‏إظهار الرسائل ذات التسميات تحقيقات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تحقيقات. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، ديسمبر 17، 2010

اتفقوا علي : الثقافة السائدة سبب اختفاء الاديبات في الفيوم..

أدباء الفيوم ومثقفوها يناقشون ظاهرة انعدام الادب النسوي بالمحافظة  
ملك حفني ناصف

الروائية هالة قرني

الفيوم من المحافظات التي انجبت العديد من المبدعين والفنانين والقامات الكبيرة في الادب والفكر والصحافة والمسرح ولا يمكن ان ننسي عظماء امثال عميد المسرح العربي يوسف وهبي والشاعر ابو داوود وابن حنظل ومصطفي الابجيجي وباحثى البادية ملك حفني ناصف
وفي العشرين عاما الاخيرة الشاعر محمد عبد المعطي والمخرج المسرحي صلاح حامد واخرون
والتاريخ يذكر ان السيدة عائشة حسنين استطاعت ان تكتب اسمها في سجل الخالدات باعمالها الخيرية والبحثية والخدمية لابناء محافظتها 
والان...ونحن في نهايات 2010 نتساءل عن دور المراة في الحراك الثقافي والادبي الناجع لاجيال المبدعين من الشباب في الفيوم 
نتساءل ..لماذا انطوت المراة واتخدت ركنا بعيدا عن المشاركة الحياتية واصبحت في طي النسيان بعيدا عن دائرة الضوء والابداع ؟
هل لم تعد هناك الموهبة التي تطرح المراة علي طاولة الابداع والفكر جنبا الي جنب مع الرجل ؟
لماذا لم يعد في الفيوم الصوت النسوي في الشعر والقصة والرواية ؟
ناقشنا هذه القضية مع مثقفي الفيوم ومبدعيها لنقف علي  اجابة شافية 

الشاعر عبد الكريم عبد الحميد
بداية يقول الشاعر عبد الكريم عبد الحميد :-
          
الابداع النسوي في الفيوم بشكل عام قليل فوجود النساء في الادب اقل علي عكس الفن كالمسرح والتمثيل او الغناء ويعود ذلك لعقلية الرجل الذي يقرأ اكثر من المراة واحساسه بالمعاناة اكثر لانه المسئول عن الاسرة وليست المراة هي المسئولة فعقل الرجل اكبر من عقل المراة بدليل ان المراة تعود الي الرجل لحل مشكلاتها والعكس ليس صحيحا

اما الدكتور الشاعر محمد ربيع هاشم
الشاعر محمد ربيع هاشم

فيري ان الواقع الفيومي لا يزال متحفظا علي دور المراة المبدعة ويخشي الذهاب الي قصر الثقافة مثلا للالتحام بالادباء وذلك يرجع الي خلفيات اجتماعية وقفافية موروثة وتقاليد وعادات قديمة اضافة الي ذلك عدم قدرة ندوات الفيوم علي اجتذاب المراة من خلال ندوات مفتوحة تستطيع من خلالها المراة ان تعاين الواقع الثقافي وتطلع عليه واضف الي ذلك انغلاق المراة وانطوائها علي ذاتها كشخصية تكتب ما بداخلها لنفسها والمقربين حولها ولا تعرض هذا الانتاج خشية النقد الادبي
أما الشاعر الشاب محمد علاء الدين 
الشاعر / محمد علاء
 لايختلف كثيرا عن راي هاشم فيقول ان من الممكن ان يكون هناك اديبات بالفيوم لكنهن غير معروفات لعدم خروجهن من منازلهم او مشاركتهم في الامسيات لان الجو بالفيوم غير مفتوح وهذا هو الطبيعي عندما تكون هذه الموهبة في بدايتها فسوف تجهض وتدفن لانها لم تجد من يرعاها 
ويلتقط الشاعر سيد كامل اطراف الحديث قائلا
قد يحضر الي الندوات بعض الاديبات مرة او مرتين ولا يحضرن بعد ذلك ويذهبن الي حيث اتين وربما يرجع ذلك الي عدم حسن استقبالهن من كبار الادباء الذين يسيرون امور ندوات الورشة كما ان الطابع الريفي يحول دون حضور الاديبات الي ندوات مسائية 
ويقول الشاعر مصطفي عبد الباقي رئيس نادي الادب

الشاعر مصطفي عبد الباقي
بسبب التحفظات في المنازل فالفيوم مجتمع ريفي 
مغلق ومحافظ ولان هذه الندوات او الامسيات تكون في المساء وهذا سبب كاف لامتناع الامراة عن حضور انشطة نادي الادب لكننا نرحب بكل الموهوبات علي طاولة النادي وامسياته وندواته الفكرية
ويتمعن القاص عصام الزهيري قبل طرحه تفسيرا واضحا لهذه الظاهرة قائلا

لابد من تعريف المقصود بالادب النسوي بداية .. هل  المقصود به كل أدب تكتبه المرأة ؟ أم المقصود به لونا من الادب ذا مضمون معين يحتوي تفاصيل حياة المراة او معاناتها او قضاياها او نظرتها الي العالم؟
القاص عصام الزهيري
إذا كان المقصود هو المعني الاول اي : كتابة المراة بوجة عام : فانا اعتقد انه يوجد بالفعل ادب نسوي في الفيوم امثله _ هالة قرني في الرواية _ و رضا شعبان في القصة _ وايمان اسلام في الشعر -
اما لو كان المقصود بالادب النسوي المعني الثاني اي ( الادب ذي المضمون النسوي )  الذي يفدم وجهة نظر الانثي في العالم فهو ايضا موجود سواء في النماذج الادبية التي تقدمها الكاتبات الالتي سبق اشارتي اليهم او مما يقدم بطريق الكتابة الذكورية من اشعار وقصص تقدم وجهة النظر النسوية للعالم 
فالكتابة النسوية في الفيوم موجودة وليس معني ذلك انه لا توجد مشكلات او عقبات اوازمات في مواجهة الشكلين معا . فالحقيقة ان _ القيم الريفية _ للمجتمع الفيومي المحلي تكاد تخنق الكتابة النسوية وتميل الي رفض او استنكار فكرة _ المراة الكاتبة _ وهي قيم تروج بين الكتاب انفسهم للاسف .اذ ليس من النادر ان نسمع مثلا من يردد ..لا يجتمع كاتب وكاتبة تحت سقف واحد
ورغم كل هذا اؤكد ان هناك ادب نسوي بالفيوم ادب شبه لشمعة خافتة تقاوم بضوئها النحيل ظلام القرون . انه ادب مقاوم للقهر ومضار الثقافة والتخلف فعلينا الالتفاف لمؤازرته والاحتفاء به وتقديمه للقارئ المصري بشتي الوسائل