السبت، أكتوبر 18، 2014

إفتتاح معرض الفنان "محمد الطحان "3 نوفمبر المقبل





فى أطار اهتمام قصر الابداع الفنى بتوفير سبل عرض الفنون التشكيلية والاهتمام بالفنانين الذين يعبرون عن روح شعبية وهوية مصرية يتم أفتتاح معرض الفنان "محمد الطحان وذلك يوم 3 نوفمبر 2014

كلمة الفنان :محمد الطحان فى كتالوج المعرض 

النشأة والرحلة والعمل والثقافة الجماهيرية هم من أثروا إبداعي الفني
كان مولدى فى حى الجمالية أحد أحياء القاهرة المحروسة ومناطقها القديمة العريقة الكائنة بين الأزهر والحسين والغورية التى ينعم فيها أهالى الحى الطيبين البسطاء بأنوار بيوت الله وأصوات الأذان والدعاء والابتهال فى جوامع الأزهر والحسين ، ويستنشقون عطور العطارين ، وقد استلهمت من نشأتي في هذه المنطقة المباركة الرحبة ، ومن عبوري الأبواب التاريخية أثناء جولاتي بأحياء القاهرة المحروسة مثل بوابة المتولى (باب زويلة) وباب النصر وباب الفتوح استلهمت من هذه المناطق المجاورة لمسقط رأسى حي الجمالية واكتسبت ثقافتى الدينية ورؤيتي الفنية فى مجالات الرسم والحفر والتصوير والخزف والنحت وقد تشكلت أعمالي الفنية بشكل الحياة الشعبية فى حى الجمالية واتخذت ألوانها الباردة والساخنة من ألوان هذه الحياة الخصبة بتراثها الشعبى البسيطة فى لغة المعاملات اليومية المزدحمة بحركتها الدؤوبة من أجل الحصول على الرزق الحلال ولقمة العيش .
كما تأثرت فى أعمالى الفنية بالجوامع التى تتعانق فيها القباب مع الماَذن والأهلة لتبعث فى النفوس أنوار التقوى والإيمان ، إلى جانب تأثرى بالبيوت المتعانقة المتجاورة فى شوارع وحارات الجمالية لتبعث دفء المودة بين الجيران والأصدقاء فتجد فى لوحاتى المساجد والقباب والماَذن والأهلة والبيوت الشعبية رموزاً تعبيرية إلى جانب تصوير الحياة الشعبية فى الأسواق ، فتجد باعة الفول والخضار والحلوى والبطاطا والعرقسوس ، كما تجد أرباب الحرف اليدوية وعمال البناء ، وهى مجموعة لوحات تجسد لحركة "عمال البناء" الذين اخترتهم موضوعاً لمشروع تخرجى من المعهد العالى للفنون الجميلة (معهد ليوناردو دافنشى) ، وهو المشروع الذى عبرت فيه عن فئة مجاهدة فى المجتمع تكد وتكدح تحت لهيب الشمس فى الصيف ، وتحت وطأة البرد فى الشتاء من أجل الرزق الحلال ولقمة العيش .
لقد تشكل وجدانى بالحياة فى الحى الشعبى ، وبكفاح البسطاء وأعمالهم وفنونهم وأحلامهم وهمومهم.
ثم انغمست فى التراث الشعبى وتناولت فى أعمالى الفنية الرقصات والألعاب الشعبية مثل رقصة الحصان والتحطيب والنقرزان والسيجة والمراجيح والسيرك وصندوق الدنيا وبطلته الحسناء "السفيرة عزيزة" إلى جانب مشاهد من الاحتفالات الشعبية فى موالد أولياء الله الصالحين والمولد النبوى الشريف فتجد فى لوحاتى حلقات الذكر والتنورة ،وعروسة المولد والاحتفال برمضان الذى يصاحبه الفانوس الصفيح أبو شمعة ، إلى جانب الفنون الشعبية المصاحبة للاحتفالات فى المواسم والأعياد الدينية مثل أعلام الزينة والزخارف وتصاوير وعبارات التهنئة بالحج والفرحة بالعودة إلى جانب الاحتفالات المصاحبة للعادات والتقاليد الشعبية فى المناسبات العائلية والتى تظهر رموزها الشعبية فى أعمالى الفنية مثل قلة وأبريق السبوع فى الاحتفال بالمولود .
كما تشكلت فى أعمالى الفنية فى مجالات الرسم والتصوير والخزف والنحت والحفر أشكال مجردة هى رموز تعبيرية ترمز إلى مصر والحى الشعبى والسلام والأمومة والطفولة والصداقة والأحداث الجارية بمصر والوطن العربى والعالم .
لقد تأثرت برحلاتى الفنية إلى جنوب الوادى القبلى الأقصر وأسوان وقنا والوادى الجديد وجنوب سيناء فنقلت إلى لوحاتى الرسوم والزخارف التى تزين جدران البيوت وأسوارها فى هذه المناطق خاصةً فى جنوب الوادى ، وهى رسوم وزخارف تعبيريه مثل الهلال والآية القراَنية والكف إلى جانب مشاهد للفنون الشعبية مثل العزف على المزمار والدق على الدفوف والرقص النوبى .
كما تأثرت برحلاتى إلى أفريقيا (كينيا)، وإلى أوروبا (إيطاليا) وتأثرت بأماكن العمل بقاعات العرض مثل قاعة الفنون الجميلة فى باب اللوق ومجمع الفنون بالزمالك وقاعة النيل (قصر الفنون) بقطاع الفنون التشكيلية إلى جانب عملي التشكيلي بمرسمي وبيتي الفنى وواحتى فى وكالة الغورى .
كما عملت مديراً عاماً للمراسم وبيوت الإبداع بوكالة الغوري ، وإدارة البيناليات بقطاع الفنون التشكيلية وكنت بطبيعة الحال قريباً من المتاحف الكبرى مثل متحف محمد محمود خليل وحرمه ومتحف النحات محمود مختار ، ومتحف الحضارة ومتحف الجزيرة ، ومتحف الفن الحديث ، إلى جانب زياراتي للمتحف المصرى والمتحف القبطى ومتحف الفن الإسلامى، وقد اتطلعت على الأعمال الفنية التراثية ، كما اتطلعت على اتجاهات الفن الحديث واستخدمتها فى تطوير رؤيتي الفنية مع الحفاظ على جوهر التراث في المكان الأثري والبيئة الشعبية .
قمت برحلات فنية إلى محافظات مصر عن طريق الثقافة الجماهيرية ومن هذه المحافظات الإسكندرية وطنطا وبنها والمنيا وقنا وسوهاج وأسيوط والأقصر وأسوان والوادي الجديد وجنوب سيناء وكنت أول فنان مصرى يعرض فنه في هذه المنطقة التاريخية الغالية بعد تحرير الأرض وقد بهرتني الطبيعة في دهب ونويبع وشرم الشيخ ، وقد كان لرحلات الثقافة الجماهيرية فى مجملها دوراً بارزاً في إثراء إبداعى الفني من خلال إثراء رؤيتي الفنية ، وهذا هو الدور المعهود للثقافة الجماهيرية في مجال نشر الثقافة والفنون المرتبطة بالتراث في كل مكان على أرض مصر .
نأمل فى المزيد من الرحلات والأنشطة الفنية عن طريق الثقافة الجماهيرية ليعرف أبناؤنا فنون بلادهم وتراثها العريق ويستلهموا من ثقافتنا الشعبية فنونهم وثقافتهم حتى يواصلوا مسيرة العطاء للوطن

ليست هناك تعليقات: