‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، يونيو 01، 2011

صبري رضوان يكتب :- ماذا فعل احمد البنهاوي في منمنمات سعد الله ونوس ؟؟




بقلم / صبري رضوان


اللعبة .. كما يقولون .. الناس يتعلمون وهم يلعبون ... المسرح البريختي الذي يحتفي بكسر الايهام واعطاء المشاهد هدنة مع الحدث المتقد لكي يتلقط انفاسه امام مشاهد الدمار والقتل وخنوع السلاطين والحكام والامراء .. عندما لا يهمهم الا كرسي العرش .. ثم كرسي العرش .. ثم كرسي العرش .. ولا يعنيهم ان يأتي محتل يغتصب البلاد فيأسر الجيوش ويسبي النساء ويستعبد الاطفال في اسواق النخاسة .

الخميس، مايو 19، 2011

تميم البرغوثى: "أوباما" يريد أن يشترى حقل قمحنا برغيف





اليوم السابع / كتب بلال رمضان


قال الشاعر الفلسطينى تميم البرغوثى، فى تعليقه على خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الذى ألقاه منذ قليل، إن "أمريكا تريد خداعنا لتأجيل انتفاضة الفلسطينيين، وتأجيل تحول مصر إلى معسكر للمقاومة"، محذرًا، "ومن وثق بوعود عدوه فلا يلومنّ إلا نفسه، فهو – أوباما - يريد أن يشترى حقل قمحنا برغيف".

وأضاف تميم البرغوثى، خلال تعليقاته على موقع التواصل الاجتماعى الشهير "توتير"، أن أوباما يحاول إنقاذ ما بقى من معسكر الاعتدال العربى، والذى يتمثل فى "نصف الحق ظلم كامل، ونصف الحقيقة كذب كامل"، مطالبًا "فلا ينخدع أحد به".

وقال تميم، "كما توقعنا خطة أمريكا لحل الصراع دولة فلسطينية تؤمن إسرائيل مع تأجيل القدس واللاجئين ما قبل بذلك إلا لمعرفته أن البديل هو تحرير البلاد كلها".

وأكد تميم أن "حلّ الدولتين ليس كسبًا للضفة وغزة بل خسران لباقى فلسطين، وأن تبادل الأراضى يساوى بين المستوطن اللص فى ضواحى القدس ونابلس وابن البلد الفلسطينى فى أم الفحم".

وفى آخر تعليقاته منذ قليل حول خطاب أوباما، قال البرغوثى، إن العقوبات تؤذى الشعوب وتمنح الشرعية للأنظمة وتسحبها من أى معارض يقبلها، ومن أراد القضاء على أى معارضة فليدفعها إلى التحالف مع أمريكا.

الاثنين، مايو 16، 2011

الشاعر سعيد شحاتة يكتب :- قصور الثقافة ... والنزول الي الشوارع





تغيرت الأحوال وتبدلت السبل وسطع نجم من سطع وأفل نجم من أفل وما زال النيل يجرى، والشارع المصرى يصارع الحياة والفلول تؤدى دورها على أكمل وجه، والفتة تأخذ طريقا جديدا علينا، والدماء تخضب تراب مصر، والكلاب ينبحون فى قصور السادة والقتلة وهاتكى الحرمات، وأصحاب الأسوار العالية، الحياة تسير كما لو كانت مصر تظهر الآن فى بللورة الساحر الأسود يوجهها كما شاء، ويتحكم فى مصير شعبها كيفما أراد، كل شيء فى جعبة الكاهن المخضرم، وكافة الأشياء غير واضحة المعالم، ساكنو طرة يقودون دفة الشيطان إلى الآن، يتحكمون فى رغيف الخبز، وخرشوف الجنائن وسولار السيارات وأسعار الملابس الداخلية، ونوعية اللب التى يجب أن تفرض على المواطن الجالس أمام مباراة الأهلى وعزبة النخل

كل شيء مرتب ومنسق ومنمق وجميل الطلعة ورائع المحيا حتى هيئة قصور الثقافة، ما زالت تؤدى دورها كما ينبغى، أمسيات وندوات ومحاضرات وجلسات بحثية، ومؤتمرات وعلى الرغم من كل هذا ما زالت الفجوة تتسع بين الثقافة الجماهيرية والشارع، والسؤال البديهى الذى يطرح نفسه ....لماااااااااااااااااااااااذا؟؟؟؟1

الأسباب كثيرة ومتعددة والكل يعرفها، الشرفاء ينوهون عنها فى مقالات عابرة والمنتفعون يتجاهلون كل شيء، حتى أسباب فشلهم، للأسف

الثقافة الجماهيرية ما زالت تتعامل مع المثقف من منظوره فقط ومع الشارع من منظور المثقف ومع بائع الخضار من منظور المثقف، والمثقف الذى اعتدناه يريد إعادة هيكلة الكون بطريقته الخاصة، وإعادة هيكلة الكون وترتيبه تحتاج إلى مزيد من الانفصال والتقوقع عن هذا العالم الفوضوى، لذا ينفصل المثقف الواعى عن العالم ويعتزل الحياة ليعيد صياغة الكون وترتيب مجراته حسبما اتفق مع من هو أعلى منه ثقافة حتى لا يتهم بالرجعية والتخلف

هل بائع البطاطا يمكن له أن يصل إلى هذا الحد من الفلسفة؟

هل الرجل الذى قرر أن يشترى ميدان العتبة له علاقة بكل هذه المجرات؟

أعتقد أن الإجابة تشير إلى استدارة العنق للنفى لا للإيجاب

قضيتنا يا سادة هو الشارع المصرى وخوض غمار المعركة بكل الأسلحة المتاحة للقضاء على التخلف الذى استشرى فى رؤوس القاعدة العامة من البشر، قضيتنا الإنسان البسيط الذى يستخدمه القتلة كآلة للقتل لا آلة للبناء، قضيتنا ترك القاعات المغلقة والبعد عن منصات الشعر ضيقة الأفق للوقوف على منصات الشعر فى وسط الشارع

مصر تحتاج لمد يد العون من الثقافة الجماهيرية وصراعات الكراسى العقيمة دعوها وشأنها، من أراد أن يساهم فى بناء مصر منكم عليه أن يساهم فى بناء ذاته، الشعراء لا يتقاتلون من أجل إدارة، أو من أجل كرسى زائل، اتقوا الله فى مصر، اتقوا الله فى أبناء مصر، اتقوا الله فى ضمائركم

أقسم بالله هذا أوانكم وأوان كل مثقف وأوان كل محب وأوان كل مناضل وأوان كل مصرى، لا يجوز لنا أن نوجه دفة أمورنا لفك النزاعات التى نحرض على ألا يعرفها المقربون، لا يجوز أبدا على أن يستعرض كل منا عضلاته على الآخر ليثبت له أنه الأجدر والأقوى، مصر لا تنظر منا الأقوى ولكن تنتظر الأفضل والأجدر والقادر على خوض المعركة

أحبائى فى الثقافة الجماهيرية

إن لم نواجه الظلاميين وقتلة الأبرياء ببيت شعر يفك شفرة الغل المزروعة فى صدورهم، فبائع الفول القابع على ناصية الشارع يمتلك دورا أفضل من دورنا، إن لم نواجه الفتنة بحزمة ورود من مثقفى مصر بإيعاز من الثقافة الجماهيرية، فبائع الورد على الكورنيش يمتلك بضاعة أهم من بضاعتنا

الحياة لن تتوقف وأسباب الفشل كثيرة وإحصاؤها ممل

وأعدكم أننى -بعد هذا الكلام الذى لا محل له من الإعراب لديكم- سأكون فى الصباح الباكر على باب المحقق دون أن تستدعونى للتحقيق كالعادة

الخميس، أبريل 28، 2011

قبل ساعات من الانتخابات المنتظره . الشاعر سعيد شحاتة يكتب :- لا تحلموا باتحاد كتاب سعيد



انطلاقا من أمل دنقل نبدأ حيث لا جديد تحت الغطاء، كل شيء يشبه الأمس، ولا جديد، الابتسامة الصفراء الفاقعة والأيادى الباردة الممتدة والقبلات الفاترة والكلمات البراقة والشعارات الباهتة البالية التى أكل الزمان أمعاءها وشرب دماءها وجعلها حجة من لا يمتلك الحجة و...برهان من لا يجيد التعامل مع المعطيات دون أن نطيل أو نغازل حلبة المبارزات الكلامية عديمة الجدوى والمنفعة والقيمة، فإن الأمر جد خطير ومصر مازالت مصر وإن غدا لناظره قريب، توجهت إلى أتيليه القاهرة بالأمس للمشاركة فى أمسية شعر غريبة الشكل أرهقت معدتى وأصابتنى بدوار خفيف لكن سرعان ما نجوت منه بمغادرة مقاعد الأمسية والتوجه إلى أصدقائى الجالسين يقهقهون ويطلقون النكات التى لا طائل من ورائها إلا الضحك المتواصل وكأنهم يلوذون بخيمة يستظلون بها قبل دخول أجواء يوم الجمعة القادم، أجواء انتخابات اتحاد الكتاب، نظرت إلى الوجوه بتمعن، تفحصت الضحكات، استرقت السمع، الكل يعد، الكل يتحدث مع الآخر بحميمية غريبة، الكل يتحدث بمنطق المتفحص العارف العالم، الكل يطلق النكات الساخرة، الكل يضحك الكل تطل من عينيه دمعة الندم دون أن يدرى انتهت هذه الجلسة التى أرهقت ذهنى ووترت أعصابى ومفاصلى وأدهشتنى وأحزنتنى فالجميع من يعرفنى ومن لا يعرفنى يمد يديه بالسلام ويبتسم نفس الابتسامة التى لا مبرر لها، ويسألنى انت عامل ايه، أخبارك، مننا واللا من الناس التانيين؟ أبتسم والحزن يعتصرنى وأقول فى نفسى، هم دول أدباء مصر، هى دى الحميمية والإخوة والعيلة الكبيرة، الأشخاص دى بتقابلنى كل يوم وما بيسلموش عليا كل يوم وما بيضحكوش فى وشى كل يوم، ايه اللى جد؟ تحدثت إلى أحد أصدقائى اوعى تقول لهم اننا مش أعضاء اتحاد عشان نفضل نتقنذح عليهم، ههههههههه، ضحكنا، سمعنا صديق آخر، رد قائلا: لا ما تخافش هيقولوا لك انت وراك كام صوت خرجت ضحكاتنا خافتة ولكنها ضحكات من القلب، ضحكات لا نريد من ورائها صوت المدعين والقتلة شعرت أننى أمتلك حريتى وأصدقائى يتاجرون بكل شيء للحصول على كرسى لا طائل من ورائه إلا السب وما شابه شعرت أن مصر تغيرت فى كل شيء ولم تتغير فى سياسة الانتخابات القذرة شعرت أن هؤلاء يكذبون على أنفسهم كما شعرت أن أمل دنقل قرأ هذه النماذج منذ فترة طويلة، ترحمت عليه كما ترحمت على اتحاد الكتاب، وابتسمت للجميع وهمست فى أذن أحد أصدقائى: كبّر دمااااااااااااااااغك وحزنت أننى قلتها فى هذا الوقت فهذه الكلمة أخذت عهدا على نفسى ألا أقولها بعد الثورة وهذا الكلام لا يعنى أن هناك من يستحق أن نقول له اتحاد كتاب مصر أمانة كما يجب أن نخرج جميعا واحنا شايلين مصر علىاكتافنا علشان ما ننساش إننا رايحين ننتخب مصر

الاثنين، أبريل 25، 2011

الشاعر سعيد شحاتة يكتب / اتحاد الكتاب....للأمانة.




عندما طرحت أسماء المرشحين لاتحاد الكتاب أصابتنى قشعريرة غريبة، وشعرت أن العديد من هذه الأسماء طرحت للنيل من هذا المكان الذى أعتبره طاهرا -من وجهة نظرى المتواضعة- فالعديد من هذه الأسماء خاضت مثل هذه الانتخابات لثلاثة أشياء

إما للنزهة والتريض على حد تعبير مدرس اللغة العربية فى المرحلة الثانوية

وإما للشهرة الغير مبررة الأسباب وذلك على حد تعبير أحد النقاد المتحذلقين والمتفيهقين والمتذبلحين ولا أعرف معنى التذبلح

وإما لتفتيت الأصوات وهذا على حد تعبير الحلوين بتوع الحزن الوثنى المنحل فى كل شيء

***************

أما بعد

أود أن أوضح وأنا لست عضوا فى هذا المكان الذى أكن له كل الاحترام والتقدير والمحبة أن القائمة طويلة وعندما تنظر إليها لا تستطيع أن تخرج أكثر من 29 عضوا إذا كنت تتعامل بمنتهى الموضوعية فى حين أن الاتحاد يحتاج إلى 30 عضوا من هذه القائمة، الأسماء معروفة ومن أثرى الحياة الثقافية معروف ومن أضاف إلى ساحة الإبداع يشار له بالبنان ومن قال لا فى وجه الطغاة والمستعمرين فى كافة المجالات لا ينكره إلا جاحد مذبلح

والملفت للنظر أن الجميع يراهن على أدباء الأقاليم وكأن أدباء الأقاليم -اللى هم احنا طبعا-لا يبصرون ولا يمكن أن يميزوا بين الغث والثمين، ولأنهم طيبون جدا ومسلمون جدا ومالهمش مطالب غير ندوة كل سنتين فى أى حتة -أقصد أدباء الأقاليم اللى هم احنا- فما فيش مانع إن السادة المرشحين المشار إليهم طبعا يوعدوهم بشوية ندوات وكام قناة والحياة منتهى اللذة، وأصواتكم أمانة وكام شعار من بتوع الحزب المنحل ومانجة الدنيا، الدنيا مانجة

لكن هل مطالبنا كأدباء أقاليم من اتحاد كتاب مصر تتلخص فى مثل هذا الهزال والضعف، إخوانى خدعونا كثيرا وما خدعوا إلا أنفسهم وضحوا بنا كثيرا وتندروا علينا فى جلساتهم الجريونية وما تندروا إلا على أنفسهم لذا أود أن أشير أن مصر أمانة فى أعناقنا وأن أصحاب الأجندات الفعلية اندسوا على هذه الانتخابات فعلينا أن نتوخى الذر وعلينا أن نبدأ بأنفسنا كمثقفين ومن هذا المنطلق أود أن أذكر لكم قصة طريفة للغاية توضح مدى التلاعب بهذا المكان العظيم

إن الميزانيات لا تناقش فى اتحاد الكتاب على اعتبار أن الملائكة لا يمكن محاسبتهم، ولن أخوض فى هذه النقطة لأن أخى أحمد سراج قد فصّلها فى إحدى مقالاته ولكن الجدير بالذكر والإشارة أن اتحاد الكتاب به العديد من الأعضاء الذين دخلوا من الأبواب الخلفية فقد روى لى أحد أصدقائى أنه كان يركب تاكسى فسأله السائق إلى أين فأجاب إلى اتحاد الكتاب فأخرج السائق له كارنيه الاتحاد من جيبه قائلا له إننى عضو فى هذا المكان، فسأله هل أنت كاتب فأجابه السائق لا كاتب ولا يحزنون دا أحد أصدقائى طلعهولى والسلام، تخيلوا مدى التلاعب بأصوات الأعضاء الشرفاء اللى طلع عينهم من أجل الحصول على هذا الكارنيه

حكموا ضمائركم وأنا لأننى لست عضوا لا يمكننى أن أطرح اسم فلان أوعلان أو تلتان أنا عارف كويس وكلنا عارفين إن الأجدر والأحق هيكون فى مكانه وإن الهالوك كما أشرت فى مقالة سابقة لا يمكن أن يقتل الورد إلا إذا أهمل الفلاح ولأننا فلاحون بارعون يمكننا أن نطلق أيدينا للقضاء على مثل هذا الهالوك ولو بالمبيدات، مصر محتاجة تنضف وإحنا اللى هننضفها إن شاء الله

**************

ومن هنا إلى بعض المرشحين الذين علق معظمهم شماعة أصواته على المعارف والمكانة الصحفية وشغل تحت الترابيزة، و لسه ما حدش بلغهم إن الثورة قامت وإن الثورة دى قامت من أجل التطهير، وإن التطهير دا محتاج شفافية وإن الشفافية دى محتاجة ناس واضحة وإن الناس الواضحين دول محتاجين برامج انتخابية وإن البرامج الانتخابية دى محتاجة تنفيذ مش مجرد كلام وإن التنفيذ ده محتاج عزيمة وإن العزيمة للأسف ليها ناسها ولازم يفهموا إن ناسها دول هم الورد الحقيقى فى مصر وإن مصر خلاص عايزة تتخلص من الهالوك، لذا احنا هنرش مصر بمبيدات بالفعل فما حدش يزعل. والله الموفق

السبت، أبريل 23، 2011

حمدى أبو جليل يكتب: الثورة المعطلة فى الثقافة الجماهيرية




اليوم السابع


قامت الثورة وانتصرت واختفت، بل سجنت أسماء براقة وتغير رؤساء تحرير الصحف وأولهم رئيس تحرير الجمهورية، ومازال هذا الوضع المعوج، بل المريب المستفز قائم فى الثقافة الجماهيرية: "كل مسئولى صفحات وأقسام الثقافة والأدب فى كل مطبوعات "دار التحرير والنشر" تقريبا يعملون فى الثقافة الجماهيرية، وليس أى عمل وإنما رؤساء تحرير، والأعوج أن رئاساتهم الهامة والمبجلة هذه والتى ينفقون عليها جل وقتهم وجهدهم تمارس فى غير ساعات العمل الرسمية، والأعوج من الاعوجاج ذاته أنهم يتقاضون عنها مرتبات غريبة فى هيئة فقيرة مثل الثقافة الجماهيرية، وبالطابع لا تقارن بما يتقاضونه من عملهم الأصلى فى دار التحرير والنشر!!

يسرى حسان، المحرر الثقافى بجريدة المساء والمشرف على القسم الثقافى بمجلة "حريتى" يعمل رئيسا لتحرير مجلة "مسرحنا" ويسرى السيد محرر "نادى أدباء الأقاليم" يعمل رئيسا لتحرير مجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية، وعمرو رضا المشرف على الصفحة الثقافية بجريدة الجمهورية يعمل رئيسا لتحرير مجلة "الثقافة الجديدة".

ومعروف أنهم كانوا ومازالوا مندوبين لدار التحرير فى الثقافة الجماهيرية، وأن سبب تعيينهم فى ظل الكوادر الثقافية المهدرة فى الثقافة الجماهيرية يرجع لذلك بمنتهى الوضوح والشفافية، ولا يعلم إلا الله كيف يؤدون عملهم الصحفى بالموضوعية المفترضة فى ظل هذا الوضع، وكيف يعملون فى هيئة المفترض أنهم مراقبوها ومصوبو أخطائها خصوصا بعد الثورة المجيدة؟

ولو كانت مواقع أساسية وفى صميم عمل الثقافة الجماهيرية لهان الأمر، إنما هى مواقع مضافة، طارئة، أوضح ما يؤكد أنها اخترعت خصيصا أن الثقافة الجماهيرية لم تعرفها قبلهم: "مجلة مسرحنا أسسها د. أحمد نوار رئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق خصيصا ليسرى حسان، وكانت فى الأصل نشرة يومية لمهرجان نوادى المسرح والسبب الوحيد لتحويلها إلى مجلة هى المبالغة فى إطراء نوار فنانا وقائدا للثقافة الجماهيرية، و"مصر المحروسة" أساسها د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة السابق خصيصا ليسرى السيد، أما عمرو رضا فقد اخُترع له منصب لم تعرفه الثقافة الجماهيرية قبله.

والأغرب أن هذه المواقع المخترعة تكرر حرفيا مطبوعات وإصدارات قديمة مازالت مستمرة حتى اليوم، فمجلة "مسرحنا" تعيد تجربة وربما نصوص وكتّاب مجلة "آفاق المسرح" وسلسلة "نصوص مسرحية" التى تصدرها الهيئة شهريا، ومجلة "مصر المحروسة" تقوم بنفس الدور الذى يقوم به "موقع هيئة قصور الثقافة" الإلكترونى الذى يشرف عليه الناقد د. مصطفى الضبع ، وهى تفتقر لأى تأثير أو رواج يذكر اللهم إلا سخط غالبية الأدباء والمسرحيين، والأهم أنها ترهق ميزانية الثقافة الجماهيرية المحدودة أصلا والمخصصة أساسا للأقاليم المحرومة من الفنون والثقافة عموما، يكفى أن المكافأة الشهرية لأى واحد من هؤلاء (الرؤساء) تبلغ أضعاف ما تخصصه الهيئة لنادى أدب أى محافظة طوال عام كامل بما فيها "نادى أدب" العاصمة نفسه!

ومنذ قيام الثورة ومن قبلها بُح صوت موظفى الثقافة الجماهيرية وشباب مثقفيها وكتابها وفنانيها وحتى لجنتها النقابية فعليا، وأصدروا العديد من البيانات ونظمو العديد من المظاهرات والاعتصامات التى تطالب أول ما تطالب بالغاء مجلة "مسرحنا"، "وموقع" مصر المحروسة "لم يكبداه لميزانية الهيئة دون أى تأثير أو حتى جدوى واضحة!

ولكن هيهات، والمؤسف حقا أن هذا التجاهل إن لم نقل العناد لا يخص هذه المواقع المخترعة فقط وإنما يمتد لكل دولاب العمل بالثقافة الجماهيرية، فهى المؤسسة الوحيدة التى لم تتأثر أحوالها فعليا بالثورة، وظل أسلوب العمل بها على حاله دون تبديل أو تغيير فما بالك بتطور، وحتى رئيسها الجديد الشاعر سعد عبد الرحمن يعتبر رئيسها الفعلى طوال الخمس سنوات الماضية، فقد كان يرأس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ومعروف أنها الإدارة التى تهيمن على عصب الحياة فى أنشطة الثقافة الجماهيرية وضمنها إدارات وأنشطة الثقافة العامة والمهرجانات والمكتبات والطفل ونوادى الأدب والمعارض والمسابقات والمؤتمرات وغيرها، كما أن أسلوب العمل مازال قائما لم يتغير من حيث الاهتمام بالمناسبات الإعلامية كأعياد الأم وغيرها، ومن حيث التجاهل التام لأى تطوير أو حتى تشغيل للعمل الثقافى فى الأقاليم، وطبعا من حيث دعم ومساندة المواقع المخترعة فى عز المطالب الجماهيرية بوقفها كما فعل رئيس الهيئة الجديد فى أول حواراته الصحفية.

وهذا بالطبع يعرقل عمل الثقافة الجماهيرية فى عز الحاجة إليها، وفى عز استفحال الأفكار والتيارات العنصرية المتطرفة فى المجتمع فهى بعتادها الضخم قادرة وجديرة بثورة ثقافية شاملة، وهى المؤسسة الوحيدة القادرة على ترسيخ قيم الحرية والاستنارة ومواجهة أفكار العنصرية والتطرف فى منابعها، ولن يكلفها ذلك أكثر من تحريك ما تملكه من مسرحيات ومعارض وأفلام ومطبوعات وشعراء وفرق شعبية وعشرات صالات العرض السينمائى وعشرات، بل مئات الكتاب والفنانين فى شتى أنحاء مصر، وفى ظل تطاول الأفكار المتطرفة هذه الأيام كان المفترض، بل الضرورى أن تبدأ حتى بإرسال دعاة من الأزهر الشريف لتعريف رواد الثقافة الجماهيرية فى مختلف أنحاء مصر، وأولهم موظفيها صحيح الدين، وأن أنظمة وأفكار كالعلمانية والمدنية مثلا لا تعنى الخروج على الدين، كما يروج المتطرفون بضراوة هذه الأيام !! ولكنها معطلة، والمؤكد أنها ستظل ما لم تتغير هذه الأوضاع.

الأحد، أبريل 17، 2011

صبري رضوان يكتب / دور مثقفي مصر بعد ثورة 25 يناير




بعد ثورة 25 يناير يجب ان يكون هناك اتجاه اخر للفعل الثقافي بشكل عام بعيدا عن الشللية المقيتة التي كانت تحكم الممارسة الثقافية سواء في الفيوم او في مصر بشكل عام

يجب ان تتخلص قصور وبيوت الثقافة من هذا الشلل الاداري الذي يعيق اي انشطة جادة لصالح ارساء الفكر الحر والابداع الراقي دون فتح الكادر الاعلامي علي اشخاص بعينهم او تلميع انصاف المواهب في شتي مجالات الادب والفكر لخدمة فكر احتكاري عفا عليه الزمن

اري ان من واجب المثقفين المطالبة الدائمة بتنقيح المؤسسات الثقافية من رموز فساد جثا لعدة سنوات علي راس الحراك الثقافي الذي انتج حراكا فكريا ثوريا استطاع ان يغير الحياة في مصر رغم التعتيم والقمع فلا ينكر احد عاقل دور الثقافة والمثقين في احداث الفعل الثوري من خلال اشكال فنية راقية استطاعت ان تصل الي عقول البسطاء وطبقات اجتماعية حتي صار الحشد فاعلا في كل شوارع وازقة مصر بداية من الخامس والعشرين يناير حتي نجاح الثورة وتحقيق الكثير من مطالبها المشروعة

اري ان واجب القائمين الحاليين علي المؤسسات الثقافية ان يتركوا الفرصة سانحة لدماء جديدة قادرة علي التواصل مع معطيات هذه الثورة بشكل حقيقي ليس فيه نفاق لنظام قديم او تملقلا للشرعية الثورية كشكل ممقوت من اشكال ركوب الموجة

والمؤكد ان مصر لم تعقم حتي تظل هذه الوجه متحكمة في ادارة بيوت الثقافة التي تعتبر اكشاكا مغلقة لا تمارس اي دور واضح وملموس لتنمية العمل الثقافي الجاد فليست الثقافة امسيات شعرية اوندوات فكرية تتم خلال اوراق حبيسة اادراج مكاتب مديري الثقافة في قصورها وبيوتها

وهذا دور الادباء انفسهم حين تقع علي عاتقهم مسئولية

الدعوة للتغيير ومحو اثار الماضي المظلم

 المقال منشور ضمن تحقيق صحفي اعده الشاعر الصديق  / شحاتة ابراهيم لجريدة وفد الفيوم العدد الاخيرالصادر في ابريل 011

الثلاثاء، أبريل 12، 2011

الأديب قاسم مسعد عليوة يكتب :- برميل الزيت الذى قدمه مبارك لمشعلى نيران الفتنة







استمعت إلى كلمة الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك التى أذاعتها الأحد 10 أبريل 2011م. قناة (العربية) التليفزيونية الفضائية، تلك الكلمة التى أبدى فيها استياءه من حملات التشكيك فى ذمته المالية وذمم أفراد أسرته، ثم نفى بجمل وعبارات حاول أن توحى بالحسم ملكيته هو و زوجته وأى من ابنيه علاء وجمال لأية عقارات أو أى أصول عقارية بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء كانت تجارية أو شخصية، فى الخارج منذ اشتغل بالعمل العام عسكرياً وسياسياً وحتى تاريخه؛ وأعلن فيها عن استعداده بأن يقدم أية مكاتبات أو توقيعات تمكن النائب العام من أن يطلب من وزارة الخارجية المصرية الاتصال بوزارات الخارجية فى كل دول العالم لتؤكد لهم موافقته وزوجته على الكشف عن أية أرصدة لهم فى الخارج؛ وبعد دفاعه عن عناصر ومصادر أرصدة وممتلكات علاء وجمال وقوله إنها بعيدة عن شبهة استغلال النفوذ أو التربح بصورة غير مشروعة ختم كلمته بأنه يحتفظ بكافة حقوقه القانونية تجاه كل من تعمد النيل منه ومن سمعته ومن سمعة أسرته بالداخل وبالخارج.

هذا ملخص ما قاله ، أما أداؤه الصوتى فقد اتسم بالمهارة العالية، المقرونة بإتقان نبرات الصوت وتموجاته وبحَّته لتحقيق ذات الأثر الذى عمد إلى إحداثه فى نفوس سامعيه فى خطبه الأخيرة، خطب ما بعد الثورة، فقد استهدف استدرار الشفقة والتعاطف؛ لكن المحتوى ظل استعلائياً، ولهجة الحاكم الذى استمر يحكم لثلاثة عقود متصلة ظلت مسيطرة على هذا الأداء. أداء هابط من أعلى إلى أسفل، من شخص اعتاد السيطرة وهو فى سُدة الحكم إلى مواطنين هم الأقل فى المرتبة والأدنى فى المكانة، مواطنين ما عليهم إلا أن يسمعوا ويقبلوا مهطعين رءوسهم، فالشعب هو الذى أخطأ فى حقه بينما هو لم يخطئ فى حق الشعب.

على قصر الكلمة تضمنت انتقالات صياغية وأدائية من شأنها أن تثير فى أذهان سامعيها، إذا ما أرادوا تصنيفها فى إطار ما يعرف بالأدب السياسى، قدراً من الحيرة غير يسير، فبدايتها أوهمت بأنها خطاب رئاسى مما اعتاد الشعب على سماعه منه طوال فترة حكمه، ثم ما لبثت أن تحولت إلى بيان بما احتوته من بعض معلومات عن تقديمه لإقرار الذمة المالية وعدم وجود حسابات وأرصدة وممتلكات له ولأفراد أسرته بالخارج، ثم تحول إلى رسالة موجهة إلى النائب العام يملى عليه كيف يتصرف، وفى نفس الوقت كانت الكلمة ـ مع تصنيفاتها السابقة ـ مرافعة دفاع علنى، خرق بها القاعدة التى تحظر مخاطبة الرأى العام فى الأمور التى تنظر أمام القضاء.

إن الأسئلة لتتزاحم على رأس المرء وهو بستمع إلى هذه الكلمة؛ لماذا لم يقدم محمد حسنى مبارك وأفراد أسرته إقرارات ذممهم المالية ومبارك فى سدة الحكم؟..ولماذا هذه الكلمة بالتحديد فى هذا الوقت بالذات؟.. هل يمكن التعامل معها باعتبارها فصلاً من فصول خطة مدروسة تستهدف توسيع الهوة بين الشعب والجيش، خصوصاً بعد أحداث فجر السبت التى أعقبت جمعة المحاكمة والتطهير وأسفرت عن قتيل وسبعين مصابا واعتقال مثلهم؟.. وهل لموعد البث صلة بخطط رجل الأعمال إبراهيم كامل ومن يشايعه من فلول الحزب الوطنى وبعض رجال الأعمال؟.. وهل تقف مسئولية مبارك بعد ثلاثين عاماً من الحكم الفردى عند حدود الذمة المالية والتحريض ـ مجرد التحريض ـ على قتل المتظاهرين فى ثورة 25 يناير؟.. وأين هى المسئولية السياسية؟.. أين مسئوليته عن تفريغ الديموقراطية من محتواها وقيامه هو وأفراد أسرته ومعاونوه بتحويلها إلى شكل بلا محتوى؟.. أين مسئوليته عن ممارساته وممارسات أعوانه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى شوهت صور الحياة فى المجتمع المصرى وطحنت أفراد الشعب بكل طوائفه وفئاته؟.. أين مسئوليته ومسئولية أفراد أسرته عن تعديل الدستور لضمان بقاء الأسرة فى سدة الحكم؟.. وأين مسئوليته ومسئولية نظامه عن التزوير المتتالى ليس للانتخابات النيابية فحسب وإنما أيضاً للاستفتاءات ، سواء كانت على الدستور الذى عدله بما يوائم ابنه جمال، أو كانت على تجديد فترات رئاسته هو؟.. وهل ينسى الشعب التعذيب الذى نال الكثيرين من أفراده وفصائله ممن ينتمون إلى مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية إبان فترة حكمه؟.. أليس هو المسئول الأول عنه؟.. ثم ماذا عن شهداء الثورة، أولئك الأبرار الذين أريقت دماؤهم فى ميدان التحرير بالقاهرة وفى كل شوارع وميادين مصر، هل تكفى مياه العالم كله ـ عذبة كانت أو مالحة ـ لغسيل يديه منها؟.. وإن اكتفينا بتهمة التحريض، فهل تحريض رئيس الجمهورية، ونجله الموعود بالرئاسة، يعادل تحريض أى مواطن آخر؟.. والتغول الرأسمالى الفاتك بثروات المصريين من الذى رعاه؟.. أليس هو وأفراد أسرته وحاشيته؟.. والانفلات الأمنى الذى أصاب كل صور الحياة بعد الثورة، أليس هو ورجالات نظامه المسئولين عنه؟.. والخسائر المالية التى منيت بها مصر وتضخمت ومازالت تتضخم، أليس هو المتسبب فيها بتعنته وتشبثه بأوهام البقاء فوق كرسى السلطة وعرش الحكم؟..

لقد استمعتُ إلى تحليلات عدد من المعلقين، ولحظتُ وقوفاً متكرراً لبعضهم أمام توقيت بث مبارك لكلمته، مثلما لحظتُ استنكاراً من بعض ثان لبثها عبر قناة تليفزيونية غير مصرية (قناة العربية)، ولحظتُ يضاً تأكيداً من بعض ثالث على أهمية محاكمته أمام القاضى الطبيعى.

فأما التوقيت فمعروفه أسبابه، فلم يخرج بصوته المُدَرَّب فى أول كلمة يلقيها بعد اضطراره إلى التخلى عن الحكم إلا بعدما تشدد الشعب الغاضب فى المطالبة بمحاكمته، وخصص جمعة فوق مليونية لهذا المطلب وأجرى أثناءها (الجمعة 8 أبريل 2011م.) محاكمة شعبية له. لم يخرج عن صمته إلا لما تزايدت ضغوط الشعب على حكومة شرف والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وارتفعت هتافاته المنددة بهذا المجلس وبرئيسه المشير حسين طنطاوى والنائب العام عبد المجيد محمود، ليس فى ميدان التحرير فقط، وإنما فى أرجاء مصر كلها. لم يخرج عن صمته إلا بعدما هدد متظاهرو التحرير بالزحف إلى شرم الشيخ حيث يقيم هو وأسرته. تحت هذه الضغوط الهائلة اضطر القضاء الرسمى ـ وفرق كبير بين الاضطرار والمبادرة ـ إلى اتخاذ خطوات يمكن وصفها بالإيجابية. فى هذا الوقت، الذى يمكن وصفه بالوقت الحرج، خرج مبارك بصوته ليوسع الفتق فى النسيج الذى يجمع بين الشعب والجيش، فتق كلما رُتق عادت أصابع الثورة المضادة ففتقته. بسبب من كل هذا خرج مبارك عن صمته وبث كلمته فى هذا التوقيت بالذات.

إن أول ما يتبادر إلى الذهن هو عدم الحصافة إزاء اختياره لقناة (العربية) غير المصرية قناة يبث عبرها كلمته هذه، وغير معروف حتى الآن ما إذا كان قد طلب بث هذه الكلمة عن طريق منابر إعلامية مصرية عامة أو خاصة أم لا، وما من شك أنه إذا كان قد طلب هذا ولم يُمكَّن منه فإن وصف عدم الحصافة ينتقل إلى هذه المنابر، اللهم إلا إذا كانوا قد طلبوا تصريحاً قضائياً ولم يقدمه، وكون البث صوتياً فهذا يستدعى التأمل فى الدوافع التى حدت به إلى الاستغناء عن كاميرات التصوير، وأظنها متاحة له فى محل إقامته الجبرية. المسألة مقصودة فى اعتقادى، فمع الصوت وحده وعبر تلوناته تتاح الفرص للتلاعب بأخيلة وعواطف المستمعين، فملامحه لن تُرى، ونظرات عينيه ستختفى، وحركة بدنه لن تظهر، من هنا يمكن لحالته الصحية أن تكون بؤرة للاستقطاب العاطفى، وهذا ما أظنه قد دفع به إلى الاكتفاء بالصوت والاستغناء عن الصورة؛ ولنتذكر أنه تحت إقامة جبرية فى مكان قصى منعزل، فى الفيللا رقم 212 بشرم الشيخ ـ وما هى بفيللا وإنما هى قصر منيف ـ ولنتساءل عن جدوى الإقامة الجبرية ما دام التسريب منها وإليها أمراً ممكناً. الإقامة الجبرية قريبة الشبه بالحبس الاحتياطى، وتعنى ضمناً أن الرقابة مفروضة ليس على من أجبر على هذه الإقامة فقط، وإنما على الداخلين إليه والخارجين من عنده. والرقابة تشمل كل الاتصالات السلكية واللاسلكية، العادية والإلكترونية، فكيف تسربت هذه الكلمة؟.. بالوسائل العادية أم بالوسائل الإلكترونية؟.. عن طريق قرص مدمج نقله شخص خرج به من الفيللا وركب وسيلة نقل، طائرة أو سيارة، أوصلته إلى القاهرة وسار به فى شوارع القاهرة حتى مقر قناة (العربية) فسلمه للمسئول ثم أعطى تماماً بالتسليم، أم دفع بما فيه عبر رسالة إلكترونية بثها بنفسه أو بواسطة أحد من أفراد أسرته أو العاملين لديه عبر جهاز كمبيوتر شخصى ضمن أجهزة اتصال غير قليلة متوفرة ـ بالمنطق ـ فى محل إقامته القصى الباذخ؟.. من أغرب ما سمعناه بهذا الصدد ما صرح به اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس الأعلى لقوات المسلحة مساعد وزير الدفاع للشئون القانونية، لقناة "أون .تى. فى" التليفزيونية الفضائية وبثتها مساء اليوم (الاثنين 11 أبريل 2011م.)، تعليقا على كلمة مبارك لقناة (العربية) يوم أمس، إذ قال إن منع الاتصال والمراسلات عن مبارك يستلزم قرارا قضائيا. رحم الله رئيس مصر الأسبق اللواء "محمد نجيب" الذى حرم بما يتمتع به مبارك الآن حين فرضت الإقامة الجبرية عليه فى منزله.

وقد يكون مقبولاً أن يَمْثُل مبارك هو وأفراد أسرته وأركان نظامه أمام قضاتهم الطبيعيين فيما يتعلق بالفساد المالى والاقتصادى، لأنه ـ كما قيل ـ لا يمكن استرداد أية أموال مهربة إلى الخارج إلا عبر أحكام نهائية يصدرها القضاء العادى وليس الاستثنائى. ربما يكون هذا مقبولاً مع قضايا من هذا النوع، لكن ذمة الحاكم ليست هى الذمة المالية فقط، إذ تمتد هذه الذمة لتشمل ذمماً أخرى أبرزها الذمة السياسية؛ وغنى عن البيان أن الفساد السياسى إنما يبدأ من الرأس، التى هى فى الحالة المصرية الراهنة رأس مبارك. إن فساداً من هذه النوعية يستوجب ـ كما طالب فريق كبير من الشعب الثاثرـ اللجوء إلى القضاء الاستثنائى، فمن غير المعقول أن يقوم عدد قليل من الضباط (لا يزيد عن عدد أصابع الكفين) بتشكيل محكمة للثورة، عقب تحول حركتهم إلى ثورة (ثورة 23 يوليو)، لمحاكمة من أفسدوا الحياة السياسية قبل قيامها، ولا تشكل ثورة الملايين المصرية (ثورة 25 يناير) محكمة تحاسب مبارك ومن أفسد الحياة السياسيه معه طوال ثلاثين سنة مضين.

إن استدعاء مبارك وولديه علاء وجمال للتحقيق أمام القضاء العادى أمر محمود، لكن غير المحمود هو التأخر فى هذا الاستدعاء، فقد ترتب على هذا البطء تصرفات كثيرة، من قِبل مبارك وأفراد أسرته، تداولت الصحف المحلية والأجنبية ـ والأجنبية بالأساس ـ أخباراً غير قليلة عنها، ولنتذكر هنا رفض مبارك وأفراد اسرته استلام أول إعلان من المحكمة الذى توجه به مُحضر محكمة جنوب سيناء إلى الفيللا رقم 212 وأبلغ، ورهط الشرطة المصاحب له، وكان هذا الإعلان متعلقاً بالدعوى المقامة ضد مبارك لحل الحزب الوطني ومصادرة ممتلكات ومقرات الحزب بصفته رئيسا لهذا الحزب، كما رفض جمال مبارك المثول أمام الكسب غير المشروع، لنتذكر هذان الموقفان لنعلم موقف هذه الأسرة من القضاء.

ربما كان من الممكن أن يتخذ هذا التحليل منحى آخر لو أن مبارك اعتذر لشعبه عما ارتكبه بحقه وما سببه له من آلام، لكنه استعلى ولم يفعل. لذا بدا جلياً لكل من له عين ترى وأذن تسمع أن مبارك إنما كان يخاطب بكلمته هذه أشياعه من مؤججى الثورة المضادة، أولئك الذين دأبوا على بث الفوضى وإثارة البلبلة منذ أول يوم قامت فيه الثورة، وقدمها لهم برميل زيت جاهز لإشعال نيران الفتنة .. وقى الله مصر من شرورها.

قاسم مسعد عليوة

الاثنين 11 أبريل 2011م.

الاثنين، أبريل 04، 2011

بعد تحقيق صحفي في جريدة الشروق / التحقيق مع الشاعر سعيد شحاتة


ادت التصريحات التي ادلي بها الشاعر سعيد شحاتة الموظف بادارة النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة الي احالته للتحقيقحيث أكد ان  الدكتور احمد مجاهد نجح فى تحويل مظاهرات العاملين بالهيئة إلى أكذوبة، إذ تضمنت احتجاجاتهم العديد من المندسين، وقام هو بالإفراج عن وثائق تدين بعض الأشخاص ليجعل من نفسه «بطلا» فى مواجهة الفساد وننشر هنا نص التحقيق الصحفي المنشور بجريدة الشروق يوم 11 مارس 2011

عزة حسين 

أثارت الإجراءات التى أعلنها أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضد ثلاثة من مديرى الإدارات بالهيئة، بتحويلهم إلى النيابة العامة والإدارية بتهمة ارتكاب مخالفات مالية وإدارية ــ ردود أفعال متباينة من قبل موظفى الهيئة الذين احتشدوا قبل أيام فى وقفةٍ احتجاجية ضد الفساد المالى والإدارى بها، فضلا عن تأسيس مجموعات على الفيس بوك لنفس الغرض.

وكان مجاهد قد أعلن وقف على شوقى رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية عن العمل وتحويله إلى النيابة العامة للتحقيق معه فى ملف إنشاء قصر ثقافة شبين القناطر بالقليوبية، بسبب وجود تجاوزات فى العقود المبرمة والأعمال المستجدة بأكبر من النسب التى يجيزها القانون، وإلغاء التفويض الممنوح لـ«شوقى» بممارسة بعض الاختصاصات بالقرار رقم 188 لسنة 2008، لحين الانتهاء من مراجعة ملفات جميع المشروعات.

كما قام رئيس الهيئة بتحويل كل من مدير عام العلاقات العامة بالهيئة، إيمان عقيل ومدير الإدارة العامة للإعلام ميرفت واصف إلى النيابة الإدارية، للتحقيق معهما بشأن تجاوزات فى إدارتيهما، موضحا أن هذه الإجراءات تأتى استجابة لمطالب العاملين بالهيئة، الذين نظموا قبل أيام وقفة احتجاجية ضد الفساد المالى والإدارى. وضمنوا مطالبهم إقالة أغلب مديرى الإدارات بالهيئة ممن يتهمونهم بالحصول على جميع الامتيازات لأنفسهم ولمعارفهم، وكان على رأسهم «على شوقى» رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية.

وقد لاقت إجراءات مجاهد قبولا لدى البعض لدرجة أن مؤسسة إحدى المجموعات على الفيس بوك، وهى أيضا إحدى موظفات الهيئة، غيرت اسم المجموعة من «المطالبة بإقالة أحمد مجاهد» إلى «المطالبة ببقاء أحمد مجاهد رئيسا للهيئة العامة لقصور الثقافة»، حيث اعتبرت كولديا الجارحى القرارات العقابية التى اتخذها رئيس الهيئة ضد مرءوسيه بمثابة خطوات جريئة ومحسوبة ضد ما وصفته بالفساد، كما خففت مجموعة «لا للفساد بالهيئة العامة لقصور الثقافة» من حدة نقدها لرئيس الهيئة، والذى سجل نفسه كأحد أعضاء هذه المجموعة على الفيس بوك.

وكان مؤسسو المجموعة، وكلهم من العاملين بهيئة قصور الثقافة قد أعلنوا أنها «تهدف إلى حشد الشرفاء من العاملين بالهيئة لمقاومة ومحاربة ظاهرة الفساد الإدارى والمالى المستشرى بها»، إلا أن بعض الأعضاء استشعروا أن المجموعة حادت عن أهدافها فتخلوا عنها، معلنين أنها صارت ميدانا للدفاع عن رئيس الهيئة ومساندته فى تقديم «كباش فداء» مناسبة يتبرأ عبرها من مسئوليته المباشرة عن الفساد المتراكم فى مؤسسته، وكأن مديرى الإدارات الذين «تذكر مجاهد فجأة» أنهم مدانون ليسوا مرءوسيه الذين يعملون تحت عينيه منذ ثلاث سنوات، بل وبعضهم اصطحبه مجاهد معه من صندوق التنمية الثقافية الذى كان يشرف عليه إلى الهيئة.

هذا الأمر أكده لنا الشاعر سعيد شحاتة أحد موظفى إدارة النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة ومؤسس جماعة «ائتلاف الثقافة الجماهيرية» على الفيس بوك، مبديا اندهاشه من تحول مجاهد إلى مرجعية ضد الفساد بالهيئة العامة لقصور الثقافة رغم كونه الخصم الحقيقى، واتهم شحاتة رئيس الهيئة بمحاولة اختراق الوقفات الاحتجاجية للعاملين وكذلك تجمعاتهم على الفيس بوك عبر موظفين موالين له بالهيئة يقومون بتفتيت مطالب المحتجين واختزالها فى إجراءات موصى بها من قبله هو شخصيا.

وأشار الرجل فى هذا السياق إلى الإجراءات الأخيرة لمجاهد ضد كلٍ من مديرى الإدارة المركزية للشئون المالية وإدارة العلاقات العامة وإدارة الإعلام، موضحا أن هؤلاء الأشخاص وإن ثبت تورطهم فى مخالفات مالية وإدارية، إلا أن مخالفاتهم لا تتم بمعزل عن مجاهد، متهما إياه بتقديمهم ككبش فداء بدلا عنه.

وقال إن مجاهد نجح فى تحويل مظاهرات العاملين بالهيئة إلى أكذوبة، إذ تضمنت احتجاجاتهم العديد من المندسين، وقام هو بالإفراج عن وثائق تدين بعض الأشخاص ليجعل من نفسه «بطلا» فى مواجهة الفساد.

فى السياق نفسه قال الشاعر سعيد المصرى أحد العاملين بالهيئة الذين شاركوا بالاحتجاجات إن المطالب التى انتهى إليها المحتجون لم تكن المطالب الرئيسية التى تظاهروا من أجلها، بينما تم تجاهل مطالبهم الأكثر أهمية مثل حل اللجنة النقابية للعاملين بالهيئة ودعوة الجمعية العمومية للانعقاد لتشكيل مجلس إدارة جديد.

وأضاف المصرى أن المطلب الأهم للمتظاهرين هو تنحية مجاهد عن رئاسة الهيئة، لأنه، بحسبه، المصدر الأكبر للفساد.

واتهم المصرى رئيس الهيئة بالفساد المالى والإدارى مشيرا إلى قيام مجاهد بوضع نفسه على رأس لجنة لفحص مجموعة من السيارات (الأتوبيسات)التى أعطتها وزارة الثقافة للهيئة، وصرف مقابل مالى عن هذه اللجنة يفوق الستة آلاف جنيه خلال أيام، فضلا عن مكافآت أخرى لبعض مديرى الإدارات.

من جهتها أصدرت جماعة «نطالب بإقالة الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة» التى أسستها جماعة «مسرحيون سكندريون»، وهى أشد المجموعات المناهضة لرئيس الهيئة على الفيس بوك بيانا طالبت فيه بإقالة مجاهد من رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة وكذا إدارة المسرح، وذلك لما وصفوه بالحالة السيئة التى وصلت لها الهيئة أثناء سنوات إدارته، والتى تضرر منها الغالبية العظمى من المبدعين وأصحاب الكفاءات داخل الهيئة ــ بحسب البيان.

وقالت الجماعة فى بيانها إن لديها معلومات مؤكدة لعمليات فساد بعينها داخل الهيئة، وإنها تتعاون الآن مع لجنة مخصصة لمكافحة الفساد من شباب الثورة وجماعة من الشرفاء للإثبات القطعى لهذا الفساد المالى والإدارى.

واختتمت الجماعة بيانها بالتأكيد على أنها لن تهدأ لمجرد الإقالة بل ستطالب بإحالة المسئولين عن هذا الفساد للنائب العام والتحقيق معهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة... مشددة «أنه لن يكون هناك تهاون مع من حاول أو ساهم فى سرقة المال العام أو إهداره او تسهيل مروره للمقربين من الأصدقاء أو العائلة...».

السبت، أبريل 02، 2011

قريبا سيصدر كتاب (سمير الفيل..أنشودة نورس وحيد) للكاتب إبراهيم حمزة




عن مؤسسة سندباد للنشر والإعلام بالقاهرة 2011، بالتعاون مع شبكة القصة العربية.
وجاء الكتاب في 120 صفحة من القطع المتوسط، والغلاف إهداء الفنان هشام محيي.
وقد قدم الكاتب الكبير جبير المليحان مؤسس شبكة القصة العربية الكتاب بكلمة على الغلاف الأخير قائلا:
ككل النصوص الإبداعية: (الشعر، والقصة والرواية، والنقد....)، التي يضمها كتاب هي جزء من تكوين المبدع، ورؤيته، وهي خطوات الضوء التي مشى فيها في طريق الأيام.
(الكتب) أولاده، وضميره، وقانون حياته، وعالمه الذي يبنيه بصبر وحرقة بديلا للعالم المتهرئ الذي تدور فيه حياته.إنه خلق لعالم بديل يحلم أن يكون. إنه أسلحة المقاومة، والتبشير بغد مختلف.
لا يكتب مبدع إلا ويكون رسولا بقيم فضلى تدعو للمحبة والحرية والسلام.
سمير الفيل؛ هذا الرجل الرائع في علاقاته، وهدوئه، وطيبته، والفريد في تنوعه، وغنى إبداعه.
له عشرون مولودا إبداعيا ويزيد، في ستين سنة مكللة بالإبداع، ممتدة بالعطاء.
قليلون من يكونون كذلك؛ عادة نجد قاصا، أو شاعرا، أو روائيا، أو ناقدا، لكن الجمع بين فنون الإبداع، والتميز فيها، والاستمرار يعتبر فرادة في هذا العصر. وسمير الفيل مبدع فريد.
والكتاب من إعداد الكاتب إبراهيم محمد حمزة الذي قام بجمع شهادات الكثير من أعضاء منتدى القصة العربية احتفاء بعيد ميلاد سمير الفيل الـ 60 وكانت هذه الشهادات تظاهرة حب للعزيز سمير الفيل من زملاء مهنة الكتابة من أغلب الأقطار العربية ، ومنها : السعودية ، سوريا ، فلسطين ، ليبيا ، المغرب ، الإمارات ، ومصر ، وطنه .
والكتاب يضم تلك الشهادات من أدباء وأصدقاء تعاملوا مع الأديب الكبير سمير الفيل خلال رحلته مع الكتابة والحياة، ولهذا يعد هذا الكتاب رسالة امتنان ، وباقات حب تقدمها شبكة القصة العربية ودار سندباد للنشر بالقاهرة تقديرا للكاتب والإنسان سمير الفيل، وهذا قليل من كثير يستحقه سمير الفيل قاصا ، وروائيا ، وناقدا ، وشاعرا ، ومسرحيا .

الاثنين، مارس 28، 2011

حزين عمريكتب :- ثورة 25 يناير.. لم تصل لوزارة الثقافة!! الفساد مستمر.. والوجوه القديمة في كل الهيئات!!








 جريدة المساء : 21 - 03 - 2011

حينما كان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق "يستظرف" أحد الشباب يحوله في خلال شهور إلي نجم وإلي مسئول كبير بوزارته وحينما كان ينافقه أحد الكتاب أو الصحفيين يعينه مستشارا أو رئيسا لتحرير إحدي صحف الوزارة وحينما يطبل له البعض في حملته الفاشلة لرئاسة اليونسكو يصبح أثيرا لديه ويترجم الأمر إلي مناصب وأموال.
وأحيانا كان يتذكر "حسني" بعض رفاق طفولته وصباه فيصبحون رؤساء هيئات ثقافية ويتم التجديد لهم وبعد التقاعد لا يتقاعدون بل يتم تداولهم في مواقع أخري كالمتحف الجديد مثلا وتحت مسميات خبراء ومستشارين!!
النماذج كثيرة علي مدي ربع قرن من ¢حكم¢ فاروق حسني لوزارة الثقافة وقائمة المنتفعين منه بمنطق الثقة والصداقة الحميمة طويلة جدا ومنهم من طالته يد العدالة أمثال محمد فودة وأيمن عبدالمنعم ومنهم من ينتظر!! ومنهم من ظل متشبثا بموقعه حتي هذه اللحظة وغير وجهه فورا من ادعاء انه يتمني أن يكون تلميذا ل ¢سوزان مبارك¢ وانه يأمل في أن يكون عضوا بلجنة السياسات البائدة ومن الاحتفاليات السنوية بالسيدة الأولي والأخيرة وطبع صورتها علي أغلفة اصدارات هيئة قصور الثقافة إلي ادعاء الثورية. بل والذهاب إلي ميدان التحرير بعد انتصار الثورة طبعا والتقاط بعض الصور له ونشرها علي الانترنت!!
ومثل هذه الشخصية المتحولة سريعا تمثل "ثروة قومية" لابد من الحفاظ عليها وهو ما يفعله بإخلاص واستماتة د. عماد أبوغازي وزير الثقافة الحالي اقتداء بوزير الثقافة الأسبق الذي يبدو ان طقوسه وآلياته وأنماط تفكيره وقواعد اختيار تابعيه مازالت هي الحاكمة والمسيطرة في وزارة الثقافة.
ثورة 25 يناير العظيمة بكل شهدائها ومصابيها وتضحياتها لم تصل بعد إلي وزارة الثقافة حتي هذه اللحظة رغم خلع رمز النظام البائد فيها د. فاروق حسني وتداول هذه الوزارة بين جابر عصفور ومحمد الصاوي وعماد أبوغازي ورغم عمليات الفك والتركيب التي تجري عليها بالذات فمرة يضمون إليها الآثار ومرة ينزعونها منها ولكن الوجوه القديمة والأساليب القديمة لا انتزاع ولا فك لها!! إنها وجوه مباركة أو "مباركية" فكيف ينزعها أبوغازي الذي خذلنا فيه خذلانا مبينا وانخدع فيه غالبية المثقفين وظنناه خارج هذه الدائرة التي تشكلت في النظام البائد واستشرت في كل القري والمدن دعما لذاك النظام الفاسد ولرموزه ولرجاله ولنسائه. وظنناه سيدير الوزارة بآليات ثورية لا بالآليات الموروثة من سلفه شديد الإخلاص لمبارك الأب ومبارك "الأم" ومبارك الابنين!!
لقد رأي بعض المثقفين ان د. عماد علي يقين بأن الثورة هي التي دفعت به ورفعته إلي سدة الوزارة. وبالتالي فهو مدين للثورة ومبادئها الديمقراطية وسعيها لتحقيق العدالة والتخلص من الفساد والفاسدين في كل مؤسسات الدولة.. ولذا فقد كان المنتظر منه أن يتخذ قرارات ثورية بأن يخلص الحياة الثقافية كوزير من كل هذه الوجوه القديمة المطعون في مصداقيتها وجوه النفاق للنظام الساقط وجوه التسلق والانتهازية ومحاولة ركوب موجة المد الثوري.. لكن "أبا غازي" خذل الجميع وراح يستخدم الآليات القديمة نفسها بأن ينقل السلطات داخل وزارته بين الوجوه نفسها من أصدقائه لا لشيء إلا لأنهم أصدقاؤه فإذا ما ثار العاملون في هيئة قصور الثقافة علي رئيسها الذي تبوأ مقعده أيام فاروق حسني والذي لا يحمل من الدرجات سوي انه مدرس بكلية الآداب أي ان درجته "مدير عام" ففرضه الوزير علي رئاسة هذه الهيئة أي بدرجة وكيل أول وزارة.
وحتي حينما يتم تقديم بلاغ للنائب العام حافل بالمخالفات الضخمة لهذا الرجل لا يفعل أبوغازي شيئا سوي الغاء انتدابه من كليته في غير أوقات العمل الرسمية وكان الظن ان الوزير فعل أخيرا أولي الخطوات المنتظرة فإذا به يخيب آمال المثقفين فيه ويعينه رئيسا لهيئة الكتاب.
وحينما يثور العاملون بالهيئة ويرفعون الشعارات المنددة بهذا الرجل وبهذا الاختيار يترك الدكتور مكتبه ويذهب إلي مقر هيئة الكتاب محاولا فرض صديقه علي العاملين بها بدلا من أن يستبعده فورا وأن يتخذ خطوة ديمقراطية بالنزول علي رأي الشعب ويلغي قراره بتعيينه.
ان أداء الدكتور عماد حتي الآن يسير في الاتجاه المعاكس للثورة تماما وعليه أن يعلن انحيازه للثورة عمليا بالتخلص من كل الفساد والفاسدين وإحلال وجوه جديدة وكفاءات بديلة محلهم فورا أو أن يحافظ علي صداقته الشخصية وزمالته القديمة ويسير علي خط فاروق حسني أحد أكبر رموز النظام البائد.
هل نسرد مخالفات هؤلاء الوجوه القديمة والتي يتحمل الوزير المسئولية الأولي عنها حتي قبل ابلاغ النائب العام؟! انه يعرف بها ولديه الملفات وان لم يكن فيستطيع الحصول عليها والآن قبل أن يفتك بعض هؤلاء من رؤساء الهيئات ببعض الموظفين الوطنيين في هيئاتهم ممن ثاروا في وجه الظلم وكشفوا المخالفات ببلاغات للنائب العام المستشار د. عبدالمجيد محمود والنموذج هنا الجميلي أحمد شحاتة الممنوع من دخول دار الكتب والمهدد بالفصل منها وكذلك محمود يونس الموظف بالدار نفسها والذي يضطهده رئيسها بالظلم منذ فترة طويلة.
يا دكتور عماد ان الأمر حتي الآن مازال بيديك من أجل الاصلاح قبل أن تنتقل هذه الملفات جميعها إلي الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء وإلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة وتفاجأ بالآلاف يطالبون بإقالتك انت!!

الاثنين، يناير 03، 2011

حتي لا تكون فتنة ....مقال د احمد مجاهد بالشروق المصرية



لا يهمنى إن كانت العبوة المستخدمة فى التفجير الدامى الذى وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس السنة، وخلف أكثر من عشرين قتيلا غير المصابين، تزن 100 كيلو جرام أم أكثر. ولا يهمنى هل تم وضعها فى سيارة مفخخة أم أنها قد ألقيت تحت سيارة واحد من المصريين المسيحيين أثناء حضوره للقداس. بل لا أبالغ إن قلت إنه لا يهمنى إن كانت الجريمة قد تم تدبيرها بفعل تنظيم القاعدة أم بفعل خلية إرهابية مصرية متطرفة لم تكتشف بعد.

لا يهمنى كل هذا، على الرغم من ضرورته لاتخاذ التدابير الأمنية المستقبلية، بقدر ما يهمنى ويغمنى تلك المصادمات الكارثية بين أبناء الوطن الواحد التى أعقبت الانفجار.

والسبب فى ذلك واضح ومعلوم لأنه أيا ما كانت نتيجة الاحتمالات السابقة، فلا يمكن الاختلاف على شيئين: الأول أن هذه الحادثة لا يمكن أن تصنف إلا تحت بند الجريمة الإرهابية المنظمة بغض النظر عن جنسية مدبريها وطريقة تنفيذها، وقد راح ضحيتها مسيحيون ومسلمون. والثانى أن هناك يدا خفية خارجية عابثة تحاول غرس جذور الفتنة الطائفية بمصر وفقا لأجندة سياسية لا علاقة لها بالدين الذى تستغله فى إلهاب مشاعر أبناء الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين.

لكن المصادمات التى أعقبت التفجير تمثل كارثة كبرى تهدد الأمن القومى المصرى تهديدا حقيقيا لسببين: الأول أنها الحادثة الثانية فى أقل من شهرين التى يتحول فيها الغضب المسيحى فى مصر إلى العنف الصريح ويتطور فى هذا الاتجاه. فإذا كان الغضب المسيحى فى واقعة كنيسة العمرانية قد توجه نحو المحافظ ورجال الشرطة الذين حاولوا تنفيذ قرار إزالة مخالفات البناء فقط، حيث تضامن مع المسيحيين فى احتجاجهم بعض المسلمين من سكان المنطقة، فإن العنف الغاضب هذه المرة قد توجه نحو المواطنين المسلمين المسالمين، وحاول التوجه نحو المسجد المقابل للكنيسة، واتسع ليضم الشرطة حين تصدت لهذه المحاولات.

والسبب الثانى أن هذه المصادمات أكدت أن اليد الخفية السياسية الخارجية العابثة قد نجحت فى تحريك قوى الغضب الدينى فى الداخل بالاتجاه الذى تريده، على الرغم من أن معظم الدلائل تشير إلى أن تنظيم القاعدة الإرهابى العالمى على الأرجح هو الذى قام بالتدبير لتنفيذ هذه الجريمة وفقا لتهديداته السابقة، وأنه قد نجح من قبل فى القيام بأكثر من هذا فى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

وكنت قد استشرفت خطرا قادما من هذا الباب بعد تداعيات حادثة كنيسة العمرانية، وكتبت مقالا بجريدة الشروق فى 13 ديسمبر 2010 بعنوان «المشروع القومى» قلت فى نهايته: «وإذا كنا نحتاج إلى مشروع قومى نلتف حوله غير مباريات المنتخب القومى لكرة القدم، فليس أفضل من ملف الوحدة الوطنية، لأنه أخطر الملفات التى تواجه المجتمع الآن من زاوية، ولأنه لا يمكن البدء فى مشروع قومى آخر قبل التأكد من صد كل المحاولات المغرضة لإحداث هذا الشرخ فى بنية ووجدان المجتمع المصرى.

والخطاب موجه لجميع الأطراف، المسيحيين قبل المسلمين فالتعصب العنيف قد أصبح سلوكا سائدا، والشعب ومؤسسات المجتمع المدنى قبل الحكومة فالمسؤلية أصبحت مشتركة، ولا علاج بالمسكنات بل يجب أن نكشف صادقين عن جذور المشاكل ونتكاتف من أجل اقتلاعها».

وقد أهاب الرئيس مبارك شخصيا فى أعقاب حادثة كنيسة القديسين بالأسكندرية بأبناء مصر أقباطا ومسلمين أن يقفوا صفا واحدا فى مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه، فماذا ننتظر أكثر من كل ما حدث حتى نتبنى جميعا ملف الوحدة الوطنية ليصبح مشروعا قوميا؟!

الأربعاء، ديسمبر 22، 2010

سعدني السلاموني يكتب :- الصعود الى امل درويش.




الحق اقول ان منذ زمن بعيد سمعت بالشاعرة امل درويش بنت الاسكندارية سمعت عنها من اح المبديعين والمبديعات سالت عن شعرها قالوا شعر قبيح ولسانها طويل وليست شاعرة على الاطلاق وصل صوتها الى الساحة الثقافية المصرية واخترق اذنى نفس الكلام وامل لا اهدا ولا تنام ولا تنيم الساحة الثقافية المصرية وراحت شهور وجابت سنين والتقيت بوردة مصر والوطن العربى شاعرة العامية الكبيرة امل درويش فى اتيلية القاهرة وراح جسدى يرتعش من صورها الشعرية اللى عاملة زى ابر تضرب فى الروح ولان امل تكتب الشعر بروخها ولم يكن هناك مليون رقيب مثل الرقباء الذين يعشون داخلنا ليل نهار فيخرج شعرها من القلب الى القلب هذة الشاعرية التى خلفت احقادها على مستوى الساحة الثقافية المصرية والعربية فكتنى امل بنفسى من عشر سنوات لما امى ماتت وامى راحت وهى عندها تمنين سنة وفجاة لقتها جيالى فى الحلم ملظلظة وناطرة شعرها على ضهرها وحطى اخمر وكولونيا خمس خمسات وبتقول لى اخبار اخواتك اية قلت لها مالك يامة ملظلظة كدا وحطى احمر تكونيش عملتى علاقة مع واحد ميت ابويا حلف تلاتين طلاق ماانا بايت فى الدار ولا انت ابنى ولا اعرفك يابا دا ابداع يابا ابداع امك عمرها مكانت خاينة فكرتنى وردة مصر وحسيت ان الساحة الثافية هلا عقلية ابويا نجار السواقى من وجهة نظرة ان انا قليل الادب وماتربتش وابن عاق ورفض ياكل معاية فى طبق واحد لمدة عام على انى كفرت والحق اقول ان امل درويش حين اطلعت على شعرها فوجدتها متجاوزة كل الاجيال وضاربة كل الثوابت تجاوزتنا جميعا لان امل عبقرية بجد ومن عدة ايام علم بان امل حصلت على جائزة عالمية من ايطاليا فى الشعر العامى التانى على العالم ولى الشرف انا سعدنى السلامونى لى الشرف واتشرف بشاعرة مصرية فى حجم امل تحصل على جائزة عالمية وراح الاعلام العالمى يتابع وردة مصر من هنا وهناك الا الاعلام العربى اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااة اية اللى بيحصل دا البنت واخدة جائزة عالمية فى الشعر العامى وهى تستحق قدها وقدود ولكن الاعلام العربى ودن من طين وعين فى عجين فهل يتكرم محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر ويقيم احتفالية لامل تلليق بيها وبتارخها الشعرى خاصة ان العم سلماوى يتبنى المواهب ويقف معهم حتى النهاية ياريت هل يتكرم جمال الشاعر ويقيم احتفالية لهذة العملاقة اللى شرفت مصر والوطن العربى ويقيم احتفالية فى بيت الشاعر يا اللة لو هذا تم امل مكتئبة من اللى بيحصل معاها وفجاة وهى واقفة معاية بتشكى وكادت تبكى ممايحدث معها ومع شعرها وعندها حق تدخل احد الفرسان المصرين وهو المبدع الراقى ذكريا صبح صاحب دار نشر صبح وتعهد على انة سوف يقوم بطباعة الديوانى والشاعر اشرف عزمى الرااااااااااااااااااااااااقى هو اللفى حايصمم الغلاف باقى دور اتحاد كتاب مصر وبيت الشاعر وانا اقول الى ليوناردو دافنشى الشعر العامى امل درويش الف الف الف مليون مبروك على الجائزة وخليكى واقفة مكانك فى سماء الشعر واحنا اللى حانصعد اليك

الأربعاء، ديسمبر 08، 2010

صبحي موسي يكتب : - مجلة «إبداع» تواصل اضطهاد قصيدة النثر المصرية



القاهرة - صبحي موسى
العدد الجديد من فصلية «إبداع» التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب حمل معه مختارات لقصيدة النثر ضمها كتاب مستقل عنوانه «صيد وحيد»، لكن هيئة التحرير التي كلفت الشاعر البهاء حسين بمهمة الاختيار والتقديم لم تعجبها النتائج التي انتهى إليها، على ما يبدو، فقررت الانتقام منه ومن المختارات وأصحابها (19 شاعراً مصرياً). وعلى غير العادة تطوع للقيام بهذه المهمة نائب رئيس تحرير المجلة حسن طلب، وليس رئيس تحريرها أحمد عبدالمعطي حجازي، الذي دأب في السنوات الأخيرة على مهاجمة قصيدة النثر بمناسبة ومن دون مناسبة.

يقول طلب إنه عرض فكرة المختارات على حجازي «فوافق عليها فوراً»، وأنه أشفق على البهاء حسين في أداء مهمته «التي قبلها بشجاعة كبيرة». لكن حسين الذي اختار 19 شاعراً فقط كان حذراً في مقدمته التي لم تزد عن ثلاث صفحات، ومن ثم فلم يقم بتصفية التيار الشعري الذي ينتمي إليه على نحو ما فعل عبدالمنعم رمضان مع محمود درويش، حين تم تكليفه بأنجاز مختارات له، ويبدو أن هذا كان مثار غضب طلب الذي شمر عن ساعديه ليقوم بنفسه بأداء المهمة، بادئاً بالبهاء حسين، ثم المختارات، ثم شعراء النثر عموماً الذين كثيراً ما رددوا أن المؤسسة الرسمية متعنتة تجاههم. لكن واقع الحال يقول إنها تنشر لهم في مجلاتها وسلاسلها وعينت لهم مندوباً في بيت الشعر، كما قال طلب في تصديره.

بدا طلب وكأنه يعاني من ثقل غرقه في فيض المؤسسة ومنحها عليه، بدءاً من نشر أعماله مروراً بعمله كالظل الملاصق لحجازي في «إبداع» ولجنة الشعر، التابعة للمجلس الأعلى للثقافة، فقرر أن يضع الجميع في الموقف نفسه، وراح يعدد للبهاء حسين وغيره من الشعراء الذين تم استدراجهم إلى مختاراته، أفضال المؤسسة عليه وعليهم، بدءاً من النشر في «إبداع» وصولاً إلى التمثيل المخزي لشعراء النثر في «بيت الشعر» الذي أسس أخيراً في القاهرة. وإذا كانت قناعة طلب هي نفسها قناعة حجازي بالنسبة إلى قصيدة النثر، فما الذي دفعه لنشر تلك المختارات، ثم مهاجمة أصحابها ومن اختارهم؟ ولكن يبدو أن عدداً من شعراء قصيدة النثر فطنوا إلى ما يمكن وصفه بمذبحة طلب، ومن ثم رفضوا أن تضم المختارات قصائد لهم، وفي مقدمهم إيمان مرسال. المختارات تضمنت قصائد لكل من إبراهيم داوود، أحمد يماني، أسامة الدناصوري، أشرف يوسف، تامر فتحي، جيهان عمر، حسن خضر، زهرة يسري، عاطف عبدالعزيز، علاء خال، عماد أبو صالح، عماد فؤاد، فاطمة قنديل، فتحي عبدالسميع، كريم عبدالسلام، محمد خير، محمود خير الله، محمود قرني، ميلاد زكريا.

هاجس الوزن

ينتقد حسن طلب في التصدير الشاعر البهاء حسين لأن تقديمه للمختارات لم يتعرض إلى الكتابة عن مشكلة الوزن والموسيقى في قصيدة النثر، ولم يفرز الشعراء الحقيقيين عن غير الموهوبين، «هؤلاء الذين لا موهبة لهم إلا في فنون الدعاية والنفاق واقتناص الفرص واغتنام المكاسب باسم الشعر». وهي الجملة التي يمكننا اعتبارها إدانة موجهة لكل من شاركوا بقصائدهم في المختارات، لأنهم على رغم إدعائهم أن «المؤسسة» تناصبهم العداء فإنهم ما لبثوا أن اغتنموا الفرصة وحسبوا المكاسب موافقين على المشاركة، لكن البهاء حسين خالف الوصايا ولم يكتب إلا عن حيرته في الاختيار والأسس التي اعتمدها وسبب تسمية عمله بـ «صيد وحيد».

تنم اللغة التي كتب بها طلب عن ذائقة تعود بنا إلى مقامات بديع الزمان الهمذاني، وكأن صاحبها لم يفارق تلك اللحظة سواء في تصوره للشعر المبني على تفعيلة الخليل أو النثر المرصع بالبديع والمحسنات، فجاء تعريفه للشعر بأنه «فن موسيقي بقدر ما هو فن لغوي، وليس من بديل أعرفه حتى الآن يمكن أن تتحقق به موسيقية الشعر على النحو الأمثل غير التفعيلة الخليلية». أما رغبته في إرضاء رؤسائه فتجلت في إعلانه أنه أقرب إلى صراحة حجازي وأبعد ما يكون عن تقية محمود درويش الذي لم يصرح برأيه السلبي في قصيدة النثر. وفضلاً عن دفاعه عن «المؤسسة» وأدائها تجاه شعراء النثر وكأنه صاحب توكيلها الرسمي، اتخذ من خلافاته الوهمية مع البهاء حسين مطية لإهانته من جانب، والتعريض بتيار النثر عبر قبول محمود قرني وضع يده في يد حجازي ليكون ممثلاً لهم في «بيت الشعر»، معدداً منن وزارة الثقافة التي يلقيها ذلك «البيت» عليهم وجحودهم بهذه المنن. ذهب طلب إلى أن البهاء حسين بذل مجهوداً في الفراغ لأن الجيد بين القصائد التي اختارها لا يكاد يعد على أصابع اليد الواحدة.

ما لم يرد طلب أن يعترف به في تصديره المهين له قبل أن يكون مهيناً للبهاء حسين وللشعر عموماً أن مجرد وجوده هو وحجازي على رأس هيئة تحرير دورية تصدرها أكبر دار نشر حكومية في مصر والعالم العربي، وبهذا المفهوم الضيق للشعر الذي كثيراً ما صرحا به - ليس إلا تعبيراً عن كراهية المؤسسة الرسمية للشعر والشعراء، إذ إن الدكتاتورية التي تمتعت بها آراؤهما لا يمكنها أن تمنح حق الوجود لأحد. ومن ثم فحين أرادا أن يكونا ديموقراطيين بدوا كالغراب الذي أراد أن يمشي مستقيماً فلم يعرف، وأراد أن يعود إلى مشيته الأصلية فلم يعرف أيضاً.

ويبدو أن الصيد الوحيد الذي ليس في جوف الفراغ وفق التعبير الذي استخدمه صاحب التصدير هو مجموعة الشعراء الذين لم يحالفهم «الحظ» بالانضمام إلى منحة «إبداع» الملغومة.

الاثنين، ديسمبر 06، 2010

شاى بدون سكر .........مقال أحمد مجاهد بجريدة الشروق




تلقيت على صفحتى بالفيس بوك أغنية متميزة، أعادتنى إلى ماضٍ قريب جميل عشت لحظاته مع كل أبناء جيلى من المصريين. وأجمل ما فى هذه الأغنية أنها تبتعد تماما عن المباشرة السياسية، وتعيد تصوير لقطات من حياة المجتمع المصرى فى عهد قريب بكلمات بسيطة قادرة على جعل المتلقى يسترجع التاريخ ويعقد مقارنة بين الماضى والحاضر مستشرفا ما يمكن أن يحدث فى المستقبل. والرائع أن كل هذه الدلالات تحوَّم فقط فى ذهن المتلقى وفضاء النص الذى يظل محتفظا بخصوصيته الفنية، مكتفيا بأن يكون مثيرا أيديولوجيا بامتياز. تقول بداية الأغنية:

ســت تريـــزا وجـــــوزها بشـــاى عزمونى على حفلة شاى
عـــم بشــاى كــان لسه مقدِّس ومعلَّق فى رقبته صليب
رحت الحفلـة عطـونى ملبـس والبيتفور والشاى بحليب
إن الشاعر يحكى عن دعوته إلى حفل شاى لدى أسرة مسيحية مؤمنة فى إطار من المحبة المتبادلة، وفى زمن لم نكن نسمع فيه عن تلك الفتاوى المشبوهة التى تدعو لعدم تناول الطعام لدى إخواننا المسيحيين. ثم ينتقل بعد هذا إلى الحديث عن باقى أفراد أسرة المقدس بشاى، حيث يقول:
ســــــت تريــــــزا طيبــــــه خالـــص وبتحلــق شـــــعرها جرســــون
عندهــــــــــا ابـــــن مؤدب جـــــــــدا دكتور بيطرى واسمه ريمون
كان فى التخته بيقعد جنبى كان فى الماتش بيلعب جـون
إن كلمات هذا المقطع تبدو للوهلة الأولى خالية من ملامح الشعرية لأنها تفتقر إلى الصور البلاغية، لكن رهافة التقاط الشاعر للتفاصيل الصغيرة تمنح المقطع لونا من شعرية التصوير العميقة غير المألوفة، فها هو يلتقط طيبة الأم التى تحلق شعرها كالرجال ليكون وجهها أكثر صرامة وجدية من بعض أصحاب الحجاب المزركش. ويلتقط أدب الابن وتسامحه القانع بالمرتبة الثانية، فهو طبيب بيطرى وليس بشريا، وهو لا يمانع فى حراسة المرمى التى يهرب الأطفال منها دائما مفضلين اللعب فى خط الهجوم وإحراز الأهداف. ويلتقط جلوس كلا الطفلين فى تخته واحدة تغمرها المحبة الصافية فى ظل مناهج كان لا يتسرب خلالها ما يعكر هذا الصفو.

على أن صداقة الشاعر بريمون لم تقف عند حدود المدرسة فقط، بل تعدتها إلى المنزل أيضا ليصير بينهما تاريخ مشترك منذ نعومة أظافرهما، حيث يقول:
يامــا لعبنـــا زمـــان ع البســطا ياما ضحكنا كمان بجنون
فاكر مــره بطحتــه فــى راســه غصبـــن عنــى واحنا عيال
شده أبويا فى حضنه وباســه واخده وطار ع الاسـتقبال

إن هذه العلاقة العميقة قد جمعت بينهما فى الفرح والجرح، فصارا كأنهما طفلان لأب واحد. والأمر نفسه تكرر على مستوى الأعياد الدينية أيضا التى كان لها فى ذلك الوقت مظاهر اجتماعية مشتركة، حيث يقول:

صاحبى ريمون كان ياخد العادة ويعلق على بيته فانوس
بعد صلاة العيد نتمرجح عم بشاى يدينا فلوس
إن الطفلين مازالا ينتميان لأب واحد، لكنه قد صار الأب المسيحى هذه المرة. على أن مجاملات الأعياد لم تكن من طرف واحد أيضا بل كانت متبادلة، حيث يقول:

ست تريزا تبل الترمس وتاخدنى مع جورج وتادرس
عند العدرا فى عيد الخوص أمى الحاجة تطفى وابورها
تغرف صحن وتجرى تزورها وتطبطب على كتفى تقول لى
شوف وصانا رسولنا ازاى
ست تريزا وجوزها بشاى عزمونى على حفلة شاى

بقى أن تعرف أن هذه الأغنية قد اشترك فى إعدادها أربعة أشخاص ثلاثة منهم مسلمون، فهى من تأليف هانى الحبالى وألحان محمد سعيد وغناء محمد مراد وإخراج عصام ستاتى، وقد تم تسجيلها وتصويرها بدون إنتاج يذكر وعرضت على بعض الأصدقاء عبر الإنترنت، حيث تنشغل الفضائيات بتصوير وعرض «العنب» و«حط النقط فوق الحروف» و«بوس الواوا»، ولا عزاء للوحدة الوطنية والفن الهادف الذى يحاول تضميد جراحها بنعومة وجمال.

الاثنين، نوفمبر 22، 2010

دعاية انتخابية ....... بقلم: أحمد مجاهد




تطورت الدعاية الانتخابية تطورا ملحوظا بتأثير احتياجات العصر، فكما قال العقاد صاحب العبقريات فى تعريفه للعبقرية: «العبقرى هو الذى يعطى البيئة كفاء ما تطلب»، أى الذى يكتشف ما يحتاجه المجتمع ويكون فى طليعة المستجيبين لحاجاته، والأمر ينطبق على جميع المجالات بما فيها المجال العلمى أيضا، فلا شك فى أن العالَم سيسخر من ذلك العالِم الذى ينقطع عنه فى محبسه منذ سنوات إذا خرج عليه غدا أو بعد غد مخترعا الدراجة بعد أن توصلت البشرية إلى اختراع الطائرات والصواريخ والأقمار الصناعية.

ولأن بعض المرشحين عباقرة بالضرورة، والحاجة أم الاختراع، فقد توصلوا والحمد لله إلى أساليب جديدة من الدعاية فى هذا الموسم الذى واكب عيد الأضحى المبارك، أبرزها أسلوب الدعاية باللحمة بأنواعها الثلاثة: الكندوز والبتلو والضانى فقط، حيث أفتى أحد الخبثاء بأن «الجمل» الذى يعد شعارا انتخابيا خاصا بالحزب الوطنى لا يليق ذبحه فى مثل هذه المناسبة من باب التشاؤم.

وبالتحقيق والتدقيق فى المصادر والمراجع تبين أن الدعاية باللحمة ليست أسلوبا انتخابيا مبتكرا، حيث قال فؤاد قاعود عام 1976:
انتخاب انتخاب
للمشايخ والشباب

اللى حالق شعره موده
واللى بارم الشناب

كلهم رشوا الأمانى
من خراطيم السراب

م اللى عيلته وارثه دايره
من سنين الانتداب

واللى عنده عزبه كامله
له مع الناخبين حساب

واللى سالف من قرايبه
واللى عامل اكتتاب

ربنا وياه ولكن
القلم غير الحراب

والشقق أمات فلافل
غير طواجين الكباب

فمن الواضح أن أسلوب الدعاية باللحمة ليس اختراعا حديثا، لكنه قد بدأ فى الظهور مع الارتفاع التدريجى لأسعار اللحوم، وصار متناسبا معه تناسبا طرديا، حتى وصل إلى قمته فى الغلاء والشيوع هذا العام.

وعلى كل فهو أسلوب دعائى انتخابى لا نملك نقديا إلا أن نحسبه على المعاصرة والحداثة، لهذا فإن السادة المرشحين أصحاب هذا الاتجاه تفعيلا للانتماء تمسكوا بعنصر دعائى آخر مصاحب له ينتمى إلى دائرة الأصالة والتراث، وهو عنصر «الهتَّاف» الذى يصاحب المرشح فى جولاته هاتفا باسمه إذا قام أو قعد أو خطب أو صمت وأحيانا إذا تنفس.

وقد رصد بيرم التونسى ظاهرة الهتَّاف مبكرا جدا وتعمق فى بحث شخصيته اجتماعيا وسياسيا، حيث يقول متتبعا نشأته الكريمة وترعرعه:
شتم المعلم وسب الدين للناظر
قالوا له مرفوت مؤبد منها يا شاطر
كان خاله ترزى ولابن اخته عمل خاطر
وفى المحل اشتغل يا دوب قعد شهرين

فهو يتصف مبدئيا بالبلطجة وسلاطة اللسان، لهذا كان طبيعيا أن يفشل فى التعليم، أما فشله فى الصنعة فيعود إلى أنه قد سرق ثوب قماش إنجليزى فاخر من محل خاله، وتوالى فشله بعد ذلك فى كل عمل يسند إليه حتى وجد ضالته فى هذه الوظيفة التى تتفق مع إمكاناته ومقوماته الشخصية، حيث يقول بيرم:
أوحت إليه السياسة يشتغل هتاف
والهتافين ينجحوا طول ما البلد فى خلاف
يخطب معالى الوزير فى حفلة الكشَّاف
وده يقاطعه ويهتف بالقليل ساعتين

•••
ياما خطب قيِّمه بتنقل قيمتها
حلمى وقف بالصراخ والضجه موتها
ينطق معاليه بكلمه، حلمى ما يفوتها
إلا بيحيا ويسقط ويقبض القرشين

وعلى الرغم من أن تحليل بيرم الموضوعى يقطع بأن أفعال هذا الهتَّاف كانت تفسد خطب المرشح، فمن قال له إن النزعة الدعائية تعرف معنى الموضوعية أو تنتمى إليها؟

لكن السؤال المحير حقا هو: إلى أى حزب ينتمى حلمى الهتَّاف؟ وهل له موقف سياسى معين يتحمس له بكل هذا العنف؟ وقد سأله بيرم فكانت إجابته كالتالى:
سألته أول سنه قال لى أنا وفدى
سألته تانى سنه قال لى أنا سعدى
سألته تالت سنه قال لى أنا وحدى
وإذا قبضت الدراهم أخدم الفريقين!!

فعلى كل مرشح الانتباه للهتَّاف الذى يتبعه، وعلى كل ناخب الانتباه لنوعية المرشح الذى سيختاره، وعلى كل من المرشح والناخب الانتباه إلى مصير هذا الوطن الذى هو بالتأكيد أهم من حصانة فرد أو وجبة لحوم لأسرة.

جريدة الشروق

السبت، نوفمبر 20، 2010

صبري حافظ يكتب للشروق / المثقف التابع .. المثقف (الفالصو)



استمرت القاعدة الاجتماعية التى يجىء منها المثقفون فى التنامى، حتى وصلنا مع ثمانينيات القرن الماضى إلى خريطة ثقافية واسعة ومتنوعة الخلفيات. فقد أفرزت كل طبقات الشعب وشرائحة المختلفة مثقفيها، من أعلى شرائح المجتمع طبقيا، وحتى الحضيض الاجتماعى وقاع المدينة. حيث وفر التعليم المجانى فرصة التعلم للجميع، واستطاع كل موهوب تميز بالدأب والإصرار أن يحقق وجوده الثقافى، برغم الكثير من الصعاب التى أخذت تتزايد فى وجه الطالعين من قاع المجتمع، سواء فى الريف أو المدينة.


وخاصة بعد استقطابات زمن الانفتاح المدوّخة، التى أطاحت بمركزية الطبقة الوسطى وبمنظومة القيم الاجتماعية والأخلاقية والوطنية معها. وبعد أن قلصت الدولة إلى أقصى حد دعمها للثقافة، وهو الدعم الذى كان يصب معظمه فى صالح المثقف الحر المستقل. حيث كان هذا الدعم فى أغلب الأحيان محكوما بالقيمة، وليس بالولاء للمؤسسة أو بالدخول إلى حظيرتها.


لكن العقود الثلاثة الماضية شهدت تآكلا سريعا فى قاعدة استقلال المثقف، وتنامى اعتماد المثقفين وبخطى متسارعة على المؤسسة فى زادهم ومعاشهم. كما شهدت تبلور الكثير من الاستراتيجيات الجهنمية التى ضيقت الخناق على المثقف المستقل، ودفعته للهجرة أو التهميش.


ففى زمن الانهيارات العربى الذى غاب منه أى مشروع وطنى أو قومى واضح. ولم يعد لدينا فيه أولويات وطنية واضحة نطالب العالم باحترامها حفاظا على حقوقنا. وأهم من هذا كله لا يتمتع المواطن العربى بأبسط حقوقه الإنسانية فى التعبير عن نفسه ورؤاه. اللهم إلا خلسة، وفى العالم الافتراضى على الانترنت.


وقد لا تخلو هذه المتعة من خطر ماحق يشهد عليه ما جرى لخالد سعيد فى مصر، ولطلّ الملوحى فى سوريا، ولعشرات آخرين فى بلدان عربية أخرى. فى هذا الزمن لم يعد ممكنا الحديث إلا عن استقطاب حاد بين نوعين من المثقفين: المثقف الذى يجسد ضمير أمته ووعيها النقدى الحاد، ويعبر عما يسميه رايموند وليامز بـ«بنية المشاعر» الجمعية، والمثقف التابع الذى يتماهى مع مؤسسة السلطة، ويسخر معرفته لتعزيز سيطرتها الشائهة، ويكرس زمن الانهيارات العربى ذاك بدلا من تبصير مواطنيه بسبل الخلاص منه.


ولن أتحدث هنا عن المثقف الأول الذى يحرص على أن يكون خارج القطيع، أن يكون خارج المؤسسة، أن يكون هاويا ومزعجا للوضع الراهن والمتفق عليه، أن يكون الصوت الذى يطرح الحقيقة فى مواجهة السلطة، كما يقول إدوارد سعيد فى كتابه المهم (تمثلاث المثقف). ويدفع بالطبع ثمنا باهظا لذلك. فقد كان هذا هو النمط الأساسى الذى تعنيه الكلمة قبل أن ينتابها التشويه والتدليس كما حدث للكثير من المفردات الكبيرة فى زمن الإطاحة الجهنمية بالكثير من المفاهيم الكبيرة وتشويهها.


وإنما سأتحدث هنا عن المثقف التابع، كلب حراسة المؤسسة، الذى تمتلئ به الساحة الثقافية العربية على امتدادها الواسع، والذى يتحمل، فى رأيى المتواضع، الكثير من المسئولية عما وصلنا إليه من انهيارات فى زمن التردى والهوان هذا. فهو الذى يسوغ هذا الهوان ويبرره ويعمل بوعى أو بدون وعى على تكريسه.


ففى عالم يعج حسب تعبير ماريو فارجاس يوسا الفائز بجائزة نوبل للآداب هذا العام بالديكتاتوريات الكاملة، أى الديكتاتوريات المراوغة التى تبدو من فرط إحكام الاستبداد فيها وكأنها ليست ديكتاتوريات، وإنما لمرارة المفارقة ديمقراطيات «سيميولاكرات simulacra» فالصو، أى صورا شائهة تزعم أنها الأصل، وهى لا تشبه الأصل من قريب أو بعيد.


فى هذا الزمن كان لابد أن يتحول المثقف أيضا إلى simulacrum أى صورة مزيفة ــ فالصو ــ مغشوشة للمثقف، تدعى أنها المثقف وهى لا تشبه. فهى عارية من صفات الأصل وخصائصه، ولكنها تموه على العالم بأنها مثل الأصل، بل تزعم أنها هى الأصل، والأصل منها براء. والواقع أن موضوع السيمولاكرا هذا من الموضوعات التى شغلت معظم الفلاسفة المعاصرين، وخاصة جان بودريارد وجيل ديلوز وليوتار وفريدريك جيمسون وغيرهم ممن اهتموا بالبحث فيما يسمى بالوضع ما بعد الحداثى الذى نعيشه. حيث أصبحت الكثير من المفاهيم هى مجرد أشباه مزيفه لما كانت عليه.


ويحدد بودريارد خصائص هذه السيميولاكرا، والتى لا أجد مصطلحا يترجمها بدقة غير الكلمة العامية «فالصو»، بأنها تمثل انعكاسا ما للأصل، وهى فى حقيقة الأمر المقلوب الواقعى والفعلى له، وتزعم أنها هى الأصل وخاصة حينا لا يكون هناك نموذج متواضع عليه لهذا الأصل الذى تزعم أنها تمثله، وتنقطع صلتها بالواقع حتى تصدق وهمها عنه، وتصبح قادرة ببجاحة على تسويق هذا الوهم وترويجه باعتباره هو الواقع.


وإذا ما طبقنا هذه الخصائص الأربعة على المثقف التابع، سنجد أنه حقيقة مجرد simulacrum أى مثقف فالصو/ زائف. حيث إنه يزعم بداءة بأنه يمثل حقيقة صورة المثقف المعروفة. فالكثيرون من كلاب الحراسة بدأوا حياتهم مثقفين بالمعنى التقليدى، بل تعرض بعضهم بسبب مواقفه الثقافية للاضطهاد والسجن. لكن هناك الكثيرين الذين اختصروا الطريق وتقمصوا صورة المثقف دون أن يمروا بمرحلة المثقف الذى يتحول فيما بعد إلى كلب للحراسة أو إلى simulacrum صورة شائهة.


فعملية التحول من حارس للكلمة، بقيمها الإنسانية النبيلة، إلى كلب للحراسة عملية بالغة التعقيد، وتتسم بقدر كبير من المراوغة يوظف فيها المثقف الكلبى ذرابة اللسان، وبراعته فى المحاججة، كى يقنع القارئ بأنه يصدر بحق عن قناعات منطقية تتذرع عادة بالدفاع عن المصلحة الوطنية العليا. فلا يوجد أحد من كلاب الحراسة لديه الأمانة التى يصرح بها للقارئ بعدمية متناهية بأنه تخلى عن كل ما سبق أن آمن به من قيم، وأن ممارساته الراهنة عارية من قيم الثقافة القديمة، وأنه باع قلمه لمن يدفع أكثر.


وإنما لابد له من الظهور وكأنه المعبر الأصيل، وربما الوحيد، عن قيم الحق والخير والوطنية. ومن هنا تكون خطورته ويكون زيفه معا. خاصة أنه أصبح من الصعب التمييز بين طهارة اليد، وخفة اليد، أو بين الصدق وذرابة اللسان. فالمثقف الفالصو لا يعترف أبدا بأنه كذلك، وإنما يلجأ إلى الكثير من مهاراته وذرابة لسانه للإيهام، كأى simulacrum بأنه هو الأصل. مع أنه وهذه الخصيصة الثانية للـsimulacrum مقلوب كل ما ينطوى عليه مفهوم المثقف من معان ودلالات.
يقول إدوارد سعيد فى كتابة (تمثيلات المثقف) أو (تجليات المثقف) الذى أريد أن أذكر المشاركين فى هذا الجدل به «إن مهمة المثقف هى تفكيك التصورات الاختزالية السائدة التى تحد من إمكانيات التفكير الإنسانى والتواصل»، وليس بالقطع تكريسها كما هى الحال مع الكثيرين من مثقفى الحظيرة. فالمثقف التابع، أو المثقف الفالصو، لا يفكك التصورات الاختزالية بل يروج لها ويشارك فى اختراعها وتمويهها بمهارة.


إنه يروج لسياسات بعينها، هى السياسات التى انتهت بنا إلى زمن الانهيارات هذا، بينما دور المثقف الحقيقى هى أن يطرح الأسئلة عن أسباب تلك الانهيارات، وعن سر تلك الانقسامات التى تفت فى بنية مجتمعنا على كل الأصعدة الاجتماعية منها والطائفية. هذا المثقف التابع يسهم فى تدجين الرأى العام، وفى تخليق الانصياع والإذعان، وتسويق ضرورة الاعتماد كلية على مجموعة صغيرة من «أولى الأمر» تدير الوطن نيابة عنهم وتفكر لهم.


هكذا يتحول المثقف التابع/ كلب الحراسة/ إلى صوت لمن يدفع له، بدلا من أن يكون صوت الضمير الجمعى والمعبر عن «بنية مشاعر» بنى وطنه وصبواتهم فى زمن اتسعت الفجوة فيه بين بنية المشاعر الجمعية وخطاب المؤسسة وممارستها كما لم تتسع من قبل. وهذا التحول فى المثقف ابن التحول فى ممارسات السلطة أيضا، فبعد أن كانت السلطة تستخدم مع المثقف المعارض سلاح الحصار والتهميش والتجويع، أصبحت تستخدم معه أيضا سلاح التلميع والتضخيم والإغراق بالمال والجوائز. لقد استبدلت بالعصا القديمة الجزرة الذهبية الجديدة، وهى التى يسيل لها لعاب المثقف التابع ــ الفالصو الذى لم يعد للقيم ولا للمبادئ عنده قيمة.


وكلما اغترب عن صوته، وتماهى مع صوت المؤسسة كلما أصبح عليه أن يصدق وهمه وأن يروج له، وهذه هى الخصيصة الرابعة للـ simulacrumعند بودريار بصورة يتحول معها الوهم عنده إلى حقيقة.


ألم نقرأ مؤخرا فى سيرة مثقف من هذا النوع، طالع من قاع المجتمع المصرى، ولكنه دخل الحظيرة وساهم فى إدخال الكثيرين إلى موئلها البغيض، أنه ينحدر من أصلاب عائلات تركية، من المستعمرين القدامى، كى يبرهن على جدارته بالانتماء لطبقة السادة من المستعمرين الجدد. وهو بذلك يتخلى فقط عن أصوله، وعن دوره وعن قيمه، وعن ثقافته، ولكنه لن ينتمى أبدا للسادة الجدد، لأنه سيظل بالنسبة لهم مجرد كلب حراسة.