‏إظهار الرسائل ذات التسميات مناقشات نقدية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مناقشات نقدية. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، مايو 24، 2011

مناقشة : لم تذكرهم نشرة الأخبار/وقائع سنوات التيه : لانتصار عبد المنعم بقصر التذوق



يقيم مركز النقد الأدبي،وصالون العشماوي بقصر التذوق بسيدي جابر بالاسكندرية ، الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء الموافق 25مايو 2011
ندوة لمناقشة رواية الروائية والقاصة / انتصار عبد المنعم

... لم تذكرهم نشرة الأخبار/وقائع سنوات التيه

الصادرة عن دار العصر الجديد بالقاهرة ، بحضور الأستاذ الدكتور السعيد الورقي ، و الناقد الأستاذ شوقي بدر يوسف، والأستاذ الدكتور محمد زكريا عناني

وإلى جانب الرواية فقد أصدرت الكاتبة مجموعة قصصية "عندما تستيقظ الأنثى" عن المركز الدولي للتنمية الثقافية، ومجموعة "نوبة رجوع" التي صدرت مؤخرا عن "دار الكفاح" بالسعودية وشاركت بها بمعرض الرياض الدولي للكتاب ، وقد حصلت الروائية والقاصة انتصار عبد المنعم هذا العام على المركز الأول في مسابقة احسان عبد القدوس للقصة القصيرة عن قصتها " تنويعات على ذات الرحلة"

الخميس، أبريل 21، 2011

مناقشة رواية لم تذكرهم نشرة الأخبار/وقائع سنوات التيه بمركز التذوق بالاسكندرية




يقيم مركز النقد الأدبي بقصر التذوق بسيدي جابر بالاسكندرية ، الساعة السابعة من مساء يوم الأحد الموافق 24ابريل201
ندوة لمناقشة رواية الروائية والقاصة / انتصار عبد المنعم

... لم تذكرهم نشرة الأخبار/وقائع سنوات التيه

الصادرة عن دار العصر الجديد بالقاهرة ، بحضور الأستاذ الدكتور السعيد الورقي ، و الناقد الأستاذ شوقي بدر يوسف، والأستاذ الدكتور محمد زكريا عناني

وإلى جانب الرواية فقد أصدرت الكاتبة مجموعة قصصية "عندما تستيقظ الأنثى" عن المركز الدولي للتنمية الثقافية، ومجموعة "نوبة رجوع" التي صدرت مؤخرا عن "دار الكفاح" بالسعودية وشاركت بها بمعرض الرياض الدولي للكتاب ، وقد حصلت الروائية والقاصة انتصار عبد المنعم هذا العام على المركز الأول في مسابقة احسان عبد القدوس للقصة القصيرة عن قصتها " تنويعات على ذات الرحلة"

الثلاثاء، أبريل 19، 2011

"أحزان الشماس" بقصر ثقافة عين حلوان الخميس المقبل





 بوابة الاهرام /  وفاء نجم


يقيم قصر ثقافة عين حلوان بعد غد الخميس ندوة لمناقشة رواية "أحزان الشماس" للروائى سعيد نوح، والصادرة مؤخرًا عن المجلس الأعلى للثقافة.
يدير الندوة الناقد والروائى سيد الوكيل ويشارك فيها الناقد الدكتور محمود الضبع والباحث حمدى سليمان للحديث حول أحداث الرواية عن أحد الأديرة فى جنوب مصر من خلال تتبع مصير "جرجس" الصغير ذى السنوات الإحدى عشرة والفاقد للبصر والذى يذهب مع أبيه ذات يوم لزيارة الدير للوفاء بنذر كان الأب قد نذره يوماً، ويستمع الصغير جرجس للمرة الأولى لأغنية "الأم الحنون" من الشمامسة والرهبان، وقع فى قلب الصغير نداء غريب، وتمنى الانضمام إلى الدير، وتحدث مجموعة من الصدف لتتحقق الأمنية ويصبح جرجس شماسًا صغيرًا فى عهدة أب الدير، الأب بشاى الذى حلم به ذات يوم بعيد قبل حضوره إلى الدير بتربيته لشماس ضرير.

الجمعة، أبريل 15، 2011

مناقشة - إغواء يوسف - لعمرو العادلى فى ورشة الزيتون


برعاية الأستاذ شعبان يوسف تقيم ورشة الزيتون ندوة لمناقشة رواية اغواء يوسف للأديب عمرو العادلي ويدير اللقاء الدكتور محمد ابراهيم طه
ويناقش الرواية ...د. ثناء أنس الوجود د. يسرى عبد الله والناقد الشاب أ. عمر شهريار
وذلك فى تمام السابعة مساء الاثنين الموافق 18 ابريل 2011 بالورشة
والجدير بالذكر ان الرواية صادرة عن دار ميريت للنشر كما أنها الاصدار الرابع للأستاذ عمرو علي العادلي بعد كل من
خبز أسود ـ مجموعة قصصية ـ عن دار ملامح للنشر 2007
جوابات للسما ـ مجموعة قصصية ـ دار ملامح 2008
فيل يتدرب على الإنسانية ـ رواية بالعامية ـ دار ملامح

الجمعة، أبريل 08، 2011

مناقشة شوارع سالم فى ورشة الزيتون للاديب محمد ابراهيم محروس




تعقد ورشة الزيتون ندوة لمناقشة المجموعة القصصية شوارع سالم برعاية الاستاذ شعبان يوسف والمجموعة صادرة عن دار رواية للنشر والتوزيع للأديب الشاب محمد ابراهيم محروس وذلك يوم الاثنين الموافق 11 ابريل 2011 فى تمام الساعة السابعة مساء بمقر الورشة
المتحدثون د. محمد ابراهيم طه أ. أحمد عبد الحميد النجار أ. عمرو على العادلى ويدير اللقاء سامية أبو زيد"

الجمعة، ديسمبر 17، 2010

مناقشة "شهية طازجة" بمكتبة "أ"




 اليوم السابع / سارة عبد المحسن

تقيم مكتبة "أ" حفلاً لتوقيع ومناقشة المجموعة القصصية "شهية طازجة" للكاتبة رنا جعفر ياسين والصادرة مؤخراً عن مؤسسة شمس للنشر فى الساعة السابعة والنصف مساء اليوم بفرع المكتبة بمصر الجديدة.

يعد هذا الكتاب المجموعة القصصية الأولى للكاتبة بعد أن صدر لها من قبل أربع مجموعات شعرية، ونص مسرحى، وتضم المجموعة 21 نصًا قصصيًا، مقسمة إلى قسمين: بوصلةٌ للصراخ.. بوصلةٌ للصدى/ اللحظة الأولى لمخاض التوت.

جاءت نصوص المجموعة أقرب إلى شهادات روحية بالغة التعبير عن مأزق وجودى من نوع مختلف، لا يتعلق هذه المرة بعذابات فكرية وفلسفية، بل باستحالات واقعية تتحول معها مصائر البشر إلى ضرب من المصادفات يحددها القتل الوحشى ويرسم خطوطها على النحو الطافح بالمرارات، ليصبح الإبداع مسوقًا بكليته نحو محاولة ما لمقاومة الموت، بالكتابة المفتوحة على نزف الروح وجروحها.

الأربعاء، ديسمبر 15، 2010

مناقشة _ واحد يمشي بلا اسطورة ..للشاعر أشرف البولاقي


كتب / الشاعر محمود المغربي

عقدت مساء الثلاثاء 14 ديسمبر الجاري ندوة أدبية بنادي أدب قصر ثقافة قنا لمناقشة ديوان الشاعر أشرف البولاقي حيث أدار الندوة الشاعر فتحي عبد السميع الذي رحب بالحضور وبالناقدين الأستاذ محمود الأزهري والأستاذ مصطفى جوهر الذين تناولا ديوان " واحد يمشي بلا أسطورة "


وقد تعرض الشاعر محمود الأزهري في قراءته لاستلهام التراث في الديوان عند الشاعر


بينما تناول الشاعر مصطفى جوهر آلية القناع عند الشاعر


وقد أجمع الباحثان على رمزية مفردة " البحر " في القصيدة المطولة / الديوان .. وقد دار نقاش مع الحضور حول ما طرحته القراءاتان وحول ما طرحه الديوان من أفكار ومفاهيم وتصورات


وقد ألقى الشاعر أشرف البولاقي مقاطع من الديوان


حضر الندوة عدد من شعراء وأدباء مدينة قنا منهم الشاعر محمود مغربي والشاعر عبد الحميد احمد على والشاعر حمادة القاضي والشاعر حسن خلف والأستاذ عبد الشافي عبد الحميد وآخرين

السبت، نوفمبر 27، 2010

مقتنيات وسط البلد ......بالكتب خان



تقام في الثامنة مساء الاحد 28/11/2010 مناقشة كتاب الشهر - مقتنيات وسط البلد - للكاتب مكاوي سعد وذلك بالكتب خان والدعوة عامة

الاثنين، نوفمبر 22، 2010

مناقشة رواية الفصول الثلاثة للكاتبة رباب كساب


ينعقد مساء الاحد 28/11/2010 المناقشة النقدية لرواية الاديبة رباب كساب تدير المناقشة الأستاذة هالة فهمي رئيسة شعبة القصة والرواية باتحاد الكتاب
ويتحدث عنها الشاعر والناقد صبري قنديل والناقد عمر شهريار
وذلك بمقر اتحاد الكتاب بشارع حسن صبري بالزمالك في تمام السابعة

الجمعة، نوفمبر 12، 2010

حالات تمرد في نادي أدب الفيوم

في مناقشة المجموعة القصصية للدكتور / مخلص أمين:-

تلاشي النظريات الأدبية أمام عفوية الابداع






















اقام نادي أدب الفيوم ندوة لمناقشة المحموعة القصصية الثانية _ سيمفونية التمرد _ للقاص الدكتور مخلص أمين بقصر ثقافة الفيوم 
ناقش المحموعة الشاعر الكبير محمد حسني ابراهيم والقاص والروائي محمد جمال وكانت مداخلات الادباء والحضور
بدأت الندوة بقراءة القصة الاولي في المجموعة _ فتح الباب _ ثم كانت الدراسة النقدية للشاعر محمد حسني والتي استطاع من خلالها القاء الضوء علي محاور المجموعة التي تركزت في حالات التمرد المتنامية كملمح رئيس في معظم قصص المجموعة مشيدا بقدرة مخلص امين علي السرد لطرح الفكرة واشراك المتلقي بسهولة واجباره علي مواصلة القراءة لما تتمتع به المجموعة من جاذبية وكان مأخذ الشاعر محمد حسني علي المجموعة هو التقريرية الواضحة في العديد من القصص 
ثم كانت الدراسة الثانية للقاص والروائي محمد جمال الدين الذي أكد في البداية علي روح الدكتور مخلص الوثابة والذات القلقة ورفضه فكرة المؤامرة واعتبر جمال ان قصة _ طعنات الحب _ من افضل قصص المجموعة لما تتمتع به من حس رومانسي وتوقف بالفحص والتأمل امام قصة _ لماذا يا جبلاوي _ لاقحام الايدلوجية الخاصة بالكاتب في القصة ومحاولة انسنة الجلاوي _ الرمز _ في معارضة اولاد حارتنا للاديب الكبير نجيب محفوظ
ثم تحدث الروائي محمد جمال عن بنية السرد الرائعة في المجموعة بشكل عام لكنه المح الي عدد من مثالب المجموعة واهمها الحوار الذي يأتي بالفصحي علي لسان طفل وبعض العبارات الزائدة التي تمثل عبئا علي السرد وكذلك بعض الاخطاء النحوية التي ارجعها الي عدم المراجعة من قبل دار النشر اثناء الطباعة
ثم قرأ الدكتور مخلص قصة _ لماذا يا جبلاوي _ وبعدها كانت المداخلات التي بدأهاالاستاذ / معوض يوسف وهو من متذوقي ومحبي الادب ثم جاءت مداخلة الشاعر مصطفي عبد الباقي والشاعر حازم حسين واختتمت المداخلات بالقاص عصام الزهيري
ادارالندوة صبري رضوان

الخميس، نوفمبر 11، 2010

سيمفونية التمرد والعودة الى الرحيل....قراءة للشاعر محمد حسني في مجموعةالاديب مخلص أمين القصصية



الشاعر / محمد حسني إبراهيم





فى مجموعتة الثانية سيمفونية التمرد يقدم لنا د مخلص امين نموذج متعد للخروج والتمرد على حالة الصمت او السكون او حالة الاستمرارية فى الشىء ذاته وعدم الحلم بالتغيير فى البداية يضع قصته فتح الباب ليعبر لنا بشكل او بأخر انه اتجه مباشرة الى المطلق والتمرد من وجهة نظره حتى وان كان لايعلم ماذا سيحدث هو جل همة فى التمرد على وضعة الصامت داخل القفص الذى كان يضمة هو وامة واخوة ذلك العصفور الذى رفض ان يكون على شاكلة اخية ويسلم بالأمر الواقع ويقبل كل مايحدث له من حبس ومن احداث اما هو فقد كان يأمل فى التغيير بأى شكل كان تارة فى الولوج الى المطلق وتارة فى التفكير فى الغائب عنه من اكتشافات جديدة وعوالم متعددة بعيدة عن جدار القفص الحديدى الذى يحد روحة من الانطلاق ولا يخرج منه الا بالموت0

هى الحياة احيانا وهى الجدول اليومى المعاش لكل منا احيانا والقفص الحديدى ماهو الا منهج او برنامج وضع لكل منا لا يحيد عنه الا بالموت كما قلنا سابقا لكن كل من يشغل باله بالتفكير فى ماهية الاشياء هو متمرد بطبيعتة كما اسرد لنا على لسان العصفور( حتى لو خرجنا احياء سينتظرنا حتما المجهول افضل عيشنا المعلوم على مجابهة المجهول) هى الشخصية السلبية القابعة داخل جدارها الرافضة للتمرد ام مايحاول اكتشاف المجهول فهو المتمرد بطبيعتة وهو يتضح فى الحوار بين العصفورين وتمتد السلبية الى درجة بعيدة عندما تدخل يد الرجل لتمسك بالعصفور المتمرد وينظر للباب فيجده مفتوحا ويصيح فى اخية ان يخرج لكن الخوف من المجهول لدية جعله خائف رافض لاكتشاف عالم جديد لكنه يصر على الهروب ويحلم باكتشاف المجهول اى كانت النتائج ( ما أحلاك ايها المطلق)

يتخذ هنا الكاتب العصفور وحياتة معادلا موضوعيا للقياس بها على الحالة الانسانية وانسنتها بكل الحالات الحياة جدار العلم والاكتشاف والمغامرة هو التمرد وتمتد حالات التمرد فى تداعى مستمر ليدخل بنا الى القصة الثانية ولما لا لنجد تمرد بشكل مختلف فى الطرح والمعالجة مختلفة تماما هم الاخوة الملتزمون بكل القواعد العقلية التى تقول بشكل واضح ان الانتاج لابد له من ادوات وهم يأخذون بكل الأدوات ويعملون بجد لكنهم لايجدو ثمارا للزهور فى حين ان اصحاب الحديقة المجاورة ومن وجهة نظرهم كما يقولوا مجانين تثمر زهورهم بانواع جيدة لكن تصرفاتهم تبقى غريبة الى حد ما وفى ختام القصة يقرر السارد للقصة وهو الاخ ان يضرب اريكته بعد ان يقول جملته هل نتمسك بالعقل الذى عايشناه أزلا ام نتمرد ويأتى تصرفة مجيبا على استفساره وكأه رد عمليا على الاستفسار ليقول لا أعلم ماذا انتابنى وقد هويت ببلطتى على الأريكة لأحيلها الى ركام



وتستمر بنا حالات التمرد المتعددة طيلة المجموعة ففى قصة نظرية الملك نجد التمرد بمستوياتة المختلفة نجد الملك الذى تمرد على الحاشية ليكون هو الحاكم الآمر ومنذ البداية نجد انه تخلص من الحكيم كى لايكون هناك عمل للحكمة ولا للمعرفة وقد تخلص منه لان الملك شعر فى تمرد بسيط وضح من الانحناء البسيط للحكيم تصرف جعل الملك يشتاط غيظا وكان سببا لنهايتة هنا نلمح بعدين للتمرد البعد الأول هو عدم الانصياع لما يقوله الملك والبعد الثانى هو نهاية اعمال العقل والحكمة كى يسود حكم الفرد وهو الملك رغم اختلافة لاصول المعرفة والعقل0

ونجد تمرد آخر من التلميذ آدم الذى وضع الحصاوات وعدها بنفسه لكن المدرس اكد على انه على خطأ وقام بعقابة اشد عقاب كى يأمن شر البصاصين لكن التلميذ يكبر وتكبر فكرة التمرد لدية الى ان يقابل الأمير ويحدثه ويقنعه بعكس النظرية وهنا تكبر ثمرة التمرد لدى الامير نفسه فيرد على الملك ويحاول اقناعه لكن لايستطيع وفى نهاية هنا اعتقد انها بانوراما كبيرة لصنع التمرد على المستوى الفعلى ليشتعل الشعب كله تمردا ووهنا يضع الكاتب نموذج يمكن تطبيقة كى نكون متمردين او بالأحرى ايجابيين تجاه وجودنا فى الحياة وكيف نؤمن ونصدق كل ماهو مقبولا وفق معايير معرفية محددة وثابتة ويستمر ايضا فى سرد اشكال متعددة للتمرد والصراع الأزلى بين الخير والشر الحب والكراهية فى قصة طعنات الحب نجد عاطى الفقير يعطى كل مالدية كى يغير الناس بطريقتة الذى اعتقد انها صحيحة ودافع عنها حتى انه مات من اجلها وقد بلغ الصراع الدرامى ذروته حينما ذهبوا جيرانه واصدقائة ليزوروا من قام بقتلة فى السجن ويقولوا له بكل بساطة ان عاطى نفسة لو كان قد عاش لكان فعلها وهنا بالحب استطاع ان يجعل هنداوى القاتل رافض حياته ومتمرد عليها متمنيا الموت على ان يعيش بعذاب ضميره 0

وفى حالة التمرد هذة يستمر الكاتب فى عزفة المتصاعد قصة تلو الاخرى كى يجسد لنا كل انواع التمرد وفى قصة المتخلف ياتى بها على لسان طفل فقد ابوه

وبعدها يفقد الام ليجد نفسه وحيدا متعرضا لكل انواع الاضطهاد من زوجة عمه يجد الكبت النفسى والعصبى يسيطر علية ويجعله يهرب الى حيث المكان الذى كان يشعر فية بكآبة ليجده مكانا مريح ويجد فى آخر القصة يد محسن ونعى كيف ينتقى هنا الاسم بمعنى ودلالة مهمة تعطى للشخصية ابعاد محددة ويآتى فى نهاية المجموعة بقصة سيمفونية التمرد وهى عنوان المجموعة لنجد العزف الجماعى فى سيموفنيته ينبعث من صراخ الأم لينتشر بين افراد الشعب وينتقل الى جنود الكاهن ويكتشفوا ان مايعظموه على انه إله ماهو إلا صنم والصنم هنا يعبر عن قمة التخلف والانصياع الاعمى لكل ماهو حاكم على النفس البشرية من ادوات او افراد ويستفيد د مخلص من تراثة الانسانى بشكل كبير فى المجموعة وايضا يستلهم بعض من التراث الدينى ففى قصة سيمفونية التمرد نجد التشاكل والتباين فى القصة مع سيرة عيسى علية السلام فهو المخلص وكان الطفل ايضا مخلص لكل الشعب من اوهام الكاهن كذلك رمزالام فى القصة كلها اشارات تعطى دلالات ذات معنى وثيق بالمعتقد الدينى الانسانى

وفى النهاية لابد ان نؤكد على حقيقة حرص عليها الكاتب من خلال المجموعة وهى حقيقة العلم والمعرفة والتأمل والعمل على اعمال العقل وهذا ما اتضح من جوانب فلسفية واضحة فى كل المجموعة فهو عمل متكامل على مستوى الفكرة التى تتصاعد وتنمو لتحس الناس على اكتشاف الغيب او معرفة المجهول حتى ولو كان به شىء من المغامرة 
مرسل بواسطة صبري رضوان
الايميل /                                  sabry_6000@hotmail.com           

السبت، أكتوبر 23، 2010

علشان السنارة تغمز.......كتاب لامل محمود

تنظم مكتبة "أ" ندوة لمناقشة وتوقيع كتاب "علشان السنارة تغمز" للكاتبة أمل محمود، وذلك يوم الأحد المقبل فى الساعة السابعة مساء بمقر المكتبة بالزمالك.

يذكر أن "علشان السنارة تغمز" كتابا اجتماعيا تتناول فيه الكاتبة عدة تجارب عاطفية تعرفت عليها من خلال عملها كمستشارة للعلاقات الإنسانية، وتقول فى مقدمة كتابها "الكتاب ده عبارة عن قوانين لازم كل بنت تعمل بيها لو عايزة تلاقيلها حوت.. درفيل.. أو حتى قرموط يشبك فى سنارتها.. ولازم كل ست تطبقها فى حياتها الزوجية لو عايزة تعيش سعيدة وتصطاد جوزها تانى وتالت من أول وجديد".


وأمل محمود كاتبة وشاعرة تعمل بإحدى المؤسسات الصحفية، إلى جانب عملها كمهندسة ديكور وفنانة تشكيلية.

اليوم السابع 

الأحد، أكتوبر 10، 2010

في مناقشة القاص عصام الزهيري........: مقاربة للشاعر صلاح علي جاد



اقيمت مساء الخميس 7/10/210المناقشة النقدية للقاص عصام الزهيري في مجموعته القصصية _ مسامرة جيدة لأرق طويل - وكانت مقاربة الشاعر صلاح جاد احدي الاوراق النقدية الهامة المقدمة في هذه المناقشة


مقاربة لمجموعة "مسامرة جيدة لأرق طويل" للقاص المبدع عصام الزهيري



الشاعر صلاح جاد





بداية يقول السارد:

"يراودني شعور قديم باليتم، ويدهمني الألم، كأن من سقط من شرفة الدور الرابع على رأسي كان هو أبي.." – من قصة "السقوط من أعلى"

هل كان يجب أن تكون بداية قصص المجموعة بهذه القصة..لست أدري!!

**

بعد "انتظار ما لا يتوقع"، و"حكايات البنات"، و"عيار طائش"، أصبح الزهيري متمرسا وخبيرا في كتابة القصة القصيرة، يجمع باقتدار بين كتابة التجربة وكتابة المثقافة والمزج بينهما أيضا. فالكاتب المتمرس يحتاج دائما إلى فيوض تجربته وإلى عصارة ومخزون ثقافته ليفيد موهبته، ويضيء عالمه.

في مجموعته الرابعة "مسامرة جيدة لأرق طويل" (التي تخيّر الزهيري قصصها الثمانية عشر بعناية فائقة من بين عشرات القصص تربو على الخمسين) تتجلى لنا وبوضوح تام سمات الكتابة القصصية والملامح الأسلوبية التي يتميز بها الزهيري في صياغة رؤيته للعالم حين ينعكس على مرآة ذاته، وسأركز على هذه الملامح والسمات التي تشكل مجموعته الرابعة باعتبارها آخر ما كتب.

**

تتبدى للقارئ بوضوح تام سمة السرد التسجيلي أو خصوصية تسجيلية السرد في قصص المجموعة، وهي ظاهرة تمثل قاسما مشتركا بين كتاب القصة القصيرة والرواية، حيث تجد العناية والولع بسرد التفاصيل الدقيقة، تفاصيل التفاصيل، والأمثلة على ذلك شائعة عند كتاب كثيرين منهم خيري شلبي والغيطاني ويحيى الطاهر عبدالله. يقول السارد في قصة "لسعة كرباج سوداني" (ص62): "وفي اليوم التالي خرجت البنت إلى بيت أمها تحمل رغيفا. البنت اسمها رقية، صغيرة قصيرة نحيفة، ترتدي ثوبا متسخا مفتوحا عند الصدر، يستحيل تحديد ألوانه، إذ يمتلك الثوب ألوانا كثيرة كبقع مفرطحة متداخلة الحدود وحائلة، كما أنه قصير تبدو منه عراقيب ساقيها السوداوين النحيلتين.."

ويقول في قصته "دفء من أجل نبيلة" (ص57) والتي أعتبرها من أجمل قصص المجموعة: "الزوج كان مدرسا في التعليم الابتدائي، لم يكن بينهما فارق ملموس في التعليم فكلاهما تحسب شهادته على فئة التعليم المتوسط، رغم أن دبلوم المتعلمين المتوسط الذي حمله الزوج يزيد بعامين عن دبلوم التجارة المتوسطة الذي تحمله نبيلة، غير أن ذلك لم يصنع من الفارق ما صنعه بعمق ماضي أمها الراقص.."

**

ملمح أسلوبي آخر تمتاز به قصص الزهيري هو التركيز على والاحتفاء بالمنبوذين والمشوهين والهامشيين سواء تفاعل السارد العليم مع أبطاله هؤلاء أم اكتفى بالحكي المحايد عنهم وعن عوالم جحيمهم. ونعثر على ذلك في قصص "شرفة لبلحة واحدة"، و"لسعة كرباج سوداني"، و"دفء من أجل نبيلة"، و"يحدث أحيانا"، و"مجنون الشرفة". في هذه القصص التي تطل على عوالم المهمشين في غير قليل منها عبر فضاء الشرفة، سواء كانت هذه الشرفة مسرحا للحدث كما في قصة "السقوط من أعلى" أو مكانا مفضلا للفرجة على العالم وأيضا التعليق الساخر عليه

في غير قصة من قصص المجموعة يتجول السارد بقارئه عبر فضاء ذاكرة مثقلة بالرعب، سواء باحتفاءات السرد بقصص العفاريت والجان أو بالكوابيس الغريبة أو بالأحداث الغرائبية. وتمتد هذه الذاكرة زمنيا منذ الطفولة حتى لحظة الكتابة نفسها. بدا ذلك في عدة قصص منها "أمور ثعابيني"، و"لقاء مع العجوز"، وحالة".

واعتقادي هو أن السرد هذا العالم الكابوسي المرعب يريح الذاكرة – ذاكرة السارد والقارئ معا – من مثل هذه المخاوف الطفولية ويحرر الإنسان منها وإلى الأبد.

ختاما، أتمنى أن يطالعنا الزهيري وقريبا بروايته الأولى بعد أربع مجموعات قصصية تمهد له الطريق لكي يتبوأ مكانة يستحقها في كوكبة السرد الجديد.

الأحد، أكتوبر 03، 2010

قراءة في ديوان " السما يتمطّر أرواح " للشاعر محمد حسني إبراهيم : الرومانسية تتعطر بالكونية د. مصطفى عطية جمعة




الشاعر / محمد حسني ابراهيم
الناقد الدكتور / مصطفي عطية جمعة


عندما نطوف بقصائد ديوان " السما يتمطّر أرواح "( ) لمحمد حسني إبراهيم( ) يثور تساؤل :هل هناك عودة أخرى إلى الرومانسية ؟ يطرح هذا الاستفهام مع انشغاله انشغالا كثيرا بقضايا المجتمع ، وهموم الأمة ، وعناء الوطن ، وفاضت بها الكثير من قصائده . ولكن هذا الديوان يشكل حالة جديدة من الرومانسية ، وهي ليست جديدة على الشاعر ، فهي منبثة في ثنايا نصوصه منذ تجاربه الأولى ، ولكنها هنا تأخذ طابعا جديدا ؛ يكتسي بأريج النضج العمري ، وينضح بالحكمة التي تشربت بها نصوصه ، وهي حكمة من الحياة وتراكم التجارب ، وكأنه بعدما تخطى مرحلة الشباب – سنيا – يعيد قراءة العشق بروح جديدة . يقول :
وأنت ماشي فارد دراعاتك على الآخر
وتسيب كل تفاصيلك
وتتأمل الحيطان والشبابيك وكل رسمه مرسومة بالظبط
" فارد دراعاتك " تعبير يعبر عن عشق الحياة ، والرغبة في المزيد منها، والعبّ من لحظاتها . ومن ثم ينقلنا الشاعر إلى حالة الصورة التي سنجدها في أساسا في بنية الديوان الجمالية ، ولكنها ليست صورة تقف عند حبس الظل، ويبدو البشر فيها ثابتين متجمدين ؛ إنها صورة الحياة بكل ما فيها من لحم ودم ومشاعر، وبدأ رسم الصورة من الذات الشاعرة " تسيب كل تفاصيلك " ، ثم يتأمل الجمادات والأشياء من حوله " الحيطان والشبابيك "، وما حوته من رسم ، والذي في الواقع شواهد على تجارب سابقة ، اختزنتها أعماق الذات . يقول :
ف صفحة من كشكولك القديم
اللي عدى عليه عمرك كله
تطير معاها بكل هدوووووء
وتحاول تكلمها ... تقرب منها ... هي روحك
وأنت بكل بساطة مش بتحلم ولا ماشي ف
معرض صور
أنت بتبص جوه روحك بس بجد ( )
" الكشكول القديم " هو الوجه الآخر من رسوم الحيطان والشبابيك ، وكأن الذات الشاعرة تستند على رصيدين وهي تلج هذه التجربة الجديدة ، تجربة العشق في مرحلة النضج ، وقراءة الذات والأنثى بروح كونية كبرى .
بناء الديوان :
هذا الديوان تجربة جديدة في مسيرة محمد حسني ، فقد كان ديدنه - مثل جلّ الشعراء - في إنجاز دواوينه السابقة ؛ انتخاب أفضل قصائده وتجميعها وتنسيقها في ديوان ، ولكننا هنا ومنذ النظرة الأولى على فهرس النصوص نلاحظ أنها تعبر عن حالة شعورية وشعرية واحدة ، وكأنها كتبت بنفس واحد ، في زمن متقارب ، وبنفس شعري جمالي واحد ، وبتعبير أدق " إنه ديوان النفس الواحد " . وهذه تجربة تضاف إلى رصيد الشاعر جماليا ، وتعبر عن منجز شعري فريد ، في شعر العامية الآني، فمنذ زمن بعيد لا نجد الديوان /القصيدة ، وندر من يكتب هذه التجارب لأنها تتطلب حالة من الوجد والمعايشة المستمرة التي يصعب على الشاعر أن يعيشها في خضم حياة تأخذ منه أكثر مما تعطي .
ومن هنا ، يفهم الديوان بمدخل رأسي ورؤية كلية ، يبدأ من عنوانه " السما بتمطّر أرواح " وهو عنوان يعطي دلالة متعاكسة عما هو دارج في معتقداتنا، لأن الروح تعلو للسماء / الرب عندما تفارق الأجساد ، ولكنها هنا تعود إلى الأرض والأحياء . ولفظة السماء تحيلنا إلى مدخل رؤيوي أساسي وهو حالة الكونية في معالجة الخطاب الرومانسي ، وهي جديدة في تناول هذا الخطاب ، حيث تعطي أبعادا إنسانية تتجاوز الفردية والنرجسية إلى كونية كبرى، تخرج من الأرض والجسد وتحلق في السماء . يقول مخاطبا المحبوبة :
" عصافيرك اللي ملهاش غير مكان واحد بره الكون " ( ) ويقول:
" البنت حدودها السما والأرض وكل الكون
ملكوت مجنون يسبح ف حلم بعيد
يديها مني وغنى وحواديت " ( )
ومن هنا ، فإن تجربة العشق تتجاوز حالة التغني بالمحبوبة إلى عالم أكبر، يسبح منا في الملكوت ، فهي ذات سمات سرمدية وحدودها الأرض وكل الكون .
لقد أمطرت السماء أرواحا ، وباستثناء القصيدة الأولى في الديوان التي حملت اسمه ، فإن لفظة " روح " جاءت مضافة إلى كل الأشياء والجمادات والمشاعر ولو أعدنا تقسيم هذا الفهرس لوجدنا أن النصوص موزعة على محاور عدة ، الأول : محور الأحاسيس ، فنقرأ : " روح الحب ، روح الخوف ، روح الروح ، الحبيب ، روح الفراق ، روح الوصال ، روح الوهم " ، ومحور النباتات والمشمومات فنقرأ" روح التوت ، روح العبير ، روح الورد ، روح الصبار ، روح النخل " ، ومحور الميتافيزيقا وغير المعقول : " روح الشيطان ، روح الحلم ، روح الموت، روح الوهم ، روح الصدفة ، روح الخيال " ومحور الأشياء : " روح الأزاز ، روح المانيكان ، روح الكاتشب " ومحور الإنسان : " روح البنت ، روح الحبيب، روح الشفايف ، روح الولد " .
إن المنظور الإسلامي للروح يرى أن الروح ممتزجة بالجسد ، لا تفارقه إلا عند الموت ، وهي كلٌ واحد ، يحوي مختلف الأضداد : الحب والكره ، الخوف والشجاعة ، الرحمة والقسوة ... ، أما هنا فإن الشاعر يستخدم لفظة الروح مضافة إلى أحاسيس أو أشياء بشكل متعمد ، وهذا يعطي دلالة على رغبته في التخصيص وكأنه باحث علمي ، يفصل عنصرا ما في التجربة ، ليفحص آثاره فيما حوله، ويدرسه بشكل كلي . وأيضا فإن الشاعر يتناص مع المعتقدات الفرعونية التي تعاملت بمنظور متعدد ، فقد جعلت لكل تصور أقنوما أو ما أطلق عليه مؤرخو الغربيون " ربا " ، فهناك رب الخصوبة ورب الموت ، ورب الحياة ، ورب الميلاد ، ورب الرزق ، ورب النيل ... ، وهو منظور واضح في عباداتهم ، وهذا لا يتنافى مع توحيدهم للذات الإلهية ، فهي رموز لكل ما هو أساسي في حياتهم من رزق وحياة وموت وعلاقات .
الرومانسية تسبح في الفضاء الإلكتروني :
تمثل هذه التجربة - في بعض جوانبها- تعاطي الشاعر مع عالم الفضاء الإلكتروني ، وقد بات هما وشاغلا للملايين ، هؤلاء الذين وجدوا فيه ملاذا من هموم الحياة ، ووسيلة للتغيير والتعبير والمشاغبة بشكل سري غالبا ، وعلني قليلا . ويبدو أن شاعرنا شغل بهذا العالم ، واستغرقته جوانبه ، فجاءت هذه التجربة معبرة عما فيه ، وهو تعبير يتجاوز العلاقة الشكلانية التي تقف عند حدود الوصف ، إلى علاقة اشتباك يتأرجح بين العراك والحب .
هتاخذ حروفك كلها وترميها على كل
صفحات الفيس بوك وتستنى تعليقات الناس
وتفضل مراقب كل حركاتها مع التعليقات
وهي عاملة انها محايدة تمام لكل حرف بيتكتب
وكمان بتفكر تكتب تعليق وانت شاغل دماغك بس
بكل حروفها ولا يشغل بالك حرف من هنا
ولا هنا ( ) .
هذا توصيف لحال الشعراء خاصة والأدباء عامة ، الغارقين في الإنترنت والعلاقات المستمرة – ليلا ونهارا – التي يتيحها عالمه الواسع ، وهي علاقات تسمح للذات أن تتمدد وتتعملق مادامت التعليقات مادحة مجاملة ، ومادامت هناك أصوات نسائية تطل من خلف صورهن ، تعبر عن إعجاب ؛ بكلمات قد يفهم منها ما يفيد رومانسية بشكل ما . شاعرنا هنا ينثر حروفه / أشعاره في الفيس بوك، لا يشغله من كل التعليقات سوى تعليق لإحداهن ، كان يتلهف على التعليق، وفي الوقت ذاته يرد ببرود ( مصطنع ) على دهشتها من كم شعره المبعثر في الصفحات والمنتديات . إننا نجد لغة شعرية بسيطة ، فيها روح مباشرة واضحة، أقرب إلى الوصف النثري من الإيحاء الشعري ، ولكن المقطع كله دال على حالة من الوجد ، من تعلق الذات الشاعرة وهي تنتظر تعليق هذه الفتاة .
وفي نص " روح الشفايف " ، نقرأ :
تبص بحذر وحنان وتحاول تلزق أول بوسة
على صورة ورق وقعت منك
وأنت بتقلب في دولاب ذكرياتك
وتخاف لا حد يشوفك
...
المهم بجد إنك بتلاقي من جوه دولابك
سحرك .. حواديتك .. وكلامك
ينزل في حروف
يعمل سبحة
تبتدي في غيابها تسبح شوق ( )
في منتصف العمر ، تعيش الذات الشاعرة – مثلها مثل الآخرين – أزمة الذكريات ، وهي ذكريات رومانسية ، تلاشت من الحياة أسبابها ، وتناءى أشخاصها ، ولكن ظلت الذكرى في زوايا النفس ، تخرج من آن لآخر ، حاملة لحظات عبق ورجاء وأمل ، حين كانت الذات في أوج عاطفتها ، وتطلعاتها في الحياة ، وهذا لا يعني خيانة لشريك الحياة ، وإنما تذكّر لأيام مضت في عبير الحياة . وهنا تفتح الذات دولابها : الصور ، الخطابات ... ، وتلصق قبلة خائفة من الشريك الحالي ، ومن ثم تتجمع الذكرى والصورة ، وتتجمع في النفس حتى تكوّن سبحة من العشق ، علّها تعيد ما كان في صدر الشباب .
الصور الزجاجية :
وهذا ملمح جمالي واضح في تشكيلات الديوان المختلفة ، وهو طبيعي ونحن نعيش في عالم الصورة بكل ما فيها ؛ صور زجاجية جامدة في شاشات الحاسوب والتلفاز والمحمول ، وصور فوتوغرافية تزخر بها المطبوعات ونحتفظ بها في ألبومات خاصة ، وصور متحركة في السينما والتلفاز المحمول ، ناهيك عما تختزنه أعماقنا من صور : طبيعية من الحياة ، صناعية من الأفلام القديمة والجديدة التي تفتحت عيوننا عليها . فلا عجب أن نجد شاعرنا يقول :
" يعني إيه حتة مرايا تجرحك وتشر صور "
فعند الجرح لن ينزف الجسد دما ، بل صورا ، كناية عن تضخم الذات / الجسد بكل ما هو مرئي متحرك ، وفي إشارة عكسية إلى سيطرة الصورة لا الفكرة والرؤية على حياتنا . المقولة السابقة ، جاءت مطلعا لقصيدة عنوانها " روح الإزاز " ، وهي تتوحد مع العالم الزجاجي الذي يكبلنا ، نعم فنحن مكبلون خلف زجاج : السيارات ، شاشات التلفاز ، المحمول .. ، وهذا لا ينقل الواقع كما هو وإنما كما يريد مقدموه ومنتجوه ، وتناءت المسافات بيننا وبين الواقع الحقيقي .
عشان كل الصور قدامها بتتقلب تصورت
نفسها بتعرف تصور صح
وكمان تنقل احساس الحياة جوه الصورة
اللي انت ما خدتش بالك منها
وهي كانت بتكوّن شعاع جامد وتبعته
جواك من غير ما تحس ....
خليتك تحس بإن الدنيا بتتلون بلون فرايحي
خليه بمبي
واقعد احسب كان مره تحط ايديك على الصورة
وتحس بانها ساقعة تلج وناعمة
لحد ما تكتشف انها ازاز ( )
وهكذا الرومانسية في زمن الإنترنت : ناعمة باردة ، لأن مصدرها زجاجي، والتواصل يتم عبر الزجاج ، فلا تطمع الذات الشاعرة أن تجد إحساسا حقيقيا من هذه الشاشات الصانعة للرومانسية . فإذا حلّقت الذات بسبب مفردات الوجد والهيام والحب المتبادلة كتابيا أو صوتيا ، فإنها تسقط وتتبعثر أجزاؤها في الواقع . لقد أصبحت الذات فارغة ؛ ضاعت منها الرومانسية القديمة عندما كانت تتلاقى الأرواح وتتقابل النفوس والأجساد ، ويكون التواصل الصوتي مسموعا مرئيا، تشعر فيه النفس بحرارة الأنفاس ، وتوهج القلوب . أما في الفضاء الإلكتروني فإن الصورة متخيلة ، فاسدة ، ضائعة ، فتصرخ :
إمسك الإزاز بقوة
وعلى طول دراعك كسّر الكومبيوتر
واطلع من كل العالم ده
يا ترى لو كسرت إزاز روحك
تعرف تخرج م الشرخ ازاي ... ؟؟( )
فتحطيم جهاز الحاسوب ، وكسر زجاج الروح لن يحل المشكلة ، لأن المشكلة في أعماقنا ، التي استسلمت لهذا الغول الإلكتروني ، الذي أبعدنا عن أحبابنا حولنا وشغلنا بحب وهمي مصطنع ، ولا فائدة من التكسير ، لأننا سنشتاق دون شك إلى هذا الزجاج ثانية ، لأنه المتحكم في الذات .
قرري كل التفاصيل دي وكأنك بتشوفيها
ف مقطع فيديو
وابعتي منها إشارة لكل خلايا الجسم
هتلاقي عياطك فدادين مروية بدمع حنين .. صافي ( )
يوقفنا هنا تعبير " مقطع فيديو " ، فقد جاء تشبيها للتفاصيل في الحياة، ويتحول هذا المقطع تحفيزا لخلايا الجسد ، ويصبح البكاء منثالا يروي فدادين بموع صافية. هذه صورة ممتدة ، تكونت من جزءين متحركين : مقطع فيديو ، والفدادين المروية ، في الجزء الأول حركة ناتجة عن طبيعة لقطات الفيديو المتحركة ، وفي الجزء الثاني حركة سقي الفدادين بالدموع . هذه الصورة الممتدة بشقيها ، تعبر عن بدء سيطرة صور الحركة على الصور الروحانية والصور الجامدة في الأخيلة الشعرية ، وهذا طبيعي في زمن العولمة والحاسوب .
* * * *
لاشك أن هذا الديوان علامة مميزة في مسيرة محمد حسني ، هذا الشاعر الذي يتوحد مع ذاته ، يكتب كل ما يعنّ له ، يفرغ وجدانه دوما ، وقد أبدع في هذا الديوان بناء كليا جديدا ، ساعيا إلى نقل الأحاسيس الرومانسية في الفضاء الإلكتروني ، مجتهدا في تقديم جماليات جديدة مستقاة من المرئي والمسموع في خضم الصور والأفلام التي تغرقنا في حياتنا ، وإن كان هناك إسهاب يحتاج إلى مزيد من التكثيف ، وتكرار لبعض التجارب تحتاج إلى إعادة رؤية ، ولكنها تجربة جديدة دون شك .

الخميس، سبتمبر 23، 2010

"ليس فانتازيا أكثر مما ينبغي".. في نادي الأدب نقاش ساخن حول قصيدة النثر والغربة والاغتراب

الشاعر / شحاتة ابراهيم
 
                                                          

السبت، سبتمبر 11، 2010

محمود الورداني يكتب عن رواية ميرال الطحاوي "هند".. الوحيدة حتي الارتجاف

تقول هند انها اختارت شارع فلات بوش في بروكلين ـ وهو أحد الاختيارات القليلة جدا المسموح بها لها ـ لأنه يصلح لها وهي تركض حاملة وحدتها, وعدة حقائب, وطفلا يتساند عليها كلما تعب من المشي, وعدة مخطوطات لحكايات لم تكتمل تضعها في حقيبة صغيرة علي ظهرها مع بقية الأوراق المهمة مثل:
شهادات الميلاد, أوراق الاقامة, وشهادات التخرج, وشهادة التطعيمات من الأمراض, وشهادات الخبرة وبعض أوراق بنكية, وعقد إيجار وقعته لشقة لم ترها.
هذا هو ما ذكرته ميرال الطحاوي في الصفحة الأولي من روايتها بروكلين هايتس الصادرة أخيرا عن دار مريت. هند.. الشخصية الرئيسية التي تمحورت حولها الرواية تقدم نفسها لقارئها عارية حتي الارتجاف, وحيدة باختيارها, لا تريد ولا تتمني ولا تطلب ولا ترغب, بل ولا تفعل شيئا في حقيقة الأمر سوي أن تكبح ما تشعر به بعنف, ولأنها لا تنتظر شيئا ولا تأمل في شيء, لذلك فإن لا شيء يحدث لهند.
من جانب آخر, تفصل بين نقرات الظباء روايتها السابقة و بروكلين هايتس سبع سنوات, توقفت خلالها الكاتبة, ربما لتتأمل هند, وتحتشد من أجلها, والحقيقة ان هند ـ في الرواية ـ تستحق ذلك, وأظن أنها ستبقي في ذاكرة الرواية العربية طويلا, كواحدة من زماننا, وبطلة من أيامنا, بكل خيباتها وأوهامها وإحباطاتها, وأظن أيضا أن تجربة ميرال الطحاوي في هذه الرواية تتميز بفرادة نادرة, ولا تنتمي الا لما كتبته من قبل, وفي الوقت نفسه تشكل بروكلين هايتس قفزة في أعمال الكاتبة.
اثنا عشر فصلا تضمها الرواية التي تدور أحداثها في بروكلين, لذلك أطلقت الكاتبة أسماء شوارع المنطقة التي عاشت فيها هند في بروكلين علي أغلب هذه الفصول. وثمة أكثر من مستوي لأحداث الرواية, فإلي جانب ما يجري لهند في منفاها الاختياري مع طفلها, تعود بسلاسة شديدة ـ بل بعذوبة في حقيقة الأمر ـ الي الماضي البعيد في قريتها وأهلها وناسها, كما تعود أيضا لماضيها الأقرب عشية وبعد زواجها.
وعلي الرغم من الحبكة التقليدية التي كان ممكنا أن تكبل الرواية, إلا أن الكاتبة نجت منها, وحولتها إلي مجرد حيلة فنية, لسردها المتدفق مثل نهر مندفع وسط الصخور. الحبكة هي ببساطة خيانة زوجية, أحست بها هند, وراحت تكذب نفسها, هل يخونها زوجها مع صديقاتها؟ وعندما تأكدت, لم تجد أمامها إلا حلا واحدا, أن تهرب من الدنيا مع طفلها, واختارت لمنفاها الاختياري المكان الأبعد والأكثر قسوة ووحشية, اختارت أمريكا لتعيش مع طفلها. تنتظره حتي ينتهي من المدرسة لتعود به الي البيت. قد تذهب الي وكالة غوث اللاجئين تجلس هناك كل أسبوع الي جانب نساء صغيرات, أو كبيرات مثلها, يأتين بحثا عن فرص للعمل وكوبونات للطعام, ومعاش أسبوعي شحيح, سيدات من بورما أو البوسنة, أو عراقيات في ملابس سوداء قاتمة وحزينة.
كرديات بيضاوات.. كثيرات منهن أفغانيات بوجوه حمراء متقدة
تسخر هند بقسوة من نفسها, تتأمل جسمها الذي فقد بهاءه وتفكك, تجز شعرها الأسود الكثيف للمرة الاولي في حياتها, ترتدي ملابس فضفاضة لتخفي ترهل جسدها الذي خانها, وتتعرض لغوايات جنسية عديدة, لكنها لا تستطيع المضي في الشوط الي نهايته. فـ سعيد القبطي المصري المهاجر سائق الليموزين, تتخيل أن هناك شيئا ما بينها وبينه, لكنها سرعان ما تكتشف أنه يسعي لهدايتها لطريق الرب, بينما تشارلي الستيني الذي تتدرب معه علي الرقص, وتفشل في تعلم الرقص, تهرب منه في اللحظة التي يتصور فيها أنه أحكم شباكه حولها! وزياد الشاب الفلسطيني الذي يصغرها, فسوف تكتشف بعد أن تقع في غرامه أنه لايريد منها سوي أن تتطوع للتمثيل في فيلم قصير يحكي قصة أسرة عربية في المهجر.
تتوالي احباطات وهزائم هند, يبلغها خبر موت صديقها الوحيد الذي أحبها فعلا, ويبتعد طفلها ـ نفسيا ـ عنها ويتخذ طريقه نحو أسلوب الحياة الامريكية, وهو الاسلوب الغائب عن هند, فكل من تصادفهم مهاجرون فقراء من أطراف العالم: افغان وبوسنيون وفلسطينيون ومكسيكيون وأفارقة وروس علي حافة الفقر شأنهم شأن هند. كتبت الطحاوي عن هند:
تنشعل طوال الصباح بإزالة الأوساخ عن الارض الملساء التي لها لون البطيخ الفاتح. تنحني قليلا من طاولة إلي أخري يبرز جذعها السفلي مكتنزا, كامرأة شرقية جلست طويلا وامتلأ حوضها وعوارضها بالسمنة التي تجذب البعض لإلقاء علامات الحبور, خصوصا إذا كن من النساء اللاتي يعبرن بصراحة عن امتنانهن لحركتها العنيفة في التنظيف.
تحفل بروكلين هايتس, بأكثر من مستوي من مستويات السرد, واللافت للنظر قدرة الكاتبة علي منح روايتها كل هذا القدر من التلقائية المحسوبة, وانتقالاتها الناعمة المدهشة بين الازمنة المختلفة. فعالم القرية والاسرة حاضر بكل قوته وطزاجته: الأب والأم والاشقاء والمدرسة والجيران والجدات, وفي الوقت نفسه فإن ماضيها القريب حاضر ايضا بكل قسوته وفظاظته. وبسطور قليلة جدا تكشف هند عن خيانة زوجها, كأنها تكبح نفسها مثلما تكبج مشاعرها وهواجسها ورغباتها طوال صفحات الرواية المكتنزة الكثيفة.
والحال أن القارئ لن يعرف هند بعد وصولها, بل هربها ومنفاها الاختياري في امريكا فحسب, بل سيعرفها جيدا طوال رحلتها من الطفولة الي الصبا والشباب. ولذلك فإن سرد الكاتبة يتم علي أكثر من مستوي, وعلي الرغم من أن لغة الرواية في هذه المستويات تنتمي للغة روايات الكاتبة السابقة( الخباء, الباذنجانة الزرقاء, نقرات الظباء), إلا أنها حققت ما يكاد يشكل قفزة نوعية في بروكلين هايتس, وإخلاص ميرال الطحاوي للشخصية التي اختارتها, قادها نحو هذه المستويات المتعددة في السرد. تلك الجهامة والتخلي بحسم عن الترهل والمجاز المجاني ومستويات الحوار المختلفة والسخرية السوداء هي من بين انجازات الطحاوي في عملها الأخير.
ولذلك فإن الكاتبة لم تنج فقط من ميلودراما خيانة الزوج في الرواية, بل الأهم انها وقفت علي الحافة تماما بين الصراخ والبكاء علي الاطلال ودموع الندم, وبين رسم ملامح العالم الداخلي لهند بكل هذه العذوبة والصدق ـ الفني ـ بطبيعة الحال.
نعم تكتب ميرال الطحاوي عن هزيمة هند وفشلها وخيباتها المتكررة. عن الموت والخيانة والفقدان وهواجس الحب. عن طعم الخيانة والغربة والوحدة والخوف والفقر والتهديد وعدم الأمان. ومع ذلك نجت من الوقوع في فخاخ الميلودراما والعاطفية الرخيصة.
من جانب آخر, تتجسد قدرة الكاتبة علي رسم ملامح عشرات الشخصيات في الرواية, من خلال سطور قليلة, من خلال الحذف والاستبعاد ثم المزيد من الاستبعاد. فشخصية ليليت المصرية التي تركت الدنيا وهربت, شأنها شأن هند, تتماهي مع الأخيرة, وعندما تقلب أوراقها تلك الاسرار التي خبأتها في القصاصات والخطابات والصور, في صناديق ملقاة علي رصيف الافنيو الرابع كانت ليليت مستباحة أمام المارة. تتأمل هند صور(عمر عزام) ـ ابن ليليت ـ الذي صار يملأ السمع والبصر. الصور التي كانوا يرسلونها اليها من القاهرة لتراقب نموه واختلاف ملامحه وهو بعيد عنها. خلف كل صورة تاريخها الخاص( القاهرة1975.. ماما وحشتيني ابنك عمر) يصيب هند هذا الدوار, وينز صدرها باللبن الذي يخجلها, لانها لم تعد تستطيع أن تبكي, فقط يتبلل صدرها باللبن كلما لفها الحنين تمسك صورة الطفل الذي صار في الصور مثل سن طفلها مبتسما راكضا.
وهكذا تقترب ليليت من التسعين وقد فقدت ذاكرتها, ثم تموت وحيدة في الغربة, فهل تلقي هند المصير نفسه ؟ كلتاها لها طفل, كلتاهما قررتا المنفي الاختياري, كلتاهما تملكان الفا خاصا يميز النفوس الحرة, فهل تلقي هند المصير نفسه ؟
وأخيرا, إذا كانت الكاتبة قد توقفت عن الكتابة سبع سنوات, فإنها عادت بـ بروكلين هايتس وأنجزت عملا فاتنا يخطف القلب والروح, ليس فقط بهذه الدرجة النادرة من الصدق الفني والاخلاص للكتابة, بل ايضا بسبب النجاة من كل الفخاخ المنصوبة حولها.
 المصدر/ موقع الف ليلة وليلة

قبل الليل بشارع الاصدار الرابع لايهاب خليفة ...قراءة نقدية لعبير سلامة


عبير سلامة
حملت المجموعة الشعرية الرابعة لإيهاب خليفة عنوان (قبل الليل بشارع) ، وهو تركيب غير مألوف لتحديد زمان فعل أو مكانه. سيبقى الفعل حتى النهاية مفقودا ، وسيبقى التركيب منعزلا خارج أفق القصائد نفسها ، لكن العلاقة الجديدة التي يقترحها توجه القارىء إلى منطق داخلي ينظم اندفاع اللقطات الشعرية.هناك ملاحظة تصديرية عن مكان وزمان واقعيين تمت فيهما كتابة القصائد ، لكن الواقع فيما بعد لا يحضر بذاته ، بل بتمثيلات مركبة تدين قسوته وحصاره للإنسان. لا توجد في المجموعة إحالات تاريخية أو أسطورية أو دينية. لا توجد تجربة متعينة أو خبرة صريحة يمكن اعتبارها دافعا شعريا. والمواقف السردية مختزلة غالبا في شذرات.الشفرة الممكنة لاختراق سطح المجموعة يحملها تركيب العنوان المبتكر ، "قبل الليل بشارع" ، تركيب يعكس علاقة الساكن(الزمان) بالمسكون(المكان) ، يجعل المادي المحسوس وحدة قياس للمعنى غير المحسوس إلا بآثاره ، ليقدم علاقة جديدة تتكشف تدريجيا في القصائد عن طرفين ، الأول مكان مجرد ، بالاختزل إلى وحدات أولية منعزلة ، كأن يختزل الوطن إلى شاطيء(هجرة مبكرة للغاية) ، يختزل البيت إلى غرفة(في بيتنا رجال غرباء) ، وتختزل الغرفة إلى نافذة أو جدار(نوافذ).الطرف الآخر في العلاقة الجديدة زمن مجسّد ، فالماضي ضرس معطوب يسبب ألما مزمنا.. الحاضر ضرس متهشم يئن بجواره.. والمستقبل فم متفجر(ضرس الماضي). الماضي غبار.. المستقبل غبار.. الحاضر "قطيع ليس ودودا كعادته".. المستقبل الحاضر "الآن" صرخة هائلة "لن تعطل شره الصائد ـ بل ستخدش بقوة ـ أمان القطيع"(فقدنا الثقة). الزمن في المجموعة هشّ ، سحنة ملونة "منصتة كخفاش ـ هائلة كالوداع"(لا شيء يمنع انهيارنا) ، جسد تشتبك خلفه اليدان استسلاما(خروج نهائي) ، يد تقص الريش(اللافعل) ، وشيء يسقط من الأيدي(جيوكندا الشرق).لا حيلة لإنسان إيهاب خليفة في هذه العلاقة بطرفيها(المكان المجرد والزمان المجسّد) ، الإنسان طرف خارجي غير مؤثر ، فعله مفقود ، وإنسانيته نفسها غير مؤكدة ، على وشك التحول إلى حيوانية أو شيئية ، قبل الليل بشارع.. ربما.الإنسان ، من جانب ، زبابة عمياء بلا أجنحة(ليوم واحد فقط) ، فأر مكتئب يُدهش واضعي المصائد(غير عابر) ، سلحفاة هاربة "باحثة عن حنان ما"(هجرة مبكرة للغاية) ، غزالة مطاردة(فقدنا الثقة). ومن جانب آخر ، الإنسان نافذة حالمة وجدران مشبوهة متهمة بالحلم(نوافذ) ، مصابيح مشوهة يصنعها أصم أبكم(لماذا يطاردنا صانع البلور) ، حذاء يحتضن فراغه ويبكي(حذاء يرثي سيدته التي غابت) ، "لون أعزل ـ في ورقة رسم ـ بلهاء"(كراسة رسم) ، صندوق انتخابات لا يعرف أحد لصالح مَنْ يعمل(المخلص دائما) ، أسد برونزي لا يستطيع محو الغبار عن رأسه(كوبري قصر النيل) ، نهر مجرد من كل نياشيته(عصيان مدني) ، وثقب أسود بداخلنا "يسحقنا نحن قبل أن يسحق ـ أي دخيل".أشرت من قبل إلى افتقاد المجموعة تجربة متعينة ، وصورة الإنسان فيها تفسر الافتقاد ، هذا الممزق العاجز عن لملمة ذاته لا يستطيع أن يخوض تجربة ، فالوعي والحواس شوارع مكدسة بمخلفات(مقشات) ، الجسد منشق طوليا من بين الفخذين حتى الرأس(الصدع) ، الأعضاء مفقودة(الذي نسي أعضاءه في الطريق) ، المشاعر رايات دول في حالة حداد(الأيدي المدلاة) ، الروح منطقة محظورة(لديه أسباب) بها أشواك ونتوءات(العدائي). وجود هذا الإنسان كله ظل عاجز بين ظلال(ظلال تسير بمفردها).التحول إذن منظور في أفق القصائد ، عبر مستويات جمالية مختلفة ، ويمكن النظر إليه باعتباره أنسنة لحيوانات وجمادات أو تشييء لإنسان ، تعبير عن كائنات وأشياء أو تعبير عن صور أخرى للذات ، وفي الحالين هي استعارة ممتدة لإدانة واقع ثقيل الوطأة تنعكس فيه العلاقة بين المكان والزمان.تمكن الشاعر من تركيب هذه الاستعارة بمفردات خيال جميل ولغة لا تلتفت إلى ذاتها ، تندفع بيسر وحيوية ، إلا في بعض المواضع ، مثل غموض ماهية الصوت المتكلم في قصيدة(ادفنوني في زهرة) ، غموض الموصوف بغير الملاءمة مع الحنان والزهرة والحنين في قصيدة(لا يتلاءم) ، اضطراب الصورة في قصيدة(معركة مع الغصن) حيث يوحي الصوت المتكلم بطائر يصف أمه بالبدانة ويشير إلى إرضاعها له وإلى ثديها ويديها، هناك أيضا الاستهلال: الجاف بـ"إنه مخوّخ" في قصيدة (ضرس الماضي) ، والتقريري بـ"زوجتي الحبيبة" في قصيدة(في بيتنا رجال غرباء) ، والاستهلال الثرثار بـ"أبحث عن غسالة ملابس ـ غسالة تغسل ملابس ـ كل الآدميين معا" في قصيدة(غسالة العالم). استطاعت المجموعة ، برغم هذه الارتباكات وما يشبهها ، أن تبرز تأثير الحالات التي تقدمها وصفاء نبرة الصوت المتكلم فيها. حالات تبدو انعكاسات متكسرة للحظات بسيطة عابرة ، لكن تحت السطح شوقا وإحباطا يعبران عن نوع من الخيرية غير الناضجة ، طيبة متأصلة تبدو وكأنها للمرة الأولى تختبر قسوة العالم ، فتعجزها الدهشة عن مقاومتها. وصوت محبط غالبا ، يصدر عن ذات مرتبكة مؤهلة للإنسحاب بلا ندم وبلا مبالاة مما تنسحب منه. تخفف إيهاب خليفة من الإحالة المباشرة للواقع والتفاصيل اليومية ، من الغنائية التقليدية ، ومن غواية التثاقف ، ليجسد حركة خيال نشط ، في مدار حالات إنسانية صافية ، فقدم مجموعة شعرية تستحق القراءة لذاتها ولاعتبارها خطوة واسعة باتجاه نضج موهبته. ناقدة مصرية

الخميس، سبتمبر 09، 2010

رواية احزان الشماس لسعيد نوح....رؤية نقدية لسيد الوكيل



نص ينتمي للمسرح الإيجابي قراءة / مصطفى عطية... يكشف سلبية بعض المثقفين وانتهازيتهم في «أمطار رمادية»


|كتب شحاتة إبراهيم|

استعان المخرج... «أحد شخوص مسرحية أمطار رمادية» بالمرأة لكى توقع يوسف بطل المسرحية في غرامها، وبذلك يدفعه الحب إلى التخلي عن التطرف... واستعان رجال أمن الدولة بامرأة جميلة مثقفة لاختراق يوسف وإيقاعه في حبائلها، وبذلك تتشوه صورته عند مريديه فينبذونه وينبذهم، وبذلك يتخلى عن التطرف... وهو ما يثير الجدل حول رؤية الكاتب الدكتور مصطفى عطيه للمرأة... هل هي فقط مجرد «أداة» للمتعة أو لاختراق الآخرين أمنيا... الإجابة ربما تكون لا... نظراً لحيوية دور المرأة في هذه المسرحية، وعدم الوقوف بها عند نمط معين، بل يمكن القول ان المرأة تجسدت في العديد من الأدوار المتباينة: فهي الفنانة دلال الباحثة دوما عن الشهرة والمال، وهي والدة فوزي الارستقراطية العتيدة، وهي «منى» المرأة غريبة الأطوار، وهي أم زكي المنغمسة مع فوزي في لياليه وسهراته... فهي إذا نماذج كثيرة استطاع المؤلف الإمساك بخيوطها بإحكام ولم يقف فيها عند نمط واحد للمرأة.
وتظل شخصية فوزي أبو طالب بطل المسرحية، والذي اجتهد المؤلف كثيرا في رسم ملامح شخصيته نفسيا وثقافيا واجتماعيا، تظل شخصية اشكالية على أكثر من صعيد، فبرغم انتمائه إلى عائلة اقطاعية ارستقراطية إلا أنه ناصري الهوى مساند للثورة، ورغم أن الثورة أخذت الكثير من أملاكهم ووزعتها على الفلاحين إلا أنه لا يزال محبا لعبد الناصر والناصرية، ويرى فيها تحريرا للإنسان وتجديدا للفن بربطه بالواقع الناهض، ثم وفي تطورات أخرى يكفر بالثورة وبهؤلاء الثوار المستبدين، بل ويكفر بالوطن كله وبالعمل السياسي والجماعي وينحاز لذاته فقط.
فمن الواضح أننا أمام مؤلف جريء، لا يقف أمام تطور أفكار ومشاعر شخصيات مسرحيته، ولا يحد من جموحها بل يترك لهم العنان كاملا دون أي خوف من هروب الخيوط الأساسية للمسرحية من يديه، وهي جرأة لافتة لمؤلف يكتب عمله المسرحي الأول.
وأعترف أنني لم أتحمس كثيرا لخوض مصطفى عطية لتجربة كتابة المسرحية... وعندما كتب عمله الأول «أمطار رمادية»، وأعطاني نسخة منه كنت أخمن- ولي كل الحق- بأنه سيكون عملا فاشلا... لذا فقد استقبلته بقدر غير قليل من اللامبالاة، لسبب بسيط جدا وهو أنني عرفت مصطفى عطية ناقدا متمكنا وعرفته روائيا وقاصا له العديد من الأعمال، واعتبرت اندفاعه إلى فن أدبي جديد عليه، يعتبر مغامرة بكل معاني الكلمة تشتت الجهد ولاتحقق أي إنجاز منتظر، ولكن رغم كل ذلك تظل الأحكام المسبقة - من وجهة نظري- خطأ يصل إلى حد الخطيئة وقسوة غير مبررة في كثير من الأحيان، لذا كان الطبيعي أن أقرأ المسرحية وأتعرف عليها.
... لكن للحقيقة أيضا فقد فاجأتني المسرحية كثيرا عندما قرأتها، وربما أدهشني مستواها الذي يشير إلى كاتب مسرحي مجتهد، ومؤهل لإنجاز أعمال مسرحية أخرى مقبلة أكثر نضجا وأعمق رؤية.
وفي نظري يظل الحوار هو البطل الأول لهذا العمل فهو يتميز بالحيوية والعمق أيضا... وهو هنا ليس مجرد جمل تقال على لسان الشخوص لملء القالب الحواري، ولكن كل جملة في الحوار صيغت بعناية واستطاع الحوار أن يكون بطلا هنا بطزاجته وبقدرته على تحمل هذا الكم من القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية، التي سرت في نسيجه، ولكنه لم يترهل تحتها ولم يفقد إيقاعه ولا حيويته، بل ظل طوال المسرحية علامة بادية على تمكن الكاتب في إدارة حواره وعلى حماسه الشديد للقضايا المطروحة، لذا جاء مستوى حواره بمستوى حماس المؤلف لأفكاره، ورغبته في عرضها والدفاع عنها فبدا الحوار دائما في حالة توهج ولمعان.
المسرحية تعبر- في وجه من وجوه تميزها- عن الانتماء للمسرح الإيجابي، وتبتعد إلى حد كبير عن مسرح الإسفاف أو المسرح الاستهلاكي، ففكرتها الأساسية تقوم على انتقاد الكثير من الممارسات الخاطئة لبعض مؤسسات الدولة المهمة كالثقافة وأمن الدولة، وكذلك تضع ضوءا عميقا على فساد مجموعة كبيرة من المثقفين وانتهازيتهم واحتيالهم كل الوسائل للوصول إلى الشهرة أو الأضواء... فهم يقبلون أحيانا المهانة... كما حدث مع أحد أبطال المسرحية وهو الزنكلوني «مؤلف»، الذي كان يعمل خادما عند المخرج المشهور السيد رائف، طمعا في أن يسند إليه يوما كتابة عمل ما... وفوزي «مخرج»، يوافق على إخراج مسرحية هابطة داخل أحد الأحزاب طلبا للمال لا غير... وهي مسرحية فاقدة للقيمة الفنية والأخلاقية، كونها ممولة وموجهة من طائفة من الشعب لتشويه طائفة أخرى من أبناء الشعب، وهو ما لا يليق بالفنان الملتزم أن يقبله... وكذلك منيرة «المثقفة»، التي اختارها الأمن للإيقاع بيوسف وقبلت هي ذلك واستطاعت تنفيذ هذا المخطط وتحقيق الهدف المرجو منه... والممثلة المشهورة دلال قبلت العمل بمسرحية في الأقاليم بسبب المال فقط، رغم أنها تعرف أنه ليس عملا فنيا يضيف إليها أي شيء بل على العكس تماما، ونجدها تقول فى موقف آخر: «وأنا قبلت دفع الثمن من سعادتي وراحتي وسمعتي، وكان المقابل هو المال والشهرة»، وكأن الكاتب حريص طوال الوقت على إلقاء ضوء عريض وقاس على سلبية بعض المثقفين وانتهازيتهم الواضحة، وحصدهم لثمار انبطاحهم وتنازلهم، ألا وهو تحقيق قدر من الانتشار والذيوع، ما كان يتحقق لو كانت شخصياتهم مستقلة وسوية.
لكن تبقى بعض الملاحظات العابرة، التي لا تقلل بحال من تميز هذا العمل الجيد... فقد حدثت سقطة فنية ملموسة من الواجب الإشارة اليها، ففكرة مسرحية داخل المسرحية أو مشهد مسرحي داخل المشهد المسرحي أداة فنية راقية ومفيدة في نجاح العمل الفني، بشرط وجود الوعي بالفروق الجوهرية بين المشهدين عند الكاتب، وهو ما أظنه أن الكاتب هنا لم ينتبه له جيدا... فأحد الأحزاب التي تدعي المعارضة، والذي هو صنيعة الحزب الحاكم تلقى دعما من الحزب لانتاج مسرحية تقدم دعاية مغرضة ضد الجماعات الدينية... وطبعا سنتخيل أن المسرحية الموعودة هذه ستبث سموما وتغرس أفكارا عند المتفرجين، هدفها تشويه هذه الفئات المعارضة، ولكن إذا بالمسرحية- في غياب اليقظة الفنية من المؤلف الأصلي مصطفى عطية- إذا بها تحتوي أحد المشاهد يجتمع فيه ضباط الأمن ويتحدثون عن خططهم ونجاحاتهم في تشويه هذه الجماعات، وحيلهم الناجحة لبث الاكاذيب عنهم... هنا الخطأ الفني إذ من غير المعقول أن تنتج الدولة مسرحية تتحدث فيها عن مكرها وتلفيقها التهم ومحاولتها تشويه البعض... فإحساس الكاتب بالظلم الذي يتعرض له البعض على يد رجال الأمن، دفعه لتعرية هذا في مشهد مسرحي ليدين به هذه الممارسات... لكن توظيف ذلك داخل المسرحية كان من دون وعي كاف... وليس في سياقه الفني الصحيح.
والملاحظة الثانية هي ان البطل الاساسي للمسرحية فوزي أبو طالب، يتشابه في كثير من ملامحه ومواقفه وأفكاره مع احدى الشخصيات الشهيرة هنا... وهذا وارد إذا كانت الحنكة الفنية ناضجة، بحيث يكون هذا التماس مع تلك الشخصية الحقيقية، مبررا فنيا وغير فج أو مفضوح، خصوصا لو اعتمد على المزج بين الخيالي والواقعي فيحمي بطله من أن يصبح ظلا أو صورة من أحد، لكن الذي حدث هنا أن العمل المسرحي استغرق كثيرا في الاقتراب من هذه الشخصية، لدرجة أنه ما أسهل أن نقول انه يقصد فلانا تحديدا، ولا أظن أن الفن يقبل أن يبدو وكأنه صورة فوتوغرافية من الواقع لأن ذلك فنيا خطأ... وهنا تحديدا سيكون أخلاقيا خطأ أيضا، صحيح أن حسن النية موجود ومتوافر بكل تأكيد والحماس لدى الكاتب هو دافعه الأساس، ولكن يظل علينا أيضا أن نشير أو ننبه إلى ما خفي بعض الشيء على الكاتب!
إننا أمام عمل فني راق به الكثير من الإيجابيات، والنذر اليسير من السلبيات، ربما يبررها له كونها التجربة الأولى له في المسرح، وكونه تعامل مع المسرحية بحس روائي مألوف عنده.
* شاعر مصري
نقلا عن جريدة الراي الثقافية

الجمعة، سبتمبر 03، 2010

في مناقشة مشاهد الشاعر أحمد نبوي: قضية اللاجئين في صدارة المشهد


ناقش نادي ادب اطسا برئاسة الاديب عصام الزهيري ديوان المشاهد للدكتور الشاعر أحمد نبوي بقصر ثقافة الفيوم في مساء الخميس  الثاني من سبتمبر 2010 شارك في المناقشة بقراءات نقدية الدكتور مصطفي عطية والشاعر شحاتة ابراهيم والشاعر صلاح جاد والقاص عويس معوض يضم الديوان اربعة عشر قصيدة باللغة الفصحي في البداية تحدث الشاعر شحاتة ابراهيم عن نضال احمد نبوي في شعر التفيلة في ظل تبار قصيدة النثر الذي اصبح سائدا في المشهد الشعري كما تناول القاص عويس معوض التحريض السلبي في قصائد الديوان والتي تتعرض لمشاهد اللاجئين في المخيمات مؤكدا انها مشاهد اشبه بالمشاهد القصصية لما يور خلالها من حوار ثم تحدث الناقد مصطفي عطية جمعة الذي تحدث عن القضية الفلسطينية بابعاد مختلفة 
كما شهدت المناقشة مداخلات واراء من الادباء عصام الزهيري واحمد عبد القوي ومحمد جمال الدين وعزت عبد الكريم والدكتور مهدي صلاح وصبري رضوان