وكالة انباء الشعر
ولاء عبدالله
حالة شعرية إبداعية تقدمها الشاعرة الكويتية "ميسون سويدان" في صالونها الشهري الذي تقيمه في القاهرة، وتخصصه فقط، وكما تقول لفن "الشعر" معشوقها الأوحد، الذي تلاصقت معه، لتكون سيمفونية زادها الكلمات، وحياتها اللغة.
وفي صالونها الشهري "صالون ميس" احتفت سويدان، ومعها نخبة من الشعراء المصريين والعرب، وبحضور د. سعيد توفيق" أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، بالشاعر المصري الكبير "أحمد عبدالمعطي حجازي"، في جو مبدع حضّرته "ميس" خصيصا ليكون افتتاحاً رسمياً، وإشهاراً جديداً لصالونها، الذي أطلقته منذ شهور وقدمت فيه نخبة من شعراء مصر الكبار.
وقد بدأ حجازي حديثه مقدما الشكر لميسون لتنظيمها الصالون، الذي يزوره للمرة الثانية، والذي تحتفي فيه بفن الشعر، الذي هو بحاجة إلى عناية واهتمام أكبر، مشيرا إلى أننا بحاجة مستمرة للشعر، فهو رابط، وتاريخ، والحاضر، وكذلك مستقبل.
ويضيف حجازي:"وإذا كنا أيضا بحاجة إلى الشعر القريب في مصر، فكم من المؤثر أن يزورنا شعراء من خارج القاهرة، ومن خارج مصر أيضا"، وينهي حديثه قائلا(الليلة للشعر وليس للشاعر).
ومع ضوء الشموع التي راحت تتراقص طربا بدأت سويدان تقديم ضيوف صالونها، وهو في هذه المرة لهم طابعهم الخاص، قد تكون الإشارة الأهم للناشطة السعودية منال الشريف، صاحبة القضية الأكثر إثارة في المملكة السعودية، والتي قررت أن تكسر القاعدة متحدية مواقف المجتمع المتخاذلة ضد المرأة وتقرر قيادة السيارة، ولسان حالها يعلن عصيانا أو ثورة نسائية على عالم الرجال الرافض أن يكون للمرأة دورها وحضورها، منال الشريف حضرت إلى القاهرة خصيصا لتشارك في الصالون وتساهم في الاحتفاء بالشاعر الكبير "أحمد عبد المعطي حجازي"، وبانسجام شديد استمعت وتفاعلت مع قصائد الشعراء التي ألقوها خلال الصالون.
ومن ضيوف الصالون من خارج مصر جاء الشاعر والناقد الشاب "بدر العتيبي" الذي يقيم هذه الفترة في القاهرة لتحضيره لرسالة الدكتوراه حول الشعر الحديث في كلية "دار العلوم"، ومن الكويت حضر خصيصا للمشاركة في الصالون أيضا الشاعر "فوزي القصار"، وزوجته الكاتبة والروائية "رانيا السعد" صاحبة المدونة الأكثر شهرة وحضورا في الكويت"ولاّدة"، وهو أيضا اسمها المستعار الذي ظلت تخفي هويتها خلفه حتى أعلنت عن ظهورها وخاصمت ولادة، مقدمة عملها الروائي "هوس" الذي يكسر الكثير من التابوهات المسكوت عنها في علاقات المرأة وحياتها، ورافقهما "ابنهما، ملهم والدته في عملها الأول"صباحاتي سكر" والذي تقدم فيه السعد بأسلوب لغوي شيق يوميات أم طفل مريض بالسكر وهي من أوائل التجارب الرائدة في هذا الجانب.
وكان الحضور الأكبر لرواد صالون الشراع المصريين، فكان من بين الحضور الشاعر الكبير "محمد إبراهيم أبوسنة"، والذي يحتفل هذا العام بميلاده الـ 75، الشاعر فؤاد طمان، الشاعر عماد غزالي، الشاعر إيهاب البشبيشي، الشاعر سامح محجوب، الشاعر والناقد د.علاء جانب، الشاعر سيد يوسف، الشاعرة شرين العدوي، الشاعر أحمد حسن محمد، الشاعر عمر حاذق، الشاعر محمود موسى، الشاعرة سلمى فايد، والشاعر محمد منصور منسق الصالون، كما كان من بين الحضور "دينا عامر" من قناة الجزيرة الوثائقية والتي تجهز لفيلم تسجيلي حول فن الشعر.
ويعقب تقيم ميسون إلقاء "حجازي" لعدد من قصائده بدأها بقصيدته "حب في الظلام" التي كتبها الشاعر في 1957 وبدأ ينشد:" أحبّك ؟ عيني تقول أحبّك/ ورنّة صوتي تقول../ وصمتي الطويل/ وكل الرفاق الذين رأوني ، قالوا .. أحب !/ وأنت إلى الآن لا تعلمين !/ أحبّك .. حين أزفّ ابتسامي/ كعابر درب ، يمر لأول مره/ وحين أسلّم ، ثم أمر سريعا/ لأدخل حجره/ وحين تقولين لي .. إرو شعرا/ فأرويه لا أتلفت ، خوف لقاء العيون/ فإن لقاء العيون على الشعر ، يفتح بابا لطير سجين/ أخاف عليه إذا صار حرا/ أخاف عليه إذا حطّ فوق يديك/ فأقصيته عنهما ! ".
ومن بين القصائد أيضا قدم قصيدته "مرثية لاعب سيرك" والتي قدمها في 1966 وبعدها أشار حجازي إلى قصة القصيدة والتي يعلن أنه يتحدث عنها لأول مرة عن لاعب السيرك الذي مات في 66، وقال بأنه كان يقصد به عبدالناصر، وهنا سأله الشاعر "سامح محجوب" برغم مواقفكم تجاه عبدالناصر إلا أنكم بكيتموه ليرد حجازي:" بكينا عبد الناصر وكنا نبكي أنفسنا، فالأمة العربية راهنت على هذا المشروع، أكبر من أحلامها، وكان من المفترض له أن ينتهي بالفشل فما بالنا ببطل يعزل الذين يصفقون له ويلعب وحده تماما، فمن يقوم بذلك لابد أن يسقط"، ثم يقدم قصيدته "نحت"، والتي يقدمها الشاعر على عكس أسطورة بجماليون.
وقد أعقب ذلك إلقاء الشعراء المشاركين في الصالون لقصائدهم فبدأ عمر حاذق "شاعر الرومانسية" بإلقاء عدد من قصائده، بينما قدم الشاعر "أحمد حسن محمد" "صائد الجوائز" قصيدة طويلة، وقدم القصار قصائد من ديوانه "تيهي"، وشارك الشعراء الباقون بعدد من قصائدهم المتميزة.
هاولع فى نفسى