الأربعاء، يناير 01، 2014

قصة " لاعزاء للبحر " للقاص / أحمد مصطفي الغر الفائز بالمركز الثالث في فرع القصة " المستوي الثاني "



قصة " لا عزاء للبحر"
                                  للقاص  / أحمد مصطفي الغر                 الغربية 

لا أحد فى بلدتنا لا يعرف البحر ، وربما لا يعرف البحر بشراً سوانا ، تتراص منازل بلدتنا كشواهد متلاصقة بغير نظام فى مقبرة جماعية أُنشٍئت على عجل بمحازاة شاطئه ، منازل قد سقط عن حوائطها طبقة البياض فظهر طوبها الآخذ فى التحلل والتآكل ، تلاصق المنازل يجعلها تتساند حتى لا يسقط أحدها غفوة، و نتج شكلاً مشوهاً يزيد من عشوائية المكان ، بينما ترقد القوارب الصغيرة أمام المنازل لتستريح بعض الوقت قبل رحلتها التالية فى صباح الغد .

وقت غروب الشمس على الشاطئ ، تقف النساء لإستقبال أزواجهن الصيادين القادمين بالرزق ، ينظرن إلى البحر بتوجس يخامره القلق ، تتنفس كل واحدة منهن الصعداء عند مشاهدة الزوج أو الابن عائداً ، ترنو إليه بعينيها مستأنسة ومطمئنة ، تسعد بالصيد ولو كان قليلاً ، لكن يسعدها أكثر العودة السالمة للصياد ، فبحر بلدتنا غدّار ، كم سرق من راكبيه من قبل !

كانت ترعبنا قصص الأجداد عن البحر الغدّار الخاطف للأرواح ، فعند عتباته يتربص الموت ، وتسحرنا قصصهم عن الأبطال الذين نجوا من أهواله ، وفى مخيلاتنا الطفولية ننسج قصص أخرى مشابهه .. لكن نحن أبطالها ، سرعان ما يقطعها إنطفاء النار إعلاناً بذهاب القوم إلى النوم !

كنا اطفالاً ، وليس لنا مرتع للهو سوى البحر ، كنا نلعب على شاطئه فى الصباح وحتى غروب الشمس حين تعود القوارب بالرزق ، وكانت الليلة هى موعد عرس إبنة الريس"حمدان" شيخ الصيادين ، وبمجرد العودة .. أسرع الجميع إلى منازلهم كى يستعدوا لسهرة حافلة بالغناء والرقص تبدأ عندما تغرق الشمس الحمراء تماماً فى البحر وتكتسى بلدتنا بستائر الظلمة.

لكننا لم نكن قد إنتهينا من لهونا الذى لا ينقطع على الشاطئ ، إقترح أحدنا أن نلعب "الاستغماية" ، وستوفر المنازل المرصوصة عشوائياً على الشاطئ أماكن ملائمة للاختباء ، لكن "منصور" ــ وهو أكبرنا ــ أصرّ على أن ننزل البحر لنقيم سباقاً فى السباحة ، كان "منصور" يجيد السباحة ويتباهى بذلك كثيراً ، فقد علمّه أبوه ركوب البحر والسباحة فيه منذ صغره ، ليس التباهى وحده هو ما أنتجه حُسن السباحة فى "منصور" .. بل حنقه على البحر الذى غيّب أباه منذ عامين ، فكان "منصور" يرقب البحر دائما بعينين ناقمتين ، كما المقتول يرقب قاتله وهو يحشو مسدسه بالرصاص قبل تصويبه ناحيته ! ، ألم يكن من الأحرى أن يكون "منصور" أكثرنا خوفاً من البحر ؟! ، لكن ( المايه ما تسير على العاف) . 

السباق هو الوصول إلى نهاية اللسان ثم العودة ، والشمس قد أوشكت على الغرق التام وثمة أشعة قليلة تخضب بعضاً من الأفق الذى بدأت بوادر الظلمة تغشاه ، السباق بسيط لمن على الشاطئ .. لكن الأمور تختلف فى المياه ، بحرنا غدّار .. أنسيت ؟! 
إختفت الشمس تماما .. وظهر القمر بدراً وكان المد عالياً ، موج البحر يتهاوى على صخور اللسان يريد أن يحطمها إلى فتات ، كانت السباحة بالقرب من صخور اللسان أمراً مستحيلاً وبالتالى على كل متسابق أن يبتعد قليلاً ليسبح بموازاة اللسان .. لكن دون الاقتراب منه ، دبّ الخوف فى نفوس البعض من هذا الهائج الغدار فإنسحبوا إلى الشاطئ ، ومن قَبِلَ المنافسة منهم لم يكمل منتصف المسافة وعاد بقواه الخائرة مصارعاً الموج ، لكن "منصور" أكمل مساره ، كان هزيز رياح البحر عالياً و الظلمة قد حلت تماما .. ثم إختفى "منصور" !

إعترى الجميع حالة غريبة من الفزع ، لقد تلاشى الضوء وظهر مشهد البحر مرعباً بعد ان كسته الظلمة ، فجرينا عبر اللسان لنبحث عن "منصور" ، و أسرع أحدنا لطلب العون من أهل البلدة الذين قد بدأوا فى الخروج إلى مكان العُرس ، ما هى إلا لحظات وصار كل سكان البلدة على شاطئ بحرها ولسانه ، حاملين القناديل الزيتية والمشاعل ، كان القمر يصارع الغيم فى السماء فتبدد ضوؤه وصَعُبَ عليه النفاذ إلى البحر ، وفى الضوء الشحيح للمشاعل بحثت كل أم عن صغيرها وتفحصته بهلع مع بعض التوبيخ على بقائه حتى هذا الوقت على الشاطئ ، وسرى بين الجميع أن الغائب هو "منصور" وحده ، صاح أحد الرجال :

ــ هؤلاء الشياطين ! ، لماذا ظلوا يلعبون على الشاطئ حتى هذا الوقت ؟ ، ألم يكفيهم طول النهار ؟!

مقولة الرجل أشعلت غيظ بعض الامهات، فتحول التوبيخ إلى بعض اللطمات لصغارهن عقاباً لهم على البقاء حتى هذا الوقت على الشاطئ ، فمن الممكن أن يكون أياً منهم مكان "منصور" ألان أو معه ، زادت تمتمة الرجال الممزوجة بنحيب الصغار و زجر الأمهات ، ولم يقطع كل هذه الجَلَبَة سوى صوت صارم مختصر للريس "حمدان" الذى دعا الجميع إلى البحث عن "منصور" ألان بدلاً من الكلام الذى بلا طائل .

وحدها كانت لا تزجر أحداً ، لا تتمتم ، فقط تنظر إلى البحر بفزع شديد ، عيناها تتحركان كالبندول ، صامتة لم تنبس ببنت شفة .. يصبغ الصمت وجنتيها الشاحبتين بملامح الموت ، ذكرى قديمة قد إستيقظت فى داخلها فجأة .. كان قد طواها الزمن فذكّرها بها البحر ألان ، ذكرى زوجها الذى خطفه البحر قبل عامين ، البحر الخاطف هو هو .. والمخطوف هو كل ما تبقى لها من الدنيا .. إبنها "منصور" ، كلمات الريس "حمدان" زادت من إنخلاع قلبها الفاتر ،و زادت من أنفاسها المضطربة التى تحمل فى طياتها أنين و إستغاثات لا تقوى على الصراخ بها ، فزاغ بصرها .. ثم هوت!

قرر البعض النزول بقارب للتفتيش عنه عند رأس اللسان ، لكن بمجرد تحرك القارب فى المياه بدا كأنه دميه فى مسرح العرائس ، الأمواج عاتية والقارب صغير ، فكرة النزول بالقارب غير سديدة .. فقد يتحطم بهم على الصخور تحت وطأة هذا الموج الهائج .
الوقت يمر بسرعة ومع مروره تتناقص فرص عودة "منصور" ، نتقاسم الذعر والارتباك .. لكن لم نفقد الأمل بعد ، أمل ضعيف صحيح .. لكنه يسمى أملاً ! ، تتزايد نبرات الدعاء والتوسلات كى يعود سالماً ، لا نريد أن نصدق الحقيقة التى صارت ماثلة أمامنا ، حقيقة نألفها فى مثل هذه المواقف ، حقيقة تجوب كل الأدمغة .. لكن لا يجرؤ أى لسان على النطق بها.

سرق البحر "منصور" .. وبَخِلَ علينا بجثته كى ندفنها .. فتركنا رهينة حتى بوادر شمس الصباح كى نسبر أغواره بحثاً عن الجثة ، سرق البحر فرحة أهل القرية بعرس إبنة شيخهم ، وسرق منهم أى أمل باقى فى أن مياهه الحُبلى بأجساد ذويهم قد تتوقف عن إلتهام المزيد منهم ، ألا يشبع البحر ؟!

إنقلب العرس إلى مآتم ، والناس القادمة لتفرح صارت تبكى ، والوقت المسرع صار بطيئاً فجأة كأن الوهن قد أصابه فتمهل فى جريانه الجارف و أبطأ خطاه علّه يدعنا نستوعب مصيبتنا ، الليلة قد فاز البحر.. على عكس حكايات الأجداد ، الليلة أيضا لم يكن "منصور" من أولئك الأبطال الذين قهروا البحر ، فإستسلم لأنفاس الموت. 

فى اليوم التالى وبعد أن إستنفذنا أى أمل فى العثور على جثة "منصور" .. وقف أعمامه لتلقى العزاء بعد صلاة الجنازة ، عزاء غير مرحبٍ بالبحر فيه !

قصة " رنين الصمت" للقاصة / كريمان رشاد الفائزة بالمركز الثاني " قصة " المستوي الثاني



 قصة " رنين الصمت" 
                                                                         للقاصة / كريمان رشاد     كفر الشيخ 

نفس المشهد الكالح يطالعني كلما دخلت المنزل.....نفس الوجوه الكئيبة لنساء العائلة وجاراتنا....دوما يجتمعن داخل منزلنا في حين تصبح أمي الزعيمة التي ترأس هذا المجلس النسائي....تلك الشكاوى التي تخرج من أفواههن كالسيل المنهمر لا تتغير مطلقا...والغريب أن عددهن دوما في تزايد لم أشاركهن يوما في تلك المجالس النسائية... 
الحديث بينهن يدورعن(ليلي).....كانت جارتنا سافرت منذ عامين لتكمل دراستها في الخارج- بمفردها–هذا ما أثار غضبهن أتذكر كثيرا ثورتهن يومها...بالرغم من أن كل واحدة منهن تهفو روحها للحاق بليلي لكنهن لا يصرحن بذلك........ 
التقيت (ليلي)قبيل سفرها كنت أود أن اعلم كيف تتحدي وحدها كل تلك الآراء؟......أخبرتني أنها تريد أن تتحرر من ذلك السجن الذي حبست المرأة نفسها داخله منذ الأزل...لن تضيع عمرها مثلهن وتبقى نادمه عليه حتى الموت 
(اعلم أنى أمراه ولا أريد أن أكون سوى ذلك)
لم تزل عبارتها تتردد داخلي حتى الآن....(ليلي)تلك التي خالفت رغبات كل النساء سافرت تبحث عن ذاتها بعيداعن القيود التي تحكمها المرأة حول حياتها في هذا المجتمع الصامت....أعجبت بـ(ليلي)كثيرا....حلمت دوما باللحاق بها في رحلتها نحو الحرية لأتحرر من مجلس النسوة المنعقد دوما داخل حياتي....كان مجرد ذكر اسمها أمام أمي –ولو على سبيل الخطأ– يشعل ثورتها التي لا تنطفئ إلا بعد أن تجود على بعدد لا بأس به من الركلات والصفعات ونهر من الشعيرات الملقاة تحت قدميها والتي كانت تستقر منذ لحظات فوق رأسي هادئة مطمئنة.....كانت تخشي أن نتمرد على عقيدتهن ونلحق بـ(ليلي)....تعدنا منذ الصغر حتى نصبح مثلهن....
(أنت فتاة....هل تفهمين فتاة)
فتاة....كانت ترددها كثيرا في وجهي وكأنها ذنب اقترفته لا يغتفر....خطيئتي الكبرى....الجريمة التي لا يد لي فيها ومع ذلك أعاقب عليها مدى حياتي..... 
أحيانا اشعر أن أمي تعاني من عقدة نفسية... إلا أنني وجدت كل النساء من حولي يتعاملن بنفس الطريقة...إنها إذن طباعهن...العقيدة الراسخة داخل عقولهن....المرأة هي التي تجدل الحبل الذي يحكمه الرجل حول عنقها...اللعنة عليهن وعلى كل نساء الأرض هن اللاتي أودعن أنفسهن السجون والآن يتلذذن بالصراخ من خلف قضبانها.....
الصمت يغلف المنزل....يضفي على الأشياء من حولي منظر كئيب...تعالت إيقاعاته بعدما قررت اختى الزواج بمن إختاروه لها.....اخبرتنى أنها تريد التخلص من تلك القيود التي كادت تزهق روحها.....ذكرتها ب(ليلي) ألم نتعاهد معها قبل رحيلها ألا نستسلم؟.....لم تجبني...بلهاء....ظنت أنها بذلك ستسترد كيانها المفقود...هيهات أن يحدث ذلك....تخيلت صورتها وهي تشاركهن مجلسهن الأسبوعي.....ترتشف قطرات البن المره وتنهمر عبارات الندم والأنين كالسيل على أرضية الحجرة الصورة أفزعتني لم يعد بيدي شيء 
الاستعدادات تتم على قدم وساق يوم عرسها......أطنان من النساء تغطي أرضية المنزل....عبارات التهنئة تتناثر في كل مكان...السائل الأحمر يدور بين المدعوين...........دماء المسكينة تصب في الكؤوس.....وهن يحتفلن بقربان جديد سيذبح ليروي بدمائه عقيدتهن التافهة.... 
الصمت يرن في أوصالي...رنين لا تسمعه أذناي....يسري داخل عروقي ويجري في شراييني مجري الدم.....يصل إلى روحي فيهتز له كياني....نظراتهن إلي ذات مغزى اعرفه جيدا( أنتي التالية ).....محال....لن استسلم أبداً..اتركوني اصنع حياتي بنفسي بعيدا عن طريقتكن....لم يعد للصمت مكان داخلي بعد اليوم...سأصرخ بكل ما تأجج داخلي من نار..... 
فتحت النافذة....استقبلتني النسمات الليلية الباردة...أحسست بالدماء تجري في عروقي...استحضرت أمامي صورة شقيقتي ومأساتها....حديث(ليلي)...مجلس النسوة قطرات البن المره.....ثرثرتهن التي تثير أعصابي...عندها أدرت ظهري للحجرة... بنسائها...وثرثرتها....وقهوتها...وأناتها...تحررت من أخر القيود المربوطة حول عنقي...أطلقت لساقي العنان....ركضت بكل قوتي وسط دهشتهم..ألقيت بنفسي في أحضان الطريق المؤدي للحرية وقلت له هيت لك...عانقت الرياح بلهفة العشاق متجهة نحو جنتي القادمة...الفردوس الذي سأحيا فيه بلا صمت.....

قصة " الخطاب " للقاص / شريف العجوز الفائز بالمركز الأول " قصة " المستوي الثاني

‏شريف العجوز‏

قصة " الخطاب "
                  للأديب / شريف العجوز    الجيزة 

أبي العزيز . . .

أكتب إليك مجددا ، فقد إشتقت إليك حقا ، هل وصلك خطابي الأول ؟ ، إنتظرت أن ترد عليه دون فائدة ، كثيرا ما كنت أرتدي الفستان الذي أحضرته لي وأنتظرك في الشرفة لكنك لم تأتِ .

أمي أصبحت طريحة الفراش ، لم يعد الرجل - الذي حدثتك عنه في خطابي الأول - يأتي ، كانوا دائما يتشاجرون ، فقد كان يطلب منها نقودا ،وكانت ترفض فيضربها ، ويوما على شجارهما وكنت أراقبهما من ثقب الباب - رغم أن أمي نهتني عن ذلك كثيرا وعاقبتني أكثر - فلطمها فسقطت على الأرض وسكتت عن البكاء و الحركة ، أسرعت إليها فلكذني فوقعت على الأرض ومضى إلى الخارج .

وجاءت جارتنا على صوت صراخي وطلبت لها طبيب ، أشفقت عليها كثيرا ، فقد قال الطبيب أنها مصابة بإنهيار عصبي ولن تستطيع السير على قدميها بعد ذلك .

دائما ما كانت تبكي يا أبي ، ودائما ما كانت تعتذر و تطلب مني أن أسامحها ، ولا أعلم عن أي خطأ إقترفته في حقي تعتذر عنه بالتحديد فذاكرتي ممتلأة .

عمو نبيل - الذي حدثتك عنه من قبل – تزوج .. هكذا سمعت من جارتنا ولم أعلم ما تقصده من هذه الكلمة لكن هناك إمرأة تعيش معه يسمونها زوجته ، دائما تنظر لي ممتعضة الوجه دون ان افعل لها شىء .

سمعت يا أبي – من التليفاز في مسلسل أتابعه فيه شخصيتين مثلي وعمو نبيل – أن ما كان يفعله معي " عيب " هكذا سمعت من والدة الطفلة الممثلة في المسلسل ، لكن على أي حال فلم يعد عمو نبيل يحضر لي الشكولاتة التي أحبها .

الطقس بارد عندنا .. كيف هو عندك ؟؟ إنما لا أشعر به عندما أتدثر بمعطفك وأملأ كوبك بالشاي وأجلس أمام المدفأة أتذكر عندما كنت تداعبني .. لا تخف على المعطف يا ابي فهو طويل جدا علي لكني أحافظ عليه حتى ترتديه عندما تعود ، ليت يكون هذا قريبا .

سأرسل لك قبلة ثانية في هذا الخطاب ولا أعلم هل وصلتك الأولى أم لا ؟! ... أوه لقد نسيت ! فالفستان الذي أحضرته لي قد قصر وضاق عليا كثيرا وقد غطيت به دميتي ، ووضعتها أمام الشرفة حتى إذا رأتك قادما من بعيد نبهتني لأكون في إنتظارك .

أرجوك يا أبي لا تتأخر أكثر من ذلك ، فأنا أسأل أمي عليك دائما وفي كل مرة تبكي ، لكن لن أمل وسأنتظرك ، ولا تنس قالب الشكولاتة الكبير .

قصيدة " الوظيفة شاعر " للشاعرة مريم النقادي الفازة بالمركز الثالث " عامية " " المستوي الثاني "




 قصيدة " الوظيفه : شاعر
                                              للشاعرة / مريم النقادي        الاسكندرية 

الأسم شاعر والفعل كلام محسوس
عنوانه مشاعر والأصل كله دروس
ميدانه مش كل رجِل فيه بتدوس
الشعر مش سلعه وقيمته مش فلوس

الحرف فيه بميزان وبكَفّه متساوى 
تكشف ما بين الأصلى وبين اللى هاوى
لكن لا فيه أتباع ولا بقى فيه غاوى 
والقلم خالص إتباع للى ما يساوى !!

ياللى هنا بتنقل وبتنسخ المكتوب 
فاكره أمر عادى وشغل مش محسوب
الاحتيال لو دام يبقى الحساب مطلوب
إنسب لنفسك إذا .. كان اللقب منسوب 

ياللى هنا بتكتب أى كلام ف كلام
والأسم رومانسى وشاعر الأحلام
والتعليقات مجامله أهو رد والسلام
أطلع بقى م الدور وكفاياك أوهام 

الأسم شاعر والفعل كلام محسوس
عنوانه مشاعر والأصل كله دروس
ميدانه مش كل رجِل فيه بتدوس
الشعر مش سلعه وقيمته مش فلوس

وألف عجبى 

قصيدة " لحظة فراق " للشاعر / سيد منير عطية الفائز بالمركز الثاني شعر العامية " المستوي الثاني "

‏سيد منير‏

 قصيدة " لحظه فراق"
                                      للشاعر سيد منير عطية      الشرقية 

معقوله مات الحنين ؟
جوه قلوب عشقت سنين

فين الحب اللى كان
عايش ويا الزمان

معقوله تاه الزمان
وتغيرت كل الفصول

بعدت المسافات
كبر الجفا جوه القلوب

يا الم حاضن روحى
فين جروحى ؟

معقوله مات الحنين
كنت فاكر حضنك شط الامان

فين لمسه إيديكِ لما كنا نشتكى
لحظه فراق

فين دمعه عنيكِ ساعه اللقا
كل المشاعر متغربه

وقت الغروب بينتهى الألم
ساعه لقاكِ اجمل حياة

نفسى المشاعر تنطق كل الكلام
خلى القلب ينبض كمان

يا عمر عدى قوام
لسه فاكر كل اللى كان

حضنى ..وحضنك ولحظه فراق
وساعه اشتياق يدوب فيها الحنين

تتلاقى كل الحروف
يرتعش جوانا الخوف

لحظه ما كنا نبتسم
نرسم بأدينا فوق الرمال حلمنا

نبنى قلوع
يبتعد الخوف عننا

فين حنانك ؟
مش لاقى غير الجفا

جف الحنين وتبعترت كل المشاعر
زى حبات الرمل المتغربه

فوق الشطوط حاضنه حلمنا
نفسى أسألك مليون سؤال

كان حبك نزوه .؟
ولا كان هوى عطشان

إرتوى من نبض قلبى
وهرب ويا الزمان

كنت عايش جوه منك
دمى هو دمك

كنت فاكرك وطن
كنتٍ روحى

بسأل الليل الحزين
عن فجرنا البعيد

ليه خايف يعود

قصيدة" الولد العاشق " للشاعرة / شوقية كامل الفائزة بالمركز الاول في شعرعامية " المستوي الثاني "

‏شوقيه كامل‏

 قصيدة " الولد العاشق "  
                                                        للشاعرة /     شوقية كامل ..... المنيا 
.................
الولد اللى كان ..........
بياخد من احلام الليل حواديت
ومن عيون القمر رسايل عشق
ويرسم فرحته على وشوش البنات غنوة
تاه فى زحمة المشاوير
وجنون الترحال
سعى على قد ما يقدر
وداق مرارة القسوة والحرمان
وبعد الغربة ما سرقت
احلى ما فى العمر
عاد يتمدد تحت الشمس
ويرمى همومه فى حضن حبيبته
خاف على حبه يدبل ويموت
مع ان عيشته اصعب م الموت
استنى كتييييييييير
والحلم اتبعتر منه
مبقاش لاقى مكان لاحلامه
واسئلته المركونه فى ادراج روحه
ليه قلبها مقسوم نصين ؟
ليه الدم مغرق روحها ؟
الواد قرر ينزل يحميها
ويفرش فى ميدانها مبادئه
ويبدر ليها الارض خضار
لجل ما تتغير اوضاعها
وترتاح فى العيشه
وترجع غنوة قلبه العاشق
الواد رافض يعيش
مذلول ........
مطرود .........
دفن الصوت الواطى ف عبه
ونصب الخيمه وعلق كل مطالبه عليها
علشان يفضل قلب حبيبته
ملكه وبس

قصيدة " بيت القصيد" للشاعرة / هتاف عريقات الفائزة بالمركز الثالث فصحي " المستوي الثاني "

‏‎Hitaf Ariqat‎‏
 قصيدة ( بيــــــت القصيـــــد )


 للشاعرة / هتاف عريقات    ... فلسطين . مقيمة بأمريكا


أنـــــا مـــن أبتسمــــت ....

لـــن يتـــوقــف ...نبـــض قـــلبي ومشـــاعري 

ســـــأتحـــداك ...وأسخـــــــر 

مشاعر قلبي ...تتنــــــهــد أزدحــــــام ...وشوقــــــا 

مـــرايا الــــــروح تــــرســـم أمــــل 

دمعــــة غضبــــي .... تعـــلـــن الضيــــــاء 

أعيــش حـــلم ......بنــــور القمــــــــر 

أكتـــم عشقـــا .....عـــلي شط البحـــــر 

بلهيــــــب الجمــــر ....

عـــلي هـــامش القــــوافـــي 

يتـــوه بــــه المطــــــــر 

بـــدفئ يغـــلف أوردتــــي 

داب الحنيـــن عـــلي الشفـــــاه 

بــــدرا .....انـــار حضـــوره 

أركــــان النبـــض الظـــلمـــاء 

بيت القصيـــــد ....ملكــــــة انا عـــلي قلبـــــه.........

قصيدة " بلادي " للشاعر / أحمد نادي بهلول الفائز بالمركز الثاني فصحي " المستوي الثاني "

                      

   قصيدة " بلادي " 
                                  للشاعر / احمد نادى بهلول اسيوط .. ديروط

- بلادى 
اعطيتك كل مشاعرى 
ووقفت ببابك فى خجل 

وجعلت فوادى ماسورا
للحب الطاهر فى وجل

وبكيت الدمع وراء الدمع 
كى انظر وجهك فى عجل

وحلمت ان احيا حرا 
ما دمت انا معك بطل

لكنى رايتك مختنقة 
والصوت ينادى فى عجل 

انا مصر الاغلى من الدنيا 
والنيل بارضى والامل

ايكون القتل لاولادى 
ودماهم تجرى بلا عمل

ايكون القتل لاحرار 
ما خافوا من قرب الاجل

اتمنى اراك مبتسمة 
والبسمة فيك والعمل

لكنك يا حبى الاكبر
محجوبة عنى للاجل

2- دموع طفل
كيف النجاة لامةٍ تتوجع ُ
احلامها ضاعت وقدت اذرعُ

تلك العروبة يا اخى مشتاقة ٌ
للفارس المغوار يخشى ويركع

فدماء طفلى فى الخليل مذلةُ
وأبوه مكبولُ فماذا يصنعُ

عجزت سيوف المسلمين فيا لها
فالمسلمون لهم صليل يسمع

ماذا أصاب المسلمين لكى يروا
تلك الدماء واعين لا تدمعُ

ماتت قلوب العالمين جميعها
صارت كما الصخر ليست تخشعُ

وتمزق العربان ثم تفرقوا
من كل حزبٍ ألف حزبٍ يجزعُ

يا مسجد الأقصى يا قبلتنا التى
صلى النبى وكان فيك ويهجعُ

صبرا فقادم نحو بابك جيشنا
جيش يهشم كل قرد وينزع

جيش زكاه المصطفى بكلامه
خير الجنود المخلصين الركعُ

يا قدس قد طال الظلام فابصرى
فالفجر أشرق أن نورك يسطع

قصيدة : اعتراف " للشاعر / عبد التواب السيد علي الفائز بالمركز الاول في الفصحي " المستوي الثاني "



قصيدة " اعتراف "
للشاعر / عبد التواب السيد علي  ..... الفيوم 
مقرّ يا حبيبة بانكساري
ومسكون بأوهامِ انتصاري 
وكلُ دقيقة ٍ في البعد تمضي
تقربنيّ إلى يوم انتحاري
يدُ الأشواقِ تعصِرني بليل
وتلقي ما تبقّى...... للنهار 
شمالا .. باتجاهِ القلب..يجري 
هوى بدمي ويمعنُ في حصاري! 
أعيديني إلى ذاتي فإنّي 
أسير قد عجزت عن الفرار
أنا طفلُ السحابِ ..دموع غيم 
على شفتيك ميقات انهماري 
كأنّي حينَ أرجو منك وصلا 
أؤمّل رحمة في قعر نار !
نزفتُ العمر أشعارا ونجوى
نحرت القلب قربان انتظار 
أنا سقراطُ حبِّك دون كأس
جرعت هواك سمّا ..باختياري
أنا المجنونُ فيكِ أضعتُ عقلي
وفي عينيكِ أبحثُ عن دياري 
سأبعثُ فيكِ مفقودا غريبا 
وهذا اسمي أبو ذر الغفاري

قصة " عوسجة " للأديب /فتحى محمود اسماعيل الفائز بالمركز الثالث في مسابقة المدونة " مستوي أول


عوسجة 
للقاص / فتحى محمود اسماعيل                    سوهاج

تماماً في سرة السماء.. تعبس بوجهها الملتهب ،تنفخ من جوفها حمما قائظة تلسع الجباه ، تحرق انسجة الملابس البترولية ،تكوى اللحم الذى اوهم أن للملابس دورا آخر غير "الستر" ، تتفصد مسام الجسد ملحا مبللاً بالماء ، أو هكذا خالته أمينه ، تسير محتمية بالبنايات التى تحجب عنها الشمس ولا تقيها حرها ... تشوى جلدها ، مناطق ما فى جسدها خالتها علامة تفرد خاصية تخول لها تيها ودلالاً تكاد الآن تلعنهما ، تتوقف أمانيها و أسمى طموحاتها عند حمام شقتهم... تحت الدش الصدئ تحديداً.
تزداد ضيقا بالإيشارب ، يحجز العرق الذي يطوق الرقبة فيصبح حسكا ينغز منابت الشعر تتمنى لو خففت قليلا من ملابسها هذه الأيام ، آلتي لم تكن أبدا كباقي أيامها ، ناراً أُبدلت من قلق شهورا تعانيه ، 
خالته سينتهي ، فإذا به يتحول آتونا مشتعلا ، ينهش صدرها ببخة تنين متعملق يحمل في أحشائه كل من عرفتهم إلا ماجدة
أينك الآن ؟
وحدها فكرت و...و حدها حاولت أن تطفئ النار .
- لكن ... بالنار يا ماجدة ؟
كنا نعتقد أن بالحقيبة أدوات الماكياج
- أو ساندوتشات
- أو رسائل الغزل
- فإذا بها مسدسات
- كيدهن عظيم "
لو كانت معها الآن لردت للمتحذلقين الصاع صيعان ، غصة تخنق بداخلها الريق المزدرد.
- لستم بأقل منه استحقاقا ًللردع .
تهمس بخاطرها...
يجيبها صوت ماجدة من قاع رأسها المترع بالذكريات :
" كائنات ضارة , أشبه بالذباب الذي لا يفرق بين العسل والدم المتخثر "
هكذا بصقتها ماجدة كرة من القرف ... حينها كان يقف أمامهما محتميا بفرع مائل ظلل الرصيف تاركا الأم فى مدخل أحد البنايات الحكومية ، يبتسم البلل على شفتيه ، يهش الذبابة من على الأنف الأفطس ، يتسامق طوله بحدبه تقى شعرًا حالكا لامعا مصفوفا للوراء بعناية وقد شوش بضعه الأمامى وتدلى حتى الحاجبين المزججيين ، يلقى بظله على ايهن ، لا تردعه تأففات الإزدراء ، لا يعنيه كره يطفح على العينين... نار، لا تشعره بذرة ارق ... لا تقلقل ثبات خطواته ، تصطك ركبتا أمينه ، تلتصق بصاحبتها التى ترمقها بعتاب غاضب ، تحدجه بنظرتين يشتعل التقزز فيهما ، تسحب رفيقتها ، تفضل نار الشمس على زمهريره اللزج ؛
تنفخ أمينة في ضيق توجعها الذكرى ، تهتف :
- ليتها ما جرأت .
تسير وكأنها لا تنقل قدميها ، تمل الرنو إلى معلم ، تحفظه ... الزحام يخنقها ، يعرقل خطواتها
الشمس لا تتركها بدون أن تدعس قوامها بيد ملتهبة ، تنحني ، تغرق في عرقها ، خجلها المميت ، تصل موقف السيارات ،
أخيراً ... تزفر في ارتياح سرعان ما يتحول إلى ألم يعتصر قلبها .
هنا كانت تصافح " ماجدة " تتباعدان واليدان متشبثتان ، تتراجعان والأصابع متكالبة ، والأنامل بعد هنيهات الملامسة الأخيرة ... تفترق على وعد باللقاء بعد يوم دراسى لم يتركا للهواء منفذا يحتله أو يعيره بينهما ،
هنا رأتها للمرة الأخيرة ، محاطة بعشرات الأيدي ... تخبط كفا بكف ، تشوّح ، ترتفع للسماء تشير إلى بقعة ما في الأرض ، بمئات الأعين... يندفع منها سائل لزج نحوها ، يعترى جسدها المحطوط في البؤرة ، يأكل أمينة سؤال ، يضعضع حواسها مبهم ، خوف خفي يظلل محيطها ، هلع حقيقي يزلزل كيانها ... يرعش فرائصها يترك فقط في الحلق غصة ، يبسان يحجر فمها ، ترفع يدها ، وصوت متحشرج ، مخنوق :
- " ماجدة "
على عينيها ثبات عجيب ، في وجهها إصرار قوى ، لا ترى صاحبتها آلتي تسأل من حولها بينما تأتيها الإجابة كلمات متناثرة تخرج من أفواه عدة :
- قتيل
- البنت قتلته ... مسكين
- كانت تحمل مسدسا في حقيبة يدها
- معركة انتهت بإطلاق الرصاص
- الشرطة تعاملت مع الموقف
تساءلت و.." مستحيل " تلون كل حروف سؤالها برفض رمادي:
- هكذا تنتهي ماجدة ... ؟؟
- " هكذا ابدأ "
قالتها" ماجدة " للمذيع التليفزيوني ، نصب من نفسه وضيوفه قضاة ، كانت تراها من خلف سرسوب دمع يحرق مآقيها ،
قال أخوها :
- لم يتركن شئ لنا ، حتى الحياة يسلبنها منا ، يقضين علينا بالفتنة وبالموت .
رمقته " أمينة " بغضب مرير منكسر وهرولت إلى غرفتها وتركت للوسادة احتضان ما تبقى لديها من دموع ، في نفس الليلة جاءتها في مدرج خالي من سواهما ، هبطت من أعلى أم انشقت عنها الأرض ؟ لا تدرى
بيدها مسدس تضعه على كفها وتبتسم نفس ابتسامتها العذبة ، في عينيها سؤال سمعته
" أمينة " ولم تفه به " ماجدة ":
- أترينني قاتلة ؟
- لا...
- لماذا تخليت عنى ؟
- ناديت عليك ولم تسمعينني
- سمعتك..
- لم تردى
- كانوا يقيدونني ...سلاسل بعدد عيونهم وقوة رفضهم ، طوقتني ، تخللت جسدي ، فكوا ايشاربي ، سلسلوا خصلات شعرى
- رأيتهم
- لم تمنعيهم
- خجلت
- هكذا أرادوني
- أنت افضل منى
- تريدين علاقتنا تستمر ؟
- نعم ..
- ألا تخجلين منى ؟
- انا ...ا ....ا...
تتعثر الحروف على لسانها بينما تتباعد ماجدة ، تتراجع وكأن شيئا ما يدفعها للخلف حتى تختفي، تصرخ " ماجدة " ..." ماجدة "... , و ...
- "أمينة" ... " أمينة"
يصلها صوت هامس حاني ، يسحبها خلال ممر رمادي تفتح عينيها لتجد أمها تضع يدا على صدرها والأخرى تمسح على شعرها
- حلمت ؟
- ماجدة يا أمي
- لها الله
- لم تذنب
- القتل جرم بشع
تعتدل في سرعة خاطفة ، تراه فوق الدولاب يخرج لسانه لها
- كان يستحق
- ليس لنا الحكم ، وإن كان ...فلا نملك الفعل ، لا يأخذ الروح إلا من خلقها
- لم يكن آدميا
- لايجوز عليه الآن إلا الرحمة
- لن يرحمه الله
- استغفرى الله
- انه شيطان ، شيطان يا أمي
تلقى بنفسها تحت الدش ، تحتضن حلمها بالماء البارد ، تسبل جفنيها ، تثق في الجدران تترك لجسد ها حريته ، يبوح ويتنفس ، ولكن اللحظة تأبى تركها والحلم يهنئان بلا ذكرى يجفل لها قلبها وتتأجج في الجسد نار تؤرقه ، تجرحه ...ولا تفلح المياه في تبريد الجراح فتبقى لترى فيها دموع " ماجدة " التي تبلل خمارها
-" لم اعد أطيق لقد وصلت إلى هنا بصعوبة ، يطاردني أينما ذهبت ، لم يدع لي منفذا ، رنين الهاتف لا ينقطع ، لا يترك أبى وأخي لحالهما ، يطاردهما أيضا ، بات رواد المقهى يعرفونني ، صوري يتناقلها الطائشون ."
- منها لله " مديحة " أسلمتك للشيطان
- بعد أن أسلمت نفسها
- يفرد شباكه القذرة أينما راح
- ولا يعدم وسيله
- فرصة لا تضيعها الساقطات
- على أشكالها تقع الطيور
- خنازير
- أنتِ الصيد الذي تمرد
- يهدد آبي بنشر صوري ولا يترك أمي لحالها ، يطلب مالا ليسكت
- أعطوه إذا ما يريد
- يقول أبي أن في ذلك اعتراف بثمة علاقة
- والعمل ؟
- سأصبر...
و.... تنظر للسماء بعين دامعة وقلب مكلوم ، تشاركها " أمينة " الصلاة صمتاً.....،
لا تدرى أن أرقها جثم على قلب صاحبتها ، بات همها ولما فعلتها انشطرت أمينه نصفين ،
نصف مستريح ونصف يقتله الألم ، نصف يبكى صاحبتها ونصف ينشد فيها الأغانى ، نصف قلق على مستقبلها ، ونصف قرير بنجاتها
- اهو حب ؟
قالتها امينه من داخل أحد المدرجات وهى تنظر من نافذته إلى فناء الكلية ، تتابع الثنائيات المتناثرة تحت ظلال الأشجار والمظلات الخشبية و... همس محيط
نظرت ماجدة نظرة سريعة ثم تراجعت قائلة :
- مودة ... كهذا الحذاء ...
تشير إلى قدميها وتكمل :
- ... أليس مستورداً ؟
تنظر" أمينة " في عينيها لحظات ... ثم تنفرج الشفاه عن ابتسامتين ضالتين ، أكسبتا وجهيهما ملاحة غبرها الحزن .
من شق ضيق في النافذة ينساب شعاع الشمس ، عمود مائل بتراقص الغبار في محيطه الضيق ، يضئ العتمة ، يمنع انكساره عند المرآة أمينه أن ترى وجهها ... لا تهتم ... تتأمل الأسطوانة المفعمة بالغبار ، تمتلئ حجرتها به إذن ، بل الشارع ، الدنيا ، لا يتضح إلا بمفارقة كهذه ، فى قلب العتمة ، يروح شهيقا ، ولا يجئ مع الزفير ، يحط على الأثاث ، الملابس ، العيون ، لا نبالى ..........ونعيش
تقلقنا الحقيقة ، نكره من يكشف عرانا ، والعرى ذاته اختيار ،
كانت تبحث في" شنطة يدها" عن منديل ورقى حينما رأته ، جفلت ....
- ما هذا ؟
ابتسمت " ماجد ة" في ارتباك و أغلقت " شنطتها "
- مسدس ؟ ماذا ستفعلين به ؟
- أدافع عن نفسي
- أخشى عليك منه
- المسدس أم هو
- الاثنان و... مستقبلك
- الذئب لم يترك في الحاضر فرجة أتطلع منها إلى الغد ، أخرج من جرابه اللعبة الجديدة ، حيلة شياطين ... وثيقة زواج عرفي ، طالب بالمال وإلا سيفضح أمري ، لم ينتظر الرد ، نشر الوثيقة بين المعارف ،
بات الكل يرونها لوحته التى تمردت أعلنت أنها لم تزل ورقة بيضاء ، عبثت أصابعه على أوتار السكون فأجج فى محيطها ناراً عبثا ً حاولت إطفائها و...
ليلة حمراء لو قضاها معها سيستريح ، ويستكين الشيطان داخله .
الشرطة لا تقنعها الاتهامات المرسلة ، والشرف لا يستحق الحراسة ،أغلقت بابها وأسلمت نفسها للحبس الاختياري ، عيون الزملاء والجيران والأقارب تهتك رجولة أبيها وأخيها ،تعرى الستائر الكثيفة بينما يستلقي أصحابها على الأرائك يتفرجون ، يتندرون ، يمصمصون الشفاه وهم يرشفون المثلجات في ارتياح وسكينه إلا هي ، وحدها تشعر بصديقتها ، تعانى معاناتها ، تخشى عليها منه وعلى نفسها ، لا تدرى ما يخبئه الغد ، لا تأمن هجمة الذئاب المفاجئة ،تكتظ الصحف بأخبار الاغتصاب ، والطوفان لا يبقى على أحد تعتصرها المخاوف ، تشلها الهواجس الكئيبة ، يلدغها خاطر ... لو صادفها في إحدى الطرق ، لو تخيرها صيدا ، تتوخى السلامة...!! ؟ وتبدل الوداعة بثوب الحيات مثل من توخينها ؟
وتحلق ... فوق هيكل الأب المنكسر والأخ الملتاث ، والأم حين تقرأ الفاتحة فى ساعة لا تكاد تعى ما تنطقه ؟ لا تردع شقيقتها حين تنفلت ... تقطف بين يدى الإثم ورودها الحمراء وتقدمها قرباناً لأمنها ؟

تقرأ في الجرائد...(اصبحت ترى أخبارها بين المغتصبين والقتلة ).........تفرج عنها النيابة بكفالة.
يراودها سؤال ، هل تزورها ؟ تحتضنها كما الأيام الخوالى ؟... ترتعد ، يخفق قلبها بشدة ، تعييها الإجابة ، تلقى رأسها على الوسادة وتروح في إ إغفاءة ...لا تسقطها فى هوة كرى مستقر

قصة " أدمي ودموي "للقاص /حازم سعد الفائز بالمركز الثاني في مسابقة المدونة " المستوي اللأول


ادمي ... دموي 
                                        للقاص / حازم سعد                    دمياط
_عام 1719م _
صوت يباغت آذان المتقاتلين, لا يكاد يميزه من وطأة غمار المعركة, يحيره,
لا يعرف يفرح أم يأسى لما يجود به ذلك الصوت من أخبار تفيد بموت الملكين المتقاتلين
قتلا بعضهما البعض
فاجتمع المتقاتلون على حيرة وحدتهم
انتشوا بفرحة تحررهم
لكنهم لم يألفوا الحرية
كنعاج ربت وتربت على عصا الراعي
أخذوا يتساءلون -ماذا بعد؟.



_عام 1669م _
"القارب متهالك صغير لا يحملنا أنا وولديَّ الرضيعين, سأترك أحدهما على ضفة النهر وأعبر بالآخر"
تعبر بأحدهما وتتركه على الجانب الآخر من النهر
وبينما هي عائدة لتحضر رضيعها الآخر
يهبط بها قاع القارب الخشبي لقاع النهر
وتموت تاركة رضيعيها
يفصل بينهما نهرًا ويجمعهما حاجتهما للوطن...السكن...حضن أمهما .
_عام 1718م _
-لما نقاتلهم يا "سياه" ؟
-يمنعون عنا الري والصيد والسقي وتسألني لما نقاتلهم!
_فلنرحل باحثون عن أرض لا ينازعنا في خيرها أحد.
_تلك أرضنا, ولنا بالنهر ما لهم, ورثناها عن جدودنا
وورثوا هم أيضا أرض الجانب الآخر من النهر
لم يشقوه بأيديهم ليستأثروا به لهم.
أتعرف ما معنى اسمك ؟
_لا, اسم مثل باقي الأسماء.
_لا....لا......سماك أبوك "فاس" وتلك الكلمة باللاتينية تعني "حق"
حري بك أن تقاتل من أجل حقك.
_هو حقي وحقك من وجهة نظرنا
بينما وجهة نظر من بالجانب الآخر من النهر هو حقهم
لما لا نتشارك النهر ؟
_لأن جل ما نريده هو تشاركه
بينما إذا طالبنا به كله لربما نلنا حصة منه.

_عام1670م_
_صوت بكاء الطفل يكاد يقتلني أرقا, أسكتيه يا "توريا".
_لا, أريده رجلا.
_الطفل لم يبلغ الفطام بعد!
_أعرف, لكنه عطية السماء
في رأيك لما وجدناه نحن دونا عن باقي أهل القرية؟
_لم؟ أتكافئنا السماء بعد عام من الجفاف؟
_لا, بل ليكبر ويرث همّ مقاومة استئثارهم بالنفع من "نهرنا" _هل ترددين ما يقوله أهل الجانب الآخر من النهر
عن طفل وجدوه عند ضفة اليم
سيكبر ويأخذ على عاتقه الحفاظ على ما نقبع فيه من ظلم ومعاناة وعطش وجدب.

_عام1720_
_من كان ليصدق أن نجمع شملنا ونصنع قاربا يصل بين ضفتي النهر
ونتشارك ما يجود به من خيرات؟
_عجبا لتضارب قدور الأقدار!
ضاحكةً بصوتٍ عالٍ
_وجوهنا تشبه بعضها البعض
يميزها قَسَمَاتٌ إثرًا لما نمر به .
لنا نفس الأطراف
لنا نفس العدد من العيون والأذن وال......
كلنا نسخ تشبه بعضها البعض
في أشياء تكثر عن نظيرتها التي تميز
مثار النزاع.
_لا آخذ منكِ سوى تفلسف ذائد
ولكن هذا ما يعجبني بكِ
لكنني سعيد أن توحدنا لنواجه عدونا المشترك.

قصة " المهاجر " للأديبة / رولا عبدالرؤوف حسينات/ الاردن الفائزة بالمركز الأول في مسابقة المدونة " المستوي الأول "

المهاجر                           رولا عبدالرؤوف حسينات/ الاردن

رمى السيجارة من فمه وداسها بقدمه، وأمال قبعته مخفيا قسماته الكئيبة، ودس يديه في جيبيه.
انكمش جسدا ضئيلا من شدة البرد، حينها هاج موج البحر، وتلاطمت تتلقف السفينة جيئة وذهابا.
تنادت الأصوات:" هلموا ايها البحارة شدوا الأشرعة، عاصفة تقترب."
رمقه القبطان غاضبا وتعالت الشتائم:" ايها الغر هلم إلى حزم الأشرعة، ويلك من صعلوك جاحد.
ما همه كآبة السماء، فأين هي من ظلمة وجهه المليء بأشواك لحيته؟ التي نسي مذ متى كانت أخر مرة رأى فيها شفرة الحلاقة.
أخذ يمشي الهوينى هازئا بكل المخاطر فإن إلتقمه البحر ودفنه في غياهب ظلماته فأمره بالحياة والممات سيان.
سقطت منه كل مفردات التفاؤل.
أخذ يحزم الأشرعة مع الآخرين بحسرة يطوي دفاتر أيامه، ما رمته أمواج الدنيا إلا حاصلا على تفوق في الحساب، وما راودته الوظيفة عن نفسه بل عشقت ثملي المادة وعشاق الزيف والخداع.
أخذت الأمطار تلفهم والبحر بغطاء من فيضان الأنفس، لتنضح بكل أسى فيهم.
تعلقوا بالصواري وكثير منهم غاص، ومن موج البحر هاجت الأرواح متضرعة بالوصول لبر الأمان.
وأي عذاب يأتيهم بعد هذا ليكشف سوءاتهم؟؟ تملقوا السماء بضراعة، حينها أغمض عينيه وتعلق بأخر أمل له في الدنيا، طريدة المعشوقة رباب.
أين عنترة منه؟ بل هل يجاريه مجنون ليلى؟؟ بل هو إبراهيم (مجنون رباب).
وما ارتمائهم جوف الموت إلا حسرات على من تلقفها زواج ضرع الغنى، فارة من قفير الفقر هازئة بكل تعاليم الحب التي حفظاها معا.
فماذا بعد؟ فقير يلفه جناح القتامة بكل خطى حياته.
فما يضنيه عن هجره مرفأ البلد؟.
صمم في نفسه حين التجأ إلى البحر بحارا، أن يسرد قصته عند خلجان الغربة، ما تعيقه الأسوار.
مضت ساعات طوال وهم في هيجان البحر الغاضب وسأم السماء، غمرتهم الأمواه بشراسة فما استطاعوا طلب النجاة.
و مد البحر بعد حين حملهم إلى صخور الشاطئ بلا أشرعة ولا صواري باسقات.
صحا على صوت النورس محلقا في السماء الزرقاء تيقظت حواسه، وهو يرمق بغشاوة العين خليج وبيوت قابعات، ما هذي البلاد بلاده؟؟
إنها حلم مستقبله، بالكاد أفلت قيده من الماضي التليد، محررا روحه من سقمه، ناظرا إلى الأمل يلوح في الأفق، أبحر بجسده في المياه الضحلة، غير آبه لرفاق السفر فما تعارفهم سوى أشهر قليلات.
وصل مبتغاه وهذا الأهم، حط براحلة قدميه القواعد الأسمنتية، ما درى أين يشير عقرب بوصلته؟؟
البرد قارص يجمد الأوصال المشرئبة بالمياه. بدأ المسير وبدأت الغيوم بالتكاثر ناشطات.
بحث في جيبه عن علبة السجائر وجدها غريقة بالمياه، ألقاها شاتما الحظ العاثر، وسوء الطالع يلاحقه حتى في غربة أسفاره.
ومن بين المحال المتناثرة الجأ نفسه إلى محل رمق فيه ما يسد جوع ليال.
قطعة من الحلوى بتسولها، فالجيب ينتفض من بور أرضه.
مشى متثاقلا، وقف أمام الزجاج، لم يطق رفع عينيه فقد أعجزه السؤال، حينها فتح الباب ورنت أجراسه، إذ بها تنتظره فكأنما تعد خطاه. استقبلته أما، وكأنما عرفها منذ سنين سيدة ما وجد السواد له محلا بين الخصيلات البيضاء.
ووجهها المستدير بعينين ضاحكتين، وكأنهما تحكيان قصص التائهين في الخلجان، بقصرها وسمنتها توصي بكرم الضيافة للمنسين.
ألجأته تائبا طالبا غفران المستعطفين.
أجلسته إلى كرسي خشبي وبابتسامة قدمت له فنجان الشوكولاته الساخنة، وقطعة الحلوى المنقشة بالسكر.
دعته برقة ووداعة تأخذ بما أفضى إليها من ذكريات، فقص عليها ما قد سلف من نكران الزمان.
تأوهت وأبكتها العين بحرقة، فقد تذكرت حبيبا سكنت روحه في جدران المكان، لكم تاقت الروح لحبيبها، هكذا وقعت عليه أول مرة عابرا الشطان.
فتاة شقراء أوقعها في شباكه الصياد وأدخله أبوها حماه فلاذ بقلبها من أول مرة وما لها من كرة.
فقد سلب المفتاح، وعاشا معا دهرا ذابا في حضن الكد ودفئهما حبا ذائبا بعرق الرزق.
أخذت تمر بأناملها على الزجاج تروي حكايا الحلوى الذائبة بالعسل والمحلاة بالحبة السوداء، وغيرها مما زاده لصنعتها في بحر الحلوى المغربية المنصهرة بالحلوى الإيطالية.
صمتت وهمست:" لقد دفن جسدا وروحه ذابت وجدران المكان، اشتم أنفاسه."
انهمرت دموعها انهارا وهي تبعثر بأناملها في أحد الأركان، أخرجتها من عتيق الذكريات علبة سجائر، ما كان غيرها يتمايل بين الشفاه.
أمسكها وكأنما امسك عشيقة تاه عنها بحرا من السنوات، غمزته وكأنها تقول:" نصيبك خبئ لك."
لقد أعجبها اسمه فقد كانت حالمة بين جنباته (إبراهيم رسول كريم).
وكأنها ما فوتت حرفا من الحروف، مسيحية تقبل أديان السماء، ما تميزها عن نساء المغرب بلكنتها ومزحاتها وبريح حلواها، وكأنما جبلت بذرة وساقيها في أرض الله.
صمتت ونبست وكأنما عجلت بذكرا خيفة النسيان.
ولجت إلى الحاسبة بكبر حجمها، وعزمت أمرها أن لك هاهنا طيب المقام، متدبرا صالح أمره وأمرهم.
تركته أمينا في المحل، ودخلت بابا موصدا أغلقت وراءها ريحا دافئة.
اذرف دمع العين:" وي كأنه وميض الأمل يسقط عند قدميه على استحياء."
ما أطالت مكوثه وذكرياته، جالبة ملابس دفيئة ستجمع صبر الأيام، انسل خلف الستارة يلقي غارق الثياب مرتديا ما يدفئ به البدن.
حط قبعته جانبا، فانزلق شعره ناعما يصل الكتفين، وارى الستارة جانبا، وما أن وقعت عيناها عليه حتى صفقت وحضنت كفيها:" آه ما أجملك، تنضح بالفتوة والشباب."
حينها رنت أجراس الباب، وفتاة شقراء تهدل شعرها الذهبي مثقلا بحبات المطر، ومسحت أنامل الريح على وجنتيها حمرة فأضحت حورية في سبيل الحوريات.
هللت السيدة العجوز بها، وبلغتها الإيطالية جمعت لها الحروف والكلمات مبعثرة، عرفتها بالشاب إبراهيم، وجم حينها وتاه في زرقة السماء، وسهما وقع في صدره قطع القلب أشلاء.
وتنادى اسمها (غريتا) نجوم الليل وضوء القمر.
واشتهاها حبيبة تشق بريحها همس الندى، لامست أناملها أنامله، تلاصقتا معا وكأنا قدر قدر حبا أبديا.
أين رباب من غريتا؟ أين الثرى من الثريا؟؟
ومرت الأيام تلعب أنامله على كبسات الحاسبة ضربا على مفاتيح البيانو.
وجلس يوما ظهره إلى باب الزجاج، عاملا أنامله راسما وجوها تقف تتلقف لهفة العشاق أمواج البحر.
أخذت أعينهم تناظره رساما قد أبدع، فجعلوه محجا لأوتار الرسم، وشاهدا على اليوم وتاريخه.
وعلى قماشة ألوانه تناثرت الروبيات تتلألأ صادحة في الصدى.
كل يوم حاله جامعا المال بمهنة وهواية.
ليحفل بغريتا عروسا في حجرة، سقفها الفضا وجدرانها همس الليل وقطرات الندى، يلتحفان السما ووسادتهما خيوط القمر نورا يلفهما نورا.
وفي يوم جاء يشق سكون الفجر، فرأى الباب موصدا وعلت الشمس على استحياء، أرسلت نورها فما نبس الباب بكلمة.
مرت ايام وجم القلب، وتاه في السبل حائرا. أتراه حبا طعن في السراب وتلاشى؟؟
حينها على الطرقات جلس، يتم حب العاشقين بلهفة قيد لا يمحى، وجعل ليله يعتل البضائع المتكدسة في الميناء.
هناك رمق أولئك من كانوا بحارة رفقاء ماجوا وموج البحر غرقى، يعتلون أكداسا تناثرت على الجنبين تنوء من أثقالها الأجساد.
وصف له الألم بردا في رئتيه، فسقمتا تتأوهان بالبلغم والصديد وليفا أياما، وتلاشى من السقم بين الأكداس مستنجدا، جلدا يتبدل جلدا.
وفي سقمه رسم رسمها من خلجات نفسها، تضلعت لوحة ولا أجمل (غريتا يا ضوء القمر).
حج إلى المحل فجرا، وضعها أمانة الباب الزجاجي الموصد، شاهدا على حب أذن له أن يتبعثر.
ومضى يشق سبيله في الدنا، مضى هو، واتت غريتا وأمها ايبتين من (ميلانو).
فقد طارت برقية إلى الأنامل، أخ سلبه الموت موضعا، ولو أنهن ظلمن أنفسهن بميعاد فما خسرن اللقيا.
لقد كانت ثروة طالتهما بعد دهور في الفقر قاصرات، وقفن ينظرن لهفة العاشق، تنبس بها كل ظلة في الوجه.
وناظرتها عين ثالثة معهما، يسرها القدر ناقد باحث في الأرجاء عن مبدع لقد صرخ:" إنها تحفة (المولينيزا) تولد من جديد.
وتلقفها واضعا إياها في متحف الفن، ووزنت بقدر دافق من المال، عنون لإبراهيم.
طفقت تجد تجول في الطرقات، شكت لرمل الشاطئ وعشاق المكان، فوصفوه لها جالسا يرسم هاهنا.
فافترشت الأسوار، وقد تقاسمت:"أن بلهفتها تنجو من سخط عاشق، ودموع عينيها تشق الوجنتين."
بلهيب العشق مضت ساعات، وما أتى أزف الليل أن يستر ظلمة المكان ظلمة غيمه.
آذن لها هيجان البحر العودة، لفت نفسها بنفسها هائمة في الطرقات تتلاشى، ما أوقفها سوى صدى حسيس الخطى، تلفتت فما أخطأت رسم الخطى، عاشقا ثملا بالانكسار.
ارتمت عند قدميه باكية، تمطرها السماء تغسل ما يشوب النفس من الأوجاع.
تلقفها جاثمة يداعب خصلاتها الذهبية، مقبلا الجبين يلفها مندسين في حب فار فما اهتدى.
حينها آذن زواجهما إكليلا فكانت جائزته ثمنا لشرعية وجوده، بذرة لأبناء تجنسوا وتجانسوا في تراب الغربة أجسادا وأرواحا.
فتلك ترتيلة مهاجر رسمت له تقاسيم القدر أهلا ومستقبلا، ما كان ليكون له في ارض منبته حتى لو سقم.

قصيدة " أوراق لم تسقط في نوفمبر" للشاعر / محمد الكاشف الفائز بالمركز الثالث في شعر الفصحي " المستوي الأول "

أوراق لم تسقط في نوفمبر
للشاعر /محمد الكاشف 
  الفيوم

يا أم المؤمنين
والنبي المعصوم
منين الإيمان بيكون ؟
والوطن
من فعل الحنين محروم ؟
منين القلب راح يبقى ؟
والنبض م الوجع مهزوم
منين هانكون ؟
والغربة دايره ع القلوب بالزيف
وبِتقَطّع حبل الأمل بالخوف
والشوف
زي النْفَّس مخطوف
وبيمشي في الضلمة بالأمر والتكليف
والعيشة لو في رغيف
يبقى الكلام محروق

مخنوق
من صاحب الساقية
ومن عقد النخاسة
ودخول القفص بالدور
وعمر النور ما زار عيني
ولو زارها لابد م التفتيش
إزاي يعيش الحق في الضلمة ؟
وإزاي يكون الحلم بالتهميش ؟
أو تترفع كل المصاحف وتفوض التحكيم ؟
الشرع في التعتيم ؟
ولا الهروب موصوف ؟

الرب لو بيشوف
ما كانش ساعتها يبقى كفيف
الرب بالعمى محذوف
الرب جوه القلب زي الملح في جروحنا
وزي الخرس وقت الكلام والبوح
الرب لو في الروح
ما كانش مات
واحترف السكات
"من تمانية وعشرين سنة"

دابت ملامحي جوه براويز الخشب
واتنهب مني اللي فات
واتسلب كل اللي جي
واتصلب
على جزوع النخل قلبي من سكات
واترمى عقلي في شتات
زي النبات
اللي القدر سابه فريسة للوهن والموت
مُضطر للهجرة
والبُعد عن زحمة الملكوت
وعن واقع حال المدينة
والعفن اللي سكن كل البيوت
ولو ع الصوت
فياريت يفوت من زحمة الأيام
اللي بتكسر نِفس اليتيم م الهم

مربوط في ايدي الدم
واللعنة والبركات
عشان الناسوت يفضل لاهوت
في الأرض والسماوات
عشان صلاة الجنازة
وصوت الحسين
وقراءة الفاتحة
والباقيات الصالحات
عشان الأمل
وأنتِ الأمل اللي بيسقي لهفتي
وبيحضن الدعوات
عشان الحياة أبداً ما كانت موت
والمساومة ع الحياة
جوه أبعاد التابوت: سرقة
والسرقة مرار في الغربة والترحال
وإسألي العمال

وإن كان ماليش إني أحاسبك
ف ليا وفي حضنك: صليب
خلاني في كف الأرض
وفي كفك
يقين ممدود
ومولود زي الفجر من المادنة
والنظرة والتسبيح
وقت اللقا والعود
موجود المطر في الحلم
والحلم في الحالتين حقيقة
والحقيقة هي أنتِ
- لو تعرفي -
وبيكي بأكون

قصيدة " بديل الحب " للشاعرة / رشا الفوال الفائزى بالمركز الثاني في شعر العامية " المستوي الأول "

‏رشا الفوال‏
قصيدة" بديل الحب"

للشاعرة رشا الفوال ..الدقهلية 

طحنت البن ف عروقى

وصبيتهوله جوه الحرف

شوق جامح

وجايه ف الضلوع فارده

وحاشده ف قلبى دقاته

وعايده ف روحى ترتيبها

وقايدة شموعى

يوم العيد

بعيد عنه _ _

لقيت الدنيا أعجوبه

فخاخ ياما / ومنصوبه

تجلجلى بتعويذه

ولاتواسى

أكتف فى القفص حالى

وإحساسى

بعُمر صموت

وكنت هاموت أنا ف بُعده بعفوية

ولسه / باموت

عديم الجدوى ليه قلبى ؟؟

وقبلى لذه حسيتها

نهود ياما / ومليتها

ومتململ كمان منى

وراجع تانى يندهنى

من الأول

وبيطول لُقا ف عينى

وأعصابى

وشاف الورده ف كتابى

ندانى خياله فى البدايات

متاهة ضى دخلنى

ماليها صراع

متاهة _ _

بس محبوكه كما الأضلاع

مِحن ياما /

وبوصلة وجد

فى إتجاهاته مجهوله

صحارى

بس مأهوله هوى وحكايات

بديل الحب إيه يعنى

سوى الأنات

قصيدة " كم أود " للشاعرة / مرام الأمين . الفائزة بالمركز الثالث " مستوي أول "

                     
  كم أود 
                               للشاعرة / مرام الامين
                                                                        القاهرة
كم أود... أن أكتُبَ كل ألامي في نصوصٍ مقدسةٍ وأحملُها للسماء لأتخلصَ من أعبائي وسأضعُ بين صفحاتها الرسائلَ والذكرياتِ القديمةِ المؤلمه ,وكم أود... أَن أنتقِم َلنفسي ممن أطلقَ رُصاص النظراتِ في جسدي أو حاولَ أن يخدِشَ سريتي ,وكم أود ...أن أُلغي كل ما يصادرَ لشعوري حريتهُ وأَنتزعَ القشور التي كونها مجتمعٌ يجهل الأنثى ثم أُلملمَ كل تفاصيلي وأرحل عائدةً الى مكانٍ بعيد لعزلةٍ سأخلقها في زمانٍ نبيل حاملةً لغةً حره تستطيعٌ فكَ رموزِ الحياه وأٌصبحَ كقسيسةٍ طاهرةٍ ترفعُ صُلبانها للسماءِ وأَنظرُ مستسلمةً للرب وأجلدُ روحاً مذنبةً وأسلخُ جلداً يذكرني بالخطايا.......وسَأخلعُ عاريةً وأهيمُ لأتركَ بلداً قُهرتُ فيها وأُدمرً قيوداً وأُكسِرَ أطواقا ًوأُهشمَ أقفاصاً وأطير , وكم أود... أن أكتبَ ملحمةً وأُمارسَ وهماً جميلاً و أَتعدى حدوداً وضعت وأَتمادى وأفنى وجوداً حيث الحياةُ حياه بلا عَقائدَ ولا أديان والكذبُ هو الحقيقةُ المؤديةُ الى اللامنتهى ....