الجمعة، أكتوبر 24، 2014

نهج البردة لأمير الشعراء ... في العام الهجري الجديد






نهج البردة
أحمد شوقي - مصر
ريـمٌ عـلى القـاعِ بيـن البـانِ والعلَمِ
أَحَـلّ سـفْكَ دمـي فـي الأَشهر الحُرُمِ
رمـى القضـاءُ بعيْنـي جُـؤذَر أَسدًا
يـا سـاكنَ القـاعِ، أَدرِكْ ساكن الأَجمِ
لمــا رَنــا حــدّثتني النفسُ قائلـةً
يـا وَيْـحَ جنبِكَ، بالسهم المُصيب رُمِي
جحدته، وكـتمت السـهمَ فـي كبدي
جُـرْحُ الأَحبـة عنـدي غـيرُ ذي أَلـمِ
رزقـتَ أَسـمح مـا في الناس من خُلق
إِذا رُزقـتَ التمـاس العـذْر فـي الشِّيَمِ
يـا لائـمي في هواه - والهوى قدَرٌ -
لـو شـفَّك الوجـدُ لـم تَعـذِل ولم تلُمِِ
لقــد أَنلْتُــك أُذْنًــا غـير واعيـةٍ
ورُبَّ منتصـتٍ والقلـبُ فـي صَمـمِ
يـا نـاعس الطَّرْفِ; لاذقْتَ الهوى أَبدًا
أَسـهرْتَ مُضنـاك في حفظِ الهوى، فنمِ
أَفْـديك إِلفً، ولا آلـو الخيـالَ فِـدًى
أَغـراك بـالبخلِ مَـن أَغـراه بـالكرمِ
سـرَى، فصـادف جُرحًـا داميً، فأَسَا
ورُبَّ فضــلٍ عـلى العشـاقِ للحُـلُمِ
مَــن المـوائسُ بانًـا بـالرُّبى وقَنًـا
اللاعبـاتُ برُوحـي، السـافحات دمِي؟
الســافِراتُ كأَمثـالِ البُـدُور ضُحًـى
يُغِـرْنَ شـمسَ الضُّحى بالحَلْي والعِصَمِ
القــاتلاتُ بأَجفــانٍ بهــا سَــقَمٌ
وللمنيــةِ أَســبابٌ مــن السّــقَمِ
العــاثراتُ بأَلبــابِ الرجـال، ومـا
أُقِلـنَ مـن عـثراتِ الـدَّلِّ في الرَّسمِ
المضرمـاتُ خُـدودً، أسـفرت، وَجَلتْ
عــن فِتنـة، تُسـلِمُ الأَكبـادَ للضـرَمِ
الحــاملاتُ لــواءَ الحسـنِ مختلفًـا
أَشــكالُه، وهـو فـردٌ غـير منقسِـمِ
مـن كـلِّ بيضـاءَ أَو سـمراءَ زُيِّنتا
للعيـنِ، والحُسـنُ فـي الآرامِ كالعُصُمِ
يُـرَعْنَ للبصـرِ السـامي، ومن عجبٍ
إِذا أَشَــرن أَســرن الليـثَ بـالعَنمِ
وضعـتُ خـدِّي، وقسَّـمتُ الفؤادَ ربًى
يَـرتَعنَ فـي كُـنُسٍ منـه وفـي أَكـمِ
يـا بنـت ذي اللِّبَـدِ المحـميِّ جانِبُـه
أَلقـاكِ فـي الغاب، أَم أَلقاكِ في الأطُمِ؟
مـا كـنتُ أَعلـم حـتى عـنَّ مسـكنُه
أَن المُنــى والمنايـا مضـرِبُ الخِـيمِ
مَـنْ أَنبتَ الغصنَ مِنْ صَمصامةٍ ذكرٍ؟
وأَخـرج الـريمَ مِـن ضِرغامـة قرِمِ؟
بينـي وبينـكِ مـن سُـمْرِ القَنا حُجُب
ومثلُهــا عِفَّــةٌ عُذرِيــةُ العِصَـمِ
لـم أَغش مغنـاكِ إِلا في غضونِ كَرًى
مَغنــاك أَبعــدُ للمشـتاقِ مـن إِرَمِ
يـا نفسُ، دنيـاكِ تُخْـفي كـلَّ مُبكيـةٍ
وإِن بــدا لـكِ منهـا حُسـنُ مُبتسَـمِ
فُضِّـي بتقـواكِ فاهًـا كلمـا ضَحكتْ
كمــا يُفـضُّ أَذَى الرقشـاءِ بـالثَّرَمِ
مخطوبـةٌ - منـذُ كان الناسُ - خاطبَةٌ
مـن أَولِ الدهـر لـم تُـرْمِل، ولم تَئمِ
يَفنـى الزّمـانُ، ويبقـى مـن إِساءَتِها
جــرْحٌ بـآدم يَبكـي منـه فـي الأَدمِ
لا تحــفلي بجناه، أَو جنايتهــا
المـوتُ بـالزَّهْر مثـلُ المـوت بالفَحَمِ
كـم نـائمٍ لا يَراه، وهـي سـاهرةٌ
لــولا الأَمـانيُّ والأَحـلامُ لـم ينـمِ
طــورًا تمـدّك فـي نُعْمـى وعافيـةٍ
وتـارةً فـي قـرَار البـؤس والـوَصَمِ
كـم ضلَّلتـكَ، وَمَـن تُحْجَـبْ بصيرتُه
إِن يلـقَ صابـا يَـرِد، أَو عَلْقمـا يَسُمِ
يــا ويلتـاهُ لنفسـي! راعَهـا ودَهـا
مُسْـوَدَّةُ الصُّحْـفِ فـي مُبْيَضَّـةِ اللّمَمِ
ركَضْتهـا فـي مَـرِيع المعصياتِ، وما
أَخـذتُ مـن حِمْيَـةِ الطاعـات للتُّخَـمِ
هــامت عـلى أَثَـرِ اللَّـذاتِ تطلبُهـا
والنفسُ إِن يَدْعُهـا داعـي الصِّبـا تَهمِ
صــلاحُ أَمـرِك للأَخـلاقِ مرجِعُـه
فقـــوِّم النفسَ بــالأَخلاقِ تســتقمِ
والنفسُ مـن خيرِهـا فـي خـيرِ عافيةٍ
والنفسُ مـن شـرها فـي مَـرْتَعٍ وَخِمِ
تطغـى إِذا مُكِّـنَتْ مـن لـذَّةٍ وهـوًى
طَغْـيَ الجيـادِ إِذا عَضَّـت على الشُّكُمِ
إِنْ جَـلَّ ذَنبـي عـن الغُفـران لي أَملٌ
فـي اللـهِ يجـعلني فـي خـيرِ مُعتصَمِ
أُلقـي رجـائي إِذا عـزَّ المُجـيرُ على
مُفـرِّج الكـرب فـي الـدارينِ والغمَمِ
إِذا خــفضتُ جَنــاحَ الـذُّلِّ أَسـأَله
عِـزَّ الشفاعةِ; لـم أَسـأَل سـوى أَمَمِ
وإِن تقـــدّم ذو تقــوى بصالحــةٍ
قــدّمتُ بيــن يديـه عَـبْرَةَ النـدَمِ
لـزِمتُ بـابَ أَمـير الأَنبيـاءِ، ومَـنْ
يُمْسِـكْ بمِفتــاح بـاب اللـه يغتنِـمِ
فكــلُّ فضـلٍ، وإِحسـانٍ، وعارفـةٍ
مــا بيــن مســتلمٍ منـه ومُلـتزمِ
علقـتُ مـن مدحـهِ حـبلاً أعـزُّ بـه
فـي يـوم لا عِـزَّ بالأَنسـابِ واللُّحَـمِ
يُـزرِي قَـرِيضِي زُهَـيْرًا حين أَمدحُه
ولا يقـاسُ إِلـى جـودي لـدَى هَـرِمِ
محــمدٌ صفـوةُ البـاري، ورحمتُـه
وبغيَـةُ اللـه مـن خَـلْقٍ ومـن نَسَـمِ
وصـاحبُ الحـوض يـومَ الرُّسْلُ سائلةٌ
متـى الـورودُ؟ وجـبريلُ الأَمين ظَمي
ســناؤه وســناهُ الشــمسُ طالعـةً
فـالجِرمُ فـي فلـكٍ، والضوءُ في عَلَمِ
قـد أَخطـأَ النجـمَ مـا نـالت أُبوَّتُـه
مـن سـؤددٍ بـاذخ فـي مظهَـرٍ سَنِم
نُمُـوا إِليـه، فـزادوا في الورَى شرَفًا
ورُبَّ أَصـلٍ لفـرع فـي الفخـارِ نُمي
حَــوَاه فـي سُـبُحاتِ الطُّهـرِ قبلهـم
نـوران قامـا مقـام الصُّلـبِ والرَّحِم
لمــا رآه بَحــيرا قــال: نعرِفُــه
بمـا حفظنـا مـن الأَسـماءِ والسِّـيمِ
سـائلْ حِراءَ، وروحَ القدس: هل عَلما
مَصـونَ سِـرٍّ عـن الإِدراكِ مُنْكَـتِمِ؟
كــم جيئـةٍ وذهـابٍ شُـرِّفتْ بهمـا
بَطحـاءُ مكـة فـي الإِصبـاح والغَسَمِ
ووحشةٍ لابــنِ عبـد اللـه بينهمـاأَشـهى من الأُنس بالأَحبـاب والحشَمِ
يُسـامِر الوحـيَ فيهـا قبـل مهبِطـه
ومَـن يبشِّـرْ بسِـيمَى الخـير يَتَّسِـمِ
لمـا دعـا الصَّحْـبُ يستسقونَ من ظمإٍ
فاضتْ يـداه مـن التسـنيم بالسَّـنِمِ
وظلَّلَتــه، فصــارت تسـتظلُّ بـه
غمامــةٌ جذَبَتْهــا خِــيرةُ الــديَمِ
محبــةٌ لرســولِ اللــهِ أُشــرِبَها
قعـائدُ الدَّيْـرِ، والرُّهبـانُ فـي القِمـمِ
إِنّ الشــمائلَ إِن رَقَّــتْ يكـاد بهـا
يُغْـرَى الجَمـادُ، ويُغْـرَى كلُّ ذي نَسَمِ
ونـودِيَ: اقـرأْ. تعـالى اللـهُ قائلُهـا
لـم تتصـلْ قبـل مَـن قيلـتْ له بفمِ
هنــاك أَذَّنَ للرحــمنِ، فــامتلأَت
أَســماعُ مكَّــةَ مِـن قُدسـيّة النَّغـمِ
فـلا تسـلْ عـن قريش كيف حَيْرتُه؟
وكـيف نُفْرتُهـا فـي السـهل والعَلمِ؟
تسـاءَلوا عـن عظيـمٍ قـد أَلـمَّ بهـم
رمَــى المشــايخَ والولـدانَ بـاللَّممِ
يـا جـاهلين عـلى الهـادي ودعوتِـه
هـل تجـهلون مكـانَ الصـادِقِ العَلمِ؟
لقَّبتمــوهُ أَميـنَ القـومِ فـي صِغـرٍ
ومــا الأَميــنُ عـلى قـوْلٍ بمتّهَـمِ
فـاق البـدورَ، وفـاق الأَنبيـاءَ، فكـمْ
بـالخُلْق والخَـلق مِـن حسْنٍ ومِن عِظمِ
جـاءَ النبيـون بالآيـاتِ، فـانصرمت
وجئتنــا بحــكيمٍ غــيرِ مُنصَـرمِ
آياتُــه كلّمــا طـالَ المـدَى جُـدُدٌ
يَــزِينُهنّ جــلالُ العِتــق والقِـدمِ
يكــاد فــي لفظــةٍ منـه مشـرَّفةٍ
يـوصِيك بـالحق، والتقـوى، وبالرحمِ
يـا أَفصـحَ النـاطقين الضـادَ قاطبـةً
حديثُك الشّـهدُ عنـد الـذائقِ الفهِـمِ
حَـلَّيتَ مـن عَطَـلٍ جِـيدَ البيـانِ به
فـي كـلِّ مُنتَـثِر فـي حسـن مُنتظِمِ
بكــلِّ قــولٍ كـريمٍ أَنـت قائلُـه
تُحْـيي القلـوبَ، وتُحْـيي ميِّـتَ الهِممِ
سَــرَتْ بشــائِرُ بالهـادي ومولِـده
في الشرق والغرب مَسْرى النورفي الظلمِ
تخـطَّفتْ مُهَـجَ الطـاغين مـن عربٍ
وطــيَّرت أَنفُسَ البـاغين مـن عجـمِ
رِيعـت لهـا شُرَفُ الإِيوان، فانصدعت
مـن صدمـة الحق، لا من صدمة القُدمِ
أَتيـتَ والنـاسُ فَـوْضَى لا تمـرُّ بهم
إِلاّ عـلى صَنـم، قـد هـام فـي صنمِ
والأَرض مملــوءَةٌ جـورً، مُسَـخَّرَةٌ
لكــلّ طاغيـةٍ فـي الخَـلْق مُحـتكِمِ
مُسَـيْطِرُ الفـرْسِ يبغـى فـي رعيّتـهِ
وقيصـرُ الـروم مـن كِـبْرٍ أَصمُّ عَمِ
يُعذِّبــان عبــادَ اللــهِ فـي شُـبهٍ
ويذبَحــان كمــا ضحَّــيتَ بـالغَنَمِ
والخــلقُ يَفْتِــك أَقـواهم بـأَضعفِهم
كــاللَّيث بـالبَهْم، أَو كـالحوتِ بـالبَلَمِ
أَســرَى بـك اللـهُ ليـل، إِذ ملائكُـه
والرُّسْـلُ في المسجد الأَقصى على قدَمِ
لمــا خـطرتَ بـه التفُّـوا بسـيدِهم
كالشُّـهْبِ بـالبدرِ، أَو كـالجُند بـالعَلمِ
صـلى وراءَك منهـم كـلُّ ذي خـطرٍ
ومن يفُــز بحــبيبِ اللـه يـأْتممِ
جُـبْتَ السـمواتِ أَو مـا فـوقهن بهم
عـــلى منــوّرةٍ دُرِّيَّــةِ اللُّجُــمِ
رَكوبـة لـك مـن عـزٍّ ومـن شرفٍ
لا فـي الجيـادِ، ولا فـي الأَيْنُق الرسُمِ
مَشِــيئةُ الخـالق البـاري، وصَنعتُـه
وقدرةُ اللــه فـوق الشـك والتُّهَـمِ
حــتى بلغـتَ سـماءً لا يُطـارُ لهـا
عـلى جَنـاحٍ، ولا يُسْـعَى عـلى قَـدمِ
وقيــل: كــلُّ نبــيٍّ عنـد رتبتِـه
ويــا محـمدُ، هـذا العـرشُ فاسـتلمِ
خــطَطت للـدين والدنيـا علومَهمـا
يـا قـارئَ اللـوح، بـل يا لامِسَ القَلمِ
أَحــطْتَ بينهمـا بالسـرِّ، وانكشـفتْ
لـك الخـزائنُ مـن عِلْـم، ومـن حِكمِ
وضـاعَفَ القُـربُ مـاقُلِّدْتَ مـن مِنَنٍ
بـلا عِـدادٍ، ومـا طُـوِّقتَ مـن نِعـمِ
سـلْ عصبـةَ الشِّركِ حولَ الغارٍ سائمةً
لــولا مطـاردةُ المختـار لـم تُسـمِ
هـل أبصروا الأَثر الوضَّاءَ، أَم سمِعوا
همْسَ التسـابيحِ والقـرآن مـن أَمَـمِ؟
وهــل تمثّـل نسـجُ العنكبـوتِ لهـم
كالغـابِ، والحائمـاتُ الزُّغْبُ كالرخمِ؟
فــأَدبرو، ووجــوهُ الأَرضِ تلعنُهـم
كبــاطلٍ مـن جـلالِ الحـق منهـزِمِ
لـولا يـدُ اللـهِ بالجـارَيْنِ مـا سـلِما
وعينُـه حـولَ ركـنِ الـدين; لـم يقمِ
توارَيــا بجَنــاح اللــهِ، واسـتترَا
ومــن يضُـمُّ جنـاحُ اللـه لا يُضَـمِ
يـا أَحـمدَ الخـيْرِ، لـي جـاهٌ بتسْمِيَتي
وكـيف لا يتسـامى بالرسـولِ سمِي؟
المــادحون وأَربــابُ الهـوى تَبَـعٌ
لصـاحبِ الـبُرْدةِ الفيحـاءِ ذي القَـدَمِ
مديحُـه فيـك حـبٌّ خـالصٌ وهـوًى
وصـادقُ الحـبِّ يُمـلي صـادقَ الكلمِ
اللــه يشــهدُ أَنــي لا أُعارضُــه
مـن ذا يعارضُ صوبَ العارضِ العَرِمِ؟
وإِنَّمـا أَنـا بعـض الغـابطين، ومَـن
يغبِــطْ وليَّــك لا يُــذمَمْ، ولا يُلَـمِ
هــذا مقــامٌ مـن الرحـمنِ مُقتَبسٌ
تَــرمي مَهابتُــه سَــحْبانَ بـالبَكمِ
البـدرُ دونـكَ فـي حُسـنٍ وفي شَرفٍ
والبحـرُ دونـك فـي خـيرٍ وفي كرمِ
شُـمُّ الجبـالِ إِذا طاولتَهـا انخـفضت
والأَنجُـمُ الزُّهـرُ مـا واسـمتَها تسِـمِ
والليــثُ دونـك بأْسًـا عنـد وثبتِـه
إِذا مشـيتَ إِلـى شـاكي السـلاح كَمِي
تهفــو إِليـكَ - وإِن أَدميـتَ حبَّتَهـا
فـي الحـربِ - أَفئـدةُ الأَبطالِ والبُهَمِ
محبـــةُ اللــهِ أَلقاه، وهيبتُــه
عـلى ابـن آمنـةٍ فـي كـلِّ مُصطَدَمِ
كـأَن وجـهَك تحـت النَّقْـع بدرُ دُجًى
يضــيءُ مُلْتَثِمً، أَو غـيرَ مُلتثِـمِ
بــدرٌ تطلَّــعَ فــي بـدرٍ، فغُرَّتُـه
كغُـرَّةِ النصـر، تجـلو داجـيَ الظلَـمِ
ذُكِـرْت بـاليُتْم فـي القـرآن تكرمـةً
وقيمةُ اللؤلـؤ المكنـونِ فـي اليُتـمِ
اللــهُ قسّــمَ بيــن النـاسِ رزقَهُـمُ
وأَنـت خُـيِّرْتَ فـي الأَرزاق والقِسـمِ
إِن قلتَ في الأَمرِ:"لا"أَو قلتَ فيه: "نعم"
فخيرَةُ اللهِ في "لا" منـك أَو "نعمِ"
أَخـوك عيسـى دَعَـا ميْتً، فقـام لهُ
وأَنــت أَحـييتَ أَجيـالاً مِـن الـرِّممِ
والجـهْل مـوتٌ، فـإِن أُوتيـتَ مُعْجِزةً
فـابعثْ من الجهل، أَو فابعثْ من الرَّجَمِ
قـالوا: غَـزَوْتَ، ورسْـلُ اللهِ ما بُعثوا
لقتْــل نفس، ولا جـاءُوا لسـفكِ دمِ
جـهلٌ، وتضليـلُ أَحـلامٍ، وسفسـطةٌ
فتحـتَ بالسـيفِ بعـد الفتـح بـالقلمِ
لمـا أَتـى لـكَ عفـوًا كـلُّ ذي حَسَبٍ
تكفَّــلَ الســيفُ بالجهـالِ والعَمَـمِ
والشـرُّ إِن تَلْقَـهُ بـالخيرِ ضِقـتَ بـه
ذَرْعً، وإِن تَلْقَــهُ بالشـرِّ يَنحسِـمِ
سَـل المسـيحيّةَ الغـراءَ: كـم شرِبت
بالصّـاب مـن شَـهوات الظـالم الغَلِمِ
طريـدةُ الشـركِ، يؤذيه، ويوسـعُها
فـي كـلِّ حـينٍ قتـالاً سـاطعَ الحَدَمِ
لــولا حُمـاةٌ لهـا هبُّـوا لنصرَتِهـا
بالسـيف; مـا انتفعـتْ بالرفق والرُّحَمِ
لــولا مكـانٌ لعيسـى عنـد مُرسِـلهِ
وحُرمَـةٌ وجـبتْ للـروح فـي القِـدَمِ
لَسُـمِّرَ البـدَنُ الطُّهـرُ الشـريفُ على
لَوْحَـيْن، لـم يخـشَ مؤذيـه، ولم يَجمِِ
جـلَّ المسـيحُ، وذاقَ الصَّلـبَ شـانِئهُ
إِن العقــابَ بقـدرِ الـذنبِ والجُـرُمِ
أَخُـو النبـي، وروحُ اللـهِ فـي نُـزُل
فُـوقَ السـماءِ ودون العـرشِ مُحترَمِ
علَّمْتَهــم كـلَّ شـيءٍ يجـهلون بـه
حـتى القتـالَ ومـا فيـه مـن الـذِّمَمِ
دعــوتَهم لِجِهَــادٍ فيــه سـؤددُهُمْ
والحـربُ أُسُّ نظـامِ الكـونِ والأُمـمِ
لـولاه لـم نـر للـدولاتِ فـي زمـن
مـا طـالَ مـن عمـد، أَو قَرَّ من دُهُمِ
تلــك الشــواهِدُ تَـتْرَى كـلَّ آونـةٍ
في الأَعصُر الغُرِّ، لا في الأَعصُر الدُّهُمِ
بـالأَمس مـالت عروشٌ، واعتلت سُرُرٌ
لـولا القـذائفُ لـم تثْلَـمْ، ولـم تصمِ
أَشـياعُ عيسـى أَعَـدُّوا كـلَّ قاصمـةٍ
ولــم نُعِـدّ سِـوى حـالاتِ مُنقصِـمِ
مهمـا دُعِيـتَ إِلـى الهيْجَـاءِ قُمْتَ لها
تـرمي بأُسْـدٍ، ويـرمي اللـهُ بـالرُّجُمِ
عــلى لِــوَائِكَ منهـم كـلُّ مُنتقِـمٍ
لله، مُســتقتِلٍ فـي اللـهِ، مُعـتزِمِ
مُســبِّح للقــاءِ اللــهِ، مُضطـرِمٍ
شـوق، عـلى سـابحٍ كالبرْقِ مضطرِمِ
لـو صـادفَ الدَّهـرَ يَبغِي نقلةً، فرمى
بعزمِـهِ فـي رحـالِ الدهـرِ لـم يَرِمِ
بيـضٌ، مَفـاليلُ مـن فعلِ الحروبِ بهم
من أَسْـيُفِ اللـهِ، لا الهندِيـة الخُـذُمِ
كـم فـي الـترابِ إِذا فتَّشت عن رجلٍ
من مـاتَ بـالعهدِ، أَو من مات بالقسَمِ
لـولا مـواهبُ فـي بعـضِ الأَنام لما
تفـاوت النـاسُ فـي الأَقـدار والقِيَـمِ
شــريعةٌ لـك فجـرت العقـولَ بهـا
عـن زاخِـرٍ بصنـوفِ العلـم ملتطِـمِ
يلـوحُ حـولَ سـنا التوحـيدِ جوهرُها
كــالحلْي للسـيف أَو كالوشْـي للعَلـمِ
غـرّاءُ، حـامت عليهـا أَنفسٌ، ونُهًـى
ومـن يَجـدْ سَلسَـلاً مـن حكمـةٍ يَحُمِ
نـورُ السـبيل يسـاس العـالَمون بهـا
تكــفَّلتْ بشــباب الدهــرِ والهَـرَمِ
يجـري الزمّـانُ وأَحكـامُ الزمانِ على
حُـكم له، نـافِذٍ فـي الخلق، مُرْتَسِمِ
لـمَّـا اعْتلَـت دولـةُ الإِسلامِ واتسَعت
مشــتْ ممالِكُـهُ فـي نورِهـا التَّمـمِ
وعلَّمــتْ أُمــةً بــالقفر نازلــةً
رعْـيَ القيـاصرِ بعـد الشَّـاءِ والنَّعَمِ
كـم شَـيَّد المصلِحُـون العـاملون بها
فـي الشـرق والغرب مُلكًا باذِخَ العِظَمِ
للعِلـم، والعـدلِ، والتمـدينِ ما عزموا
مـن الأُمـور، ومـا شـدُّوا من الحُزُمِ
ســرعان مـا فتحـوا الدنيـا لِملَّتِهـم
وأَنهلوا الناسَ مـن سَلسـالها الشَّـبِمِ
سـاروا عليهـا هُـداةَ الناس، فَهْي بهم
إِلـى الفـلاحِ طـريقٌ واضـحُ العَظَـمِ
لا يهـدِمُ الدَّهـرُ رُكنًـا شـاد عـدلُهُمُ
وحــائط البغــي إِن تلمسْـهُ ينهـدِمِ
نـالوا السـعادةَ فـي الدَّارين، واجتمعوا
عـلى عميـم مـن الرضـوان مقتسـمِ
دعْ عنـك روم، وآثِين، ومـا حَوَتا
كــلُّ اليـواقيت فـي بغـدادَ والتُّـوَمِ
وخــلِّ كِسـرى، وإِيوانًـا يـدِلُّ بـه
هــوى عـلى أَثَـرِ النـيران والأيُـمِ
واتْـرُكْ رعمسـيسَ، إِن الملـكَ مَظهرهُ
فـي نهضـة العدل، لا في نهضة الهرَمِ
دارُ الشــرائع رومـا كلّمـا ذُكـرَتْ
دارُ الســلام لهـا أَلقـتْ يـدَ السَّـلَمِ
مــا ضارَعَتهـا بيانًـا عنـد مُلْتَـأَم
ولا حَكَتهــا قضـاءً عنـد مُخـتصَمِ
ولا احـتوت فـي طِـرازٍ مِن قياصِرها
عــلى رشـيدٍ، ومـأْمونٍ، ومُعتصِـمِ
مــن الــذين إِذا ســارت كتـائبُهم
تصرّفــوا بحــدود الأَرض والتخُـمِ
ويجلســونَ إِلــى علــمٍ ومَعرفـةٍ
فــلا يُدانَـوْن فـي عقـل ولا فَهَـمِ
يُطــأْطئُ العلمـاءُ الهـامَ إِن نَبَسُـوا
مـن هيبـةِ العلْـم، لا مـن هيبة الحُكُمِ
ويُمطِـرون، فمـا بـالأَرضِ من مَحَلٍ
ولا بمـن بـات فـوق الأَرضِ من عُدُمِ
خــلائفُ اللـه جـلُّوا عـن موازنـةٍ
فــلا تقيسـنّ أَمـلاكَ الـورى بهـمِ
مَـنْ فـي البريـة كالفـاروق مَعْدَلَةً؟
وكـابن عبـد العزيـز الخاشعِ الحشمِ؟
وكالإِمــام إِذا مــا فَـضَّ مزدحمًـا
بمــدمع فـي مـآقي القـوم مزدحـمِ
الزاخـر العـذْب فـي علْـم وفي أَدبٍ
والنـاصر النَّـدْب في حرب وفي سلمِ؟
أَو كـابن عفّـانَ والقـرآنُ فـي يـدِهِ
يحـنو عليـه كمـا تحـنو عـلى الفُطُمِ
ويجـــمع الآي ترتيبًــا وينظمُهــا
عقـدًا بجـيد الليـالي غـير منفصِـمِ؟
جُرحـان فـي كبـدِ الإِسـلام ما التأَما
جُـرْحُ الشـهيد، وجـرحٌ بالكتاب دمي
ومــا بــلاءُ أَبــي بكـر بمتَّهـم
بعـد الجـلائل فـي الأَفعـال والخِـدمِ
بـالحزم والعـزم حـاطَ الدين في محنٍ
أَضلَّــت الحـلم مـن كهـلٍ ومحـتلمِ
وحِـدْنَ بالراشـد الفـاروق عـن رشدٍ
فـي المـوت، وهـو يقيـنٌ غير منبَهمِ
يجــادِلُ القــومَ مُسْــتَلاًّ مهنَّــدَه
فـي أَعظـم الرسْلِ قدرً، كيف لم يدمِ؟
لا تعذلــوه إِذا طــاف الذهـولُ بـه
مـات الحـبيبُ، فضلَّ الصَّبُّ عن رَغَمِ
يـا ربِّ صَـلِّ وسـلِّم مـا أَردتَ على
نـزيل عرشِـك خـيرِ الرسْـل كـلِّهمِ
مُحــيي الليـالي صـلاةً، لا يقطِّعُهـا
إِلاَّ بــدمع مــن الإِشـفاق مُنسـجمِ
مســبِّحًا لـك جُـنْحَ الليـل، محـتملاً
ضُـرًّا مـن السُّهد، أَو ضُرًّا من الورَمِ
رضيَّــة نفسُــه، لا تشـتكي سـأمًا
ومـا مـع الحـبِّ إِن أَخلصت مِن سَأَمِ
وصــلِّ ربِّـي عـلى آلٍ لـهُ نُخَـبٍ
جـعلتَ فيهـم لـواءَ البيـتِ والحـرمِ
بيـضُ الوجـوه، ووجهُ الدهر ذو حَلَكٍ
شُـمُّ الأُنـوف، وأَنـفُ الحادثات حمي
وأَهــد خـيرَ صـلاةٍ منـك أَربعـةً
فـي الصحـب، صُحبتُهم مَرْعيَّةُ الحُرَمِ
الــراكبين إِذا نــادى النبــيُّ بهـم
مـا هـال مـن جَـلَلٍ، واشتد من عَمَمِ
الصــابرين ونفسُ الأَرض واجفــةٌ
الضــاحكين إِلـى الأَخطـار والقُحَـمِ
يـا ربِّ، هبـتْ شـعوبٌ مـن منيّتهـا
واســتيقظت أُمَـمٌ مـن رقْـدة العـدمِ
سـعدٌ، ونحـسٌ، ومُلـكٌ أَنـت مالِكـه
تُــديلُ مِـنْ نِعَـم فيـه، ومِـنْ نِقَـمِ
رأَى قضــاؤك فينــا رأْيَ حكمتِـه
أَكـرِمْ بوجـهك مـن قـاضٍ ومنتقـمِ
فـالطُفْ لأَجـلِ رسـولِ العـالمين بنا
ولا تزدْ قومَــه خسـفً، ولا تُسـمِ
يـا ربِّ، أَحسـنت بَـدءَ المسـلمين به
فتمِّـم الفضـلَ، وامنـحْ حُسـنَ مُخْتَتَمِ

أين تبيت النوارس؟...محمد بنميلود . .





أين تبيت النوارس؟:

الحياة حانة صغيرة
والنادل عجوز
أقترح أن نطلب قنينة أخرى لأجله
لقد كان نجار زوارق فيما سمعت من بعض السكارى
إن ثمل سيحدثنا عن بواخر عملاقة وصلت ذات مرة من أذربيجان
محملة بالتوابل والعبيد
نبحت عليها كلاب المرسى البرونزية
في عصر آخر ليس من سنوات
بل من بخور الصندل والخوف والضباب
عن عراكات رجولية باللكمات دون قفازات
في المطر المائل بالعاصفة وهياج البحر
فوق حافة الميناء الزلقة
دون تدخل من البحارة
كما تجري العادة هناك
في المكان البعيد جدا عن أعراف المدينة
حين يُقذف بالخاسر إلى البحر
كمرساة ثقيلة
بلا حبل
تلفظه الأمواج بعد أسبوع في ساحل ناء
كما يلفظ السكير الأدرد
عظمة الزيتون
ليدفن بعيدا عن المقابر
وعن القمر
بمحاجر فارغة
كما يدفن غريق وثق أكثر من اللازم في صلابة ذراعيه
دون تدخل الشرطة في شؤون لا تعنيها
العجوز النادل الأعزب ذو العينين الصغيرتين
والنظرات البعيدة لجدار قريب يتهدم
سيحكي لنا بألفة الأجداد
التي تفوق ألفة الشعراء
وسنسمع صرير بكرات قديمة وريح بحرية مالحة في صوته
تلك الريح البحرية
الليلية
حيث جلستُ ذات مساء
على حافة الزورق
ألف سيجارة
وأنظر بعيدا
خلف آفاق اللازورد
خلف المغيب البحري الموحش بالحنين
حيث الكنوز والعذراوات والجنيات والقراصنة يُهرّبون جزيرة
كنتُ صياد أسماك فقَسَتْ للتو
صغيرا على البحر
صغيرا على الحب
تتدلى رجلي لتلمس سطح الماء بالكاد
وكان في نظراتي
وغنائي
حبيبة بعيدة
خلف تلك الآفاق
التي يأتي منها الليل
أتساءل وأنا أسحب السمكة الصغيرة جدا
الناجية من الحيتان
ومن طيور الصخور
أتساءل وأنا أعيدها إلى الماء:
أين تبيت النوارس؟
لم أكن بحارا كما يجب
كنت أراقب البحر والبحارة من بعيد
مندهشا بأعماق الحياة المخيفة
بالكدمات والصمت
بالقسوة الرجولية التي للشعر الذي لا تكتبه
سوى الريح
على شاطئ مهجور
مترددا في العودة إلى البيت
أرفرف بساعديّ النحيلين
واقفا على حافة الزورق
متسائلا بزعانفَ من شِعر
أين تبيت النوارس؟
بعيدا عن البحارة
حيث حانة صغيرة على الصخور
ونادلة بعيون من المحار الملون
وشعر من حرير طحالب الجُزر
ونظرات من مجاز
أحببتها خفية عنهم
تصلني فقط همهماتهم
وغناؤهم الجماعي
وشتائمهم
وقهقهاتها
أجدّف بقدميّ
ناظرا عكس إبحاري
صغيرا على البحر
صغيرا على الحب
غيورا على النادلة
غير مرئي من بعيد
وليس لزورقي في الظلام مُحرّك
كانت حكايتي هي هذه
في عصر آخر ليس من سنوات
بل من بخور الصندل والخوف والضباب
وكلاب برونزية تتبع السفن العملاقة بالنباح
حتى تختفي
والآن يا رفيقي الشاعر
هل فهمت قصدي؟
في هذه الحانة الصغيرة الآمنة
وسط المدينة
حيث موسيقى الجاز مناسبة
والسكارى أبدا لا يتجسسون على بعض
مستعدون أكثر من أي شيء آخر للرقص
ولتبادل العناق دون عراكات
فلنترك الشعر جانبا
كقنينة فارغة
ولنطلب قنينة أخرى
مليئة
كاملة
من نبيذ أحمر
كدم التُّونا
وكرسيٍّ خيزراني
لنادل الحياة العجوز
البحار
الذي بلا أحفاد
وبلا أولاد
سيحكي لنا حكايته العجيبة
بألفة الأجداد
التي تفوق
ألفة الشعراء
لننصتَ في صوته وهو يبحر
لهدير الأمواج الجميل
ساعة
غرق
السفن
. محمد بنميلود .
.

صور من أجواء حفل توقيع " مش عارف " للشاعر سيد لطفي ببيت العيلة






















الخميس، أكتوبر 23، 2014

طقوس...سمير فرج عبد القادر



طقوس
.........

قررت الليله
أكسّر كل طقوسي
مش ح اتوضا
ولا ح اسمع لندن
ولا ح اقرا حروف من نظريات الأدبا
وح افض دواير ..
كل الدنيا المقفولة والهامش
وح اولّع فيهم بالكبريت
قدامك
مش شارب حتى القهوه
اللي بتفصلني
وبتفصل عنّي حدود العالم
وتخليني أرجّع ...
كل سنين المر اللي انت زارعها
وقطفت انا منها
ديواني التاني
( أحوال من دفتر صمت اخوانّا البعدا )
وقصيده حزينه
مزروعه ف قلب ( مشاهد موت )*
مش عايز ينـزل إسمي
ف سطور الصحف البايره
ولا عايز حتى وظيفتي الخاينه بكام ملطوش
أنا مستبيعلك
مش بس الليله
وح اشوف
لو شاطر
اطبع صورتك
على ورقه ف قلب ديوان ...
الكره الساكن وسط ضلوعي
إظهر قدامي
أنا متأكد إنّك مش ح تزورّني الليله
ولا ح تورّيني ملامحك
واتحدى ...
لو اسمك عدى ما بين السطر واخوه
وساعتها
راح أمدّ إيديا لقلب قصيده جديده
بعد ما انضّف قلمي
من سمّ حروفك
واكتب بمزاجي
وح اشوفك وانت مولع نار
وبتترجاني
اتوضا
اسمع لندن
واطفي النار الوالعة ف نظريات الأدبا
واشرب فنجان القهوه
والجملة ح تطلع
من سنّ القلم المتقيد بمزاجي
معجونه بموتك
وتهلّ روايح عفنك
وتفرتك ..
حاجز
ورا حاجز
ورا حاجز
ولحدّ ما توصل
وتفرتك صوتك
.................................
سمير فرج عبد القادر

إرسمني... للشاعرة ريم صلاح








إرسمني
.........
إرسمني ف كل دفاترك شوق
وشروق
مع ضحكة شمس لأول مرّه تزور الكون
إرسمني جنون
وضفاير بنت بتتمرجح
على كتفك لما تقوم م النوم
إرسمني عيون
مش شايفه يادوب غيرك وحدك
بتدوب من لمس حرير كفّك
وكأنك عازف وصوابعك
بتزغزغ كل مافيها من الإحساس
إرسمني ولوّن ف الكراس
واعصر من بين شهد شفايفك
على كل اللوحه عصير أناناس
واغزلّي نسيجي من الأول
خليلي الجلد يكون شفاف
وتعالى ف عز البرد لحاف
دفّيني بترانيم أنفاسك
إكتبني على سطور كرّاسك
كل الأشعار
إرسملي ف عينك أحلى مدار
وانا نجمه تكون عكس النجمات
بطلعلك وحدك ليل ونهار
إعزف بصوابعك خلّيني
أتنغّم بجميع النغمات
محتاجة أكون لحن حياتك
على صدرك وحدك بس أبات
وف شِعرك إسمي يكون عندك
كل الأبيات
كل الدواوين
كل القواميس
محتاجة ف عز الليل حُبك
يصبح فوانيس
يهديني ف كل طريق أمشيه
محتاجه تطبطب على كتفي
تفتح دراعاتك وتاخدني
على صدرك وحدي اللي ادخل فيه
محتاجه ان قلبي ينام لحظه
دقّاتك بس اللي تصحيه
محتاجه أكون فعلا جوّاك
أبقالك حور
تبقالي ملاك
محتاجه اتوحّد مع روحك
مش عارف ليه؟
علشان م الأخر يا حبيبي
فعلا عشقاك

إبراهيم عطية أمينا عاما لمؤتمر شرق الدلتا الأدبي






إبراهيم عطية أمينا عاما لمؤتمر شرق الدلتا الأدبي 

عقدت الأمانة العامة لمؤتمر إقليم شرق الدلتا الثقافي برئاسة الدكتور محمد رضا الشيمي رئيس إقايم شرق الدلتا الثقافي الأربعاء الموافق 22أكتوبر لمناقشة أعمال الدورة القادمة في محافظة الشرقية لمناقشة جدول الأعمال المتعلق بعنوان المؤتمر ووقع اختيار الأمانة باختيار الكاتب إبراهيم عطية أمينا عاما للمؤتمر بالإجماع للمصلحة العامة بعد تنازل القاص محمود أحمد علي رئيس نادي الأدب بالشرقية عن الأمانة مما جعل الأعضاء علي اتفاق للصالح العام ودور عطية كرئيس لفرع اتحاد كتاب الشرقية والقناة وسيناء وله دوره وكفاءته البارزة في الحركة الأدبية في الشرقية ومصر والشاعرة أمل جمال أمينا مساعدا واختيار ناصر العزبي رئيسا للجنة الأبحاث وعضوية الشاعر إسماعيل بريك رئيس نادي الأدب المركزي بكفر الشيخ والشاعر طارق العوضي رئيس نادي الأدب بالدقهلية وقد ناقشت الأمانة كافة الموضوعات المقترحة واتفقت علي عنوان المؤتمر " الأدب في مواجهة الإرهاب " وعدة محاور هي النشر الإقليمي وأثره على الحركة الإبداعية إقليم شرق الدلتا نموذجا ، التقنيات الحديثة وعلاقتها بالنص الأدبي ، المؤسسات الثقافية رؤى متجددة ، الإبداع الأدبي في الشرقية ، دور الأدب في دعم القضية الفلسطينية واختيار الكاتب الصحفي مصطفي عبد الله رئيسا للمؤتمر وإهداء الدورة للدكتور حسن حماد الأستاذ بجامعة الزقازيق لحصوله على جائزة الدولة التقديرية .وحضر الاجتماع هشام فرحات مدير الإدارة الثقافية بالإقليم وأحمد الحديدي مقرر الاجتماع .

ليلة باردة.. بسام الأشرم

ليلة باردة
تُسرِعُ الخُطى نحوَ بيتِها و حَبّاتِ مطرٍ خفيفٍ تُبَلِّلها ..
تَتَخَيَّلُ دِفءَ سريرِها .. حَبّاتُ مطرٍ تَنقُرُ زُجاجَ شُبّاكِها ..
تَتَخَيَّلُ عريسَها الذي تراهُ يعزِفُ معها سيمفونيةَ عِشْقٍ و هَوى ..
لَذَّةٌ تسري في عُروقِها ..
تُحَدِّثُ نفسَها بعد حَمّامٍ دافئٍ و عطرٍ و قميصِ نومٍ ورْديّ ..
" في الثلاثين مِن عمري أنا و لكني ما زِلتُ عروساً جميلةً "
تستلقي على سريرِها .. تَشُدُّ عليها غَطاءَها ..
تَذرِفُ على وِسادتِها دمعة و هِيَ تَتَأمَّلُ صورةً رَسَمَتها على مِرآتِها
لِفارِسٍ مازالَ جَوادهُ لم يَصِلْ .
( بسام الأشرم )
23 . 10 . 2014

الإعلان عن مسابقة مدونة صبري رضوان " الدورة الثانية " أول نوفمبر القادم




قررت إدارة مدونة صبري رضوان " صوت المثقفين والمبدعين " أن تعلن عن انطلاق مسابقتها في دورتها الثانية للعام 2014 اعتبارا من أول نوفمبر القادم بعد اجتماعها لوضع شروط المسابقة وتحديد لجنة التحكيم في فروعها " شعر " عامية . فصحي " / قصة "
ومقر انعقاد فل توزيع الجوائز وموعد نشر النتيجة 
 والمسابقة تهدف إلي رقي الحركة الابداعية ومساندة لابداعات الشباب التي تخطو نحو التحقق الابداعي ؛ والمدونة بجهد ذاتي دأبت علي نشر ومتابعة الاخبار ا لادبية والثقافية وحاولت ان تلقي حجرا في المياه الراكدة في ظل غياب منظومة داعمة للحركة الثقافية الحقيقية بعيدا عن الأطر الروتينية المعقدة للنشر الورقي بآلياته المعروفة
وفي السياق نفسه كانت فكرة مسابقة أدبية سنوية تحمل اسم المدونة وتفتح الباب علي مصرعيه أمام من يرغب في التقدم للمسابقة وتأتي جوائزها رمزية  ليقينها بقيمة الادب الذي لا يقدر بمقابل عيني او مادي 

فى شهر أغسطس الماضى..... للشاعر عماد طنطاوي





فى شهر أغسطس الماضى...صبيحة يوم "تسعتاشر"
ركبت جنبى ف الباص......واحدة بس إيه "فورة"...!!!
رابطة إيشارب ع الراس..وماسكة ف إيدها كام صورة
وتقريبا.........عددهم عشرة لا حداشر........
عيونها زى بنورة.....
وف خدودها براح مساحات...ب يشبه ملعب الكورة
وليها "حسنة" موجودة على حدود "التمنتاشر"
جنب الدقن والشفة ب كام "ياردة"
وكانت لابسة تنورة......"كاروه أسود ف ألوان"
وأنا ودماغى ب نترجم "يادنيا هى دى النسوان"
وكل ما أبص لعنيها ولخدودها ..أروح "شايط" هناك ضحكة
ف تيجى تملى ف "العارضة "....!!!!
تقولش دا "شوط" زملكاوى...........!!!!
ودى هاتك يانفخ وغيظ ."يارب إرحمنا م المرضى"
وأنا ف دماغى مش ساكت ..
لحد عيونها ما هترضى....
وتضحك بالفرنساوى..........
ضربت إيديا ف جيوبى وكان فيهم "لبانتين"
عزمت عليها ب "لبانة"
وكانوا ب نكهة "الموز"
وأنا ب أضحك بكل غلاسة وأسألها .."أكيد الأخت فنانة..؟"
ودى زادت ف ضرب "البوز"....وبصت ناحية "الشوز"
ساعتها قلقت وسِكت...
ركنت دماغى ع الشباك ....عملت ب إنى إيه قال نمت
وأنا ب أقنعنى بالحكمة اللى ب تقول "هتطلع بت..هتنزل بت"
وكان ف إيديا يومها كتاب...ديوانى الأول الفاشل
حاضنه ب كل تفاصيله
ولحظة ما النعاس خدنى .وقع منى على الأرض
ف وطت هى هتشيله...........
صحيت على هزة الرجلين
حاولت أسبقها متلهوج.. كسرت الشاشة ف التليفون
ساعتها العين بقت ف العين
وضحكى كان ف مرمى الجون
ضحكت بكل مافيا ..وبصت هى ف عنيا
وفتحت رمشها برقة وقفلت بعد أول جون
وعدلت روحها ع الكرسى..وقعدت ثانية بتفكر
وأنا إتحججت بصراحة ..وقولت "ياستى متشكر"
ف ضحكت زى وردة بتول ..ملانة صدق ومشاعر
وسألتنى بكل هدوء...ب تكتب شعر...؟
ف قولتلها مانش شاعر....
لكن ب أعمل محاولات..
ففردت روحها ع الكرسى ..وقالت أصلى رسامة
وإسمى "آية أبو شامة"
وساكنة ف شارع "التركى" ف حتت ساقية الصاوى
فقولتلها وأنا "عماد".. ولقب الجد "طنطاوى"
وساكن قرب "عابدين"...
فقالت طب تَشرفنا..
وقبل ما أقولها رقمك ..عشان يكمل تعارفنا...
سبقنى نداها للسواق " يا أسطى أى حتة يمين"
ونزلت زى حلم جميل ...حلمته بس مكلمشى.............!!!

أمسية الشعر والشباب باتحاد كتاب مصر الثلاثاء 28 أكتوبر





في محاوله جاده لادخال الجيل الجديد في الساحه الادبية 
تستضيف شعبه الشعر الفصحى باتحاد كتاب مصر الكاتبه / منة الله رأفت وورشتها زحمة كتاب بامسيه شعريه تحت عنوان الشعر والشباب
تحت اشراف /عاطف الجندى رئيس الشعبة و محمد ثابت مقرر الشعبة
وذلك بمقر الاتحاد بالزمالك يوم الثلاثاء 28/10/2014
في تمام الساعه 4.30 م

والامسيه مغطاه اعلاميا من قناة النيل الثقافيه والجرائد المصريه والعربيه
الدعوه عامه
على راغبي الالقاء لطفا اكتب العمل الذي ستقوم بالقائه في بوست في الايفنت
موعد الامسيه
الثلاثاء 28/10/2014 في تمام الساعه 4.30 م
عنوان الاتحاد : 11 ش حسن صبري - الزمالك - القاهره
شعبه الفصحى داخل مبنى الاتحاد

لو يوم تقولي نتعاتب... الشاعرة رشا فهمي





لو يوم تقولي نتعاتب
حقولك حاضر وبقوة
حستنى عليك وحسمعلك
لو بيا منك مية شكوى

واسامحك !
أسامحك مهما كان جرحك
أسامحك لو تسامحني
علي زنب ما اعرف اية هو

يا دنيا الهامه محنية
وجدان مشتاق لحنية
وفؤاد مفطور ومات فيا
معصوبه العين وانا ماشية
في طريق مرسوم
على جبيني
ألام في وريدي أهي ماشية
ما بين قساوتك وحنيني
احلام مخنوقة م الماشية
بطيئة وفين محبيني
عايزة اخد منهم القوة
والقالك اي حاجات حلوة

واسامحك !
أسامحك مهما كان جرحك
أسامحك لو تسامحني
علي زنب ما اعرف اية هو

أنا على امري مغلوبة
أنفاسي بتخرج بصعوبة
احلامي بتصبح مرعوبة
لون وردي بيدبل على خدي
تسقية من ماية احزانك
والدمع سباقه فوق خدي
أسرع م الغدر في احضانك
والشمعه ان كانت بين يدي
طفى نورها جراح من نسيانك
بتفتكرني في القسوة ؟
وانا بألمك مالي دعوة

حسامحك !
أسامحك مهما كان جرحك
أسامحك لو تسامحني
علي زنبي وقوللي اية هو

11 / 2010

اللى كان " ممكن " مابيننا... علاء عيسي








اللى كان
" ممكن "
مابيننا
أصبح بإيدك مستحيل
فانا يستحيل
اقبل
بأنى يوم بإيدك
أن
لا أكون
لازم
أكون
فاسمحى لى بعد
إذنك
ولا أقولك
اسمحى لى غصب
عنك
انْ اراجع كل أحاسيسى
معاكى
واخطف الصورة اللى ليا
كنت فاكر انها كانت فى قلبك
واتضح لى
كنتى رامياها وراكى
ارجعى نامى فى توهتك
وارسمى لك أى دوامة تساهيكى
واعملى نفسك بانك حد أكبر من حقيقتك
وانفخى روحك بروحك
واكبرى أكبر وأكبر
صدقى كل اللى قاعد يبتسم لك
واللى راسم نفسه
قاصد يترسم لك
صقفى للى بيضحك بالكلام
واللى بيعمل انه مغرم بالكلام
هوة من امتى لقينا
حد حاسب ع اكلام
الكلام
يا حتة منى
اللى يوم يتحس بس
والغرام
مش حروف مرصوصة رص
انتى مشكلتك
عويصة
كل خوفى كان عليكى
همة شايفينك فريسة
وانتى أجمل حاجة
فى سنينى الكبيسة

الشاعرة سعاد شايب تكتب ... وأنا هنا








وأنا هنا......منذ عمر....أُطلّ على تلك الدنيا....من شبّاك روحي الوحيد....أقتسم مع الريح العابرة .....بُنّ العِشرةِ....وملح الوقت ...وأرقبُ....جِياد الأيّام......تعدو......وأنا منشغل قلبي "بالحمام الحزين قُرب النُهر"....منذ الشهقة الأولى في المحبّة ....انخطف قلبي لصوت الماء المنكسر هناك ....هناك فوق الأرض 

(قصة قصيرة) سجودُ الكرامةِ... لحسام شلقامي







الفائزة بالرتبة الثالثة في مسابقة مهد الحضارات برعاية صحيفة كاسل جورنال
(قصة قصيرة)

........................................................
سجودُ الكرامةِ
الخامسُ منْ أكتوبرَ...يتأملُ قاسمُ صورةَ خطيبَتِهِ فردوسَ... يناجيها: 
- خمسةُ أيامٍ ويُلمُّ شملُنا..وكأنَّها خمسُ سنواتٍ.
يعتنقُ صورتَها، يُسهِبُ في أحلامِهِ، تَغتالُهُ أجنحَةُ النومِ.
لكنَّ أبواقَ النَّفيرِ اليوميّ تُحرِّرُهُ منْ قبضةِ نومهِ.
حركةُ القادةِ غيرُ طبيعيةٍ.
الملازمُ رفعتْ يأمرُ العساكرَ بالتجمُّعِ حالاً..الإرباكُ يعمُّ المعسكَرَ.
الملازمُ رفعتْ بأعلى صوتِهِ:
- الأوامرُ صدرتْ بتحريرِ سيناءَ فليستعدَّ الجميعُ للهجومِ.
يحتدمُ صراعٌ في هواجسِ قاسمٍ.
تتصارعُ أحلامُهُ مع ذكرياتِهِ.
بينما يفتحُ خوفُهُ - منْ تأجيلِ عرسهِ- جبهةً جديدةً.
يتحركُ الجميعُ نحوَ دبَّاباتِهِمْ.
قاسمٌ أكثرَهُمْ حماسةً..اِحتدمَ القتالُ..ركَّزَ في أهدافهِ بدقةٍ عاليةٍ..نَكَتَها بقذائفَ مدفعهِ ليُحيلَها ركاماً.
اِنقضتْ ساعتانِ منَ السجالِ..قاسمٌ يُكبَّرُ ويَسجدُ كلّما حرَّرَ بقعةً منْ أرضِ سيناءَ...لكنَّ هذهِ المرَّةَ كانَ سجودهُ أطولَ.
في موعدِ العرسِ أتمَّ سجودَهُ برفقةِ فردوسَ في دارِهمَا الجديدِ.