الأربعاء، أكتوبر 20، 2010

خلال حفل توقيع كتاب "حوار الطظ" سعيد شعيب: "الإخوان" عاوزين يخطفوا البلد


 كتب وجدى الكومى ـ تصوير عصام الشامى

قال الكاتب الصحفى سعيد شعيب مدير مركز "صحفيون متحدون" إن قيامه بنشر حواره مع مرشد الإخوان السابق مهدى عاكف، غيَّر كثيراً من المفاهيم فى رأسه، مشيرا إلى أنه اكتشف أن الكثير ممن كان يتحمس لأفكارهم، هم من الكاذبين والمنافقين، مؤكداً على أنه تعرض للكثير من الأذى طاله شخصياً عقب نشره للحوار مع مرشد الإخوان السابق.

وقال شعيب: إنه كسب الكثير من العداوات عقب نشر هذا الحوار، كما اكتسب الكثير من الأصدقاء، خصوصا عبد الله كمال رئيس تحرير صحيفة روزاليوسف، وأضاف شعيب: فى هذه الأزمة تعامل عبد الله كمال مع الحوار باحترام شديد جدا، فلم يحذف لى حرفا من الحوار.

جاء ذلك خلال حفل توقيع كتاب "حوار الطظ" لسعيد شعيب الصادر حديثا عن دار صفصافة، أمس الثلاثاء بمكتبة ألف بالزمالك، وحضره العديد من الكتاب والصحفيين على رأسهم الكاتب الصحفى عبد الله كمال رئيس تحرير جريدة روز اليوسف.

وأكد شعيب أن القيمة الأساسية التى اكتسبها بعد إجرائه لحواره الصحفى مع مرشد الإخوان السابق، أنه آمن بأهمية أن يرجع الصحفى إلى عقله فى كل شىء، ولا يكون تابعا لأى فكر أو شعارات.

ونفى شعيب أن يكون توقيت نشر الكتاب متزامنا مع توقيت الانتخابات، وقال إن الكتاب يحمل رسالة كان من المهم أن تصل إلى قرائه، مؤكداً على أنه بذل جهدا كبيرا فى تجميع مادة الكتاب، وأشار شعيب إلى رفضه الشديد لرغبة الإخوان فى تأسيس دولة دينية، مؤكدا على أهمية أن يتواجدوا فى شكل حزب سياسى، كى يعرف الجميع اتجاهاتهم وميولهم، ومصادر تمويلهم أيضا.

وقال شعيب: دول عاوزين يخطفوا البلد، وللأسف هناك تيارات سياسية كثيرة جعلت أحد رؤساء تحرير إحدى الصحف، يخصص صفحة كاملة "كيف يعمل سعيد حواراً بهذا الشكل" وشتمنى فى هذه الصفحة، بدلا من أن يكتب "كيف يقول مرشد الإخوان "طظ"، وتعجبت منه جدا، كيف يتحمس لعقد تحالف ضد البلد، رغم كونه ناصرياً، فالمسألة هنا ليست النظام الديموقراطى، وإنما أن يتحالف لتدمير الدولة المصرية.

وأكد شعيب على أن الحوار الذى أجراه مع مرشد الإخوان السابق كشف الكثير من حقيقة التيارات السياسية التى لا تمانع إجراء أى تحالف ضد البلد، وضد الدولة المصرية، مضيفا: وهى فى رأيى براجماتية رخيصة.

وأوضح شعيب أن الإخوان المسلمين لا يرغبون فى أن يكونوا حزبا سياسيا، وبالتالى لا يرغبون فى أن يكونوا علنيين، ولا يرغبون فى التخلى عن الشعارات الدينية، كما لا يرغبون فى الكشف عن مصادر تمويلهم ودخلهم.

وتوجه شعيب بالشكر إلى الكاتب الصحفى حمدى رزق الذى تحمس لنشر الحوار كاملا، وقام بالاتصال بعبد الله كمال رئيس تحرير روز اليوسف من أجل إتمام نشره هناك بعد أن تم نشره ناقصا فى صحيفة الكرامة عام 2005.

وقال الكاتب الصحفى عبد الله كمال أن شعيب قرأ عقيدة الإخوان المسلمين، وتأخر كثيرا فى نشر وتوثيق هذا الكتاب، لأن ردود الأفعال التى حدثت بعد نشر الحوار كانت كبيرة، وأكد كمال على أن كتاب شعيب لا يسجل فقط أشهر "شتيمة" فى حق مصر من مواطن مصرى، وإنما يؤكد على بعد أساسى فى جوهر وعقيدة وتفكير هذه الجماعة، وربما يكون هو أحد أهم جوانب التفكير لهذه الجماعة، وتابع كمال: كتاب شعيب يشرح بطريقة غير مباشرة عمق وجذور أزمة أفغانستان، التى نعيشها حتى الآن منذ نهاية السبعينيات.

وأوضح كمال أن هذا الكتاب "حوار الطظ" قد وضع يده على الأسباب الحقيقية لنشوء ظاهرة الأفغان العرب، وهى الظاهرة التى أدت إلى نشأة تنظيم القاعدة، وتابع كمال: الإخوان المسلمون يؤمنون بإمكانية اللجوء للعنف وأصل وفائدة العنف فى تاريخ عقيدتهم وأيدولوجيتهم، ورغم أنهم ينكرون ذلك، لكنه يظهر جدا فى دلالات العنف غير الدموى التى توحيها كلمة "طظ"، كما أنهم يؤمنون ويقبلون بفكرة أن تدار هذه الدولة باعتبارها ولاية فى منظومة خلافة إسلامية.

وتابع كمال: أنا أعتقد أن الكثيرين من الناس لم ينتبهوا إلى ما قاله المرشد الحالى بعد المرشد السابق فى مسألة النجاسة، وأن المجتمع نجس، وأن الحكومة نجسة، وأنه علينا أن نطهرها بأيدى الإخوان المتوضئين.

وقال كمال: لولا حوار شعيب مع المرشد السابق لم يكن الناس سينتبهون إلى هذه الحقائق الخفية، والسكوت على مثل هذه الخطايا الفكرية والثقافية هو للأسف خصل من الخصال فى البلد.

وأكد كمال على أن حوار شعيب هو عمل مهنى مهم، يتعرض لنوع من أنواع الهجر، فالناس تتهافت على كتابة المقالات، وأغفلوا أهمية الحوار الصحفى، والكثير من الصحفيين أجروا عشرات الحوارات الصحفية، ومنها كتاب الأستاذ مفيد فوزى، مشيرا إلى أن أهمية كتاب "حوار الطظ" أنه رسخ فن الحوار الصحفى، مضيفا: الأستاذ سعيد جلس أمام المرشد، وبينهما جهاز كاسيت، وتسلح بالسؤال، وحصل على الإجابة التى خلقت الخبر، فالمسألة لها أبعاد مختلفة، سواء على المستويات السياسية أو المهنية أو الإنسانى.

ليست هناك تعليقات: