‏إظهار الرسائل ذات التسميات حوارت. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حوارت. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، ديسمبر 06، 2010

اتهم مثقفي السلطة بمهاجمته.. الشاعر المصري حمزة قناوي لوكالة أنباء الشعر: العمل الثقافي في مصر فاسد.. ورئيس لجنة الشعر لم يكتب قصيدة واحدة منذ ربع قرن..





وكالة أنباء الشعر/ القاهرة/ ولاء عبد الله

الشاعر المصري حمزة قناوي واحد من الشعراء المصرين الذين ضاقت بهم بلادهم، فغادرها إلى مكان آخر يعلن فيه عن وجوده ويفر فيه بروحه وشعره، ورغم ذلك فهو متابع للمشهد الثقافي المصري وله آراؤه الدائمة فيما يحدث فيه، رغم أن له 6 دواوين شعرية إلا أن عمله الإبداعي "المثقفون" كان بمثابة نافذة قوية أطل منها على فضاءات كثيرة، وكالة أنباء الشعر التقت الشاعر حمزة قناوي في حوار خاص حول تجربته الإبداعية، ورؤيته للحياة الثقافية المصرية ومؤتمر المثقفين الذي تنوي وزارة الثقافة المصرية إقامته.



- حدثنا في البداية عن تشكل موهبتك الأدبية والإبداعية، تجربتك في رحاب "الشعر" وكيف كانت البداية ومتى؟



كانت البداية منذ الطفولة الباكرة، كانت تزورني أطياف من الدهشة، ولا أعرف باعثها، وفي الإجمال كنت أشعر بالتصاقي بالطبيعة وتأمُّل الأشياء من حولي، وكنتُ أجنح إلى الوحدة والهدوء، شيئاً فشيئاً كنت أصغي إلى موسيقى الأشياء من حولي، ربما كان هذا هو الباعث الأوّل لتشكُّل وجداني موسيقياً واحتشاد ذاكرتي البصرية. كل هذا الاحتشاد في داخلي كان يبحث عن قناةٍ يعبر من خلالها عن هذه المشاعر والمُدرَكات، وعندما دلفت إلى مدارج الدراسة كنتُ أكثر ارتباطاً بمادة اللغة العربية والشعر و(المحفوظات) كان هذا يصقل حسي الموسيقي- وهو في رأيي ثاني أهم العناصر التكوينية للشعر بعد الرؤية الموضوعية- استمريت في تنمية حسي الشعري من خلال القراءة والدراسة، حتى أن دراستي للآداب واللغة العربية كان دافعه الأول الشعر وصقل موهبتي عبر الدراسة والتخصص.



- (أسئلة عطشى)، و(أكذوبة السعادة المغادرة)..(أغنيات الخريف الأخيرة)… و(الغريب) عناوين لمجموعاتك الشعرية تأخذ طابعا تشاؤميا بعض الشيء.. فما السبب في ذلك؟



عشت حياتي طائراً في مدى يحترق.. عانيت الحزن كثيراً وعشت الكثير من التجارب القاسية، وتأرجحت بين الحيرة واليقين، عانيت آلام الموت في فراق أبي، وخسارة الحب الأول، وانعدام الإنسانية في مجتمع يتشيّأ لصالح المنفعة والقيم المادية.كانت أسئلتي عطشى تتوق إلى اليقين والمعرفة، كان الشعر بديلاً عن الانتحار بالنسبة لي في الكثير من الأحيان،تماماً كحالة أمل دنقل، فكان الشعر هو كهف الفرح الذي ألوذ به من وقع الحياة الصاخب المضطرب المليء بالعنف والصراع والتناحر. يبقى نجمة الأمل الوحيدة التي تضيء هذه الظلمة الحالكة، لا أخفيكِ أن الشعر أنقذ روحي من التردي في أوقات كثيرة كادت روحي تحترق فيها وأنا أحاول فهم هذا العالم وتحليل قيمه التي صار مركزها الأنانية والصراع. كان يأتي وحده بما يحمله من موسيقى الأحلام ليطهّر روحي من الأسى والألم ويشير إلى الغد، ويدفعني إلى إعادة تأمل العالم ورؤية الجمال فيه. قصائدي حزينة لأنني حزين والشاعر لا يصدر إلا عن نفسه ورؤيته للعالم لا عن تجارب الآخرين أو ما يرونه. هكذا كان أيضاً صلاح عبد الصبور وشيلي وغيرهما.. ديوان أغنيات الخريف الأخيرة يدور في فلك الموت والمدينة وعلاقاتها الشرسة، والحب وانكساره، والغربة في مواجهة الزحام الخاوي من الناس! أما ديوان ( أكذوبة السعادة المغادرة) فيواجه أسئلة تتعلق بالغياب والانطفاء في اللحظة التي ظن المرء فيها أنه على أبواب الاكتمال، السعادة الهاربة كحلمٍ لا يُلمس.. والأسى الذي تخلفه وراءها.



أما ديوان الغريب فهو تجربة خاصة عشتها عندما أقمت في فرنسا لفترةٍ عشت فيها معاني الغربة والوحشة والاختلاف عن المجموع وعرفت كم من الممكن أن يتوحد الإنسان مع ذاته ويلتصق بداخله عندما يواجه الغربة..كان الشعر وحده هو المُخلّص لي والذي وجدت انعتاقي عبره في هذه الفترة.



- ماذا عن عملك (المثقفون) وما أفضل تصنيف له في رأيك؟



لم يكن في ذهني أن أكتب (المثقفون) وأنا أعيش أحداث هذه التجربة، وبعد أن خرجت من غِمارِها، رحت أسترجع مشاهدها وأدوِّنها على هيئة (مذكرات). مع الوقت وجدت أنها من الممكن أن تتحول إلى كتاب به تجربة شاب مصري شاءت المصادفة أن تضعه على مفترقات لا تتكرر كثيراً لإنسان عادي، احتك عبرها بقيادات ثقافية ومؤسسات وتوجهات فكرية تراوحت بين الإذعان للسلطة، أو مقاومتها والرفض. كانت بلدي في هذه اللحظة التي أنجزت فيها الكتاب – عام 2006 – تمور بالغليان والتحولات، ومازالت، ورأيت أن مصيرها بأكمله تعاد صياغته في أتون السياسة وما يُراد لمصر. وكان المثقفون في قلب المشهد، بين مؤيد للقاطرة التي تهرول إلى هوة عميقة وبين من يحاول إيقافها. كان يجب عليَّ أن أرصد ما يحدث. وحاولت قدر الإمكان ألا أدين أحداً. كنت شاهداً فحسب واعتمدت التسجيلية والرصد التقريري. أما عن اقتحامي عالم أحد المثقفين والحديث عن حياته من الداخل. فمن قرأ الكتاب بتمعن وجد أنني لم أسئ لهذه الشخصية، حتى أنني لم أذكر اسمها على امتداد العمل، وإنما توصل لصاحبها الناس بأنفسهم، والنقطة الثانية أن هناك مقالات كُتبت وحللت كم أنني كنت متعاطفاً مع صاحب الشخصية المحورية في العمل، كنت أحاول أن أكون الصوت الآخر له فحسب. أما الخشية من التجربة فلم أخش شيئاً. في النهاية يجب أن يقول أحدٌ ما يجري، وأن يدفع ثمن ذلك، كنت أتوقع أن يهاجمني مثقفو السلطة في مصر بعد صدور الكتاب، وقد حدث. ولكن من يأبه؟ أنا أؤمن بحكمة ( قل كلمتك وامضي) وقد قلتها ومضيت بالفعل. فهو في النهاية عمل يتأرجح بين الرواية والسيرة الذاتية.



-وهل هو انجذاب منك للكتابة السردية بعيداً عن الشعر؟



ما أود تأكيده أنني شاعرٌ لا روائياً ، ولا أعد النثر وعملي الروائي الوحيد – على نجاحه، أساساً لتجربتي الكتابية. والمبدع الحقيقي لا يختار الشكل الذي يصوغ فيه إبداعه مسبقاً.فهذا نوع من التعصب، والخاسر الوحيد فيه هو القيمة لا النوع . و(المثقفون) لا ينتمي إلى الرواية بشكل كامل، إنما هو سيرة ذاتية اتخذت هيئة السرد الروائي واعتمدت تضفير الحقائق بالشكل الأدبي، والكاتب لا يتحكم في العمل بشكل كامل أثناء الكتابة، إنما مسارات السرد توجد طرقاً لنفسها أثناء إبداعه، مسارات أساسها سيمترية البناء، التناسق والتوافق، وسلاسة العمل.. كل هذه المحددات هي التي توجِد الشكل النهائي الذي يخرج به العمل وتنبني على تتابعه واطرّاده. وإجمالاً الرواية والشعر ينطبق عليهما مبدأ ( تراسل الفنون) فهما يكملان بعضهما بعضاً باعتبارهما شكلين للفن والإنتاج الأدبي. ومؤخراً انتشر مصطلح ( شعرية الرواية) ، كما ذاع استخدام تقنيات السرد الروائي في القصيدة الشعرية الحديثة عبر التصوير وتصاعد المواقف، واستخدام تقنيات السينما – أو الصورة بشكل عام. فلا تعارض بين الفنين.



- هذا أيضا يدفعنا للحديث عن انحسار الشعر لصالح الرواية، وما رأيك بالرأي القائل بأنها أصبحت "ديوان العرب" بدلاً من الشعر؟



أنا لا أعتقد أن هذا (زمن الرواية) وحدها فالشعر موجود وباقٍ وديمومته مستمرة عبر العصور، والرواية ليست ديوان العرب، ولكن الفن الروائي الذي تسانده الدراما وتساعد على انتشاره ذاعَ لهذه الأسباب، ولأن الرواية أسهل في التلقي من الشعر الذي يعد لغةً عليا ويحتاج إلى مجهود أكبر من المتلقي عند قراءته وإلمام بشفراته وحتى بحساسيته،الفن الشعري تراجع متلقوه للعديد من الأسباب ومنها تراجع حركة الثقافة عامةً في الوطن العربي، وظهور قصيدة النثر التي فضّت جمهور الشعر من حوله- وأتحدث هنا من منظور واقعي وحقائق على الأرض لا عبر إيديولوجية معينة أتبنّاها.



-وجودك فترة بجانب الكاتب الكبير د.أنور عبد الملك ..ما الذي قدَّمه لك؟



في الحقيقة لم يقدم لي أكثر من اقترابي من تاريخ بلدي. وهذا كثير. ولكن ما عدا ذلك فلم أنَل أية مكتسبات شخصية أو خاصة كما ظن الكثيرون. أعد التكوين الفكري المتعلق بالتاريخ السياسي الحديث لمصر أهم ما استفدته من الفترة التي قضيتها في رحاب العالِم الكبير، احتكيت بتيارات والتقيت العديد من الأفراد الفاعلين والمؤثرين في الحياة العامة المصرية السياسية والاجتماعية والثقافية، اقتربت أكثر من اليسار المصري، عرفت تاريخ بلدي عن قرب، لكن في النهاية الحياة بها طرق مُقدرة ومساراتها لا تنتهي، وقد غادرت العمل معه متمنياً له التوفيق ومضيت إلى رحلتي الخاصة.



- ماذا عن الجوائز التي حصلت عليها؟



أنا حصلت على العديد من الجوائز، جائزة سعاد الصباح للإبداع الشعري، وجائزة قصور الثقافة المصرية المركزية ،وجائزة مؤسسة إقرأ لثلاث سنوات متتالية، وجائزة خاصة من مؤسسة البابطين، وجائزة أحمد بهاء الدين للإبداع الفكري للشباب على مستوى الوطن العربي. وغيرها. وشاركت في مهرجانات وندوات في العديد من الدول، الجزائر وسوريا والكويت، ومهرجانات ( عواصم الثقافة العربية). ونشرت في معظم الدوريات الثقافية العربية. أحسب أن هذه الدعوات والجوائز فيها اعتراف بمنجزي الشعري.



-وما السبب في عدم وجودك على الساحة الشعرية في مصر؟



أنا مُقصى من المشهد الشعري المصري لما لا أعرف من أسباب. بعد كل هذه الدواوين – ستة دواوين – والجوائز عوملت ببرود نقدي هائل. ولم أدعَ إلى ندوة واحدة في بلدي. ربما أنا مغضوبٌ عليّ لرفضي سياسات العمل الثقافي المصري، هناك أمر آخر سأعترف به هنا وهو أنني لا أجيد تسويق نفسي، والتواجد في المشهد الشعري اليوم في مصر يعتمد على العلاقات العامة، على الصداقات والشللية، وعلى تبادل المصالح، والتمسّح أحياناً وأنا لا أملك شيئاً من هذا، ولا أريد. كنت من البداية أمام طريقين: إما أن أحاول إنتاج شيء ذي قيمة، يترك أثراً للناس والأدب ولو بعد موتي، وإما أن أنخرط في هذه الآلة الجهنمية، اللهاث خلف النشر والبرامج والظهور المجاني بقيمة أو بدون قيمة. واخترت الطريق الأول. كنت أقتدي بالكثير من الكُتّاب الملتزمين الذين يكتبون بدافع القيمة ولوجه الأدب، وأنا مقتنع باختياري ومنسجم معه، وإن كان الجهد الذي بذلته في رحلتي مع الكتابة لا يساوي الاعتراف به، إلا أنني مقتنع بمبدأي.



عندما سافرت إلى الجزائر للمشاركة في مهرجان ( الجزائر عاصمة للثقافة العربية) عام 2007، كنت الشاعر المصري الوحيد الذي أقلته الطائرة الجزائرية إلى الاحتفالية، بعدما رشحتني الجزائر للمشاركة بشكل فردي ومنفصل عن الشعراء المصريين- الذين اختارتهم لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة ( كان بينهم اثنان من أعضاء اللجنة نفسها! أي أنهم يختارون أنفسهم للمهرجانات! ) والذين أتوا على الطائرة المصرية. تكرر الأمر نفسه في مهرجانات (دمشق عاصمة للثقافة العربية) ومهرجان (القرين) بالكويت. وأنا أعتز بأن منجزي الشعري وحده هو الذي يحملني إلى الناس ويمثلني في المهرجانات لا ترشيحات اللجان وقواعدها غير النزيهة.



ربما السبب الأخير هو أنني مغترب عن مصر. هذا يسهم في بقائي بعيداً عن الساحة الشعرية المصرية وإن كنت تحققت خارجها.



-لك موقف من مؤتمر المثقفين الذي تنوي وزارة الثقافة المصرية إطلاقه نود أن نتعرف عليه منك؟



الوزير سيقيم مؤتمراً للمثقفين يحشد فيه من قبلوا بالتدجين والانضواء تحت لواء الحكومة .. يرسمون الخطط لمستقبل العمل الثقافي المصري.. بينما تُسرق مركزية وثقل هذا العمل من مصر إلى دول أخرى في المنطقة بكل وضوح وبما لا يخفى على أحد..



في المقابل يقوم مجموعة من المثقفين المعارضين لهذه السياسات والتوجُّهات مؤتمراً موازياً عدُّوه بديلاً عن مؤتمر المثقفين الحكومي الرسمي .. راح يشجب المؤتمر الحكومي منتقداً أوضاع الثقافة في مصر طارحاً مقترحات وتوصيات للعمل بها لإصلاح حال الثقافة في مصر ..



هذا المشهد في رأيي بأكمله غارق في العبث ويوضّح المدى الذي وصلت إليه حال الثقافة في مصر.. مثقفون متناحرون على الفراغ.. فلا الشعب دارٍ بهؤلاء أو هؤلاء ولا بتوصيات الفريقين ..مصر التي يرزح ما يقل قليلاً عن نصف عدد سكانها تحت خط الأمية وعدم التعلُّم لا تحتاج إلى توصيات المثقفين حول منهجيات العمل الثقافي في مصر وتخوين كل منهم للآخر ! مصر نفسها التي تقيم مهرجاناً يُكلّف الملايين للمسرح التجريبي يستضيف فرقاً من مختلف أنحاء العالم .. مسرح تجريبي في بلدٍ لا يتابع الناس فيه حتى المسرح الكلاسيكي.. ! في بلدٍ احترق مسرحه القومي بعدما طالته يد الإهمال والنسيان ..



أقولها لكِ بكل وضوح: العمل الثقافي لدينا في مصر فاسد.. وللأسف أنا عملت في المجلس الأعلى للثقافة بمصر واستقلت غير آسف أبداً. رأيت (حَملّة المباخر) للوزير تُغدق عليهم المنح والمكافآت والسفريات لحضور المهرجانات، وأعضاء لجانٍ يحصلون على مكافآت، ويظلون في مناصبهم لا يتغيرون، وحاصلين على منح تفرُّغ تُجدّد لهم المنح دورياً بما يُشبه الإعانة الثابتة أو المعاش المُخصص لأسماء بعينها ولو لم يُقدّموا مشاريع في المقابل، أمسيات لا يحضرها أحد، وجوائز توزّع على المُدجّنين فحسب والقريبين من النظام والسُلطة، أما المثقف النبيل فلا مكان له في كل هذا.. الكعكة فاسدةٌ أصلاً والدليل على ذلك ولكيلا يكون كلامي مُرسلاً انعكاس ذلك على ثقافة الإنسان المصري.. فأين هو ذلك التأثير في ثقافة الإنسان المصري البسيط؟ لا شيء..وقد قرأت تصريحاً أخيراً للسيد حلمي النمنم نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب يقول فيه إن الكُتب لا توزّع.. كتب الهيئة لا تُباع و90 % مما يُقدم للهيئة وما طُبع سابقاً لا يستحق النشر ورديء المستوى .. وأنهم – الهيئة – حاولوا بيع الكتب بسعر جنيه واحد للكتاب فلم تبع .. طيب أوجه له سؤالاً عبركم .. إذا كان الأمر كذلك .. فلماذا لم يستقل هو والقائمون معه على الهيئة طالما يعترف بهذه ( الشفافية ) بإخفاق المؤسسة التي يرأسها؟ ولماذا يخرج علينا د. عماد أبو غازي سعيداً بتصريح يقول فيه إن مؤتمر المثقفين البديل/ المعارض هو في النهاية ( رد فعل) على مؤتمر المثقفين الحكومي و(أنهم) لا يتحركون إلا بناءً على تحركاتنا نحن؟ كأن الثقافة الحكومية في مصر في صراع مع من يناوئ أفكارها ولو كانت هذه الأفكار فيها من النفع العام ما يفيد الناس؟ لماذا رئيس لجنة الشعر في مصر رجلٌ لم يكتب قصيدة واحدة من ربع قرن؟ ولماذا يكون أعضاء (بيت الشعر) في مصر هم نفسهم أعضاء لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة؟



الصحافة الحكومية مدجنة وليست قومية، والإنسان المصري آخر اهتماماته الحالية المسرح والفن التشكيلي والسينما الجادة أو الشعر.



- هل ترى أن هذا المؤتمر من الممكن ان يقدم جديدا للثقافة المصرية وللواقع الثقافي في مصر؟



لا. هذا المؤتمر لن يقدم شيئاً للثقافة والواقع الثقافي في مصر والشواهد السابقة تؤكد ذلك. لا شيء سوى مجاملات وأفكار نظرية ومدح بين المؤتمرين وخطط ستظل خططاً دون أن تقترب من الناس.

-وما رؤيتك للأوضاع الثقافية داخل مصر و فكرة إطلاق مؤتمر موازٍ للمثقفين المستقلين يمكن ان يقدم شيئا …؟



المسألة واضحة بشدة في مصر. المثقف الحكومي لدينا (مُدجَّن) لا يستطيع مخالفة أوامر الوزارة، والمسألة راجعة إلى المكتسبات والامتيازات التي يحصل عليها، المنح والمكافآت والمناصب ورئاسة تحرير الصحف بدون أن يكون لذلك انعكاس حقيقي ومؤثر على ثقافة الإنسان المصري. وللأسف رأيت مثقفين يغيرون مواقفهم 180 درجة ما أن يمنحوا منصباً أو امتيازاً. فجأة يتحول المثقف المعارض إلى نجم! يتخلى عن مبادئه ويغير مقولاته ويبدأ في أدلجتها ومعاودة تدويرها وفقاً لأفكار "البراجماتية والمرونة والأمر الواقع.." إلى آخر ما يضحكون به على أنفسهم. وهؤلاء المثقفون (مكشوفون) للغاية للمثقف الواعي.لقد ذكرت بعض هؤلاء في كتابي ولم أخشَ شيئاً. ولدينا في مصر مثلاً يقولون إن الثقافة بخير، وأن العمل الثقافي المصري يسير وفق خطط تنفذ بدقة، ثم ينكشف كل هذا مع احتراق المسارح – كمسرح بني سويف الذي مات فيه خيرة أبناء مصر المسرحيين- و سرقة اللوحات، كلوحة زهرة الخشخاش الأخيرة والفساد الداخلي كمساعدي الوزير الذين تساقطوا منذ أعوام بالرشى والتربح. الثقافة المصرية للأسف بعيدة عن المواطن المصري بعدما تحكم في مصيرها ( نخبة) لا تتغير. هل يعقل أن تسيطر على حركة الشعر في مصر لجنة لم تتغير منذ عقود، متوسط أعمارهم بين الستين والسبعين؟ هل يعقل أن عشرة أشخاص هم أعضاء اللجنة يسيطرون على التمثيل الشعري الرسمي لمصر في كل المحافل؟ مصر ذات الثمانين مليوناً؟ قس الأمر نفسه على لجان القصة والفن التشكيلي وسواهما بالمجلس الأعلى للثقافة. للأسف المسألة أبعد ما تكون عن مصلحة الإنسان المصري أو الانحياز إلى تثقيفه بقدر ما هي ملتقيات نخبوية تُتبادل فيها المناصب والجوائز والإطراء . أما بخصوص مؤتمر المثقفين البديل أو الموازي .. فآمل أن يخرج بشيء يفيد ثقافة الإنسان المصري وأتمنى لهم التوفيق.



الخميس، ديسمبر 02، 2010

حوار المحيط الثقافي مع هشام الجخ : أحلم بـ"أمير الشعراء" والشعب يزور الإنتخابات


محيط – سميرة سليمان


شاعر مصري أصيل يلقب بـ"هويس الشعر العربي"، ذاع صيته في الأمسيات ومواقع الإنترنت وخاصة "فيس بوك" ، إنه هشام الجخ الذي يشارك الآن في مسابقة أبوظبي العربية الشهيرة "أمير الشعراء" واشتهر بعدد من القصائد الجريئة في مواجهة الفساد في مصر ومرتكبيه .


حاوره "محيط" وأكد الشاعر الجخ أن الشعب المصري لا يجيد التظاهر، وأن الانتخابات هي فساد متبادل بين الشعب والحكومة، مؤكدا أنه يريد إعادة مكانة الشعر في قلوب الناس ويحلم بأن يعرف العالم كله بوفاته!


محيط: كيف شاركت في "أمير الشعراء " وكيف ترى المسابقة؟


تخرجت في كلية التجارة ورغم ذلك فإنني مهتم للغاية بدراسة الشعر واللغة العربية، وحلمي كان الحصول على لقب "فارس الشعر العربي" الذي يصحب صاحبه لعام كامل .


هذا هو الموسم الرابع للمسابقة الأكبر لشعر الفصحى في العالم العربي، ولم يحصل على جائزتها أي شاعر مصري من قبل. على المستوى الرسمي أمثل مصر التي أصبحت معروفة أنها الأفضل في الغناء، والمسرح، وليس الشعر وكأنهم نسوا أن أمير الشعراء هو أحمد شوقي المصري!.


[أمير الشعراء ]
أمير الشعراء
وعلى المستوى الشخصي أنا متهم بأني شاعر عامية رخيص، وقد كتبت عني بعض الصحف أني "البديل التايواني" للشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، ولذلك أريد تحقيق مجد شخصي لي بان أصبح أمير الشعراء، وأن أعيد شعبية الشعر مرة أخرى لمصر، ودعينا نعترف أنه لولا البطولات التي يحقهها المنتخب الوطني لكرة القدم لما كان للكرة تلك الشعبية، ولذلك فنحن نريد رمزا يعيد لمصر بطولاتها الشعرية ويضعها في مكانها اللائق بها بين الدول العربية.


ولا أندهش كثيرا من الانتقادات التي توجه لمسابقة "أمير الشعراء" لأن من لا يحققون فيها نجاحا ينتقدونها، ولكن تظل هي الأقوى عربيا، يكفي أن من يحكمونها هم أعلام النقد العربي في العالم العربي، وأشهر شاعر فصحى في مصر أحمد بخيت الذي أشعر باني قزم امامه حصل على المركز الثالث فقط فيها.


كما أن عائد المسابقة كبير ؛ فحامل اللقب يحصل على مليون درهم، وقد تقدم لها في بدايتها سبعة آلاف شاعر من كافة الدول العربية.


وتأتي قوة المسابقة أيضا من الاختبارات العديدة التي يخضع لها المتسابقون لتصفيتهم، فمن بين هذا العدد الكبير اختارت اللجنة فقط 350 شاعرا بعد اختبارات في خبايا النحو والعروض بجانب الإبداع، ثم خضعنا لاختبارات أخرى لنصل لـ 40 يختارون منهم 20 فقط، وكنت من هؤلاء والتصفيات ستعلن نتائجها 22 ديسمبر وهو خبر لم تعلن عنه الصحف بعد ، وأتمنى أن أكون من بين الخمسة الذين يصلون للمرحلة النهائية .


[الأبنودى]
الأبنودى
محيط: هل يسعدك إقتران اسمك بالشاعر الكبير الأبنودي ؟


- الابداع ضد فكرة التقليد، إذا قلدت فأنت غير مبدع، وأنا أحب وأقدر الأبنودي، ولا أحد يستطيع إنكار قيمته، لكن لهجة الأبنودي ليست حكرا عليه وحده، بل هي لغة بلد، هل أدخل الأبنودي الفصحى في أعماله؟ لا لم يفعل، وأنا مثلا فعلت ذلك فكيف أكون مقلدا له؟ ، ولهذا فأنا ممن يقول بأن الفن ليس فيه إمتداد لمبدع .


محيط : قلت بقصيدة أن "الشعر حين يمس السياسة يستحيل مصائبا" ؟


- مستني منه مصائب كثير لا يمكنني البوح بها، ولكن ما يمكنني التعهد به أنني سأظل أمس السياسة دون خوف، فالشعر حالة، يأتي من الأوجاع الكثيرة حين نحب وحين نتألم لحال أوطاننا، حين نعاني بشكل عام، وأنا لا يمكنني الحكي عن معاناة غيري، بل عليّ أن اعيش أوجاعي واكتب عنها، ومع ذلك لا أستطيع تحديدها بدقة، فالمهرة فقط هم من يعرفون أنفسهم ولا اظنني منهم.


وعادة لا أكتب عن الأمور الجزئية، فالقضايا عندي كبيرة، حين كتبت قصيدة "حجا" لم يكن بسبب ارتفاع أسعار الفواتير، او انقطاع المياه، بل بسبب حالة عامة وقضايا كثيرة متراكمة.


محيط: لك رأي خاص في المظاهرات المصرية فما هو ؟


- الشعب المصري لا يجيد التظاهر، المظاهرات هدفها إظهار الحق، ومحاسبة المخطئين، وإذا أخذنا أحداث خالد سعيد بالإسكندرية مثالا سنجد أنه ضحية لاثنين من أفراد الأمن وينبغي بالطبع معاقبتهما حتى لا يتكرر الأمر، لكن لماذا نحرق الحافلات، ونقذف دار القضاء العالي بالحجارة؟.


هكذا تختلط الأوراق، ويصبح هؤلاء المتظاهرين مخربين تسعى وزارة الداخلية إلى قمعهم حفاظا على الأمن وهو واجبها الأول، وبالتالي فقدت المظاهرات معناها.


المظاهرات في الخارج أكثر تأثيرا لأن المتظاهرين اكثر هدوءا يحملون لافتاتهم ويسيرون في الشوارع بهدوء، والأمن يحميهم، لكن في مصر يحدث العكس.


وأرى الانتخابات المصرية جزء من منظومة خاطئة، الشعب والحكومة يساهمون في تزويرها، فالتزوير يأتي من امتناع الناخبين عن التصويت، فهو فساد متبادل بين الحكومة والشعب، وهكذا أعمال العنف التي تشهدها الانتخابات تكون خطأ متبادل بين الأفراد والأمن.


[في إحدى الأمسيات]
في إحدى الأمسيات
محيط: لماذا رفضت طباعة ديوانك الفائز بأفضل جائزة شعر عامية من قبل اتحاد الكتاب؟


- طباعة ديوان في مصر أصبحت أسهل ما يمكن، كمية الدواوين التي تصدر من المكتبات بسبب رخص تقنيات الطباعة، لا حصر لها، وأنا كثيرا ما أُدعى لحفلات توقيع دواوين أصحابها غير معروفين بالمرة، وبالتالي فطباعة الديوان عمل غير مؤثر، وحين قررت ألا اطبع ديوانا فلذلك لأنني لم اكن معروفا كما ينبغي، والآن أفكر في عمل اسطوانة إلكترونية تضم أشعاري، واقترح عليّ أصدقاء أن تكون مرفقة بكتيب يحوي الأشعار .


محيط: هل لك طقوس في الكتابة؟


- لا توجد طقوس بالمعنى المعروف، لكني أكتب ببطء، ودائما لا يعجبني شعري، وقارئتي الأولى هي زوجتي "هبة" التي امتنعت عن القراءة لها لأنها تحب شعري إلى الدرجة التي لا ترى به عيبا، وانا أريد ناقدا له، وبالتالي بدأت أهمش رأيها لأصل إلى الحقيقة.


حين يري أصدقائي أن القصيدة غير جيدة، أحبسها ولا أنشرها، ولكني لا اعدل عليها أبدا ، وهناك قصائد ليست للنشر اتداولها بين أصدقائي في جلسات خاصة ولكني أندهش من انتشارها على الانترنت، منها قصيدة "حظك كده" التي أراها أفشل قصيدة لي.


محيط: كيف كانت بداية حفلاتك في ساقية الصاوي؟


- أكتب شعرا منذ طفولتي، ولكني عُرفت حين جئت للقاهرة، أذكر أن أيام الجامعة كنت أصعد على المسرح فأجد حفاوة كبيرة بي، ولذلك اقترحت على صديقي محمد الصاوي صاحب الساقية إقامة حفلة شعرية لديه مقابل تذاكر ، وهو ما أثار اندهاشه لأن جمهور الشعر في مصر محدود، وكانت أولى حفلاتي في الساقية في 18 مارس 2010، وحضر 400 شخص وهو عدد قليل بالمقارنة بأمسياتي الأخرى التي يحضر بها آلاف ، ولكني اضطررت لإقامة حفلات متتالية ليستمع أكبر عدد من الجمهور ، وبدأت أتجه أيضا لأماكن مفتوحة مثل "حديقة الأزهر" ، الجمهور عادة يطلب مني قصائد "جحا"، "أيوه بغير"، "اباتشي"، "الجدول"، و"قصيدة سكرانة".


وأرى أن الشاعر عليه أن يكون حقيقيا، أن يبتعد عن التمثيل والخداع، أن يحترم خشبة المسرح ويُقدر أن الناس هم من رفعوه هكذا ليصبح حذاؤه في مستوى وجوههم، وعليه أن يسدد ثمن ذلك من صدقه ودفاعه عن أفكار نبيلة.


الشاعر لابد أن يكون كاشفا، أن يضغط على الجروح حتى يفتحها ويزيل خبائثها، ويعالجها لتتطهر مصر من آفاتها، الجميع ثار علي حين قلت في قصيدة "حبيبتي ماتت" فمصر لا تموت، مصر وجعت أولادها وأهانتهم، ولم تعد تستطيع حمايتهم.


محيط: بماذا تحلم؟


أحلم بأن يعرف العالم بأكمله حين موتي أن "هشام الجخ" مات، لا زال أمامي الكثير لأحققه، الشهرة ليست أن يعرفك الناس ويأخذون صورا تذكارية معك، فهناك مشاهير لا يحترمهم أحد ولكن الأمر يًقاس بماذا قدمت، ما زال الطريق طويلا.


[في إحدى الأمسيات ]
في إحدى الأمسيات
محيط: ما جديدك الفترة المقبلة؟


مشروع الكول تون، مشروع السي دي والكتاب، ومسابقة أمير الشعراء ستكون بداية لمشاريع أخرى كثيرة، أتمنى ان احصل على اللقب لأنشئ مسابقة برعاية ساقية الصاوي او حديقة الأزهر لتشجيع المواهب الشعرية، وسأرصد لها مبلغاً مالياً.


في قصيدة " البغبغان" يقول ..




كان يوم مَطَر ..
البغبغان جُوَّا القَفَص طَلَّع لِسانُه لعصفورين فوق الشجر ..
خَلِّيكو سايقين العناد ..
العِشّ قاد ..
وخسِرتُو ويَّاه الولاد .. لَـمَّا انفَجَر ..
هو انتو حِمْل السِيل ؟؟ ولا حِمْل المطر ؟؟
كان فيها إيه لو تِعْمِلُوا زيِّي وتقولوا زَيّ ما يقول البَشَر ؟؟..


ردُّوا علِيه العصفورين : لَوْ عَ الوِلاَد .. البَطْن ولاَّدة ..
والعِشّ مَهْمَا يقِيد ..
صخر الجبل عَنَاقِيد ..
نِفْرِشْهَا سِجَّادة ..
وانتَ اللي فرحان بالقَفَـص ..
أصْلَـك ( قَفَص ) !!..
كَتَمُوا الهوا جُوَّاك و نَسُّوك ان ما بين الحياة والموت .. نَفَس



الجمعة، نوفمبر 26، 2010

جمال الغيطاني في حوار للشروق : التجربة الناصرية مليئة بالقمع لكنها تستحق الدفاع عنها أمام خسة ما بعدها




حوار ـ علا الساكت -

مع جمال الغيطانى تشعر أن لكل مرحلة جمالها الخاص، فهذا الشاب الذى عاش منذ ألف عام ليحكى ويواجه القمع فى أولى مجموعته القصصية، آثر أن يقف (بعد مرور نحو 40 عاما من صدورها) على لحيظات حاسمة فى مجموعته القصصية الأخيرة «ساعات»، لا يخفى على القارئ أن الغيطانى ابن القصة القصيرة مضى وراء الرواية كسائر أبناء جيله فكتب رائعته «الزينى بركات» وخرج إلى مغامرات عدة فى أشكال فنية وسيطة تذيب السيرة مع الرواية والقصة واليوميات فكتب «دفاتر التدوين» و«التجليات»، عاد أخيرا إلى القصة بعد أكثر من عشر سنوات من الانقطاع.

يقول الغيطانى إن كتابة القصة بالنسبة له «تأتى بين عملين كبيرين، فهى كالنشارة التى تتساقط بين يدى النجار»، واحتفت هذه (النشارة) بالكهولة وحكت قصة ذوات تذوب فى الفوارق بين زمن مضى وآخر قادم بلا هوادة.

سألته عن المسافة بين (أوراق شاب عاش منذ ألف عام) أولى مجموعته و(ساعات) التى صدرت مؤخرا، رد: «أوراق شاب صدرت فى ظرف تاريخى حيث تصدرت قضايا الهم العام والقمع السياسى ومرارة الهزيمة المشهد، أما (ساعات) فذاتى هى محورها، وانطلقت منها إلى كل شىء، فأنا أصبحت أنظر لداخلى وأتأمل تأثير الزمن علىّ أكثر من أى شىء آخر».

انشغل الغيطانى بذاته فى كتابات طويلة على مدار سنوات بدأها مع كتابه «التجليات» لكنه اختار الآن القصة القصيرة، قائلا: «عندى شعور أن القصة القصيرة ما زالت قادرة على التقاط مواقف ومعانى حاولت التعبير عنها، والتركيز على لحظات مدببة وحادة تنقل جوهر الواقع (لكن ليس فى قضية سياسية أو اجتماعية) بل قضية جوهر الوجود نفسه، حاولت الاستفادة من التراث الصوفى حيث تحيلك الأحداث العادية إلى مدلولات ومعانى أكبر».

• الهم العام والقمع دفعاك فى بداية مشوارك للكتابة بلغة التراث كوسيلة للتحايل، فهل القمع الآن أقل؟
ــ الحقيقة لم أستخدم هذه اللغة حتى أخدع الرقيب كهدف فى حد ذاته، فنحن كنا ننشر الأعمال الممنوعة فى بيروت، ملاذنا فى ذلك الوقت، فالنظام السياسى لم يكن يهتم بالأدب كثيرا، وحفلت كثير من النصوص بنقد عنيف جدا ومع ذلك لم يتم التعرض لها، لكن هذه اللغة منحتنى حرية فى استيعاب ما أريد أن أعبر عنه، فقد كنت مشغولا بتطوير لغتى، وكانت الكتابة الأدبية فى ذلك الوقت أسيرة نمط معين وكيلشيهات لم أحب الاستجابة لها، أما خدعة الرقيب هدف رخيص جدا.
فلا يمكن ارتداء أقنعة أثناء الكتابة، وإذا كان لديك هدف آخر دون ما تدعيه يظهر فى الكتابة.
وعلى الرغم من أن التجربة الناصرية كانت تعج بالقمع، وأنى كنت ضد السياسة الناصرية فإنى دافعت عنها أمام انقضاض السادات عليها بخسة سياسية شديدة.
أما عن القمع الآن فهو أنعم، إذ إنه من السهل أن تكتب وأن تقول ما تريد، لكن القمع الحقيقى ألا يهتم أحد بما تقول، وهذا أذكى، فما لا ينشر ورقيا ينشر على الانترنت لكن من يسمع؟، هذا أصعب من أن يكون هناك رد فعل سلبى، فمشاكل الحياة السياسية انتقلت للحياة الأدبية.


• يعد البعض كتابتك المتمحورة حول الذات حالة ملل وهرب من الهم العام؟
ــ أشعر أنى مشيت طريقا طويلا، ووصلت إلى مرتفع، وأن علىّ النظر إلى ما انقضى من الطريق وأن أحاول الوصول لخلاصة الرحلة.
لم يغب عنى الهم العام، فأنا متورط فيه يوميا بعملى فى أخبار الأدب، أما بالنسبة للكتابة فأنا لا أنكر أنى منذ كتبت دفاتر التدوين، والذات هى المركز، لكن علينا هنا أن نسأل أى ذات تلك، هى ذات مرت بخلاصة كل التجارب العامة والسياسية السابقة وتلقى نظرة على كل ما فات، وحتى الكتابة المتمحورة حول الذات تلك، تحمل قضية عامة وهى الحفاظ على الذاكرة، فهناك ذاكرة أمة تمحى بالكامل وأنا أحاول الدفاع عنها.
فى مشروعاتى القادمة من المحتمل أن أعود وبشكل مباشر إلى الهم العام، فالمغامرة موجودة طوال الوقت، لكن أظن أنه آن الاوان لالقاء نظرة أكثر تفحصا للحياة التى تقترب من نهايتها من فوق.

• لغتك فى (ساعات) محافظة ولا تقبل التنازل فلم تستخدم العامية فى الحوار، وهذا مختلف عن تجاربك فى التجليات والزينى بركات؟..
ــ أنا أحاول الهرب من فخ التكرار طوال مشوارى، وهناك كتّاب يستكينون إلى شكل صنعوه ونجح، فيظل الكاتب يستخدمه طوال عمره، لكن أنا مصاب بقلق التجديد فلا يمكننى أن أستمر فى الكتابة بلغة القرن الـ18 لأنها نجحت مثلا، أحاول التجديد حتى لو كان النص قصيرا جدا، أُقدم على كتابته وكأنى أكتب للمرة الأولى.
وفى مجموعة (ساعات) الحالة تدور حول كهل ينظر فى ذاته أكثر من العالم وكان أهم شىء بالنسبة لى أن أخرج من هذا الشعور الوقتى، برؤية جديدة وتقنية جديدة.
كثير من أبناء الستينيات صاروا يكتبون بأسلوب محدد، حتى إن البعض فرغت كئوسهم ومازالوا يكتبون بنفس اللغة والطريقة..
هذا ما أحاول الهرب منه دائما، فالأسلوب طريق مرصوف تقطعه ذهابا وايابا، أما الحالة تتغير فى كل مرة تكتب فيها.

• كتبت فى المجموعة كتابة وجودية تليق برواية لكنك آثرت أن تستخدم قالب القصة، فهل لديك حالة خصام مع الرواية؟
ــ لا ليس لدى خصام مع الرواية، لكنى دائما ما أكتب القصص بين عملين كبيرين، فأنا أشعر أنى مثل نجار يعمل وأثناء عمله تسقط نشارة الخشب، وهذه النشارة هى القصص القصيرة.
خامرنى شعور لوقت طويل أن القصة القصيرة تنقرض، لكن فى الفترة الاخيرة هناك عودة قوية للقصة القصيرة، فكثير من أبناء الستينيات نشروا مجموعات قصصية جديدة.

• بعد مرحلة معينة من الكتابة يفارق الكاتب حالة الالتزام الشديد بالشكل الفنى للقصة والرواية، فتظهر مصطلحات مثل دفاتر أو متوالية قصصية؟
ــ منذ كتاباتى الأولى وأنا أحاول تجاوز ما هو مألوف، وكسر هذا الشكل الفنى، فالمسافة بين الزينى بركات وبين التجليات ودفاتر التدوين كبيرة جدا.

• فى مرحلة وصل هذا التجريب إلى حد تدمير الشكل الفنى؟
ــ لا علاقة لى بذلك، فأنا طوال الوقت أنظر لما كتبت أكثر مما يكتب حولى، وأرى أن هذه المرحلة تحديدا عزلت الفن الروائى الجاد عن القراء، رغم أن الرواية حققت شعبية بعد ذلك، فالتجارب التى عادت للشكل التقليدى استعادت القارئ لكن دون أن تقدم المستوى الفنى المطلوب، فهناك مستوى معين يجب عدم التنازل عنه.

• اتهمك البعض بالتعالى على القارئ، بسبب تمسكك بكتابة وصفت بأنها صعبة؟
ــ فكرة النزول للقارئ تؤدى إلى تنازلات فنية مدمرة، ورغم أنى تربيت على الفكرة الاشتراكية وكنت مهموما بالوصول إلى قاعدة عريضة من الناس، لكنى اكتشفت أنى لابد أن أكتب لمن يفهمنى، ولا أنشغل بأن أبسط للقارئ أو أتنازل له حتى يفهم.
ويضيف ساخرا: لست من كتاب البيست سيلر وإن كنت أطمح.

• فى كلامك قلت إن الفوضى السياسية انتقلت للحياة الأدبية، فما السبب فى رأيك؟
ــ هذه نتيجة مباشرة لغياب النقد، فالقضية لم تعد التخديم على النص الأدبى بالكتابة لكن بالإثارة، فقد يسبب أحدهم فتنة طائفية أو أخلاقية حتى تبيع روايته.

• لكن قضايا الفتنة الطائفية والأزمات الأخلاقية موجودة فى المجتمع المصرى ولم تختلقها هذه الأعمال الأدبية؟
ــ لا أقصد تجاهلها، لكن أنا ضد توظيفها من أجل الشهرة، ولا ننسى هنا أن ما يلعب الدور الأساسى فى انتشار الأدب هو الإعلام لا النقد، وكنا فى الماضى نقرأ مقالا لنقاد كبار فنشترى الكتاب، أما الآن فلا يوجد ما يفوق أصابع اليد الواحدة من النقاد الذى يمكن أن تثق فى كتاباتهم.


فى نفس الوقت أصبح من يروجون للكتابة ليس لهم علاقة بالأدب، فتجد طبيبا يكتب مقالا عن روائى ويمتدحه دون أن يذكر لنا السبب الفنى لمدحه العمل، أو يكفى الكاتب أن يظهر فى برنامج توك شو ويكتب تحت اسمه الكاتب العالمى فيعامل على أنه عالمى.


هناك الكثير من الأدباء متعجلون، ولديهم رغبة فى إزاحة من قبلهم، وقد رأيت كاتبا موهوبا وهو صديقى، سئل عن كتّاب الستينيات فأجاب (هؤلاء ماتوا ولم يعد لهم وجود)، ولا أقصد هنا تسييد كتّاب الستينيات، فما يستحق التسيُّد هو النص الجيد لكن الظروف الحالية لا تساند النص الجيد، تساند النص المثير.


هناك أدباء ضد التوريث السياسى، لكنهم يمارسون التوريث الأدبى، فبعد أن مات محفوظ وجد بعض الكتّاب فراغا فى قمة، وصار كل منهم يتصور أنه سيملأ مكان نجيب محفوظ عن طريق تصدير صورة إعلامية، فتجد من يستخدم الإعلام والمواقف السياسية.


نجيب محفوظ لم يعلن عن مواقفه السياسية إلا مضطرا، فهو ترهبن للنص وتجويد كتاباته، ولم يستخدم التصريحات والمواقف السياسية للتخديم على كتاباته.
أسأله من تقصد؟ فابتسم وقال: «أنا رجل مريض ولا أحب أن أدخل فى مزيد من العراك».

• طوال الوقت تكتب عن بطل يشبهك، وقد استخدمت هذا الاسلوب منذ «دفاتر التدوين» وكذلك فى «ساعات» حتى إن البعض يظنها سيرة مقنّعة..
فى دفاتر التدوين تعمدت أن أعطى القارئ انطباعا أنها سيرة ذاتية، لأن القارئ يحب أن يتلصص، لكنها ليست سيرة ذاتية, هناك جزء كبير منها متخيل، فأنا طوال الوقت مشغول بالحفاظ على ذاكرتى، وأحاول إعادة بنائها من خلال فنية مختلفة عمن يكتبون السيرة الذاتية.

• لكن أليست لديك جرأة كتابة السيرة الذاتية؟
- أحسبنى من أكثر الكتاب جرأة فى كتابة الذات، فهناك الكثير من التجارب كتبتها، وظن بعض القراء أننى بطلها، لكن نحن أمام حالتين إما كاتب لا يستطيع أن يكتب تجربته الذاتية بالكامل ــ ولا أنكر أنى من كتاب هذا الصف ــ فيموه بكتابة مواقف متخيلة تمتزج مع ما عاشه، وهذا ما فعله نجيب محفوظ، فكنت أسأله لماذا لم تكتب سيرتك، فيقول إنه كتبها فى روايات كثيرة، ضاحكا (طبعا الروايات لن تؤخذ عليه).
وهناك من يكتبون السيرة بمبالغة فى فضح الذات، وهذه موجودة عن بعض الكاتبات والكتّاب حتى إن بعضهم يذكر أمورا لم تحدث لأسباب لا علاقة لها بالنص الأدبى، فالعين أصبحت على البيست سيلر - ساخرا (اللهم اجعلنا من أهله).

• فى سلسلة مقالاتك الأخيرة كتبت عن رفاق الحرب القدامى وهى فترة لم تكتبها بالكامل فى عمل أدبى سابق، فهل تنوى الافصاح عنها أخيرا؟
ــ حتى الآن لم أكتب ما يجب أن يكتب عن هذه الفترة، تعمدت أن أكتب عن معركة السويس فى غير ذكرى السويس لأنى اُستفز جدا من طريقة الاحتفال بذكرى أكتوبر كأنه احتفال مدرسى، تستيقظ صباحا على أناشيد تافهة وتستضيف برامج التوك شو مجموعة ممن حضروا الحرب ليحكى كل منهم قصته فى التليفزيون وانتهى الأمر عند ذلك الحد، ولا أحد يسأل نفسه ماذا سيحدث بعد أن يموت كل من شارك فى الحرب، هنا القضية تعود لأزمة الذاكرة، وأساليب الحفاظ على الذاكرة الوطنية.

• ما هو أكثر ما تريد أن تقوله عن هذه الفترة؟
- الكثير، فأنا قضيت 6 سنوات كاملة مراسلا حربيا فى الجبهة، لدرجة أنى أشعر أنى أعيش مصادفة وأعتقد أن الحرب ستكون موضوع أحد دفاتر التدوين.
هناك مشكلة فيما يتعلق بمسار الحرب نفسها وخططها، فليس لدينا ناقد ــ عسكريا ــ واحد، ونعانى حساسية مبالغا فيها من الكتابة عن الحرب، وكذلك لا وجود للوثائق المصرية للحروب بداية من 48 كلها لم تودع فى دار الوثائق القومية، بالتالى يعتمد الباحثون على الوثائق الاسرائيلية، وينتهى الأمر إلى تسييد الرؤية الاسرائيلية لأحداث الحرب.

• ما هو أكثر ما يكدر صفوك فى المرحلة الجديدة تلك؟
ــ كان ممكن الوصول لنتائج أفضل، فما رأيته لا يؤدى لما حدث، على كل حال ليس هناك «لو» فى التاريخ، المهم ألا ندع الذاكرة الوطنية تتآكل، فجهادى لا يزال مستمرا مع محو الذاكرة.

• مؤخرا أعلنت عن رغبتك فى ترك عملك كرئيس تحرير لاسبوعية أخبار الأدب، وطرأت الكثير من التغييرات عليها، كيف تشعر تجاه هذا الاختلاف هل هو مكمل لمشوارك فى الجريدة؟
ــ هذا الاختلاف استجابة للواقع، فأخبار الأدب تطورت فى اطار، لا يمكن أن تظل الصحيفة ثابتة، خاصة فى ظل التطــــــورات السريعــــــــة للحياة الأدبية، فأن نخصص بابا على سبيل المثال لمناقشة الأدب العبرى كان استجابة لمطلب أساسى فى الحياة الثقافية، ونتيجة مباشرة للجدل الدائر حول فكرة التطبيع الثقافى.
نحن للأسف نستنيم لشعارات من نوع «لا للتطبيع»، بدلا من إعادة التفكير فى كلمة تطبيع دون التخلى عن الثوابت الوطنية والقومية.

• لكن البعض يتخوف من فكرة دس السم فى العسل، فمن يستطيع وضع معيار لفكرة ترجمة أدب العدو؟
ــ إذا كنت أثق فى نفسى وأعرف مواقفى، فهذا لا يحتاج أن أقلق، لكن نحن فى المؤتمرات الدولية ننسحب بسبب المشاركة الاسرائيلية، ويجد الكاتب نفسه أمام سؤال (هل أذهب وأعبر عن القضية أم أترك مقعدى خاليا)؟، لابد أن نذهب وأن نعبر عن مواقفنا دون حسابات صغيرة.

• لكن هذه المواقف لا تمر بسلام، فهناك الكثير من التابوهات يصعب كسرها فأنت لا يمكنك أن تتجاهل يدا إسرائيلية امتدت لك بالمصافحة ولا يمكنك أن تتحمل نتيجة هذه المصافحة..
ــ المهم هو ما يعلنه الكاتب ويتبناه فى مناقشاته، والموضوع يحتاج مناقشة أكثر عقلانية وأكثر رحابة، لا أهدف هنا إلى تسهيل التطبيع، لكن نحن فى مرحلة المعرفة، لابد من معرفة هذا الكيان.

• رحلتك العلاجية كانت أطول المرات التى غبت فيها عن مصر، فما أثر هذه الرحلة فى رؤيتك؟
ــ أنا انقلبت رأسا على عقب، فهذه الرحلة جاءت فى إطار محنة أسرية خاصة بزوجتى، أنا كنت أموت على الهواء فى برنامج (مصر النهارده)، وحين شاهدت الشريط شعرت أنى كنت أحتضر، فقد سقطت بعد أن انتهى التصوير مباشرة وانقطع عنى النفس.
أشعر بكرم الله فى أننى وهبت فرصة ثانية، فخروجى إلى التليفزيون فى هذه الليلة هو ما أنقذنى، إذ إن الجراحة تضمنت تغيير صمامين من ضمنها الصمام الأوردى وأربعة شرايين وامتدت لـ 12 ساعة متواصلة.
وهبت فرصة جديدة وهذه الصمامات لها عمر معروف، ولا أريد أن أضيّع الوقت، لدى الكثير من الموضوعات للكتابة.

• كثير من الكتّاب يعودون من محنة مشابهة بكتابة تجاربهم، فهل كتبت ما مررت به؟
ــ أجريت جراحة سابقة فى القلب أيضا، وكتبت عنها، أما هذه المرة لابد أن أهب وقتى كله لكتابة ما أجلته من المشروعات، أنا منتظر قرار مجلس الشورى لأنهى علاقة العمل مع أخبار الأدب فلدى ما هو أهم.

الثلاثاء، نوفمبر 16، 2010

الشاعر سالم الشهباني : الشعر غائب منذ 30 عامًا



"اسود .. لون يساوي طرحة امي ودمع بيبلل هدومي ..لون يساوي موت غفير الدرك في المستشفي الحكومي"

في ديوانه الجديد "شبر شبرين" تختلط التجربة الشخصية للشاعر الشاب سالم الشهباني الذي توفي والده نتيجة الإهمال في مستشفى حكومي بتجربة وطن كامل يرى فيه الشاعر الشاب مزيجا أسود من الإهمال والاستبداد وحكم الطواريء، والديوان هو جزء ثان من مشروعه الشعري "الأبيض كل الألوان" والذي يوثق فيه شعريا ألعاب الأطفال المصريين فيربط بخيوط الكلمات بين اللعبة وبين همومه الشخصية والعامة، عن ديوانه الجديد وتجربته الشعرية كان لنا معه هذا الحوار:



* في ديوانك الأخير "شبر شبرين" تحدثت عن البحر ومعه كثيرا، وقبله كان لك ديوان كامل بعنوان "الملح والبحر" فما دلالة البحر في حياتك ؟

- انا اصولي بدوية من جنوب سيناء وجئنا الي القاهرة عام 1984 وكان دائما والدي يسافر الي سيناء ويأتي الينا كل عشرة ايام ودائما كنت اسأله عن البحر واقول له أريد ان اري البحر فكان يقول لي " جبتهولك في الشنطة " ويشير الي شنطة سفره، وعندما افتحها اجد انه اتي بمجموعة من القواقع والصدف ويقول لي ضعها علي اذنيك وستسمع صوت البحر ، كذا تعرفت على البحر من دون أن أراه، وربما كان مخزونا بداخلي انني اريد ان اراه واتحدث عنهه، ولذلك دائما اكتب عنه كثيرا اصفه واناجيه واتحدث معه ويحدثني .



* " شبر شبرين " هو الجزء الثاني في مشروعك الأبيض كل الألوان والذي اخذ عليك البعض في الجزء الأول منه عدم التنوع وانك تبدأ القصيدة بحالة من الفرح وتنهيها بحالة من الحزن التام فهل التغير الذي حدث في الجزأ الثاني جاء استجابة للنقاد ؟

- نعم قال هذا النقاد وقالوا ايضا ان اللعبة قد غابت عن النص وان النص غاب عنها وقالوا ان اللعبة كانت مجرد عتبة يصعد منها سالم الي النص وهذا كلام به جزء من الصحة طبقا لوجهة نظرهم، وعندما بدأت في "القطة العميا" وهي الجزء الأول كنت في حيرة كيف سيكون مدخلي الي القصيدة هل من شكل اللعبة نفسها ام من احد الاطفال الذين يتم قهرهم بها وكان دائما لدي هذا الهاجس ، وبعد ذلك وجدت ان اللعبة والنص بينهما حبل سري يربطهما ببعض واحيانا اخري كان خيطا رفيعا جدا وللأسف فإن البعض لم يستطع ان يدرك هذا الخيط الرفيع واعتبروا ان اللعبة شئ والنص شئ آخر وهذا حقهم ، ولكن رهاني كان علي فكرة الألعاب الشعبية هو إنني داخل إطار كبير للغاية فكل منطقة لها العابها المختلفة وربما تتشابه ولكن اسمائها تختلف فقلت المدخل الوحيد سيكون الشعر وبالفعل انتجت 20 قصيدة ليس بهم واحدة مثل الأخري ولم يكن مقصودا في شبر شبرين ان أتغلب علي ما قاله النقاد وقد اجد لها تفسيرا الآن وربما يكون فكرة الطفولة ونظرتك وانت طفل لهذا الواقع ونظرتك كشاب له بعد تعرضك للعديد من الأزمات وما بين بكارة هذه الطفولة وقسوة هذا الواقع، فقد حاولت الاحتماء بالطفولة التي تري فيها الأشياء لأول مرة جميلة ولا تعرف وجه الاشياء المظلم، ورغم اني احترم جدا فكرة النقد ولكنني اخشي علي نفسي وغيري ان يوجهنا النقد فلا احب هذا اطلاقا، نعم آخذه في الاعتبار ولكن لا أدعه يوجهني فكل ما يشغلني نصي وان أكون راضيا عنه .



* ولماذا قمت بفصل سيناريو اللعبة عن عنوان القصيدة نفسها في "شبر شبرين" ؟

- حتي أوضح الخيط الرفيع الذي يربط بين الإثنين فمن حقك ان تتعامل مع الألعاب كألعاب وتعرف قوانينها وحدها ومن حقك ان تتعامل مع النص كنص.



* ولكنك في قصيدة التنورة عدت الي نمطك القديم وجعلت كل الألوان تنتهي بالحزن بما فيها اللون الأبيض؟

- لأن الحزن موجود شئنا ام أبينا، ولكني سأحدثك عن فكرة اللون نفسه وانعكاسه علي النص اولا يجب ان نوضح ان التنورة كانت تابعة للعبة النحلة والخيط الرابط بينهما هي فكرة الدوران وهي نفس فكرة الألوان الموجودة علي التنورة، والأبيض هو حالة النشوة وحالة الموات التي يصل اليها لاعب التنورة في النهاية لأن التنورة سبعة الوان وأثناء دورانه فكل هذه الألوان تعطيك اللون الأبيض وهي حالة المشروع كله التي سميتها " الأبيض كل الألوان "، ولذلك نص التنورة هو نص المشروع كله والقصيدة نفسها تحدثت فيها عن كل آلامي وآلام البلد، عن أمين الشرطة الذي يهين بائع المناديل، وعن الذين يموتون كل يوما في الطوابير بحثا عن الرغيف وعن حكم العسكر وعن والدي الغفير الذي مات من الإهمال في مستشفي حكومي ووالدتي التي ظلت تدور بحثا عن المعاش من مكان الي اخر وعن تجربتي في المبني الأداري كفرد أمن، وهناك أيضا الوان جاءت علي مستوي تداعي النظر مثل اللون الأصفر الذي تراه في الترام القديم بالإسكندرية وتراه علي تذكرة المترو وكل هذا يعطينا تداعي علي مستوي النظر ، وهناك الوان بها تداعي علي المستوي النفسي مثل الأزرق لأنه لون الموت فالأشياء عندما تتعفن يصبح لونها ازرق والغريق بعد موته يصبح لونه ازرق فجاء الازرق النفسي في القصيدة وهو كذلك لون بوكس الحكومة اللي شايل الغلابة بلا ذنب وهكذا تسير القصيدة تصف كل الأمور التي تحدث واشعر بها .



* في قصيدة شفت القمر قلت " زمان كان الغنا كافي بيسند الأوطان " وماذا عن الغناء الآن ؟

- كان الغناء بالفعل قادرا علي ان يسند الوطن، فحينما يكتب صلاح جاهين "صورة" فكان الشعب كله يريد ان يكون في هذه الصورة، وحينما يغني عبد الحليم عن الحرب فيجعل الشعب المصري كله يريد ان يحارب ولكن الآن لم يعد احد قادرا علي ان يصدق الأغنية الوطنية ولا كلماتها لم يعد هناك الحلم الذي نعيشه لنكتب له ونغني له ويسند الوطن ومشروعه فقط الأنكسار الي نحياه ويحيا معنا.



* وماذا قصدت وانت تقول "ناصر غلط وارد ..سقط وارد.. لكنه عمره ما خان"؟

- علاقتي بعبد الناصر هي علاقتي بوالدي الذي حارب في اليمن وجلس في الجيش المصري تسعة اعوام ، واقصد ان عبد الناصر كان يحب هذا الوطن جدا وربما ضلله البعض وربما عمل مثلما قال عم نجم حاجات معجزة وحاجات كتير خابت ، فقد كان كاريزما وحالة وموضوع كبير اسمه عبد الناصر ولديه حلم كبير ولكن الأحلام وحدها ليست كافية وبرغم هذا فإنه لم يخن هذا الوطن ، اما الآن فالخيانة موجودة في كثر من الأمور في رجال الاعمال الذين ينهبون قوت الفقراء في كل حاكم ظالم لا يهتم بشئون رعيته فالخيانة ليست خيانة حرب الخيانة تأتي من الحاكم الذي يقهر الناس ويظلمهم ولا يعطي للبلد حقها الخيانة من ضابط شرطة يعذب مواطنا بسيطا في الشارع وليس له حق في ذلك ، ناصر كانت الناس تحبه فكان عندما يخطب تجد كل الناس ورائه اما الآن فلتنظر الي اين وصلت الأمور فقد حدث نهب وخيانة في البلد قضت علي الطبقة الوسطي واصبحنا اما اغنياء جدا او فقراء جدا



* قصيدة "عروسة البحر" اخذتنا بها الي حالة نثرية مختلفة عن باقي الديوان ؟

- لأن اللعبة اسمها الحكايات وكل ولد يحكي لاصدقائه حدوتة فقلت يجب ان ابدأ اللعبة بحكاية علي لسان الولد وليس لدي مشاكل مع قصيدة النثر ولا قصيدة التفعيلة ولذلك فمن الممكن ان اكتب نثر او تفعيلة ولكن لدي مشكلة ان نشتبك حول مسميات ولا ننتج شيئا وهذا مع حدث مع البعض، فادونيس أنتج وأوروبا انتجت لانهم لم يكن لديهم مشاكل في المسميات، وبالنسبة لي وجدت خيالا أسطوريا في الموضوع فقررت ان تكون حدوتة اكتبها نثرا ولم يكن هناك هدفا سوي ان اكتب الحدوتة فقط.



*هل تري ان الشعراء الشباب اضافوا الي شعر العامية شيئا عن ميراث حداد وجاهين وغيرهم ؟

- نحن لدينا مثلث الرعب صلاح جاهين وحداد وبيرم التونسي، وهم أنتجوا شيئا يعرف باسم قصيدة العامية المصرية وكانت موازية لقصيدة التفعيلة وقد انتج هؤلاء العظام ميراثا هائلا جدا ولكن تراث العامية المصرية ليس من ميراث جاهين وحداد والتونسي بل هو من ميراث القصيدة الشعبية من غناء الفلاحين وهم يجمعون القطن وميراث الرعاة في الوادي وميراث المثل الشعبي كل هذا استفادت منه قصيدة العامية المصرية ونجحت في تطوير نفسها عبر جاهين وبيرم ونحن كجيل لن نستطع ان نحكم علي انفسنا الآن ولكن استطيع ان اقول لك انه أصبح لدينا منافذ مختلفة وهو ما دفعك لعمل حوار معي، ولكن المفروض علي الكتاب الشباب الا ينشغلوا بالدعاية فقط في الانترنت وغيره حتي تكون الدعاية بقدر الإبداع وليس العكس وحتي لا تصبح هوجة طحين حتي نستطيع ان نقول اننا أضفنا للعامية المصرية فنحن نعيش منذ 30 عاما حالة غياب للشعر .



* عادة ما يكون الشعر مدافعا عن قضية ومتبن لها فما هي القضية التي يتبناها سالم الشهباني ويدافع عنها ؟

- هناك شعراء صنعتهم القضية مثل نجم وجاهين، وهذا لا يعيبهم طبعا فقد كانوا طاقة غير عادية وقضيتي التي اتبناها هي الواقع الذي اعيشه والانسان البسيط الذي يعاني في الشارع بمعني ان كل قضايا هذا الوطن هي قضيتي التي اتبناها وادافع عنها ولكنني اخشي ان اتبني قضية سياسية او شخصية سياسية معينة فأقع في فخ جاهين وما كتبه لناصر ، وقضيتي ان يصبح الشعر في الشارع وان يستطيع ان يغير.



* أنت من جذور بدوية بسيناء وهناك أزمات حدثت بين الدولة وبين البدو هناك فلماذا لم تنعكس تلك ألازمات علي مشروعك الإبداعي ؟

- انا كشخصية وطريقة تفكير لا استطع كتابة نص أقول به يجب علي بدو سيناء أن يفعلوا كذا وكذا، ولكن انقل معاناتهم بمفردات المجتمع وكيف يعيش هؤلاء وكيف تكون بيئتهم، ومعاناة اهلي تجدها داخل النص .
جريدة الدستور

الأربعاء، نوفمبر 10، 2010

فاروق حسنى رداً على حوار علاء الأسوانى بـ "اليوم السابع": كفاك بحثاً عن البطولات الزائفة.. وأنا صاحب مقولة "لا للتطبيع الثقافى مع إسرائيل".. وسعيك لبناء مجد على حسابى "مأساة" تستحق الرثاء





كتبت دينا عبد العليم


أكد فاروق حسنى وزير الثقافة أنه هو الذى اخترع شعار "لا للتطبيع الثقافى مع إسرائيل"، وأنه لن يقبل مزايدة من أحد على هذا الموقف، خاصة أن إسرائيل لم تنس منه هذا الموقف ودفع ثمنه فى معارك كثيرة، كان آخرها معركة ترشحه للحصول على منصب مدير منظمة اليونسكو التى حاربه فيها اللوبى الصهيونى العالمى بشراسة، سالكين كل الطرق وطارقين كل الأبواب من أجل إجهاض فكرة أن يتولى عربى رئاسة أكبر مؤسسة ثقافية عالمية، ولذا فإنه لن يقبل من أحد أن يزايد عليه.

جاء ذلك فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" رداً على حوار الكاتب علاء الأسوانى مع الجريدة والمنشور فى العدد الأسبوعى، وتابع "حسنى": من المفترض أن يتمتع الكتاب بشفافية وحيادية أثناء حكمهم على المواقف، وأن ينسبوا المواقف لأصحابها وليس لمدعيها، لكن هذا الأستاذ علاء الأسوانى يريد أن يبحث على بطولات زائفة، وأن يصعد على حسابى بسلب موقفى ومحاولة إلصاقه بنفسه، وهذه مأساة تستحق الرثاء.

وكان الأسوانى قد صرح لـ "اليوم السابع" فى حوار أجراه الزميلان وائل السمرى وبلال رمضان، ونشر فى العدد الأسبوعى، بأن فاروق حسنى لو كان يقدر على اتخاذ خطوات تجاه التطبيع الثقافى لفعل، لكنه لن يحتمل هجوم المثقفين عليه، فموقف فاروق حسنى ليس نابعاً منه، لكنه انعكاس لرغبات المثقفين، وأن الموقف الوحيد الثابت لفاروق حسنى هو ما يخص مناوراته للحفاظ على منصبه، فلا يوجد موقف اتخذه حسنى إلا كان له موقف على النقيض، وضرب الأسوانى مثلا على ذلك قائلاً: إن فاروق حسنى قال "سأحرق الكتب اليهودية"، وهو موقف شنيع مريع ويستدعى فى الغرب ذكريات سيئة، موجها حديثه للوزير قائلا: لا يصح أن تحرق كتاباً مهما كان مؤلفه، وشارحا تبعات هذا التصريح بأنه "شوه صورتنا فى الغرب" مستعجبا من كلام الوزير الذى يحاول إظهار نفسه (على حد قول الأسوانى) مع حرية الفكر والإبداع، مضيفا أنه فى المرة الوحيدة التى أيد فيها موقف حسنى كان فى قضية "وليمة لأعشاب البحر"، إلا أنه بعد فترة كان له موقف "المحافظ على الأخلاق الحميدة" فى قضية مصادرة ثلاث روايات صادرة عن وزارة الثقافة.

ورداً على هذا قال حسنى: إن أشد ما لفت انتباهه فى هذا الحوار هو مغالطات "الأسوانى" لأنه قال إن جملة "حرق الكتب الإسرائيلية كانت فى تصريح صحفى، وهذا ما لم يحدث، فالتصريح الصحفى يكون فى مؤتمر أو فى بيان مثلا، وليس فى اقتطاع جملة من سياقها أثناء ما يشبه "الخناقة"، فظروف وملابسات هذه المقولة جاءت فى حالة شد وجذب مع أحد أعضاء مجلس الشعب فى أروقة البرلمان، فالنائب قال لى مستنكراً: كيف يكون عندنا كتب إسرائيلية ونحتفظ بها، فقلت له منكرا لو عندنا كتب إسرائيلية "هاتهالى وأنا أحرقها"، فتصيد صحفى هذه الكلمة وصاغها بشكل خاطئ، وأنا لم أكن بالطبع أقصد أننى سأفعل هذا، وكان كلامى على سبيل إنكار وجود هذه الكتب، وسبق أن وضحت مقصدى من هذه الجملة التى استغلتها الصحافة الغربية ذريعة لمهاجمتى لخدمة الأغراض الصهيونية عندما ترشحت لليونسكو، فلا داعى لتكرار هذه الجملة التى تغازل الغرب على حسابى، فى وقت يقول فيه الكاتب إن الصحف الغربية تشن حملة موجهة ضده وتتهمه بأنه يعادى اليهود.

وقال حسنى: لا أفهم كيف يتسنى لكاتب صاحب منجز أدبى "محدود" أن يثير كل هذه الضجة حوله، واستغرب قائلا: "كل ده عشان كتابين تلاتة كتبهم" هذه مفارقة عجيبة، فمن المفترض أن يكون الكتاب الكبار الذين نقدر مواقفهم وخبرتهم فى الحياة متحققين فنيا وأدبيا وأصحاب مشروع ثقافى وأدبى عميق وراسخ وممتد عبر أعمال أدبية متكاملة تعطينا دليلاً أن هذا الكاتب مثقف حقيقى، وما لاحظته من خلال نظرتى على ما يكتبه وأحاديثه أنه يفتقد لروح الكاتب العظيم صاحب الحكمة والقول السديد، والمفارقة الأخرى فهى أنه يقول إننى لو كنت أقدر على تفعيل التطبيع الثقافى لفعلت، فى حين أن له نشاطات كثيرة في إيطاليا ومعروف أن كل ناشري تورينو يهود والعالم كله يعرف أن هؤلاء الناشرين موالون للصهاينة، لذلك أقول له "اللى بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب".

السبت، نوفمبر 06، 2010

الشاعر محمد حسني في حوار خاص جدا : - لا يوجد حركة أدبية في الفيوم


 لا اتمني ان أكون رئيسا لنادي ادب الفيوم مرة اخري

 المشهد الشعري في مصر ينسحب لصالح النثر
لايوجد حركة أدبية في الفيوم


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر محمد حسني ابراهيم احد اهم شعراء جيل الثمانينات استطاع ان يرسخ اقدامه علي خريطة الابداع الشعري في مصر وشارك في العديد من المؤتمرات الادبية والمهرجانات الشعرية والندوات الفكرية وهو عضو اتحاد كتاب مصر وكان رئيسا لنادي ادب الفيوم لعدة دورات وامينا عاما لمؤتمر الفيوم الادبي قبل ان يلغي له العديد من الاصدارات الشعرية بدأها بديوان _ مواسم العطش والجوع_ و _ اول خطاوي العشق موت _ وعرايس النيل _ المكان جواك محاصر_ انا الشرير بتاع الورد_ السما بتمطر ارواح وكلها دواوين بشعر العامية بين قصائد التفعيلة والنثر
 وله تحت النشر ديوان انا والبحر والمدينة ومسرحية صندوق الدنيا 


التقينا الشاعر محمد حسني وحاورناه حول الحركة الادبية في الفيوم والمشهد الشعري في مصر وكان هذا الحوار:-


متي بدأت كتابة الشعر ؟
بدات الشعر فى سنينى الاولى فى الصف الثانوى فى مدرسة صلاح سالم الثانوى وكنت فى جماعة الاذاعة المدرسية برئاسة الاستاذ احمد حامد

هل انت راض عن موقفك من القصيدة التي كتبتها وتكتبها سواء كانت تفعيلة او نثر؟

انا راضى طبعا عن كل ماسبق وكتبته لكن لا ادافع عنه هو الشعر وحدة القادر بالدفاع عن موقفة من عدمه وليس الشاعر اما موقفى من القصيدة التى اطمح فى كتابتها على السواء نثر او تفعيلة غير راضى بمعنى فكرة التجاوز لها وهذا مايجعلنى غير راضى

كيف تري الحركة الادبية في الفيوم؟

الحركة الادبية بالفيوم حركة لا تعتمد على العمل الجماعى وتعتمد على المجهودات الفردية من بعض الشعراء لعمل ندوات متميزة اما انك تقول ان هناك حركة ادبية بعينها فى الفيوم لا توجد منذ زمن بعيد وبالتحديد بعد ان تنازلنا وسحب منا بشكل او بأخر مؤتمر الفيوم الادبى الذى اسسه اشرف ابو جليل 

انت متهم بعدم تواجدك في انشطة نادي ادب الفيوم الذي تنتمي اليه الا اذا كنت رئيسا للنادي . فهل هذا اتهام صحيح ؟

ليس اتهام ولا اتمنى ان اكون رئيسا لمرة اخرى لو اصبحت حتى بمقابل مادى لان ان تتفرغ لابداعك هو قمة العطاء لمن حولك اما ان تتفرغ لحضور ندوات غالبا مايكون هناك صوت عالى وعدم تقدير لمن سبقو بخبرتهم وتجربتهم لا ان نقول التميز من عدمة كلنا شعراء لكن لايبقى الا الحب والاحترام ولا يبقى الا الابداع لك انت كمبدع وهو ماجعلنى ابعد الى حد ما عن الندوات لانه مضيعة للوقت
 
كنت رئيسا لنادي ادب الفيوم فلماذا تركت ذلك المنصب واصبحت تكتب ( من منازلهم ؟

يعنى ايه تكتب من منازلهم وهو انت بتكتب من مكاتبكم يعنى هو فية تعيينات للشعراء وعامل ومنتسب ومعاشات وكده المبدع مبدع وحضورى لندوات كتير فى القاهرة والمحافظات واتحاد الكتاب وفروعة دا دليل على انى مش من منازلهم برضو 

ما رايك في المشهد الشعري في مصر بشكل عام ؟

المشهد الشعرى بشكل عام ينسحب تدريجيا فى مقابل المشهد النثرى الشديد الثراء سواء كان قصيدة نثر او كتابة سردية فى قصة او رواية اضافة الى ان بعض الاصوات العربية تبشر فى قصيدة النثر بالذات بفتوحات لها قيمة وهذا لاسباب كثيرة منها عدم الاهتمام بالنقد لمواكبة كل التصورات والتخيلات الجديدة

هل انت صاحب قضية ادبية او مشروع شعري تسعي لتحقيقه؟

والله اعتقد ان كل شاعر بيكون صاحب قضية وانا لا ادعى ذلك لكن مؤمن بدورى 

هل تري ان النشر الالكتروني اصبح اهم من المطبوعات الورقية ؟
النشر الالكترونى مهم لكنه ليس اهم من المطبوعات الورقية واعنى النشر الالكترونى هنا بالمواقع الادبية المتخصصة فى المجال الادبى لا ان يقوم كل منا بعمل مدونة ونقول انه نشر الكترونى هنا يسمى انتشار وليس نشر بالمعنى 

ما هي نصيحتك للادباء الشبان في نادي ادب الفيوم؟

نصيحتى لهم بكل امانة ان يحبوا بعض قوى ويخافوا على شغل بعض

ما السؤال الذي كنت تتمني ان اطرحه عليك لكني لم اطرحه؟ 

مافيش سؤال انت سألت فى كلة

الخميس، نوفمبر 04، 2010

روز اليوسف:- نسرين البخشونجي: الأدباء يعاملون في الإعلام كمادة «ثقيلة»


 مشكلة الصحافة أنها دائما تهتم بنجوم الادب



لأنهم بدءوا لتوهم طريق الإبداع والكتابة، بل طريق الحياة أيضا، بوصفهم كتابًا شبابًا، قررنا في "روزاليوسف" أن نفسح لهم مكانا علي مدار عدة أيام، لنلتقي وقراؤنا بهم، نتعرف معهم علي آرائهم وأفكارهم تجاه كتاباتهم، وتجاه حياتهم المعاشة، وعالمهم الأدبي من حولهم، مدفوعين بالرغبة في الاقتراب منهم في عصر ازدحمت فيه الكتابات بشكل قد يجعل من الصعوبة بمكان متابعتها عن قرب، لعل اقترابنا منهم يفتح لهم نافذة تعرفهم علي القارئ وتعرف القارئ بهم، أو يمثل نقطة إضاءة لهم في مشروعهم الإبداعي. عن حياة المرأة الشرقية، قدمت نسرين البخشونجي مجموعة من القصص القصيرة تحت اسم "بعد إجباري"، تصف فيها كما عاشت وعايشت حال المرأة في مجتمعها الصغير أولا، ثم الكبير فيما بعد، مسترجعة في قصصها علاقتها بجدها وإحساسها به.

< متي بدأت الكتابة؟ - بدأت الكتابة وأنا في المرحلة الإعدادية، لكنها كانت في الخواطر أبيات شعرية متناثرة، ثم في الثانوية العامة بدأت صياغة القصة، وذلك بعد قراءتي للأدب العربي والعالمي والذي تأثرت بهما جدا، لكنني لم يكن لدي الثقة في أن أعرض هذه التجارب علي أحد وذلك حتي 2008، حينما بدأت عملي كصحفية اختلطت بالوسط الثقافي واقتربت منه جدا، فتولد لدي نوع من الثقة وكان أول من شجعني علي النشر بعد قراءة أعمالي الدكتور زين عبد الهادي، ثم المفاجأة كانت من الأستاذ إبراهيم عبد المجيد الذي شجعني أيضا، فجاءت مجموعتي الأولي " بعد إجباري"، التي استغرقت خمسة أشهر لكتابتها، لأنني كنت مهتمة أن تكون كتابات جديدة، بحيث يكون هناك خيط رفيع يربط القصص ببعضها البعض. < لماذا اخترت موضوع قهر المرأة بمجتمعنا في أول مجموعة قصصية لك؟ - للأسف أي كاتبة عربية قبل أن يقرأ لها، يقال أنها كاتبة نسوية، بالتالي أنا اخترت الموضوع ليس لأنني امرأة، ولكن لأن هذه المشكلة الاجتماعية هي قائمة بالفعل، فأنا أدق ناقوس خطر بأن نصف المجتمع يعاني من هذه المشاكل، وهذه هي التأثيرات النفسية عليه، فأنا أيضا مقهورة. < هل واجهت صعوبة في النشر؟ - رغم تعدد دور النشر، فإن المشكلة تكمن في إيجاد دار لديها خطة للتوزيع وخطة إعلامية، وهي أهم مرحلة للكتاب، فقمة القهر للكاتب ألا يحقق كتابه الصدي المطلوب نتيجة لفشل الدار أو إهمالها، أيضا مشكلة المبالغ المطلوبة لنشر الكتاب تشكل عائقا أمام مواهب كثيرة، وأعتقد أنه يجب تبني المواهب الجديدة ودعمها حتي تصبح أسماء كبيرة في مجال الأدب، فمن سبقونا لم يكونوا معروفين ثم أصبحوا مشاهير، فما يحدث الآن محبط للغاية. < يغلب علي قصص مجموعتك أسلوب المقال أكثر من الأسلوب الأدبي، فما تعليقك؟ - ربما يكون هذا الأسلوب غير مستساغ لدي القارئ، ولكن ردود الأفعال حوله كانت جيدة، حتي ممن لا يعرفوني بشكل شخصي، وقد تعمدت أن أكتب بأسلوب بسيط لأصل إلي شريحة معينة، ولم يكن هدفي هو النخبة، بينما هوجمت من النقاد بسبب أن أسلوبي أو لغتي ليست نخبوية، لكنني أري أن الأدب لا يجب أن يعبر دوما عن الخيال والفانتازيا، بل عن مشكلات المجتمع الواقعية. < الحديث عن مشكلات المجتمع لا يتناقض مع الأسلوب الأدبي .. ونجيب محفوظ خير مثال. - هذا صحيح، ولكن هذه المجموعة هي تجربتي الأولي في الكتابة، التي اكتشف فيها نفسي، وحينما أعاود النظر لهذه المجموعة، لا تعجبني بعض القصص، وأري أنه كان علي أن أكتبها بشكل مختلف، وهذا طبيعي لأول تجربة. < كصحفية ثقافية، كيف ترين حالة الصحافة الثقافية؟ - رغم أننا كثيرون ورغم أن المنتج الأدبي كثير أيضا، فإن مشكلة الصحافة أنها دائما ما تهتم بنجوم الأدب، مع كامل احترامي هم ليسوا في احتياج لهذا مثل الأدباء الجدد، فالصحافة لا تعرف كيف تصنع نجوم الأدب، وحتي علي مستوي الإعلام المرئي أيضا، الأدباء لا يعاملون كنجوم إنما كمادة ثقافية "ثقيلة"، رغم أنه إنسان ولديه العديد من التجارب الإنسانية مثل كل الفنانين. < هل هناك حالة من التعاون بينكم كجيل أدباء جدد؟ ومن الذي تقرأين له؟ - للأسف، التعاون موجود علي "الفيس بوك" فقط، ومعدوم في الواقع، فالحضور والمتابعة تقوم علي المجاملات والمصالح، فالغيرة هي الغالبة بالوسط. وفيما يتعلق بالكتاب الجدد، فأري أن رباب كساب متحققة جدا ككاتبة، ولديها مشروعها الخاص، وكذلك حسن كمال في مجال القصة، ورغم أسلوبه الكلاسيكي فإن تناوله للموضوعات مختلف ولديه توليفته الخاصة، ومحمد فتحي أحترم كتاباته جدا لأنها تمس داخلنا، وباسم شرف مجموعته الأخيرة ممتازة، وخارج جيلي هناك "دماء أبوللو" لزين عبد الهادي، وكذلك أميمة عز الدين ومني الشيمي. < شاركت في ندوة الأدب البناتي منذ فترة، هل توافقين علي هذا المصطلح؟ - بالتأكيد لا ولهذا شاركت، من أجل أن أعلن رفضي للمصطلح، وفوجئت أن كل المشاركات يوافقونني في ذلك. < ما مشروعك القادم؟ - انتهيت من كتابة رواية "غرف حنين" كنوع من تغيير الشكل الإبداعي، أيضا لأن الرواية تحقق نجاحا أكبر وأنا مندهشة جدا لهذا، فلا أعرف لماذا نحن الآن في زمن الرواية والقصة القصيرة في طريقها للموت، مع إن بهاء طاهر إصداره الجديد قصة!