‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعر. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، يونيو 29، 2015

اعتراف. عبد الغني علي المخلافي




إذا كأن الشاعر التشيلي
(بابلو نيرودا ) قد قال
 على وجه مذكراته :
أعترف بأني عشت ..فأنا  أقول:
أعترف بأن قلبي  
 أحب وتسامح كثيرا  ..
 مقابل هذا التبلد 
في المشاعر والفقر في الإنسانية 
و العدم في الوفاء ..

 طبعي الغضب والمكاشفة والعتاب
لمن أحب والكثير من العيوب 
التي تغفر
والشكوك التي تشبه 
 شكوك (ديكارت) في عقلانيته 
وسط رصاص الجبن 
المصوب الى ظهري، والأقاويل 
والخزعبلات التي تتكاثر 
كالنمل والذباب
في مستنقعات الجهل المحيطة ..

واستنكاري المزعج :
كتاب بعد كتاب أستقيه 
وأهضمه وحبي للحياة مع كل المفارقات .
وحظي المنحوس أنني لم أسقط إلى هذا الحد
من الغدر والخذلان والغبار المتطاير 
كما سقط ( لوركا ) مغدورا 
 ويرفع ذكري ويخلد .

الأحد، يونيو 28، 2015

بورتو . منال محمد علي





هذا الخلل الذى يعانيه الأرضيون 
يولد معهم منذ الولاده 
فالأرض تلك التى تنقص من جانبيها 
لم تترك لهم وحدهم نعمة أن يختلوا 
هم يرقصون هناك
فوق قبور اقترفوها 
يمسكون بإيديهم ما ليس لهم 
ويحلمون بما لا يملكون
أقطار وجماعات ..
يخربون 
ويكذبون 
وفى النهاية ..
يحصون آثامهم 
وعندما يصلّون 
تقع منهم فوق السجاجيد
والأرضيات 
فيتعثر بها ضحاياهم 
الفقراء قد يدخلون الجنة 
إنما لا يدخلون البورتوهات الموزعة فى انحائها المختلة

السبت، يونيو 27، 2015

أظافر عالقة بالرقبة . آلاء إبراهيم



أظافر عالقة بالرقبة 
كعنكبوت أزرق بعين واحدة 
يفتقدُ الظلام 
يبحثُ عن عينٍ أخري 
ويثقبُ الجدران 
تاركاً سُمه بين الفجوات 
العنكبوتُ الأعمي يتواري 
خلف خيوطه 
أو علي مركبٍ محطم 
أنا لست جبانة 
ولكن رقبتي منتفخة 
والأظافر تنهشُ الحناجر 
ترسم خطوطا عريضة وقبيحة
الجدران كانت تمتلئ بالفجوات صباحا 
وفي الليل تنفخُ في صدري السم 
كشخصٍ وحيدٍ ممل 
يتسلي بغبارِ المدينة 
بأكاذيبِ السكانِ ويحصيها 
كأن أكاذيبه لا تكفي 
أو تاركاً مهمة إحصائها 
لمصابيحِ النيون التي يُحدقُ بها..

Coffee Mix. صبري رضوان



في حفل الزفاف 
ثمة لصوص 
أو لص واحد يدير عصابة 
تحاول بكل ما تمتلك من سطوة
أن تختطف العروس 
ظلوا وسط المعازيم 
يغنون 
يرقصون 
في الميادين العامة
يبدلون أزياءهم 
تارة يرتدون ملابس موحدة
ويعتلون المسرح 
يتقمصون دور الفرقة الموسيقية 
بعد أن خدعوا الناس 
بأصواتهم وعزفهم 
الناس كانوا متحمسين جدا
وصفقوا بحرارة بعد كل كوبليه 
الأغاني كانت شعبية 
وشبابية 
وراب 
بينما كان رئيس العصابة 
ببذلته الأنيقة
وصوته الرقيق
يخاتل المأذون الشرعي
ويضع المخدر للشهود
وتارة يرتدون ملابس العسس 
ويخنقون بوكية الورد علي المائدة 
حطموا أجهزة الموسيقي 
فتوقف العزف
...
أنا لم أقصد ما جال في رؤوسكم
الدوال لا تتجه إلي منظور وحيد
في قصيدة النثر 
قد يحدث للمفردات اعوجاجا 
فتخرج عن معناها الحقيقي
وتنحاز إلي دوال أخري
لذا 
لم أصطنع صورة شعرية أو مجازات
أنا أقصد أن أكسب ألف دلالة 
وأخسر المعني الوحيد الذي جال في بالكم منذ الوهلة الأولي 
أنا جبان علي ما يبدو
أريح أعصابي التالفة
علي حسابكم 
كما لو دعوتموني 
إلي كوب Coffee Mix
رغم معاناة قلبي من النبضات الزائدة
والضغط المرتفع 
فكيف أمتص الحديد في دمي 
....
هل كنت ناجحا 
عندما محوت من ذاكرتكم 
-كمتلقين أذكياء -
فكرة اللصوص 
والعروس 
وحفل الزفاف 
؟

الثِّقل الذى يتلف سقف هذه البناية ، رأس أبى الميْتِ. شهدان الغرباوي


 الثِّقل الذى يتلف سقف هذه البناية ، رأس أبى الميْتِ
*********************
الثِّقْل الذى يُتلف سقف هذه البناية ، رأس أبى الميْتِ
هذا ليس خيال
الرأس نَشِط ، وله جثة
الجثة فقدت حتى ذبابها منذ زمن بعيد
الجثة تُخرِج – من كل جهة – مضادات للروح ، لها رائحة آثمة
وتقسم جزيئات أكسيجين البيت ذكورا وإناثا
للذرات الأنثى جراحاتها
ولها أنين غير مسموع.

تلك تركتنا الإلزامية
حصّلناها دون أن نقدم طلب وراثة 
جثةُ  ( خضراءُ دِمَن)
يا عباد الله
افتونا فى شأن  خضراءِ دِمَن كانت – فى البدء – لؤلؤة
إبتلعها نهرٌ، جانباه القذى
ثم لفظها - منذ قرون بعيدة- فتصرفت مثل أيّة كرة ثلج
حتى ران عليها القذى، وتمكنت من مسامها الأتربة
تلك خبيئتنا المقدسة
نخصص لها – عندنا- مكانا عليا
ونلعن عفنها - سرا
ونُلبِسها فى كل صباح حُلة جديدة نخفى بها قذاها وغبارها الكثيف دون أن يجرؤ واحدنا على المساس به أو التحدث حوله
وفى المساء نتهجد عند قدميها 
ونلعق أصابعها التى تستطيع، بكفاءة نادرة، تدليك غدد العبودية لدينا
فى هذا الوسط المازوكى الخالص
يعشق الواحد إبرَ فِراشِه
وربما يصبح – دون أن يشعر- أحدَ أجزاء مشهد حداثى جلل
حيث تجد السوادات كأنهن الغرابيب
يتلقين-عبر ثقوب النوافذ - النظراتِ الأولى كتدخين سلبى
ويحاولن مقايضة النظرات التالية بأذكار الجيب ، والكلمتين الخفيفتين على اللسان
وفى الصباح يغتسلن بماء حجازى،ويحفظن حمائمهن ،محصنة ، بثلاجات حجازية
وتجد موتى حقيقيين 
يطلقون حمائمهم،ولا حرج
ولحاهم ولا حرج
وأصواتهم ،ولا حرج
وبخورهم.....
فى محاولات جائعة للإنقضاض على أنفاس الصباح 
بينما السقف الذى يُتلفه رأسُ أبى الميْتِ يريد أن ينقض
فلا أحد يقيمه
ولا يجرؤ أحد على المساس بالجثة لتنظيفه
أو الحديث حولها
 وتوشك الأتربة أن تخنقها
ونوشك نحن أن نضيع فى بيداء.
********
شهدان الغرباوى

الثلاثاء، يونيو 23، 2015

لهذا أكره سماءكم. حامد صبري




قال بروكس :
يدي
أقل من سقف الزنزانة
بخمسين سنتيمتراً
و ثلاث صور طباشيرية
لهذا أكره
سماءكم
تلك البعيدة
التي
لا تصلح
لرسم الصور
-1-
العالم
العجوز الكسول
ينتظر خارج الباب
كحارس سجن قديم
و غير مرتشٍ
-2-
لا أريد الخروج
الخروج يا بني
لا يعني لي
في هذه السن
سوى
عبور ممل
بين زنزانتين مختلفتين في الحجم
-3-
عالمي
ذلك الذي له أبواب
موصدة بأمل محكم في الفتح عما قريب
خير
من عالمكم
الذي لا نعرف شكل أبوابه
رغم أنكم جميعاً مفاتيح صدئة
-4-
درسنا الأول في هذا العالم
هو أننا حمقى
للدخول إلى هنا
درسنا الأخير في هذا العالم
هو أنكم حمقى
لنخرج إليكم
-5-
هل تعرف الحلم
إنه على هيئة عصفور صغير
و رقيق
يجلس أعلى مقبض الباب
هل تعرف الحلم
إنه يكبر
كلما زاد حجم الزنزانة
إنه
يجري في شوارعكم الأن
مثل ديناصور معدني
-6-
لا أريد الخروج يا "ريد"
لقد ربيت هنا
القليل من الأعداء الطيبين
بالخارج يا بني
ترعبني
فكرة
أنه
لا أعداء بجواري
لأكمل فكرتي
عن الحياة
__________
(حامد صبري)

الاثنين، يونيو 22، 2015

(روحي و انت طالق). فوقية سليم سليم

لما روحي تروح
ادفنها ف قصيدة
رتل عليها حروف
كانت ونسها ف الحياة
مليانة فرح و حبة خوف
نبض يروي جنتك
تطرح ورود بعيبر يطير
من غير حدود 
ازرع كمان
على هامش القصيدة صبارة
زي اللي كانت بتسد حلقي ف الخصام
و شجرة توت 
عليها عصفورين بيزقزقوا
و يصحوا الفجر الحرنان ع الطلوع
اوعي تنسى
رش حبة من دموعك على القصيدة
روحي تعرفها
وردة بيدْمنها الندى
اختم قصيدتك بالندا 
(روحي و انت طالق)
ف القصيدة
الله يرحمها الفقيدة

السبت، يونيو 20، 2015

انا سليل الغنا . علي عبد العزيز


انا سليل الغنا 
ابن الحكاوي البكر 
موايلي الاحمر بكا 
موايلي الخضر فكر عاشق جمال النبي 
مداح في حلقه ذكر مضروب بكل السير 
من عنتره لابو زيد 
لما بيبرس نداه لمعركه لبات 
رافعت سيف ذي يزن 
صدقت قول حسان 
التبع اللي وصف من بدري
غدر الزمان 
كرهت فعل الخيانه 
دياب شبه جساس 
في قلب حب اليمامه 
زرقاء وبنت كليب

صبح بلا ملامح.. سلوي إبراهيم



صبح بلا ملامح ينتظرني وينشر الأوجاع ف الأركان ..
لطالما مللت من انتظار الفسحه والقطارات ..
أشعر أن روحي تختنق كطفل لحظة ميلاده ...
ملك الموت يزورني ف الليله عدة مرّات ...
هناك الآم مبرحة في قدميّ ..
أحتاج للسير طويلاً . طويلاً حتّى أنصهر مع المسافات ..
أشتهي الصحبه ودفء العائله ..
أحتاج للأختلاء بنفسي كي أعيد ترتيب حساباتي مع البشر ...
يالهذا الصّداع الرهيب الّذي أصابني !!!!
سأخلد للنوم قليلاً علّني أستيقظ ع خبر سعيد !!!!

مرايا ليست عاكسة. عادل حسنين رزق


مرايا ليست عاكسة

أنا أحب .....
أن أكتب الشعر أمام المءآة
فأكون مقنعا لكم
فى إحدى المرات
لم تكن هناك مرايا
فوجدتنى 
شاحنة براميل فارغة
سقط أحدها
مرة رأيتنى فى غرفة حمراء
بالكاد تسعنى
ممسكا بريموت كنترول
وعندما يعلن البدء
تندفع مياه من فوهة سفلية
وحين تتخطانى أجدنى
أكتب جملة النهاية
مرة نمت جائعا
فأقمت دآدب أو مأدوبات
ـ سمها ما شئت ـ
ولما صحوت وجدتنى
أكثر جوعا
مرة رأيتنى أثقب هيناى
فلم تنهمر الدموع
وكثيراارتدى الملابس الشتوية
فى فصول الصيف
لكنها تنكشف
سوءاتى
فأنا أحب أن أكتب الشعر أمام المرآة
فالمرايا هكذا
رحيمة جدا

رمضان. أحمد الشافعي


رمضان
الأرض دارت كالرحى وتزينت
وبدت عروساً في عشي زفاف
وتناسقت أنغامها وتمايلت
أغصانها بكنافة ٍ و خشاف ِ
هذا الهلال بدا مضيئاً في الدجى
والكل يرقب نوره بهتاف
الله أكبر قد أتى رمضاننا 
في مثل موعده بلا إخلاف
ها قد أتى الشهر الكريم مباركا
بالنور والإيمان والإلطاف 
شهر أعز الله فيه محمداً 
بالوحي والرضوان والإنصاف
يا أيها الشهر الكريم تعطفا
أطلل بنور ساطع شفاف
واسرد علينا من حديثك ناصحا
كيف السبيل إلى طريق عفاف
كيف السبيل إلى صيامك حقه 
من غير معصية ولا إجحاف
فتبسم الشهر المصوم تلطفا
وجعلت أصغي غاية الإرهاف
قال السبيل إلى صيامي طاعة
لله يثني ذكرها أعطافي
واحذر إذا طغت المعاصي والهوى
فصلاح دينك غاية الأهداف
احذر من الأهواء واذكر دائما
أن الجزا من ربك المنصاف
واعمل فما صومي يفيدك نومه 
ما كان صومي راحة الأكتاف
واقرأ كتاب الله دوما تابعاً 
في كل خطوك سيرة الأسلاف
وأقم صلاتك دائماً في وقتها 
تظفر بما ترجو من اللطاف
أما الطعام فتكتفي بقليله
لا تملأ الأمعاء بالأصناف 
لا يجعل العقل السليم توافقا
بين الصيام وتخمة الأجواف 
هذى وربي إن أردت نصيحتي 
نعم الطريق وسيرة الأشراف

الجمعة، يونيو 19، 2015

مساحيق وجه فاسدة.آلاء إبراهيم



لم يعد لدي القدرة علي مواجهة العيون 
خارج باب بيتي الصغير 
أو علي تلطيخ جبيني بمساحيق الوجه الفاسدة،
صرت أتفقد أصابعي قبل النوم 
وأفركهم جيدا خوفا من بقايا البودرة العالقة بينهم.. 
أنام وبجانبي أكياس بلاستيكية أعبأ فيها كوابيس الليل وأصوات البوم وبعض الأغاني التي تراكمت بذاكرتي ومازالت أذني ترددها من وقتٍ لآخر
أعي جيدا " الحياة لاتنتظر أحدا " فأشاورُ لها من بعيد وأدعو بأن تصحبها السلامة.. 
بيتي لا يتسع لهذا الكم من الأقنعة الزائفة 
هو يكفي بالكاد لأقنعتي.. 
بعزلتي أصبحت ماهرة في صناعة الدُمي الخشبية ..
وماهرة أيضا بإفتعال الضحك والبكاء معها 
وتأليف شتي القصص ذات النهايات السعيدة 
أخبرتُ إحدي الدُمي في ليلةٍ عن حبي الأول
وعن عش العصافير المهجور علي نافذتي الصغيرة.. 
قلتُ لها "بالتأكيد العصافير لم تخف مني ، 
ربما خافوا من نعيق الغربان في الداخل "
رغم أن غرباني عادةً هادئة.

أفكر في معطفك الحزين.عبد اللطيف بن اموينة



أفكر في معطفك الحزين

كلماتك السهرانة في العتمة
والتفاتتك العابرة
 العصية عن أي احتمال

صلوات تعازيم حمى
وغيمة منتصف العمر

متعتي أنني سجين
الذكريات شمعتي الوحيدة

آه لو أفكر في معطفك الحزينة
في عزلة الغابات
في يدي ترمم أطلال العالم

نهر الخديعة يهدر جواري
مدفعية الجمال مصوبة إلى صدري
سابكي حدسك اللاذع
واصلي للابتهالات الكئيبة وهي تنخر أحشائي

ابريل  الكارثة لذة الخلود
آه ذلك العمى الأبدي

لو أفكر في  معطفك الحزين
في محطة الحافلات البليدة
توبخني كل مساء
كل مساء


عبد اللطيف بن اموينة شاعر من المغرب

برعمٌ وحيد. أشرف الجمّال


عندما لا تجد الدودة قُوْتَها
كل ثمار الغصون
تتعطن ..
عندما يحتضر نِمسٌ في الغابة
كل شموس الكون
لا يمكنها السطوع ..
الفيضانات التي تصب
في البحيرة
لا تعيد الحياة لتمساح نافق ..
والقنبلة التي ألقيت على المدينة
دمرت كل ما فيها
برعمٌ وحيد
توارى في حديقة محترقة
نجا من الموت
ونحلةٌ وحيدة
كانت مشغولة بمراقبة عطره
هما من أعاد للمدينة
الماء والخضرة

الأربعاء، يونيو 17، 2015

الإبريق ورنَّة الخلخال. فتحي عبد السميع


الإبريق ورنَّة الخلخال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سَقَطَ الجدارُ الطيني 
فتناثرَتْ مِن شقوقِه المُهَشَّمَةِ
خصلاتٌ مِن شَعرِ أُمِّي 
جَمعنَاها في كيسٍ 
وألقيناهَا في النيلِ.
تَجلِسُ بيْنَ طيورِها المنزليةِ 
وتُسرِّحُ شَعرَها 
قماشةٌ بيضاءُ على حِجرِها 
وشمسٌ حانيةُ تُرفْرِفُ حولَها .
لم تَكنْ أُمِّي بحاجةٍ لِمَا هو أكثرُ 
مِن ماءٍ و فلَّايةٍ 
لتُجدِّدَ أعيادَها .
أسنانُ الفلَّايةِ حادةٌ
وكثيرا ما تخدشُ الجمجمةَ 
يؤلِمُني وجهُ أُمِّي وهو ينقبِضُ 
تؤلِمُني صرخاتُها الصغيرةُ 
وهي تَهوِي إلى سابعِ أرضٍ 
دونَ أن يَسمعَها أحدٌ . 
لكنَّ أُمِّي مَدرَّبَةٌ على احترامِ القسوةِ 
والصبرِِ على تَعثُّرِ الفَلَّايةِ 
في الشَّعرِ المَنكوشِ . 
يَنقبِضُ وجهُها كثيرا 
لكنها تؤمِنُ بالتحولاتِ 
وها هي الفَلَّايةُ 
تُصَابُ بعدوَى شَعرِها الناعمِ 
وتَصيرُ ماءا .
يَبدأُ العيدُ 
حينَ تَلينُ مشيةُ الفَلايةِ 
وتدخلُ الشمسَ بين أسنانِها الرقيقةِ 
لتَشربَها الجذورُ . 
تُبالِغُ أُمِّي في تَسريحِ شَعرِها 
وهي تُغنِّي لرنَّةِ الخُلخَالِ 
أو لإبريقٍ على البابِ 
تُغنِّي وتَنظرُ 
بينَ آونةٍ وأخرَى إلى طيورِها 
طيورُها مِرآتُها .
ثَمًةّ فرحةُ تَسري في البيتِ 
وهي تَجمعُ الشَّعرَ المتساقِطَ 
كمَا تَجمعُ البيضَ في طَرحتِها
أو تَحمِلُ الكتاكيتَ في مهْدٍ مِن الجريدِ
لا تَتركُ شَعرةً على الأرضِ .
بحرصٍ بالغٍ 
تَنزِعُ الشَّعرَ المتراكِمَ في الفلايةِ 
تلفُّهُ في حجابٍ 
وتَدسُّهُ في شِقٍ 
تَخافُ مِن خطوةٍ شريرةٍ 
تَمُرٌّ فوقَه وتَجلُبُ الصَّلَعَ. 
لا تحرِقُ الحجابَ 
حتى لا تَعْلق في ضفيرتَيْهَا إلى الأبدِ 
رائحةُ الشياطِ.
يُمكِنُهَا فقط 
تَركْ الحجابِ في النيلِ 
ليَظَلَّ شَعرُها عَفيَّا وناعِمَا.
(من ديوان يصدر قريبا بعنوان : أحد عشر ظلا لحجر )

بسم انكشاف السر. عبد الله صبري


بسم انكشاف السر/ تعريف الصدى 
بسم ارتشاف المر/ تأويل المدى
بسم الضلال الحر/ تعذيب الهدى 
بسم الندى المتغطي بشروق المجاز
بسم اجتياز العتمة بالنزف النبيل
بسم العطش والغربة علشانك يا نيل
بسم الهديل النونو في الليل/ الصقور
بسم الغياب /الضي/ تأنيب الحضور
بسم العيال الواقفة /أعداء المرور
نبدأ بضل المعنى / نتحدى اليقين
نكسر ثبات الرؤية/ كدب الصادقين
نرسم ملامح عصر منزوع الفروض
نفرد كتاب الشمس /تهذيب الغموض
نخلق مساحة للقصيدة المتعبة
نمسح ذنوب الأتربة
نشوي الغروب/الغبن/نغتال الغبا
بسم الضمير /البوح في عيشة مهببة
أول قبس في الرحلة طيف الأمكنة
أجمل ما فيك يا صاحبي انك مش أنا
باب الخروج م الأزمة رفض العنعنة
والسير بدون لؤم الخرايط والكلام
تعظيم سلام.... للرقص / عراب الألم
تعظيم سلام للنقص/ تلميذ الكمال
تعظيم سلام للقبح/ تبيان الجمال
بسم التناقض والتمايز والأفول
بسم الكوميديا اللي ف حَمار عينك يا غول 
بسمك يا فول يا شق ريق المسألة
يا أروع الإجابات/ يا طرح الأسئلة
بسم النزيف اللي ف دماغي بس هاخفيه عنكم
باسمي وباسم المصدومين بالصمت في عيون البلد
ما تصدقوش ان القصيدة تكّفي أوجاع الولد
أو إن فيه شاعر هيعرف
يوصف الغلب المبين

علبة معدنية خصصتها للبنّ. الشاعر أمجد ريان



علبة معدنية خصصتها للبنّ

..
هذه النافذة فى البيت المقابل ، دائماً مغلقة 
أظل أتأملها ، وأنا أشرب القهوة من الفنجال العميق الغليظ 
حافة الفنجال دافئة ، والأبنية متراصة فوق الأبواب 
بامتداد الأعماق الشرقية ، ونحن نمشى فى الشوارع بلا تفكير 
وكل بضعة خطوات تكون نهاية جائعة . 
.
الفوهة التى عند الأفق شبه معتمة 
وفى البيت المقابل ، النافذة المغلقة على الدوام 
وأنا أتخيل خلفها امرأة بارعة الجمال يعزلونها 
حتى لا تأكلها العيون الجائعة ، 
وأحياناً ، أتخيل خلف النافذة رجالاً غامضين 
مشغولين فى مهام كبيرة .
.
لابد أن أنزل فوراً ، لأن التاكسى ينتظرنى تحت البيت ، 
وعند الميدان المكتظ ، سأغادر التاكسى ، 
وأمشى فى قلب الزحام 
والناس يدفعوننى ، من الجانب ومن الخلف 
ولا أحد يعرف إلى أين يتجه ؟ وماذا يريد ؟ 
.
وجهى شاحب ، والمحطة تسد الشارع بالعرض 
وأنا خطواتى ثقيلة ثقيلة .
. 
النافذة الغامضة لاتنفتح أبداً .. 
وأنا أظل أتوهم احتمالات كثيرة ، 
أدخل المطبخ وأشعل البوتجاز 
بعد أن أضع الكنكة على العين المشتعلة 
ثم أفتح علبة البنّ ، وأقربها من أنفى 
وأظل طويلاً : أشم هذه الرائحة الساحرة 
للبن الطازج .

علبة البُن الغامق . شهدان الغرباوي


علبة البُن الغامق 
المحروق
الذى أمعن الرجالُ فى إحراقِه حتى ظن أنه قد أوتى كتابه بشماله بما،ربما ،قد قدمت يداه
علبة البن التى ملأها الرجال عن آخرها ونزعوا منها الهواء حتى آخر ذرة 
بدعوى أن الهواء سيفسدها 
و سيسئ الى سمعتها....التجارية
علبة البن الغامق 
المحروق 
المضغوط
تنوء بما حواه قلبُها من مرارة 
وتكاد تختنق جراء حرمانها مُقدّراتِها من ذرات الأكسيجين، المشروعة بالطبع، التى اكتسبتها بالفطرة وتم السطو عليها- منذ الأزل- باسم إكرامها وصيانة سمعتها ...... 
علبة البن توشك أن ترفع غطاء رأسها وتنكشف للهواء لتأخذ نًفَسها كحق طبيعى لصيق.
ولكى تصرخ فى وجه الجميع
ربما تلمحها الملعقة الصغيرة التى تقف الى جوارها على المنضدة الرخامية 
وتتجاهل آلامها
ربما تخفف عنها مقدار فنجان واحد من المرارة والوجع.
علبة البن المنسحقة ،الغبية، غير الواعية
لم ترفع عن رأسها الغطاء من خجل.
*****
شهدان الغرباوى
********
يونيو 2015

الثلاثاء، يونيو 16، 2015

الأحلام الطيبة لا تبقى طويلا.. أسامة بدر


يبدو أنني سأتخلى عن حلمي القديم
أن أصبح غيمةً عصيةً على الريحِ 
لا ترسل المطر إلى الشوارع المزدحمة 
ولا فوق البيوت التي بها خزانات مياه
لن تغسل السيارات التي عَفَّرَتْها نزهات الصيف على الشاطئ
غيمةٌ ترسل المطر إلى الأطفال في مخيماتٍ بعيدةٍ
وتمنحهم اللعب بالطين والماء
غيمةٌ تعطى الصحارى رشفة تبلل بها شفة العطشى
كنت أحلم أن أكون غيمة طيبة واللهِ
لكن الريح قاسية
طوَّحتني فوق بحرٍ 
وجعلتني أنزف الماء كله 
حتى صار البحر موجة كبيرة تضرب الرمال
وأنا أرتعش من البرد

الغريب المبعد ..عبد الغني علي المخلافي




الغريب المبعد ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.أيها المساء الصديق
ضمني إلى صدرك قلباً حنوناً
هدهدني بين يديك يتيما فاقداَ أبويه
خذني إليك نجماً مسافراً
وسحابة ممطرة بالحزن
امنحني حرية النظر من الأعلى
والسفر دون حدود أو نقاط ..
عبر مجاهيلك وحجبك ..
أنا الغريب المبعد لا وطن لي ولا حضن
ولا عيون ترقبني وتخاف علي البرد والتسكع ..
في ليالي شتائك الحزينة ..انهكني الغياب والتشرد
على أرصفة المقاهي مع الأصدقاء الغرباء
واصطياد الكلمات ومطاردة الأحرف
وانتظار القصيدة و الشوق الى الحبيبة
والأولاد الذين تركتهم خلفي
وماذا سأكتب اليوم و في الغد وبعد غد .
 أنا حزين جداً ووجعي أبدي ..
الوطن الذي أشتاقه
مذبوح من رأسه حتى قدميه
تنهش في لحمه ذئاب الساسة
ومشايخ القبائل والمتنفذين
واللصوص من سرقوا منا الحياة
ووهبونا المنافي وطن ..
أنا متعب ومجهد
في نهاري أجتر الذكريات الحميمة
وفي ليلي ابكي أيامي المهدورة بعيداَ ..
أتلمس الدفء المفقود و الجراح  النازفة
أرفع رأسي إلى السماء بالدعاء والتظلم ..
ماذا تبقى لي من العمر لأعيشه
في الأحلام و الأمنيات
وتهجي قصائد( لوركا) و(بودلير )
و(الماغوط )|و (عدنان الصائغ) القريبة الى قلبي ..
وقراءة رواية (زوربا ) أكثر من مرة ..
و اشتهاء صدر أي امرأة عابرة مكتنز بالشهوة
ولا استغفر الله كثيراً من هذه النزوات ..
2013عام