الخميس، نوفمبر 11، 2010

سيمفونية التمرد والعودة الى الرحيل....قراءة للشاعر محمد حسني في مجموعةالاديب مخلص أمين القصصية



الشاعر / محمد حسني إبراهيم





فى مجموعتة الثانية سيمفونية التمرد يقدم لنا د مخلص امين نموذج متعد للخروج والتمرد على حالة الصمت او السكون او حالة الاستمرارية فى الشىء ذاته وعدم الحلم بالتغيير فى البداية يضع قصته فتح الباب ليعبر لنا بشكل او بأخر انه اتجه مباشرة الى المطلق والتمرد من وجهة نظره حتى وان كان لايعلم ماذا سيحدث هو جل همة فى التمرد على وضعة الصامت داخل القفص الذى كان يضمة هو وامة واخوة ذلك العصفور الذى رفض ان يكون على شاكلة اخية ويسلم بالأمر الواقع ويقبل كل مايحدث له من حبس ومن احداث اما هو فقد كان يأمل فى التغيير بأى شكل كان تارة فى الولوج الى المطلق وتارة فى التفكير فى الغائب عنه من اكتشافات جديدة وعوالم متعددة بعيدة عن جدار القفص الحديدى الذى يحد روحة من الانطلاق ولا يخرج منه الا بالموت0

هى الحياة احيانا وهى الجدول اليومى المعاش لكل منا احيانا والقفص الحديدى ماهو الا منهج او برنامج وضع لكل منا لا يحيد عنه الا بالموت كما قلنا سابقا لكن كل من يشغل باله بالتفكير فى ماهية الاشياء هو متمرد بطبيعتة كما اسرد لنا على لسان العصفور( حتى لو خرجنا احياء سينتظرنا حتما المجهول افضل عيشنا المعلوم على مجابهة المجهول) هى الشخصية السلبية القابعة داخل جدارها الرافضة للتمرد ام مايحاول اكتشاف المجهول فهو المتمرد بطبيعتة وهو يتضح فى الحوار بين العصفورين وتمتد السلبية الى درجة بعيدة عندما تدخل يد الرجل لتمسك بالعصفور المتمرد وينظر للباب فيجده مفتوحا ويصيح فى اخية ان يخرج لكن الخوف من المجهول لدية جعله خائف رافض لاكتشاف عالم جديد لكنه يصر على الهروب ويحلم باكتشاف المجهول اى كانت النتائج ( ما أحلاك ايها المطلق)

يتخذ هنا الكاتب العصفور وحياتة معادلا موضوعيا للقياس بها على الحالة الانسانية وانسنتها بكل الحالات الحياة جدار العلم والاكتشاف والمغامرة هو التمرد وتمتد حالات التمرد فى تداعى مستمر ليدخل بنا الى القصة الثانية ولما لا لنجد تمرد بشكل مختلف فى الطرح والمعالجة مختلفة تماما هم الاخوة الملتزمون بكل القواعد العقلية التى تقول بشكل واضح ان الانتاج لابد له من ادوات وهم يأخذون بكل الأدوات ويعملون بجد لكنهم لايجدو ثمارا للزهور فى حين ان اصحاب الحديقة المجاورة ومن وجهة نظرهم كما يقولوا مجانين تثمر زهورهم بانواع جيدة لكن تصرفاتهم تبقى غريبة الى حد ما وفى ختام القصة يقرر السارد للقصة وهو الاخ ان يضرب اريكته بعد ان يقول جملته هل نتمسك بالعقل الذى عايشناه أزلا ام نتمرد ويأتى تصرفة مجيبا على استفساره وكأه رد عمليا على الاستفسار ليقول لا أعلم ماذا انتابنى وقد هويت ببلطتى على الأريكة لأحيلها الى ركام



وتستمر بنا حالات التمرد المتعددة طيلة المجموعة ففى قصة نظرية الملك نجد التمرد بمستوياتة المختلفة نجد الملك الذى تمرد على الحاشية ليكون هو الحاكم الآمر ومنذ البداية نجد انه تخلص من الحكيم كى لايكون هناك عمل للحكمة ولا للمعرفة وقد تخلص منه لان الملك شعر فى تمرد بسيط وضح من الانحناء البسيط للحكيم تصرف جعل الملك يشتاط غيظا وكان سببا لنهايتة هنا نلمح بعدين للتمرد البعد الأول هو عدم الانصياع لما يقوله الملك والبعد الثانى هو نهاية اعمال العقل والحكمة كى يسود حكم الفرد وهو الملك رغم اختلافة لاصول المعرفة والعقل0

ونجد تمرد آخر من التلميذ آدم الذى وضع الحصاوات وعدها بنفسه لكن المدرس اكد على انه على خطأ وقام بعقابة اشد عقاب كى يأمن شر البصاصين لكن التلميذ يكبر وتكبر فكرة التمرد لدية الى ان يقابل الأمير ويحدثه ويقنعه بعكس النظرية وهنا تكبر ثمرة التمرد لدى الامير نفسه فيرد على الملك ويحاول اقناعه لكن لايستطيع وفى نهاية هنا اعتقد انها بانوراما كبيرة لصنع التمرد على المستوى الفعلى ليشتعل الشعب كله تمردا ووهنا يضع الكاتب نموذج يمكن تطبيقة كى نكون متمردين او بالأحرى ايجابيين تجاه وجودنا فى الحياة وكيف نؤمن ونصدق كل ماهو مقبولا وفق معايير معرفية محددة وثابتة ويستمر ايضا فى سرد اشكال متعددة للتمرد والصراع الأزلى بين الخير والشر الحب والكراهية فى قصة طعنات الحب نجد عاطى الفقير يعطى كل مالدية كى يغير الناس بطريقتة الذى اعتقد انها صحيحة ودافع عنها حتى انه مات من اجلها وقد بلغ الصراع الدرامى ذروته حينما ذهبوا جيرانه واصدقائة ليزوروا من قام بقتلة فى السجن ويقولوا له بكل بساطة ان عاطى نفسة لو كان قد عاش لكان فعلها وهنا بالحب استطاع ان يجعل هنداوى القاتل رافض حياته ومتمرد عليها متمنيا الموت على ان يعيش بعذاب ضميره 0

وفى حالة التمرد هذة يستمر الكاتب فى عزفة المتصاعد قصة تلو الاخرى كى يجسد لنا كل انواع التمرد وفى قصة المتخلف ياتى بها على لسان طفل فقد ابوه

وبعدها يفقد الام ليجد نفسه وحيدا متعرضا لكل انواع الاضطهاد من زوجة عمه يجد الكبت النفسى والعصبى يسيطر علية ويجعله يهرب الى حيث المكان الذى كان يشعر فية بكآبة ليجده مكانا مريح ويجد فى آخر القصة يد محسن ونعى كيف ينتقى هنا الاسم بمعنى ودلالة مهمة تعطى للشخصية ابعاد محددة ويآتى فى نهاية المجموعة بقصة سيمفونية التمرد وهى عنوان المجموعة لنجد العزف الجماعى فى سيموفنيته ينبعث من صراخ الأم لينتشر بين افراد الشعب وينتقل الى جنود الكاهن ويكتشفوا ان مايعظموه على انه إله ماهو إلا صنم والصنم هنا يعبر عن قمة التخلف والانصياع الاعمى لكل ماهو حاكم على النفس البشرية من ادوات او افراد ويستفيد د مخلص من تراثة الانسانى بشكل كبير فى المجموعة وايضا يستلهم بعض من التراث الدينى ففى قصة سيمفونية التمرد نجد التشاكل والتباين فى القصة مع سيرة عيسى علية السلام فهو المخلص وكان الطفل ايضا مخلص لكل الشعب من اوهام الكاهن كذلك رمزالام فى القصة كلها اشارات تعطى دلالات ذات معنى وثيق بالمعتقد الدينى الانسانى

وفى النهاية لابد ان نؤكد على حقيقة حرص عليها الكاتب من خلال المجموعة وهى حقيقة العلم والمعرفة والتأمل والعمل على اعمال العقل وهذا ما اتضح من جوانب فلسفية واضحة فى كل المجموعة فهو عمل متكامل على مستوى الفكرة التى تتصاعد وتنمو لتحس الناس على اكتشاف الغيب او معرفة المجهول حتى ولو كان به شىء من المغامرة 
مرسل بواسطة صبري رضوان
الايميل /                                  sabry_6000@hotmail.com           

ليست هناك تعليقات: