‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، يناير 20، 2012

الاديب / احمد طوسون يكتب :- ما تحتاجه الثورة المصرية: عقل الكتاب والمثقفين وما يحتاجه الكتاب: "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"!!


ما تحتاجه الثورة المصرية: عقل الكتاب والمثقفين وما يحتاجه الكتاب: "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"!!


6000 كاتب ومثقف أغلبهم يعانون الفقر في دولة تدفع ملايينها للاعبي الكرة!!

بقلم / أحمد طوسون

مر عام على الثورة.. وبعد أيام قلائل سيحتفل الشعب المصري بمرور عام على ثورته الأكبر عبر التاريخ دون أن يكون على يقين من نجاح ثورته..
سيهلل تيار الإسلام السياسي فرحا بحصد مقاعد البرلمان وسيخرج إلى الشوارع حتى لا يستأثر بها الشباب الذي يستشعر أن ثورته سرقت منه.. وسيخرج الشباب الثائر إلى الشوارع مطالبا بإسقاط العسكر وتسليم السلطة إلى المدنيين غير عابئ بالخطوات التي تم اتخاذها ويتم استكمالها لنقل السلطة إلى سلطة شرعية منتخبة، لأن هذه الخطوات لم تعبأ به ودهسته في طريقها رغم دماء الشهداء التي لم تبرد ، فزجت بهم خلف قضبان السجون ولم ولن يجدوا لهم مكانا في مقاعد البرلمان أو كراسي الحكومة أو مقعد الرئاسة الذي ينتظر فرعونه الجديد!
وسيخرج الطرف الثالث الخفي كعادته محاولا إثارة الفوضى هنا أو هناك وسط دعوات مغالية من بعض القوى بإسقاط الدولة أو التطرف في الأفكار إلى حدها المهلك وستظل القوى السياسية التقليدية والجديدة تغازل مقاعد شرعية الصندوق تارة وتغازل شرعية الشارع تارة أخرى في انتظار أن تربح في كلا الشرعيتين، بينما المجلس العسكري سيقف في خلفية المشهد مراقبا بخطوات السلحفاة ردود الأفعال هنا وهناك وكأنه ليس طرفا أصيلا في كل ما يحدث بوعي أو بدون وعي بحكم إدارته للمرحلة الانتقالية الشائكة.
وسيخرج مقدموا برامج التوك شو و الساسة والناشطون على شاشات الفضائيات يلهبون الشارع ويتلاعبون بالمشاعر ويتغنون بأحلام البسطاء الذين لا يجدون ثمن علاج مرضاهم ولا عشاء أبنائهم أو مصاريف مدارسهم وفي النهاية يقبضون رواتبهم بالآلاف والملايين!!
الثورة في مصر خطت خطوتها الأولى حين أسقطت رأس النظام في 11 فبراير الماضي.. لكن أي ثورة لا تحقق نجاحا إلا ببناء نظامها الجديد.
وما تواجهه الثورة المصرية من صعوبات يرجع في نظري لغياب المرجعية الفكرية الواضحة التي يجب أن تصاحب أي ثورة وتكون المحدد لمسارها والحامي لها من أطماع وانتهازية القوى السياسية بكافة تنوعاتها الإسلامية والليبرالية والاشتراكية.. فالساسة عبر التاريخ انتهازيون، بينما الثورة حلم يحلق بنا في سماء المستقبل.. والثوار هم أبطال من خيال لا يتوقفون عن الأحلام بكل مثالياتها بينما الساسة يهرعون إلى حصد الغنائم!
ويخطئ من يعتقد أن بناء نظام سياسي جديد خلفا للنظام الذي أسقطته الثورة دليل على نجاح الثورة.. على العكس من ذلك قد يكون النظام الجديد دليلا على وأد الثورة والعودة بنا إلى نقطة الصفر إذا لم يكن النظام الجديد متوافقا مع مرجعية الثورة الفكرية والثقافية.
وحتى لا يبدو كلامي متناقضا حين تحدثت عن غياب المرجعية الفكرية والثقافية للثورة كنت أشير إلى التنظير لها من جانب الكتاب والمثقفين لكن هذه المرجعية تبدت واضحة في الوعي الجمعي للشعب المصري منذ اللحظة الأولى لخروجه إلى الميادين في 25 يناير الماضي حين لخصها في شعار"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، ذلك الشعار الذي يلخص موضع الخلل في الدور الثقافي لكتاب ومثقفي مصر في غالبيتهم، فهؤلاء الذين يفترض أن يكونوا عقل الأمة وضميرها أكثر فئات المجتمع تعرضا للظلم الاجتماعي ومعاناة، والكثيرون منهم بلا دخل وبلا غطاء تأميني يكفل لهم نظاما علاجيا لائقا وحياة كريمة تضمن لهم تفرغهم للإبداع والكتابة.. بينما تنتهك حقوق ملكيتهم الفكرية وتباع كتبهم وإصداراتهم هنا وهناك.
وإذا أردنا لهذه الأمة التقدم والرقي والسير في طريق ركب الحضارة لابد أن تنظر الدولة بجدية في حال الثقافة وأن تجد نظاما يضمن دخلا شهريا للكتاب والأدباء ( يقدر تقريبا عدد أعضاء اتحاد كتاب مصر 3000 عضو ومثلهم بحد أقصى خارج الاتحاد) عن طريق ميزانيات إدارة المكتبات بوزارة التربية والتعليم التي تذهب "سبوبة"لبعض الناشرين كل عام دون أن يستفيد منها الكتاب وكذلك بمساهمة واضحة من وزارة الثقافة والضمان الاجتماعي والشباب والرياضة من خلال دراسات لمتخصصين بحسب إنتاج الكتاب الثقافي والفكري وأن تخصص نسب من عقود لاعبي الكرة التي تنفق ملايين ومليارات الجنيهات من أموال الشعب لصالح العلم والثقافة فلن ينصلح حال هذه الأمة إلا إذا طال شعار الثورة "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية" عقل هذه الأمة وضميرها من الكتاب والمثقفين والعلماء.
لأننا لا نريد ديكتاتورية جديدة تحت شعار ديني يبتز مشاعر البسطاء، أو شعار انتهازية سياسية ما.. فالشعب المصري متدين بطبيعته وأشد ما يحتاجه هو الدولة القائمة على العدل والمساواة وسلطة القانون.. الدولة التي تقدم العالم على لاعب الكرة ( وهذا ليس تقليلا من الرياضة ودورها)، وتقدم العقل على الشعوذة والدجل، وتحفظ لهذا الوطن خصوصيته القائمة على التسامح والتعدد والوسطية الدينية المتأصلة في وجدان وضمير المواطنين.. تحتاج الثورة قبل أن نحتفل بذكراها الأولى وقبل أن نقع في المتاهة أن تلتفت إلى مرجعيتها الفكرية التي قامت عليها من أجل الخبز والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية ومن أجل عقل متحرر من القيود يدفع بنا إلى الأمام لنقارع المستقبل بخطى وثابة.

الجمعة، أكتوبر 07، 2011

يسري السيد يكتب : الفلول ليسوا من الوطني فقط..لكن من المعارضة أيضا





القاهرة 06 اكتوبر 2011 الساعة 12:11 م


حرمان أعضاء مجلسي الشعب والشوري في الدورة الأخيرة من أعضاء الحزب الوطني والمحليات أمر يثلج صدور الكثير منا. ليس لانتمائهم فقط للحزب الوطني ولكن لمشاركتهم في أكبر عملية تزوير وضحك وخداع علينا.
اغتصبوا أصواتنا وصمتنا ورفضنا لهم ولحزبهم وحولوه إلي حصانة تحميهم من غضبنا. أو هكذا تصوروا!!
لذلك يكون هذا العقاب بالعزل هو الحل..!!
لكن يظل السؤال قائما: تري وما هو مصير من دخل من قبل علي قوائم الحزب في الانتخابات السابقة. وماذا عن اعضاء الحزب ممن لم يشاركوا في هذه التمثيلية. لكن وجودهم ساهم في انجاح هذه التمثيلية وشاركوا في تمثيليات سابقة.
نعم أعرف ان الكثيرين من اعضاء الحزب دخلوا إما طمعاً أو خوفاً. أو إجباراً وكرهاً.
لكن هل يستوي الذين سقطوا في براثن هذا الحزب ومن اعتصم بالشرف!! والحرمان من كل المزايا الذين يستحقونها لأنهم بعدوا عن الحزب.
والسؤال المهم هل يقتصر "الفلول" أو من يستحقون العزل علي اعضاء الحزب الوطني فقط؟!
طبعاً تفتح الإجابة عليّ أبواب جهنم. لكن الأمانة تقتضي أن نقولها وأجرنا علي الله..!!
ألا يعتبر بعض قادة و"أركان" أحزاب المعارضة قبل 25 يناير الذين شاركوا في تمثيلية الديمقراطية من "الفلول". بل وأعتقد أن حسابهم يجب أن يكون عسيرا في هذا المجال.. لماذا؟
لأن العدو الواضح أو آسف من شارك في الفساد بالانتماء للحزب الوطني أمره سهل وميسور. فهو معروف لنا كان ويمكن تجنبه أو التعامل معه بحذر.
لكن الأخطر منه هو من كان يركب "سفينة المعارضة" ويشترك في تمثيلية نقد الحكومة رغم أنه يأخذ تعليماته من جهاز أمن الدولة أو من قيادات الحزب الوطني. أو يتبرع بدوره للوقوف في صف عبده مشتاق.. يعني كان يقنعنا بأنه معارض في الوقت الذي كان ينفذ بعض بنود اجندة الحكومة؟!
نعم بعضهم حصل علي الثمن بعضوية في "الشوري" أو في توكيل شركات أجنبية أو الحصول علي قروض في مشاريع وهمية أو فتح قنوات تليفزيونية أو اشترك في عمليات "النخاسة"!!
لذلك ألا يستحق هؤلاء أن نطبق عليهم قرار أو قانون العزل والغدر؟!
فالذي غدر بنا جميعا ويستحقون العزل ليسوا أعضاء الحزب الوطني فقط. ولكن كل من ساهم في هذه التمثيلية السخيفة.
وكذلك قادة الإعلام والصحافة. فغسيل العقول وإباحة التزوير والفساد جريمته أكبر من الفساد نفسه لأن من يسرق مليون جنيه لا يكون أبدا مثل الذي أقنع الملايين بأن هذه السرقة ليست حراما لأنها ببساطة ليست سرقة ولكنها عمولة أو اتعاب.. إلخ من مصطلحات. حللت الحرام وحرمت الحلال.
لذلك أطالب الحكومة بتفعيل هذا القرار علي كل من شارك في فساد مصر طوال 30 عاماً.
ولماذا 30 عاما. لأن من كان قبلهم أعتقد أنه الآن في أرذل العمر وينتظر حسابه من الله الذي لا تخفي عليه خافية.
نعم أعرف أن البعض سيقول أن ذلك بمثابة حرب اجتماعية جديدة لسنا في حاجة إليها الآن. لكن الأمر ببساطة أن الثورة مثل الفيضان يقذف كل من يقع أمامه أو تسبب فيه. لذلك علي الحكومة أن تكون بقانونها هذا "الفيضان". حتي لا يأتي الفيضان من جموع الشعب الثائر الذي قد يختلط فيه الحابل بالنابل!!

الجمعة، سبتمبر 09، 2011

الناقد ناصرالعزبي يكتب :-تصور مقترح للنهوض بأنشطة طفل الثقافة الجماهيرية وتطوير آلياتها ناصر العزبي





تصور مقترح للنهوض بأنشطة طفل الثقافة الجماهيرية وتطوير آلياتها


ناصر العزبي




وهو تصور يعني بالاهتمام بكافة أنشطة الطفل " مسرح ، موسيقى ، استعراضات وفن شعبي ، فن تشكيلي ، أدب ، ثقافة عامة "






المسرح نموذجاً






1 ـ يتم وضع خطة شاملة للمسرح تهدف إنتاج 14 مسرحية ـ على سبيل المثال ـ يتم عمل مهرجاناً ختامياً لها مدته خمسة أيام تشارك فيه أفضل عشرة عروض أو تسعة مضافاً لها عرض عاشر للموقع المستضيف في حالة إن لم يكن له عرضاً تم تصعيده


2 ـ بيان الفرق المسرحيات الـ 15 المنتجة كالتالي :ـ






** خمسة مسرحيات تنتجها الأقاليم بحيث يرشح كل إقليم فرع من فروعه لإنتاج مسرحية بالميزانية المعتادة للإنتاج






** ثلاث مسرحيات لفرق القصور المتخصصة قصر الطفل بجاردن سيتي ، قصر ثقافة السيدة نفيسة ، قصر التذوق بالإسكندرية






** مسرحيتان للفرقتين الفائزتين من ختام مهرجان الموسم المنقضي أو الحاصلتين على أعلى الدرجات إن لم يكن هناك مهرجاناً لها






** يتم إنتاج الـ 5 مسرحيات الحاصلة على أعلى درجات لجان التقييم لتجارب الورش والنوادي والتي يكون لها تصور كالتالي :






( تصور مشاريع النوادي أو الورش )


1 ـ تقوم الفروع التي لم تنتج مسرحيات بعمل ورش أو تجارب نوادي مسرح لا تخضع فيها لقواعد ضرورة موافقة إدارة الطفل على عناصر العمل الفني " مخرج ، نص ، مصمم ديكور ، موسيقى " وتكون متروكة لاختيارات إدارة الأفرع ، على أن يتم إرسال بيان بها للإدارة فقط للموافقة على المشروع ككل وربما إبداء بعض الملاحظات بما من شأنها إنجاح المشروع






2 ـ يتم رصد مبلغ 2500 جنيهاً لكل مشروع ، 2000 للمخرج حرية التوزيع لها في مقايسة يضعها وفق ما يراه لصالح مشروعه الفني إضافة إلى مبلغ 500 جنياً مكافأة تدريب له .


3ـ يكون يتمثل النتاج الختامي في عرض مسرحي يعرض ليلتين تشاهده لجنة متابعة في الليلة الثانية ، ويتم تزكية أفضل أربعة عروض من إجمالي نتاج الورش ودعم كل منها بمبلغ 6000 جنيهاً ـ للإنتاج ـ نصفها مكافآت "مخرج ، مؤلف ملحن ، ديكوريست " على أن يكون الصعيد ممثلاً فيها وكذلك محافظتي سيناء ، بعرض لكل منهما في حالة عدم حصول عروضهما على تقدير ، ولتخضع بعد ذلك لتقييم لجان التصعيد للمهرجان الختامي شأنها شأن العروض العشرة السابقة .






* ومن الممكن عمل تصور أخر للمهرجان الختامي بحيث يكون ست عروض من المسرحيات الأساسية تعرض في 3 أيام ، وست عروض أخرى من تجارب النوادي تعرض في 3 أيام تالية أو لاحقة ، بحيث يكون اليوم السابع للختامي لإعلان النتائج لكل من الشعبتين .


مع الأخذ في الاعتبار دراسة عمل ورش تثقيفية وتدريبية لتلك الأنشطة






** وعلى نفس التصور يكون القياس لباقي الأنشطة ؛


ــ " موسيقى ، استعراضات وفنون شعبية " للمواقع التي لها فرق ، ويتبع نفس نظام فكرة النوادي للمواقع التي ليس بها فرق " ويتم عمل مهرجان ختامي لها


ــ أيضاً " الأدب ، الفن التشكيلي " ويتم عمل مؤتمر أدبي ختامي للأطفال من يوم واحد ، كذلك معرض فن تشكيلي مركزي لرسومهم "


مع دعم تلك الأنشطة بمسابقات ترتبط نتائجها بالحفل الختامي لكل نشاط


مع الإحاطة ؛


بأن جميع ما سبق يعد تصورات مبدئية لرؤيا عامة مطروحة للنقاش حولها وتفعيل ما يلاقي الاتفاق عليه وتطوير أو تغيير البعض الأخر. وبالطبع يتم وضع جدولاً زمنياً لكل منها بمواعيد محددة لبدء النشاط ونهايته ، كذلك موعد المهرجانات الختامية بشكل مبدئي .


والإحاطة بأنها جزء من كثير يتم الدفع به في حالة الاهتمام وطلب التفاصيل للدراسة ، وهي أفكار وضعت بعين الاعتبار للظروف الراهنة ، وهي تقبل التطوير والتعديل لما هو فيه الصالح العام


التصور مقترح من


/ ناصر العزبي

كاتب وناقد ومخرج مسرحي

جائزة الدولة في الآداب ـ 2001 ـ مسرح الطفل

الخميس، سبتمبر 08، 2011

ناصر العزبي يكتب : - مسرح الجماهير بين الواقع والأمل


ناصر العزبي







الحديث عن مسرح الثقافة الجماهيرية بما له وما عليه ، بين الجمود والتطوير ، بين غايته وما تحقق منها ، حاضره ومستقبله ، لا يمكن وأن يكون على عجالة ، بل هو أمر يلزمه مساحة حتى يتم تغطية كافة الجوانب المتعلقة به بين ميزانيات الإنتاج وبين آليات التنفيذ ، وبين طبيعته وخصوصيته ، والمنتج بين الكم والكيف ، وهيكلة إدارة المسرح ، كل ذلك بين التصورات والاقتراحات المستقبلية هو موضوع تلك المساحة التي تأتي في حلقات ، نتناول عي كل حلقة أمر منفصل متصل بالكل مع كل الحلقات .






** ( 1 )


قناعة الدولة وفلسفة المسرح






قبل البداية علينا الوقوف أولاً على مدى إيمان الدولة بأهمية الثقافة وكذا قناعتها بأهمية دورها في التنمية البشرية للمجتمع وأثرها على المستوى العام وهو الأمر الذي يترتب عليه وضع المخصصات المالية في موازنتها وفقا للأهمية في الأولويات .


وعلى نفس النهج تتحدد مخصصات المسرح من موازنة الثقافة ووفقاً لرؤية الوزارة ودرجة قناعتها بأهمية المسرح و أثره ، وهذا بالنسبة للمسرح عامة ، وما يهمنا هنا ـ بشكل خاص ـ هو مدى قناعة وزارة الدولة بالثقافة الجماهيرية ، أو على الأدق بمسرح الثقافة الجماهيرية الذي ينتشر في كافة أقاليم مصر . إذ يتحدد وفقا لهذه القناعة جدوى تناولنا لهذا الموضوع ومن ثم إمكانية تحقيق المنشود .


ومن المؤكد أنه كانت هناك قناعة لدى الدولة أنشئت على أساسها الثقافة الجماهيرية ومن ثم المسرح في الأقاليم ، ونشير هنا إلى أن فلسفة إنشائها وأهدافها ـ التي وضعت منذ حوالى ستين عاماً ـ قد حان الأوان لإعادة النظر فيها وإعادة صياغتها ، فاللوائح والقواعد التي وضعتها قيادات في مراحل سالفة من المؤكد تختلف عن تلك التي تضعها قيادات في مرحلة لاحقة حيث اختلاف كل مرحلة عن الأخرى ، وفقا لما حدث من تغيرات شملت كافة المستويات محلياً وعالمياً ، ووفقاً ما يتواكب مع الثورة المصرية والثورات العربية التي تحياها المنطقة ، ووفقاً لتوحش غول العولمة المهرول في زحفه والذي لن يتهاون عن ابتلاع كل ما أمامه في ظل الثورة التكنولوجية هائلة التي يستغلها لخدمته . مع الآخذ في الاعتبار بأن الأهداف المرجوَّة من الثقافة الجماهيرية في بداياتها لا بد وأن تتطور بعد انصرام أكثر من نصف قرن حيث أن المنشود من طفل وليد ضعيف البنية غير المنشود من شاب يافع له كيانه .


.. نحن لا نملك إلا الحلم والأمل في إحداث تغيير من أجل النهوض بمسرح الثقافة الجماهيرية ، وإنَّا في تلك المرة نلمح حسن النوايا لتحقيق هذا الأمل ، إذن فالتغيير واقع وليس حلماً ، واقع تفرضه الظروف ولكن في ذات الوقت سيواجه بمقاومة المستفيدين من استمرار الوضع على ما هو عليه ، لذلك فإن النوايا لا تكفي بل لا بد من العمل من أجل تحقيق التغيير .


وعلى هذا نقف على أمور ثلاثة أساسية :


أولها ؛ ضرورة معرفة مدى قناعة الدولة بالثقافة الجماهيرية ومدى تناسب تلك القناعة مع طموح فناني الجماهير .


ثانيها ؛ ضرورة إعادة النظر في فلسفة الثقافة الجماهيرية والوقوف على فلسفة محددة لمسرحها تتفق ومتطلبات طبيعة هذه المرحلة في تلك الفترة الزمنية الصعبة


ثالثها ؛ ضرورة النظر بموضوعية إلى حجم تلك الإدارة المنوطة بتحقيق حلم الجماهير ومكانتها بين أجهزة وزارة الثقافة .


ولنتأمل ؛


إن المعني بالتطوير والتغيير للمسرح في أقاليم مصر ليس إلا إدارة عامة تابعة لإدارة مركزية منبثقة عن هيئة استثنائية .. !! وعليه فإن المسرح نشاط ضمن عدة أنشطة ثقافية وفنية تهتم بها الهيئة ، فلماذا لا تكون هناك هيئة مستقلة للمسرح في أقاليم مصر شأنها شأن البيت الفني للمسرح حتى تتناسب مع عظمة وطموح مسرح الأقاليم .


** ( 2 ) خصوصية مسرح الأقاليم


أعود بالذاكرة إلى المؤتمر العلمي للمسرح المصري في الأقاليم في دورته الأولى بالقناطر الخيرية 2006 حيث قدمت " في 10 صفحات " دراسة عنوانها ( المسرح في أقاليم مصر ـ رؤية وتصورات ـ ) وحضرها حشد كبير من المهتمين بالمسرح ، أوضحت فيها سلبيات مسرح الثقافة الجماهيرية واقتراحات لإصلاحها ، ولا أدعي بذلك لنفسي السبق بل سبقني إليه ذلك عشرات المتخصصين ومئات من الفنانين ، وما أقصده ؛ أن أوضح أن السلبيات ليست خافية و ليست اختراع أو اكتشاف جديد ، بل أن بعضها صار مرضاً مزمناً ولكن ـ وذلك هو الأهم ـ هل هناك استعداد حقيقي لتعديل المسار وإحداث التغيير والتطوير ؟!


وبالطبع لسنا بصدد الحديث عن الإيجابيات ؛ بقدر ما نسعى لتسليط الضوء على السلبيات ، حيث أن وجود نتائج إيجابية محدودة يجب ألا تعمينا عن الواقع ، فهي ليست دليل عدم وجود خلل ، وإنما هي استثناءات تنسب لجهد وإبداع مواهب فذة .


ومن العبث أن نضع أيدينا على أذاننا مدعين عدم وجود سلبيات ، أو أن ندفن رؤؤسنا في الرمال ونقول أننا لا نرى مسرح الثقافة الجماهيرية يعاني أزمة ..!


أيضاً ما نطرحه هنا لا يجب أن يفهم منه التحامل على شخص بعينه أو جهة بعينها ، وإنما هي نظرة للحاضر تأمل مستقبل أفضل ، فهي إذن رؤيا مستقبلية تهدف التغيير من أجل الأفضل


عروض الثقافة الجماهيرية لها خصوصيتها ، فهي تختلف عن عروض هيئة المسرح حيث أن لكل منهما فلسفتها التي تختلف عن الأخرى ، فمسرح الثقافة الجماهيرية منوط بوظيفة نشر رسالة مسرحية ـ مباشرة ـ أبعد أثراً في المساحة الأكبر التي تحوي الجماهير المصرية ، رسالة لا تتوقف على مجرد الترفيه عنهم وإنما منوطة بحمل لواء التثقيف ورفع درجة الوعي والرقي بالذوق العام ، وهذا كله إلى جانب دوره الفعال والمثمر في احتضان الموهوبين ممن لديهم ملكات الخلق والابتكار والإبداع ليواصل دوره في اكتشاف الفنانين الحقيقيين وتسليط الضوء عليهم . وهو الدور الذي لعبه ـ مسرح الأقاليم ـ بنجاح فقدم للحركة الفنية أسماء كبيرة أخذت صدارتها في المشهد العام ، ولا يختلف أحد من المتابعين على الدور الهام لمسرح الثقافة الجماهيرية في توسيع قاعدة المسرحيين من الممارسين للعبة المسرحية فكان لذلك أثره في توالد أجيال جديدة وكذلك وجود مسرح مصري حقيقي بديلاً عن مسرح العاصمة بما جعلنا نتخذ منه خطاً دفاعياً فعلياً للمسرح المصري .


لم يسلم مسرح الأقاليم من تداعيات التجريبي ، إذ أنه ـ حسب التوجه الإعلامي ـ انساق الجميع من فنانيه وراء محاكاة عروض التجريبي بغية المشاركة الدولية وفي ظل الغياب النقدي المؤثر ، حيث انكبت بعض عروضه للأخذ بالتعبير الحركي والتشكيل بالجسد دون التركيز على الخصوصية التي كانت تميزه .


وان كانت هناك مساحة من الإبداع


ولنتأمل ؛


ماذا لو حافظ مسرح الأقاليم على خصوصيته دون الهرولة لمحاكاته ، ماذا لو اهتمت آليات الدولة بمسرحنا المصري وشجعت عليه وأقامت المهرجانات التي تحفز على التسابق به من أجل الحفاظ ـ والتأصيل في ذات الوقت ـ على هويتنا ..!


وعليه نطالب بعمل مهرجاناً محلياً أو دولياُ يحمل عنوان " مهرجان الهويات " بما سكون من شأنه دعم مسيرة المسرح المصري وتأكيد هويته وخصوصيته .;"



الثلاثاء، سبتمبر 06، 2011

فاطمة ناعوت تكتب / المسلمُ الحقُّ والمسيحىُّ الحقّ





الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011


المسيحىُّ الحقُّ المؤمن، لا يسبُّ رمزَ الإسلام المتجسد فى رسوله محمد عليه الصلاةُ والسلام، مثلما المسلمُ الحقُّ المؤمن، لا يسبُّ رمز المسيحية، المتجسّد فى السيد المسيح عليه السلام.. هذا ما أعرفه وأؤمن به تمام الإيمان، من أجل هذا كان حزنى الدائم من بعض أئمة الزوايا الذين يُشعلون الفتنة ويُغضبون اللهَ تعالى فى خُطب الجمعة، بقول كلام مسىء عن أبناء مصر الأقباط، وحثّ المُصلّين المسلمين على عدم اتخاذ المسيحى صديقًا، بل عدم تهنئته فى أعياده، واقتصار التعامل معه على الضرورة والمصلحة!! وهو ما لم يفعله الرسولُ نفسُه الذى رفض جرح مشاعر النصارى، حينما دخل الكعبةَ لتطهيرها من الأصنام فى فتح مكة، ووجد صورتين، واحدةً للسيد المسيح، والأخرى للسيدة العذراء، وحين حاول المسلمون إسقاط الصورتين، وضع الرسولُ يدًا على كلّ صورة قائلا: «إلا هذه وإلا تلك»، وبقيت الصورتان فى الكعبة حتى جاء عهد عمر بن الخطاب الذى نحّى الصورتين، من أجل هذا رفضتُ برنامجًا تليفزيونيًّا مع أحد المتنصرين، لأنه يسىء للإسلام. كان هذا منذ عامين. اعتذرتُ له فى هدوء ونسيتُ الأمر تمامًا، شأنه شأن أى برنامج تليفزيونى أعتذر عنه لسبب أو لآخر، لكنه يدور الآن فى أروقة الإنترنت يزعم أننى رفضتُ الظهور معه لأنه تنصّر! «كيف وأنا أدعو إلى اعتناق العقيدة عن اقتناع وتدبّر لا عن وراثة وحتمية بيولوجية؟!» إنما رفضتُه لأسباب ثلاثة. الأول: لأنه مازال متمسكًا باسم «محمد»، وكأنما يحقق لنفسه لونًا من «التقية»، فيتعامل مع المسلم باعتباره مسلمًا، ومع المسيحى باعتباره مسيحيًّا، فينال رضا الطرفين على نحو برجماتى لا أقبله. فأنا أؤمن أن الحياةَ اختياراتٌ وأثمان. نختار طريقنا بملء إرادتنا، وهذا حقٌّ، ثم ندفع فاتورة اختيارنا، وهذا هو الواجب. لكن أن نستمتع بحقوقنا ونتنصل من بذل واجباتنا، فهو أمر غير نبيل، وفى تقديرى، أن المسيحية، شأنها شأنَ كل عقيدة، لن تفرح بمن يدخلها خائفًا مرتابًا يتخفى وراء اسم يشير بقوة إلى عقيدة أخرى. السبب الثانى: هو أننى بحثتُ عن اسمه فوجدته يملأ الدنيا سبابًا للرسول دون حياء ولا أدب، وهو ما لم أقبله ولن أقبله. ليس فقط لأننى مسلمة أحزن حين يُهان رمزُ عقيدتى، ولكن أيضًا كيلا أكون غير أمينة فى رسالتى التى أسعى فى كل كتاباتى إليها. فكيف أناهضُ أن يسبَّ أبناءُ عقيدتى المسلمون مسيحيًّا أو يزدروا دينه، وأقبل العكس؟! المبدأ واحدٌ. على كل إنسان أن يحترم عقيدةَ صاحبه، مثلما يطلب أن تُحترَم عقيدتُه. السببُ الثالث: أننى لا أفهم أن يترك إنسانٌ عقيدةً، ويختار أخرى، ليبدأ فى مهاجمة العقيدة الأولى وسبابها على صفحات الإنترنت، التى تسمح لكل من هب ودب أن يملأ الدنيا بالترهات غير المسؤولة وراء أقنعة. ما أفهمه هو أن من ترك دينه لأن دينًا آخر أقنعه أكثر، ما عليه إلا أن يَخلُص بكامل عقله وقلبه للدين الجديد لكى يتعمق فيه ويزداد إيمانًا. وأعرف نماذجَ من المتحولين، من الطرفين، يفعلون هذا بكل رقى وجمال. أما مَن يتحول ليتفرغ فى سبّ وشتيمة أبناء الدين الأول، فأظنهم وقفوا على الأعراف، لا هم ظلوا على دينهم، ولا هم اعتنقوا الدين الآخر. بل يحصدون الازدراء من أبناء الدينين معًا. لهذا يستنكر المسيحيون أنفسهم إحدى القنوات التى تخصص صاحبُها المتنصر «يحتفظ أيضًا باسم: أحمد» فى النيْل من شرف الرسول، مثلما يرفضون سلوك إحدى المتنصرات «الشهيرات»، لأن معجمها كله سبابٌ وقذفٌ واغتياب وتهديد ووعيد فى حق عباد الله، لأننا جميعًا نعلم أن المسيحى الحقيقى عفُّ اللسان تعلّم من كتابه كيف يحبُّ العدوَّ ويُحسنُ للمُبغض ويُصلّى من أجل الذين يسيئون إليه، فما بالك بمن لم يسئ من أبناء الدين الآخر؟


أما عجائب الأمور فهى أننى، على مدار عامين كاملين، لم أعلن حكاية السيد «محمد» ورفضى الظهور معه فى برنامجه، كيلا أكشفه وأصنع فتنًا لا داعى لها، لكن اللهَ شاء أن يكشفَ هو نفسَه بنفسِه الأسبوع الماضى، فى محاولة لتشويهى، كتب يقول: «فاطمة بنت محمد رفضت الظهور معى فى برنامجى لأننى لم أغير اسم محمد بعد تنصّرى!» وكأنها سُبّة، أولا: أن أكون بنت محمد، وثانيًا: أن أرفض الظهور مع المرائين الذين يظهرون بأسماء دين لا يخصهم، ويكيلون السباب له، وهم محتمون بالعيش فى أمريكا! السيد «محمد...»، هل ظن أن دفاعى عن حقوق الأقباط معناه أننى لا أعتز بدينى؟! ذلك النمط من التفكير ساذجٌ وسطحىّ وأحادىّ، إنما أدافع عن الحقوق المهدَرة للمرأة والأقليات لأن دينى يأمرنى بهذا، لكننى فى المقابل لا أقبل كلمةً مسيئة فى حق دينى.. نصيحة أخيرة للسيد «محمد...»، بما أنكَ اخترت المسيحية دينًا، فحاول، أنت وصديقتك المحامية «الشتّامة»، أن تحاكيا المسيحىَّ الحقَّ فى هدوئه ومحبته، المسيحىَّ الذى لا يعرف لسانُه السبابَ ولا قلبُه الكراهة والبغضاء، وكلُّ مَن عرفتهم من المسيحيين هكذا، وبالأولى حاولا أن تتمثّلا روحَ السيد المسيح عليه السلام، ذاك الذى لم يعرف الخطيئة طوال سنوات عمره الثلاثة والثلاثين، بشهادة القرآن الكريم، ولم يخطئ لسانُه يومًا فى حق بشر.

الأربعاء، أغسطس 31، 2011

د. زكي سالم يكتب في الذكري الخامسة لرحيل نجيب محفوظ



ها هى الأيام -كالجبال- تمر مر السحاب، وها نحن فى الذكرى الخامسة لرحيل أستاذنا الحبيب نجيب محفوظ، ونحن أيضا فى الذكرى المئوية لميلاده. فأى شىء تحقق مما قيل بعد رحيله، أو عن الاحتفال بمئويته؟! متحف ومركز ثقافى باسمه فى منطقة الجمالية، وكتبه تطبع طبعات شعبية فى مكتبة الأسرة، وتدريس رواياته وقصصه فى المدارس والجامعات، واهتمام إعلامى وثقافى بإبداعاته و.. و.. كل هذا وغيره قيل على لسان المسؤولين، وتم تشكيل لجنة من كبار المثقفين للتنفيذ فورا، فماذا تحقق من كل هذه الوعود؟!


لنسأل وزير الثقافة، الصديق الدكتور عماد أبو غازى، أين ذهبت خطط الدولة فى تخليد ذكرى مبدع عظيم من أبناء مصر المخلصين؟ وهنا لا بد أن نؤكد حقيقة بديهية، وهى أن محفوظ شخصيا فى رحاب مولاه، ولا يحتاج منا أى شىء على الإطلاق، وإنما نحن الذين فى أشد الحاجة إلى إبداع محفوظ وأدبه. ومن المعروف أن ثورة يناير العظيمة، لم تخرج من فراغ، وإنما جاءت بجهد وعمل وتضحيات وإبداع ونضال وكتابة أجيال عدة، ومن ضمن هؤلاء المبشرين بالثورة نجيب محفوظ، فأعماله الأدبية، وكتاباته المباشرة، كانت تدعونا للثورة على الظلم والقهر والطغيان، ومحفوظ من أكبر دعاة الديمقراطية فى عالمنا العربى، وهو من أشد المدافعين عن مبادئ حقوق الإنسان وكرامته.


فمحفوظ قيمة كبرى فى حياتنا المصرية، ولا يصح أبدا أن نتجاهل كل هذا الجمال والرقى، والإبداع والتحضر، الذى يمثله نجيب محفوظ. وسأشير هنا إلى قيمة واحدة كان يجسدها طوال حياته، وهذه القيمة الإنسانية يحتاجها كل مبدع، بل وكل إنسان. وأعنى بها قيمة احترام العمل وإتقانه.


فمنذ أن قرر محفوظ أن يكرس حياته كلها لكتابة القصص والروايات، وحتى آخر لحظة فى عمره، وهو يضع فنه هذا فوق أى شىء آخر فى الحياة! إذ لا يسمح لشىء -مهما كان- أن يعيقه عن مواصلة إبداعه الخلاق.


فقد تجد كاتبا يكتب من أجل الحصول على المال، أو الشهرة، أو المجد، أو إعجاب الناس به، أو غير ذلك من أسباب، أما نجيب محفوظ فلم يكتب من أجل أى شىء من هذه الأشياء! فقد بدأ الكتابة فى زمن لا تدر فيه الكتابة أى أموال، واسـتمر لسنوات طوال يكتب دون أن يلتفت إليه النقاد، ودون أن يعرفه الناس، لكن كل هذا لم يعقه عن مواصلة عمله الإبداعى، فى إصرار ودأب وجد ومثابرة، حـتى إنه كان يصف نفـسه فى هذه المرحلة، بوصف عجـيب، إذ قال إنه كان يعمل «بعناد الثـيران»، وقال أيضا إنه كان يكتب مثـل «وابور الزلط» دون أن يلتفت لأى ثمرة قد تأتى، أو لا تأتى من متاعب الكتابة ومعاناتها! فقد تعرض الأستاذ للكثير من المتاعب -طوال حياته- بسبب الكتابة، لكن هذه الكتابة فى ذاتها كانت دائما هى الهدف، وما يقدمه للناس من إبداع هو غاية ما يريده.. فالفن العظيم عند الفنان الحقيقى، هو الثمرة التى يعمل من أجلها طوال عمره.

نقلا ن / التحرير

الخميس، أغسطس 25، 2011

الشاعرسعيد شحاتة يكتب .... إلى القرصان التائب الشاعر سعد عبد الرحمن



من سعيد شحاته في 23 أغسطس، 2011‏، الساعة 07:03 مساءً‏‏

الشاعر الأستاذ سعد عبد الرحمن


أناشد فيكم ضميركم وأستنهض روحكم الثورية


هل فسخ تعاقدات الموظفين هو الحل اللائق وهل يعقل أن تكلل الثورة بمثل هذه القرارات وهل حركة سير العمل لن تستقيم إلا بمثل هذه الإجراءات التى اعتبرتموها خروجا عن قواعد الإنسانية من قبل؟


أيها الشاعر


الثورة المصرية قامت من أجل العدالة الاجتماعية لا من أجل فسخ العقود وتسريح الموظفين والفتك بالكادحين بهذه الطريقة، وقد تعلمنا على يد ثوار مصر الأحرار -وأنت أحدهم- أن حرية التعبير لا سقف لها ما دامت تخرج فى وجه حق ولا يراد منها باطل


الشاعر سعد عبد الرحمن


تخيل معى أنك تدخل على أولادك فى هذه الأيام فى يدك اليمنى قرار فسخ تعاقدك من مكان عملك وفى يدك اليسرى دمعة مغلفة بالأسى والحسرة تزفها كهدية عيد لأولاد انتظروها منذ عام مضى


تخيل نحيب أم عجوز فسخ عقد ابنها ودمعة زوجة لا تملك من حطام الدنيا إلاها فى مثل هذه الأيام المباركة


تخيل صدمة طفل فى مقتبل العمر ووالده يقول له: لا جديد هذا العام


الشاعر سعد عبد الرحمن أيها القرصان التائب


أقسم لك إن مصر لن تغفر كل هذه الدموع كما أشعر أنك لن تقبلها بأى حال من الأحوال وذلك لطيبة قلبك ودماثة خلقك التى عرفناك بها


السادة الكبار بهيئة قصور الثقافة


حكموا ضمائركم تجاه مثل هذه القرارات التى يمكن لها أن تهدم بيوتا وتشرد صغارا وتضيع مستقبل من يسعون لمستقبل أفضل






و لن أستطيع أن أقول لكم إلا


اتقوا الله وحكموا ضمائركم


يا أستاذ سعد


الأمانة


الأمانة


الأمانة


قال أبو بكر


فإن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى


اتق الله فيهم وفينا وفى مصر واعلم أن هؤلاء الذين لا أعرفهم بالفعل لم يخرجوا بإيعاز من أحد واعلم أيضا أننا كلما تحدثنا إليك لم نتحدث بإيعاز من أحد كما قال أحد موظفى مكتبك الأفاضل لأحد أصدقائى


تحدثنا إليك للصالح الذى رأيناه ولأننا -أنا وزملائى- نريد أن تكون الهيئة العامة لقصور الثقافة فى المقدمة ونتمنى أن تنجح تجربة أبنائها التى لم تتكرر على مر التاريخ كثيرا ، ولكن وضعنا فى خانة "اليك" كما يقال وأسيء لنا ممن له فى الأمر ومن لا ناقة له ولا جمل


تقبلوا تحياتى والله المستعان


لا حول ولا قوة إلا بالله


أقولها وأجرى على الله

الأربعاء، أغسطس 24، 2011

اشرف البولاقي يكتب :- عندما يتحول المبدع إلي واعظ وخطيب









قليلونَ هم هؤلاء الذين يرونَ في رواية " عزازيل " للكاتب الدكتور يوسف زيدان أنها روايةٌ سيئةٌ أو متواضعةُ المستوى ، بل يمكن حصرُ هؤلاء القليلين في بعض الأقباط وبضعةِ نفرِ من كارهي الإبداع والحاقدين ، أما دون ذلك فهناك اجماعٌ على ما تتمتعُ به الروايةُ من جمالياتٍ فنيةٍ وأسلوبيةِ ،أفرَدَ لها النقادُ والمهتمون بالشأن القصصي والروائي


ما أفردوا من صفحاتٍ في الصحف والمجلات منذ الاعلانِ عن فوز الرواية بجائزة البوكر العربية العام الماضي وحتى الآن ، ولا تزال أصداءُ الاشتباكِ الثقافي والعقدي بين الكاتب الدكتور يوسف زيدان وبعض الأقباط المصريين قائماً ومشتعلاً حتى يومنا هذا على خلفية المادة التاريخية التي استندَ عليها المؤلف في نسج روايته ودون الدخول في تفاصيلَ طويلةٍ يرى بعضُ هؤلاء أن المؤلفَ أساء في روايته للمسيحية ولقداسة فكرة الرهبنة وأظهرَ من صراعات وخلافات بعض الفِرَق والطوائف المسيحية ما يُعَدُّ من وجهة نظرهم تجنياً وقصداً مُبَيَّتاً من الكاتب المسلم للإساءة إلى المسيحيين وعقيدتهم ..... ودارتْ مساجلاتٌ ومناظراتٌ كثيرةٌ ومتعددة بين أنصار المؤلف ومعارضيه كما دارت نفسُ المساجلات والمناظرات مباشرةً بين الكاتب وبعض القساوسة وغير القساوسة من الإخوة الأقباط تدور كلها حول شروط الفن وضوابطه تارة ، وحول الحقائق التاريخية والادعاءات تارة أخرى ، ومن خلال متابعتي لكثير مما تنشره الصحف والمجلات ووسائل الاعلام السموعة والمرئية لاحظتُ أن المؤلفَ – الذي أحبه وأقدِّرُه – يكاد من خلال مطاردات الميديا والمكتبات يكادُ لا يهدأُ يوماً واحداً ليلتقطَ أنفاسَه فمن مكتبة الاسكندرية لمكتبة مبارك بالقاهرة ، ومن دار الشروق لدار ميريت ، ومن مكتبة إيوان لدار نشر العين – لا أقصدُ تحديداً تلك الأسماءَ بعينها – والغريب أنه يكرر في كل لقاءٍ ما سبق له أن أعلنه من قبل حتى أصبح كلامُه معاداً ومحفوظاً ومكرراً ، ولم يكدْ يطرحُ كتابه الجديدَ " اللاهوت العربي وأصول العنف الديني " حتى تجددت مرة أخرى اشتباكاتُه وتزايدت تنقلاته بين دور النشر والمكتبات للمناقشة ولحفلات التوقيع وللدعاية والترويج له ولمؤلفاته .... وكل هذا يمكن غض الطرفِ عنه باعتباره شأناً خاصاً بالكاتب هو أعلم منا بخطورته وأثره لكن ما نظنه ليس شأناً خاصاً هو بعض تصريحاته وعباراته التي ترِد على لسانه وهو يدافعُ عن بعض أراءه المبثوثةِ في كتابيه ومن ذلك ما صرح به في لقاءه الأخير بدار الشروق منذ أيام أثناء الندوة التي أقيمت لمناقشة كتابه اللاهوت العربي عندما قال ما نصه " عمرو بن العاص واحدٌ من أكبر القادة العسكريين في التاريخ " إلى هنا والكلام يمكن أن يتفق معه فيه الجميعُ مثقفين وعسكريين مسلمين وأقباطاً رجالاً ونساء ... لكنه أضاف قائلا : " ولو أن الكنيسةَ المرقصية أنصفتْ لصنعتْ له تمثالاً لِما قدمه لها من .....الخ " وهي العبارة التي أثارت اندهاشَ الكثيرين ليس من ناحية صحتها أو خطأها لكن من ناحية علاقة الدكتور يوسف زيدان بمثل تلك الأمور ....! خاصة وأن كلاماً كثيراً قيل في فترات السجال الماضية أن مؤلف " عزازيل " مسلمٌ متطرف يريدُ أن يسيء للمسيحية ، وعبارة كعبارته الأخيرة تلك تؤكد تحول المبدع يوسف زيدان إلى واعظ أو خطيب ...! خاصة وأنها – أي العبارة – جزءٌ لا يتجزأ من خطاب السلفيين المسلمين ولسنا في حاجة لتذكير الدكتور يوسف زيدان بأن تجربة عمرو بن العاص في مصر ليست بيضاءَ تماماً ولا بريئةً إلى هذه الدرجة حتى تقيم له الكنيسةُ المرقصيةُ تمثالاً وإنْ كنا نفهم إحالتَه المضمرةَ لظلم الرومان واضطهادهم للمسيحية والمسيحيين لكن كتاباتِ كثيرٍ من المؤرخين المسلمين أنفسِهم ومن البحاثة العرب أشارت إلى كثير مما نعتقدُ أن الدكتور الأكاديمي المبدعَ يعرفُه أكثرَ منا .
فلماذا يُصِر على أن ينزع قبعةَ الكاتب والمبدع ليرتدي عباءةَ الشيخ ؟ ولماذا يزج بنفسه في خطاب بعيد عن خطابه ؟ ولماذا يريد أن يؤكد لمعارضيه ومخالفيه ما ننفيه نحن عنه بشدة وبقوة لأن إيماننا به كاتباً ومؤلفاً ومثقفاً أكبرُ وأجلُّ عندنا من أن نتصوره سلفياً أو وهابياً كما يقولون .

الجمعة، أغسطس 19، 2011

كمال غبريال يكتب :- حزناً على حداثة تحتضر


الحوار المتمدن - العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19



بقلم / كمال غبريال
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• أطالب باستبدال المادة الثانية بالدستور بالنص: الدين علاقة حرة وخاصة بين الفرد وربه، ولا وصاية لأحد عليها، والعلاقات والقوانين التي تحكم البلاد تقوم على مرجعية تحقيق مصالح الفرد والجماعة، وفق أسس ديموقراطية وعلمية.
• عندما تشير وسائل الإعلام المصرية إلى اتجاه مضاد لذلك الذي يأتي منه الخطر على مصر، فقل على الإخلاص والانتماء للوطن السلام. . لك الله يا مصر!!. . تستطيع الآن أن تحصي بضع أفراد يحبون مصر ويخافون على مصيرها، مقابل ملايين محقونين بالهلاوس، ولا تعدو مصر لهم أن تكون ملطشة يبررون بها هلاوسهم. . الآراء المتناثرة عما يحدث في سيناء تكسر القلب، إذ يتبدى منها غياب الإحساس بالهوية المصرية والغيرة على الوطن، ولا يظهر سوى العداء لآخر تم حقننا به طوال ستة عقود. . اللعنة على كل فكر ينتزع المصريين من الانتماء لوطنهم، ليشتتهم فيتبددوا ويصيرون مضحكة وسخرية للأمم. . اللعنة على من تعمي الأيديولوجيا عيونهم عن صالح أوطانهم. . هي البلاهة أو الخيانة العظمى أن نتعامى عن الخطر الحقيقي المحدق ببلادنا، لنصرخ مشيرين إلى اتجاه آخر. . هو التواطؤ على الوطن يا سادة. . الأمة التي تفشل في تحديد عدوها الحقيقي انخداعاً بأيديولوجيا وشحن إعلامي طويل المدى، تكتب بيديها مصيرها الأسود. . زرع عبد الناصر جرثومة العروبة في الجسد المصري، وتولينا جميعاً رعايتها فاستشرت كسرطان يدمر هويتنا. . من يستأصل الآن أورام العروبة والظلامية؟. . العدو الشريف جزمته برقبة مدعي الأخوة والصداقة لكنه بطبيعته نذل وخسيس. . مش كده ولا أنا غلطان؟. . لا أتصور أنه يجب علي شرح ما لا يحتاج لشرح، لمن يفشلون في إدارك مصدر خطر داهم على وطنهم، ويلهون بأفكارهم الساذجة والمأفونة، في وقت لا يحتمل اللهو.
• كانت مصر تعد دولة قوية تلجأ أمريكا وإسرائيل إليها للمساعدة في دفع عملية السلام. . تغير الحال الآن كثيراً، وصرنا دولة عاجزة عن حماية أراضيها من الإرهابيين، فهل سيتطور الأمر لنصير بؤرة مستباحة للإرهاب ولمن يحاربونه؟!!. . البعض يدفع مصر لتلعلب دور سوريا بعد أن يسقط الأسد ونظامه الفاشي.. فهل يقبل الشعب المصري فقدان سيناء كما صمت السوريون دهراً على ضياع الجولان؟. . أطالب بمتابعة أمنية ومحاكمات عسكرية للطابور الخامس لحماس داخل مصر. . الأمر جد لا هزل فيه، إما الضرب بقوة لمعاقل ونقط ارتكاز الإرهاب بالداخل وعلى حدودنا، وإما ستصير مصر ملطشة مثل أفغانستان بدعوى محاربة الإرهاب. . مصر بالتأكيد لا تنقصها القوة لحماية سيناء، فالمشكلة فيما أصاب الإرادة السياسية، نتيجة الاستجابة باسم الثورة للطابور الخامس فاقد الهوية المصرية. . يتخوف البعض من مخطط واتفاق ضمني بين إسرائيل وحماس لابتلاع سيناء، لتتخلص إسرائيل من غزة والفلسطينيين، وتصدير الكارثة إلى مصر. . "اليوم السابع | "التوحيد والجهاد" تتوعد بتحويل سيناء إلى أرض للصراع مع إسرائيل". . هنا كان مبارك رجلاً، فهل عدمت مصر من بعده الرجال؟!!
• عفواً لا أستطيع احترام ليبرالي يتخلى عن مبدأ "فصل الدين عن الدولة"، فلا سياسة في الدين ولا دين في السياسة، والتراجع عن هذا تحت أي مبرر يذهب بنا إلى هاوية. . تحول دعاة مدنية الدولة إلى خراف تتقهقر كلما اشتد عواء الذئاب ولمعت أنيابها. . أتمنى من دعاة مدنية الدولة أن يتحلوا بما نسميه شيم الرجال، ويكفوا عن التحجج بالأقباط لرفض دولة دينية تعيد الجميع إلى عصور التخلف الغابرة. . لماذا يجد التخلف رجالاً أشداء يدفعوننا إليه، ويكاد لا يجد التقدم والحداثة غير أشباه الرجال واللاعبين على كل الحبال، إلا ما ندر؟!!. . أغلب من نشاهد من صفوة تدعي الدفاع عن مدنية الدولة هم عار على المدنية وعار على هذا الشعب المحب للحياة، والذي لا يجد من يأخذ بيده لازدهارها. . لا أعرف غير أن الدين علاقة خاصة بين الفرد وربه، وأن العلاقات بيننا نحن البشر يحكمها العلم لتحقيق المصالح المشتركة للجميع.
• أملي ضعيف جداً في أن يكون لدينا جنرالات على نمط الجنرالات الأتراك، وأن يكون لدينا متأسلمون قابلون للتطور مثل نظرائهم الأتراك.
• من يصدق أن الإخوان يقبلون حقيقة الوثيقة الأساسية التي توصلوا إليها، ويرفضون من حيث الشكل جعلها ملزمة، يحتاج لعرض نفسه على طبيب متخصص في العبط أو الاستعباط. . لا أصدق قدر البلاهة لدى رموز الدعوة لدولة مدنية، حين ينبطحون تحت أقدام الظلاميين، ويتجردون من أوليات قضيتهم بدعوى الحنكة السياسية.
• مئات من الثوار حوكموا عسكرياً، فكم ظلامي من الذين يثيرون الفتن الطائفية ويهددون مستقبل هذا الوطن تم معاملتهم بالمثل؟!!
• "تصريحات عبد المنعم الشحات تثير قلق السائحين..وتلغي الحجوزات السياحية لمصر| الدستور". . يبدو أنه ليس الأقباط وحدهم من سيحتاجون للحماية الدولية، بل أيضاً الآثار المصرية التي تدهش بعظمتها العالم أجمع. . كثير من غلاة المتأسلمين ليسوا أكثر من معادين للأقباط وبالأكثر اليهود أيضاً، ولا تجد غير ذلك في جماجمهم الخاوية!!. . الإعلام الداعر بيعمل قيمة لكلام ناس ماتستحقش أصلاً تكون ناس، وبكده بيملأ الجو دخان أسود، وندور نسأل كل رمة بن رمة عن رأية في مستقبل مصر. . مهزلة
مصر- الإسكندرية

الخميس، أغسطس 11، 2011

د/ مصطفي الضبع يكتب .......فى المسألة الثقافية الرمضانية ؟

د/ مصطفي الضبع



معطيات: 1- أصبح ميدان التحرير أيقونة العقلية المصرية الحديثة والتاريخ المصرى الجديد الذى صنعته الثورة المجيدة. 2- اكتسب الميدان شرعية شعبية تنافس كل حكام مصر السابقين واللاحقين وأصبح مزارا لكل القادمين من خارج مصر ينافس آثار مصر أو على الأقل أصبح عنصرا أساسيا فى برامج زيارة الآثار. 3- المرحلة القادمة نحن فى أمس الحاجة إلى ثقافة مغايرة تتأسس على معطيات الثورة والأفكار الثورية التى تعد دستورا للمرحلة القادمة . مراجعات: تابعت أخبار أنشطة الهيئة العامة للكتاب ومعرضها للكتاب وتوقعت كما توقع الكثيرون أن يكون المعرض فى موقع متاح للجمهور ، فى البداية لم أصدق أن يقام النشاط فى مخازن الهيئة بشارع فيصل صحيح أن آلاف الإصدارات التى لم تهتم بها إدارة التوزيع فى الهيئة العامة للكتاب بحسن توزيعها ( والتوزيع فى الهيئة من أضعف الإدارات ويعد الضلع المفتقد فى نشاط هيئة تصدر مئات العناوين شهريا) ولكن بدلا من أن تنقل الهيئة إصداراتها إلى الجمهور فى مكان جماهيرى ( حديقة الفسطاط – الأوبرا – حديقة الأزهر – الحديقة الدولية – مركز المؤتمرات ) قررت أن تكفى نفسها عناء النقل وتكبد جمهورها عناء الانتقال إلى الكتب . ولم يختلف الحال فى الهيئة العامة لقصور الثقافة حيث قررت أن يكون نشاطها الرمضانى الرئيسى فى حديقة السيدة زينب وما يقال عن شارع فيصل ومشاكله المرورية يقال على الحديقة ومعاناة الجمهور فى الوصول أو فى ندرة أماكن الانتظار . فيما اكتفى اتحاد الكتاب بنشر خبر (للأسف يحمل الخبر قدرا من الركاكة ليس مردها أخطاء لغوية فحسب) يشير إلى إقامة الاتحاد لمعرض لمطبوعاته ضمن فعاليات نشاط الهيئة العامة لقصور الثقافة !!!!!! وهنا يطرح سؤال أراه جادا نفسه : لماذا لم تفكر الهيئة المصرية العامة للكتاب بالاشتراك مع الهيئة العامة لقصور الثقافة واتحاد الكتاب أو أى مؤسسات ثقافية أخرى فى إقامة نشاط رمضانى مشترك فى ميدان التحرير؟؟؟!! دون التأثير على حركة المرور كان من المتاح استثمار (الجزيرة الوسطى للميدان – ساحة المجمع – وغيرها من مساحات كانت كافية للمعرض وللندوات ) الحقيقة أننى كنت أطمح لهذا حتى لو كان له تأثيره على المرور (أعتقد أن الإدارة العامة للمرور لديها الآن مخططاتها السريعة لتحويل حركة المرور وهى مخططات تعود عليها الناس ولم تعد تمثل مشكلة بالنسبة لسكان القاهرة ) أقول هذا فارضا أسوأ الاحتمالات مع أن السيطرة على الأمر كانت من السهولة بمكان لصالح الحدث ، ولن أسهب فى طرح المزايا أو العائد من عقد النشاط الثقافى فى الميدان . بالطبع جميل أن تعقد الهيئتان نشاطهما فى رمضان تحديا لظروف أمنية نعلمها جميعا وأعتقد أن ميدان التحرير أقل المواقع فى حاجته للتدابير الأمنية ولكن توقعت أن يكون التفكير فى نشاط هذا العام مغايرا تماما لطريقة تفكير ماقبل الثورة أليس كذلك ؟

الثلاثاء، أغسطس 02، 2011

العهر الطائفي ... في رمضان !........................ جاح محمد علي




كتابات - جاح محمد علي




ما الفرق بين ما تروج له العديد من الفضائيات في شهر رمضان من برامج " خليعة"، ومسابقات تظهر المرأة العربية في أبشع حالتها وتبرز " مؤخرتها" أكثر مما تظهر حلمها وعقلها وذكاءها، للوصول الى المزيد من "الخشوع" في ليالي شهر رمضان، وبين العهر الطائفي الذي يسود بعض الفضائيات "الإسلامية" وتكثفه في شهر رمضان.. تقربا للملك القهار؟!






فما تقدمه فضائياتنا "العزيزة " في شهر رمضان وما يزخر به الشهر الكريم من أنواع العهر، ولا فرق هنا بين ما هو جنسي يقدم للصائمين بعد يوم من الصوم "ثقيل"،الديني ، وما هو طائفي يحيل ليالي السحر في شهر رمضان إلى حفلات ماجنة تجري فيها الدعوة للذبح والتفخيخ والتفجير الانتحاري والإفطار على مائدة الرسول"ص"، يدفعني إلى الكتابة هذه المرة، عن هذه الفضائيات الإسلامية وهي كثيرة تفوق عدد الشعر في لحية أي "إسلامي" يؤمن جازما أن إطالة اللحية من أركان الدين والايمان، وتقصير الثوب من سنة الرسول ومن أنكرها كفر بضرورية من ضروريات الدين!






نعم لدينا كم هائل جدا من الفضائيات " الإسلامية"، معظمها يبث برامج ضد الدين الإسلامي الحنيف، ويعمل على تشويه صورة الإسلام، ويفرق بين المسلمين وينشر الكراهية، ويروج لدين يؤمن بالعنف والقتل ويصور الله جزارا يرجم من خلقه في أحسن تقويم بحجر ويقطع رقاب عباده الذي خلقهم " يحبهم ويحبونه" بسيف المسلول بيد "أوليائه"!






الكثير من فضائياتنا الإسلامية، عبر عنها المفكر الايراني علي شريعتي قبل أن يشهد إطلاقها بمقولته: "دين ضد الدين"، من منطلق تحليله لتلك المواقف التي تقوم على أسس انتماء مؤدلج لأفكار أصحابها المنحرفة كما هو حالنا، وهي منقسمة الى سنية وشيعية، وأصبح لكل مذهب ومكتب ينسب إلى الإسلام، أكثر من فضائية.










وكما أن لكل شيخ طريقة، أصبح لكل شيخ فضائية تلمع صورته ويبث من خلالها عقده الشخصية ،وصار الجميع ينشر مبادئ مذهبه من خلال نظارته وقراءته هو للإسلام،وهو ينادي بصوت عال مخاطبا الآخر: كلكم كفرة وأنا وحدي " الفرقة الناجية"، متناسيا أن الله العظيم الذي خلقنا أطوارا هو من قال " كل حزب بما لديهم فرحون" ..






مش حتقدر تنزل إيديك!






فالفضائيات الشيعية معظمها (ولا أقول جميعها) ما يزال حبيس الخطاب الماضوي، وحديث النفس للنفس، الذي يستنكف الاهتمام بالآخرين ، مهتما فقط بالتعبئة الذاتية للطائفة التي تحولت تدريجيا إلى قبيلة تطالب أتباعها بالولاء القبلي على حساب الدين، ويصبح معها القائمون عليها مشغولين بأنفسهم، غير عابئين بـ"الآخر" ، وليذهب الآخرون إلى الجحيم!. هذه الفضائيات " الشيعية" نسيت أن من أهم أهدافها يجب أن يكون تعريف الآخر بجماليات مذهبها والمشتركات لإشاعة الود والتقارب بين المسلمين، ولتعزيز أواصر المحبة، ونبذ التطرف والعنف، وتجنب الممارسات الاستفزازية، التي تثير المتطرفين، وتوجد مناخا لنمو الكراهية وتحولها من ثم إلى عنف وتكفير.






هذه الفضائيات لا تُعرّف الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة غير أنه قُتل شهيدا في كربلاء بعد أن قتل بسيفه الخرافي الآلاف خلال ساعة واحدة ظهيرة يوم عاشوراء، وأنه كان قبل ذلك يتوسل بالجيش المعتدي الباغي، شربة ماء للرضيع عبد الله، ولنفسه حين كان يجود بها قبل أن يجتز شمر رأسه الشريف، وهو الذي أبت نفسه الكبيرة أن يكون حقودا حتى على قاتليه ... "ورأيتك النفسَ الكبيرةَ لم تكن حتى على من قاتلوك حقودا".






فضائيات شيعية، لا تعرف أن الحسين له وجه آخر، حيث تجده في عرفة مدرسة عرفان للمسلمين ولكل الإنسانية وهو يلهج :" إلهى ماذا وجد من فقدك،وماذا فقد من وجدك"، ولا تحاول هذه الفضائيات أن تفتح كوة في شخصية الحسين إلى العالم وهو في عرفة، حيث الطريق الموصل إلى معرفة الله وولوج أبواب عشقه والسجود في حضرته ليعلمنا أن "العالم مجلس حضرة الله، فلا نرتكب المعاصي في حضرة الله".






وتصر هذه الفضائيات علينا في كل مناسبة ومن دون مناسبة إلا وأن تبرز لنا حسين كربلاء فقط بطريقة الخرافة والتشبيه وضرب الرؤوس بالسيوف والإدماء واللطم، و " مش حتقدر تنزل إيديك " .." ومش حتقدر تغمض عينيك " من البكاء!










وليس هذا وحسب، لأن "الصورة" التي تصر هذه الفضائيات على تسويقها تركز أيضا على جواد الامام الحسين، وهي تبث اللطميات الشعرية "المبكية" عنه وتناجيه بقلوب مفجوعة تبعث على اليأس بدلا من أن تدفع أصحابها على الاقتداء بنهضة الحسين، للقيام ومجاهدة النفس أولا فهي الجهاد الأكبر "إن كنتم عليه قادرين كنتم على غيره أقدر".. وهي صورة تقف عند إظهار معجزات خيالية للحسين وأصحابه المخلصين، لو صحت لانتصر الحسين في واقعة الطف وأقام النظام الإسلامي وفق نظرية "النص" والإمامة، ولانتهى كل شيء، ولما عدنا نناغي جواد الحسين، لاطمين : " يا مهر حسين حاجيني!"






تكفير!






أما الفضائيات " السنية" وهي حدث ولا حرج فان معظمها لا يبالي أبدا بالمسلمين الشيعة لأنهم جاؤوا من كوكب آخر، ويوجه خطابه فقط إلى أتباع المذاهب الأربعة، وبشكل ربما يفوق في الاستفزاز، ما يقوله بعض الشيعة الجهال أو المدفوعين من جهات لا تريد أن تتحقق الألفة للمسلمين، عن صحابة رسول الله "ص" وزوجته السيدة عائشة.






ومما يزيد في الألم أن أحد كبار العلماء "التغييريين " وهو في طليعة من يطالب بالتغيير لرفع مستوى وعي الأمة، وقع هو في المحظور الطائفي، والتعصب الذي يحول العقيدة إلى عقدة، والدين إلى قبيلة، وذلك عندما رفض الرد مرتين في غضون أربع وعشرين ساعة "وعلى الهواء" على سائلة سألت عن حكم زاوجها وهي السنية من رجل شيعي، وكأن الشيعة لا دين لهم ولا يمكن تزويجهم من السنة، متناسيا الكثير من الزيجات المختلطة التي تضج بها مجتمعاتنا وتقوم على المودة والألفة والقائمة على التكافؤ وفق قاعدة "المسلم كفؤ للمسلمة".






وبرر الشيخ الجليل رفضه الإجابة "على الهواء"، حتى بعد أن أصر عليه متصل آخر ، بأنه سيرد على المرأة إذا اتصلت به شخصيا، لأن لكل حالة مواصفاتها وشروطها، تاركا الشك يسود الأذهان : هل هناك فتوى تحرم الزيجات من الشيعة علما أنه ليس من مهمات الفقيه أن يتحدث عن المصداق وعليه فقط أن يظهر الأحكام؟






طبعا فان هذا الشيخ (...) وهو نموذج "الأفضل"، و"الأكثر" مرونة من بين " دعاة "متشددين كثيرين يرفضون من الأساس، اعتبار الشيعة مسلمين، وينظرون لهم في أحسن الأحول كـ " أهل أهواءِ" لا يجوز دفنهم في مقابر أهل السنة ولا التزواج معهم ولا حتى مؤاكلتهم، وفضائية/اتٍ تروج لإسلام "عروبي "كان يطرحه مؤسس حزب البعث ميشيل عفلق ومقولته " كان محمد كل العرب وليصبح كل العرب اليوم محمدا " ولن أذكر اسمها كي لا أكون من المحبين أن تشييع الفاحشة في الذين آمنوا، وهذه الفضائية / ات " تمارس البغاء المذهبي، والدعارة الدينية على قدم وساق ودون استحياء ،وهي التي تأسست بتحالف بعثي - تكفيري غير شريف ومشبوه من تكفيريين محسوبين على أهل السنة ويشوهونها ، ورجال من مخابرات صدام تخصصوا في محاربة الشيعة وفق منهج مدروس ،وحاربوا الدين "سنيه وشيعيه " وقتلوا العلماء الشيعة والسنة وأبرزهم الإمام الفليسوف محمد باقر الصدر"شيعي"، والشيخ الأكبر عبد العزيز البدري "سني".










أقول : هذه القنوات من الجهتين،يجب أن تخضع إلى رقابة وأن يتم إيقافها إذا ثبت أنها تبث الكراهية وتنشر التكفير،وتحرف النصوص ،وتحشد لحروب مذهبية لا تبقي ول اتذر.






خالي بطرس!






وأذكر هنا أنني كنت في العام قبل الماضي وجهت رسالة إلى صاحب فضائية يساهم - ربما دون قصد - في نشر هذه الكراهية الطائفية، وقلت له إن بالإمكان إقامة دعوى ضد قناتك بتهمة التحريض على الكراهية والتحريض على الشيعة بشكل خاص لقتلهم، علما أنني من المؤمنين جدا بحرية التعبير وأرفض فرض قيود على الإعلام وترويعه بالمحاكم ،وأنني من دعاة الوحدة الإسلامية ونبذ التطرف والعنف على أساس الدين والمذهب، وأعتقد وأعلن علنا،أن أهل السنة والجماعة مسلمون يدخلهم الله في جنته ، إذا شاء ، كما هو حال الشيعة كل بحسب عمله.بل وأعتقد أن الطريق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق ،يصل إليه محمد باقر الصدر ومحمد متولي شعراوي وأنا وأنت ، وخالي "بطرس"، وحتى الذين يعبدون البقر والحجر والشمس والنار من أتباع الأديان والوضعية منها: " فما قصدوا غيري وإنْ كانَ قصدُهُمْ سِوايَ، وإن لم يُظهروا عَقدَ نِيّةِ " .






كان النقاش يومذاك عن فتوى للشيخ المفيد وغيره من علماء الشيعة حول تكفير من ينكر الإمامة ويجحد بها ويعاند على إنكاره مصرا عامدا متعمدا، وقد تجاهلت تلك الفضائية قراءة رسالتي لغاية في نفس يعقوب.. يعلمها الله!






وكنت في رسالتي السابقة أشرت -أملا في التقريب- إلى الموقف من قضية التكفير، ردا على بعض المتطرفين و ادعاء أحدهم أن دين الشيعة يُجوّز لهم الكذب -لاحظ معي استخدام كلمة دين لشيعة- وهذه والله تهمة خطيرة والقرآن الكريم الذي يريد البعض تفسيره بظاهر الكلام فقط كحجة وحيدة، رغم أنه حمّال وجوه - يقول " بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ"ّ..!






في العام الماضي وقبله قال أحدهم في تلك الفضائية: إن الإمام الخميني يتهم النبي صلى الله عليه وآله بأنه لم يطبق أمر الله ولم يبلغ ما أمره به بقوله نقلا عنه رحمه الله: "وواضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقا لما أمر به الله وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ولما ظهر ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه"...






وطبعا فان التحريف واضح وصريح هنا للنص الصحيح، فما قاله الإمام الخميني في كتابه " كشف الأسرار" عكس ذلك تماما وهو أنه: " لو تم تطبيق ما بلغ به النبي بأمر الإمامة طبقا لما أمر به الله ولِما بذل النبي المساعي في هذا المجال، لَما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ولَما ظهر ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه".






فهل سيستمر هذا العهر الطائفي في قنواتنا؟






ومتى يغطي المسلمون عوراتهم بدلا من أن يكشفوها للجميع.... في رمضان؟

الأربعاء، يوليو 13، 2011

الشاعر سعيد شحاتة يكتب ... ثقافة الميدان



بعد ما عشناه من مهازل وما رأيناه وعانيناه من عذابات لا تقدر ولا يمكن تفسيرها ولا يوجد لها مبررات إلا عند ذوى النفوس الضعيفة والرؤى الضيقة، وبعد ما قاساه المصريون من ويلات لا يمكن أن يتحملها إلا أولوا العزم، وبعد ما تجرعناه من سموم الكذب والغش والنفاق والرياء، نقف الآن على أقدامنا لنصرخ بكل عزائمنا "لا تراجع" هذا هو شعار الثورة الغير معلن وشعار الثوار القادرين على رسم وجه مصر بالشكل اللائق الذى تخيلناه ورسمناه فى دفاترنا منذ أن كنا نطفا فى أرحام أمهاتنا، خرج الثوار إلى الميدان بشعارات ورؤى مختلفة ومغايرة تماما لما فرضته النظم السياسية علينا منذ عهود سحيقة، خرجوا يحملون أرواحهم على أكفهم وهم يحملون لافتات لم تسقط النظام المتخلف البائد فحسب؛ بل أسقطت كافة الأحزاب والتكتلات التى استعملها النظام البائد لتجميل المشهد ثقافة الميدان أجبرت القوى السياسية الطاووسية على الاعتراف بضرورة تغيير الأفكار والرؤى والتصورات الضيقة والشعارات التى انتهت صلاحيتها منذ ما يقرب من ثلاثين عاما، والشاهد فى ذلك هو امتعاض بعض القادة السياسيين من لافتات الثوار قبل التنحى، حيث جلس أحدهم بجوار شاب يرفع لافتة تحمل شعار "ارحل بقى عايز أستحمى" فنظر إليه باشمئزاز يليق بسياسى فاشل وباغته قائلا "أنتو عاملين ثورة واللا عاملين فرح" فرد الشاب بمنتهى البساطة "لأ عاملين مش واخدين بالنا" فتمالك السيد السياسى أعصابه وابتسم ابتسامة تنم عن غيظ شديد وقال ناصحا إياه "يابنى الثورة عمرها ما كانت بالشعارات دى، الشعارت دى هتسقط الثورة وهتضيع تعب الناس دى كلها" ، ابتسم الشاب وباغته سائلا إياه "هو حضرت حضرت ثورات قبل كده؟!" أصر السياسى على ضحكته المشحونة بالغيظ وتركه وانصرف نجحت الثورة فى تحقيق مطلبها الأول والأساسى ورحل رأس الفساد وأنزل الشاب اليافطة من فوق عنقه الذى انحنى، ذهب رأس الفساد إلى المستشفى واستطاع الشاب أخيرا أن "يستحمى" كما أراد، رأس الفساد ينام طريح الفراش ، وفى الكادر الآخر الشاب يغسل جسده جيدا من موبقات السنوات الغابرة استطاع الميدان أن يعلمنا معنى الصمود، كما استطاع أن يغير مفاهيم أسقطت مصر فى بؤرة التخلف لفترات طويلة، استطاع الميدان أن يعلمنا التمرد والعصيان والسخرية من الجبروت كما استطاع أن يخلق من كل مصرى مصريا جديدا يمكن له أن يتحدث ويناقش ويحاور ويدلى بآرائه السديدة فى معظم الأحوال استطاع الميدان أن يعيد صياغة العديد من المفاهيم، كما استطاع أن يكشف النقاب عن العديد من الأوجه المستعارة الكالحة الساقطة الدميمة، استطاع الميدان أن يشكل فينا وعيا قادرا على التجريب الحقيقى كما استطاع أن يقف فى وجه رأس الأفعى قائلا: اطلع بقى دا لو كان عفريت كان زمانه طلع استطاع الميدان واستطعنا ومعظم ممتهنى السياسة لم يستطيعوا إلى الآن
بواسطة:

الأحد، يونيو 26، 2011

الاديب أحمد طوسون يكتب :- مهزلة جوائز الدولة والتخلف العقلي ودور اتحاد الكتاب





ما حدث بالأمس بجلسة المجلس الأعلى للثقافة للتصويت على جوائز الدولة يستحق أن نتوقف أمامه كثيرا.. كاتب كبير يشعر بالعار للمشاركة في اختيار الفائزين بجوائز الدولة ويصفهم بالمتخلفين عقليا!
أي صورة أسوأ نستطيع أن نقدمها عن ثقافة مصر وعن مثقفيها؟
وأي عار يجب أن نشعر به نحن في قرانا ومدننا البعيدة عن عيون المؤسسة وهؤلاء هم من يمثلون ثقافة مصر الرسمية ونجحوا في إفسادها بامتياز.. بعد أن أصبحت الجوائز تعطى للأصدقاء والمعارف وأصحاب الدم الخفيف، يريد هؤلاء التبرأ من خطاياهم التي اقترفوها عبر عقود بخطايا أكبر ونعت مبدعين كبار اتفقت ذائقتنا الأدبية على أعمالهم أم اختلفت بالمتخلفين عقليا!
وهو نعت لا يطال الفائزين وحدهم بقدر ما يطال كل مثقف وبقدر ما يطال الثقافة المصرية التي تشكل جوهر الثقافة العربية والإسلامية.
كنت وما زلت أرى أن جوائز الدولة هبات تعطى بسخاء لذوي الحظوة من المقربين وأهل الخطوة من أصحاب النفوذ والعلاقات، سواء قبل الثورة أو مابعدها!
فالثورة التي وطأت بأقدامها عتبات كل شارع وميدان في بلدنا لم تعرف طريقها إلى عتبات مؤسسة الثقافة.
كنت وما زلت أرى أن جامعاتنا ومؤسساتنا الثقافية لا تصلح كجهات ترشيح بعد أن دب فيها الفساد واعتل جسدها، ولم يعد لها وزن بين مؤسسات التعليم في العالم، وأن الأجدى أن يسمح للكتاب والمثقفين بترشيح أنفسهم لجوائز الدولة بما فيها جائزة النيل.. حتى لا يستبعد من الترشيح صاحب رأي حر أو من لا تربطه بأصحاب النفوذ صلة أو قرابة ولا تجمعه بهم سهرة أو جلسة شرب أو كان ثقيل الظل على قلوبهم !
كنت وما زلت أرى أن حال الثقافة المصرية لن ينصلح إلا إذا تراجع إلى الصفوف الخلفية من حكموا مؤسسة الثقافة لعقود وزهد جيل الستينات في صدارة المشهد وترأس كل اللجان والوقوف على عتبات كل باب لمنع اقتراب غيرهم من الأجيال فقد نضب معين إبداعهم وفسدت ذائقتهم وتلونت ضمائرهم ولم يقوموا بما يتوجب عليهم نحو ثقافة هذا الوطن ومستقبله بل ظلوا متشبثين بكراسي النفوذ كأعتى الطغاة يوزعون غنائم الثقافة على أهل الحظوة دون حياء أو خجل وألا يزيد عمر أعضاء المجلس عن الستين عاما.
كنت وما زلت أرى أن لجان المجلس يجب أن يطغى على تشكيلها الكتاب والمثقفون والفنانون وأن يتراجع تمثيل الأكاديميين والموظفين، وأن تعد اللجان بمثابة مجلس يمثل كل مثقفي مصر من حلايب وشلاتين وحتي رفح شرقا والسلوم غربا، وألا يستأثر بها المقيمون بالعاصمة القاهرة.. وأن يستقل المجلس الأعلى للثقافة عن تبعيته للوزير وأن يوكل إليه الرقابة على أعمال الوزارة وهيئاتها.
هذه بعض من أفكار لإصلاح مؤسسة الثقافة، لكن الدور الأكبر يقع على عاتق اتحاد كتاب مصر المعني كنقابة للكتاب والمثقفين بحقوق الكتاب والدفاع عن حقوقهم.
نريد من اتحاد كتاب مصر موقفا حازما تجاه الإهانة التي وجهها المجلس الأعلى للثقافة للمثقفين واتهامهم بالتخلف العقلي.. نريد من اتحاد كتاب مصر أن يقدم لنا جوائز محترمة جديرة باسم الاتحاد تتمتع بنزاهة وحيادية ولا تفصل على مقاس البعض أو تعطى كهبة للأصدقاء والمعارف.
نريد أن نشعر أن هذا الوطن ما زال به ضمير حي يدافع عن الحق والعدل ويقف ضد كل متسلط جبار ويرد كل معتد أثيم.
إذا لم يدافع اتحاد كتاب مصر عن الكتاب والأدباء فمن سيدافع عنهم؟!



الأحد، يونيو 19، 2011

رباب كساب : طلعنا ما بنفهمشي



 نقلا عن جريدة البديل

نظرة على الوضع الحالي كفيلة بأن تجعلني أصرخ وأقول ( طلعنا ما بنفهمشي ).

كتبت لصديقتي على صفحتي بالفيس بوك أريد العودة للتحرير أريد الصراخ بأن يسقط النظام ، ارحل .. ارحل يعني امشي ياللي ما بتفهمشي.

أعود مرة أخرى لنداءات التحرير، أعود ليوتوبيا مصر الحديثة من جديد.

هذه المرة بأملٍ أدفعه دفعا ليتجدد، أمل أن أسقط النظام.

كل من يخط حرفا على صفحات الجرائد والمواقع الإليكترونية يعلم تمام العلم أن النظام لم يسقط، وأن الثورة لم تحقق ما خرجت لأجله وهو إسقاط النظام فعليا.

قال البعض أزمتنا أن الثوار لم يحكموا، قال آخرون وأكدوا أن الشعب أسقط رأس الحية وذهب ليستكين ببيته منتظرا تعديل الأجور وانخفاض الأسعار وحياة وردية بعد رجوع ما نهبه وما سرقه رموز طرة الآن.

كانت ولازالت لدي شكوك بعودة ما نُهب فلقد أخذوا الوقت الكافي ليتخلصوا مما لديهم وبأيدينا نحن، نعم بأيدينا، يوم الحادي عشر من فبراير ذلك اليوم الذي أراد فيه ثوار مصر التوجه لقصر العروبة لكي يخرجوا الطاغية فجاء خروجه بالفعل ليس على أيديهم وإنما خوفا ورعبا وبالاتفاق مع قادته، كان علينا في هذا اليوم أن نتولى الأمر.

أجدني أعود لأن الثورة ثورة جماعية بلا زعيم ولا قائد، وهنا تكمن مشكلة أخرى من كنا سنسلمه مقاليدنا لو جلسنا نحن على عرش مصر.

- لما أحب أكلم شعب مصر أكلم مين ؟؟

أليست هذه أشهر جمل فيلم وا إسلاماه؟

الآن وبعد أربعة أشهر على ثورتنا المجيدة لا نتفق على قرار واحد كيف كنا سنتفق على من يتحدث باسم مصر في يوم الحادي عشر من فبراير؟ ليس هذا معناه موافقة مني على تولي المجلس العسكري مقاليد الأمور حاشا لله وأقولها حاشا لله لأني أرفض الأمر رفضا باتا ، كنت سأرتضي بأي مواطن مصري يخرج فاتحا صدره ويعتقد أنه قطز ويقول : تقدر تتكلم معايا أنا.

مات أيبك وأقطاي وقتلت شجرة الدر وبقيت مصر، بقيت مصر لأنها أحق بالبقاء ولكي تبقى علينا أن نوجه فكرنا لكيفية تهيئة وضع البقاء.

ولأنني فلاحة بالبكالوريوس كما كان يحلو لأبي أن يدعوني، ولأني تعلمت أن تقليب الأرض قبل الزراعة فعل أساس لكي تزرع ولأن الجذور حين تكون فاسدة يجب علينا أن نقتلعها كان على ثوار التحرير أن يفعلوا المثل ، الثورة هي أن تقلب كل شيء رأسا على عقب، أن تقلب الأرض فيخرج المحبوس منها للنور، أن تجعلها تتنفس، كانت مصر بحاجة لنسيم الحرية لكن أرضها لم تتنفسه بعد، لازال النظام قابعا، لازالت الأقلام تكتب بنفس النهج ونفس الأسلوب، لازال الإعلام على فظاعته، لازلنا نحن كما كنا.

ماذا استفدنا بعد الثورة؟

قنوات جديدة.

أحزاب جديدة.

الحوار الوطني ، الوفاق الوطني، وكان لدينا ما يسمى الحزب الوطني!



قنوات جديدة فتحت مجالا للرغي أكثر وأكثر عبر برامج التوك شو وغيرها، الجميع يتحدث الجميع ينتقد ويظن أن هذا نتاج الثورة حرية الكلام، ألم يكن النظام السابق يستغل ذلك عبر صحافة وقنوات مختلفة ليدعي أمام العالم بأننا نمارس الديموقراطية ؟ ألم يكن يترككم تقولون ـ حقا لن أنكر أنه أحيانا كان يشد من يشد حتى لا يتجرأ كثيرا ـ لكنه كان يترك مساحة واسعة لم تكن متاحة في كثير من الدول العربية المجاورة.



أحزاب تتصارع على كعكة مصر وصراعات خفية لا نعلم إلى أين ستقودنا؟ الدستور أولا أم الانتخابات أولا جعلتونا نكره الدستور والانتخابات ولتقرأوا مقال محمد أبو الغيط بالأمس ( الفقراء أولا يا ولاد الكلب ) لتعرفوا ما نحن فيه حقا.



ظهور خفافيش خرجت من مخابئها تكفر من تكفر وتتحدث بجهل كبير في الدين والسياسة متخذة من منابر وجدت لها من قبل كلعبة يلعب بها النظام السابق لإلهاء الشعب المقهور فلا يبحث عن جديد ولا يطالب بحق وإنما يجلس أمام هؤلاء يبشرونه بالجنة والصبر على المكاره فقط يؤدون شعائر الدين دون عمق الدين دون روح الدين ومعاملاته ، الدين الحق الذي يحثنا على العمل والعلم والثورة الحقة .

بل دعوا هم لعدم الثورة على الحاكم كيف وقد قال أبي بكر الأعظم مني ومنهم إسلاما ( إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني ).

أليس هذا صاحب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ؟

أليس أمرنا شورى بيننا؟

ألم يحولوا هؤلاء المهندسين والمدرسين وغيرهم لبائعي شرائط دينية وبسبوسة وعطور بحجة أموال الحكومة حرام بدلا من أن يحولوهم لمنتجين من أي نوع ولو حتى زراع بالأجر ، أو دعوتهم للمقاومة والجهاد أليس مقاومة الظلم جهاد ؟!لم يقوموا الحاكم والآن يخرجون لتكفير الجميع وتخوين الجميع ولتصبح الديموقراطية على أيديهم هي فعل قوم لوط.

هذا ما خرجنا به بعد الثورة.



خرجنا بأكثر من مائة ائتلاف؛ يكفي أن الحوار الذي دعا له الجيش بمسرح الجلاء قيل أن به مائة وخمسون ائتلافا في حين كان هناك أكثر من عشرين إئتلاف قاطعوا الحوار الذي لم تتم دعوتهم عليه بلا برنامج مسبق أو وقتا كافيا.



إعلام يترأسه وزير عسكري يصادر على حق الشعب في خلع رئيسه ويقول أنه رئيس سابق كيف وقد شاهد العالم كله مصر وشعبها يخلعون هذا الفاسد؟

يوم السادس من فبراير بعض ثوار الميدان البسطاء جلسوا إلى قرب خيمتهم يغنون : دلعه يا دلعه مبارك شعبه خلعه. كان هذا قبل رحيله.

فكيف بعد شهور من خلعه يخرج من يقول عليه رئيس سابق لا مخلوع ؟!!سابق لمن ؟



آثار على رأسها وزير أيام الثورة قال لم يُسرق شيء من المتحف المصري وبعد توليه تعود بعض القطع كل يوم وما خفي كان أعظم، يثور عليه كل الآثاريون ويصر رئيس الوزاراء والمجلس العسكري على بقائه ولا أعرف السبب ؛ مَن خلفه ؟



داخلية حدث ولا حرج ، لن أتكلم عن مآسي الداخلية في الشوارع والأقسام لن أتكلم عن مأمور الأزبكية ولا غيره ولا من مات بل سأروي لكم شيئا آخر لتعلموا أن الداخلية ترفض العمل على كافة صوره وأشكاله .

في مدينتي مركز شرطة يتوجه إليه مفتش زراعي بصحبة مهندسين الري مصطحبين مواتيرهم ومبيداتهم لإزالة مشاتل الأرز المخالفة للدورة الزراعية، لابد من اصطحاب قوة شرطة خوفا من هجوم الزراع عليهم فهم في النهاية وبوجهة نظر الفلاحين (جايين يخربوا بيتهم ) في البداية رفض الضباط الخروج وأرسلوا بعض الأمناء الذين أخذوا جانبا ولم يتحركوا، مرة أخرى ذهب الفريق ذاته لنقطة شرطة قرية تابعة لمركزنا وكان لديها علم من المأمور الذي طلب منهم انتظار الوفد القادم فإذا بالضابط يحبس نفسه داخل حجرته ويدعي عدم وجوده ويجلس المهندسون منتظرون فيلمحون أن بالحجرة أحد ويفشي أحد العساكر أن الرجل بالداخل يتهرب منهم.

ليس الفلاحين هنا سائقي ميكروباص يهوون الاعتداء على خلق الله وليس الأمر بغريب عليهم فهو يتم كل عام وهم أيضا يتملصون من الأمر وبعد مضي المهندسين يغسلون المبيد من على شتلات الأرز ويزرعون ويدفعون مخالفة الري بعد ذلك ، فالأرز محصول مربح بالنسبة لهم كما أنهم يضمنون غذاءهم بقية العام لا يفكرون بما يهدره الأرز من ماء ولا أزمتنا مع الماء .

فكل له تصرفه وتحايله على القانون ليس الغرض أن أحكي لكم حكايا بل أقولها لكي تعرفون أنهم لا يؤدون أبسط مهامهم فما بالك بأمن المواطنين .

بعد جمعة الغضب الأولى وهروب الداخلية قلت أن هذا الجهاز كان يجب أن يحال للاستيداع بكامله فلقد خان وطنه ومواطنيه.

وحين يحدثنا أحد اللواءات عبر برنامج في الميدان أمس عن أمر حبس واحد من المواطنين يتوسل والده لأجله يقول الرجل أن الشاب لديه سجل إجرامي ، عندك يا سيادة اللواء هل أثق بك وبوزارتك التي كانت تلفق ما تلفق وقتما تشاء؟! أليس بمقدورك أن تستخرج سجلا إجراميا لأي مخلوق ؟ ولا تقل لي نحن بعد الثورة إنا لازلنا قبل الثورة.

من قتلنا عمدا، من وجه لصدورنا الرصاص ، من أعيانا بقنابل مسيلة للدموع حارقة لازلت أشمها للآن لا يتورع عن فعل شيء ليبرئ نفسه وما هو ببريء.



بعد الثورة أخذ سرور كفالة مائتي ألف جنيه وأخذ العمال والفلاحون الذي يطالبون بعدالة حقيقية عشرة آلاف جنيه كفالة تكرم النائب العام ورفعها بعد انتقاد الناس.

هؤلاء الذين يصرخون بآلامهم التي طالما كتموها تطلبون منهم الكف عن الصراخ، كيف أكف وقد طال بي أمد الألم ؟

كيف أكف وأنا أجد الجوعى إزدادوا جوعا ؟

كيف أكف يا سادة وأنا أرى كل يوم زملائي يحسبون المليم إلى جوار القرش ليتمكنوا من العيش في ظل الغلاء المستفحل ولا سبيل ؟

كيف أكف وأنا أدخل كل يوم مقر عملي فأجد بديلا لصباح الخير والسلام عليكم ( مفيش أخبار عن الحد الأدنى ) ؟

أريد العودة للتحرير إن كان هو مكان الصراخ بحق لأصرخ طلعنا ما بنفهمشي ، سأصرخ بأعلى صوتي ارحل .. ارحل أيها النظام .

فليسقط النظااااااااااااااااااااااااااااااااااام.

رباب كساب


قاصة وروائية
صدر لها ثلاث روايات
قفص اسمه أنا 2007

مسرودة 2009
صدرتا عن دار اكتب للنشر والتوزيع

الفصول الثلاثة 2010 عن دار الكتاب العربي بلبنان

مهندسة زراعية

الجمعة، يونيو 03، 2011

الشاعر حازم حسين يكتب ...منمنمات تاريخية : .... جدليَّة الخَطِّيَّة والدائريّة بين التاريخ والراهن ,, وضبابيّة " الزمكان " في أشدّ حالات تعيينهما






‏‏

كعادة فرقة الفيوم القوميّة المسرحيّة دائماً , وفي عرضها لهذا العام " منمنمات تاريخيّة " تجبرنا على إعادة ترتيب أوراقنا والوقوف معها وبها أمام حالةٍ رائعةٍ من الإدهاش , وتصوّرٍ عملِيٍّ لإعادة صياغة معادلة التلقِّي في إطاريها الجماهيري الفنِّي بشكلٍ يُخلخل كُلّ ما اصطنعته أدبياتُ التلقِّي والنقدِ لفترةٍ طويلةٍ في مسرحنا المصريّ بعامة وفي مسرح الثقافة الجماهيرية بخاصة , ويتمثَّل أليات الفن " السارتري " الملتزم إنسانيّا ومجتمعياً في غير إراقةٍ لدماء الجماليّات وانفتاحات قوس الدلالة على أقصى حالاته الرمزية والمجازيّة , وهذه النقطة تحديداً هي مفتاح قراءة هذا العرض بنائيّاً ومضمونيّاً في إطار عنوان هذه القراءة الذي رأيتُه ــ وطبقاً لتصوري الشخصي على الأقل ــ اختزالاً " سيميائيَّاً " جامعاً لساعة كاملة من العبور " الزمكاني " الرمزي والواقعي في إطار بنائيّة دائريّة تدعم فلسفة إعادة إنتاج التاريخ لنفسه وتدحضها في ذات الوقت , وقد حالف التوفيق هذا التصوّر بدايةً من اختيار النصّ , خاصة وأنّ " سعد الله ونّوس" ــ في جُلّ نصوصه , إن لم تكن كُلّها ــ كاتبٌ تشخيصيٌّ إلى حَدّ الانغماس في طين الواقعِ لَحْماً ودَماً , وكاتبٌ تجريديٌ إلى حَدّ اختزال منطق الزمان والمكان والبشر في إنتاجٍ إنسانيٍّ دائم وعابر للبيئة والثقافة والعصر , كما أنّه كاتبٌ متجاوزٌ تتراوح نصوصُه بين آليّة الإنتاج الفوقي لرسالةٍ واضحةٍ مُحَدَّدةٍ , وبين تكوين هذه الرسالة خطوةً بخطوةٍ بين المُرسِلِ والمُسْتَقْبِلِ مُقْحِماً المُشَاهِدَ في سياق لُعبَتِهِ المسرحيَّةِ بعيداً عن " ميكانيكيّة " المنهجِ التي رُبَّما تتعَدَّدُ رؤانا لها وتختلفُ آلياتُ استساغتنا لحضورِها , وقد تعامل " محمود عبد المعطي " في صياغَتِه الدراميّة لنصّ العرضِ بوعيٍ خلاَّقٍ على المستوى اللغوي

الأربعاء، يونيو 01، 2011

الشاعر محمد حسني يكتب :- منمنمات تاريخية فاصل ونعود







على مسرح قصر ثقافة الفيوم قدمت فرقة الفيوم القومية عرض مسرحى منمنات تاريخية تأليف سعد الله ونوس واعداد واشعار محمود عبد المعطى ومن اخراج احمد البنهاوى العرض يقف بنهايته على بداية اللحظة الراهنة والالتفاف حول الكرسى لحكم مصر او تونس او اى كرسى كان فى اى وقت وفى اى زمن ويضع كل الصراعات الدائرة فى نقطة الضوء كى ينتبه لها كل من يشاهد ويتأمل بشكل كبير