الأربعاء، يناير 20، 2016

جماليات الحزن في ديوان (براح) لمنال الصناديقي د/ شعيب خلف


                
جماليات الحزن
    في ديوان (براح) لمنال الصناديقي
                             
 د/ شعيب خلف

   إن استحضار الحزن في الثقافة الإنسانية هو استحضار لوجود الإنسان ذاته ، فالحزن نقيض الفرح وربما يكون مرادفاً له في طقوسه ، والتعبير عنه ، لأن لحظة الحزن لا تدوم ، كما أن لحظة الفرح أيضاً لا تدوم ؛ و لا بمقدور عاقل أن يظن أن الحياة تسير علي وتيرة واحدة ، وقد ذهب الحكماء إلي لوم من قال لغيره لا أراك الله مكروهاً أو صانك الله من نوب الأيام وصروف الزمان فقالوا لقد دعوت علي صاحبك بالموت فالإنسان لا ينفك من ذلك إلا بخروجه من الدنيا .
      إن من الناس من يعبر عن الحزن بتعبيرات الفرح ، فإذا أصابه مكروه فرح ، ومن يعبر عن الفرح بتعبيرات الحزن فإذا بشر بخير بكي ولا حيلة للناس غير الصبر ، وكما روي عن الحسن ما مثلنا مع الدنيا إلا كما قال كثير عزة (أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة) وهذا المعني تردد كثيراً في الشعر العربي ، وقديمًا قال أحد الشعراء :
ولو جعل الإله الحزن فرضاً        مكان الصبر في حال الخطوب
لكان الحزن فيها غير شـك         أشــد المعنيين علي القلوب
ولآخر:
اصبرْ لِدَهْرٍ نال منـ         ك؛ فهكذا مضتْ الدُّهورُ
فَرَحاً وحُزْناً مرّةً            لا الحُزن دام ولا السُّرورُ
وها هو الحلاج يقول: 
الحُزنُ في مُهجَتي وَالنارُ في كَبِدي       وَالدَمعُ يَشهَدُ لي فَاِستَشهِدوا بَصَبري
ومن هنا كانت إباحة الحزن والبكاء رحمة بالعباد فقد حزن سيدنا يعقوب علي يوسف حزناً شديداً حتي ابيضت عيناه من الحزن وهذا النبي صلي الله عليه وسلم في موقف ابنه إبراهيم حين قال لعبد الرحمن بن عوف (يا ابن عوف إنها رحمة ، العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون  ) فهذا إباحة الحزن الذي لا يقدر أحد علي دفعه وقد وجاء في صحيح مسلم  ما رواه ابن عمر ( إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب..) (1)
   وسئل ابن عباس عن الحزن والغضب فقال: أصلهما وقوع الأمر بخلاف المحبة ، وفرعاهما يختلفان . فمن أتاه المكروه ممن فوقه نتج عليه حزناً ، ومن أتاه ممن دونه هيج غضباً. وكان من أشهر من بكي عليه في الشعر العربي مالك بن نويرة وقد بكاه أخوه متمم بحرارة عالية ، وحزن جم ، فقد روي أنه كان لا يمر بقبر، ولا يذكر الموت بحضرته إلا قال: يا مالك ثم فاضت عبرته حزنًا وكمداً علي أخيه :
وقالوا أتبكي كلّ قبرٍ رأيــته            لقبرٍ ثوي بين اللّوي والدّكادك
فقلت لهم إنّ الأسي يبعث البكا         ذروني فهذا كلّه قبر مـــالك
والبكاء في الشعر العربي يأتي معبرًا عن الراحة التي تعقبه وتزيح الكمد ، وتفرج الحزن وتبعث علي الطمأنينة :
خذ قولَ ذي الرُّمة:
لعل انحدار الدَّمع يُعْقِبُ راحةً         من الوَجْد أو يَشْفي شَجِيّ البَلاَبِل
وللفرزدق أيضاً ما يؤكد أهمية البكاء في الراحة من الحزن :
فقُلتُ لها إنَّ البُكاء لراحةٌ         به يَشْتَفي من ظَنً أن لا تلاقيَا
وهذا أبو القاسم الشابي يقول :
فما الدَّمعُ إلاَّ شرابُ الدُّهورِ       وما الحزنُ إلاَّ غِذَاءُ الحَيَاةْ
 لكن ما الحيلة إذا غاب الدمع وضن علي صاحبه بهذه الراحة لقد ذكر( البارودي ) هذا المعني : 
فَزِعْتُ إِلَي الدُّمُوعِ فَلَمْ تُجِبْنِي       وَفَقْدُ الدَّمْعِ عِنْدَ الْحُزْنِ دَاءُ  
لكن هل يمحو الحزن الحزن كما ذهب أبو العلاء :
فإنّي رأيتُ الحُزْنَ للحُزْنِ ماحِياً       كما خُطّ في القِرْطاسِ رَسْمٌ علي رَسْمِ
  ومن هنا فقد علق بعض الفلاسفة علي الألم أهمية كبري في عملية تكوين الشخصية والانتصار علي الصعاب وتذليلها وقد قرأت مرة أنه مكتوب علي قاعدة تمثال فولتير ( لا شيء يجعلنا عظماء إلا ألم عظيم )  يقول نيقولاي برديائف "والألم والعذاب رفيقان ضروريان لمحاولة الشخصية في تحقيق ذاتها "(2). كما ربط الفلاسفة بين الألم والحزن وبين الحرية ، فالحرية ليست هبة ومنحة تجود بها علينا قوة عليا ، وإنما هي عملية شاقة تستلزم الصراع والمجاهدة ، فلا بد فيها من تحمل شتي ضروب الألم والعذاب والمقاساة (3).
    من يقرأ ديوان ( براح )  لمنال الصناديقي(4) يروقه هذا الجو الإنساني الرائع وهذه المشاعر الرقيقة الحالمة التي ترتقي بالمشاعر الإنسانية في جو طفولي يعود بالقاريء إلي أن يتفرس بقع المشاعر الكامنة داخله ليعيد اكتشافها مرة آخري ، لأن الإنسان مرات عديدة تفاجئه نفسه بمشاعر كانت كامنة لا يعرفها ولم يسبق لها الخروج وحين حانت لحظة التعبير فاضت ، والشاعر أكثر المخلوقات معرفة بأكنان المشاعر ، وأكثرهم خبرة بطوبغرافية  أحاسيسه ومدن مشاعره ، وهو محظوظ كبير لأنه يمتلك الاكتشاف والمحو ، وإن لم يجد في جعبته ما يكتشف ويمحو فيصنع لنفسه ما أراد ويهيم في البراري حزينًا علي ما ظن في مشاعره وأحاسيسه وأنها هجرته بلا عودة  .
يجمع الديوان في عناوين قصائده بين الهدوء والسكينة والحلم ، وبين الصخب والصراخ والضجيج ، فلك أن تستعرض هذه العناوين الهادئة لعدد من قصائده  ( هدوء ، سكون ، نغم ، ترنيمة ، إنسانة ، إنسان ، طيف ، براح ، همسات ، دندنة في محراب الغروب ) ، ثم تأتي لك العناوين الآخري  ( تغبيشة ، خيانة ، نزف ، غربة ، شرود ، تناتيش ، حنين مر ، صرخة ، رقصة علي الأهة ، جنون أخير ، رغبة ، نوح ) وفي جميع القصائد تجد الحزن مسيطراً ، فهناك الحزن الهاديء الممزوج بالشجن واللغة الطفولية الرقيقة . وهناك الحزن الصاخب الممزوج بالثورة العارمة والتمرد علي الساكن الصامت ، وبين هذا وذاك يخرج الهم الإنساني ، الهم الذي يتأرجح بين فرح الحزن ، وحزن الفرح ، بين هدوئه وصخبه  ، فلحظة الفرح لحظة تحمل شجناًًًُُ وهمًا مكبوتاً ، وكذلك لحظة الحزن تحمل الشجن ذاته وإن كان ظاهرها يحمل فرحًا محسوسًا بعض الشيء ، ولذلك تعجب الشاعر العربي حين رأي العين تبكي في الحالين .
في أولي قصائد الديوان (خالو كمال ) تظهر مفردات اللغة الطفولية الحالمة علي مدار القصيدة كلها ممزوجة بصبغة حزن وشجن ، وشفافية عالية ، تعيد فينا العلاقة الدائمة الأبدية بين الطفولة والشاعرية وبين الشاعر والطفل وبين اللغة الشاعرة المجازية وبين لغة الطفل التي تحمل نفس الرؤية ،  وتفوح البراءة من بين مفرداتها . تقول الشاعرة :
واحنا صغار ...
كنا بنسرق م المدي
ضحكه اللذيذ ...
ع الشجر من ضلعنا ..
عصفور يهيص ..
وهو كان خالو كمال ..
بيضمنا )
وتنهي القصيدة بقولها :
( وينزنق فينا البكا ...
لكننا بنفوق قوام
علي نسايم ضحكته )
انظر لهذا الفرح الطفولي وما تجمعه الصورة بين فرح الأطفال وفرح العصافير علي الشجر وكلاهما يحتاج في هذا السن الصغير إلي من يضم ويحنو ، لكن هذا الفرح لا يلبث إلا ويحمل معه الشجن والحزن ( كنا بنسرق م المدي ضحكه اللذيذ ) المدي يضحك بفطرته ، والأطفال يصل الأمر معهم وهم يحملون هذا الشجن المبكر إلي سرقة الضحك من المدي ، ألا يأت الضحك عن طيب خاطر عفوي لأناس يجب أن يأتيهم الضحك عفوياً ، ويخرج منهم كذلك ، من يستطيع أن يحجب الضحك عن أطفال ينعمون في البراءة سوي هذا الحزن النابع من هذا الهم ، النابع من غربة في الوجود ، ووجود دائم في الغربة ، ونفس الأمر بالنسبة لنهاية القصيدة حيث الانتقال من البكاء إلي الضحك ، ومن الضحك إلي البكاء ، فالنبع واحد ، تقول في قصيدة (نوح) ما يرادف المعني السابق 
( يا ضحك
بيشد الأنين ...
ماشي وشارب م السنين ...
أتقل حاجات ) ص 46
انظر كيف تريد أن تعادل وتصنع لأنينها من يواجهه ، هذا الأنين المحمل بعذابات السنين هل يستطيع الضحك أن يقاومه ، لما لم يكن الضحك هو الشارب من السنين أثقل الأشياء المفرحة ليستطيع المقاومة والصد لكل ما يواجهه من أحزان ، إن المعادلة ظالمة لقد تربي الحزن وترعرع ، وسيطر وتمكن ، وصال سنيناً وجال ، فكيف للحظات الفرح القليلة أن تقاوم .
    للحزن في تجربة الشاعرة أشكال عديدة ، وهي تعرض علي نفسها هذا السؤال الذي لا تري له إجابة ، والذي يدل علي هذا الامتزاج الكبير والألفة العميقة بين الحزن وبينها ، حتي صار الأمر مختلطًا عليها هي ذاتها أهي التي أحبت الحزن أم هو أحبها بل الأمر صار أقوي من علاقة الحب لقد وصل إلي مرحلة العشق ، ومن هنا صار مباحاً له أن يدخل دون استئذان ، ممن يستأذن ؟ صار المكان مكانه والبيت بيته ، ولا راد لهجومه 
( مش عارفه يا عيني
إذا كان الحزن عشقك
ولا أنتي عشقتيه
هجم من غير خشا
كسر ستار رمشك
ومهانش ترديه ) ص33
فكما لاحظنا اختلاطه بضحك الصغار في قصيدة (خالو كمال) ، نلاحظه مختلطاً بالعلاقة الأمومية في قصيدة (أمه) تقول الشاعرة في حوارها الأمومي الذي يحمل ميراثاً قديمًا وكأن الأم تعلم أن بنتها سيطاردها الحزن كما طارد أماً لها من قبل :
( قلتي ليه يا بنت روحي
أوعي للأحزان تروحي
ولا ييجي الهم عندك ) ص7
ولكن هيهات  كيف تمنعين عني مواريثك يا أماه ، من أين تتأتي لي جرأة المواجهة ، وقد هزمتي أنت من قبل ، فليس الأمر بيدها بدليل تساؤلها السابق وبدليل قولها (هجم من غير خشا كسر ستار رمشك ...) .
    يتحدد للحزن عند الشاعرة أشكال وعناصر، وأسباب ونتائج  فنري من أسبابه الصمت وهي في طريق المقاومة تريد التخلص من هذا الصمت اللعين وهي تخاطب النهر لماذا النهر؟ ، النهر / الصمت الذي لا يثور خلاف البحر أم النهر الرحلة ، أم النهر العذوبة والنماء والأمل في التغيير .. هل كان هذا الحوار في مواجهة معه ، ولماذا خسر هذه المواجهة التي يوحي بها ما كالته له الشاعرة من تأنيب تقول:
( لا تخلي سكاتك
يلبسنا توب الترحال
ما نطقت يا نهر
وشايل جوا قليبك نقطك
ما بكتني ضلوعك الـ عاملة
م الجفن فراغ ...
دمعيتي فطت علي كفي
غاصت بتوشوش شراييني  
لتسرسبوا نفسكوا 
وتشدوا ع النهر ستار
قبل ما يحدفنا الـ..
 لعمود.. دايب   ) ص9 وتنهي القصيدة بهذه الملحوظة العفوية كما تقول : 
ملوظة عفوية :
رذاذ قلبي 
قلب النهر سادة ..!!
أو 
طراطيش النهر 
صمغلت قلبي 
عفار .. !!) ص10 .
ما هذه النتيجة التي خلفتها المواجهة معك أيها الصامت ، كم ادعيت ما ادعيت من رؤي وقدمت ما قدمت من أوهام لقد حولك رذاذ القلب المكلوم المحزون  وعاءً للحزن يشربك الناس  فتزيدهم حزنًا ، بل صار رذاذك عفارًا يصد من يأتي ليغسل فيك أحزانه . 
ويستمر الصمت سبباً من أسباب الحزن خاصة إذا كان الصمت أنتجه الغياب ففي قصيدة إنسان وهي مرثية لأحد الشعراء :
( والمنصة عاتبت دفا حسك
لما غابت دندناته للسُكات ) ًص13
   وفي قصيدة نغم التي تحمل إهداءً لمن تحب من الناس لكن الصمت ما زال يمسك ألسنتهم  :
( أنتي شروق
وأنا غروبي بينكوي
في دقة مسمار
علي فرشة مليانه سُكات ) ص53 .
   ما الذي يمكن أن تبيح به مثل هذه اللغة السريالية (أنا غروبي بينكوي في دقة مسمار ..علي فرشة مليانة سكات ) هل القلب هو المسمار الذي يدق ، وهل الجسد هو الفرشة المملوءة بالسكات والغروب هو الموت وبين هذا وذاك يولد الحزن من السكوت ولأجله ماذا يفعل الشاعر ، الصوت ، الأمل ، هل يبحث عن مقاومة للصمت ويلجأ للصراخ :
( ترضاني أموت جوا عيونك
من غير ما أفلفص م الأهه ... لا) ص 32
ولم يقتصر دورها في مقاومة صمتها فقط ولكن تبحث عن حل تفك به صمت الآخرين  
( وأشيل بعيني 
حجاب الصمت عنك 
أديه لسابع جد ) ص47 . 
كما تبحث لقلبها عن تطييب وتطبيب من الحزن الذي غلفه ، والألم الذي كاد يصهره علها تخطف منه هدنة مؤقتة ، أو حتى انتصار زائف :
( طيبي .. قلبك 
 قبل انصهاره 
بينك ... وبينك 
اخطفي نبض انتصارك
 ع الألم) ص 49.
ومهما طالت مدة الألم والدموع فالإنسان يحتمل ويعيش لحظة الانتصار ولو كان زائفًا لو كان حلمًا لو هيأ نفسه لذلك :
 ( كان فيه مطر 
 كان فيه شموع
 كان فيه حياه..
 فيها دموع ، نامت علي كفي أنا 
 ألفين سنة ...
 يمكن يزيد 
أو يوم يقل 
 لكن عيون الذل 
لا يمكن تدوم ) ص55
ولذلك هي تتسلح بقلمها وتجعل منه سيفاً بل إنها تشجر هذا القلم وتزرعه فى كل مكان وفى زمن يسقط فيه الشجر أوراقه لكنها تثق فى إنباته مرة آخرى وعودة ما اساقط منه  وتثق فى أن صوتها سيصل يحارب الصمت والضعف والسكون مهما كانت ألوان السكون ومهما تغير جلده طبقًا للمواقف :
 (... إني أشجر قلمي 
سيف ...
 وسط الخريف 
 وأصرخ يا طيف 
 ما نتاش ضعيف 
 لكن فـ يوم 
هتنطق الحجر .. 
السكون بألف لون ) ص56
وحينما تكون النفس مفعمة بالحزن يري صاحبها الأشياء تحمل نفس الحزن من حوله تقول :
(ع الحافة الواقفة بترميني 
 لصوت الجو القرفان 
 والضو.. أحزان ) ص32.
ويبقي الهم والحزن مسيطراً حتي في لحظة الضحك الممزوجة بالبراءة مع طفلها ، يخرج من هذه اللحظة الحزن مفعماً بالفقد والغربة في داخل الذات ، والضحكة هنا لا تخرج إلا بشروط مرتبطة ببعضها ارتباطًا وثيقًا ، تخرج الضحكة فى أمان طفلها ، هذا هم شخصى داخلى ، ينسحب همًا عامًا فليس هناك من ينكر ارتباط سعادته بسعادة أبنائه امتداده الدائم كما ربطت به همًا عامًا، لا يجوز لنا أن نضحك وقد شرب فيه أعداؤنا القهوة وناموا  كأنهم أصحاب البيت ما أصعب مرارة الفقد وما أقساها :
( الله عليكي
 يا ضحكتي 
 لما تعانقي 
وش طفلي بالأمان 
 لما تلاغي سجدتي جوا حنين الأقصي 
وبكل انسجام ) 56.
الهوامش والتعليقات :
1- صحيح مسلم ، كتاب الجنائز ، باب البكاء على الميت ، رقم الحديث 1532 . 
2- نيقولاى برديائف ، العزلة والمجتمع ، ترجمة فؤاد كامل ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1982 ، ص  178 .
3- انظر فى هذا ، د/ زكريا إبراهيم ، مشكلة الإنسان ، القاهرة ، مكتبة مصر ، د.ت .
4- منال الصناديقى ، براح ، سلسلة مبدعون ، قصر ثقافة ملوى وسنعتمد أرقام الصفحات فى المتن 

ليست هناك تعليقات: