الأحد، يونيو 05، 2011

الشاعر سعيد شحاتة يكتب /السيد رئيس هيئة قصور الثقافة



أتقدم إليكم بهذه الرسالة وأنا لا أعرف إن كان ساعى البريد الموكل بقراءتها يقظا أم أصابه ملل قراءة الرسائل، ولكن الأمر أصبح لا يبشر، وقلوب الشعراء أصبحت لا تزن جناح بعوضة، وأحوال الرعية تنذر بالخوف الذى لا يأمن الراعى عواقبه أما بعد، فنحن ثقافة الجماهير، وق...ضيتنا هى الجماهير، والجماهير لا يمكن لها أن تستقى ثقافتها من هيئة أصبح لا يتحكم فيها إلا أصحاب الأصوات العالية والهتافات البراقة والطامعون فيما ليس لهم به شأن، الأمر بمنتهى البساطة يا سيدى لم يحسم بعد ولم يبت فيه إلى الآن، والثقافة الجماهيرية لم تعرف طريقها إلى من هم أحق بها، ما زالنا نحمل الضغائن بين صدورنا الهشة ومازلنا نحيك المؤامرات داخل المكاتب المغلقة وما زلنا نضمر السوء لمن هم أفضل منا منزلة ومكانة -أتحدث هنا عنى وعن من أعرفهم- ما زال معظمنا يفتش عن ذاته تحت مسمى الثقافة الجماهيرية، يحاضر فى ندواتها باعتباره الفاهم الفهامة والعالم العلامة، مازال المسئول يمتلك أذنا من طين وأخرى من عجين، الأمر لم يتغير عن ذى قبل، ذهب رجال وجاء رجال، تبدلت الأوجه وبقيت الكراسى كما هى، كل كرسى له رونقه وبريقه ومعادلاته الخاصة ورابطة عنقه الأنيقة وسماعة هاتفه الخلوى الشيك، الكل يكرس طاقاته لفرض سيطرته فى ظل غياب تام للضبط والربط، الكل يدلى بدلوه، جاهلنا يمتلك صوتا يفوق صوت عالمنا، صغيرنا يصرخ بحنجرة أعلى من حنجرة كبيرنا، معتوهنا يفتش عن دفة لم يتمكن حكيمنا من الوصول إليها، البرامج رائعة ومبشرة وتنفيذها أيسر من شكة الوردة، كل شيء جميل ومنسق والبستان يصدر روائحه العطرة على أقاليم مصر على الرغم من أن البستانى مازال غائبا بالفعل لقد أصابنى الحزن والم حينما قرأت تصريحكم الأخير فى أخبار الأدب "الأمر لا يعنينى واستقالتى جاهزة" هذه الجملة التى أدهشتنى وأثرت فى نفسيتى بشكل غريب، لم نتعودها من الأقوياء، لم نتعودها إلا من ذوى القلوب الخائفة والنفوس الهشة، من أصحاب سياسة "والنبى ما تمشى أصل المركبة هتغرق" من أصحاب النفوس المتعبة، بالفعل لم نتعودها ممن خرجوا للووف فى وجة القتلة وهم يحملون أرواحهم فوق أكفهم وكأنهم يقدمون قربان الضراعة، لم نتعودها إلا من ذوى الحناجر الهشة الأمر فى الهيئة أصبح قابلا للكسر فى ظل الاستماع لكل لسان خبيث وقلب آثم، فى ظل حكومة الظل التى توجهنا وتهددنا وتطلب منا تقديم الاعتذار بين الحين والآخر، نحن يا سيدى لن نعتذر لأحد لأننا لم نخطئ فى حق أحد، سنعامل كشعراء سواء فى عهدك أو فى عهد تابعيك، سنقدر بما يليق بنا -إن شاء الله- حتى لو سنت سيوف المقربين على رقابنا، لن يثنينا عن دورنا فى الهيئة حتى ولو كان الجبار العنيد الذى لم يخلق بعد، سنقوم بدورنا سواء استمعتم أم لم تستمعوا، قدمتم استقالتكم أم لم تقدموا، رفعتم راية الهزيمة أم باغتكم النصر ، لن يثنينا عن دورنا فى الهيئة اللابدون فى حقول الذرة والذين إن فتحت ملفاتهم السوداء لن تغلق إلا بعد عشرين عاما من تاريخه السيد رئيس الهيئة لم يعد بوسعنا أن يوجهنا ضعاف النفوس، أن يتحكم فينا المؤيدون /المعارضون الذين جاءوا من رحم الحزب الميت، أن يقدر مصائرنا مدعو الحكمة لقد أطلت وأعتقد أن قراء الرسائل كثر ولن تجهدك رسالتى كثيرا فى القراءة لأنك يمكن أن تتفاداها فى سلة المهملات بسهولة ويسر ولن يضيرك هذا شيئا أما عن السيد نائب رئيس الهيئة فأعتقد أن إدارة النشر التى أعمل بها لن تفرغ نفسها يوما كاملا لمقابلة سيادتكم والتفاوض معكم من أجل مكافأة من عدمها لأنهم لا يريدون أن يبدأوا مشوار ثورتهم بتقديم فروض الولاء والطاعة من أجل مكافأة من المفترض أن تصرف للهيئة عن بكرة أبيها تحياتى للجميع ولن تكون آخر رسالة إن شاء الله حتى ولو تم على بسببها فصلى من الهيئة كما أراد السلف
بواسطة: سعيد شحاته

ليست هناك تعليقات: