الأربعاء، يناير 20، 2016

جماليات الحزن في ديوان (براح) لمنال الصناديقي د/ شعيب خلف


                
جماليات الحزن
    في ديوان (براح) لمنال الصناديقي
                             
 د/ شعيب خلف

   إن استحضار الحزن في الثقافة الإنسانية هو استحضار لوجود الإنسان ذاته ، فالحزن نقيض الفرح وربما يكون مرادفاً له في طقوسه ، والتعبير عنه ، لأن لحظة الحزن لا تدوم ، كما أن لحظة الفرح أيضاً لا تدوم ؛ و لا بمقدور عاقل أن يظن أن الحياة تسير علي وتيرة واحدة ، وقد ذهب الحكماء إلي لوم من قال لغيره لا أراك الله مكروهاً أو صانك الله من نوب الأيام وصروف الزمان فقالوا لقد دعوت علي صاحبك بالموت فالإنسان لا ينفك من ذلك إلا بخروجه من الدنيا .
      إن من الناس من يعبر عن الحزن بتعبيرات الفرح ، فإذا أصابه مكروه فرح ، ومن يعبر عن الفرح بتعبيرات الحزن فإذا بشر بخير بكي ولا حيلة للناس غير الصبر ، وكما روي عن الحسن ما مثلنا مع الدنيا إلا كما قال كثير عزة (أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة) وهذا المعني تردد كثيراً في الشعر العربي ، وقديمًا قال أحد الشعراء :
ولو جعل الإله الحزن فرضاً        مكان الصبر في حال الخطوب
لكان الحزن فيها غير شـك         أشــد المعنيين علي القلوب
ولآخر:
اصبرْ لِدَهْرٍ نال منـ         ك؛ فهكذا مضتْ الدُّهورُ
فَرَحاً وحُزْناً مرّةً            لا الحُزن دام ولا السُّرورُ
وها هو الحلاج يقول: 
الحُزنُ في مُهجَتي وَالنارُ في كَبِدي       وَالدَمعُ يَشهَدُ لي فَاِستَشهِدوا بَصَبري
ومن هنا كانت إباحة الحزن والبكاء رحمة بالعباد فقد حزن سيدنا يعقوب علي يوسف حزناً شديداً حتي ابيضت عيناه من الحزن وهذا النبي صلي الله عليه وسلم في موقف ابنه إبراهيم حين قال لعبد الرحمن بن عوف (يا ابن عوف إنها رحمة ، العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون  ) فهذا إباحة الحزن الذي لا يقدر أحد علي دفعه وقد وجاء في صحيح مسلم  ما رواه ابن عمر ( إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب..) (1)
   وسئل ابن عباس عن الحزن والغضب فقال: أصلهما وقوع الأمر بخلاف المحبة ، وفرعاهما يختلفان . فمن أتاه المكروه ممن فوقه نتج عليه حزناً ، ومن أتاه ممن دونه هيج غضباً. وكان من أشهر من بكي عليه في الشعر العربي مالك بن نويرة وقد بكاه أخوه متمم بحرارة عالية ، وحزن جم ، فقد روي أنه كان لا يمر بقبر، ولا يذكر الموت بحضرته إلا قال: يا مالك ثم فاضت عبرته حزنًا وكمداً علي أخيه :
وقالوا أتبكي كلّ قبرٍ رأيــته            لقبرٍ ثوي بين اللّوي والدّكادك
فقلت لهم إنّ الأسي يبعث البكا         ذروني فهذا كلّه قبر مـــالك
والبكاء في الشعر العربي يأتي معبرًا عن الراحة التي تعقبه وتزيح الكمد ، وتفرج الحزن وتبعث علي الطمأنينة :
خذ قولَ ذي الرُّمة:
لعل انحدار الدَّمع يُعْقِبُ راحةً         من الوَجْد أو يَشْفي شَجِيّ البَلاَبِل
وللفرزدق أيضاً ما يؤكد أهمية البكاء في الراحة من الحزن :
فقُلتُ لها إنَّ البُكاء لراحةٌ         به يَشْتَفي من ظَنً أن لا تلاقيَا
وهذا أبو القاسم الشابي يقول :
فما الدَّمعُ إلاَّ شرابُ الدُّهورِ       وما الحزنُ إلاَّ غِذَاءُ الحَيَاةْ
 لكن ما الحيلة إذا غاب الدمع وضن علي صاحبه بهذه الراحة لقد ذكر( البارودي ) هذا المعني : 
فَزِعْتُ إِلَي الدُّمُوعِ فَلَمْ تُجِبْنِي       وَفَقْدُ الدَّمْعِ عِنْدَ الْحُزْنِ دَاءُ  
لكن هل يمحو الحزن الحزن كما ذهب أبو العلاء :
فإنّي رأيتُ الحُزْنَ للحُزْنِ ماحِياً       كما خُطّ في القِرْطاسِ رَسْمٌ علي رَسْمِ
  ومن هنا فقد علق بعض الفلاسفة علي الألم أهمية كبري في عملية تكوين الشخصية والانتصار علي الصعاب وتذليلها وقد قرأت مرة أنه مكتوب علي قاعدة تمثال فولتير ( لا شيء يجعلنا عظماء إلا ألم عظيم )  يقول نيقولاي برديائف "والألم والعذاب رفيقان ضروريان لمحاولة الشخصية في تحقيق ذاتها "(2). كما ربط الفلاسفة بين الألم والحزن وبين الحرية ، فالحرية ليست هبة ومنحة تجود بها علينا قوة عليا ، وإنما هي عملية شاقة تستلزم الصراع والمجاهدة ، فلا بد فيها من تحمل شتي ضروب الألم والعذاب والمقاساة (3).
    من يقرأ ديوان ( براح )  لمنال الصناديقي(4) يروقه هذا الجو الإنساني الرائع وهذه المشاعر الرقيقة الحالمة التي ترتقي بالمشاعر الإنسانية في جو طفولي يعود بالقاريء إلي أن يتفرس بقع المشاعر الكامنة داخله ليعيد اكتشافها مرة آخري ، لأن الإنسان مرات عديدة تفاجئه نفسه بمشاعر كانت كامنة لا يعرفها ولم يسبق لها الخروج وحين حانت لحظة التعبير فاضت ، والشاعر أكثر المخلوقات معرفة بأكنان المشاعر ، وأكثرهم خبرة بطوبغرافية  أحاسيسه ومدن مشاعره ، وهو محظوظ كبير لأنه يمتلك الاكتشاف والمحو ، وإن لم يجد في جعبته ما يكتشف ويمحو فيصنع لنفسه ما أراد ويهيم في البراري حزينًا علي ما ظن في مشاعره وأحاسيسه وأنها هجرته بلا عودة  .
يجمع الديوان في عناوين قصائده بين الهدوء والسكينة والحلم ، وبين الصخب والصراخ والضجيج ، فلك أن تستعرض هذه العناوين الهادئة لعدد من قصائده  ( هدوء ، سكون ، نغم ، ترنيمة ، إنسانة ، إنسان ، طيف ، براح ، همسات ، دندنة في محراب الغروب ) ، ثم تأتي لك العناوين الآخري  ( تغبيشة ، خيانة ، نزف ، غربة ، شرود ، تناتيش ، حنين مر ، صرخة ، رقصة علي الأهة ، جنون أخير ، رغبة ، نوح ) وفي جميع القصائد تجد الحزن مسيطراً ، فهناك الحزن الهاديء الممزوج بالشجن واللغة الطفولية الرقيقة . وهناك الحزن الصاخب الممزوج بالثورة العارمة والتمرد علي الساكن الصامت ، وبين هذا وذاك يخرج الهم الإنساني ، الهم الذي يتأرجح بين فرح الحزن ، وحزن الفرح ، بين هدوئه وصخبه  ، فلحظة الفرح لحظة تحمل شجناًًًُُ وهمًا مكبوتاً ، وكذلك لحظة الحزن تحمل الشجن ذاته وإن كان ظاهرها يحمل فرحًا محسوسًا بعض الشيء ، ولذلك تعجب الشاعر العربي حين رأي العين تبكي في الحالين .
في أولي قصائد الديوان (خالو كمال ) تظهر مفردات اللغة الطفولية الحالمة علي مدار القصيدة كلها ممزوجة بصبغة حزن وشجن ، وشفافية عالية ، تعيد فينا العلاقة الدائمة الأبدية بين الطفولة والشاعرية وبين الشاعر والطفل وبين اللغة الشاعرة المجازية وبين لغة الطفل التي تحمل نفس الرؤية ،  وتفوح البراءة من بين مفرداتها . تقول الشاعرة :
واحنا صغار ...
كنا بنسرق م المدي
ضحكه اللذيذ ...
ع الشجر من ضلعنا ..
عصفور يهيص ..
وهو كان خالو كمال ..
بيضمنا )
وتنهي القصيدة بقولها :
( وينزنق فينا البكا ...
لكننا بنفوق قوام
علي نسايم ضحكته )
انظر لهذا الفرح الطفولي وما تجمعه الصورة بين فرح الأطفال وفرح العصافير علي الشجر وكلاهما يحتاج في هذا السن الصغير إلي من يضم ويحنو ، لكن هذا الفرح لا يلبث إلا ويحمل معه الشجن والحزن ( كنا بنسرق م المدي ضحكه اللذيذ ) المدي يضحك بفطرته ، والأطفال يصل الأمر معهم وهم يحملون هذا الشجن المبكر إلي سرقة الضحك من المدي ، ألا يأت الضحك عن طيب خاطر عفوي لأناس يجب أن يأتيهم الضحك عفوياً ، ويخرج منهم كذلك ، من يستطيع أن يحجب الضحك عن أطفال ينعمون في البراءة سوي هذا الحزن النابع من هذا الهم ، النابع من غربة في الوجود ، ووجود دائم في الغربة ، ونفس الأمر بالنسبة لنهاية القصيدة حيث الانتقال من البكاء إلي الضحك ، ومن الضحك إلي البكاء ، فالنبع واحد ، تقول في قصيدة (نوح) ما يرادف المعني السابق 
( يا ضحك
بيشد الأنين ...
ماشي وشارب م السنين ...
أتقل حاجات ) ص 46
انظر كيف تريد أن تعادل وتصنع لأنينها من يواجهه ، هذا الأنين المحمل بعذابات السنين هل يستطيع الضحك أن يقاومه ، لما لم يكن الضحك هو الشارب من السنين أثقل الأشياء المفرحة ليستطيع المقاومة والصد لكل ما يواجهه من أحزان ، إن المعادلة ظالمة لقد تربي الحزن وترعرع ، وسيطر وتمكن ، وصال سنيناً وجال ، فكيف للحظات الفرح القليلة أن تقاوم .
    للحزن في تجربة الشاعرة أشكال عديدة ، وهي تعرض علي نفسها هذا السؤال الذي لا تري له إجابة ، والذي يدل علي هذا الامتزاج الكبير والألفة العميقة بين الحزن وبينها ، حتي صار الأمر مختلطًا عليها هي ذاتها أهي التي أحبت الحزن أم هو أحبها بل الأمر صار أقوي من علاقة الحب لقد وصل إلي مرحلة العشق ، ومن هنا صار مباحاً له أن يدخل دون استئذان ، ممن يستأذن ؟ صار المكان مكانه والبيت بيته ، ولا راد لهجومه 
( مش عارفه يا عيني
إذا كان الحزن عشقك
ولا أنتي عشقتيه
هجم من غير خشا
كسر ستار رمشك
ومهانش ترديه ) ص33
فكما لاحظنا اختلاطه بضحك الصغار في قصيدة (خالو كمال) ، نلاحظه مختلطاً بالعلاقة الأمومية في قصيدة (أمه) تقول الشاعرة في حوارها الأمومي الذي يحمل ميراثاً قديمًا وكأن الأم تعلم أن بنتها سيطاردها الحزن كما طارد أماً لها من قبل :
( قلتي ليه يا بنت روحي
أوعي للأحزان تروحي
ولا ييجي الهم عندك ) ص7
ولكن هيهات  كيف تمنعين عني مواريثك يا أماه ، من أين تتأتي لي جرأة المواجهة ، وقد هزمتي أنت من قبل ، فليس الأمر بيدها بدليل تساؤلها السابق وبدليل قولها (هجم من غير خشا كسر ستار رمشك ...) .
    يتحدد للحزن عند الشاعرة أشكال وعناصر، وأسباب ونتائج  فنري من أسبابه الصمت وهي في طريق المقاومة تريد التخلص من هذا الصمت اللعين وهي تخاطب النهر لماذا النهر؟ ، النهر / الصمت الذي لا يثور خلاف البحر أم النهر الرحلة ، أم النهر العذوبة والنماء والأمل في التغيير .. هل كان هذا الحوار في مواجهة معه ، ولماذا خسر هذه المواجهة التي يوحي بها ما كالته له الشاعرة من تأنيب تقول:
( لا تخلي سكاتك
يلبسنا توب الترحال
ما نطقت يا نهر
وشايل جوا قليبك نقطك
ما بكتني ضلوعك الـ عاملة
م الجفن فراغ ...
دمعيتي فطت علي كفي
غاصت بتوشوش شراييني  
لتسرسبوا نفسكوا 
وتشدوا ع النهر ستار
قبل ما يحدفنا الـ..
 لعمود.. دايب   ) ص9 وتنهي القصيدة بهذه الملحوظة العفوية كما تقول : 
ملوظة عفوية :
رذاذ قلبي 
قلب النهر سادة ..!!
أو 
طراطيش النهر 
صمغلت قلبي 
عفار .. !!) ص10 .
ما هذه النتيجة التي خلفتها المواجهة معك أيها الصامت ، كم ادعيت ما ادعيت من رؤي وقدمت ما قدمت من أوهام لقد حولك رذاذ القلب المكلوم المحزون  وعاءً للحزن يشربك الناس  فتزيدهم حزنًا ، بل صار رذاذك عفارًا يصد من يأتي ليغسل فيك أحزانه . 
ويستمر الصمت سبباً من أسباب الحزن خاصة إذا كان الصمت أنتجه الغياب ففي قصيدة إنسان وهي مرثية لأحد الشعراء :
( والمنصة عاتبت دفا حسك
لما غابت دندناته للسُكات ) ًص13
   وفي قصيدة نغم التي تحمل إهداءً لمن تحب من الناس لكن الصمت ما زال يمسك ألسنتهم  :
( أنتي شروق
وأنا غروبي بينكوي
في دقة مسمار
علي فرشة مليانه سُكات ) ص53 .
   ما الذي يمكن أن تبيح به مثل هذه اللغة السريالية (أنا غروبي بينكوي في دقة مسمار ..علي فرشة مليانة سكات ) هل القلب هو المسمار الذي يدق ، وهل الجسد هو الفرشة المملوءة بالسكات والغروب هو الموت وبين هذا وذاك يولد الحزن من السكوت ولأجله ماذا يفعل الشاعر ، الصوت ، الأمل ، هل يبحث عن مقاومة للصمت ويلجأ للصراخ :
( ترضاني أموت جوا عيونك
من غير ما أفلفص م الأهه ... لا) ص 32
ولم يقتصر دورها في مقاومة صمتها فقط ولكن تبحث عن حل تفك به صمت الآخرين  
( وأشيل بعيني 
حجاب الصمت عنك 
أديه لسابع جد ) ص47 . 
كما تبحث لقلبها عن تطييب وتطبيب من الحزن الذي غلفه ، والألم الذي كاد يصهره علها تخطف منه هدنة مؤقتة ، أو حتى انتصار زائف :
( طيبي .. قلبك 
 قبل انصهاره 
بينك ... وبينك 
اخطفي نبض انتصارك
 ع الألم) ص 49.
ومهما طالت مدة الألم والدموع فالإنسان يحتمل ويعيش لحظة الانتصار ولو كان زائفًا لو كان حلمًا لو هيأ نفسه لذلك :
 ( كان فيه مطر 
 كان فيه شموع
 كان فيه حياه..
 فيها دموع ، نامت علي كفي أنا 
 ألفين سنة ...
 يمكن يزيد 
أو يوم يقل 
 لكن عيون الذل 
لا يمكن تدوم ) ص55
ولذلك هي تتسلح بقلمها وتجعل منه سيفاً بل إنها تشجر هذا القلم وتزرعه فى كل مكان وفى زمن يسقط فيه الشجر أوراقه لكنها تثق فى إنباته مرة آخرى وعودة ما اساقط منه  وتثق فى أن صوتها سيصل يحارب الصمت والضعف والسكون مهما كانت ألوان السكون ومهما تغير جلده طبقًا للمواقف :
 (... إني أشجر قلمي 
سيف ...
 وسط الخريف 
 وأصرخ يا طيف 
 ما نتاش ضعيف 
 لكن فـ يوم 
هتنطق الحجر .. 
السكون بألف لون ) ص56
وحينما تكون النفس مفعمة بالحزن يري صاحبها الأشياء تحمل نفس الحزن من حوله تقول :
(ع الحافة الواقفة بترميني 
 لصوت الجو القرفان 
 والضو.. أحزان ) ص32.
ويبقي الهم والحزن مسيطراً حتي في لحظة الضحك الممزوجة بالبراءة مع طفلها ، يخرج من هذه اللحظة الحزن مفعماً بالفقد والغربة في داخل الذات ، والضحكة هنا لا تخرج إلا بشروط مرتبطة ببعضها ارتباطًا وثيقًا ، تخرج الضحكة فى أمان طفلها ، هذا هم شخصى داخلى ، ينسحب همًا عامًا فليس هناك من ينكر ارتباط سعادته بسعادة أبنائه امتداده الدائم كما ربطت به همًا عامًا، لا يجوز لنا أن نضحك وقد شرب فيه أعداؤنا القهوة وناموا  كأنهم أصحاب البيت ما أصعب مرارة الفقد وما أقساها :
( الله عليكي
 يا ضحكتي 
 لما تعانقي 
وش طفلي بالأمان 
 لما تلاغي سجدتي جوا حنين الأقصي 
وبكل انسجام ) 56.
الهوامش والتعليقات :
1- صحيح مسلم ، كتاب الجنائز ، باب البكاء على الميت ، رقم الحديث 1532 . 
2- نيقولاى برديائف ، العزلة والمجتمع ، ترجمة فؤاد كامل ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1982 ، ص  178 .
3- انظر فى هذا ، د/ زكريا إبراهيم ، مشكلة الإنسان ، القاهرة ، مكتبة مصر ، د.ت .
4- منال الصناديقى ، براح ، سلسلة مبدعون ، قصر ثقافة ملوى وسنعتمد أرقام الصفحات فى المتن 

الجمعة، يناير 15، 2016

مقطوعة اليوتيبيا . صبري رضوان






نبني مدينة جديدة
يجتمع فيها الشعراء
الشعراء فقط
ونزرع في طرقاتها الفاكهة
ويجلس شاعر في ميدان واسع كل صباح
يوزع الابتسامات 
ويبيع - مجانا - مسائل حسابية سهلة
لا تحتاج لرأس مال ضخم
أو آلة حاسبة ثمينة
سوف يجلس شاعر عند مقبرة النصوص 
ويببيع السعف الأخضر
ببرعم قصيدة حديثة
بعد أن يلحد حروفا وعلامات ترقيم
سقطت مثل ثمرة معطوبة
في هذه المدينة
لن نكون من دعاة الحروب
أو الجملات العسكرية
لن تكون مدينة تسمح باندساس الثيوقراطيين الجدد
ولن نفتح متاجر لبيع النظارات الطبية
أو متاجر لسلع مغشوشة
مثل أقنعة الوجوه الملونة 
التي أصبحت تجارة رابحة في مدن أخري كثيرة 
مدينة نتجمع فيها
نخرج جميعا كل مساء
أمام المنازل
في كفوفنا أحلام المساء
وفي وجوهنا ندي الشعر
وخيالات الموسيقي
نعزف كلنا
مقطوعة اليوتيبيا 
ثم في الظهيرة
نأخذ نفسا عميقا 
لنرتاح قليلا
من عناء اللحن 
ونزف الأغنيات 
نأخذ نفسا عميقا 
حتي لا نمل من فراغ الشوارع
من كائن غريب وقوي
يطلق علي نفسه 
الموت

الخميس، يناير 14، 2016

أنا مش مسافر. محمد أحمد إسماعيل

أنا مش مسافر
بس ف عيوني سفر
عريان.. و روحي باب على كل الجهات
و قلبي مسكون بالمطر
راكب على غنوة خطر
قلقان بافصّل م القلق
ريش و جناحات
مخنوق سكات
مشنوق كلام
حي و قتيل
ثابت و باجري ألف ميل
في كل ميل حرب و سلام
شابت خدود حلمي الجميل
على حدود الأسئلة و المستحيل
و أنا .. أنا
بانقص و ازيد
في كل عام
و ف كل عام
نفس الخناقة بين
هابيل و قابيل ـ جوايا ــ على الورث الحرام
و ف كل عام
عمري بيتقطع دليل
على سكك غربة .. و ليل
و شهود براءتي ف محكمة..
من غير قضاه من ألف عام
واقفين أدلة اتهام

السبت، يناير 09، 2016

رحلة إلي النبي .. القاصة رولا حسينات




رحلة إلى النبي
أخذ خيط الدخان المتصاعد من قدميه المنطفئة تارة والمتوهجة من القيظ تارات، وهو ينبش بعيني الصقر آثارها مذ ضرب موسى بعصاه الحجر فانفلقت في هذي البعثة المقدسة سبع.  تعرجت به الطرقات ليصل أهداب وادي موسى، وقد غابات القرية في النسيان على مصطبة الشقاء.
 وفي طلعة الجبل كان هناك رابضا فاتحا ذراعيه كليم الله وكأنما يفضي إليه بحديث شجي، عندما زلفت روحه قبل الجسد وهام متسوحا في أرض الله، أمسك بيديه الماء المنهمر من العيون ما استطاع أن يحضنها وقد شقت عن صدره بشفاء عجيب، صرخ في أعماق نفسه السحيقة..
" لقد عقرت أوهامي وسحر الأيام الخوالي، حين نقشت نسخ الأرض جميعها على جبيني المخترم بأسطر غابت وغشاوة من ذكريات هزت ضلوعي، وذكراك أبي حين جامعت الجان لتكتهل وقد هجعت روحك إلى جنب النبي، ولكني حينها أصغيت لنمنماتهم مثبطة مسعاي، وأنا ازرع طريقي بالأشواك لأسير حافيا حين تلاقي من تحب، وأنت تنز الدماء من جميع أطرافك فتستجدي العطف والشهوة في أن تتطهر من الذنوب لكني ما ارتويت وأنا سراج ملتهب، أتعلل بنص الروح، ظامئ وقد خلعت ترفي وعصبتي وتحلة أيامي لأبهج أبي بين الظلمات، لعلني أراك بين النجوم، وقد انتفضت من كفنك لتسرق من الكون حفنة من تلمظ فيها وشاح التؤدة.."
 إني اعتلي صهوة الجبل وهو يناطح بمنكبيه عنان السماء، وأنا افحص موقع نعلي لعلني لا أهوي إلى قيعان سحيقة عاشقا للصحراء  صرت، حين ارتحل القوم وتأبط  النبي الجبل وزهد بروحه بمقام، يتصدر من شرفاته ماء البحر..
"أبي هن عيناي تذرفان الدمع من حرقة الشمس، وأنا  أعتلي بغشاوة الأفق المتوهج، لكنه يروقني والشمس تطفل إلى ساعة نشوتها في كبد السماء وكأنها تنصت لفتوري وهوان عزيمتي وكل ما في يتقاسم بالرب أني راهب في دير الرهبان، وصخوره تماثيل متعبدة لله فلا تدنسها أعين بشر، ولا تستهويها كأس الخمر ولا الحياة صاخبة..
 أبي دعني أصرخ فلا يسمعني أحد إلا رب الكون، وتلك البواشق قد غرها وهني وأسمال من دمائي تتراشقها أمواج من عرق متصبب، يكفي أن تسمع لنداء البقاء داخلك، وتنيط اللثام عن السفه والخداع، لتكون وإياه في غسلة من مبترد كضوء حكمة لا يذوي.....

مابقتش فاهمه.. رشا فؤاد







مابقتش فاهمه
مين الأنتيكه
أنا ولا حروف الدو على سلم النوته
المايسترو......................
بيقرى ف العلامات موسيقى رقصة فستانى الباليه
وأنا الدولبير
ف المشهد السامى للكلاكيت
سامعين خطوتى بتعزف (مونامور) سلو
رغم إنى .........
ف نهايه النغمه مبنيه للمجهول
مفيش ضمه راضيه بحضنى إثبات نسب ع اللحن
إظاهر إن النغم ناسى حلمه جواياه
وأنا(سيدة الأحزان) ف ضرب الوتر ع الناى
دايما باعيش ف الزوم على روحى حالة رفض
فيقرى البخت من عينى جنونه سيريالى
تفرق القصيده ع اللوحه قهوتى ساده
حاااااالة صدام!!!!!!!!!
سكوووووووووووووووووووت........
مش أنا الوجع اللى ف الضلوع بيلبس الأسود
ولا أنا اللى باعزف الموسيقى وتر مقطوع
طب إيه حصل جوه دموع الروح
سوء تفاهم بينى وبين الدو رى مى
ما انت اللى عارف السر القديم
على سلم النوته (مايسترو)

وما من مجيب... شهدان الغرباوي




الذين عبروا إلى الجانب اﻵخر ، وما زالوا يعبرون
ما لهم من انتهاء
لحسن الحظ ، هم لا يشغلون حيزا من الفراغ
ونحن المنتظرين على هذا الجانب ستضجر بنا الصحراء يوما ما
وربما ستعجل بعبورنا اليهم
الذين عبروا منهمكون فى حالهم
ونحن ننتظر ايماءاتهم ولو فى أضغاث أحلامنا متحرين بها ما يرغبون
ونعتبرها أوامرا من النظام العام
ليس مسموحا لنا إلا بأن نذكرهم بالخير
وعندما تأتى سيرتهم نمجد طرائفهم بضحكات نخرجها من على سطح القلب العلوى
بينا ، فى القاع تترسب حسرة
نحن نقدس تراب أقدامهم
وقد كنا -قبل عبورهم-لا نراهم فى وضح النهار
وهم مأمورون بألا يظهروا علينا
يقول البلهاء منا بأن الذين عبروا على الجانب اﻵخر يروننا ويحومون حولن ويفرحون لنا ويحزنون
و أنهم تغبطهم الهدايا والرسائل الطيبة
ونحن ،نساير بلهاءنا
نرسل الهدايا فتتطاير فى الهواء
ونطلق الرسائل
وما من مجيب

الأربعاء، ديسمبر 23، 2015

الجمّال يعلن عن تدشين مجلة متخصصة في قصيدة النثر






أعلن الشاعر أشرف الجمال عن إنهاء إجراءات التعاقد لتدشين مجلة إلكترونية متخصصة في قصيدة النثر وأكد الجمال أن المجلة ستكون ساحة كبيرة وبمساحة واسعة بملكية خاصة وتصميم راق هدفها خدمة هذا الفن الإبداعي لتوثيق أعمال الكتاب والشعراء نشرا وقراءة ودراسة 
وقال الجمال 
الإخوة والأخوات شعراء قصيدة النثر والنقاد والدارسين والمهتمين بهذا اللون من الفن .. الأستاذ الفاضل والصديق الشاعر Adel Galal المنسق العام لمؤتمر قصيدة النثر .. تحية عطرة لقلوبكم .. يشرفني أن أعلن لحضراتكم أنه تم بحمد الله التعاقد على جريدة قصيدة النثر الإلكترونية بملكية خاصة وبمساحة كبيرة وتصميم راق .. وحقوق ملكية فكرية موثقة للكتاب والشعراء لخدمة قصيدة النثر نشرا وقراءة ودراسة .. والآن بصدد الانتهاء من التفاصيل الصغيرة من التصميم وتدشين أقسام الجريدة .
وكل عام وحضراتكم بألف خير وسعادة

الراعي . علي هلال عجيز






أخطأنا حين تناسينا بأن هذا الكون لسنا فقط ساكنيه ؛ فمعشر الجن بمؤمنهم و فاسقهم قد سكنوه قبلنا ، و كثير من المخلوقات تقيم بيننا و لا ندري عنها شيئا و لا عن طبيعة ما وُكل إليها ، و هناك العديد من المخلوقات التى تتنقل في أرجاء الأرض بشكل غير مرئ ، و كذلك توجد أماكن .

نبتت حول مبني عملاق طُليت جدرانه بالحليب عشرات الآلاف من زهرة " مالحالا " الزمردية ، عبقت رائحة الزهرة ذلك الوادى الجالس علي الساحل الشرقي لأحد الأنهار _ الذي ينبع من الجنة _ في أقصي شمال الأرض ، حيث السماء أصفي ما يكون ، أشعة الشمس الدافئة تمنح رمال الطريق الموازى للنهر لون الذهب .

إحتشد عدد كبير من الحضور في داخل كبري قاعات المبني ، أدوا التحية فيما بينهم ، تجاذبوا أطراف الحديث ، منهم من ظل صامتا يترقب وصول راعي الإجتماع .

دخلت _ في هدوء _ بعد لحظات إلي القاعة شقراء تنهمر الرقة من محياها ، يُذهب جمالها اللُب ، يخطف حُسنها البصر ، لها شعر لم يُعط لأحد من الثقلين ، كادت عيناي أن تصاب بالجنون حين نظرت إليها ، طَلبتْ في صوت أديب من الحاضرين إتخاذ أماكنهم ؛ الراعِ علي وصول .

بينت الشقراء للحاضرين أماكنهم ، إستأذنت من كبار السن في الملابس الخضراء أن يكونوا بالمقاعد الأمامية ؛ أهل الشورى ، نبهت الشباب في الملابس الوردية أن عليهم الجلوس بالمنتصف ؛ الجامعون ، طلبت ممن يلبسون ثياباً باللونين المميزين أن يجلسوا في الخلف ، كل لون علي جانب و بين الأسود و الأبيض ممشي .

مضي وقت قصير حتى دخل راعي الإجتماع إلي القاعة ، ذو هيبة طاغية ، حُسنه المتجدد أبهر عيوننا ، وقارهُ أسكت ألسنتنا ، وقف الجميع له إحتراما ، أجلسنا بعد ما جلس ، أومأ إلي الشقراء أن تنصرف ، و أعلن عن بدء الإجتماع .

_ أيها الكِرامْ
_تُسعدنى رؤياكم بعد عامْ
_أنا راعي الأحلام
_أحييكم عدد الشجر و الآنام
_ليبدأ جامعي الأحلام في الكلام

جذب كل مُحصل أحلام قفصاً مملوء بالفراشات ، بدأو كل علي حدة في عرض ما لديهم من أحلام بشرية مجمعة علي مدار العام ، يناقشهم الراعي مستفيداً برأي أهل الشوري ، أعطي الراعي ما كان من أحلام _ إرتضاها منطقية _ إلي من يلبسون ثيابا بيضاء ، و أمرهم بتحقيقها .

قارب الجامعون من الإنتهاء من مهمتهم في عرض ما لديهم من فراشات ، وجوههم تنبض بالسعادة ؛ وافق الراعي علي إنفاذ ما جمعوه من أحلام ، لم يتبق إلا القليل ممن لم يعرضوا فراشاتهم .

جاء دورهم ، آخر مجموعة من الجامعين ، أقفاصهم كثيرة ، تذيد عن كل أقفاص الآخرين ، أحلام أمة كبيرة ، عرضوا علي الراعي ما لديهم ، كان منزعجاً ، بدا علي وجهه علامات عدم الرضا ، ظل واجما ، ما أن فرغ الجامعون من كلامهم قال :

_ لقد إعتراني الغضب
_إنهم يعرضون أحلام العرب 
_يا أصحاب الملابس السوداء
_إحرقوا فراشاتهم و لا تتركوا لهم سوى العناء
_يا جامعي الأحلام 
_ إن العرب نيام
_لن تتحقق أحلامهم إلا إذا إستفاقوا
_أراكم بعد عامْ

الأحد، ديسمبر 20، 2015

ساعدني...... الشاعرة غادة عزيز





ساعدني...... 
لأروي عطشي من مائك 
اصبح منك وفيك
ساعدني...... 
ليصبح اسمك جزءا من تفاصيلي
ان شئت ولم تشأ
"عنون الحرن قافيتي"
فكيف اغدغد البحر في ساقه
تعلمت ان ارضى
ك موج البحر مكروه من الريح
ألبس شيطان هذياني
حتى ضجيج العبارة
أمد يدي للغرباء
أرتب تاريخي القادم
أبحر في هدأة.... ما رجعت
ولو شئت..... لو
ماذا
لو اتيتني.... لو
جئت مستترا 
على عجل غيم
لاشيئ سيحجبني عن عينيك
أهبك اخر القطرات
تشرب عناقي 
خلف ظهري
خلف فاصلة الصباح الطري.........

السبت، ديسمبر 19، 2015

hd . صبري رضوان











 هنا 
وليس هنا
لوجو  مكتظ بالفراغ
ومتلئ بالسيمائية 
بلا دال 
او طرح أحادي 
الذين هلكوا في المعركة
عادوا صباحا إلي ذويهم 
تتملكهم الرغبة في النوم
بعد ليلة كاملة من الموت
دريدا لم يكن كاذبا
ولم يكن صادقا
لذلك كانت جبيبتي علي الحياد
مشاعرها جامدة 
وجسدها متطرف في الرغبة
جسدها مركز العالم
وقبلاتي هامش يتناوب علي العاصمة 
يحاول أن يحتل جزءا في الأسفل
أسفل الصورة
التي تتحدث في مجلات البورنو 
عن الفضيلة 
وتناضل من أجل قضية محسومة

هنا وليس هنا
بعض الأيقونات 
تتبادل أماكنها علي Desktop  الكرة الأرضية
تشتت البناء 
وتؤجل نطرية الحقيقة الكاملة
تؤجل شهود الإثبات
في محاكمة بطيئة
لم تتخصص في إصدار الأحكام الثابتة
لأن الثوابت متغيرة
والحركات ساكنة
والمومسات شريفات في منظومة التفكيك
لم يكن هنا سوي إرهاصة ليلية
لتحليل فصيلة الدم
وتحليل الخطاب 
والانطلاق نحو لغة وسياق مختلفين
يدشنان الفوضي
ويحطمان إطار التناقض
والمجاز
والصورة الشعرية
مثل الحروب  التي يديرونها 
في استديوهات مجهزة
 بصيغة 
hd

من قصائد الديوان الثالث للأديبة منال الصناديقي









من قصائد ديواني الثالث (من ضيا البدن) الصادر عن مركز عماد قطري للإبداع والتنمية عام 2014 والذي رفض إتحاد كتاب مصر تحويل عضويتي به من منتسبة إلى عاملة

وَصْل
غَسلت قدمى بعينى
لما الشوق فاض فى سجودى
جبينى ميّل يطبطب
عالدمع ويقولى روقى
الدمع وسّعْ خُـطايا
جوا القُليب وابتسملى
شّد الأمان من ضلوعى
ع الجِـتة نشره نسايم
والعِرق سَبح تقرب
والدم نَقّل عليلى
يا روحى خطى تواصل
شاركينى طعم التمنى
دا النَفْسْ هامت وطافت
ورِقيت للى ناداها
وبث فيها السكينة
وجدد نقايد حشاها.
منال الصناديقي

نفس المقاس . للقاص كمال مصطفي جاد





نفس المقاس 

تخرج أختي  الي الشارع فانتبه الي عيون أقراني تتفحص تقاطيع  جسدها من خلال الثوب المجسم . أقترب منها هامسا  لها بأن تعود الي الداخل لتغير ثوبها  الضيق ،فتعترض رافضة.  يعلو صوتها حتي اضطر الي صفعها بالكف ، فتثور مهددة بالشكوي ﻷمي فألحق بها ركضا.
أجد أمي وخالي  
 مشدوهين من صياحها وبكائها الرهيب .لاتترك لي فرصة ولم تصبر حتي تختلي بأمي بل تحكي لها بأن ولدها (الشملول  ) صفعها دون ذنب . تستمع أمي ثم بغضب تنظر إلي فاضطر- علي خلاف المعهود - إيضاح السبب .فتنظر  أمي لجسمها ثم تنتفض واقفة ...يدب الرعب في قلبي ..تتوجه بقامتها المديدة  التي تطول أكثر  خلال  نوبات غضبها قائلة :
- تضربها بالكف عشان كده .... بس 
وإذ بها تستدير في خفة مصارع وانقضاض نمر  لتصفع أختي علي وجهها بقوة في حركة لولبية ثم تستخدم شبشها البلاستيك في إكمال مابدأت . هول المفأجاة يجمدني ..الضرب والعض والقرص وشد الشعر في أوجه ... مع صراخ  أمي المكتوم :
- عايزه تكسري أخوك قدام الناس ياكلبة ...دنت لاعشتي ..هه ... ولا كنتي 

تبحث أختي عن مهرب فلا تجد ثم اتنبه علي صوت خالي ينهرني بغضب دون أن يقوم من مكانه : 
-حوش عن أختك يابجم ...حوش عنها هتموووت ..

أدخل بينها وبين أمي وأرفع ذراعاي كساتر فتختبئ المعجونة ورائي 

تتوقف الام وهي تلهث ثم تلقي سلاحها علي الارض وهي تعنفها :
-شايفة ...لما حبيت تستخبي من الضرب ..استخبيت وراه ...هه ..الشملول اللي مش عاجبك.

تردف ماتقول ببعض الكلمات المنتقاة من قاموس لاتستخدمه أمي الا نادرا ثم تقول  :
-أمر مني ...أي حاجة ماتعجبك من أي بنت ...الضرب مش بالكف بس ...بكل حاجة في ايدك 
-حاضر...حاضر .... اهدي ...صلي علي النبي 
أشير الي أختي أن تختفي حتي لاتتعرض للقصف فتدخل  ألي أقرب غرفة. 

تجلس أﻷم بجوار خالي تمسك  كوب الشاي فيميل خالي ليهمس في أذنيها فتنظر الي الارض ثم ينفجران في ضحك صاخب معا وأنا لا أفهم شيئا ....
 يستدير الزمن ويدور دورته اﻷولي .  يتكرر المشهد حين تدخل بنت أختي لتشكو أخاها 
واذ بنفس المشهد يتكرر وأجدني أكرر كلامي خالي

 عندما تهدأ أختي وترمي شبشبها . تلتقط كوب الشاي وتعتدل في جلستها  . أتذكر ماحدث... فأقول لها مشيرا لشبشها :
- فاكره ؟؟؟ نفس المقاس ...صح ..
 ترفع حاجبيها وتتسع عيناها وفجأة ننفجر في ضحك عارم وأبن أختي في حيرة من أمره..!!!

الجمعة، ديسمبر 18، 2015

امرأة مغرمة بالتنظير .الشاعر أشرف الجمّال







كلامكِ كله صحيح

معقول جدا وممنهج .. لكنني أغني
مثل الأطفال
وأبكي وأضحك مثل الأطفال
أقرأ الشعر مثلهم أيضا

وأكره الحضارة والمدن المختنقة
كما يكرهونها
لو كانت عيناكِ تفهم كحلها
لو كانت وجنتاكِ تحس بوهجها المستعر
لعرفتِ لماذا لا يحب رجل مثلي
امرأة مغرمة بالتنظير .

...

وتحافظين على الصلاة الوسطى. الشاعرة شهدان الغرباوي


أكلم المرآة
مالكِ والشروق
هل تهذين ، أم تمزحين مزاحا ثقيلا

شروق ماذا
يا ربيبة الأماسى
يا مسكونة بمصابيح الشوارع الجانبية التى تفضى إلى البحر
أرأيتِ إذ وجدوك – مرة- عالقة بعبق مقهى شعبى قديم، تهوّمين فيه بين أنفاس الساهرين
و متسكعة – فى أول الليل- على أرصفة تاريخ الإسكندرية
تذرعين طريق الكورنيش ،بحثا عن "جوستين" 
"جوستين" رائدة فنون الغواية فى العصر الحديث
"جوستين" تذوق من كل فاكهة
"جوستين" لها شال مغزول من مباهج قرمزية وعطور غامضة
"جوستين" لا تبخل بشالها على النجيبات من نديماتها
"جوستين" إعتادت الجلوس فى ردهة فندق"سيسل"
أرأيتِ إذ لمحوك بردهة الفندق ، ترفلين فى شال قرمزى
يومئذ فررت الى ميدان "عبد المنعم رياض"

الإسكندر عال
الإسكندر كتفاه فارهان
أنت مأخوذة بكتفي الإسكندر
عينا الإسكندر باردتان كعيني تمثال
أنتِ تُلقين على الإسكندر شال جوستين فيرتد بصيرا
الإسكندر ينبذ قاعدة التمثال ويرفعك اليه وتطيران الى مقهى " إيليت" لتكملا معا فتوحاته التى لم تتم.
وفى ساعة متأخرة من الليل ، مقهى "إيليت" مغلق للإصلاحات.
فتعودين ممتطية خيبتك الواعدة.

البيوت أمور إجرائية لا تقدم ولا تؤخر
البيوت ضوؤها خفيض كمرض الصفراء، يسمح فقط بتذكر المرارات
حوائط غرفة النوم ،لا تغفر اللمم القديم
تحتسبه آثاما عرضها السموات والأرض
ودولاب الملابس يفتح على وجع ثقيل كرؤوس الآباء
تلك غصة رابضة
تخلع قفازاتها أمام حلوق الساهرين
فتحرمهم الإفاقة وتحرمهم الرقاد

وأنت لاتبكين ولا تبكين ولا تبكين
إلى أن تحين ساعة إحتضارك قبيل الفجروتأوين الى فراش لا يزيدك إلا رهقا.
تبتهلين اليه وحده:
أن إعفنى من نصل سيصوبه نحو رأسى- عما قليل- صوتٌ مفتونُ بطبقاته العليا
أظنك عاجنا طينه بماء تأنيب و تبكيت على النوم ووعيد ووعيد. .
أن اقبضنى إليك 
خذنى من هذاالصوت الى مكان آخر

ولأنه صديقك الوحيد 
ولأنه العالم بدقائق هذه الرأس ،مُدّبج خلاياها ومرصّع جينات عذاباتها 
والعارف بقوسيتها وجنونها المطبق.
يقبضك اليه- بنعومة تليق برحمته – فيما يشبه برزخا خارج الأقطار، بعيدا.

تلك عوالم درية
يفتح لك فيها صناديقَه المحفوظة ، ويذيقك قبلهم جميعا من لذائذ المعرفة
وفيما ترى النائمة 
تُقبِلين فى قميص سماوي
وعلى مقامات موسيقي لا شرقية ولا غربية
تُلقين قولا بدرجات اللون الأبيض
تقولين كثيرا
ويصفق الملأ طويلا 
و تسكرين فى وحيه وفى جلاله
وعلى يدك نقوش تقول :
أنا الحقيقة الأولى 
اتبعونى أيها الغاوون

هنا يريكِ نفسَه نفسَه
وهنا تُبعثين على صوت آخر

فتخرجين وتتسكعين وتذرعين طريق الكورنيش
وتعودين ولا تبكين ولا تبكين ولا تبكين وتبتهلين وتُقبَضين وتُبعثين و.....
وتحافظين عل الصلاة الوسطى
ومشهد الشروق ليس لك يا قوسية.
شهدان الغرباوى
يونيو 2015

هبقي طول العمر ندك. الشاعر السيد كامل


قدها وقدود وقدك
ياللي سمك بان في ردك
والنياب الزرقه بانت
سهل اسافر سهل اضحي
بعدي عنك ظرف صحي
والغياب لو حل... هانت
اما بالنسبة لصراحتي
بعدي عنك هو راحتي
وبصراحه انت اتمسحتي
من خريطة قصه كانت
كنت مؤمن بيكي لكن
اهتديت وصبحت كافر
وبسهولة بدون ما عافر
هبقي طول العمر ندك
قدها وقدود وقدك

الخميس، ديسمبر 17، 2015

أنا كالطير فـ أحزانه ,,,, الشاعر محمد حميدة



تعاهديني؟
نضم الكف والضحكة 
تكون نصين 
يغني الحلم ف عيونا 
نمد الخطوة والسكة 
هتطرح زرعنا فرحة 
وشوق وحنين
تعاهديني ؟
ما أنا أصلي كطين الأرض 
أصون العهد لو كل البشر خانوا 
وانا طرح التراب للورد 
أنا فله وريحانه
أعيش العمر لجل الغير 
وأكون الطير 
ف أحزانه 
بيشرد عن عيون الناس 
عشان ما تحس حرمانه 
تعاهديني؟ 
أنا متربي ع الفطرة 
ولا أعرفش اللوع والهجر 
أنا بستنشق البسمة ف صلاة الفجر 
أكون كالزرع يستنى خيوط النور 
أنا الساحر وانا المسحور
أنا بستان وفيه الورد 
عاش مهجور 
تعاهديني ؟
تكوني لقلبي نص الروح 
واكون روحك 
ما انا فلاح 
وطبعي البوح 
أبويا تملي كان بيقول 
(ولا تكونشي كأرض البور 
لا هي بتطرح الزرعة"
ولا بتكسب خطاوي الناس 
فكون الأرض ف غناها 
بتطرح كل خيراتها 
ولا تشتاق لغير حبة 
خيوط م النور)
تعاهديني؟

الأربعاء، ديسمبر 16، 2015

August Rush.. الشاعرة هدي عبد القادر







شاهدت فيلماً معك بالامس
لم تكن هنا
لكننا تواعدنا على رؤيته معاً حتى دون حضورنا
سوياً
شاهدت فيلماً معك بالامس
كان يتحدث عن أصوات الكون
عن قوة الموسيقى وكيف تجعلنا نجد انفسنا
فيجدنا من نحب
شاهدت معك فيلماً بالامس
رأيتك في الطفل الذي يبحث عن والديه
رأيتك في الاب الذي يبحث عن حبيبته
ورأيتني في الام والابن
وفيك
شاهدته معك وكنتُ اضحك
كنتُ ابكي
وكنتُ اسمع موسيقاك الحزينة
تلك التي صدرتّها لي منذ ما يزيد على عقدين
كنتُ ارى وجهك تحديداً وهو يلمع بالدموع
ويدك تمشي بثقة وكأنها تعرف اين تذهب
لتجدني
وعندما كُتبت النهاية على الشاشة
كنت اسمع موسيقانا
موسيقانا التي وجدّتنا اخيراً
حتى انني صرخت من السعادة
عندما عرفت انك لم تجلس لتشاهده معي!
هذا الفيلم يا عزيزي
رغم انك لم تشاهده معي
جعلك يوماً تراني
وجعلني الآن حقاً
اسمعك.
.
16 ديسمبر 2015

الاثنين، ديسمبر 14، 2015

مفيش أداه للجريمه ع المسرح. رشا فؤاد

الموسيقى صوت الحرب دوم دوم دوم.............. طلعت سيوف المعركه ع الدرامز(كريم زياد) وطلعت أنا بالخطه دوماجير وكإن البامفلت المكتوب خريطه للنوته ودا العادى مفيش أداه للجريمه ع المسرح الحواديت مش ع المقاس بتحب طول ما الناى ع المعركه بيشب مخزونه روحى فيه ب (محمود عفت) خبرة فطريه بنعومه الصولو والراديو ع الفرقه الماسيه ف هزيمه العدو غنى موسيقى بتقوى البدن حتى ف حدود الموت الجبهه لسه ع الخريطه بيوت إعزفوا الموقع كونشرتو (بيتهوفن) الحرب العالميه بتبتدى سامعين الموسيقى صوت الحرب!!!! ورصاص الجريمه طاير ف السما بالموت وأنا دوم دوم دوم ............دوت دبيلووووووودبليوووو دبليوووووو@ رشا .com أداه البحث على روحى ف الموقع المفقود

الشاعر محمد شاكر للمدونة :- نسعي لتعديل لائحة نوادي الأدب


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حصد  الشاعر محمد شاكر إبراهيم سكرتير نادي أدب الفيوم منصب عضو أمانة مؤتمر أدباء مصر خلال الإنتخابات التي مخرا إثناء انعقاد المؤتمر الأخير بأسوان
وحاولت المدونة أن تقف علي رؤية شاكر وأعضاء الأمانة الجدد من الشباب لتطوير أداء فعاليات المؤتمر في دورتيه القادمتين قائلا أنه يسعي لتغيير لائحة نوادي الأدب وتغيير ما أطلق عليه الشللية والتربيطات وقال :-

ربما كانت رؤيتي تكون مجروحه خصوصاً اني ضمن امانة الدورتين ذلك اتكلم عن واقع حدث ومحاولات اخرى نتمنى ان نوفق في تعديل بعضها اولا نحن نرى مشاكل باللائحه الجديده من حيث انتخابات نوادي الادب حيث ذكرت المادة الخاصه بانتخابات نوادي الادب ان يتم ارسال الاعضاء الجدد في خلال 10 ابام وهذا يعترض مع الماده المكمله والتى تنص بان في حالة عدم اكتمال النصاب وهي الثلثين يتم دعوه الجمعية العمومية خلال 15 يوما بنصف الجمعية العمومية وغالباً لم يكتمل النصاب في جميع النوادي فهناك تعارض بين المادتين 
الامر الثاني دائما نرى والتربيطات تصف في اما المصالح الشخصيه او المصالح لمبدعي المحافظة
اما على المستوى العام للثقافه فلم تقدم الامانه شيئا غير الاماكن التى يريدون الذهاب لها والاكل الفاخر بالمؤتمرات اما الامانه القادمه ستسعى لتحقيق المساواة بين مبدعي مصر لا فرق بين كبير وشاب غير بابداعه . الحاله الثقافيه ستتغير مع اول مؤتمر لان في مخيلتي طرح ماده جديده تفرض على نوادي الادب المشاركه بين بعضهم فى اطار الاقليم الواحد كما يتم وضع ماده اخرى تسمح لمؤتمر اليوم الواحد بدعوة اكثر من اقليم  حتى يكون لدينا حراك ثقافي مشترك 
الافكار كثيره لكن علينا الاجتهاد وعلى الهيئه الترتيبات اللازمه
أما بخصوص النشر الإقليمي فقال
النشر الاقليمي ليس من اختصاص الامانه لكن نحن بشكل ما طرحنا على الدكتور محمد ابو الفضل بدران فكرة المركزيه اي لا سلطه من الاقليم على النشرالاقليمي وتكوّن لجنه خاصه لقراءة الاعمال بحيث يأخذ كل مبدع حقه لا وجود لعدد ما للمحافظه بل الافضل هو من يستحق النشر واكد بدران على تبني الفكره وتحويل كتب النشر الاقليمية للمركزه وذلك في أطار محكم بين دور كل من النادي المركزي والهيئه العامه ونأمل في تفعيل ذلك بشكل محترم ومنسق على مستوى العائد المادي وتوزيع الكتب بمستوى يليق بالمبدع المصري وبالهيئه ايضاً

وتبقى رائحةُ الورد. عادل الحراني






ليس الشعرُ فقط بل هي الحياةُ كُلُّها احتجاجٌ ، ليس لأنها ناقصة بل لأنها مفتوحة وجودياً ومُتغيرة قسراً ، الحياةُ تريدُ أن تعرفَ وتُعرَفَ والمعرفةُ تستدعي الثبات ، ولأن الثباتَ ضد الحياة فهي رغماً عنها تعتمد على الثباتِ الإجرائي الإفتراضي ، وتظل المعرفهُ غير مُغرية فيستمرُّ الإحتجاج وتتعدد صورُه التي منها الموت ، وتبقى الكتابة والرسم والموسيقى ورجُل وامرأة ..
لم تعد تُغريني المعرفة
صوتُ الحياةِ بشع وهو دائماً يقول عليكَ أن تعرف ..
نداءٌ مُغرض ..
لا أريدُ غير أن أسألكِ كيفاكِ في هذا الصباح
وكيفاكِ عند حافةِ وجود الورد الذي أبتاعه منكِ كل يوم
وأنطلقُ
وأنتِ في مرآةِ سيارتي تبتعدين
وتبقى رائحةُ الورد