الأربعاء، يوليو 27، 2016

عبد الرحمن تمّام يكتب : القصيدة إشبينة الحرب




القصيدة إشبينة الحرب
(النص الكامل)
______________
كان من الممكن أن نجلس قرب البحر
ونطلبها كعادتنا
_مانو
وفيما ينصب الملل سقّالاته العريضة
تحت مداميك الروح
نتساءل:
ما سر غرامنا باللعبة؟!
..
أن نمنح ثقتنا للشجرة لا الحقل
ويتجشأ الفأس آخر الأمر 
في أيدينا
أن ننتظر مسيحاً يكرز بالخبز والفرح الآتي
لتصحو جلجثة بين أوراقنا المنسية
حتى طيور القطا
لما تحط على خصور الأرامل
نطمئن 
طالما ظلت بنادق خفراء القرية ساهرةً تتفرس
...
نحن قساة جداً يا عزيزتي
وقبيحون جداً
لأننا نعرف ألا مناص حين يتأبطنا ليل الشتاءات
وها هو خشب استعاراتنا مبلول بالأسئلة 
فأيُّ جدوى 
إن لم نؤانس نارا؟!
لنجرّب المشي في الطرقات
التي دسناها 
بتؤدة
ولو لمرة واحدة
دون أن تخبئي شجرة في حقيبتكِ 
بجوار فرشة الروجاجو
دون أن أراقب عرائس البحر
أمام صيدلية "خليل"
يكتشفن الفرق بين الفوط المسطحة والتامبون
كل هذا الزحام
يا شقيقة الزُرقة
لن تطفئه مياهنا الجوفية وخراطيم الهرمنيوطيقا
هوّني عليكِ
فالمسألة بسيطة للغاية
سوف نشرح هوانا بعد القراءة الأخيرة 
على الكافتيريا إياها
ونبين لهم ما اختلفوا فيه
ثم نقول للشاب الظريف وعاقري الميلودراما وأصحاب (بانت سعاد...):
كان لابد أن نسعى سبعة أشواط كاملة 
ما بين الصدر والعجز
كي نحلّ الرغبة من عِقالها خلف المقام
..
*الشفتان/ بوابة الاتحادية أو سقيفة بني ساعدة .
*الرِّيق/ سكر التموين وعرق البلح.
*الروج، طلاء الأظافر،الأيشادو/ ثورات ملونة.
*سلسلة الظهر/ جدار لم يتخذ "الخضر" و"بوب مارلي" عليه أجرا.
*بين النهدين/ نهج البلاغة وويل للمطففين ولسان العرب.
*البطن/ "لا أفكر أن أدهنها بالأزرق"*.
*السُرّة/ ربما الكرسي المرقسي أو قهوة صالح أو الكعكة الحجرية.
*الزغب/ المحليات وطوق الحمامة ودار الإفتاء والشركات القابضة وشئ في صدري.
* الأماكن الداكنة/ مجمع المحاكم والغرف التجارية والمستشفى الجامعي
و 16 أ عمارات العرائس ش أمين سامي _ القصر العيني.
*الدلتا/ ...................
............ 
سنتركها هكذا لأحوال الطقس 
فربما زاد الطين بلّة
وحقن زوّار الفجر أرواحنا بسرنجة العكارة
........
...............
_ للجسد جرح وتعديل 
هل يعرف الله خصائص قصيدة النثر؟!
• الميتافيزيقا مبولة عامة 
وللجسد أيضاً كولخوزات 
...........
....
قلتها لكِ مراراً :
العالم ليس جميلاً بما يكفي
لنصطاد من خلف النافذة غيمةً
نسوّيها 
كلما حاضت العزلة
لتنط أسماك حوضك المتوسط 
إن طرحت شِباك الفالس
والعتمة
مهما حاولنا 
لن نجرشها معاً بالأغنيات
..
...
القصيدة إشبينة الحرب
فحتى متى نصنع الأعراس؟!

ليست هناك تعليقات: