وكالة أنباء الشعر/ القاهرة / ولاء عبدالله
قبل يومين من انطلاق الدورة الفضية لمؤتمر أدباء مصر الذي من المنتظر أن يفتتح دورته الجديدة الفنان فاروق حسني وزير الثقافة تدور في الأروقة أن هناك بعض الإشكاليات غير الظاهرة في هذه الدورة التاريخية، خصوصا بشأن المكرمين خلال الدورة التي تأتي تحت عنوان "تغيرات الثقافة.. تحولات الواقع" وكان بيان سابق في بداية الشهر الحالي قد أشار إلى أن الأمانة العامة للمؤتمر ستكرم فى دورتها هذا العام : الأديب محمد الدسوقى "الوجه البحرى"، الشاعر يوسف أبو القاسم الشريف "الوجه القبلى"، الشاعر أحمد زرزور "محافظة الجيزة"، الناقد الدكتور شاكر عبد الحميد، الشاعر أحمد المريخى "الإعلاميين"، اسم الشاعر الراحل محمد صالح "عن الراحلين"، الأديبة فوزية مهران "عن الأدبيات، ولكن لسبب غير معلوم أشيع خبر خروج الشاعر أحمد زرزور من قائمة المكرمين.
وبدوره أكد الشاعر أحمد زرزور أن ما تم هو حدث جسيم تم التعتيم عليه عن قصد وأشار في بيان خص وكالة أنباء الشعر به، جاء بعنوان "رسالة مفتوحه إلى أمانة مؤتمر أدباء مصر في دورته الفضية "، مشيرا إلى دور أمانة أدباء مصر كحراس لاستقلالية الحركة الأدبية المصرية، فى مواجهة تدخلات بعض الذين نصبوهم علينا من " كبار" موظفى وزارة الثقافة ، والمتشدقين دائما : بديموقراطية القرار الثقافى ، فيما يفعلون العكس تماما.
وأشار زرزور أنه عقب علمه بترشيحه للتكريم ضمن فعاليات الدورة الراهنة للمؤتمر ، ليس كشاعر فحسب، بل وأيضا لكونه واحدا من النشطاء الثقافيين طوال أكثر من ربع قرن ، منذ التحق بالهيئة العامة لقصور الثقافة منتصف السبعينات، وهو ما أسعده ، وعلى الفور أرسلت للصديق الدكتور جمال التلاوى أمين المؤتمر رسالة مكتوبة : شاكرا فيها له بالنيابة عنكم ،معتزا وممتنا.
ويضيف زرزور، أنه صارح التلاوي بخشيته من إثارة ترشيحه تحفظات وحساسية من د.أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة، لمعرفته كيف يفكر مجاهد، وكيف " يشخصن " قرارته ، بعيدا عن الموضوعية المفترضة عند أى مسئول رسمى يعرف واجباته وذلك نظرا لافتعاله العديد من الخلافات الشخصية والمثيرة للسخرية لو كشفها على الملأ، أثناء عمله معه بالهيئة، وأنه أبدى استعداد لإعفاء الأمانة من مسألة ترشيحه، تحسبا : لخلافات ومشكلات قد تنشأ بسببه، وهو ما رفضه التلاوي مؤكدا أنه لا ولن توجد مشكلة أبدا ، وأن الترشيح قد تم بالإجماع بحضور مجاهد ، وأن الأمانة لا تخضع لأية املاءات ، مادام القرار تم بشكل ديموقراطى .
وعقب انتظار طويل لأن يتصل به أحد من الهيئة لتسليمه المعلومات التى يجب أن يتضمنها كتاب المكرمين اتصلت بصديقيه سعد عبد الرحمن ومحمد أبو المجد فى الهيئة ، باعتبارهما يعملان فى الشئون الثقافية المنوطة بمتابعة أعمال المؤتمر ، لتحدث المفاجأة !.. ويخبراه أنه قد تم ابلاغ أمانة المؤتمر فى الجلسة الأخيرة: أننى قدمت اعتذارا مكتوبا ، بل ، وأنه افتعل صداما وشجارا مع أمانة المؤتمر، وعلى الفور تم ترشيح شاعر آخر للتكريم ، وتم الغاء قرار تكريمه.
و يؤكد الشاعر أحمد زرزور على أن الجميع يعرفون حرصه على الابتعاد الدائم عن ثقافة المزاحمة والتدافع بالمناكب ،والانخراط فى تدبير المؤامرات والمكائد الصغيرة ، سعيا وراء جائزة ، أو مشاركة فى سفر رسمي خارج الحدود ، مكتفيا بقناعاته فى أن أعظم تكريم هو أن يكتب المبدع نصا حقيقيا، يبقى مع الزمن أصيلا ، وإنسانيا، ثم هل هناك تكريم أروع من أن يتصل بى أطفال المدارس الابتدائية، ليعبروا عن فرحهم بأشعاره التى تتضمنها مناهجهم الدراسية.
ويضيف أن ما دفعه لكتابة هذه الرسالة هو كشف المسكوت عنه للأعضاء في أمانة أدباء مصر، وكيف تم " اللعب " من ورائهم ، إرضاء للسيد مجاهد ، الذي لا يتوقف عن الرطانة بـ " الديموقراطية " الثقافية ، فيما تكشف الحقائق زيف ما يطلقه من شعارات .
ويشير زرزور أنه وجه الرسالة للأدباء بعيدا عن وزير الثقافة العروف انحيازه لرجاله وهو الأمر الذي لن يتوقف عنه أبدا، ومن تم فهو يضع رهانه على أدباء مصر داعيا أمين عام المؤتمر إلى نشر رسالته التي يقولون بها حول اعتذاره عن التكريم.
وفيما يلي نص البيان:
أجدنى مضطرا ، لأن أخاطبكم ، كزملاء ، وكنخبة من المبدعين الذين يتمسكون بدورهم كصوت للضمير النقى ، وللحرية ، وكحراس لاستقلالية الحركة الأدبية المصرية ، فى مواجهة تدخلات بعض الذين نصبوهم علينا من " كبار" موظفى وزارة الثقافة ، والمتشدقين دائما : بديموقراطية القرار الثقافى ، فيما يفعلون العكس تماما .
نعم ، أجدنى ، آسفا ، مجبرا : على أن أضعكم فى قلب حدث جسيم ، يخصكم ، أظن أنه قد تم التعتيم عليه ، عن قصد ، وهو مالم أستطع الصمت تجاهه، ليس لأنه يتعلق بى ، بقدر مايتعلق بجدارتكم فى الدفاع عن استقلالية قراركم ، دفاعا عن كيانكم الآعتبارى كأمانة ، بكل ماتسعون اليه من احاطته بكل مايكفل له الكبرياء والمهابة والقوة .
وتبدأ الحكاية: عندما علمت أن أمانتكم الموقرة تنوى ترشيحى للتكريم ضمن فعاليات الدورة الراهنة للمؤتمر، ليس باعتبارى شاعرا وحسب ، بل وأيضا : لكونى واحدا من النشطاء الثقافيين طوال أكثر من ربع قرن ، منذ التحقت بالهيئة العامة لقصور الثقافة منتصف السبعينات ، وبالطبع فقد سعدت كثيرا بترشيحكم لى ، فما أروع أن يكرم المبدعون أنفسهم ، بعيدا عن حسابات الأجهزة والمؤسسات الرسمية .
وعلى الفور أرسلت للصديق الدكتور جمال التلاوى أمين المؤتمر رسالة مكتوبة : شاكرا فيها له بالنيابة عنكم ، معتزا وممتنا ، ولأننى أعرف كيف يفكر أحمد مجاهد رئيس الهيئة ، وكيف " يشخصن " قرارته ، بعيدا عن الموضوعية المفترضة عند أى مسئول رسمى يعرف واجباته ، فقد صارحت " التلاوى " بخشيتى من أن يثير هذا الموضوع تحفظات وحساسية وضيق مجاهد ، نظرا ، لافتعاله العديد من الخلافات الشخصية والمثيرة للسخرية لو كشفتها على الملأ ، أثناء عملى معه بالهيئة ، وأظن أننى سأفعل ذلك لاحقا ، بل وأبديت استعدادى لآعفاء الآمانة من مسألة ترشيحى، تحسبا : لخلافات ومشكلات قد تنشأ بسببى .
لكن صديقى " التلاوى " أكد لى فى اتصال هاتفى أنه لا ولن توجد مشكلة أبدا ، وأن الترشيح قد تم يالأجماع بحضور مجاهد ، وأن ألامانة لاتخضع لأية املاءات ، مادام القرار تم بشكل ديموقراطى . وهنأنى مشكورا ، وبعدها بدقائق هنأنى أيضا صديقى الشاعر الجميل محمد ابو المجد مدير عام الثقافة العامة بالهيئة .
وبدأ نشر العديد من أخبار المؤتمر فى الصحف والمواقع الألكترونية ، متضمنة أسماء المكرمين ومن بينها اسمى . وانتظرت أن يتصل بى أحد من الهيئة لتسليمه المعلومات التى يجب أن يتضمنها كتاب المكرمين ، الى أن " لعب الفأر فى عبّى " كما يقولون !
ولما طال انتظارى ، اتصلت بالصديقين سعد عبد الرحمن ومحمد أبو المجد فى الهيئة ، باعتبارهما يعملان فى الشئون الثقافية المنوطة بمتابعة أعمال المؤتمر ، لتحدث المفاجأة !
فقد أخبرانى أنه قد تم ابلاغ أمانة المؤتمر فى الجلسة الأخيرة: أننى قدمت اعتذارا مكتوبا ، بل ، وياللفجيعة التى لايتوقعها أحد ، أننى أيضا :افتعلت صداما وشجارا مع أمانة المؤتمر ، ولا أريد أن أذكر أسماء من قالوا أننى تشاجرت معهم ، فقد وعدتهم بألا أثيروسائل الأعلام حتى لايفشل المؤتمر ، وعلى الفور تم ترشيح شاعر آخر للتكريم ، وتم الغاء قرار تكريمى ، مما أعفانى من حرج الكلام ، فلم يعد الأمر قابلا للسكوت عنه !
وهنا أحب أن أؤكد مايعرفه الجمع من حرصى على الابتعاد الدائم عن ثقافة المزاحمة والتدافع بالمناكب ،والانخراط فى تدبير المؤامرات والمكائد الصغيرة ، سعيا وراء جائزة ، أو مشاركة فى سفر رسمى خارج الحدود ، مكتفيا : بقناعاتى فى أن أعظم تكريم هو أن يكتب المبدع نصا حقيقيا ، يبقى مع الزمن : أصيلا ، وانسانيا ، ثم : هل هناك تكريم أروع من أن يتصل بى أطفال المدارس الآبتدائية ، لبعبروا عن فرحهم بأشعارى التى تتضمنها مناهجهم الدراسية ، أطفال لا أعرفهم ، أليس هذا جديرا بسعادة الاكتفاء والاستغناء ؟
أن مادفعنى لكتابة هذه الرسالة: هو كشف المسكوت عنه فى أمانتكم الموقرة ، وكيف تم " اللعب " من ورائكم ، ارضاء للسيد مجاهد ، الذى لايتوقف عن الرطانة ب " الديموقراطية "
الثقافية ، فيما تكشف الحقائق زيف مايطلقه من شعارات .
أن الاحتفال باليوبيل الفضى لمؤتمركم ، فرصة للدفاع عن كبرياء أمانتكم ، واستقلاليتها ، أما مسألة التكريم فقد كانت ، فقط ، مناسبة ، لفضح ماقد خفى عنكم ، ولهذا كان خطابى المفتوح هذا موجها اليكم انتم بالذات ، وليس الى وزير الثقافة مثلا ، فنحن نعرف انحيازه لرجاله ، ومن اليقين أنه لن يتوقف عن ذلك أبدا .
ختاما : أدعو الصديق أمين عام المؤتمر الى نشر رسالتى التى يحتفظ بها ، لتتعرفوا على حقيقتها : هل هى كما يدعى البعض : اعتذارا عن التكريم ـ أم تتضمن شكرى لكم ، وبوحا شخصيا بالخشية من توابع ترشيحى للتكريم ، وهو ماتأكد للأسف بعد ذلك .
ان يوبيلكم " الفضى " يستدعى أن تتوهج " فضة " ايمانكم بحقكم فى النأى بعيدا عن ألاعيب بعض " كبار " موظفى الثقافة " والانتصار لاستقلاليتكم و كبريائكم الذى هو كبرياؤنا جميعا .
ولله الأمر من قبل ، ومن بعد .