الجمعة، يونيو 19، 2015

مساحيق وجه فاسدة.آلاء إبراهيم



لم يعد لدي القدرة علي مواجهة العيون 
خارج باب بيتي الصغير 
أو علي تلطيخ جبيني بمساحيق الوجه الفاسدة،
صرت أتفقد أصابعي قبل النوم 
وأفركهم جيدا خوفا من بقايا البودرة العالقة بينهم.. 
أنام وبجانبي أكياس بلاستيكية أعبأ فيها كوابيس الليل وأصوات البوم وبعض الأغاني التي تراكمت بذاكرتي ومازالت أذني ترددها من وقتٍ لآخر
أعي جيدا " الحياة لاتنتظر أحدا " فأشاورُ لها من بعيد وأدعو بأن تصحبها السلامة.. 
بيتي لا يتسع لهذا الكم من الأقنعة الزائفة 
هو يكفي بالكاد لأقنعتي.. 
بعزلتي أصبحت ماهرة في صناعة الدُمي الخشبية ..
وماهرة أيضا بإفتعال الضحك والبكاء معها 
وتأليف شتي القصص ذات النهايات السعيدة 
أخبرتُ إحدي الدُمي في ليلةٍ عن حبي الأول
وعن عش العصافير المهجور علي نافذتي الصغيرة.. 
قلتُ لها "بالتأكيد العصافير لم تخف مني ، 
ربما خافوا من نعيق الغربان في الداخل "
رغم أن غرباني عادةً هادئة.

ليست هناك تعليقات: