الأربعاء، يونيو 17، 2015

علبة البُن الغامق . شهدان الغرباوي


علبة البُن الغامق 
المحروق
الذى أمعن الرجالُ فى إحراقِه حتى ظن أنه قد أوتى كتابه بشماله بما،ربما ،قد قدمت يداه
علبة البن التى ملأها الرجال عن آخرها ونزعوا منها الهواء حتى آخر ذرة 
بدعوى أن الهواء سيفسدها 
و سيسئ الى سمعتها....التجارية
علبة البن الغامق 
المحروق 
المضغوط
تنوء بما حواه قلبُها من مرارة 
وتكاد تختنق جراء حرمانها مُقدّراتِها من ذرات الأكسيجين، المشروعة بالطبع، التى اكتسبتها بالفطرة وتم السطو عليها- منذ الأزل- باسم إكرامها وصيانة سمعتها ...... 
علبة البن توشك أن ترفع غطاء رأسها وتنكشف للهواء لتأخذ نًفَسها كحق طبيعى لصيق.
ولكى تصرخ فى وجه الجميع
ربما تلمحها الملعقة الصغيرة التى تقف الى جوارها على المنضدة الرخامية 
وتتجاهل آلامها
ربما تخفف عنها مقدار فنجان واحد من المرارة والوجع.
علبة البن المنسحقة ،الغبية، غير الواعية
لم ترفع عن رأسها الغطاء من خجل.
*****
شهدان الغرباوى
********
يونيو 2015

ليست هناك تعليقات: