الأحد، يناير 24، 2016

الدم .. كاتشب .. صبري رضوان







عندما تجلس ساعتين أو أكثر
أمام فيلم أكشن
أو فيلم خيال علمي 
ثم تنفعل بمشاهد التدمير
وترغمك طلقات الرصاص علي اعتبار أن جميع القتلي قتلي حقيقة 
ثم تضغط علي زر الريموت 
لتفاجئ عينيك بهؤلاء الذين ماتوا
في لقاء علي الهواء مباشرة
فتأكد أنك طبيعي جدا 
وأنك لم تغب عن الوعي قليلا 
أو لمدة ساعتين وأكثر
تأكد أنك كنت لا تشاهد مدير التصوير 
وهو يظبط الكادر علي بطل الفيلم
وعلي وجوه الأعداء المرعبة
وأن المخرج كان راضيا عن مشهد القبلة الساخنة 
أن الشفتين حقيقتان 
وحركة اللسان حقيقية 
فقط الدم
كاتشب وأن الخراب كان لقطة سريالية
من أطلال مدينة سورية 
بعد 2011

أنشوده فرح.. الشاعرة رشا فؤاد







أنا الواحد المسروق من دفتر الهامش
بهمزة وصل
بحاور الأبجديه ف كلامى مربعات ع الأرض
وكالعاده الوشوش الممدوده من روحى
بتكمل الدايرة نشاذ
النوته مقطوعه جوه الغنى بالسر
كل الموسيقى إتطبقت حجاب للودع
طلع الكمان جوه الوتر باللحن
إندهوا بتهوفن (إنشوده للفرح )
حاسين صوابع عزف الدويتو ف المعجزة
ثورة ف رومانتيكا
آه يا حنيه جوه النغم شيكا بيكا
غاويه رسم موازين الموسيقا بالألوان ف مثلثات الدو
وادى المؤشر الثابت وقارة 
بيبتدى الرقصه بسوناتا
حديث شخصى مع الإله والحرب
تحذير............
اللمبه حمرا والدم مش طاهر
مفيش داعى
لكائنات فضائيه ع الحاله
رصد الغيير المرادى مش صادق
الحدث جى م الباطن دواير خضرا 
بتعد كل التواريخ المرسومه على جغرافيا الأرض 
ف سرقه الآله للوقت اللى فاضل من عمرنا
كى بورد للدهشه اللى خطفانا حتى الموت كتابه شعر

سُبحان من.. الشاعر محمد مجدي






(مفتتح)
سلام الله ..
على الشعر الحقيقى بجد ..
على البنت اللى ما يشبه جمال عينها ..
ف وقت الضحكة أبدا حد ..
وع الخدين ف حين لما بيطرحوا ورد ..
وجون رائع لمصطفى فتحى كان باكورد ..
( السيمفونية الأولى )
سبحان من ..
خلقك موسيقى .. 
تجرى فى عروقى ..
تخلى دمايا ترقص تانجو م النشوة ..
ولما تجن .. 
بترقص شعبى .. 
مهرجانات ..
يا بنت ذوات ..
بحبك .. حب ميساعهوش .. 
كتير لايكات ..
( السيمفونية التانية )
سبحان من ..
خلى القليب الغض ..
يسبح فى رموش عذبة ..
بتشبه نهر ..
وجعلك باقة ..
عشرين جيجا ..
تكفينى .. لآخر الشهر ..
يا أجمل وردة سواها الإله ..
تفتن جميع الخلق .. 
بين كل الورود والزهر ..
( خاتمة )
سبحان من ..
خلقك سحابة ..
تروى عطش الأرض ..
وخلاكى ..
لحاف فايبر .. 
يدفينى ..
فى عز البرد ..

السبت، يناير 23، 2016

في المساء.... الشاعر عبد الغني المخلافي





في المساء..

خذيني
إلى ملجأ عينيك الرحيم..
أنا هذا الوجع المتضخم
والغياب المستبد..
في المساء أصير يتيمًا
تتقاذف بي الأرصفة والمقاهي
مع الغرباء..
أتسلى بالسجائر الرخيصة
وأقداح الشاي المعتقة بالحزن..

أنا والأصدقاء الشعراء السكارى
نفشي بالزلات الحميمة  لبعضنا..
ومع شيء من الكذب الأبيض
وفنتازية الأدب وقِلّته..
ندير الكلام الفاحش في النساء
بجرأة شبقة،
وخيال رومانسي فاضح..
نطلق أحاديثَ خطيرةً 
في أروقة النواميس
والهواء المكهرب، 
لو سجلت بعناية
هي أعمق بكثير مما نكتب.

من ديوان للوجع مكان في عينيه 

نص_غجري... الشاعرة مريم النقادي




نص_غجري
اليوم أستعير فرحة الغجر
ببضعة قروش يرقص القمر
فجعلت حروفي الثمانية والعشرين
مزركشة بكل علامات النحو
وعلى نحو آخر ..
رسمت الخلفيات بألوان الضوء
لا يوجد في النص تورية
الأحرف في ثوب غجرية
والفرحة جسد يهتز
على طبلٍ دق للتو
على صدرها إنتشت النون
وعلى جانبيها أعوًّج الألف
وكل الحروف المتشابهة كالأقراط
مالت في الجو
وفي تمايلها اندهش الحزن
حتى الخرز المطرز في ثوبها ..
إندهش ..
الرقص عجيبٌ كدواء
لكنه علاج لا يدوم
فالغجر مهما رقصوا .. يرحلون
وفي الشتاء
فرصة الأحزان للنمو
لا بأس ..
حرفي يستمتع بالرقص
والنص يزيد غِناء و غناء
اللحن الصاخب في الخلفية
قد زاد بوهج الغجرية
والحرف الراقص على طبلة
يستمتع بتفاصيل بدائية
النص سعيد بالفرح
والحزن سعيدٌ بالسهو !!
#مريم_النقاديÿ

متي تَذوبُ قطْعَةُ الثَّلْج.. الشاعرة غادة عزيز






متي تَذوبُ قطْعَةُ الثَّلْج
وَيَطْلُقُ الماءُ
صَوْتَهُ الحَبيس
لِيخْرُجَ نيسانُ منَ الشّمس
كيْ أَسأَلَ القمرَ 
على لَيْلٍ منْ ليالي السّاهِرين
هو قَمَرٌ واحدٌ يَرِقُّ
حينَ يَكْتَمِلُ الحُلمُ في نفْسى
فَيَنْثُرُ الصّمْتَ منْ مقْبَرَتي،
مِنْ رِحْلَتِهِ في الحَنين ..
أَنتَظِرُ الثَّوْبَةَ على الباب
وروحي جَسَدٌ
أُدَرِّبُها على الغِيَاب
أُدربها على حمْلِ أَلْواني
في متاهاتِ الوُجود ،
في سَماء الغَريب
في ساحَةِ حَرْبٍ تَعْصى الكَلِمات
أَصْواتُها عويلٌ من صَرْخَةِ روحي
تَتْرُكُ جَسَدِيَ عارِياً
مَصْلوباً إلى ميراثِ القُيود
يَحْتَفي بالعَفَنِ الطّاغي
يُنْصِتُ إلى لَعَناتي
ويَرْمي الفَرَحَ على الحُدود ..؟؟
أهْرُبُ منْ سُؤالي ؟ 
أَتْرُكُ للصَّمتِ أَجْوِبَتي
لِأَجْنِحَتِه التي لا تَطير
كَيْ أَنامَ على كلِماتي ..
أَنتَظِرُ المَطَرَ الشّفيف
أنتظرُ لُججَ البَحر
لِأَعْرِفَ كيفَ 
يشْرُبُ القلبُ منَ الماء ..؟؟
ترْصُفُ السماءُ شَواطِئَنا
تُردِّدُ أُدْعِيَةً منْ بَهاء
تُشْعِلُ بهْجةَ البِحار
لِتُعلِّمًني الكتابَةَ والرِّهان
لِتُعلِّمَني في لَحْظَةٍ 
كيْفَ أَمْتطي الرّياح ..؟
لأُرَدِّدَ أُغْنِيةً للمساء....!

الخوف .. الشاعرة هدي عبد القادر





مثلما يبدو الخوف
عاقداً عزمه على التماسك
يضم ركبتيه ويشد جفنيه ويرتجف
اعقد ذراعيّ وانتظر ان تمر اللحظة
تلك التي ارى فيها داخلي
اسمح لنفسي برفع الغطاء الثقيل
لتلدغني الحقيقة بعيونها اللامعة
تنظرني مباشرة دون حقد
دون محبة
ودون رغبة في المغفرة الفعلية
تؤكد لي غبائي ووحدتي
كما تؤكد على استمرار ذلك
اللحظة التي افهم فيها الاشياء البديهية
ولا اريد ذلك
وافهم فيها الاشياء غير العادية
ولا اريد ذلك
ثم الدخول لمنطقة تعليق الامر برمته على مقبض الباب
على حافة الدرج
على طرف التجاهل
المهم تركه هناك علّه يذوب من الشمس
او يتجمد من التعامي عنه
اللحظة نفسها التي انتظرت خوفي
لتأكلني حية وتشبع
جضرت.

لوجه حبيبى .. الشاعرة نبيلة الفولي












وجهى ليس ملصقاً إعلانياً.. 
عن الحب !!
تتنازعه العيون 
فى الأوقات الضائعة 
تمتطى صهوة قطة
تتسلل فى جنح الروح
إلى أقرب دار لعرض الصور العارية !! 
أو اقرب مسرح من مسارح العرائس المتحركة !!
أتعجب .. 
أى متعة تتملكهم 
من هؤلاء الذين يخلعون أرواحهم..
قبل النزول إلى خشبة المسرح
وتسليم خيوطهم.. 
إلى من يجيدون الاختباء.. 
وتحريكهم فى موات !!
فى حكايات رديئة الحكى 
بأجساد سيئة الصنع ؟!
تحسسوا الطرق 
فروحى ليست مدينة للمشردين
فى فقر الحياة 
يشتمون الوجوه المحببة
فيمدون سكين حاجاتهم إلى الصدور
ويقتطعون ما يفيض عن حاجة القلوب !
أو يبحثون عن الفتات فى صفائح جانبية !
أو يتخفون فى ليل الرغبة 
عند سفح لأهرامات 
ما بناها القدماء إلا لحفظ الموتى !!
فيتمسكون بأطراف الظلمة 
خشية الوقوع فى النور !
هم يدمنون سرية العادة !
ويداومون على حفظ أسماء حبيباتهم القديمات 
المنقوشة على جداران الأثر 
بعيون من زجاج
يتمسكون بآخر ما تبقى من حروفهم
قبل إستحالتها إلى رمال !
"يشمونها " قبل السقوط 
من نقوش الذاكرة 
لتعيد الريح تدويرها 
وتوزيعها من جديد
على شوارع المدن الجديدة 
المزدحمة بالعطلات 
و على المارين فى الأوقات الضائعة 
والجالسين على المقاهى 
لاجترار حبات الوجوه الطافية 
على وجوه فناجين القهوة 
يحتسون حبيباتهم على ملل شديد 
لإنفاق وقتهم الفائض عن حاجة الحياة 
ويعيدون تدوين ما إعتادوا حفظه جيداً
فى دفتر القلب !!
تحسسوا الطرق 
فوجهى ليس إلا باباً لمدينة
كل ملصقاتها..
لوجه حبيبى
كل شوارعها..
لبيوت حبييى 
كل طرقاتها..
لخطوات حبيبى 
كل خيوطها..
لحكايات.. فى يد حبيبى 
كل فناجين قهوتها..
لطالعى فى عيون حبييى
تحسسوا الطرق..
فوجهى باب لمدينتى
ومدينتى..
إسمها حبييى.
...
نبيلة الفولى

النقطة والصفر - الشاعرة هالة عثمان





النقطة والصفر -
كنقطة على السطر ليس إلا
اقف بين الموجب والسالب
بين سيولة الهمس في اذني
ومرايا الجليد تحت قدمي
كنقطة ....وليس أهم من النقطة
في البدايات والنهايات
قد تقول بأنها نقطة لاغير
ان كنت على مسافة ست اصفار الى يمينك
فأنت تساوي مليون قبلة
وان كنت على يسارك
ستفقدني حتما
حين تقع في اخطاء حسابية
وانت تعد نبضات قلبك
كالصفر ليس إلا
ولا تستهن ابدا بالصفر
هو كالنقطة اختتم به جملة
او أبدأ به الكلام

ثرثرة ... الشاعر عادل الحراني




ثرثرة ..... "
----------------
إلهُ الجسدِ الجديدِ يعرفُ أنَّ الجنَّةَ أُغْلِقَت
ومع ذلك يدُقُّ على الباب ويُحدثُ جلبة !!
أصمت ياأبله
ولْتَعْلَمَ أنَّ قوانينَ المعبدِ لاتسمحُ بالثرثرةِ الجسديةِ
ليس عليك هنالك إلا أن ترسم هذي الصُّوَرَ بقدر الإمكان
ولاتيأس من جسدك
هذي العمليةُ للتصنيفِ
صمتاً .. نُعلنُ عن بدءِ الحَضْرَةِ
- طابورُ من الأوثان -
راقصةُ المعبدِ تعرفُ أنَّ الأوثانَ هي التجسيدُ الأحمقُ للآلهة
كُلُّ إلهٍ جلس ليصنعَ صورتِهُ الحجرية
وأطلقَها كي تتعدد
في سُلالاتٍ واشكالٍ كثيرةٍ للإنحناءاتِ حتى لايصيبه المَلَلْ
صمتاً أيتها الراقصةُ الأُسطوريةُ
كُنََّا نبحثُ عن إبداعيِّ نحسبُ أنَّه في إيقاعِكِ المُنْتَظِر
لاتحدثي جلبة واكشفي عن جسدِكِ الأيسر
تضحككُ راقصةُ المعبدِ إذ تعرف أنَّ الإبداعيَّ
لايحتويه العُرْيُ ولن يراه أحدٌ في عُرْيِها المُظلِم
صمتاً .. نُعلنُ عن بدءِ الحَضْرَةِ
في سقف المعبدِ بعضُ رسوماتٍ لإله السِّحْرِ عن الأوثان
التي نزعت عنها ملابسها وارتدت نفس الجسدِ
على سبيل ديكتاتوريةِ التوحيدِ ودعوى المساواة
والتي بعد موتِ الجنَّةِ راحت تتناسلُ بالتلقيحِ الرمزيِّ
نحو مزيدٍ من صُوَرٍ أكثر سيريالية
هكذا تؤكدُ آلهةُ الإبداعِ المُذهلِ
أنَّ الفنَّ التشكيليَّ السِّحْريَّ
إجراءٌ لهذا النوعِ من التناسلِ
يعملُ على تفكيكِ الجسدِ الوثنيِّ الوحشيِّ
ويخرجُ به بعيداً عن البداياتِ والنهاياتِ
وذلك ...لمراوغةِ العين
وتعاني آلهةُ الإبداعِ المُذهلِ أنَّ الإبداعيَّ المُنفلتَ
لايعنيه التناسل التكراري المُتغير ترتيباً
لايعنيه السِّحْرُ المُمِلُّ الأزرق
قَدْرَ مايعنيه الفيضُ الأُسطوريُّ المراوغُ
والمستفزُّ للثباتِ المُتعدد -
تقول الآلهةُ الأسطوريةُ
هذا الإبداعيُّ المُنْفلتُ الأبلهُ لا ينحني لسكين الخمرةِ
كيف لهذا الحصانِ الأَسْوَدِ أنَ يمتدَّ صهيلاً
فيما قبل شفاهِ السِّحْرِِ إلى مابعد حروف الأسطورةِ
وهذي العينُ البيضاءُ الوحشيةُ كيف لها تبتلعُ الصُّوَرَ وكُلَّ الألوان
إن تتحركَ تتحركُ كُلُّ الأوثانِ
هذا الإبداعيُّ يكسرُ الفاتريناتِ والمعاني المستقيمةِ
ويرتدى من الإيقاعِ مايشاءُ
هذا الإبداعيُّ لايعنيه بابُ النارِ ولا يَدُقُّ على أبوابِ الجَنَّةِ
هذا الإبداعيُّ المُنفلتُ الأبْلَهُ لابد أن يرى
صمتاً .. نُعلنُ عن بدءِ الحَضْرَةِ
يمتلئُ المعبدُ بالسُّكْرِ ورائحةِ القتلِ الأبيض يمتلئُ
وإلهُ الصُّوَرِ هنالك ينفخُ في الطينِ وينفخُ
ينفخُ ينفخُ ينفخُ
فقَّاعاتٍ تكبرُ تكبرُ تكبرُ
تنفجرُ
والمعبدُ ؟
المعبدُ يمتلئُ بلونِ الحَضْرَةِ لإلهِ الموت
تقولُ راقصةُ المعبدِ ..
مسكينٌ هذا الإبداعيُّ الأعمى
الذي يرى كُلَّ الآلهةِ ولا تراه
وكان الإبداعيُّ خارج المعبدِ
مُنشغلاً بجنونِ الفيضِ الأُسطوريِّ
ويتحسسُ بعينه البيضاء عُرْيَها
فينفتحُ
صمتاً .. نُعلنُ عن بدءِ الحَضْرَةِ
عن بدءِ الرقصةِ
رقصةُ الغناءِ الوحشيةِ
- رقصةُ بدايةِ القَتْل -

الأربعاء، يناير 20، 2016

جماليات الحزن في ديوان (براح) لمنال الصناديقي د/ شعيب خلف


                
جماليات الحزن
    في ديوان (براح) لمنال الصناديقي
                             
 د/ شعيب خلف

   إن استحضار الحزن في الثقافة الإنسانية هو استحضار لوجود الإنسان ذاته ، فالحزن نقيض الفرح وربما يكون مرادفاً له في طقوسه ، والتعبير عنه ، لأن لحظة الحزن لا تدوم ، كما أن لحظة الفرح أيضاً لا تدوم ؛ و لا بمقدور عاقل أن يظن أن الحياة تسير علي وتيرة واحدة ، وقد ذهب الحكماء إلي لوم من قال لغيره لا أراك الله مكروهاً أو صانك الله من نوب الأيام وصروف الزمان فقالوا لقد دعوت علي صاحبك بالموت فالإنسان لا ينفك من ذلك إلا بخروجه من الدنيا .
      إن من الناس من يعبر عن الحزن بتعبيرات الفرح ، فإذا أصابه مكروه فرح ، ومن يعبر عن الفرح بتعبيرات الحزن فإذا بشر بخير بكي ولا حيلة للناس غير الصبر ، وكما روي عن الحسن ما مثلنا مع الدنيا إلا كما قال كثير عزة (أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة) وهذا المعني تردد كثيراً في الشعر العربي ، وقديمًا قال أحد الشعراء :
ولو جعل الإله الحزن فرضاً        مكان الصبر في حال الخطوب
لكان الحزن فيها غير شـك         أشــد المعنيين علي القلوب
ولآخر:
اصبرْ لِدَهْرٍ نال منـ         ك؛ فهكذا مضتْ الدُّهورُ
فَرَحاً وحُزْناً مرّةً            لا الحُزن دام ولا السُّرورُ
وها هو الحلاج يقول: 
الحُزنُ في مُهجَتي وَالنارُ في كَبِدي       وَالدَمعُ يَشهَدُ لي فَاِستَشهِدوا بَصَبري
ومن هنا كانت إباحة الحزن والبكاء رحمة بالعباد فقد حزن سيدنا يعقوب علي يوسف حزناً شديداً حتي ابيضت عيناه من الحزن وهذا النبي صلي الله عليه وسلم في موقف ابنه إبراهيم حين قال لعبد الرحمن بن عوف (يا ابن عوف إنها رحمة ، العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون  ) فهذا إباحة الحزن الذي لا يقدر أحد علي دفعه وقد وجاء في صحيح مسلم  ما رواه ابن عمر ( إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب..) (1)
   وسئل ابن عباس عن الحزن والغضب فقال: أصلهما وقوع الأمر بخلاف المحبة ، وفرعاهما يختلفان . فمن أتاه المكروه ممن فوقه نتج عليه حزناً ، ومن أتاه ممن دونه هيج غضباً. وكان من أشهر من بكي عليه في الشعر العربي مالك بن نويرة وقد بكاه أخوه متمم بحرارة عالية ، وحزن جم ، فقد روي أنه كان لا يمر بقبر، ولا يذكر الموت بحضرته إلا قال: يا مالك ثم فاضت عبرته حزنًا وكمداً علي أخيه :
وقالوا أتبكي كلّ قبرٍ رأيــته            لقبرٍ ثوي بين اللّوي والدّكادك
فقلت لهم إنّ الأسي يبعث البكا         ذروني فهذا كلّه قبر مـــالك
والبكاء في الشعر العربي يأتي معبرًا عن الراحة التي تعقبه وتزيح الكمد ، وتفرج الحزن وتبعث علي الطمأنينة :
خذ قولَ ذي الرُّمة:
لعل انحدار الدَّمع يُعْقِبُ راحةً         من الوَجْد أو يَشْفي شَجِيّ البَلاَبِل
وللفرزدق أيضاً ما يؤكد أهمية البكاء في الراحة من الحزن :
فقُلتُ لها إنَّ البُكاء لراحةٌ         به يَشْتَفي من ظَنً أن لا تلاقيَا
وهذا أبو القاسم الشابي يقول :
فما الدَّمعُ إلاَّ شرابُ الدُّهورِ       وما الحزنُ إلاَّ غِذَاءُ الحَيَاةْ
 لكن ما الحيلة إذا غاب الدمع وضن علي صاحبه بهذه الراحة لقد ذكر( البارودي ) هذا المعني : 
فَزِعْتُ إِلَي الدُّمُوعِ فَلَمْ تُجِبْنِي       وَفَقْدُ الدَّمْعِ عِنْدَ الْحُزْنِ دَاءُ  
لكن هل يمحو الحزن الحزن كما ذهب أبو العلاء :
فإنّي رأيتُ الحُزْنَ للحُزْنِ ماحِياً       كما خُطّ في القِرْطاسِ رَسْمٌ علي رَسْمِ
  ومن هنا فقد علق بعض الفلاسفة علي الألم أهمية كبري في عملية تكوين الشخصية والانتصار علي الصعاب وتذليلها وقد قرأت مرة أنه مكتوب علي قاعدة تمثال فولتير ( لا شيء يجعلنا عظماء إلا ألم عظيم )  يقول نيقولاي برديائف "والألم والعذاب رفيقان ضروريان لمحاولة الشخصية في تحقيق ذاتها "(2). كما ربط الفلاسفة بين الألم والحزن وبين الحرية ، فالحرية ليست هبة ومنحة تجود بها علينا قوة عليا ، وإنما هي عملية شاقة تستلزم الصراع والمجاهدة ، فلا بد فيها من تحمل شتي ضروب الألم والعذاب والمقاساة (3).
    من يقرأ ديوان ( براح )  لمنال الصناديقي(4) يروقه هذا الجو الإنساني الرائع وهذه المشاعر الرقيقة الحالمة التي ترتقي بالمشاعر الإنسانية في جو طفولي يعود بالقاريء إلي أن يتفرس بقع المشاعر الكامنة داخله ليعيد اكتشافها مرة آخري ، لأن الإنسان مرات عديدة تفاجئه نفسه بمشاعر كانت كامنة لا يعرفها ولم يسبق لها الخروج وحين حانت لحظة التعبير فاضت ، والشاعر أكثر المخلوقات معرفة بأكنان المشاعر ، وأكثرهم خبرة بطوبغرافية  أحاسيسه ومدن مشاعره ، وهو محظوظ كبير لأنه يمتلك الاكتشاف والمحو ، وإن لم يجد في جعبته ما يكتشف ويمحو فيصنع لنفسه ما أراد ويهيم في البراري حزينًا علي ما ظن في مشاعره وأحاسيسه وأنها هجرته بلا عودة  .
يجمع الديوان في عناوين قصائده بين الهدوء والسكينة والحلم ، وبين الصخب والصراخ والضجيج ، فلك أن تستعرض هذه العناوين الهادئة لعدد من قصائده  ( هدوء ، سكون ، نغم ، ترنيمة ، إنسانة ، إنسان ، طيف ، براح ، همسات ، دندنة في محراب الغروب ) ، ثم تأتي لك العناوين الآخري  ( تغبيشة ، خيانة ، نزف ، غربة ، شرود ، تناتيش ، حنين مر ، صرخة ، رقصة علي الأهة ، جنون أخير ، رغبة ، نوح ) وفي جميع القصائد تجد الحزن مسيطراً ، فهناك الحزن الهاديء الممزوج بالشجن واللغة الطفولية الرقيقة . وهناك الحزن الصاخب الممزوج بالثورة العارمة والتمرد علي الساكن الصامت ، وبين هذا وذاك يخرج الهم الإنساني ، الهم الذي يتأرجح بين فرح الحزن ، وحزن الفرح ، بين هدوئه وصخبه  ، فلحظة الفرح لحظة تحمل شجناًًًُُ وهمًا مكبوتاً ، وكذلك لحظة الحزن تحمل الشجن ذاته وإن كان ظاهرها يحمل فرحًا محسوسًا بعض الشيء ، ولذلك تعجب الشاعر العربي حين رأي العين تبكي في الحالين .
في أولي قصائد الديوان (خالو كمال ) تظهر مفردات اللغة الطفولية الحالمة علي مدار القصيدة كلها ممزوجة بصبغة حزن وشجن ، وشفافية عالية ، تعيد فينا العلاقة الدائمة الأبدية بين الطفولة والشاعرية وبين الشاعر والطفل وبين اللغة الشاعرة المجازية وبين لغة الطفل التي تحمل نفس الرؤية ،  وتفوح البراءة من بين مفرداتها . تقول الشاعرة :
واحنا صغار ...
كنا بنسرق م المدي
ضحكه اللذيذ ...
ع الشجر من ضلعنا ..
عصفور يهيص ..
وهو كان خالو كمال ..
بيضمنا )
وتنهي القصيدة بقولها :
( وينزنق فينا البكا ...
لكننا بنفوق قوام
علي نسايم ضحكته )
انظر لهذا الفرح الطفولي وما تجمعه الصورة بين فرح الأطفال وفرح العصافير علي الشجر وكلاهما يحتاج في هذا السن الصغير إلي من يضم ويحنو ، لكن هذا الفرح لا يلبث إلا ويحمل معه الشجن والحزن ( كنا بنسرق م المدي ضحكه اللذيذ ) المدي يضحك بفطرته ، والأطفال يصل الأمر معهم وهم يحملون هذا الشجن المبكر إلي سرقة الضحك من المدي ، ألا يأت الضحك عن طيب خاطر عفوي لأناس يجب أن يأتيهم الضحك عفوياً ، ويخرج منهم كذلك ، من يستطيع أن يحجب الضحك عن أطفال ينعمون في البراءة سوي هذا الحزن النابع من هذا الهم ، النابع من غربة في الوجود ، ووجود دائم في الغربة ، ونفس الأمر بالنسبة لنهاية القصيدة حيث الانتقال من البكاء إلي الضحك ، ومن الضحك إلي البكاء ، فالنبع واحد ، تقول في قصيدة (نوح) ما يرادف المعني السابق 
( يا ضحك
بيشد الأنين ...
ماشي وشارب م السنين ...
أتقل حاجات ) ص 46
انظر كيف تريد أن تعادل وتصنع لأنينها من يواجهه ، هذا الأنين المحمل بعذابات السنين هل يستطيع الضحك أن يقاومه ، لما لم يكن الضحك هو الشارب من السنين أثقل الأشياء المفرحة ليستطيع المقاومة والصد لكل ما يواجهه من أحزان ، إن المعادلة ظالمة لقد تربي الحزن وترعرع ، وسيطر وتمكن ، وصال سنيناً وجال ، فكيف للحظات الفرح القليلة أن تقاوم .
    للحزن في تجربة الشاعرة أشكال عديدة ، وهي تعرض علي نفسها هذا السؤال الذي لا تري له إجابة ، والذي يدل علي هذا الامتزاج الكبير والألفة العميقة بين الحزن وبينها ، حتي صار الأمر مختلطًا عليها هي ذاتها أهي التي أحبت الحزن أم هو أحبها بل الأمر صار أقوي من علاقة الحب لقد وصل إلي مرحلة العشق ، ومن هنا صار مباحاً له أن يدخل دون استئذان ، ممن يستأذن ؟ صار المكان مكانه والبيت بيته ، ولا راد لهجومه 
( مش عارفه يا عيني
إذا كان الحزن عشقك
ولا أنتي عشقتيه
هجم من غير خشا
كسر ستار رمشك
ومهانش ترديه ) ص33
فكما لاحظنا اختلاطه بضحك الصغار في قصيدة (خالو كمال) ، نلاحظه مختلطاً بالعلاقة الأمومية في قصيدة (أمه) تقول الشاعرة في حوارها الأمومي الذي يحمل ميراثاً قديمًا وكأن الأم تعلم أن بنتها سيطاردها الحزن كما طارد أماً لها من قبل :
( قلتي ليه يا بنت روحي
أوعي للأحزان تروحي
ولا ييجي الهم عندك ) ص7
ولكن هيهات  كيف تمنعين عني مواريثك يا أماه ، من أين تتأتي لي جرأة المواجهة ، وقد هزمتي أنت من قبل ، فليس الأمر بيدها بدليل تساؤلها السابق وبدليل قولها (هجم من غير خشا كسر ستار رمشك ...) .
    يتحدد للحزن عند الشاعرة أشكال وعناصر، وأسباب ونتائج  فنري من أسبابه الصمت وهي في طريق المقاومة تريد التخلص من هذا الصمت اللعين وهي تخاطب النهر لماذا النهر؟ ، النهر / الصمت الذي لا يثور خلاف البحر أم النهر الرحلة ، أم النهر العذوبة والنماء والأمل في التغيير .. هل كان هذا الحوار في مواجهة معه ، ولماذا خسر هذه المواجهة التي يوحي بها ما كالته له الشاعرة من تأنيب تقول:
( لا تخلي سكاتك
يلبسنا توب الترحال
ما نطقت يا نهر
وشايل جوا قليبك نقطك
ما بكتني ضلوعك الـ عاملة
م الجفن فراغ ...
دمعيتي فطت علي كفي
غاصت بتوشوش شراييني  
لتسرسبوا نفسكوا 
وتشدوا ع النهر ستار
قبل ما يحدفنا الـ..
 لعمود.. دايب   ) ص9 وتنهي القصيدة بهذه الملحوظة العفوية كما تقول : 
ملوظة عفوية :
رذاذ قلبي 
قلب النهر سادة ..!!
أو 
طراطيش النهر 
صمغلت قلبي 
عفار .. !!) ص10 .
ما هذه النتيجة التي خلفتها المواجهة معك أيها الصامت ، كم ادعيت ما ادعيت من رؤي وقدمت ما قدمت من أوهام لقد حولك رذاذ القلب المكلوم المحزون  وعاءً للحزن يشربك الناس  فتزيدهم حزنًا ، بل صار رذاذك عفارًا يصد من يأتي ليغسل فيك أحزانه . 
ويستمر الصمت سبباً من أسباب الحزن خاصة إذا كان الصمت أنتجه الغياب ففي قصيدة إنسان وهي مرثية لأحد الشعراء :
( والمنصة عاتبت دفا حسك
لما غابت دندناته للسُكات ) ًص13
   وفي قصيدة نغم التي تحمل إهداءً لمن تحب من الناس لكن الصمت ما زال يمسك ألسنتهم  :
( أنتي شروق
وأنا غروبي بينكوي
في دقة مسمار
علي فرشة مليانه سُكات ) ص53 .
   ما الذي يمكن أن تبيح به مثل هذه اللغة السريالية (أنا غروبي بينكوي في دقة مسمار ..علي فرشة مليانة سكات ) هل القلب هو المسمار الذي يدق ، وهل الجسد هو الفرشة المملوءة بالسكات والغروب هو الموت وبين هذا وذاك يولد الحزن من السكوت ولأجله ماذا يفعل الشاعر ، الصوت ، الأمل ، هل يبحث عن مقاومة للصمت ويلجأ للصراخ :
( ترضاني أموت جوا عيونك
من غير ما أفلفص م الأهه ... لا) ص 32
ولم يقتصر دورها في مقاومة صمتها فقط ولكن تبحث عن حل تفك به صمت الآخرين  
( وأشيل بعيني 
حجاب الصمت عنك 
أديه لسابع جد ) ص47 . 
كما تبحث لقلبها عن تطييب وتطبيب من الحزن الذي غلفه ، والألم الذي كاد يصهره علها تخطف منه هدنة مؤقتة ، أو حتى انتصار زائف :
( طيبي .. قلبك 
 قبل انصهاره 
بينك ... وبينك 
اخطفي نبض انتصارك
 ع الألم) ص 49.
ومهما طالت مدة الألم والدموع فالإنسان يحتمل ويعيش لحظة الانتصار ولو كان زائفًا لو كان حلمًا لو هيأ نفسه لذلك :
 ( كان فيه مطر 
 كان فيه شموع
 كان فيه حياه..
 فيها دموع ، نامت علي كفي أنا 
 ألفين سنة ...
 يمكن يزيد 
أو يوم يقل 
 لكن عيون الذل 
لا يمكن تدوم ) ص55
ولذلك هي تتسلح بقلمها وتجعل منه سيفاً بل إنها تشجر هذا القلم وتزرعه فى كل مكان وفى زمن يسقط فيه الشجر أوراقه لكنها تثق فى إنباته مرة آخرى وعودة ما اساقط منه  وتثق فى أن صوتها سيصل يحارب الصمت والضعف والسكون مهما كانت ألوان السكون ومهما تغير جلده طبقًا للمواقف :
 (... إني أشجر قلمي 
سيف ...
 وسط الخريف 
 وأصرخ يا طيف 
 ما نتاش ضعيف 
 لكن فـ يوم 
هتنطق الحجر .. 
السكون بألف لون ) ص56
وحينما تكون النفس مفعمة بالحزن يري صاحبها الأشياء تحمل نفس الحزن من حوله تقول :
(ع الحافة الواقفة بترميني 
 لصوت الجو القرفان 
 والضو.. أحزان ) ص32.
ويبقي الهم والحزن مسيطراً حتي في لحظة الضحك الممزوجة بالبراءة مع طفلها ، يخرج من هذه اللحظة الحزن مفعماً بالفقد والغربة في داخل الذات ، والضحكة هنا لا تخرج إلا بشروط مرتبطة ببعضها ارتباطًا وثيقًا ، تخرج الضحكة فى أمان طفلها ، هذا هم شخصى داخلى ، ينسحب همًا عامًا فليس هناك من ينكر ارتباط سعادته بسعادة أبنائه امتداده الدائم كما ربطت به همًا عامًا، لا يجوز لنا أن نضحك وقد شرب فيه أعداؤنا القهوة وناموا  كأنهم أصحاب البيت ما أصعب مرارة الفقد وما أقساها :
( الله عليكي
 يا ضحكتي 
 لما تعانقي 
وش طفلي بالأمان 
 لما تلاغي سجدتي جوا حنين الأقصي 
وبكل انسجام ) 56.
الهوامش والتعليقات :
1- صحيح مسلم ، كتاب الجنائز ، باب البكاء على الميت ، رقم الحديث 1532 . 
2- نيقولاى برديائف ، العزلة والمجتمع ، ترجمة فؤاد كامل ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1982 ، ص  178 .
3- انظر فى هذا ، د/ زكريا إبراهيم ، مشكلة الإنسان ، القاهرة ، مكتبة مصر ، د.ت .
4- منال الصناديقى ، براح ، سلسلة مبدعون ، قصر ثقافة ملوى وسنعتمد أرقام الصفحات فى المتن 

الجمعة، يناير 15، 2016

مقطوعة اليوتيبيا . صبري رضوان






نبني مدينة جديدة
يجتمع فيها الشعراء
الشعراء فقط
ونزرع في طرقاتها الفاكهة
ويجلس شاعر في ميدان واسع كل صباح
يوزع الابتسامات 
ويبيع - مجانا - مسائل حسابية سهلة
لا تحتاج لرأس مال ضخم
أو آلة حاسبة ثمينة
سوف يجلس شاعر عند مقبرة النصوص 
ويببيع السعف الأخضر
ببرعم قصيدة حديثة
بعد أن يلحد حروفا وعلامات ترقيم
سقطت مثل ثمرة معطوبة
في هذه المدينة
لن نكون من دعاة الحروب
أو الجملات العسكرية
لن تكون مدينة تسمح باندساس الثيوقراطيين الجدد
ولن نفتح متاجر لبيع النظارات الطبية
أو متاجر لسلع مغشوشة
مثل أقنعة الوجوه الملونة 
التي أصبحت تجارة رابحة في مدن أخري كثيرة 
مدينة نتجمع فيها
نخرج جميعا كل مساء
أمام المنازل
في كفوفنا أحلام المساء
وفي وجوهنا ندي الشعر
وخيالات الموسيقي
نعزف كلنا
مقطوعة اليوتيبيا 
ثم في الظهيرة
نأخذ نفسا عميقا 
لنرتاح قليلا
من عناء اللحن 
ونزف الأغنيات 
نأخذ نفسا عميقا 
حتي لا نمل من فراغ الشوارع
من كائن غريب وقوي
يطلق علي نفسه 
الموت

الخميس، يناير 14، 2016

أنا مش مسافر. محمد أحمد إسماعيل

أنا مش مسافر
بس ف عيوني سفر
عريان.. و روحي باب على كل الجهات
و قلبي مسكون بالمطر
راكب على غنوة خطر
قلقان بافصّل م القلق
ريش و جناحات
مخنوق سكات
مشنوق كلام
حي و قتيل
ثابت و باجري ألف ميل
في كل ميل حرب و سلام
شابت خدود حلمي الجميل
على حدود الأسئلة و المستحيل
و أنا .. أنا
بانقص و ازيد
في كل عام
و ف كل عام
نفس الخناقة بين
هابيل و قابيل ـ جوايا ــ على الورث الحرام
و ف كل عام
عمري بيتقطع دليل
على سكك غربة .. و ليل
و شهود براءتي ف محكمة..
من غير قضاه من ألف عام
واقفين أدلة اتهام

السبت، يناير 09، 2016

رحلة إلي النبي .. القاصة رولا حسينات




رحلة إلى النبي
أخذ خيط الدخان المتصاعد من قدميه المنطفئة تارة والمتوهجة من القيظ تارات، وهو ينبش بعيني الصقر آثارها مذ ضرب موسى بعصاه الحجر فانفلقت في هذي البعثة المقدسة سبع.  تعرجت به الطرقات ليصل أهداب وادي موسى، وقد غابات القرية في النسيان على مصطبة الشقاء.
 وفي طلعة الجبل كان هناك رابضا فاتحا ذراعيه كليم الله وكأنما يفضي إليه بحديث شجي، عندما زلفت روحه قبل الجسد وهام متسوحا في أرض الله، أمسك بيديه الماء المنهمر من العيون ما استطاع أن يحضنها وقد شقت عن صدره بشفاء عجيب، صرخ في أعماق نفسه السحيقة..
" لقد عقرت أوهامي وسحر الأيام الخوالي، حين نقشت نسخ الأرض جميعها على جبيني المخترم بأسطر غابت وغشاوة من ذكريات هزت ضلوعي، وذكراك أبي حين جامعت الجان لتكتهل وقد هجعت روحك إلى جنب النبي، ولكني حينها أصغيت لنمنماتهم مثبطة مسعاي، وأنا ازرع طريقي بالأشواك لأسير حافيا حين تلاقي من تحب، وأنت تنز الدماء من جميع أطرافك فتستجدي العطف والشهوة في أن تتطهر من الذنوب لكني ما ارتويت وأنا سراج ملتهب، أتعلل بنص الروح، ظامئ وقد خلعت ترفي وعصبتي وتحلة أيامي لأبهج أبي بين الظلمات، لعلني أراك بين النجوم، وقد انتفضت من كفنك لتسرق من الكون حفنة من تلمظ فيها وشاح التؤدة.."
 إني اعتلي صهوة الجبل وهو يناطح بمنكبيه عنان السماء، وأنا افحص موقع نعلي لعلني لا أهوي إلى قيعان سحيقة عاشقا للصحراء  صرت، حين ارتحل القوم وتأبط  النبي الجبل وزهد بروحه بمقام، يتصدر من شرفاته ماء البحر..
"أبي هن عيناي تذرفان الدمع من حرقة الشمس، وأنا  أعتلي بغشاوة الأفق المتوهج، لكنه يروقني والشمس تطفل إلى ساعة نشوتها في كبد السماء وكأنها تنصت لفتوري وهوان عزيمتي وكل ما في يتقاسم بالرب أني راهب في دير الرهبان، وصخوره تماثيل متعبدة لله فلا تدنسها أعين بشر، ولا تستهويها كأس الخمر ولا الحياة صاخبة..
 أبي دعني أصرخ فلا يسمعني أحد إلا رب الكون، وتلك البواشق قد غرها وهني وأسمال من دمائي تتراشقها أمواج من عرق متصبب، يكفي أن تسمع لنداء البقاء داخلك، وتنيط اللثام عن السفه والخداع، لتكون وإياه في غسلة من مبترد كضوء حكمة لا يذوي.....

مابقتش فاهمه.. رشا فؤاد







مابقتش فاهمه
مين الأنتيكه
أنا ولا حروف الدو على سلم النوته
المايسترو......................
بيقرى ف العلامات موسيقى رقصة فستانى الباليه
وأنا الدولبير
ف المشهد السامى للكلاكيت
سامعين خطوتى بتعزف (مونامور) سلو
رغم إنى .........
ف نهايه النغمه مبنيه للمجهول
مفيش ضمه راضيه بحضنى إثبات نسب ع اللحن
إظاهر إن النغم ناسى حلمه جواياه
وأنا(سيدة الأحزان) ف ضرب الوتر ع الناى
دايما باعيش ف الزوم على روحى حالة رفض
فيقرى البخت من عينى جنونه سيريالى
تفرق القصيده ع اللوحه قهوتى ساده
حاااااالة صدام!!!!!!!!!
سكوووووووووووووووووووت........
مش أنا الوجع اللى ف الضلوع بيلبس الأسود
ولا أنا اللى باعزف الموسيقى وتر مقطوع
طب إيه حصل جوه دموع الروح
سوء تفاهم بينى وبين الدو رى مى
ما انت اللى عارف السر القديم
على سلم النوته (مايسترو)

وما من مجيب... شهدان الغرباوي




الذين عبروا إلى الجانب اﻵخر ، وما زالوا يعبرون
ما لهم من انتهاء
لحسن الحظ ، هم لا يشغلون حيزا من الفراغ
ونحن المنتظرين على هذا الجانب ستضجر بنا الصحراء يوما ما
وربما ستعجل بعبورنا اليهم
الذين عبروا منهمكون فى حالهم
ونحن ننتظر ايماءاتهم ولو فى أضغاث أحلامنا متحرين بها ما يرغبون
ونعتبرها أوامرا من النظام العام
ليس مسموحا لنا إلا بأن نذكرهم بالخير
وعندما تأتى سيرتهم نمجد طرائفهم بضحكات نخرجها من على سطح القلب العلوى
بينا ، فى القاع تترسب حسرة
نحن نقدس تراب أقدامهم
وقد كنا -قبل عبورهم-لا نراهم فى وضح النهار
وهم مأمورون بألا يظهروا علينا
يقول البلهاء منا بأن الذين عبروا على الجانب اﻵخر يروننا ويحومون حولن ويفرحون لنا ويحزنون
و أنهم تغبطهم الهدايا والرسائل الطيبة
ونحن ،نساير بلهاءنا
نرسل الهدايا فتتطاير فى الهواء
ونطلق الرسائل
وما من مجيب