الخميس، يناير 08، 2015

أشواق السندباد... الشاعر أشرف قاسم



أشواق السندباد

الآنَ أجْلسُ يا أبى
كالطفلِ أبحثُ
عنْ عيونكَ فى الظلامْ
البحرُ ساج ٍ
والسماءُ حزينة ٌ
والحزنُ فى قلبى ينامُ ولا ينامْ
وأنا هنا ما زلْتُ أبحثُ عنكَ
فى هذا الزحامْ !
***
أشتاقُ كفَّكَ يا أبى !
حتّى تؤكدَ لى بأنّى لمْ أزلْ أحيا
بعصر ٍ طيِّبِ
أشتاقُ عينيك َ اللتين
هما الأمانْ
لقلبى المُتَغَرِّبِ !
شمسٌ أنا
أشرقتُ يوما من جبينكَ
فاحْمنى من عنكبوتِ المغربِ !
***
الآنَ..
أجلسُ كالعصافير الحزينةِ
تحتَ أمطارِ الهمومْ
عيناكَ أجْملُ ما حَلُمْتُ به
مِن الزمنِ الظلومْ
قمرٌ أنا وعليهِ يا أبتى تآمَرت النجومْ !
***
الآنَ
أدْركُ يا أبى
أنّى قضيتُ العمرَ أركضُ
خلفَ أشباح ِ السرابْ
ما الحُلم كان سوى بريق ٍ واهم ٍ
يُفضى إلى طُرُق ِ العذابْ
ما زالَ صوتُكَ يا أبى
وطنَ الأمان ِ
وأنتَ تتلو فى صلاتِكَ بعضَ آياتِ الكتابْ
***
أبتى على بعْدِ المسافة بيننا
أسْتسمحُ القلب الكبيرْ
بيْنى وبينكَ يا أبى عَهدٌ
بألا ينْطفى فى داخلى نُورُ الضميرْ
ألا أسيرَ مُخدَّرا ً فى ذلك الزمن ِ الضَّريرْ
أبتى
دعاؤكَ آخرُ الأحلام فى العمرِ القصيرْ
واللهُ يهْدى مَن يشاءُ
وفى يدِ الله المصيرْ !


شعر : أشرف قاسم

ليست هناك تعليقات: