن الدولة كافيا لعرقلته وتحجيمه فقد وضعت له خطة محكمة طويلة المدي لتفريغه من مهمته الأساسية.
    وتعرض بالفعل لكل وسائل القمع والتشتت والتهميش حتى يبتعد عن طبيعة عمله بل وكعبلته وعرقلته بوسائل وأساليب متنوعة مثل تشييد قصور كبيرة جدا تتكلف الملايين وتحتاج فى صيانتها إلى آلاف الجنيهات شهريا! بدلا من بيوت ثقافة فى كل قرية, ومهرجانات واحتفالات بدلا من تقليب التربة وزراعة ما يفيد ومايدفع الإنسان المصري للامام ,لقد وضعوها فى ظروف صعبة جدا حتى لاتحدث تنمية ثقافية تهتم بتنوير وتحفيز الإنسان المصري لرفض الظلم والممارسات المجتمعية المشينة خاصة خارج القاهرة حتى تهمش وأن تفرغ من محتواها وفلسفتها الثقافية والمجتمعية.
    لذلك كان من الضروري بعد ثورة 25 يناير و30/6 وان تزلل العقبات التى وضعت عن عمد, لقد آن الأوان ان تحدد أوليات العمل فى الأقاليم, وأن تصبح أماكن تنويرية, وأن تقدم وزارة الثقافة رؤية جديدة للعمل الثقافى من أجل الجماهير وأن تدعم المبادرات الفردية التى تعمل مع الناس فى الشوارع والميادين شريطة ان تكون خارج القاهرة.
    إن الثقافة الجماهيرية ليست مسئولية الموظفين ولا الفنانين والمثقفين الذين يعملون بها فقط بل هى مسئولية كل مثقف على أرض مصر فعليه ان يذهب إلى الجماهير لكى يعمل معهم وبهم, وعلى وزارة الثقافة ان تدعمهم وتحفزهم للعمل خارج العاصمة, إنها مسئولية مهمة وكبيرة لا يجب التهرب منها أو تتغافل عنها وزارة الثقافة فهذا هو صميم عملها العمل من أجل ناس مصر وليس ناس العاصمة.
    لن تتغير مصر وتتقدم إلا بالتعليم والعمل الثقافى الجاد والبناء فى الأقاليم.


    اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - عفواً يا وزارة الثقافة 

    ليست هناك تعليقات: