الأربعاء، يونيو 17، 2015

الإبريق ورنَّة الخلخال. فتحي عبد السميع


الإبريق ورنَّة الخلخال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سَقَطَ الجدارُ الطيني 
فتناثرَتْ مِن شقوقِه المُهَشَّمَةِ
خصلاتٌ مِن شَعرِ أُمِّي 
جَمعنَاها في كيسٍ 
وألقيناهَا في النيلِ.
تَجلِسُ بيْنَ طيورِها المنزليةِ 
وتُسرِّحُ شَعرَها 
قماشةٌ بيضاءُ على حِجرِها 
وشمسٌ حانيةُ تُرفْرِفُ حولَها .
لم تَكنْ أُمِّي بحاجةٍ لِمَا هو أكثرُ 
مِن ماءٍ و فلَّايةٍ 
لتُجدِّدَ أعيادَها .
أسنانُ الفلَّايةِ حادةٌ
وكثيرا ما تخدشُ الجمجمةَ 
يؤلِمُني وجهُ أُمِّي وهو ينقبِضُ 
تؤلِمُني صرخاتُها الصغيرةُ 
وهي تَهوِي إلى سابعِ أرضٍ 
دونَ أن يَسمعَها أحدٌ . 
لكنَّ أُمِّي مَدرَّبَةٌ على احترامِ القسوةِ 
والصبرِِ على تَعثُّرِ الفَلَّايةِ 
في الشَّعرِ المَنكوشِ . 
يَنقبِضُ وجهُها كثيرا 
لكنها تؤمِنُ بالتحولاتِ 
وها هي الفَلَّايةُ 
تُصَابُ بعدوَى شَعرِها الناعمِ 
وتَصيرُ ماءا .
يَبدأُ العيدُ 
حينَ تَلينُ مشيةُ الفَلايةِ 
وتدخلُ الشمسَ بين أسنانِها الرقيقةِ 
لتَشربَها الجذورُ . 
تُبالِغُ أُمِّي في تَسريحِ شَعرِها 
وهي تُغنِّي لرنَّةِ الخُلخَالِ 
أو لإبريقٍ على البابِ 
تُغنِّي وتَنظرُ 
بينَ آونةٍ وأخرَى إلى طيورِها 
طيورُها مِرآتُها .
ثَمًةّ فرحةُ تَسري في البيتِ 
وهي تَجمعُ الشَّعرَ المتساقِطَ 
كمَا تَجمعُ البيضَ في طَرحتِها
أو تَحمِلُ الكتاكيتَ في مهْدٍ مِن الجريدِ
لا تَتركُ شَعرةً على الأرضِ .
بحرصٍ بالغٍ 
تَنزِعُ الشَّعرَ المتراكِمَ في الفلايةِ 
تلفُّهُ في حجابٍ 
وتَدسُّهُ في شِقٍ 
تَخافُ مِن خطوةٍ شريرةٍ 
تَمُرٌّ فوقَه وتَجلُبُ الصَّلَعَ. 
لا تحرِقُ الحجابَ 
حتى لا تَعْلق في ضفيرتَيْهَا إلى الأبدِ 
رائحةُ الشياطِ.
يُمكِنُهَا فقط 
تَركْ الحجابِ في النيلِ 
ليَظَلَّ شَعرُها عَفيَّا وناعِمَا.
(من ديوان يصدر قريبا بعنوان : أحد عشر ظلا لحجر )

الطائر الحارق... قصة للأطفال بقلم: ياسر الششتاوي




الطائر الحارق... قصة للأطفال بقلم: ياسر الششتاوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عشه الذي يعيش فيه من أجمل أعشاش الطيور، يقع في شجرة متوسطة الطول، لاهي بالقصيرة ، فتكون عرضة للصعود الحشرات الضارة والمفترسات التي قد تدعوها القليل من الشجاعة لصعود الشجرة ، ولا هي بالعالية التي ترهقه في الصعود والنزول، وكذلك تكون عرضة للعواصف العاتية، كما تطل تلك الشجرة على قناة مائية توفر له الكثير من الغذاء الشهي من الأسماك الطازجة.
يستيقظ من النوم، ما عليه سوى أن ينظر نظرة ثاقبة في الماء حتى يهجم على أي سرب من أسراب السمك الذي لا يخلو منه ذلك المجري المائي.
لكنه عشه تقادم مع مرور الزمن، وفقد رونقه، وأصبح شكله قديماً،بل أمسى أسوأ عش في الغابة ، ويحتاج إلى الكثير من الجهد والزينة كي يرجع كما كان .
كل عام يقول: سوف أغير هذا العش ، سوف أجدده ، كي يصبح عشاً جميلاً ،ولكنه يتكاسل ، ويتكاسل، ثم ينسى ، ولا يتذكر عشه إلا عندما يرى عشاً جديداً تم بناؤه بصورة جميلة تخطف الأبصار ، وتذهل العقول !!
قرر أن يضع نفسه أمام الأمر الواقع،وأن يواجه المشكلة ، ولكن كيف يواجه المشكلة بهذا الأسلوب؟!! إن هذا الأسلوب أسلوب انتحاري!! كيف يفعل هذا ؟!! فهذا الذي فعله لا يفعله أي طائر عاقل ،بل لم يفعله أي طائر في الغابة من قبل، إنها فكرة مجنونة، فلقد أحضر عوداً من الحطب ،وأمسك به بين فمه ، وطار حتى وصل إلى منزل قريب من الغابة، ودخل من النافذة ، وكان الموقد مشتعلاً ، فأشعل عود الحطب ، وطار مسرعاً إلى عشه ، بل طار بأقصى سرعة لديه كي لا تصل النار إليه من عود الحطب ، فيضطر إلى إلقائه ، وقبل أن تصله النار من عود الحطب ، كان قد وصل إلى عشه، فقام بحرق العش كي يضطر أن يصنع عشاً آخر أجمل منه!!
هكذا كان يرى أن هذا هو علاج الكسل والتراخي، رأى عشه يحترق بيديه ، ولو كان أحد غيره هو الذي يحرقه ، لأقام الدنيا ولم يقعدها ، أو لما ترك البكاء ليلاً ونهاراً ، ولكن لأنه هو من فعل ذلك بنفسه ، فهو يصطنع لنفسه العديد من المبررات!!
أحترق العش كله، وكان في غاية السعادة؛ لأنه سوف يبني عشاً جديداً، وكانت طيور الغابة في غاية الحزن ، لأنه قد يتعلم منه غيره تلك العادة السيئة، وخاصة الطيور الشابة التي قد تقلد أي فعل مجنون، فالشباب عادة يكون أكثر اندفاعاً وطيشاً ، ولا تهمه عواقب الأمور بقدر ما يهمه ،أن ينفذ ما في رأسه، مع أن هذا الطائر لم يكن من الشباب ، فقد تجاوز مرحلة الشباب ، وإن لم يكن يبدو عليه ، فهو دائم الاهتمام بنفسه والرعاية لصحته ومنظره العام، ولكن لا يهتم إلا بذلك فقط ، حتى ليخيل لمن يراه أنه لم يتجاوز مرحلة الشباب!!
بعد أن أحترق العش، أراد أن يبدأ في بناء العش الجديد، ولكن الوقت قد قارب على دخول المساء، ولن يستطيع أن ينجز شيئاً، فقرر أن ينام لأنه قد تعب في إحراق العش ، وأن يبدأ من الغد في بناء العش الجديد، فلم يقبل أي طائر أن يبات عنده كعقاب له، فلقد كانت الغابة غاضبة من بسبب ما فعل وسموه (الطائر الحارق)، إلا طائر واحد ، كان الطائر الحارق قد أسدى له معروفاً من زمن، فلقد كان أحد أبنائه مريضاً، فدله الطائر الحارق على طبيب حاذق من أفضل الأطباء في الطيور، فعالج ابنه، وتم شفاؤه، فظل يحفظ له هذا الجميل، مما جعله لا يستمع إلى أي كلام ممن أرادوا إلا يبات عنده ذلك الطائر الحارق، لكنه وعده ألا يبات إلا ليلة واحدة فقط.
وجد عشه جميلاً ونظيفاً من أروع ما رأى سواء في الداخل أو الخارج ، كما أنه يتعهد عشه بالتجديد الدائم ، والعناية بكل جزء فيه، فحسده على هذا العش، وأحب أن يكون له عش مثله.
قال لنفسه: سوف أبني عشاً أجمل من هذا العش ،أنا أستطيع أن أفعل ذلك ، المهم أن أبدأ ، ولا أتكاسل ، أو أتأخر،سوف أبدأ مع أول إطلالة للفجر.
استيقظ متأخراً ، فقلّ حماسه، ثم قال لنفسه: ما الذي يدعوني إلى أبني عشاً جديداً وأتعب نفسي، والعش موجود، العش تحت أقدامي،وبدلاً من أبني العش في أسابيع أو شهور، سوف يصبح ملكي أجمل الأعشاش في دقائق، ما عليّ سوى أن أطرد صاحبه منه، فهذه هي أخلاق الغابة ، وكل من في الغابة يفعل ذلك ، لماذا أكون أنا الشريف الوحيد في هذه الغابة؟!!
احتل العش، وأعلن ذلك صراحة في وجه الطائر الذي استضافه، فحاول طرده بما لديه من إمكانيات، فلم يستطع، فراح يبحث عن وسيلة ، هي الحل الأخير بالنسبة له.
استنكرت كل طيور الغابة ما حدث من جانب الطائر الحارق، راح البعض يساعد في طرده، فاستنجد الطائر الحارق بأقاربه من غابة أخرى، فبهروا بجمال أعشاش الطيور في تلك الغابة ، وأردوا أن يفعلوا مثلما فعل الطائر الحارق ، ويحتلوا ما يستطيعون من أعشاش، فقامت معركة لم تشهدة الغابة من قبل،لكنهم هزموا شر هزيمة ، ففروا هاربين، تاركين الطائر الحارق يعاني من جروح بالغة في جناحيه وسائر جسده،والموت أصبح أقرب شيء له.
قام شيخ طيور الغابة، وخطب فيهم قائلاً : إن هذا جزاء من يتخلى عن عشه ، ولو كان سيئاً، وما حدث لأقاربة من عار وهزيمة سوف يظل يرددها التاريخ هو جزاء من يساند الخطأ ،وهو يعلم أنه خطأ.

طقوس الأدباء في رمضان ... شهدان ... يتغير موعد فنجان القهوة






يرتبط شهر رمضان ارتباطا قويا وروحيا بأهل الفكر والأدب . فرمضان شهر الليالي الثقافية والفنية التي تعطي مذاقل خاصا له عن مختلف الشهور وللأدباء حكايات وطقوس خاصة حاولنا الاقتراب منها والتعرف عليها 
الشاعرة شهدان الغرباوي 
تماما كغير رمضان يتغير فقط موعد فنجان القهوة الى ما بعد الافطار ولا كتابة فى
وقت الصيام لشدة الوهن اثناء الصيام لا افكر كثيرا ولا اقرا ايضا الابعد الافطار اقضى معظم وقت الصيام فى المطبخ
الشاعر محمد حميدة
ابدأ يومي بشكل عادي بالنسبة للعمل دون أي تغيير، وأحرص جاهدا على صلاةالتراويح، كما أحرص على متابعة الفاعليات الثقافية بشارع المعز لدين الله الفاطمي، غالبا ما تستهواني الكتابة بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس، واشعر ان الكتابة في هذا التوقيت وهذا الشهر تحديدا مختلفا عن باق الأيام
 وربما أن الروحانية في هذا الشعر تنعكس على الكتابة

الأديبة منال الصناديقي 

رمضان الكريم هذا الشهر الرائع الذي أكرمني الله بأن ولدت في أحد أيام العشر الأواخر منه – كما تقول أمي – ربما هذا الإرتباط الروحاني به هو الذي جعلني أتنسم عبيراً خاصاً في أيامه فترتفع معنوياتي إلى عنان السماء.
 أقسم وقتي فيه بين ذهابي إلى عملي وعودتي لقضاء حوائج أسرتي ويتخلل ذلك آداء الفروض وتلاوة بعض آيات القرآن الكريم، وعقب الأفطار الذي تتجمع فيه أسرتي الصغيرة وأحياناً يكون على مائدة أسرتي الكبيرة، وما بين دفء اللقمة ومسامرة الأبناء والأهل وقضاء الفروض وقراءة القرآن الكريم ومشاهدة مسلسل أو اثنين من المسلسلات المنتقاه بعناية والتي تتميز بقيمة فنية عالية وتسمو بالروح والفكر يأتي الإبداع مثل قمر يطل في ليالي لها خصوصية اللحظة وعبير الذكرى.
أقول في إحدى قصائدي التي كتبت في هذا الشهر الكريم عن ليلة القدر في ديواني الأول (براح) الصادر عام 2005:
الجبين نور بيسجد على بُساط العمر فرحان
والملايكه بسمتها فضه وريحان
وليلة القدر زرعانى شوق ورهبه
وكلام ساكت.. لكن مليان
"لا أنا عايزه الربيع ينقاد
ولا رايده السُكات ينطق
لكن أملى أكون نُطفه
ف نقطة بحر جفن
دموعه تسبيحه
.. وبـــتـــحـــبـــك".
إن رمضان يجعلني دوماً عاشقة لمن خلق العباد، يشعرني أني في حضرة صوفية تسبح بحمده جل وعلا وتدندن قصائد في محبته ؛ ولا أبالغ إذا ما قلت أنه يرقى 
بروحي ويصالحني على نفسي لأحلق عصفوراً في ملكوت الله يبغي القصيدة 

الأديب خلف كمال 

كل عام وأنتم إلي الله أقرب ،يأتي رمضان بنفحاته وخيراته ورحماته فرصة تتكرر مرة كل عام ولذلك فلها طقوس خاصة بدءا من صلاة الصبح ثم الأذكار وتلاوة جزء من القرآن يتبعه الخروج لممارسة رياضة المشي ثم العودة للمنزل استعدادا للعمل بعد العودة فترة القيلولة استرخاء لمدة ساعتين ثم مشاركة الأسرة في إعداد الفطور أو شراء احتياجاتها،الفطور مع مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية يعقبها صلاة العشاء ثم تتناوب أيام الأسبوع بين سهرات ثقافية ندوات شعرية زيارة أقارب ،خروج للتنزه ثم العودة وقراءة ماتيسر من مجلات وجرائد...كل سنة وحضراتكم بكل خير


المدونة تهنئ أهل مصر والعالم العربي والإسلامي بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم



تتقدم مدونة صبري رضوان " صوت المبدعين والمثففين " بالتهاني لكل مبدعي مصر والعالم العربي والإسلامي بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم داعين الله أن يجعله خيرا وبركة علي بر مصر وأهلها وأن يعيده بالخير واليمن والبركات 

بسم انكشاف السر. عبد الله صبري


بسم انكشاف السر/ تعريف الصدى 
بسم ارتشاف المر/ تأويل المدى
بسم الضلال الحر/ تعذيب الهدى 
بسم الندى المتغطي بشروق المجاز
بسم اجتياز العتمة بالنزف النبيل
بسم العطش والغربة علشانك يا نيل
بسم الهديل النونو في الليل/ الصقور
بسم الغياب /الضي/ تأنيب الحضور
بسم العيال الواقفة /أعداء المرور
نبدأ بضل المعنى / نتحدى اليقين
نكسر ثبات الرؤية/ كدب الصادقين
نرسم ملامح عصر منزوع الفروض
نفرد كتاب الشمس /تهذيب الغموض
نخلق مساحة للقصيدة المتعبة
نمسح ذنوب الأتربة
نشوي الغروب/الغبن/نغتال الغبا
بسم الضمير /البوح في عيشة مهببة
أول قبس في الرحلة طيف الأمكنة
أجمل ما فيك يا صاحبي انك مش أنا
باب الخروج م الأزمة رفض العنعنة
والسير بدون لؤم الخرايط والكلام
تعظيم سلام.... للرقص / عراب الألم
تعظيم سلام للنقص/ تلميذ الكمال
تعظيم سلام للقبح/ تبيان الجمال
بسم التناقض والتمايز والأفول
بسم الكوميديا اللي ف حَمار عينك يا غول 
بسمك يا فول يا شق ريق المسألة
يا أروع الإجابات/ يا طرح الأسئلة
بسم النزيف اللي ف دماغي بس هاخفيه عنكم
باسمي وباسم المصدومين بالصمت في عيون البلد
ما تصدقوش ان القصيدة تكّفي أوجاع الولد
أو إن فيه شاعر هيعرف
يوصف الغلب المبين

علبة معدنية خصصتها للبنّ. الشاعر أمجد ريان



علبة معدنية خصصتها للبنّ

..
هذه النافذة فى البيت المقابل ، دائماً مغلقة 
أظل أتأملها ، وأنا أشرب القهوة من الفنجال العميق الغليظ 
حافة الفنجال دافئة ، والأبنية متراصة فوق الأبواب 
بامتداد الأعماق الشرقية ، ونحن نمشى فى الشوارع بلا تفكير 
وكل بضعة خطوات تكون نهاية جائعة . 
.
الفوهة التى عند الأفق شبه معتمة 
وفى البيت المقابل ، النافذة المغلقة على الدوام 
وأنا أتخيل خلفها امرأة بارعة الجمال يعزلونها 
حتى لا تأكلها العيون الجائعة ، 
وأحياناً ، أتخيل خلف النافذة رجالاً غامضين 
مشغولين فى مهام كبيرة .
.
لابد أن أنزل فوراً ، لأن التاكسى ينتظرنى تحت البيت ، 
وعند الميدان المكتظ ، سأغادر التاكسى ، 
وأمشى فى قلب الزحام 
والناس يدفعوننى ، من الجانب ومن الخلف 
ولا أحد يعرف إلى أين يتجه ؟ وماذا يريد ؟ 
.
وجهى شاحب ، والمحطة تسد الشارع بالعرض 
وأنا خطواتى ثقيلة ثقيلة .
. 
النافذة الغامضة لاتنفتح أبداً .. 
وأنا أظل أتوهم احتمالات كثيرة ، 
أدخل المطبخ وأشعل البوتجاز 
بعد أن أضع الكنكة على العين المشتعلة 
ثم أفتح علبة البنّ ، وأقربها من أنفى 
وأظل طويلاً : أشم هذه الرائحة الساحرة 
للبن الطازج .

علبة البُن الغامق . شهدان الغرباوي


علبة البُن الغامق 
المحروق
الذى أمعن الرجالُ فى إحراقِه حتى ظن أنه قد أوتى كتابه بشماله بما،ربما ،قد قدمت يداه
علبة البن التى ملأها الرجال عن آخرها ونزعوا منها الهواء حتى آخر ذرة 
بدعوى أن الهواء سيفسدها 
و سيسئ الى سمعتها....التجارية
علبة البن الغامق 
المحروق 
المضغوط
تنوء بما حواه قلبُها من مرارة 
وتكاد تختنق جراء حرمانها مُقدّراتِها من ذرات الأكسيجين، المشروعة بالطبع، التى اكتسبتها بالفطرة وتم السطو عليها- منذ الأزل- باسم إكرامها وصيانة سمعتها ...... 
علبة البن توشك أن ترفع غطاء رأسها وتنكشف للهواء لتأخذ نًفَسها كحق طبيعى لصيق.
ولكى تصرخ فى وجه الجميع
ربما تلمحها الملعقة الصغيرة التى تقف الى جوارها على المنضدة الرخامية 
وتتجاهل آلامها
ربما تخفف عنها مقدار فنجان واحد من المرارة والوجع.
علبة البن المنسحقة ،الغبية، غير الواعية
لم ترفع عن رأسها الغطاء من خجل.
*****
شهدان الغرباوى
********
يونيو 2015

الثلاثاء، يونيو 16، 2015

الأحلام الطيبة لا تبقى طويلا.. أسامة بدر


يبدو أنني سأتخلى عن حلمي القديم
أن أصبح غيمةً عصيةً على الريحِ 
لا ترسل المطر إلى الشوارع المزدحمة 
ولا فوق البيوت التي بها خزانات مياه
لن تغسل السيارات التي عَفَّرَتْها نزهات الصيف على الشاطئ
غيمةٌ ترسل المطر إلى الأطفال في مخيماتٍ بعيدةٍ
وتمنحهم اللعب بالطين والماء
غيمةٌ تعطى الصحارى رشفة تبلل بها شفة العطشى
كنت أحلم أن أكون غيمة طيبة واللهِ
لكن الريح قاسية
طوَّحتني فوق بحرٍ 
وجعلتني أنزف الماء كله 
حتى صار البحر موجة كبيرة تضرب الرمال
وأنا أرتعش من البرد

الغريب المبعد ..عبد الغني علي المخلافي




الغريب المبعد ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.أيها المساء الصديق
ضمني إلى صدرك قلباً حنوناً
هدهدني بين يديك يتيما فاقداَ أبويه
خذني إليك نجماً مسافراً
وسحابة ممطرة بالحزن
امنحني حرية النظر من الأعلى
والسفر دون حدود أو نقاط ..
عبر مجاهيلك وحجبك ..
أنا الغريب المبعد لا وطن لي ولا حضن
ولا عيون ترقبني وتخاف علي البرد والتسكع ..
في ليالي شتائك الحزينة ..انهكني الغياب والتشرد
على أرصفة المقاهي مع الأصدقاء الغرباء
واصطياد الكلمات ومطاردة الأحرف
وانتظار القصيدة و الشوق الى الحبيبة
والأولاد الذين تركتهم خلفي
وماذا سأكتب اليوم و في الغد وبعد غد .
 أنا حزين جداً ووجعي أبدي ..
الوطن الذي أشتاقه
مذبوح من رأسه حتى قدميه
تنهش في لحمه ذئاب الساسة
ومشايخ القبائل والمتنفذين
واللصوص من سرقوا منا الحياة
ووهبونا المنافي وطن ..
أنا متعب ومجهد
في نهاري أجتر الذكريات الحميمة
وفي ليلي ابكي أيامي المهدورة بعيداَ ..
أتلمس الدفء المفقود و الجراح  النازفة
أرفع رأسي إلى السماء بالدعاء والتظلم ..
ماذا تبقى لي من العمر لأعيشه
في الأحلام و الأمنيات
وتهجي قصائد( لوركا) و(بودلير )
و(الماغوط )|و (عدنان الصائغ) القريبة الى قلبي ..
وقراءة رواية (زوربا ) أكثر من مرة ..
و اشتهاء صدر أي امرأة عابرة مكتنز بالشهوة
ولا استغفر الله كثيراً من هذه النزوات ..
2013عام

ضُم الشوارع فيها و البيت الحلال. أحمد الخدرجي


ضُم الشوارع فيها و البيت الحلال
ضُم الأغاني البِكر ف عيونها الجُمال
و ادخل ف خصلات شعرها
نسمة هوا و ما تقولش ليه
من غير عشان
من غير ياريت
احضنها تاني و ألف لو حبيت
البنت بيت
ضفايرها حبل غسيل
على قلبها البلكون
إحضُنها مزيكا \ و اتمادوا ف الرقصه
وشوشها و ارعشها
كما قوس على كمنجه
و ف حين ما تطرحلك تُفاحها و المانجه
من غير تردد كُل
البنت مش ( جزء ) ف حكايه \ البنت ( كُل )
كل الحاجات
كل القصايد و الغُنا و المفردات
كل الموسيقى و بهجة الصولوهات
كل البنات هيَّ \ ضم البنات فيها
و احضنها و اطلع بيها للسماوات

الاثنين، يونيو 15، 2015

لستُ مريضًا .. عبد العزيز السماحي


الكونُ مـا زال يَرفــلُ فـي ثـوب السكـون والكسـل، وهـو يعدُو مسرعًا بجوار الساحل، تغرِزُ أقدامهُ الملهوفة في باطن الرمل تاركةً خلفها آثارًا غائرة، وبرغم لطافة الطقس في ذاك الصباح كان يتصببُّ عرقًا فيتقاطر من جبهته متناثرًا فوق الرمال .. بعد دقائق كان واقفًا في ساحة الوحدة الصحية يلهثُ ويلتقط الأنفاس بمشقِّة كبيرة، يتلهَّفُ للحديثِ كأنَّه قادمٌ يبحث عن حلم مدفون في جوف الزمن، فوجئ الطبيب بمن يقترب وراح يدقِّق النظر من خلف نظَّارته، يرنو بين ضلفتي النافــذة المواربة فاكتشفَ أنه هو، اندهشَ قليلًا ثم أقبلَ عليه يسأله عن سبب مجيئه في هذه الساعة وهل يشكو من مرض أو وجع مفاجئ، أمهله لحظات كي يستطيع التنفس بهدوء ثم أجلسَهُ فوق سرير الكشف فابتسم وبدأ يهدأ تدريجيًّا ويتنفس بشكل طبيعى :
ــ لستُ مريضًا ... ابتسم الطبيب وسأله سرَّ اضطرابه فأجاب :
ــ جئتُ إليك لأطلب شيئًا ضروريًّا يلزمني .
ــ اطلب ما شئت، لن أتأخر أبدًا .
ــ أرغب في بعض الأوراق البيضاء ... 
انفجر الطبيب في الضحك الممزوج بالدهشة :
ــ تركتَ المقهى وقطعتَ تلك المسافة إلى هنا ركضًا من أجل أن تطلب فــي النهايـة بعض الأوراق البيضاء !! فلمـاذا لـم ترســل أحد صبيـانك ولمـاذا لـم تخبـرنى بالأمـس حين كنت أشرب عندك القهوة ؟ 
ــ المقهى مزدحم جدًّا بالزبائن والصبيُّ الصغير أكثر منِّى قُدرة على الحركة وتلبية طلبات الزبائن ...
ــ هل عــاد إليــك الحنيــن القديــم لأيام المدرســة وتريد استعادة ذاكرة الكتابة والقراءة من جديد ؟
ــ ليس الأمــر هكذا تمامًــا ولكنني سوف أخبرك في الأيام القادمة عما أنوي فعله . 
ــ صراحة ليس لديَّ هنا أوراق بيضاء كالتي بالمنزل، ليس سوى دفتر"الروشتّات"الأبيض، فأمسَــكَ بــه وأخَذَ يُقلِّبهُ بيــن كفَّيه وهو يَمطُّ شفتيه للأمام ثم دسَّه في جيبه : 
ــ سوف أحاول الاستفادة به، ولكن لــي عِندكَ طلبًا أرجــو ألا ترُدَّني فيه خائبًا .
ــ لو في استطاعتي لفعلتُ بالطبع .
ــ عندما تذهب في زيارة للقاهرة لا تنسَ أن تشتري لي أوراقًا بيضاء بكميات كبيرة .
ــ وماذا ستصنع بكل هذا الورق الكثير .
ــ ستعرف في حينه واترك الأمر للمفاجأة. 
ابتسم الطبيب ولم يُعقِّب .

الأحد، يونيو 14، 2015

عاجل :- المدونة تنشر أسماء الفائزين فى مسابقة صلاح هلال الأدبية فى القصة القصيرة


الفائزون فى مسابقة صلاح هلال الأدبية فى القصة القصيرة على مستوى الوطن العربى والعالم
لدوزة14لعام20151
اجتمعت لجنة التحكيم أمس السبت الموافق 13/6/2105
المكونة من :
ا.د/ يسرى العزب (رئيسا)
أ/ أبو العينين شرف الدين
د/ موسى نجيب موسى
وصاحب وراعى المسابقة صلاح هلال
وقد أقررت أمانة المسابقةتكريم من الرواد المعاصرين فى الأدب والشعر هذا العام الدورة 14/لعام2105
هيئة المسابقة شرفت بتكريمهم وهم 
الاديب الكبير /ابراهيم عطية 
الأديب الكبير / سعيد نجم 
الشاعر الكبير /خميس عطية 
وأصدرت نتيجة المسابقة بعد مراجعة النتائج ودرجات التحكيم على النحو الاّتى :
الفائز الأول :
الأديب/رمضان أحمد عبدالله عن قصة (الميلاد) دولة مصر
الفائز الثانى :
الأديب / أحمد بلقمرى عن قصة (الزقادى ) دولة الجزائر 
الفاثز الثانى م:
الأديب / أحمد محمد عبدالله عن قصة (انعتاق روح ) من دو لة (لبيبا)
الفائزالثالث
الاديب عصام سعد عن قصة بيضة دجاحة عذراء من دولة مصر 
الفائز الثالث م :
الأديبة/ عفت أحمد الشيخ عن قصة (حريق) من دولة مصر
الفائز الرابع :
الأديبة / د/سناء شعلان عن قصة (منامات السهام ) من دولة الأردن 
الفائز الرابع م :
الأديب/ محمد فهمى عن قصة(شخص اْخر )من دولة مصر 
الفائز الخامس :
الأديبة/ مى حجاج عن قصة (الشجرة الموصودة ) من دولة السودان 
الفائز الخامس م ::
الأديبة / هبة محمد سليم عن قصة (عزراء فى غروب الشمس ) من دولة مصر :
الجواثز كالاْتى :
الأول جائزة مالية /درع المسابقة بالشعار /ميدالية المسابقة بالشعار زشهادة تقدير بالشعار
من الثانى والثالث جائزة مالية وشهادة تقدير بالشعار وميدالية المسابقة
والجوائز الأخرى ميدالية المسابقة وشهادة تقدير بالشعار
وقامت هيئة المسابقة هذا العام بتشجيع المواهب (فأنشأت مسابقة بعنوان (براعم القصة)تجت 18عاما
وقد أعتمد اللجنة درجات براعم القصة
الفائز الأول :
الأديبةالواعدة /تقى هنداوى عن قصة (أفواه بلا أسنان)من دوله مصر 
الفائز الثانى :
الأديبالواعد / محمد صلاح عن قصة (كابوس )من دولة مصر
الفائز الثالث :
الأديبةالواعدة /تسنيم القيق عن قصة(عازف الكمان ) من دولة فلسطين 
الفائز الرابع :
الأديبه الواعدة / هدى بوكحيلة عن قصة (العاق )من دولة المغرب 
وهذاسوف يتم طباعة القصص الفائزة ونشرهاكالمعتاد منذ أن بدأت المسابقة2001 وحتى الاّن فى مجلة( مبدعون )والتى ستوزع خلال حفل توزيع الجوائز
هام جدا ومن شروط المسابقة
علما بأن الجائزة تحجب عن الفائزين من وطننا الحبيب مصر ما لم يحضر بنفسه حفل توزيع الجوائز
وأما بالنسبة للدول العربية سوف تصل جوائزهم على عنوانهم البريدية
أوعن طريق الماحق الثقافى لسفاراتهم بالقاهرة
الف مبروووك للفائزين ......وخالص تحياتى ومودتى لمن لم يحافه التوفيق فى هذه الدورة بالسداد فى الدورات القادمة من المسابقة
وسوف نعلن على موعد حفل توزيع الجوائز عن قريب
هيئة المسابقة ت/01227393794
ومنسق المسابقة 
الاستاذ / شريف أسكندر 

يا عزيزي الكون. صبري رضوان



يا عزيزي الكون
كم أنت غبي
وأرعن
كفأر  يتوجس من  قطة لم تره
ولم تشتم مخاوفه
يا عزيزي
كيف تمنح الأشواك التي نبتت في أجسادنا عنوة كل هذه الحفاوة
الحفاوة التي تجعلها مغرورة
النحو . في كل الأحوال . وجبة شهية لطباخ ماهر مكث يتدرب علي طهي المفعول به . وتشغيل الخلاط علي فاكهة حروف الجر والنصب
في كأس المفردات

قال النحاة :- لم ننتبه إلي لصوص القصائد والقصة القصيرة الذين ذهبوا إلي مدققي اللغة كي يرمموا ألحانهم النشاز
ثم - فجأة - حصدوا ثمار المزارع ونحن نعاني الانتظار . إشارة المرور حمراء لفترة طويلة ولا نستطيع خرق القوانين .
همُ ِكالقبائل التي أهملها التاريخ . ثم سطعت صفحات الفيس بوك بباقات الورود . الورود التي تهنئهم بانتصارات وهمية كدمية لم تشأ أن تعرف عاشقها الوحيد
يا عزيري الكون ..
كم أنت طيب
لا تهيئ قاراتك لسكانها الأصليين . ولا تهيئ بحارك لأسماك حقيقية . تمارس فن صيد الحكايات دون افتعال واضح . ودون استعمال أوارق القص واللزق الملونة
هل تغريك هاته الألوان
يا عزيزي الكون
إنها صناعية تباع في مكتبات وسط البلد

بسعر زهيد

جسد صامت. جمال فتحي



جسد صامت
تعبت من انتظار الحلم الذي تـأخر.بدأت تتسلق السلم بصعوبة بالغة ، قطرات عرقها تنزل وتسقط في جب عميق ، تمزق الستار الأسود الشفاف بأناملها الرقيقة..تجلس على حافة النافذة حتى يجف جسدها غير مرئي 
ولما انهمرت الدموع انطلقت محلقة في الفضاء الواسع ومن هناك رأت ؛
الظلام يخيم على الحياة ،فعرفت الإجابة أخيرا عن السؤال الذي دائما تسأله لصاحب الجسد ..
لماذا أنت ثابت لا تتحرك؟؟
قفزت من فتحة العينين وقفت على صخور مضرجة بالدماء..ونظرت الى جبل عليه علم صامت لا يرفرف..اعتزمت صعوده بلا أذرع ولا أقدام . 
تنهار الأحجار عليها، فتقفز كالبهلوان وحين وصلت وجدت الحياة ميتة على قمة الجبل وجماجم ملاقاة بكثرة ..وزهورا ذابلة لم يحملها ريح الخريف.وحول العلم دائرة من نار ولافتة مكتوب عليها ممنوع الاقتراب ، رأت طيورا جائعة تطير بأجنحة منكسرة تخاف أن تهبط في وادي الألم .. تحاول أن تطير معها ربما تنقلها الى مكان آخر، فتقع أمام الجسد الصامت ..تصعده وتنزلق إلى حيث مكانها ..تغلق قوقعتها وتنام .في انتظار من سيسحبها بهدوء إلى السماء
وتعود حتى تبوح في المحكمة التي أعدت لصاحب الجسد الحزين .
كان يصارع الأحزان والوحدة وتتَلتلتْ عليه المحن
خرجتُ معه وكان لحما طريا فى عز الشتاء القارس .كنتُ أسمع نواحه
وصرخاته الضعيفة التي لم تصل إلى قلوب البشر
وما كنت اسمع غير اللعن والسباب لمن وضع نطفته فى رحم أنثى لا تعرف معنى كلمة أمومة ..ابن حرام ..لقيط 
جاء إبليس بوجهه الشامت يتحدث معي قائلا:
كيف سوف يكون حال هذا الطفل اللقيط ابن الزنا عندما يكبر؟؟
سوف يكون من أتباعي وسأفعل ما أأمره به .أخذ يطلق ضحكات مجلجلة 
وانصرف يبث الخوف والدمار فى قلوب النفوس المريضة 
كم تمنيت فى تلك اللحظة أن يأتي أمر من السماء حتى أخرج من هذا الجسد 
إبليس لم يكذب .فمنذ الوهلة الأولى فقد هذا الجسد الحنان والعطف 
ماذا سوف ينتظرك أيها المسكين .؟سوف تأكل من صناديق القمامة .وتشرب من مياه آسنة .لن تعرف لون السعادة ولا طعم الراحة وسيكون لك أهل وأصدقاء على شاكلتك ، أنا لا أعلم الغيب ولكن تلك سوف تكون حياتك
التحمت الروح بالجسد ..أحاطه عتيب ورقيب عن يسار وعن يمين وبأيديهما أوراقا بيضاء .. وعلى رأسه استوي شُوْيطِنٌ صغير.