السبت، ديسمبر 10، 2011

فصل من رواية " أولاد حارتنا "..................لنجيب محفوظ





أدهم




1
كان مكان حارتنا خلاء . فهو امتداد بصحراء المقطم الذي يربض في الأفق . ولم يكن بالخلاء من قائم إلا البيت الكبير الذي شيده الجبلاوي كأنما ليتحدى به الخوف و الوحشة وقطاع الطريق . كان سوره الكبير العالي يتحلق مساحة واسعة , نصفها الغربي حديقة , و الشرقي مسكن مكّون من أدوار ثلاثة . ويوماً دعا الواقف أبناؤه إلى مجلسه بالبهو التحتاني المتصل بسلاملك الحديقة . وجاء الأبناء جميعاً , إدريس و عباس و رضوان و جليل و أدهم, في جلابيبهم الحريرية , فوقفوا بين يديه وهم من إجلاله لا يكادون ينظرون نحوه إلا خلسة . وأمرهم بالجلوس فجلسوا على المقاعد من حوله , وراح يتفحصهم هنيهة بعينيه النافذتين كأعين الصقر , ثم قام متجهاً نحو باب السلاملك . ووقف وسط الباب الكبير ينظر إلى الحديقة المترامية التي تزحمها لأشجار التوت و الجميز و النخيل , وتعترش في جنباتها الحناء و الياسمين , وتثب فوق غصونها مزقزقة العصافير . ضجت الحديقة بالحياة و الغناء على حين ساد الصمت بالبهو . وخيِّل إلى الأخوة أن فتوة الخلاء قد نسيهم , وهو يبدو بطوله و عرضه خلقاً فوق الآدميين كأنما من كوكب هبط . وتبادلوا نظرات متسائلة . إن هذا شأنه إذا قرر أمراً ذا خطر , وما يقلقهم إلا أنه جبار في البيت كما هو جبار في الخلاء وإنهم حياله لا شيء . التفت الرجل نحوهم دون أن يبرح مكانه و قال بصوت خشن عميق تردد بقوة في أنحاء البهو الذي توارت جدرانه العالية وراء ستائر و طنافس :
- أرى من المستحسن أن يقوم غيري بإدارة الوقف ...
وتفحّص وجوههم مرة أخرى , ولكن لم تنم وجوههم على شيء . لم تكن إدارة الوقف ما يغري قوماً استحلوا الفراغ و الدعة و عربدة الشباب , وفضلاً عن هذا فإدريس الأخ الأكبر هو المرشح الطبيعي للمنصب , فلم يعد أحد منهم يتساءل عما هناك . وقال إدريس لنفسه : " ياله من عبء , هذه الأفكار لا حصر لها , وهؤلاء المستأجرون المناكيد ! " , أما الجبلاوي فاستطرد قائلاً :
- وقد وقفع اختياري على أخيكم أدهم ليدير الوقف تحت إشرافي ..
عكست الوجوه وقع مفاجأة غير متوقعة , فتبودلت النظرات في سرعة و انفعال , إلا أدهم فقد غض بصره حياءً و ارتباكاً , وولاهم الجبلاوي ظهره وهو يقول في عدم اكتراث :
- لهذا دعوتكم ..
تفجر الغضب في باطن إدريس , فبدا كالثمل من شدة مقاومته , ونظر إلى أخوته بحرج , ودارى كل منهم – عدا أدهم طبعاً – غضبه لكرامته باحتجاجه الصامت على تخطي إدريس , الذي كان تخطياً مضاعفاً لهم . أما إدريس فقال بصوت هادىء كأنما يخرج من جسم آخر:
- ولكن يا أبي ..
قاطعه الأب ببرود وهو يلتفت نحوهم :
- ولكن ؟ ! .
فغضوا الأبصار حذراً من يقرأ ما في نفوسهم , إلا إدريس فقد قال بإصرار :
- و لكنني الأخ الأكبر.. فقال الجبلاوي مستاء " :
- - أظن أنني أعلم ذلك , فأنا الذي أنجبتك .
فقال إدريس وحرارة غضيه آخذة في الارتفاع :
- للأخ الأكبر حقوق لا تهضم إلا لسبب ..
فحدجه الرجل بنظرة طويلة كأنما يمنحه فرصة طيبة لتدبر أمره وقال :
- أؤكد لكم أنني راعيت في اختياري مصلحة الجميع ..
تلقى إدريس اللطمة بصبر ينفذ . إنه يعلم كم يضيق أبوه بالمعارضة , وأن عليه أن يتوقع لطمات أشد إذا تمادى فيها , ولكن الغضب لم يدع له فرصة لتدبّر العواقب , فاندفع خطوات حتى كاد يلاصق ادهم , و انتفخ كالديك المزهو ليعلن للأبصار فوارق الحجم و اللون و البهاء بينه و بين أخيه , و انطلق الكلام من فيه كما ينطلق نثار الريق عند العطس بغير ضابط :
- إني و أشقائي أبناء هانم من خيرة النساء , أما هذا فابن جارية سوداء ..
- شحب وجه أدهم السمر دون أن تنّد عنه حركة , على حين لوح الجبلاوي بيده قائلاً بنبرات الوعيد :
- تأدب يا إدريس ..
ولكن كانت تعصف به عواصف الغضب المجنونة فهتف :
- وهو أصغرنا أيضاً , فدلني على سبب يرجحني به إلا أن يكون زماننا زمان الخدم و العبيد ..
- اقطع لسانك رحمة بك يا جاهل ..
- إن قطع لساني أحي إلي من الهوان ..
ورفع رضوان رأسه نحو أبيه و قال برقة باسمة :
- نحن جميعاً أبناؤك , ومن حقنا أن نحزن إذا افتقدنا رضاك عنا , و الأمر لك على أي حال .. و غاية مرامنا أن نعرف السبب ..
وعدل الجبلاوي عن إدريس على رضوان , مروّضاً غضبه لغاية في نفسه فقال :
- أدهم على دراية بطباع المستأجرين , ويعرف أكثرهم بأسمائهم , ثم إنّه على علم بالكتابة و الحساب ..
- وعجب إدريس من قول أبيه كما عجب أخوته . متى كانت معرفة الأوشاب ميزة يفضل من أجلها إنسان ؟ ! . و دخول الكتّاب , أهو ميزة أخرى ؟ ! . و تساءل إدريس متهكماً :
- أتكفي هذه الأسباب لتبرير ما يراد به من مذلة ؟
فأشار الجبلاوي نحوه بضجر و قال :
- فأشار الجبلاوي نحوه بضجر و قال :
- هذه إرادتي , وما عليك إلا السمع و الطاعة ..
و التفت الرجل التفاتة حادة صوب أشقاء إدريس وهو يسأل :
- ما قولكم ؟
فلم يحتمل عباس نظرة أبيه , وقال وهو واجم :
- سمعاً و طاعة ..
و سرعان ما قال جليل وهو يغض طرفه :
- أمرك يا أبي ..
و قال رضوان وهو يزدرد ريقه الجاف :
- على العين و الراس ..
عند ذاك ضحك إدريس ضحكة غضب تقلصت إلى أساريره حتى قبحت وجهه و هتف :
- يا جبناء , ما توقعت منكم غلا الهزيمة المزرية . وبالجبن يتحكم فيكم ابن الجارية السوداء ..
فصاح الجبلاوي مقطباً عن عينين تتطاير منهما النذر :
- إدريس !
ولكن الغضب كان قد اقتلع جذور عقله فصاح بدوره :
- ما أهون الأبوة عليك , خلقت فتوة جباراً فلم تعرف إلا أن تكون فتوة جباراً , ونحن أبناؤك تعاملنا كما تعامل ضحاياك العديدين ..
اقترب الجبلاوي خطوتين في بطء كالتوثب , و قال بصوت منخفض وقد أنذرت أساريره المتقبضة بالشر :
- اقطع لسانك !
ولكن إدريس واصل صياحه قائلاً :
- لن ترعبني , أنت تعلم أنني لا أرتعب , وأنك إذا أردت أن ترفع ابن الجارية عليّ فلن أسمعك لحن السمع و الطاعة .
- ألا تدرك عاقبة التحدي يا ملعون ؟
- الملعون حقاً هو ابن الجارية ..
فعلت نبرات الرجل و اخشوشنت وهو يقول :
- إنها زوجتي يا عربيد , فتأدّب و إلا سويّت بك الأرض ..
وفزع الأخوة و أولهم أدهم لدرايتهم ببطش أبيهم الجبار , ولكن إدريس كان قد بلغ من الغضب درجة لم يعد يدرك معها خطراً كأنه مجنون يهاجم ناراً مندلعة , فصاح :
- إنك تبغضني , لم أكن أعلم هذا , ولكنك تبغضني دون ريب , لعل الجارية هي التي بغضّتنا إليك , سيد الخلاء و صاحب الأوقاف و الفتوة الرهيب , ولكن جارية استطاعت أن تعبث بك , وغداً يتحدث عنك الناس يكل عجيبة يا سيد الخلاء .
- قلت لك اقطع لسانك يا ملعون .
- لا تسبّني من أحل أدهم , طوب الأرض يأبى ذلك و يلعنه , وقرارك الغريب سيجعلنا أحدوثة الأحياء و الحواري ..
فصاح الجبلاوي بصوت صكّ الأسماع في الحديقة و الحريم :
- اغرب بعيداً عن وجهي ..
- هذا بيتي , فيه أمي , وهي سيدته دون منازع .
- لن تُرى فيه بعد اليوم , وإلى الأبد ..
و اكفهر الوجه الكبير حتى حاكى لونه النيل في احتدام فيضانه , و تحرك صاحبه كالبنيان , مكوراً قبضة من الصوان . وأيقن الجميع أن إدريس قد انتهى . ماهو إلا مأساة جديدة من الماسي التي يشهدها هذا البيت صامتا . كم من سيدة مصونة تحولت بكلمة إلى متسولة تعيسة . وكم من رجل غادره بعد خدمة طويلة مترنحاً يحمل على ظهره العاري آثار سياط حملت أطرافها بالرصاص و الدم يطفح من فيه و أنفه . و الرعاية التي تحوط الجميع عند الرضا لا تشفع لأحد وأن عزّ جانبه عند الغضب . لهذا أيقن الجميع أن إدريس قد انتهى . حتى إدريس بكري الواقف و مثيله في القوة و الجمال قد انتهى . و تقدم الجبلاوي خطوتين أخريين وهو يقول :
لا أنت ابني ولا أنا أبوك , ولا هذا البيت بيتك و ولا أم لك فيه ولا أخ ولا تابع . أمامك الأرض الواسعة فاذهب مصحوباً بغضبي و لعنتي , و ستعلمك الأيام حقيقة قدرك وأنت تهيم على وجهك محروماً من عطفي و رعايتي ! .
فضرب إدريس البساط الفارسي بقدمه و صاح :
- هذا بيتي , ولن أغادره ..
فانقضّ عليه الأب قبل أن يتقيه , و قبض على منكبه بقبضة كالمعصرة , و دفعه أمامه و الآخر يتراجع مقهقراً , فعبرا باب السلاملك , و هبطا السلم و إدريس يتعثر , ثم اخترق به ممراً تكتنفه شجيرات الورد و الحناء مفروشاً بالياسمين حتى البوابة الكبيرة فدفعه خارجاً و أغلق الباب . وصاح بصوت سمعه كلّ من يقيم في البيت :
- الهلاك لمن يسمح له بالعودة أو يعينه عليها ..
ورفع رأسه صوب نوافذ الحريم المغلقة وصاح مرة أخرى :
- و طالقة ثلاثا من تجترىء على هذا ..


2
منذ ذلك اليوم الكئيب و أدهم يذهب كل صباح إلى إدارة الوقف في المنظرة الواقعة إلى يمين باب البيت الكبير . وعمل بهمة في تحصيل أجور الأحكار و توزيع أنصبة المستحقين و تقديم الحساب إلى أبيه . وأبدى في معاملة المستأجرين لباقة و سياسة , فرضوا عنه على رغم ما عرف عنهم من مشاكسة و فظاظة . وكانت شروط الواقف سراً لا يدري به أحد سوى الأب , فبعث اختيار أدهم للإدارة الخوف أن يكون هذا مقدمةً لإيثاره في الوصية . و الحق لأنه لم يبد من الأب قبل ذلك اليوم ما ينم عن التحيز في معاملته لأبنائه . و عاش الأخوة في وئام و انسجام بفضل مهابة الأب و عدالته . حتى إدريس – على قوته و جماله و إسرافه أحياناً في اللهو – لم يسيء قبل ذلك اليوم إلى أحد من أخوته . كان شاباً حلواً كريم المعشر حائزاً الود و الإعجاب . ولعل الأشقاء الأربعة كانوا يضمرون لأدهم شيئاً من الإحساس بالفارق بينهم و بينه , ولكن أحداً منهم لم يعلن هذا ولا اشتم منه في كلمة أو إشارة أو شلوك . ولعل أدهم كان اشد إحساساً منهم بهذا الفارق , بين سمو أمهم وضاعة أمه , ولعله عانى من ذلك أسى مكتوماً و ألماً دفيناً , ولكن جو البيت المعبق بشذى الرياحين , الخاضع لقوة الأب و حكمته , لم يسمح لشعور سيء بالاستقرار في نفسه , فنشأ صافي العقل و القلب .
و قال أدهم لأمه قبيل ذهابه إلى إدارة الوقف :
- باركيني يا أمي , فما هذا العمل الذي عهد به إليّ إلا امتحان شديد لي و لك ..
فقالت الأم بضراعة :
- ليكن التوفيق ظلك يا بني , أنت ولد طيّب و العقبى للطيبين ..و مضى أدهم على المنظرة ترمقه العيون من السلاملك و الحديقة ومن وراء النوافذ , و جلس على مقعد ناظر الوقف و بدأ عمله . وكان عمله أخطر نشاط إنساني يزاول في تلك البقعة الصحراوية ما بين المقطم شرقاً و القاهرة القديمة غرباً . و اتخذ أدهم من الأمانة شعاراً , و سجل كل مليم في الدفتر لأول مرة في تاريخ الوقف . وكان يسلم إخوته رواتبهم في أدب ينسيهم مرارة الحنق ثم يقصد أباه بحصيلة الأموال . و سأله أبوه يوماً :
- كيف تجد العمل يا أدهم ؟
فقال ادهم بخشوع :
- ما دمت قد عهد به إليّ فهو أعظم ما في حياتي ..
فشاعت في الوجه العظيم البشاشة , إذا أنه على جبروته كان يستخفّه طرب الثناء .وكان أدهم يحب مجلسه . وإذا جلس إليه اختلس منه نظرات الإعجاب و الحب . وكم كان يسعده أن يتابع أحاديثه وهو يروي – له ولأخواته حكايات الزمان الأول , و مغامرات الفتوة و الشباب , إذ هو ينطلق في تلك البقاع ملوحاً بنبوته المخيف غازياً كل موضع تطأه قدماه . ولعد طرد إدريس ظل عباس و رضوان و جليل على عادتهم من الاجتماع فوق سطح البيت , يأكلون و يشربون و يقامرون . أما أدهم فلم يكن يطيب له الجلوس إلا في الحديقة . كان عاشقاً للحديقة منذ درج , وكان عاشقاً للناي . ولازمته تلك العادة بعد اضطلاعه بشئون الوقف وإن لم تعد تستأثر بجل وقته . فكان إذا فرغ من عمله في الوقف افترش سجادة على حافة جدول , و أسند ظهره إلى جذع نخلة أو جميزة , أو استلقى تحت عريشة الياسمين , وراح يرنو إلى العصافير وما أكثر العصافير , أو يتابع اليمام وما أحلى اليمام , ثم ينفخ في الناي محاكيا الزقزقة و الهديل و التغريد وما أبدع المحاكاة , أو يمد الطرف نحو السماء خلال الغصون وما أجمل السماء . ومرّ به أخوه رضوان وهو على تلك الحال فرمقه بنظرة ساخرة وقال :
ما أضيع الوقت الذي تنفقه في إدارة الوقف !
فقال أدهم باسماً :
لولا إشفاقي من غضب أبي لشكوت ..
فلنحمد نحن المولى على الفراغ !
فقال أدهم بساطة :
هنيئاً لكم ..
فسأله رضوان وهو يداري الامتعاض بالابتسام :
أتود أن تعود مثلنا ؟
خير ما تمضي الحياة في الحديقة و الناي ..
فقال رضوان بمرارة ك
كان إدريس يود أن يعمل
فغض أدهم بصره وهو يقول :
لم يكن عند إدريس وقت للعمل , ولاعتبارات أخرى غضب , أما السعادة الحقة ففي هذه الحديقة تجدها ..
ولما ذهب رضوان قال أدهم لنفسه : " الحديقة , وسكانها المغردون , والماء , و السماء , و نفسي النشوى , هذه هي الحياة الحقة . كأنّني أجد البحث عن شيء . ما هذا الشيء ؟ الناي أحياناً يكاد يجيب . و لكن السؤال يظل بدون جواب . لو تكلمت هذه العصفورة بلغتي لشفت قلبي باليقين . و للنجوم الزاهرة حديث كذلك . أما تحصيل الإيجار فنشاز بين الأنغام " .
ووقف أدهم يوماً ينظر على ظله الملقى على الممشى بين الورود , فإذا بظل جديد يمتد من ظله واشياً بقدوم شخص من المنعطف خلفه . بدا الظل الجديد كأنما يخرج من موضع ضلوعه . و التفت وراءه فرأى فتاة سمراء وهي تهّم بالتراجع عندما اكتشفت وجوده , فأشار بالوقوف فوقفت , و تفحصها ملياً , ثم سألها برقة :
من أنت ؟
فأجابت بصوت متلعثم :
أميمة ..
إنه يذكر الاسم , فهو لجارية و قريبة لأمه , وكما كانت أمه قبل أن يتزوج منها أبوه .
ومال إلى محادثتها أكثر فسألها :
ماذا جاء بك على الحديقة ؟
فأجابت مسبلة الجفنين :
حسبتها خالية ..
لكن ذلك محرم عليكن ..
فقالت بصوت لم يكاد يسمع :
أخطأت يا سيدي ..
و تراجعت حتى توارت وراء المنعطف , ثم ترامى إلى أذنيه وقع أقدامها المسرعة , وإذا به يغمغم متأثرا " ما أملحك ! " . و شعر بأنه لم يكن قط أدخل في خلائق الحديقة منه في هذه اللحظة . و إن الورد و الياسمين و القرنفل و العصافير و اليمام و نفسه نغمة واحدة . و قال لنفسه : " أميمة مليحة , حتى شفتاها الغليظتان مليحتان , و جميع أخوتي متزوجين عدا إدريس المتكبر , وما أشبه لونها بلوني , وما أجمل منظر ظلها وهو مفروش في ظلي كأنه جزء من جسدي المضطرب بالرغبات , ولن يسخر أبي من اختياري وإلا فكيف جاز له أن يتزوج من أمي ؟ ! . "










3
وجع أدهم إلى إدارة الوقف بقلب مفعم بجمال غامض كالعبير . و حاول كثيراً أن يراجع حساب اليوم , ولكنه لم يرى في صفحة عقله إلا السمراء . ولم يكن عجيباً أن يرى أميمة اليوم لأول مرة , فالحريم في هذا البيت كالأعضاء الباطنية يعرفها صاحبها على نحو و يعيش بفضلها و لكنه لا يراها . و استسلم أدهم إلى تيار أفكاره الوردية حتى انتزع منه على صوت مرعد قريب كأنما انفجر في المنظرة نفسها وهو يصيح : " أنا هنا , في الخلاء يا جبلاوي , ألعن الكل , اللعنة على رؤوسكم نساءً و رجالاً , وأتحدى من لم تعجبه كلماتي , سامعني يا جبلاوي ؟ ! " . وهتف أدهم : " إدريس ! " و غادر المنظرة إلى الحديقة فرأى أخاه رضوان متجهاً نحوه في اضطراب ظاهر , و بادره قائلاً :
إدريس سكران , رايته من النافذة مختل التوازن من السكر , أي فضائح تخبئ الأقدار لأسرتنا ؟
فقال أدهم وهو يغضي ألماً :
قلبي يتقطع أسفا يا أخي ..
وما العمل ؟ ! إن كارثة تهددنا !
ألا ترى يا أخي أنه يجب علينا أن نحدِث أبانا بالأمر.. ؟
فقطب رضوان قائلاً :
أبوك لا يراجَع في أمر , و حال إدريس هذه لا شك ضاعفت من غضبه عليه ..
فغمغم أدهم في كآبة :
ما كان أغنانا عن هذه الأحزان !
نعم , النساء يبكين في الحريم , عباس و جليل معتكفان من الكدر , و أبونا وحده في حجرته لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه ..
فتساءل أدهم في قلق وهو يشعر بأن ملابسات الحديث تدفعه إلى مأزق :
ألا ترى أنه ينبغي أن نعمل شيئاً ؟
يبدو أن كل واحد منا يود أن يلوذ بالسلامة , ولا يهدد السلامة مثل طلبها بأي ثمن , غير أني لن أجازف بمركزي ولو انطبقت السماء على الأرض , أما كرامة أسرتنا فتتمرغ الساعة في التراب في ثوب إدريس ..
لماذا قصدتني إذن ؟! بين يوم و ليلة انقلب أدهم غراب بين ينعق . وتنهد قائلاً :
إني بريء من كل هذا , ولكن لن تطيب لي الحياة إن سكتّ ..
فقال رضوان وهو يهم بالذهاب :
لديكك من الأسباب ما يوجب عليك العمل ..!
ومضى راجعاً . و لبث أدهم وحده و أذناه ترددان هذه العبارة " لديك من الأسباب ..." نعم . إنه المتهم دون ذنب جناه . كالقلة التي تسقط على راس لأن الريح أطاحت بها . وكلما أسف أحد على إدريس لُعِنَ أدهم و اتجه ادهم نحو الباب ففتحه ومرق منه . رأى إدريس غير بعيد يترنح دائراً حول نفسه , يقلب عينين زائغتين , وقد تشعث رأسه وانحسر جيب جلبابه عن شعر صدره . ولما عثرت عيناه على أدهم توثب للانقضاض كأنه قطة لمحت فأراً , ولكن أعجزه السكر فمال نحو الأرض وملأ قبضته تراباً ورمى به أدهم فأصاب صدره و انتثر على عباءته . و ناداه أدهم برقة :
أخي ..
فزمجر إدريس وهو يترنح :
اخرس يا كلب يا ابن الكلب , لا أنت أخي ولا أبوك أبي , ولأدكنّ هذا البيت فوق رؤوسكم ..
فقال أدهم متودداً :
بل أنت أكرم هذا البيت و أنبله ..
فقهقه إدريس من فيه دون قلبه و صاح :
لماذا جئت يا ابن الجارية ؟ عد إلى أمك و أنزلها إلى بدروم الخدم ..
فقال أدهم دون أن تتغير مودته :
لا تستسلم للغضب , ولا توصد البواب في وجه الساعين لخيرك . فلّوح إدريس بيده ثائراً و صاح :
ملعون البيت الذي لا يطمئن فيه إلا الجبناء , الذين يغمسون اللقمة في ذل الخنوع , و يعبدون مذلهم , لن أعود إلى بيت أنت فيه رئيس , فقل لأبيك أنني أعيش في الخلاء الذي جاء منه , وإنني عدت قطاع طريق كما كان , و عريبداً أثيماً معتوياً كما يكون , و سيشيرون إلّي في كل مكان أعيث فيه فساداً و يقولون : " لبن الجبلاوي " بذلك أمرغكم في التراب يا من تظنون أنفسكم سادة و أنتم لصوص ..
وتوسل أدهم قائلاً :
أخي أفِق , حاسب نفسك على كل كلمة توجب اللوم , ليس الطريق مسدوداً في وجهك إلا أنم تسده بيديك , وإني أعدك بأن يعود كل شيء طيب إلى أصله ..
فخطا إدريس نحوه بصعوبة كأن ريحاً ترجعه و قال :
بأي قوة تعدني يا ابن الجارية ؟
فقال وهو يرمقه بحذر :
بقوة الأخوة !
الأخوة ! قذفت بها في أول مرحاض صادفني ..
فقال أدهم متألماً :
ما سمعت منك من قبل إلا الجميل ..
طغيان أبيك أنطقني بالحق ..
لا أحب أنم يراك الناس على هذه الحال .
فأرسل إدريس ضحكة معربدة و صاح :
و سيرونني على أسوأ منها كل يوم , العار و الفضيحة و الجريمة ستحلّ بكم على يدي , طردني أبوك دون حياء فليتحمل العواقب ..ورمى بنفسه نحو أدهم فتنحّى هذا عن موقفه دون تردد , فكاد إدريس يهوى على الأرض لولا أن استند إلى الجدار , و لبث يلهث حانقاً , وينظر في الأرض مفتشاً عن حجر , فتراجع أدهم بخفة إلى الباب ودخل . و اغرورقت عيناه من الحزن , وكان صياح إدريس ما زال صاخباً . و حانت منه التفاتة نحو السلاملك فلمح أباه خلال الباب وهو يعبر البهو , فمضى نحوه وهو لا يدري و متغلباً على خوفه بحزنه . ونظر إليه الجبلاوي بعينين لا تفصحان عن شيء . وكان يقف بقامته المديدة ومنكبيه العريضين أمام صورة محراب نقشت على جدار البهو خلفه . وأحنى أدهم رأسه قائلاً :
السلام عليكم ..
فتفحصه الجبلاوي بنظرة عميقة ثم قال بصوت نفذ إلى أعماق قلبه :
صرِّح لما جئت من أجله ..
فقال أدهم بصوت مهموس :
أبي , إن أخي إدريس ..
فقاطعه الأب بصوت كضربة الفأس في الحجر :
لا تذكر اسمه أمامي ..
ثم وهو يمضي إلى الداخل :
اذهب إلى عملك !


4
توالى مشرق الشمس ومغيبها على هذه البقعة الخلاء و إدريس يتردى في مهاوي الشقاوة . في كل يوم يسجل في كتابه حماقة جديدة . كان يدور حول البيت ليقذفه بأقذع الشتائم . أو يجلس على كثب من الباب , عارياً كما ولدته أمه كأنما يتشمس , وهو يترنم بأفحش الأغاني وكان يتجول في الأحياء القريبة في خيلاء الفتوات , يتحدى كل عابر بنظرات هجومية , و يحترش بكل من يعترض سبيله , و الناس يتحاشونه كاظمين , وهم يتهامسون " ابن الجبلاوي " ولم يحمل لغذائه هماً , فكان يمد يده بكل بسلطة إلى الطعام حيث وجده . في مطعم أو على عربة , فيأكل حتى يكتظ ثم يمضي دون شكر من ناحيته أو محاسبة من الآخرين و إذا تاقت نفسه إلى العربدة مال إلى أول حانة تصادفه , فتقدم إليه البوظة حتى يسكر , ثم ينطلق لسانه كالنافورة بأسرار أسرته و أعاجيبها , و تقاليدها السخيفة و جبنها المهين , منوهاً بثورته على أبيه , جبار هذه الأحياء جميعاً , ثم يدخل في قافية ليغرق في الضحك , و يغني إذا لزم الحال و يرقص , و تتناهى مسرته إذا ختمت السهرة بمعركة , ثم يذهب مشيعاً بالتحيات . وفي كب مكان اشتهر بهذه السيرة , فتحاماه الناس ما استطاعوا , و لكنهم سلموا بأمره كأنه مصيبة من مصائب الدهر . ونال الأسرة ما نالهم من الغم و الكرب . وغلب الحزن أم إدريس فشُّلت و احتضرت . وجاء الجبلاوي ليودعها فأشارت نحوه بيدها محتجة و فاضت روحها بأسى و غضب , و خيم الحزن على الأسرة كخيوط العنكبوت , فتوقف سمر الأسرة فوق السطح , وسكت ناي أدهم في الحديقة .
و يوماً تفجر غضب الأب عن ثورة جديدة كانت ضحيتها هذه المرة امرأة . غذ تعالى صوته الجهير وهو يلعن نرجس الخادمة و يطردها من البيت . وعُلم في نفس اليوم أن أعراض الحمل ظهرت على المرأة , فقُررّت حتى أقرت بأن إدريس اعتدى عليها قبل طرده . و غادرت نرجس البيت وهي تصوت وتلطم على خديها . وهامت على وجهها سحابة النهار حتى عثر عليها إدريس فألحقها بركابه دون ترحيب , ودون جفاء كذلك إذ لم تكن تخلو من نفع عند الحاجة .
على أن كل مصيبة وإن جلّت لا بد يوماً و أن تؤلف . لذلك أخذت الحياة تعود إلى مجراها المألوف في البيت الكبير كما يعود السكان إلى ديارهم عقب زلزال أكرههم على الفرار منها . عاد عباس و رضوان و جليل إلى ندوة السطح , كما عاد أدهم إلى سهرة الحديقة يناجي الناي فيناجيه . ووجد أميمة تضيء خواطره و تدفىء مشاعره , و صورة ظلها المعانق لظله ترتسم بوضوح في مخيلته . فقصد مجلس أمه في حجرتها حيث كانت تطرز شالاً , فأفضى إليها بذات نفسه , إلى أن قال :
إنها أميمة يا أمي , قريبتك .
فابتسمت أمه ابتسامة باهتة دلت على أن فرحة الخبر لم تستطع التغلب على عناء مرضها فقالت :
نعم يا أدهم , إنها فتاة طيبة , نصلح لك كما تصلح لها , و ستسعدك بمشيئة المولى .
ولما رأت تورد البهجة في وجنتيه استدركت قائلة :
لا ينبغي أن تدللها يا بني حتى لا تفسد حباتك , و سأخاطب أباك في الأمر لعلي أنعم برؤية ذريتك قبل أن يدركني الموت ..
وعندما دعاه الجبلاوي إلى مقابلته وجده يبتسم ابتسامة لطيفة حتى قال لنفسه : : " لا شيء يعادل شدة أبي إلا رحمته " . و قال الأب :
ها أنت تطلب زوجة يا أدهم , ما أسرع الزمن , وهذا البيت يحتقر المساكين ولكنك باختيار أميمة تكرم أمك , لعلك تنجب ذرية صالحة . لقد ضاع إدريس , وعباس و جليل عقيمان , و رضوان لم يعش له ولد حتى اليوم , و جميعهم لم يرثوا عني إلا كبريائي , فاملأ هذا البيت بذريتك , و إلا يذهب عمري هباء .
و كانت زفة ادهم لم يشهد لها الحي نظيراً من قبل . و حتى اليوم يجري ذكرها مجرى الأمثال في حارتنا . تدلت ليلتذاك الكلوبات من غصون الشجار ومن فوق السور حتى بدا البيت بحيرة من نور وسط الخلاء المظلم . و أقيم سرادق فوق السطح للمغنين و المغنيات . و امتدت موائد الطعام و الشراب في البهو والحديقة و الخلاء المتصل بمدخل البيت الكبير . و بدأت زفة أدهم من أقصى الجمالية عقب منتصف الليل . سار فيها كل من يحب الجبلاوي أو يخافه حتى انتظمت الجميع . و خطر أدهم في جلباب حريري ولاسة مزركشة بين عباس و جليل , لأمل رضوان فسار في المقدمة , وعلى اليمين وعلى اليسار حاملو الشموع و الورود , و تقدم الموكب مجموعة كبيرة من المنشدين و الراقصين , و تعالى الغناء , و تبعته تأوهات المطربين و تحيات المعجبين بالجبلاوي و أدهم , حتى استيقظ الحي و دوت الزغاريد . وسار الموكب من الجمالية فالعطوف ثم كفر الزغاري و المبيضة , ينهال عليه الترحيب حتى من الفتوات , وحطب من حطب , و رقص من رقص , ووزعت الحانات البوظة مجاناً فسكر حتى الغلمان , و تهادت الجِوز من جميع الغرز في طريق الموكب هدية للمحتفلين فعبق الجو بحسن كيف و الهندي .
وفجأة لاح إدريس كمارد انشقّت عنه الظلمة في آخر الطريق . لاح عند المنعطف المفضي على الخلاء على ضوء الكلوبات التي تتقدم الموكب فتوقف حاملو الكلوبات عن السير و انتشر التهامس باسم إدريس . ولمحته أعين المنشدين فاعترض الخوف حناجرهم فكّفت عن الغناء , ورآه الراقصون فجمدت أوساطهم . و سرعان ما سكتت المزامير و خرست الطبول , و غاضت الضحكات . و تساءل الكثيرين عم يفعلون , فهم إن استكانوا لم يأمنوا الأذى و إن ضربوا لم يضربوا غلا ابن الجبلاوي . ولوح إدريس بنبوته وهو يصيح :
لمن الزفة يا حثالة الجبناء ؟
فساد الصمت واشرأبت الأعناق نحو أدهم و إخوته , وعاد إدريس يتساءل :
متى كنتم لابن الجارية أو لأبيه أصدقاء ؟
عند ذلك تقدم رضوان خطوات و هتف قائلاً :
أخي, من الحكمة أن تدع الزفة تمر ..
فصاح إدريس مقطباً :
أنت آخر من يتكلم يا رضوان , أنت أخ خائن وابنٌ جبان , وذليل يشتري رغد العيش بالكرامة و الأخوة ..
فقال رضوان بإشفاق :
لا شأن للناس باختلافاتنا ..
فقهقه إدريس قائلاً :
الناس يعلمون بخزيكم , ولولا جبنهم العريق ما وجدت هذه الزفة زامراً أو منشداً ..
فقال رضوان بعزم ثابت :
أبوك عهد إلينا بأخيك , ولا بد أن نحفظه ..
فعاد إدريس يقهقه وهو يتساءل :
أرأيت أنك تدافع عن نفسك لا عن ابن الجارية ؟
أين رشادك يا أخي ؟ بالحكمة وحدها تعود إلى بيتك .
إنك كاذب , وتعلم أنك كاذب .
فقال رضوان في حزن :
لن ألومك فيما يخصني , ولكن دع الزفة تمر بسلام ..
فكان جوابه أن انقض على الموكب كالثور الهائج . وأخذ نبّوته يرتفع و يهوي فتتحطم الكلوبات و تتصدع الفوانيس و تبعثر الورود , و راح الناس يولون مذعورون كالرمال أمام العاصفة . و تكاتف عباس و رضوان وجليل أمام أدهم فتضاعف غضب إدريس :
يا أنذال , تدافعون عمن تكرهون خوفاً على الطعام و الشراب .. وهجم عليهم , فتلقّوا ضرباته بنبابيتهم دون أن يردوا عليها وهم يتراجعون , وإذا به يرمي بنفسه فجأة بينتهم فيشور سبيلا إلى موقف ـدهم فعلا الصوت في النوافذ , وهتف أدهم وهو يتحفز للدفاع عن نفسه :
إدريس , لستُ عدوا لك فارجع إلى عقلك .
ورفع إدريس نبوته . وهنا صاح صائح : " الجبلاوي " . وصاح رضوان مخاطباً إدريس :
أبوك قادم ..
فوثب إدريس إلى جانب الطريق و التفت إلى الوراء فرأى الجبلاوي قادماً وسط هالة من الخدم يحملون المشاعل . وعض إدريس على أسنانه ثم هتف ساخراً :
سأهبك عمّا قريب حفيداً من الزنا تقر به عينك .
و اندفع نحو الجمالية والناس توسع له الجانبين حتى ابتلعته الظلمة . وبلغ الأب موقف الأخوة وهو يتظاهر بهدوء تحت آلاف الأعين المحدقة فيه , ثم قال بلهجة آمرة :
ليعد كل شيء إلى أصله ..
ورجع حماة الكلوبات إلى مواقعهم , و دقت الطبول , وعزفت المزامير , ثم غنى المنشدون , ورقص الراقصون , واستأنفت الزفة مسيرها ..
وسهر البيت الكبير حتى الصباح في طرب و شراء و غناء . وعندما دخل أدهم حجرته المطلة على خلاء المقطم وجد أميمة واقفة إلى جانب المرآة و النقاب الأبيض ما يزال يغطي وجهها . كان مخموراً مسطولاً لا تكاد تحمله قدماه , فاقترب منها وهو يبذل جهداً شديداً ليتمالك أعصابه . ورفع النقاب عن وجهها الذي طالعه في أحسن رواء , وهوى برأسه حتى لثم شفتيها المكتنزتين , ثم قال بلسان مخمور :
لتهم الهموم جميعاً مادمت حسن الختام ..
واتجه نحو الفراش , يستقيم خطوة و يترنح خطوة , حتى استلقى على عرض السرير باللاسة و المركوب , و كانت أميمة تنظر إلى صورته المنعكسة على المرآة وهي تبتسم في إشفاق و حنان






5
مجد أدهم في أميمة سعادة لم يعرفها من قبل . و لبساطته أعلن عن سعادته بأقواله و أحواله حتى تندّر به إخوته . وعند ختام كل صلاة كان يبسط يديه هاتفاً : " الحمد لصاحب المنن , على رضا أبي الحمد له , على حب زوجتي الحمد له , على المنزلة التي أحظى بها ون من هم أجدر مني بها الحمد له , على الحديقة الغناء و الناي الرفيق الحمد له " . و قالت كل امرأة من نساء البيت الكبير إن أميمة زوجة واعية , فهي ترعى زوجها كأنه ابنها , وتوادد حماتها و تخدمها حتى أسرتها , و تراعي مسكنها العناية التامة كـنه قطعة من جسدها . أما أدهك فكان زوجاً مترع القلب بالمحبة و حسن المعاشرة . وكما شغلته إدارة الوقف عن جزء من ملاهيه البريئة في الحديقة من قبل , فقد شغل الحب بقية يومه , و استبد به حتى نسي نفسه . و توالت أيام هانئة . وامتدت فوق ما قدر رضوان و عباس و جليل الساخرون , ولكنها ارتطمت في النهاية بذاك الهدوء الحكيم كما تنتهي مياه الشلال المتدفقة الراعدة المزبدة في النهر الرصين . وعاد التساؤل يحتل مكانه في قلب أدهم , فشعر أن الزمن لا يمر في غمضة عين , وأن النهار يعقبه الليل , وأن المناجاة إذا تواصلت إلى غير نهاية فقدت مل معنى , وأن الحديقة ملهاة صادقة لا يجدر به أن يهجرها , وأن شيئاً من هذا لا يعني بحال من الأحوال أن قلبه تحول عن أميمة , فما تزال في صميمه , ولكن للحياة أطواراً لا يخبرها المرء إلا يوماً بيوم . و عاد إلى مجلسه عند القناة , وأجال بصره في الأزهار و العصافير ممتناً و معتذراً . وإذا بأميمة تلحق به مشرقة بالبهجة , فجلست إلى جانبه وهي تقول :
نظرت من النافذة لأرى ما أخّرك , لماذا لم تدعُني معك ؟
فقال باسماً :
خفت أن أتعبك
تتعبني ؟..طالما أحببت هذه الحديقة , أتذكر أول لقاء لنا هنا ؟ وأخذ يدها في يده , واسند رأسه على جذع النخلة مريلاً طرفه إلى الغصون , وإلى السماء خلال الغصون , و عادت هي تؤكد له حبها للحديقة , و كلما أمعن في الصمت أمعنت في التوكيد , إذ أنها كانت تكره الصمت بقدر ما تحب الحديقة , وكان حديث حياتها أطيب حديث . ولا باس بالوقوف بعض الوقت عند أهم الأحداث في البيت الكبير , خاصة ما يتعلق بزوجات رضوان و عباس و جليل , ثم تغير صوتها مائلاً نحو العتاب وهي تقول :
أنت تغيب عني يا أدهم ..؟
فابتسم إليها قائلاً :
كيف و أنت ملأ القلب !
ولكنك لا تصغي إلي ..؟
هذا حق . ومع أنه لم يرحب بمقدمها فإنه لم يضق به . ولو همت بالرجوع لأمسك بها صادقاً . و الحق أنه يشعر بأنها جزء لا يتجزأ منه . وقال كالمعتذر:
إني أحب هذه الحديقة , لم يكن في حياتي الماضية أطيب من جلستها , وتكاد أشجارها الباسقة ومياهها المفضفضة و عصافيرها المزقزقة تعرفني كما أعرفها , وأود أن تقاسمني حبها , أرأيت على السماء كيف تبدو خلال الغصون ؟
فرفعت عينيها مقدار لحظة ثم نظرت غليه باسمة و قالت :
إنها جميلة حقاً , وجديرة بأن تكون أطيب ما في حياتك ..
فانس من قولها العتاب دون إفصاح و بادرها قائلاً :
بل كانت كذلك قبل أن أعرفك ..
والآن ؟
فضغط على يدها بحنوّ قائلاً :
لا يتم جمالها إلا بك ..
فقالت وهي تحدّ بصرها نحوه :
من حسن الحظ أنها لا تؤاخذك على انصرافك عنها إليّ
فضحك ادهم و جذبها نحوه حتى التصق خدها بشفتيه , ثم سألها :
أليست هذه الأزهار أجدر بالتفاتنا من الكلام عن زوجات أخوتي ؟ ! .
فقالت أميمة باهتمام :
الأزهار أجمل لكن زوجات أخوتك لا يكففن عن الحديث عنك , إدارة الوقف , دائماً إدارة الوقف , و ثقة أبيك فيك , يبُدئن و يُعدن في هذا ..
و قطب أدهم غائباً عن الحديقة , و قال بحدة :
لا شيء ينقصهن !
الحق أني أخاف عليك العين ..
فهتف أدهم غاضباً :
لعنة الله على الوقف , أرهقني و غيّر القلوب عليّ و سلبني راحة البال , فليذهب في داهية ..
فوضعت إصبعها على شفتيه وهي تقول :
لا تكفر بالنعمة يا أدهم , إن إدارة الوقف شأن خطير , وقد تجر وراءها نفعاً لا يخطر بالبال ..
جرت حتى الآن المتاعب .. , وحسبنا مأساة إدريس ..
فابتسمت , لكن ابتسامتها لم تنّم عن بهجة وإنما دارت بها اهتماماً جدياً تجلى في نظرة عينيها , و قالت :
انظر إلى مستقبلنا كما تنظر إلى الغصون و السماء و العصافير ..
وواظبت أنينة على مشاركته جلسته في الحديقة . ولم تكن تعرف الصمت إلاّ في النادر , لكنه اعتادها , كما اعتاد الإصغاء بنصف انتباه أو دون ذلك , وعند الحاجة يتناول الناي لينفخ فيه ما شاء له من الطرب .
و استطاع أن يقول في رضى تام أن كل شيء طيب . حتى شقاوة إدريس باتت شيئاً مألوفاً , لكن المرض اشتد على أمه . و عانت آلاما لم تعرفها من قبل تقطّع لها قلبه و كانت تدعوه على جانبها كثيراً فتسبغ عليه أكرم الدعاء . ومرة قالت له بتوسل حار : " أدع ربك دائماً أن يقيك الشر و يهديك سواء السبيل " . ولم تدعه يذهب . و ظلت تراوح بين الأنين و بين مخاطبته و تذكيره بوصيتها حتى فاضت روحها بين يديه . و بكاها أدهم و بكتها أميمة , وجاء الجبلاوي و نظر في وجهها ملياً ثم سجّاها باحترام وقد تجلت في عينيه الحادتين نظرة كئيبة مليئة بالشجن .
و ما كاد ادهم يعود رويداً إلى مألوف الحياة حتى ارتطم بتغير طارىء على أميمة لم يعرف له علّة . بدأ بانقطاعها عن مجلسه في الحديقة فلم يسر بذلك كما كان يتوهم أحياناً . وسألها عن سر انقطاعها فاعتلّت بأعذار شتى كالعمل أو التعب . ولاحظ أنها لم تعد تقبل عليه بالاندفاع المعهود , فإذا أقبل هو عليها لاقته دون عاطفة حقيقية , كأنما تجامله , وكأنما مجاملته عناء . و تساءل عما هنالك ! لقد مر بشيء شبيه بهذا , و لكن حبه صمد له و تغلب عليه . و كان بوسعه أن يقسو عليها , وود أحياناً لو يفعل ذلك ولكن منعه انكسارها و شحوبها و مغالاتها في التأدب معه . أحياناً تبدو حزينة , وأحياناً تبدو حائرة , ومرة باغت في عينيها نظرة نافرة حتى ركبه الغضب و الجزع معاً . فقال لنفسه : " فلأصبر عليها قليلاً , إما أن ينصلح حالها أو فلتذهب في ألف داهية ! " .و جلس إلى أبيه في مخدع الرجل ليعرض عليه حساب الشهر الختامي و تفحصه الأب دون أن يعنى بمتابعته و سأله :
نالك ؟
فرفع ادهم رأ

وزير الثقافة : المصريون بحاجة لثورة داخلية ضد الفوضى

وزير الثقافة :
المصريون بحاجة لثورة داخلية ضد الفوضى
 
محيط
 
السبت: 10 ديسمبر 2011 , الساعة 2:23 مساء
أ ش أ 

أكد وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد أن الوعي الثقافي ، واعلاء قيمة الابداع والابتكار أمر متشعب يرتبط بالمجتمع ككل ، وبالأفراد والمؤسسات معا ، وأنه من الصعب أن يتحمل شخص بعينه تبعات التأخر الثقافي لدى الشعوب ، وأن الشعب المصري يحتاج إلى ثورة داخلية على الأخلاق السلبية والسلوكيات المتسببة في الفوضى وحالة الانفلات الأخلاقي .

وعما تمر به مصر أوضح أن هناك جانبين ، الأول ايجابي والآخر سلبي ، والأمور الايجابية تتمثل في ثورة المجتمع المكبوت والمقموع ، أو كما كانوا يقولون "المغلوب على أمره" طوال ثلاثين عامًا مضت هي فترة حكم الرئيس السابق مبارك ، لقد ثاروا بعدما كانوا لا يستطيعون التحدث وبعد خوف وقهر واستبداد الا أن ارادة الله جعلت هذا الشعب ينتفض ويتحرك ويتفاعل من أجل الرغبة في التنفس والعيش الكريم والاحساس بالأمان بدلاً من الخوف الداخلي ، وبالازدهار والنمو الاقتصادي بدلا من الفقر والاحتكار .


اما الجوانب السلبية فتتمثل في المطالب الفئوية التي لا تتمهل ، وفي حالة الفوضى الأخلاقية للأسف ، والتي أرى أنها تحتاج من الشعب الى ثورة داخلية لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، وعلينا أن نعلم جيدًا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .


واعتبر أن الايجابيات والسلبيات لا يتوازيان مع بعضهما ، وهو ما تسبب في حالة الخلل ، والاضطراب الحالي ، وهو ما نسميه في علم النفس حالة من الفقدان الموقت في الاتزان الوجداني الجمعي ، ولكي يعود هذا المجتمع متزنًا مرة أخرى فلابد من الحوار والتشاور ، والتركيز على النظرة المستقبلية ، بعيدًا عن الماضي ، وعن المصالح الشخصية، فالكثير من القوى تسعى لاقتسام غنائم الثورة، والاستيلاء على السلطة.


وأشار فى حديث لصحيفة " السياسة " الى أن الفترة منذ قيام ثورة 25 يناير حتى الآن قصيرة جدًا ، لم تتجاوز العشرة أشهر ، ومن الصعب أن نصدر حكمًا على حركة الترجمة أو الكتب والمؤلفات فيها ، ومن الطبيعى فى اى ثورة أن يقل الابداع والتطور ، والأمر يحتاج الى وقت حتى تعود تلك الحركات لسابق عهدها ، وتنضج أكثر مما كانت.


ووصف الدكتور شاكر عبد الحميد المجلس الأعلى للثقافة بانه مجمعً لعقول الأمة في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ، وهو يضع الخطط والبرامج لتطوير المجتمع ثقافيًا، واكتشاف المواهب والمبدعين ، وبث روح الاتحاد والتعاون والديمقراطية ، واعلاء ملكات الابداع والتذوق الجمالي ، مطالبا بانشاء ، ومد جسور الثقافة بين المؤسسات الثقافية والتعليمية والاعلامية .


وأشار الوزير إلى أننا نمتلك شبكة من القنوات المتخصصة "شبكة النيل" الا أنها واحدة فقط بين أربعين قناة هي التي تهتم بالثقافة ، فلا توجد بالتلفزيون أي خطط للاهتمام بتقديم الوعي الثقافي المناسب في الشكل والأسلوب ولا يوجد تشجيع ثقافي حقيقي للشباب من أجل تنمية ابداعاتهم ، في الوقت الذي لا يحظى المبدعون والمبتكرون أنفسهم بالدعم والاهتمام اللازم لاستمرارهم ، أو بالتكريم المناسب والمكانة اللائقة ، على العكس تمامًا من لاعبي الكرة والممثلين والمغنيين ممن يحصدون الجوائز والملايين ، ويحظون بالشهرة والتغطية الاعلامية المكثفة لذلك فمن الضروري أن تكون هناك وزارة للشباب ، يتولاها أحد أبناء هذا الجيل وتعمل على نشر الوعي والتثقيف وترعى الأنشطة التي تزيد من وعيهم وثقافتهم ، فالثقافة لا تعني فقط الأدب أو الفن التشكيلي ، الثقافة ترتبط بالكثير من مناحي الحياة .

وشدد على أن الثقافة هي أسلوب حياة يتسم بالرقي والتهذيب ، وهذا الأسلوب يرتقي بنا، ويعمق من مشاعرنا وأفكارنا ، ويدفعنا نحو الأفضل ، ويستمد الانسان ثقافته ويكتسبها من القراءة ، والفن التشكيلي ، والشعبي ، ومن السينما ومن البيئة التي ينشأ فيها ، والتي يتواصل معها عن طريق وسائل الاتصال الحديثة ، والثقافة هي التي تهذب أخلاقنا ، وتجعلنا نرتقي في تعاملاتنا مع كل الفئات العمرية المختلفة، كما أنها تمنح الانسان القدرة على الابتكار والابداع، فالقراءة لا تكون لمجرد جمع المعلومات فقط، وانما للاستفادة من المعلومات المجموعة، والبناء عليها.

وعن تراجع دور المسرح في نشر الوعي المجتمعي ، واحجام الجماهير عنه ، قال وزير الثقافة إنه توجد أسباب داخلية متمثلة في قلة الامكانيات فالانتاج المسرحي يحتاج إلى مبالغ كبيرة وطائلة ، والمسارح تحتاج إلى نفقات لتطوير أجهزتها وأدواتها ، ومن الصعب توفير هذه الأموال ، كما أن المسرح عانى خلال السنوات الأخيرة من عدم وجود مؤلفين مسرحيين كبار كما كان في الماضي ، من أمثال توفيق الحكيم، ومحمود دياب، وأبو العلا السلاموني ، بالاضافة إلى التطور الرهيب في مجال الميديا ، والمتمثل في السينما ، والتلفزيون ، والانترنت فالناس تذهب الى هذه الوسائل أكثر مما تفكر في المسرح.

وأشار وزير الثقافة المصرى الدكتور شاكر عبد الحميدالى أن هناك تقدما في الوعي الثقافي ، وخاصة في دولة الكويت التي أصدرت سلسلة "عالم المعرفة" التي توزع في أنحاء الوطن العربي كافة ، كما يوجد فيها مجلس وطني للثقافة والفنون .

افتتاح مهرجان كفافيس.. بعد غد الاثنين


افتتاح مهرجان كفافيس.. بعد غد الاثنين
10-12-2011 | 07:32
جريدة / المشهد


يترقب محبو وعشاق الشاعر السكندرى اليونانى الشهير كفافيس وقائع المهرجان الدولى الثانى عشر الذى يحمل اسم هذا الشاعر الكبير كرمز للتفاعل بين الثقافتين المصرية واليونانية وهو المهرجان الذى سيبدأ بعد غد "الاثنين" .


ووفقا لبيان صحفى اصدره المركز الثقافى اليونانى بالقاهرة فإن مهرجان كفافيس الثانى عشر والذى يحمل اسم شاعر الاسكندرية كفافيس هو فعالية ثقافية تستهدف تعزيز وترسيخ العلاقات والروابط بين مصر واليونان.


ومن المقرر أن يستمر المهرجان ثلاثة أيام فى القاهرة، وذلك اعتبارا من الثانى عشر من شهر ديسمبر الحالى ثم ينتقل فى اليومين التالين إلى الثغر السكندرى.


وتنظم السفارة اليونانية فى القاهرة هذا المهرجان بالمشاركة مع المركز الثقافى اليونانى والقنصليتين العامتين لليونان بالقاهرة والاسكندرية والفرع السكندرى للمؤسسة الهيلينية للثقافة ووزارة الثقافة المصرية ودار الاوبرا بالقاهرة ومكتبة الاسكندرية والمجلس العالمى للهيلينيين فى الخارج.


ويكرس مهرجان كفافيس هذا العام لذكرى كوستيس موسكوف المستشار الثقافى اليونانى


فى القاهرة والذى اطلق هذا الحدث الثقافى الهام اعتبارا من عام 1992.


وفى وقائع حفل افتتاح المهرجان بعد غد بالقاعة الصغرى فى دار الاوبرا سيتحدث السفير اليونانى فى القاهرة السيد خريس لازاريس ووكيل وزارة الثقافة للعلاقات الخارجية الدكتور حسام نصار فيما يكرم اسم كوستيس موسكوف.


وبعد ذلك تعلن أسماء الفائزين بجوائز كفافيس الدولية من جانب الدكتور حسام نصار رئيس لجنة الجوائز المصرية والسيد ديميتريس داسخالابودوس رئيس لجنة الجوائز اليونانية، فيما كانت اللجنة المصرية قد خصصت ثلاث جوائز هذا العام للشعر والنثر والترجمة وتخصص اللجنة اليونانية جائزتين للشعر والنثر فضلا عن جائزتين شرفيتين.


ويختتم حفل الافتتاح بمقطوعة موسيقية مستوحاه من كلمات لكفافيس للسوبرانو انجليكا كاثاريو وعازف البيانو ثيودور تزوفانكيس.


وفى الثالث عشر من شهر ديسمبر الحالى- يستضيف الفرع السكندرى للمؤسسة الهيلينية للثقافة عرضا لمجموعة من اللوحات الفنية المستوحاة من شخصية وقصائد كفافيس وفى اليوم التالى سيعقد مؤتمر أدبى دولى فى مكتبة الاسكندرية يختتم بعرض فيلم ثائقى بعنوان: "الليلة التى التقى فيها فيرناندو بيسوا بقنسطنطين كفافى" وهو فيلم انتج عام 2009، وفي 14 ديسمبر تنظم زيارة لمتحف كفافى.

أخبار الأدب: "محفوظ" روح مصر فى مائة عام


أخبار الأدب: "محفوظ" روح مصر فى مائة عام
تضمن ملف العدد موضوعات تحتفى بأدب محفوظ
احتفت جريدة أخبار الأدب الأسبوعية، في عددها الصادر هذا الأسبوع بمئوية الروائي الكبير نجيب محفوظ، وخصصت العدد بكامل صفحاته لهذه المناسبة، وافتتح العدد بمقال رئيس التحرير عبلة الرويني "100 عام مصرية"، كما كتب محمد شعير "جيب محفوظ حلم الثورة"، و"مصر 11-12-1911"، ساردًا أحوال مصر في يوم ميلاد محفوظ.
وتضمن ملف العدد عدة موضوعات من بينها "على عتبة الأسطورة" لعصام زكريا، "ترمومتر المزاج المصري" لمؤمن محمدي، "سردية الخلاص" لمحمد بدوي، "مسرح شفاعات" لوائل عبد الفتاح، "الدين في عالم محفوظ" لحازم حسني، "الله في رحلة عميد الرواية الرمزية" لعلاء خالد، "تصفية محفوظ" لحاتم حافظ، "طعنة الواقع.. دماء الأحلام" لطارق إمام، "عن ثورة ظلت تراوده" لحسين حمودة، و"ليس مصريا من لا يعرفه" لنائل الطوخي.
كما تضمن العدد ملفاً بعنوان "شهادات الأحفاد.. الكاتب والأيقونة" شارك فيه عدد من كتاب القصة والرواية، هم: أحمد عبد اللطيف، أحمد ندا، باسم شرف، رحاب إبراهيم، سمر نور، عبد الرحيم يوسف، محمد الفخراني، محمد خير، محمد صلاح العزب، محمد عبد النبي، محمد علاء الدين، محمود عزت، ومينا ناجي .

ما بين اللحظة واللحظة....... قصيدة بالعامية للشاعر الدكتور / محمد ربيع هاشم


ما بين اللحظة واللحظة
بلاقي بيبان بتتفتح
وابص بعيني اخاف م الضي
وبكرة الجاي يرسم ضحكة
والضحكة بترسم فرحة جوانا
أنا لحظة شروق الشمس من عينك
بلاقي الكون ب

يضحكلي
ولما تغيبي عن عيني بيختارلي
طريق مفروش بحزن كبير
وتوهة
وقلب يتمرجح على حبل الغياب
والريح تطير قلبي بالفرحة فاقوم مبسوط
بلاقي الشمس من تاني بتشرق من عنيكي
واغير كل ألواني
واعلم ضحكتي تطرح جناين ورد
أنا يا حبيبتي بعرف اغني للفرحة
وبعرف أشيل في قلبي الذكرى
واتطهر من الأحزان
واكون انسان ملامحه تشكل العالم
وبتعلم أكون زاهد
واكون شاعر
واكون فنان بيرسم بين عنيكي قصور
وتتفتح على ايديه الجناين
لما ينوي يصلي ف عنيكي
ما بين اللحظة واللحظة
بقرب من شرايينك
واحس الفرحة
وارسملك
قصايد عشق
عقد اخضر بيتماوج مابين البعد والرغبة
مابين القسوة والرهبة
مابين قلبك وبين قلبي
بساط مفروش

دعوة ادباء ثقافة الفيوم لانتخابات مجلس ادارة نادي الادب 20 ديسمبر2011


دعوة لأعضاء الجمعية العمومية لنادي أدب الفيوم :


يدعو مجلس إدارة نادي أدب الفيوم جميع أعضاء جمعيته العمومية لاجتماع الجمعية العادي لاختيار مجلس إدارة جديد للنادي عن الدورة القادمة 2012 ــ 2013 وذلك يوم الثلاثاء بعد القادم الموافق 20 ديسمبر 2011 في تمام السابعة مساءً بقاعة نادي الأدب بالدور الخامس بقصر ثقافة الفيوم
مجلس إدارة النادي الحالي والذي ليس لأيٍّ من أعضائه حقُّ الترشُّحِ في الانتخابات القادمة :
ــ الدكتور/ أحمد أحمد عبد المقصود
ــ الشاعر / محمد ربيع محمد
ــ الشاعر / مصطفى عبد الباقي
ــ سكرتير النادي ...... الشاعر / محمد شاكر ابراهيم
ــ رئيس النادي ........ الشاعر / حازم حسين اسماعيل
صرح بذلك الشاعر حازم حسين رئيس نادي ادب الفيوم الحالي




الوكالة تنفرد بنشر تفاصيلها.. انشقاقات في اتحاد كتاب مصر ومطالبة باعادة تشكيل هيئة مكتب مجلس الإدارة

الوكالة تنفرد بنشر تفاصيلها..
انشقاقات في اتحاد كتاب مصر ومطالبة باعادة تشكيل هيئة مكتب مجلس الإدارة
السبت, 2011.12.10





وكالة أنباء الشعر- القاهرة- ولاء عبدالله

يمر اتحاد كتاب مصر هذه الأيام بمواقف داخلية عصيبة تظهر في خلافات غير واضحة المعالم بين بعض من أعضاء مجلس إدارته، البالغ عددهم 30 عضواً، تم انتخابهم بعد ثورة 25 يناير، لتكون أول انتخابات نقابية تجري في مصر بعد أحداث الثورة، وكان "الشاعر فارس خضر"من بين الدماء الجديدة، التي رأى الكثير أنها تحمل رياح التجديد للاتحاد، آملا أن يكون دوره أكبر، وأن يصبح معبرا حقيقيا عن إرادة الكتاب ومدافعا عنهم ومعينا لهم في معاناتهم، حتى أن البعض اعتبره فرس الرهان مع عدد من الكتاب خاصة وأن لديه رؤية وهدفاً من أجلهما ترشح لانتخابات مجلس إدارة الاتحاد بروح ثورية تأمل أن يفعل دور الاتحاد.






منذ أيام طالعتنا إحدى الصحف بخبر مغلوط عن تقدم الشاعر فارس خضر باستقالته من مجلس إدارة الاتحاد، إلا أن الخبر في حقيقته أنه تقدم باستقالته من لجنة الإعلام التي يرأسها، ومنها أخرج عنها جريدة الكاتب المصري الشهرية والتي صدر عددها الأول في أكتوبر الماضي، لتكون لسان حال الاتحاد، عوضا عن النشرة الشهرية التي كانت تصدر دوريا، ومن الجريدة خرجت الأزمة التي بسببها تقدم فارس خضر باستقالته من رئاسة لجنة الإعلام، وليس هذا فحسب بل بدأ بشن حملة من خلال صفحته على "الفيس بوك" طالب فيها بتطهير الاتحاد ،وفق قوله، ومشيرا إلى أن كتلة داخل مجلس الإدارة يتجاوز عددها نصف الأعضاء قد تشكلت ستطالب في جلسة المجلس القادمة بإعادة انتخاب هيئة مكتب جديدة، بدلا من هيئته الحالية المكونة من الكاتب محمد سلماوي رئيسا، د.جمال التلاوي نائباً للرئيس، المنجي سرحان سكرتيرا عاما، ود.صلاح الراوي أميناً للصندوق، وذلك لأنه وكما يقول فقد تخلى الثلاثة الأوائل من أعضاء المكتب عن مسؤولياتهم للدكتور صلاح الراوي.


وعن الراوي يقول فارس خضر وكما كتب على صفحته نصا:( ..الدكتور صلاح الراوي الذي ظن بعشرة أمتار سيراميك قام بتركيبها فى المدخل بأنه الحاكم بأمره، وبلغ به الأمر أن يبلغ الشاعر أحمد عنتر مصطفى بأنه سيغلق جريدة الاتحاد تماما، لا لشيء سوى لتصوره بأن هيئة تحرير الجريدة لابد أن ترجع لمعاليه فيما تقوم به، ولما كنت من باب اللياقة التي لا يعرفونها قد أطلعته وغيره على بعض بروفات العدد الأول فقد تصور أن هذا الحق مكتسب على اعتبار أنه يجلس على الإنترنت بالاتحاد أطول فترة ممكنة، وحسب نظرية وضع اليد فقد صار هو الاتحاد والاتحاد هو. وحتى لا تبدو القضية صراعا خفيفا حول إصدار الجريدة ـ النشرة سابقا ـ فقد تقدمت باستقالتي من اللجنة الإعلامية، داعيا جميع أعضاء الجمعية العمومية أن يقفوا فى وجه تجيير الاتحاد لصالح السيد الراوي أو غيره وأن يدعموا تحركات هذه الكتلة الراغبة في تطهير الاتحاد وغدا الحلقة الثانية " آل باتشينو .. الخراب يحل أينما حللت" وبعد غد الحلقة الثالثة " تفاصيل صفقة سلماوى ـ أَبَرْ إيجيبت").


وبموقف الشاعر فارس خضر، والذي سبق أن أبدى ارتياحه واستبشاره خيرا بهيئة المكتب الجديدة، تبدو الأمور غير واضحة المعالم، ولا يظهر السبب الحقيقي في طلب إعادة تشكيل هيئة المكتب والذي لا يوجد له نص في قانون الاتحاد، إلا أنه في نفس الوقت نفذ جزءاً من وعوده بالاستقالة الجزئية إذا سبق أن صرح للوكالة أنه يفضل الاستقالة من عضوية مجلس الإدارة على الاستمرار بدون إحداث إنجاز أو تغيير، لكن يبقى "فارس خضر" مطالبا بتوضيح جدي لموقفه الأخير.


الدكتور صلاح الراوي أمين الصندوق باتحاد كتاب مصر، والعضو الرئيس في أزمة المطالبة بتغيير هيئة المكتب رفض التعليق على موقف الشاعر فارس خضر، وقال للوكالة إنه في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع اليوم وبعدها يصرح ويتناول كافة الأمور الخاصة بالموضوع.


عدد من أعضاء مجلس الإدارة رفضوا الحديث في الموضوع مشيرين إلى أنهم بانتظار الاجتماع الذي سيعقد مساء اليوم ليتعرفوا على حقيقة الأمر من خلال طرح وجهات النظر في الاجتماع الدوري لمجلس الإدارة.


ويوضح الشاعر أحمد عنتر مصطفى عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة الحريات بالاتحاد أنه قانونا لا يمكن إعادة تشكيل هيئة المكتب ولكن مع ذلك فإن القرار النهائي لأعضاء المجلس وللتصويت.


وأضاف عنتر مصطفى في حديثه للوكالة: "الشاعر فارس خضر وضعني في موقف محرج وقال على لساني ما لم يحدث، وأنا أنفي ما قاله، فلم أقل إطلاقا إن د. صلاح الراوي يهدد بإغلاق الجريدة، وأنا أعتب على فارس أن يقول على لساني كلاما لم أقله".






وحول حقيقة الموقف بين الراوي وخضر، باعتباره أحد شهود الحدث يقول عنتر مصطفى، إن أحداث التحرير الأخيرة ( ما أطلق عليها تسمية الموجة الثانية لثورة 25 يناير) قد وقعت قبيل إصدار العدد الجديد من جريدة الكاتب المصري، واقترح في حديث له مع د.الراوي أن يكون هناك ملف عن الثورة وعن ميدان التحرير، وأجاب الراوي بأهمية الفكرة وأنه اقترحها على فارس- رئيس تحرير الجريدة- وطلب منه الراوي التشاور مع خضر خصوصا وأن عنتر مصطفى مقررا للجنة الإعلام.


وأضاف:" وقلت له إننا لابد أن نتصرف إيجابيا فلا يمكن أن نغفل الثوار في التحرير ولا نغفل ما يجري هناك ونصدر عددا عاديا احتفاليا طالما أن العدد لم يصدر بعد، واقترحت أن نستقطع عدداً من الصفحات، وليكن 6 صفحات مثلا ونقدم ملفا عن الثورة، واقترحت أن يكون الغلاف معبرا فنقدم لوحة تشكيلية عن الثورة، ولكن موقف فارس كان زائداً عن الحد، وهو حقيقة كفء ويريد أن يقدم للاتحاد الكثير لكن ما جرى كان زائداً عن حده.


ويؤكد عنتر مصطفى أنه حاول الإصلاح كثيرا في هذا الموضوع حتى لا يخرج إلى الإعلام وكي يظل الأمر مقتصراً على أعضاء المجلس حتى إصلاح الأمور، وأنه اتجه إلى ذلك من منطلق الزمالة والأخوة، فلم يكن من المفترض حدوث هذا فـ30 عضواً من المفترض أن يكونوا على قلب رجل واحد، وهم المنوط بهم في الأساس بحث وإيجاد الحلول لأعضاء الاتحاد البالغ عددهم 3آلاف عضو فما بالنا إذا وصل الأمر إلى أنهم لا يستطيعون التآلف فيما بينهم..؟


هذا ومن المنتظر أن يناقش مجلس الإدارة في الخامسة من مساء اليوم السبت الأزمة الجديدة، الطلب بإعادة تشكيل هيئة المكتب، والتصويت على ذلك فيما بين الأعضاء.


ومن بين ما يقال أن الشاعر فارس خضر لديه 18 عضواً من مجلس الإدارة يؤيدون موقفه، وأن الشاعر والناقد د.علاء عبد الهادي أحد هذه الأسماء التي انضمت لفارس خضر في موقفه، في حين يقول البعض إن قائمته لا تتجاوز نصف الأعضاء على الإطلاق.


وفي المقابل يدور حديث حول التشكيلة المحتملة لهيئة المكتب الجديدة حال قبول فكرة تغيير الهيئة الحالية وتضم القائمة المقترحة: "الكاتب محمد سلماوي رئيسا، د.علاء عبدالهادي نائبا، الشاعر أحمد سويلم سكرتيرا عاما، والناقد ربيع مفتاح أمينا للصندوق".

الشعراء يحتفلون بعيد ميلاد الشاعرة / هدير هشام بـأبجدية








احتفلت الشاعر الشابة هدير هشام بعيد ميلادها بدار ابجدية وسط حضور عدد من الشعراء والاصدقاء واسرة الشاعرة وكان ضمن الحضورالاستاذ زين العابدين فؤاد - ماجد سمير -حازم حسين - اسامة سند - عمرو زغلول - أحمد صوان - عبد الفتاح قدري - حمادة - حسام جويلي - رشا جويلي والشاعر ناظم نور الدين 

والمدونة تتقدم بالتهنئة للشاعرة هدير وعقبال الزفاف


الثلاثاء، نوفمبر 01، 2011

الشارقة تستعد لإطلاق الدورة30 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب






وكالة أنباء الشعر-وكالات


وسط نشاط ثقافي لافت، واهتمامٍ رسمي وشعبي بالغ، تستعد الشارقة، لإطلاق الدورة الـ30 لمعرض «الشارقة الدولي للكتاب»، تحت شعار «في حب الكلمة المقروءة»، الذي يتضمن مشاركة 894 داراً، تعرض نحو 260 ألف عنوان لكتب متخصصة وأخرى منوعة، وفعاليات أخرى تشمل 300 نشاط في فضاءات الحدث المهم الذي ينطلق في 16 نوفمبر ويستمر لـ10 أيام، بمشاركة 35 دولة وضيوف شرف من السعودية والهند، كما يضم جناحاً خاصاً بالإمارات يضم مشاركة 137 دار نشر وجهات محلية حكومية وخاصة.


واحتفالاً بالدورة الـ30 يقدم معرض الكتاب لأول مرة، برنامج الترجمة وصندوق منح الترجمة وذلك لتطوير مجال الترجمة والتواصل الشبكي والبرامج التعليمية، كما تم تأسيس ناد للقراءة على الهواء من خلال برنامج في «حضرة الكتاب» الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للإعلام على شاشة تلفزيون الشارقة، والذي سيستمر طوال أيام المعرض، ويستعرض أهم الكتب وأفضل العناوين التي يقدمها نخبة من المفكرين والكتاب والأدباء المبدعين.


وكشف مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب أحمد بن ركاض العامري لـ«الإمارات اليوم» أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجه بتخصيص مبلغ 300 ألف دولار اميركي (ما يعادل أكثر من مليون درهم سنوياً) لدعم الترجمة من وإلى العربية، ويؤسس لإنشاء المركز الدولي للترجمة والحقوق في معرض الشارقة الدولي للكتاب، مع عناية استثنائية بالترجمة من العربية إلى اللغات العالميةللتعريف بالحضارة العربية الإسلامية.


وأضاف أن «المعرض سيضم لأول مرة الركن الإلكتروني للكتاب، عبر 35 دار نشر إلكترونية تقدم أحدث الاصدارات العربية في نواحي الثقافة والعلوم والمعرفة كافة، كما ستقدم دار (رفوف) للنشر قائمة لعرض الكتب الكترونياً عبر مكتبة إلكترونية ضخمة».


الثورات العربية


العامري أكد أيضاً أن «الأحداث والاضطرابات والثورات التي تجتاح العالم العربي، لم تؤثر في مشاركات الدول في المعرض باستثناء ليبيا، إذ إن جميع الدول العربية، سواها، لديها أجنحة في المعرض».


وأوضح العامري أن «المعرض لم يعد مهرجاناً ثقافياً سنوياً شاملاً فحسب، بل تحوّل إلى عمل مؤسسي تتواتر آليات عمله على مدار العام، من خلال التفاعل الحيوي مع الناشرين والكتاب الذين يعرضون سلسلة من المشاركات العربية والدولية، وإصدار الكتب الفائزة بجوائز المعرض»، لافتاً إلى أن «المعرض أنشأ مركزاً دولياً للترجمة والحقوق، يهتم بالترجمة من العربية إلى اللغات العالمية، وذلك للتعريف بالحضارة العربية الإسلامية التي تضمها تلك الكتب».


وتابع العامري أن «هناك فعاليات ثقافية وفنية وإبداعية ستصاحب المعرض، إضافة إلى لقاءات واجتماعات لوزراء الثقافة العرب لتدارس سبل تنشيط الفعل الثقافي المؤسسي في العالم العربي، وتقييم تجارب العواصم الثقافية ومعارض الكتب العربية، وعرض التميز الثقافي المؤسسي في كل بلد عربي، والنظر إلى سبل التنسيق وتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدان العربية»، لافتاً إلى أن «المعرض حرص في دورته الـ30 على دعم الناشرين الإماراتيين كما سيقدم لهم أحدث وسائل صناعة الكتاب، ومناهج التحرير النصّي والبصري والتوزيع، ومستجدات الطباعة الحديثة، والتعامل مع الوسائط الرقمية التقنية الجديدة، وتحولات دور النشر الإلكتروني في العصر الجاري».


وحول شكاوى المشاركين في الدورات السابقة لمعرض الكتاب، من ارتفاع اسعار المساحات المؤجرة، قال العامري إن «اسعار الأجنحة تعتبر منخفضة إذا ما قورنت بالمعارض في دول أخرى، خصوصاً أن إدارة المعرض تقدم خصوماً على أسعار الأجنحة للمشاركين المنتسبين في اتحاد الناشرين العرب».


ولفت العامري إلى أن «أسعار الكتب المعروضة منخفضة جداً، وذلك يعود للدور الرقابي الذي تقوم به لجنة متخصصة تهتم وتشرف على مراقبة أسعار الكتب ومدى مطابقتها للأسعار المقدمة من قبل دار النشر، إضافة إلى أن إدارة معرض الكتاب تطالب دور النشر بخفض أسعارها بنسبة تصل إلى 25٪ من القيمة الأصلية».


وكشف الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام عن نشاطات المؤسسة في تغطية الفعاليات والأحداث المصاحبة لمعرض الكتاب، قائلاً إن «مؤسسة الشارقة للإعلام بمختلف كياناتها ترتقي بوسام شرف رعايتها لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، إذ سيعمل تلفزيون الشارقة على نقل مختلف أنشطة المعرض وفعالياته عبر تغطية يومية يشرف عليها فريق عمل متخصص ضمن استدويو من قلب الحدث، كما سيحظى المعرض بتغطية متميزة عبر إذاعة الشارقة، ناهيك عن مشاركة المؤسسة بجناح خاص سيضم العديد من الفعاليات والأنشطة ويحتوي على إصدارات تلفزيون الشارقة».


ولفت إلى أن «المعرض يعد حدثاً استثنائياً كونه يهتم بالعلم والثقافة في المنطقة، وهو منبر للحوار بين المفكرين والكتاب وصناع الثقافة، حدثا يعمل على إبراز ثقافات الشعوب المختلفة، لذلك فإن المؤسسة تعتزم على التعامل مع الحدث باحترافية من خلال تسخير إمكاناتها التقنية والبشرية كافة لخدمة هذه التظاهرة الثقافية».


من جهته، قال رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عبدالله بن محمد العويس إن «معرض الشارقة الدولي للكتاب يعد موعداً ينتظره كثيرون من المفكرين والادباء ومحبي القراءة من مختلف المستويات الثقافية، إذ إن المعرض يعد الحدث الثقافي الأول على مستوى الإمارات، الذي يهتم بتعزيز وغرس حب القراءة في نفوس الجميع، لاسيما أن المعرض يتيح فرصة مميزة لشراء الكتب ولقاء أبرز الكتاب والاطلاع على أحدث وسائل صناعة الكتاب وملتقى لهواة المؤلفات العربية من الإمارات والعالم العربي».


ويستضيف المعرض مشاركة نحو 50 ناشراً من أكثر من 16 دولة غير عربية، من بينها اليابان وروسيا والولايات المتحدة الأميركية ورومانيا والمملكة المتحدة والمكسيك، وسيصاحب المعرض 32 عرض طهي حي تمثل مختلف المطابخ العالمية بما فيها الخليجية والإنجليزية واليابانية ودول حوض البحر المتوسط، كما سيقدم المعرض برنامج الطفل الذي يضم أكثر من 200 نشاط ترفيهي، و62 فعالية ثقافية، إضافة إلى المقاهي الثقافية بما فيها مقهى اتصالات ومقهى الشروق ومقهى «جاشنمال»، وتقدم كل منها نحو 30 فعالية، كما سيكون هنالك سبع ندوات حوارية يتناوب على تقديمها 15 مؤلفاً وكاتباً عربياً وعالمياً.

قصيدة :- انتصارات التاسع من أكتوبر ...... للشاعر / حازم حسين



                                                                         حازم حسين


إلى أرواح

" مينا دانيال ــ أحمد عادل ــ مايكل مسعد "


مصر النغم واللغم
والجثة والقناص
مصنع كبير للألم
وقبر للإخلاص
رجعت خلاص قهقري
والمجلس العسكري
موسيقار غبي ومفتري
عزف النشيد برصاص
عزف النشيد الجيش
والجبهة ع الكورنيش
راح الشهيد ويعيش
المجلس الهلاّس

خيال مريض
شبّه لي نفس الدبابات
بالمومسات
الدبابات
إللي في 6 أكتوبر اتوضّت
بدمع الأمّهات
وعدِّت القناة
وكان المصري فوقها
وْ تحتها كانوا اليهود
دلوقتي بخيالي المريض
مرسومة نفس الدبابات
مع اخْتلاف بسيط ف خطة العبور
بقي اليهود همّا إللي فوق
والمصري تحت

يا دمّ سيح
وارفع هلالك يا مسيح
مصر إللي كانت زيّ بنت الله وأكتر
أصبحت جُثّة ف ضريح
متعلَّقة فوق الصليب
متزوّقة بجامع وغيب
لكنَّها
محرومة م الدين الصحيح
دين ربّنا
ودين النبي
ودين اهلنا
وْ " دينك يا جيش "
ولا دين بيدعي للضلال
إلاّ ومات
إزاي يا عبد الدبابات
قادر تعيش
وترضى ليه
تبقى " المُشار إليه "
ويبقى الكلب والخاين ومعدوم الضمير
هوَّ " المُشيــــــر "
والوكسة نصر
مهزوم يا مصر
مهزوم يا مصر هزيمة الشيخ الضرير
وهوّ بيعدِّي الطريق
وفقير ف حُبِّك
فقر بيّاع ع الرصيف
وضعيف ف ديني
ضعف وردة في الخريف
وضيف على سفّاح عتيق
مين يشتري

مين يشتري " 20 " مسيحي
بـ " 100 " جنية
تَمَن الرصاص

وإلاّ الرصاص نعمل به إيه ؟!!
مارصاص مُبارك
لسّه ف سلاح المُشير
والخير كتير
والدَّمّ أكتر
والعساكر مشحونين
" دين العساكر "
وحس من ظُبَّاط أشاوس
كُلّهم في الحرب فارس
أدِّبوا كُلّ النصارى
ورجّعوهم للمدارس

آسف يا ربّ
سامحني ع التقصير يا ربّ
كان نفسي أصلِّي
بس بنموت في الكنايس
آسف ياربّ
سامحني ع التقصير يا ربّ
خدِّي اليمين احْمَرّ
دَوَّرت الشمال .....
وشبعت ضرب
وليه تقول للخدِّ يرضى
بينما الأولى تقول للكَفّ يهدى
أو يِبَطَّل ضرب خالص
آسف يا ربّ
سامحني ع التقصير يا ربّ
الموت جبان
أخَّرني ع القُدَّاس
قَطَف من حلقي ترنيمة وْ خَطَف
أيقونة للعَدْرا وْ يسوع
عَمِّد رصيف الشارع البهتان بِدَمِّي
قبل ما يْعَمِّدني بالوحدة
ودَمع الناس
وِدَوِّبني
ف هيكل عسكري أُمِّي
شموع ودموع
آسف يا ربّ
سامحني ع التقصير يا ربّ
أبّ اعْترافي
باعني للساسة
وفوق دَمِّي أقام صلوات

بسم الحياة
والحُزن
والجيش القُدُس
يا مصر أَشْهَدُ أنَّ لا أبطال إلاَّ في القِصَصَ
وفي التاريخ
وفي السَّمَا
يا أهل العَمَى
لِمّوا العَمَى
من بين عنين الجيش
حامِي الحِمى
لو عقله مال
وبقاله مال
بيمَيِّل الأحوال ... وما بْيحميش
والشاهد الأخرس ماهوش كدَّاب
لكن بيشوف
ومابيحكيش
فانطَق يا جيش
فَتَّح يا جيش
شعب الصليب مش اسرائيل
والجبهة مش ع النيل
ولا الكورنيش
فتَّح يا جيش
بنلَبِّسك ونأكِّلك
وبنشتريلك أسلِحَة
علشان نعيش
فتَّح يا جيش
البَدْلَة نَدْلَة
والنجوم
هييجي يوم وتنام
وأولاد الحرام
لمَّا الحلال يتقام
هيلبسوا اللِجام
ويشبعوا .... تلطيش
فتَّح يا جيش
عاش المَلِك
مات المَلِك
ف كُلّ حال ما إنتاش بديل
فبلاش تكون مملوك
لحلم مُستَحِيل
عساكر الشطرنج ما بيبقوش ملوك
لكن بيحكموا
ويحتموا
ويقتلوا بأوامر الملوك
فإنْ برَّأوك من دَمّ " عيسى "
ــ يا " بِيلاطُس " ــ
باللاهوت وبالكنيسة
فالضماير الخسيسة والتعيسة مش بريئة
فغي الحقيقة
كلمة الظابط بتقتل
قبل كرباج الشاويش
فتَّح يا جيش

الهجرة بعد الفَتْح ضعف وْ مَسْخَرَة
بالذات
لو الهجرة لْطُرَة
وإذا الحياة
بتمشي زِجْزَاج فالتاريخ
بالمَسْطَرَة
واللعنة شمس مْنَوَّرَة
مابتنطفيش
فتَّح يا جيش
كُلّ إللي غَمّوا عنيهم اتْغَم

ّوا
فماتوا مكسورين
فَتَّح .........
تعيش
فتَّح تعيش

الجمعة، أكتوبر 07، 2011

مناقشة كتاب "25 يناير: التاريخ، الثورة، التأويل" في بيت القصيد الثقافي

يقيم بيت القصيد مناقشة كتاب "25 يناير: التاريخ، الثورة، التأويل"
للكتّاب/مجدي عبد الهادي وحسام شادي و ممدوح رزق
يناقش الكتاب المؤرخ الكبير أ.د/ محمود اسماعيل
وذلك في تمام السابعة مساءً يوم الثلاثاء الموافق 11 /10
بمركز بيت القصيد الثقافي3  ش سعيد الشرقاوي - خلف صيدلية د/ محمود أمين - من ش جيهان - أمام بوابة ستاد الجامعة

قصة ..... لعنة الخمسة جنيه ....... للاديب / محمد الشواف

السائق ينفخ والركاب ينفخون, أما الكمثرى فقد وجد مخرجا إلى باب السيرفيس ,الذى امتلأ


وتكدس بالبشر, ليطل منه على نسمات الهواء المتلاطمة. حظه من السماء من يمتلك ورقة أو كشكول ليهوى به عن نفسه, لأنه لو لم يفعل فقد يختنق, أما من يجلس بجوار شباك فهذا بلا شك ابن أم مستجابة الدعاء, وقد دعت له قبل أن يخرج.


خرجت من السيرفيس وأنا ألعن السيرفيس على أصحابه الذين وصل بهم الجشع ليكدسوا الناس بهذه الطريقة فى هذا الحر القائظ.
وفى وسط هذه اللعنات الزافرة مرت أمامى سيارة ميرسيدس مكيفة موديل حديث, بدا لى الأمر وكأنى تائه فى الصحراء يقتلنى العطش, ويمر أمامى ليث يحمل على ظهره قارورة ماء بارد.


لكن سرعان ماأخرجت نفسى من هذه الصحراء, فأنا أخاف الأسود ...
لكن قارورة الماء لم تغب عن مخيلتى وتمنيت لو أن معى بضعة مئات الآلاف من الجنيهات فأشترى قارورة مكيفة.


واسأنفت طريقى إلى البيت, أطرق رأسى نحو الأرض بعيدا عن آشعة الشمس الحارقة, فأرى الأرض تدور تحت قدمى بكل تفاصيلها الرمادية, إلا أنى لمحت ورقة خضراء, فامتدت يدى إليها فإذ هى ورقة بخمسة جنيهات, هيأتها تقول أنها لم تعاشر الأرض كثيرا, وأنها وقعت من صاحبها منذ فترة قصيرة, فالتفت حولى, فلم أجد هيئة وجه يبحث عن خمسة جنيه..
فسولت لى نفسى أن أحملها معى إلى البيت حتى إذا صليت العصر فى المسجد أضعها فى صندوق المفقودات.
صليت العصر لكنى لم أجد أى صندوق. ورجعت البيت ومعى الخمسة جنيه, تحيرت فى أمر هذه الخمسة جنيه, فقررت أن تظل معى حتى أجد حلا مناسبا.


ومر يوما تلو الآخر وأنا أتكاسل عن التصرف فى هذه الخمسة جنيه, حتى اعتُبِرت من مالى الخاص بعد مرور مدة ليست قصيرة, وتم الزج بها فى إحدى مشترياتى.


بعد يومين ذهبت لشراء فلاشة بسعة 4 جيجا من محل أجهزة إلكترونية, ثمنها خمسين جنيه. كانت حاجتى إليها لنقل الملفات التى أحتاجها لدراستى. فى اليوم التالى بعدما رجعت إلى البيت من الجامعة وفتحت جهاز الكمبيوتر لمراجعة الملفات التى على الفلاشة , امتدت يدى إلى جيبى لألتقطها , لكنى لم أجدها فى جيوبى, بحثت هنا وهناك لكن بلا جدوى, فاتصلت بصديقى الذى نقلت منه الملفات, فأكد لى أنى أخذتها معى, سلمت أمرى لله... فقد ضاعت. كان ذلك يوم الخميس, وجاء يوم الجمعة وسأسافر إلى بلدتى, فجهزت حقيبتى وتوكلت على الله وسافرت . قضيت يوما حاولت فيه أن آخذ من بعض المتع قدرا ضئيلا يناسب هذه الفترة المتواضعة. ورجعت السبت عصرا وكانت أمى قد زودتنى بألوان من الطعام, بط ومحشى وكفتة وإلخ مما تشتهى نفسى....
وصلت موقف السيارات وألقيت الحقيبة فوق الميكروباص وانطلقنا... ومضت نصف ساعة حتى انتابنى شعور غريب هو أقرب للقلق, ففكرت فى الحقيبة , لم أربطها, فقط اكتفيت بثقلها يثبتها..... على الفور استوقفت السائق لأطمئن عليها. فنزلت ورفعت بصرى إلى أعلى, ولم أجدها..... فهوت على كما تهوى الصاعقة , وجثم على صدرى شعور بالتيه.
لاأدرى ماذا أفعل, وكيف سأسافر وكان بها كل أغراضى!
فبحثت عنها فى بأس فيما مضى من طريق, ولم أعثر عليها, لقد اختفت تماما. اختفت كما اختفت الفلاشة, شئ غريب !!
فعدت إلى بلدتى, فتعجبت أمى وانزعج أبى, ولما بدا لهما من فاجعتى أشفقا علىَ وأخذا يهونان على من أمرى.
وسافرت فى صباح اليوم التالى بحقيبة صغيرة بها بعض الضروريات التى لاغنى عنها. ووصلت السكن بعد عناء سفر شاق فى الحر قائظ. استلقيت على السرير من شدة الإرهاق, ثم رن هاتفى فالتقطته وما إن فتحت وقلت "آلو" حتى نفذت البطارية, فهممت بشحنه, فتذكرت أن الشاحن كان فى الحقيبة..... إنه النحس بكل معانيه !
كان على شراء فلاشة أخرى فكثيرا ماأحتاجها, فاشتريت واحدة بسعة 8 جيجا ثمنها 85 جنيه.
وجئ يوم الجمعة المنتظر. وجهزت الحقيبة الجديدة وانطلقت إلى الموقف وربطتها بإحكام بواسطة حبل جلبته مخصوص لهذا الغرض وبعدما تأكدت من إحكام ربطتها دخلت الميكروباص وانطلق بنا السائق......
وبعد مضى قرابة الساعة والنصف على الطريق وصلت إلى المدينة والتى تبعد عنها بلدتنا بضع كيلومترات, فأستوقفت تكتك ودللته على البلده وانطلق, كان الطريق غير معبد ملئ بالمئبات فكان التكتك يهتز صعودا وهبوطا بين الحين والآخر وكاد هاتفى ينزلق من جيبى فانتبهت لذلك فأخرجته ووضعته بجوارى بمأمن عن الانزلاق والوقوع.....
وبعد ربع ساعة وصلت المنزل واستقبلتنى أمى بحفاوة وسلمت على أبى, وأخذت أستريح من عناء السفر. أردت الاتصال بصديق لى, فقمت لألتقط الهاتف , لكنى لم أجده فى جيوبى ولا فى البيت,,,,,,, لقد نسيته فى التكتك !!
هنا احمر وجهى وحدث اضطراب فى قلبى, فأخذت هاتف أبى فأتصل على هاتفى فيسمعه من يجده , لكنه "مغلق", إذا لقد انتبه إليه السائق ..
أى نوع من النحس هذا!
العجيب فى الأمر أنه فى أول الطريق توقف سائق التكتك يتحدث مع صديق له وكان الحديث كالتالى:
السائق: أريد منك أن تجد لى هاتف مستعمل, لأن هاتفى قد تهشم ولم يجدى معه إصلاح.
صديقه: سأحضر لك واحد بمائة وخمسين جنيه.
السائق: ياراجل خليها مائة جنيه.
هنيئا له فإن هاتفى بألف جنيه !


غادرت المنزل وسافرت إلى مسكنى ولدى إحساس بأن كل ماأملك يضيع منى .
أول شئ قمت به حينما وصلت,أن أراجع كل ماجئت به, الحمد لله كله موجود...
إلا الفلاشة. بحثت عنها بشى الطرق واتصلت بالمنزل ولم يجدوها, إذن فقد ذهبت إلى المجهول الذى يأخذ منى كل شئ.


جلست أتأمل حالى وأرى ماذا سأفقد بعد ذلك. ذهبت الحقيبة بما فيها, ذهب الهاتف, ذهبت فلاشتين, حتى الشاحن لحق بهم.
كلهم ذهبوا فى أقل من أسبوعين, كيف أستطيع تحمل ذلك, بالتأكيد هذا غير طبيعى.
أخذت أفكر وأتساءل: ماذا فعلت فى دنياى , هل ظلمت أو اعتديت على أحد , هل,,,,,,
هنا تذكرت الخمسة جنيه, تذكرتها وكأنها تقف أمامى تعاتبنى.
فتوقعت أو تيقنت أن كل ماحدث لى هو بسبب تلك الخمسة جنيه, قد يكون صاحبها قد رفع يداه إلى السماء داعيا على من يجدها ولم يردها إليه, وقد استجيب دعاءه باقتدار إلهى .
فأخذت على نفسى عهدا أن أردها, أردها إلى شخص محتاج.
فوضعت فى جيبى اليمين خمسة جنيه منفردة, حتى إذا قابلت محتاج, أعطيها له باسم صاحبها لا باسمى.


فقابلت فى طريقى إلى الجامعة عجوز هرِم يبدو أنه فى أشد الاحتياج. فوضعت فى يده الخمسه جنيه وفرح بها فرحا شديدا وحاول أن يرفع رأسه فى وجه الشمس ليشكرنى, لكنى رحلت ونويت فى نفسى أن تكون حسناتها لصاحبها, ليس لى منها شئ...
وأخيرا تنفست الصعداء, وذهبت لعنة الخمسة جنيه إلى الأبد.