الثلاثاء، سبتمبر 28، 2010

مقال المخرج عزت زين عن الفنان الراحل صلاح حامد

المخرج المسرحي / الفنان عزت زين
ان اول اقتراب لي مع صلاح حامد في محافظةالمنيا 1978، في احد المتلقيات المسرحية


كنت قد تعرفت عليه عقب عرض مسرحي شاركت في تقديمه


كعادته استطاع ان يخلق حاله من الالفه ، استطيع ان اؤكد ان صلاح حامد اول من فتح عيناي علي أن هناك مسرحا لانعرفه


في أطراف الأرض حدثني أول ما حدثني عن مسرحية ( فيدرا ) ف صلاح حامد كان يركب قطارا من الفيوم الي القاهره


متحديا ظروفا اقتصادية صعبه ، ليشاهد ما يقدم علي خشبات القومي و الطلعيه


وصلاح حامد قارئ نهم ... كان يسعي للكتاب أينما وجد






وهو عندما يقرأ يضع خطوطا ويكتب ملاحظات ، وبمكتبتي هذه الهوامش بخط يده علي عدد من الكتب المستعاره


وصلاح حامد واحد من الذين عايشوا الجامعه بكل صخبها السبعيني


وكما شاهدت الجامعات المصرية تحولا من أقصي اليسار الي اقصي اليمين


امن صلاح حامد باليسار المصري ثم تحول عنه ، وكنت دائما أداعبه بكلمه الاسلام المستنير فيرد قائلا


( الاسلام مستنير بطبعه و ليس بحاجة الي ختم من اليسار بأنه مستنير )


ويمكن القول أن مفرمه السادات الحاده أبعدت صلاح حامد عن كلية الهندسه جامعه القاهره و هو في السنه قبل النهائية






وفي مشوراه انتقل صاح بين فرق الهواه بمدينة سنورس - التي انجبت صفوة مبدعي الفيوم


وعلي رأسهم شوقي عبد الحكيم - الي فرقة الهواة بالفيوم وساند في انشاء و تأسيس نادي المسرح


المصري في سنوات الثمانينات الأولي حتي تم اعتماده مخرجا بمسرحية الوافد ل ميخائيل رومان عام 1986


واذا كانت اعماله المسرحية قد تتابعت فيما بعد فذلك شأن كل مخرج






لكن صلاح حامد .. هو ذلك الرجل الذي وقف بجانب الجميع مساندا لتجاربهم وداعما لهم


رغم ما يتمتع به من وعي حاد كان من الممكن أن يوجهه فقط لدعم توجهاته الفنية






صلاح حامد فتح ذراعيه للجميع و أراد ان يؤسس وعيا نظريا لدي المهتمين بالمسرح ، ثم وضع برنامج لتدريب


الممثل و اشرف عليه بدأب و ارادة ، كما اشار صلاح حامد لكل من أقترب منه الي موهبته ومناطق تميزه


ووجهه الي ما يمكن أن يلتزم به صاحب الموهبه لتنميتها و رعايتها .... وبعد يوم من التدريبات الشاقة


تجد صلاح حامد في مدخل القصر وقد التف حوله الاولاد و البنات من كل الاعمار


..... وقد ضمهم جميعا بحبا أبوي






صلاح حامد رجل أستفاد منه الجميع ولم يستفد هو من أحد ...


بل بذل ذاته كالممثل المقدس عند (جروتوفسكي) من أجل أن يكون الاخرون






صلاح حامد كان كدأبه دائما .. خرج من الدنيا كما كان بها


فاتحا ذراعيه في المحاولات الاخيرة لدفع النار عن اولاده في بني سويف .. في ذلك اليوم المأسوي

ليست هناك تعليقات: