السبت، يناير 23، 2016

ثرثرة ... الشاعر عادل الحراني




ثرثرة ..... "
----------------
إلهُ الجسدِ الجديدِ يعرفُ أنَّ الجنَّةَ أُغْلِقَت
ومع ذلك يدُقُّ على الباب ويُحدثُ جلبة !!
أصمت ياأبله
ولْتَعْلَمَ أنَّ قوانينَ المعبدِ لاتسمحُ بالثرثرةِ الجسديةِ
ليس عليك هنالك إلا أن ترسم هذي الصُّوَرَ بقدر الإمكان
ولاتيأس من جسدك
هذي العمليةُ للتصنيفِ
صمتاً .. نُعلنُ عن بدءِ الحَضْرَةِ
- طابورُ من الأوثان -
راقصةُ المعبدِ تعرفُ أنَّ الأوثانَ هي التجسيدُ الأحمقُ للآلهة
كُلُّ إلهٍ جلس ليصنعَ صورتِهُ الحجرية
وأطلقَها كي تتعدد
في سُلالاتٍ واشكالٍ كثيرةٍ للإنحناءاتِ حتى لايصيبه المَلَلْ
صمتاً أيتها الراقصةُ الأُسطوريةُ
كُنََّا نبحثُ عن إبداعيِّ نحسبُ أنَّه في إيقاعِكِ المُنْتَظِر
لاتحدثي جلبة واكشفي عن جسدِكِ الأيسر
تضحككُ راقصةُ المعبدِ إذ تعرف أنَّ الإبداعيَّ
لايحتويه العُرْيُ ولن يراه أحدٌ في عُرْيِها المُظلِم
صمتاً .. نُعلنُ عن بدءِ الحَضْرَةِ
في سقف المعبدِ بعضُ رسوماتٍ لإله السِّحْرِ عن الأوثان
التي نزعت عنها ملابسها وارتدت نفس الجسدِ
على سبيل ديكتاتوريةِ التوحيدِ ودعوى المساواة
والتي بعد موتِ الجنَّةِ راحت تتناسلُ بالتلقيحِ الرمزيِّ
نحو مزيدٍ من صُوَرٍ أكثر سيريالية
هكذا تؤكدُ آلهةُ الإبداعِ المُذهلِ
أنَّ الفنَّ التشكيليَّ السِّحْريَّ
إجراءٌ لهذا النوعِ من التناسلِ
يعملُ على تفكيكِ الجسدِ الوثنيِّ الوحشيِّ
ويخرجُ به بعيداً عن البداياتِ والنهاياتِ
وذلك ...لمراوغةِ العين
وتعاني آلهةُ الإبداعِ المُذهلِ أنَّ الإبداعيَّ المُنفلتَ
لايعنيه التناسل التكراري المُتغير ترتيباً
لايعنيه السِّحْرُ المُمِلُّ الأزرق
قَدْرَ مايعنيه الفيضُ الأُسطوريُّ المراوغُ
والمستفزُّ للثباتِ المُتعدد -
تقول الآلهةُ الأسطوريةُ
هذا الإبداعيُّ المُنْفلتُ الأبلهُ لا ينحني لسكين الخمرةِ
كيف لهذا الحصانِ الأَسْوَدِ أنَ يمتدَّ صهيلاً
فيما قبل شفاهِ السِّحْرِِ إلى مابعد حروف الأسطورةِ
وهذي العينُ البيضاءُ الوحشيةُ كيف لها تبتلعُ الصُّوَرَ وكُلَّ الألوان
إن تتحركَ تتحركُ كُلُّ الأوثانِ
هذا الإبداعيُّ يكسرُ الفاتريناتِ والمعاني المستقيمةِ
ويرتدى من الإيقاعِ مايشاءُ
هذا الإبداعيُّ لايعنيه بابُ النارِ ولا يَدُقُّ على أبوابِ الجَنَّةِ
هذا الإبداعيُّ المُنفلتُ الأبْلَهُ لابد أن يرى
صمتاً .. نُعلنُ عن بدءِ الحَضْرَةِ
يمتلئُ المعبدُ بالسُّكْرِ ورائحةِ القتلِ الأبيض يمتلئُ
وإلهُ الصُّوَرِ هنالك ينفخُ في الطينِ وينفخُ
ينفخُ ينفخُ ينفخُ
فقَّاعاتٍ تكبرُ تكبرُ تكبرُ
تنفجرُ
والمعبدُ ؟
المعبدُ يمتلئُ بلونِ الحَضْرَةِ لإلهِ الموت
تقولُ راقصةُ المعبدِ ..
مسكينٌ هذا الإبداعيُّ الأعمى
الذي يرى كُلَّ الآلهةِ ولا تراه
وكان الإبداعيُّ خارج المعبدِ
مُنشغلاً بجنونِ الفيضِ الأُسطوريِّ
ويتحسسُ بعينه البيضاء عُرْيَها
فينفتحُ
صمتاً .. نُعلنُ عن بدءِ الحَضْرَةِ
عن بدءِ الرقصةِ
رقصةُ الغناءِ الوحشيةِ
- رقصةُ بدايةِ القَتْل -

ليست هناك تعليقات: