الأربعاء، أغسطس 24، 2011

فصول من كتاب العشق.......للشاعر د / محمد ربيع هاشم







فصل أول:


وألقي بين أهدابي سلاما
ثم أستريح قليلا بين كفيها
أكتب أغنية وأرسم سربا من عصافيري
يحلق في دوائر تساقط منها رائحة القلب المخضب بالعشق،
ويبتل العشب حين يلامسه المطر
وفي الصباح أطرب لزقزقة النوارس
وأرقبها تداعب عصافيري
وتلقي سلاما حارا
لعرش بجانب عرشي
ترتدي فيه أميرتي تاجا فيروزيا
وتحرك بصولجانها أوتار قلبي
فأغلق أهدابي على مشهد عشق أسطوري
وأحلم بتاج الملك في كراسة شعري
وأنفاسي العاشقة


************
أحتاج لأن أدرك الآن جوهر الأشياء
الساعة المتقلبة
والغيمة المنشقة عن سماء عشقي
خدي حين يعتمر في التراب ،
وشراب البرتقال المسجى على طاولتي
أحتاج مسافة بين إدراكي وبصري
بين برودة الليلة الفائتة
وحرارة المشهد المختزن
أحتاج مدادا من مدى الفرحة ، وجسارة الحزن
لأكتب فصلا من تاريخي المستباح


************
مساء جديد بدونك أيها الفارس
صليل سيفك لا زال
ورائحة أنفاسك
وموجات الرمال المنكسرة تحت حدوة فرسك ،
الآن فضاء جليل
وريح لينة رومانسية
ومسحة حزن يتدثر في عباءتك البيضاء
كانوا هنا جميعا
وكنت تقودهم
الآن لم يبق منهم ومنك
غير أثر حوافر فرسك الجسورة
تحفر لها تذكارا في الرمال الناعمة


فصل ثان: (1)


المدى مشتعل
وأنتَ على مقربةٍ من سمائكَ
تغزو آلاف النجمات
وتوشوش بين سكون الريح
كل نوارس عشقك
تراودهن خلسةً
ولا تكتفي
الذي يغزوك الآن عشقُها
لماذا كلما تجولت في مزارعها
عدتَ لتحمل كل أوزاركَ
وعدت أيضا ببعض الراحة
ألأنك عشقتها؟
أم لأنكَ كلما دنوت من هودجها
أسلمكَ التيار للريح
فتصفر الريح بين ضلوعكَ
منذرةً بالعاصفة
أنتَ تهواها
فحاولْ أن تختصر كل نساء الكون
في عينيها
وحاول أن تفتح في قلبها سكناً لكَ


(2)


بيننا حلم
وأحلامنا غضةْ
فدونيها في دمائكِ
وغلقي الأبواب
فنحن نستبقُ الريح ذات البشرة البضةْ
يا كل هذا الكون
لا تنقصني الشجاعة لأعلنَ
أن القمر الشاحب يسقط ندفا
في خيمتنا
فاجلسي حبيبتي
ها هنا إشارةُ الدخول
والدارُ والسكنُ
والغيمة والوردةْ


(3)


جميعنا نعشق
يسحرنا قمرُ المساء
هناك تدور دورتنا
الساحر أنا أيتها الملكة
نطاقي عيناكِ
هكذا أشدو كلما رأيتكِ
فأحضري ورقة خضراء
وطقسا مبتلا بالندى
وحاولي أن تدوني كل ما أقول
حتى لو قلت فقط في كل مرة : أ ح ب كِ
فقد اعتقدت يوما أن العشق يأتينا
كلما شعرنا برعشته الساخنة
لكنني كلما ارتعشت يا حبيبتي
تذكرت فقط انني أحبكِ
فأستكينُ لحظةً
ثم أعاودُ الكرة


فصل ثالث: (1)


أجوب الليل فوق الريح المصفرة
وأجدل حبلا من الاشتياق
وحين يهزني السكون فجأة
أسمع صوتك ملتفا حول جسدي
يؤرقه بنداء غريب
ليقضي ليله مؤتنسا بانتصار وشروق


(2)


تتداعى نسمات ربيعية على مخمل الريح
وتتدفق بين أصابعي لغة عاشقة
تحمل شفتاي قبلات ثلاث
وأذناي فجرا نديا
وأقدم بين يديك ندائي وحياتي
وانسرابي بين جداول العشق نورسا
يحمل بين جناحيه قلبا ساهرا
وعينين أورقا شوقا
وقارب نجاة


(3)


مرحى بك يا أميرتي المنتصرة
في غرفة مرمرية
شرفاتها ترسم قمرا مقوسا
وقطعا وردية مزينة بالندى
فلتدخلي الآن بين أنغام مزماري
ولتحلمي بلوحة جدارية منقوشة بدمائي
ولتفتحي لهذا القلب المجنون بعشقك
أبواب الحياة

ليست هناك تعليقات: