الجمعة، يناير 09، 2015

لماذا تكتبُ قصيدة ؟.. للشاعر صلاح فايق




لماذا تكتبُ قصيدة ؟
سياتي المطر هذه الليلة , هذا يفرحني :
اتخلصُ من اسدٍ يقعي عند عتبة بيتي
 
كان جاري في سيركٍ متجولٍ , افلسَ فجأة
 
تبعني حتى وصلنا الى هنا , عاملتهُ كلاجىء كل الوقت :
عجوزٌ , انيابهُ ضعيفة
*
ترتبُ دمى في غرفتك
تنصتُ الى صوتِ نايّ بعيد
ولا تنتبهُ الى جدارٍ ينحني لك , بينما تمرُّ ,
ولسبب ٍتجهلهُ .
 
يستبد بك الطربُ حين تنهارُ اسواقٌ ومصارف
وبهربُ قادةٌ وسياسيون الى بيونهم
في اوروبا واميركا .
انت العازف القديم للأصدقاء
ولصوص منطقتك , كل شيء في الخارج كما كان
سيبقى كما هو
لذا عبثاً توصدُ بالستائر
 
شبابيكَ وابواب البيت
*
لماذا تكتبُ قصيدة ؟
انا اعرفُ , ساخبركَ ـ كي تحتالَ على الامواجِ
 
بالكلمات , تقول لها بأنها معجزة
 
مملوءةٌ بالأصوات والانغام
بلا نوايا مؤذية , وهناك في داخلك
رجلٌ يقهقهُ , هو انتَ , ويخجلُ ان يقولَ
بأنك تبالغُ , بل حتى تكذبُ
 
حين تنحني وتقبلها
في الستين من عمرك
تعلمتَ جيداً إدارة الكلماتِ , هنا وهناك
*
حين ينامُ , ينظرُ الى كل شيء حولهُ ـ
الكتبُ , ومنها العشرات لم تُقرأ بعد , المنضدة
البلبل النحاسي , الذي يغردُ مرةً عند الفجر
ملابسكَ وسريرك وهو يئنّ
 

عندما تتقلّبُ عليه :
هذا كلهُ لآنكَ تجهلُ إن كنتَ ستستيقظ
صباح الغد , وتأسفُ لأنكَ تملكُ اكوامَ مشاعر

وكلمات , لم تستخدمها بعد

الخميس، يناير 08، 2015

أشواق السندباد... الشاعر أشرف قاسم



أشواق السندباد

الآنَ أجْلسُ يا أبى
كالطفلِ أبحثُ
عنْ عيونكَ فى الظلامْ
البحرُ ساج ٍ
والسماءُ حزينة ٌ
والحزنُ فى قلبى ينامُ ولا ينامْ
وأنا هنا ما زلْتُ أبحثُ عنكَ
فى هذا الزحامْ !
***
أشتاقُ كفَّكَ يا أبى !
حتّى تؤكدَ لى بأنّى لمْ أزلْ أحيا
بعصر ٍ طيِّبِ
أشتاقُ عينيك َ اللتين
هما الأمانْ
لقلبى المُتَغَرِّبِ !
شمسٌ أنا
أشرقتُ يوما من جبينكَ
فاحْمنى من عنكبوتِ المغربِ !
***
الآنَ..
أجلسُ كالعصافير الحزينةِ
تحتَ أمطارِ الهمومْ
عيناكَ أجْملُ ما حَلُمْتُ به
مِن الزمنِ الظلومْ
قمرٌ أنا وعليهِ يا أبتى تآمَرت النجومْ !
***
الآنَ
أدْركُ يا أبى
أنّى قضيتُ العمرَ أركضُ
خلفَ أشباح ِ السرابْ
ما الحُلم كان سوى بريق ٍ واهم ٍ
يُفضى إلى طُرُق ِ العذابْ
ما زالَ صوتُكَ يا أبى
وطنَ الأمان ِ
وأنتَ تتلو فى صلاتِكَ بعضَ آياتِ الكتابْ
***
أبتى على بعْدِ المسافة بيننا
أسْتسمحُ القلب الكبيرْ
بيْنى وبينكَ يا أبى عَهدٌ
بألا ينْطفى فى داخلى نُورُ الضميرْ
ألا أسيرَ مُخدَّرا ً فى ذلك الزمن ِ الضَّريرْ
أبتى
دعاؤكَ آخرُ الأحلام فى العمرِ القصيرْ
واللهُ يهْدى مَن يشاءُ
وفى يدِ الله المصيرْ !


شعر : أشرف قاسم

خلسة تأتي القصيدة... خلف كمال



خلسة تأتي
القصيدة
تخترق الزحام
تبسط جناحيها
على قلبي المشتاق
ترسو
رويدا
رويدا
وفي يدها
باقة من دفء المشاعر
بحر من حنان
تلثم جبهتي
وتحكي لي
عن الذكريات
أشرعة لمراكب الفؤاد
دمعة للنخل
فتحتويني
أشهق وأنام
تترك المداد
بين أصابع النهار
وترحل بهدوء
الكرام.

«الأعلى للثقافة» يعلن عن مسابقة لشباب الشعراء في الفصحى والعامية

 

صدي البلد 

طارق موسى
الثلاثاء 06.01.2015 - 01:37 ص
أعلنت لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة عن مسابقتها الشعرية للشباب في شعر الفصحى وشعر العامية, على أن يمنح الفائز بالجائزة الأولى مبلغا وقدره (3000) جنيه والفائز بالجائزة الثانية مبلغا وقدره (2000) جنيه والفائز بالجائزة الثالثة مبلغا وقدره (1000) جنيه.

شروط المسابقة:
ألا يزيد سن المتسابق عن 35 عاما، وأن تكون المسابقة لديوان غير منشور، وأن تقدم السيرة الذاتية للمتسابق من 5 نسخ، ألا يكون الديوان المقدم للمسابقة قد فاز بجائزة أخرى.

وتقدم الأعمال خلال الفترة من 1 يناير 2015 حتى 31 يناير 2015، كما انه سيتم الإعلان عن نتيجة المسابقة خلال النصف الثاني من شهر مارس 2015.

مؤمن سمير * " أكتب العالمَ لأكتبني " :



مؤمن سمير
* " أكتب العالمَ لأكتبني " :

علاقتي بالشعر هي أكثر العلاقات في حياتي تشابكاً وتعقيداً .. علاقة تحتمل المحبة والشك المضني وإغماض العين بأمان والتصارع والقتل أيضاً .. هذا الكائن الماكر يطوع جسده المرن حَسَبك أنت .. جاءني في أهابِ شحاذٍ بعينين لامعتين وعلى ظهره مخلاةً وقال لأنك وحيد وتفشل حتى في الحديث مع ذاتك افتح لي عيونك .. ولأني خائب أصيل لم أفتح عيوني فقط بل مسامي كلها ورعشتي وقوتي وضعفي فامتلكني للنهاية .. وهكذا صارت كينونتي أن أعيد صياغة وترتيب كل ما تلتقطه حواسي من كمالٍ مغرور مكتفٍ ، باقتناص النقص والفوضى الوحشية الحميمة التي كانت تتوق للانطلاق والتحليق والتى هي النظام الأول والحقيقي ، ثم أبث حديثاً مليئاً بالضحكِ والسم لنصبح أنا والموت أصدقاء فعلاً ومرة ثالثة أندهش بصدق الرعشة بعد مس قلب الأشياء المخفي المتواري عن ذاته ويقينه .. مراتٍ يريني الشعر أن الانفصال وهم فأصدق وأجمع بين الأجزاء والأطراف والأضداد بسلاسة لا أنتبه لدبيب حوافها إلا وأنا أقرأ مجازي الذي يحتمل عدة معانٍ ويرمي بشباكه في عدة بحور.. أرتعب منه للحظات لكن حالتي وأنا معه ، بالفعل تكون هكذا – صادقٌ يا أخي والوجود الذي يكشف عن سره القديم كل حينٍ ، صادقٌ أيضاً  ! –  والآن وبعد كل هذه السنوات تُطل الحالة من شُبَّاك روحي وهي تحمل شكلها ولغتها وسؤالها وأزمتها ، فأجدني مرةً في نصٍ صافٍ وشاعريته تستبين من خلال طاقته السردية الهادئة التي تعمل تحت السطح .. وفي مرة ثانية تكون اللغة مُحمَّلة وساخنة وتشد المتلقي معها بعنف الهستريا .. في حالةٍ أطل من ثقبٍ  ضيق فأجد الكلمات تتقاطر وفي أخرى تتسع الحدقة فأغرق في لهاثٍ واتساعٍ وبحرٍ باطنهُ غامضٌ ونَهِم .. الخلاصة أني قديماً كنت أنتمي لمدخلٍ وحيدٍ ، وحتى لو تغير كل فترة فهو آمن وحاني أما الآن فلا أنتمي لأي قيمة نهائية وأخاف من كل حاني .. أجرب وأشك وأسألني وأرتبك ، أين أجد هذا الشعر ومن أين يخرج وكيف ولماذا ، طول الوقت .. أذوق ملحه وأرتعد إذا وصَلَت نظرتي لنشوته الضالة وهي تبتعد .. في الشمس اللاهبة أو في القبو ، هو معي أو بالأحرى أنا الذي ألهث وراءه كظلٍ لا يعتذر عن الخيانة أبداً .. في الأعمال السابقة كنت تحت وطأة الوجود وثقله الممض ، اليوم أنا ألعب مع الأزمات بلا يقين الوثني الذي يتعبد في الهواء الطلق ، العاري من أي عظام ولا جلد .. قديماً كنت خائفاً والآن أنا أكثر خوفاً ولكني أكثر اتساعاً وأكثر حسية مع البشر والأشياء والذكريات والكوابيس .. أكتبني أم أكتب العالم ؟ بل أكتب العالم لأكتبني ..
وبالنسبة للشعراء فأنا أتابع كل النماذج المصرية من كل الأجيال وكذا تجارب البلاد العربية وألمس خصوصية كل تجربة ونجاحاتها وإخفاقاتها وأحببت كثيراً ريتسوس ورامبو وبودلير وفيليب لاركن وجاك بريفير وجويس منصور وأورهان والي وإميلي ديكنسون وفروخ فرخ زاده وكفافيس وتشارلز سيميك ونيكانوربارا وهنري ميشو وأونجاريتي ، لكني كل فترة أعودُ و أقضي أوقاتاً أكبر وأكثر قسوة مع فرناندوا بيسوا ..  أعتبر نفسي من أبناء جيل التسعينات الذي يتبقى له أنه استطاع أن يتخلص من قداسات كثيرة حتى وإن وقع في نفس الفخ وقدس بعض أفراده وصفته الجاهزة لقصيدة التفاصيل أو ردد أمام مرآته أكليشيهاته وشعاراته التي تمزقت حوافها : نفي الأيديولجيا وكتابة الجسد الخ .. مَنْ أفلت من فخ النمط نجا وأكمل السكة ومَنْ شرب من نفس البحر كان له نفس المذاق .. مَنْ اتسعَ وارتحلَ كان ومن لم يخن لم يكن .. قديماً انقطَعَت عني الكتابة فترة وعندما عادت إليَّ كتبتُ ثلاثة نصوص الأول قصة والثاني قصيدة بسيطة بلا مجازات ظاهرة والثالث قصيدة لغتها فخمة ومليئة بالفخاخ وقتها انتبهت لوضعٍ كنت أظنه بديهياً إلا أنني لم أعاينه من قبل : وضعت الثلاثة بجوار بعضهم وأخذت أقارن وأشم وأحس .. كانت الفروقات بين المكتوب تشي بالاختلاف في التوجه والانتماء .. بعدها هززت رأسي وفتحت بصيرتي وتذكرت كذلك المقالات والمسرحيات .. كلهم منظورات مختلفة وزوايا رؤية وأسئلة تصاغ .. مَنْ يختار الشكل واللغة والصياغة ؟ النص نفسه وإن كان عبري أنا ..
مرةً سألت فتحي عبد الله عن عدم كتابتي للرواية وعدم تفكيري في الأمر وعدم المحاولة قال أنت شخص باطني يعني تكوينك يجبرك على التعامل مع الناس بشكل غير مباشر، بالإيحاء والرموز والفن ، بمعنى أنك شاعر طول الوقت ، في كل ما تفعل ولهذا تمرض أمراضاً غامضة ..غيرك استطاع أن يبوح ويتخلى عن لعبة التكثيف ، لأنه حاول وجرب وأراد لكنك لن تحاول أبداً وستهرب قلت له ليكن .. بالنسبة للمستقبل أتمنى أن تُنشر كتبي المخطوطة لأتخلص منها وأصير بلا ذاكرة – هذا إذا لم تعجز أعصابي عن تحمل اللعبة أو تجبرني أظافر الوجود على النظر من بعيد – وساعتها سيكون الفضول مريعاً لأعرف ماذا ستكون أبعاد وقواعد اللعب الجديدة مع هذا الملتاث المسمى بالشعر  ..

* " فأسٌ وحُفراتٍ في اللحم" 
تمنى أمنية تريدها بصدقٍ حقاً يا مؤمن ..
أن ينعس منذ اليوم بعيداً عن حِجْري .. أنا صرتُ أخاف منه يا عم ..
أنت لا تريد .. أنت كاذب يا مؤمن ..
إذن سأركل الهواء وأنام باكياً ..
مشكلة الشعر معي - وقد عرفته وعرفني مبكراً جداً : طفل وحيد أخرس في الصحراء يكتب ويكتب لينطلق لسانه المقيد - أنه أخذني للضفاف القصوى ونسى أن يرجع بي ، إذا أحببت فتاة أراها تطير وألمس ملائكيتها اللزجة وأخاف وأعدو بعيداً .. وإذا خِفْتُ من ظِلِّ أبي وهو يكبر و يكبر كلما اقترب مني يظل هو الوحش طول العمر ولا أجرؤ حتى على لمس جثمانه وسط المشيعين كيلا تبتلعني القهقهات المرعبة .. صَبَغَ الشِعر الفتى الوحيد المسكين بخيال تماهى مع الواقع وصارا يتبادلان المواقع حتى انفرطت الحدود وتفتت الفتى في القلب المرتعش .. تهتُ في المسافة بين المجاز والحكي واللغة وحمولاتها .. لم تنضبط الدقات فصارت حياتي بمعنى حقيقي وتام ، شعرية طول الوقت ، وأصبح الجهاز العصبي شحاذاً بائساً مرتعشاً على الباب كل صباح .. وحتى لو غاب شكل النص عن المشهد يعني لا كتابة ، فأنا للأبد أضبط الجملة تلك أو أقلل حساسية لغة ذاك النص أو أرفع السخونة في مناطق كانت متوارية في تلك الكتابة الخ الخ .. أكتب نصاً متواصلاً أثناء المشي والنوم والعمل والجنس .. لم أعد أثق أن المرأة الغامضة التي تُساكنني وتمضي طول المساء بخفتها الغامضة ونظراتها الوحشية وهالاتها الملعونة ومخالبها هي أمي .. وإذا اخترت بينها وبين التي تصلي طول الوقت لا أتردد في اختيار ( الشعرية ) لأنها أكثر اكتنازاً .. من هنا أمرض باستمرار وتكون نوبات ألمي أكثر حدة ونوبات كرهي لكل هذا الجحيم أعمق وأعمق .
طول الوقت ودائماً كان وضعي وكينونتي الحقة : أن أراقب بكل الاهتمام والتوتر كل خيوط اللعبة الدائرة بين الداخل والخارج : سُمْك كل خيطٍ وقدرته وأحزانه وطول عمره ومدى انطلاق خياله .. وكنت لحد فترة قريبة أظن أنني لا أكتب إلا تحت تأثير تعقد الخارج الذي لا أفهمه وأرتبك إزاءه فأعيد صياغته بعد تجريحه وخدشه بشظايا مراياي المرتعشة .. لكني أفقت على مؤامرةٍ ما .. مؤامرتي الدائمة وقد أخذت شكلها .. نصوصي صارت تكتب نفسها بطريقتها ورائحتها ولونها هي .. ابتسمتُ في البداية كأي عجوزٍ طيب بالضرورة ثم اتسَعَت حدقتاي بعدها مباشرة .. قلتُ اِهدأْ ، مع الخبرة والمران أصبحت النصوص تعرف أجسادها المندسة في الغابة البعيدة فلا أُمسك القلم إلا لأدون ما هو محفورٌ فعلاً وجاهز، على صورة جمل شعرية تحت بعضها وأخرى مكتوبة بطريقة السطر الشعري العرضية .. يعني يَصْنَعُ الخارج العالم في البدء – العالم لا يُخلق إلا حين أراهُ ؟!! - ثم يُصاغ عبر الخبرة : الدربة ومسارات الداخل الغامض ، إلى أن تصل الجريمة إلى هذه الهيئة وفي ذلك الأهاب ( النص ) .. في هذه الصورة البسيطة ، الكلاسيكية بل والشعبية عن العلاقة بين أطراف عملية الكتابة ، أين المشكلة وأين تكمن المؤامرة التي زادت علاقتي بالشعر هستيريَّةً وارتباكاً وكوابيس تسقطني بالشهور تحت وطأة كل تنانين وعفاريت الكون ؟ الفخ والمشكلة هو شكي الدائم في وجودي ذاته وفيما أقبض عليه وما أُحِسُّهُ وبالتالي في أن تكون اللعبة طبيعية هكذا ومنطقية هكذا .. يعني أوقن بعد كل قصيدة أن يكون ( الداخل ) الملتاث ، الذي أنا بالفعل على مسافة مرعبة منه ، أعاينها وأشم رائحة بارودها المحترق ، وكل هذا بسببك أيها الشعر ، أن يكون داخلي هو الصانع والخالق الوحيد بلا أي منازعٍ أو شريك .. أي أن الخارج المسكين ما هو إلا طريدة ساقطة في فخي اللزج والموحش .. الخارج قيمة متخلخلة وضعيفة وغامضة وعلاقتي بها أبعد من أن تكون مسبباً لأي نص وأساساً له .. أنا وقد قبعت سنوات في صحراء حقيقية ثم في أخرى افتراضية على هيئة غرفة ، لا خارج عندي .. لا أختزن ولكني أبتكر : رباً وعبيداً وفلاحين وتماسيح وأسوار وغرباناً .. ساعدتني الكتب وريشة الرسامين .. صنعت أباً وأماً واخترت لهم الكراهية لأنها أكثر درامية ، وغابات وحيوانات وحروباً .. ليسوا هم في الحقيقة وليسوا صوراً معكوسة ولا بالتضاد منهم ، إنهم صوري ومستنسخاتي ، من الشخص القابع في غرفة بعيدة يحقن الهواء بالسم .. وهذا الظن / اليقين الدائم عندي يرعبني ويحزنني ويزيد حياتي تعقيداً .. أنا مجرمٌ كامل ويَفِحُّ بالزَبَدِ مثل أي أفعى .. خلعني الشعر من كينونتي وصاغني وحشاً .. الوحش يكمن في إضفاء الصدق على كل هذه الأوهام والموجودات والصور والكتابة ، صدقي أنا وأمراضي أنا .. وحشٌ حقاً لكن إحساس الذنب بعد عَبِّ الدماء والشهيق هو فخي ومقبرتي ومرايا انتقام الآلهة .. طول الأيام ومن كل النوافذ وفي التنفس ..
نشرتُ 11 ديواناً وأنقذت من حرائقي عدة مخطوطات جاهزة .. لا قداسة ولا رفض عندي للعبة أو تقنية أو طريقة في الكتابة .. كل ما هو لصالح بناء الجملة ثم النص ككل أشفطه شفطاً بكل دمي وكل ما هو ضدها أكشطه بفأسي المسنونة الحادة منذ الأزل – واسألوا ذراعي البعيدة هناك - ومثلما اهتديتُ لقصيدة النثر بعد كتابة في أراضٍ أخرى لم أشوفها تنتمي لي ولا تشبهني ، وأمتص من ساعتها كل إمكانيات اتساع هذه القصيدة في تجاربي وألعابي التي هي هذا الحريق المسمى بالكتابة - أتمنى أن تكون علاقتي بالشعر أقل حروباً وقتلاً وأشلاءً وضحايا وأن يبوح لي بمداخله المتغيرة كل يوم بدون أن يذلني أو يمزق لحمي بالسوط – لا أقول له لا تكن عصياً ومستحيلاً وبعيداً كما هو سره ونقطته التي نزل بها من أعلى الجبل - ولكن فقط كن أكثر إنسانية مع صاحبك المقتول .. فقط حتى أنجو من كل قصيدة وأعود لنفسي بعين ترى وأذن تسمع ومخالب لا تمزق عميقاً ..

زمان لما انت حبيتني.. للشاعرة سلمي فؤاد



 زمان لما انت حبيتني
مخليتش الكلام يحتار
مسيبتش لحظه هتفوتني
مشيتني لآخر المشوار
شفايفك بالحنان تطبع
شهادة حب فوق خدى
وحضنى بين ضلوعك
غيم بيطرح ورد ويندى
عيونك م الحنان تغفى
وعمرك فالهنا يرتاح
وبين كفيك حدودى أدفى
من شمسك ف كل صباح
وترسم من هواك نهرين
يصبوا الشوق ف شراييني
اكونلك فالهوى درويش
وحبك وجهتي وديني
ويملك كل شئ بوحك
سكوتك فيا يحييني
اميره وسكنتي روحك
وقربك نور يخليني
ادوق من قلبك السكران
خمور العشق واترجاك
تكون الضيف ورا البيبان
وشمس حياتي ع الشباك
وادوقك فاكهة م الجنه
واسيبك فيا تستني
للحن العمر يكمل بيك
الون جسمي بيك حنه
وتنده فيا ع المعني
فتوصل دايرتي بإيديك
تخيم فوق حدود الكون
علي خصري
ويوهبلي حنانك نور
ضيا بصري
تسميني علي اسمك
وترسمني الوطن كله
وتسلب روحي من لمسك
وهمسك قلبي بيقوله
متتركنيش علي الطرقات
ادور فيك علي نفسي
بلاش ترميني للدمعات
تظن القسوة بتقسي
بلاش ترتاح لتوديعي
وفكرك تلقي حضن جديد
يفتح وردي ف ربيعي
وبعدى هتبقي حد وحيد

الأربعاء، يناير 07، 2015

هبة الله أحمد تكتب : عمود الخيمة

                       


                         عمود الخيمة


                       كانت جدتى تقول :
عندما يموت رجل كبير أو من يُعتمد عليه فى البيت " عمود الخيمة وقع "
وعندما سألتها مامعنى ذلك ؟ قالت : يعنى اللى البيت كله منصوب على وجوده يا بنتى لو وقع تقع الخيمة ويتهد البيت .
المثقفون عمود الخيمة التى يستند عليها المجتمع ، بأفراحه وأتراحه وكل شرائحه ، العماد الذى تقوم عليه الحضارة ويتشكل به المجتمع ، بإستقامته تستقيم الخيمة ، وان مال تقع لا محالة
"ويل للعالم اذا انحرف المتعلمون و تَبَهْيُظ المثقفون "
عبارة من فيلم البيضة والحجر من الرائع الراحل " أحمد زكى" ، الذى يتناول ظاهرتي الدجل والشعوذة المنتشرتين فى المجتمع المصرى ، على اختلاف شرائحه .

واعتقد ان المقصود بـــالعبارة ، ان قيادة الجاهل لمجموعة هى مصيبة ، ولكنها كارثة وطامة كبرى للمجتمع ، انحراف متعمليه و تَبَهْيُظ مثقفيه .
وأعتقد أننا نعيش أجواء الكارثة بكل فصولها الآن .

بعض الكتاب والمثقفين والأدباء
أجبرتهم الأحداث السياسية والربيع العربى على الحديث فى السياسة " لمواكبة الموجة السائدة " من ركوب الموجة الثورية ، أو تحليلهم للمشهد السياسى ، أو الإنخراط فى العمل السياسى ، كل هذا ليس عيبا إن كان على علم أو توجه واضح ، فأصبح فى مصر ما يقرب على 20 مليون خبير استراتيجى ، و 92 مليون محلل سياسى .
المعيب هنا أننا فوجئنا من ضحالة فكرهم ونظرتهم الاستقرائية الركيكة للأحداث
وانتهازيتهم المفرطة للصعود على السطح كالخبث فوق السطح
هذا يعطى رأيا جهبذيا بضرورة غلق جامعة الأزهر لعدة اعوام حتى نتقى شر مفرزة الإرهاب الأول على حد تعبيره .. وتناسى الدكتور المثقف المحترم عدة أمور منها :
تراجع مكانة جامعة الازهر ، غلق الباب أمام الدارسيين الوافدين من جميع أنحاء العالم لدراسة العلوم الدينية فى جامعة الأزهر ، أنه بذلك يساعد على خلق طالبان جديدة
وآخر تَمطع فأوصى بضرورة الاخذ بالتجربة البرازيلية وقتل جميع اطفال الشوارع وبذلك نقضى على جيل من المشردين ، والمجرمين الخطيرين ، وكذلك نوفر غذائهم والمطالبة بتوفير مأوى لهم
والداعية الشهير الذى عمل داعيا ومقدم برنامج و رئيس حزب سياسى " مش فاضل غير مشاركته فى بالية بحيرة البجع عشان يبقى كفى ووفى " الذى يروج لكتابه الجديد الذى يقول عنه أنه تجربة متفردة وهى مجرد محاولة خلق "هارى بوتر النسخة الإسلاميه " واستخدام كل ما هو متاح للبقاء على الساحة .
أما عن الساحة الصحفية فحدث ولا حرج ، الأمر هناك أشبه بساحة السيرك ، التى تتقافز فيها القرود ، وتلعب البهلونات ، ومن يتظاهر بمصارعة الأسود وترويضها ، ومن يقوم بدور المهرج الذى يجعل من نفسه سخرية فى سبيل استجداء رضاء المتفرجين .
المخزى
أن النخبة المفروض عليها حاملة لواء التنوير والاعتدال والقدرة على التحليل واستقراء الأحداث ، سقطت ورقة التوت التى توارى سوءتها فأصبحت مفضوحة للعلن ، ولم تعد الأقنعة المنمقة تستطيع أن تحجب التشوه فى ممارساتها .
علمنى أبى ذات حياة ، أن الكاتب والأديب هو نبى من غير كتاب مرسل ، وإنما له قدسية الأنبياء ، ورسالتهم التنويرية والتبشيرية لقشع ظلام الجهل والطبقية والازدواجية والشيزوفرينيا الفكرية .
يسوؤنى أن تسقط من عينى قامات طلما اتخذتها نبراسا ، فتحولت إلى مجرد زواحف فى ركاب السلطة ، ومسمار فى حذاء الحكام
واقتنعت ذات وهم أن الحرية نسيج من غزل كاتب ، وزخة لون بريشة فنان ، وصرخة حياة فى حنجرة حالم
لم أدرك مرارة معنى " ويل لكم إذا انحرف المتعلمون و و تَبَهْيُظ المثقفون "إلا عندما فاحت روائحهم الكريهة
قد يكون السبب هى سنوات من الاضطهاد لتلك الفئة ، ومحاولة تكميم أفواهم لسنوات طوال ، أو الخوف الذى احتل أرواحهم من الاعتقال والنفى والزجر ، فخلق جيل كامل من الانتهازيين المتسلقيين ترزية المبادئ والمواقف ؟
لكن أهذا سبب كاف لسقوطهم فى بئر عميق وهوة سحيقة من الإحتقار ؟
أعتقد أن لا شيئا فى العالم يضاهى كرامة الإنسان ، وتقدير الأخريين له .
نحن فى زمن الدربندوخ التى يشدو بها مسوخ القلم ورموز الثقافة بعلو صوتهم
نططنا نططنا نططننا من بنها لطوخ .. وهم لم يحافظوا على مكانتهم فى بنها ولا وصلوا طوخ.


بقلم / هبة الله احمد 

في ذكري رحيل «مالك الحزين» .... إبراهيم أصلان



ولد إبراهيم أصلان بقرية شبشير الحصة التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية ونشأ وتربى في القاهرة وتحديدا في حى إمبابة والكيت كات، وقد ظل لهذين المكانين الحضور الأكبر والطاغى في كل أعمال الكاتب بداية من مجموعته القصصية الأولى "بحيره المساء" مرورا بعمله وروايته الأشهر "مالك الحزين"، وحتى كتابه "حكايات فضل الله عثمان" وروايته "عصافير النيل" وكان يقطن في الكيت كات حتى وقت قريب ثم انتقل للوراق أما الآن فهو يقيم في المقطم.

لم يحقق أصلان تعليما منتظما منذ الصغر، فقد ألتحق بالكتاب، ثم تنقل بين عدة مدارس حتى أستقر في مدرسة لتعليم فنون السجاد لكنه تركها إلى الدراسة بمدرسة صناعية. ألتحق إبراهيم أصلان في بداية حياته بهيئة البريد وعمل لفترة كبوسطجى ثم في إحدى المكاتب المخصصه للبريد وهي التجربة التي ألهمته مجموعته القصصيه "ورديه ليل". ربطته علاقة جيدة بالأديب الراحل يحيى حقي ولازمه حتى فترات حياته الأخيرة ونشر الكثير من الاعمال في مجله "المجلة" التي كان حقى رئيس تحريرها في ذلك الوقت.
لاقت أعماله القصصية ترحيبا كبيرا عندما نشرت في أواخر السيتينات وكان أولها مجموعة "بحيره المساء" وتوالت الأعمال بعد ذلك إلا أنها كانت شديدة الندرة، حتى كانت روايته "مالك الحزين" وهي أولى رواياته التي أدرجت ضمن أفضل مائة رواية في الأدب العربى وحققت له شهره أكبر بين الجمهور العادى وليس النخبه فقط.
ألتحق في أوائل التسيعنيات كرئيس للقسم الأدبى بجريدة الحياة اللندنية إلى جانب رئاستة لتحرير إحدى السلاسل الأدبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة إلا أنه أستقال منها أثر ضجه رواية وليمة لأعشاب البحر للروائى السورى حيدر حيدر.
توفي في السابع من يناير عام 2012 عن عمر يناهز 77 عاماً. [1].

المجموعات القصصية

  • بحيرة المساء. مجموعته القصصية الأولى، صدرت في أواخر الستينيات.
  • يوسف والرداء.
  • وردية ليل.

الروايات

كتابات أخرى

  • خلوة الغلبان.
  • حكايات من فضل الله عثمان.
  • شيء من هذا القبيل.

الكيت كات

]حققت رواية مالك الحزين نجاحا ملحوظا على المستوى الجماهيرى والنخبوى ورفعت اسم أصلان عاليا بين جمهور لم يكن معتادا على اسم صاحب الرواية بسبب ندره أعماله من جهة وهروبه من الظهور الأعلامى من جهة أخرى، حتى قرر المخرج المصري داوود عبد السيد ان يحول الرواية إلى فيلم تحت عنوان الكيت كاتوبالفعل وافق أصلان على إجراء بعض التعديلات الطفيفة على الرواية أثناء نقلها إلى وسيط أخر وهو السينما، وبالفعل عرض الفيلم وحقق نجاحا كبيرا لكل من شاركوا فيه وأصبح الفيلم من أبرز علامات السينما المصرية في التسعينات.

أزمة وليمة لاعشاب البحر

كان إبراهيم أصلان أحد أطراف واحدة من أكبر الأزمات الثقافية التي شهدتها مصر دون أن يرغب في ذلك، وذلك في سنة 2000م حين نشرت رواية وليمة لأعشاب البحر لكاتبها حيدر حيدر وهو روائي سوري، ضمن سلسلة آفاق عربية التي تصدر عن وزارة الثقافة المصرية وكان يرأس تحريرها إبراهيم أصلان.
تزعمت صحيفة الشعب والتي كانت تصدر عن حزب العمل من خلال مقالات للكاتب محمد عباس حملة على الرواية حيث أعتبر الكاتب أنها تمثل تحديا سافرا للدين والأخلاق، بل وأنها تدعو إلي الكفر والإلحاد. مما أثار جدلا عارما في الأوساط الثقافية، وحشد طلاب الأزهر العديد من المظاهرات يعد أن استفزتهم المقالات التي تصدت للرواية وترفضها ظنا منهم أنها ضد الدين بالفعل، ولم تهدأ الأوضاع وحقق مع إبراهيم أصلان وتضامن معه الكثير من الكتاب والأدباء والمفكرين، غير أنمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر قد أدان الرواية والقائمين علي نشرها في مصر وأعتبروها خروجا عن الآداب العامة وضد المقدسات الدينية.

جوائز]

حصل إبراهيم على عدد من الجوائز منها:

موقفة السياسي]

أيد الكاتب أبراهيم أصلان حركة التغيير التي تبناها الدكتور محمد البرادعي، و وافق على مطالب السبعة للجمعية الوطنية للتغيير، و تم الاتفاق علي إصدار وثيقة يصيغها الأدباء والمثقفون، منهم الكاتب إبراهيم أصلان، في مصر لوضع مشروع سياسي وفكري للدولة المدنية التي تطالب الجمعية الوطنية للتغيير بها، وكذلك الإجابة عن الأسئلة المطروحة حول الدولة التي يريد المصريون إقامتها[2]
ويكيبديا