مهمة الكاتب الآن اصبحت صعبة، العالم صارا معقدا ومتشابكا بشكل مذهل، المعارف كذلك متداخلة وواسعة وربما بلا نهاية، انا الآن احتاج في كل يوم أن اقرأ رواية وكتاب في الفسلفة أو ما بعد الحداثة أو الفولكلور أو السياسة أو علم النفس أو علم الجمال.. احتاج ان اشاهد فيلما عميقا أو معرض فن تشكيلي او عرض اوبرا ، أن اسمع موسيقى راقية وغناء حقيقا ، احتاج أن اجلس لأنصت لخرير الماء بين الصخور ، وهسهسة الهواء بين اغصان الشجر.. اريد أن اسمع الطبيعة واللهو بالنجوم وأعاتق الجمال وادخل قلب الحياة.. اريد كل هذا لأكتب... هل الكتابة هكذا صعبة ياربي؟.هل هي تجربة وجود؟ أم مجرد اثبات حضور في دفتر احوال الحياة؟ يارب أرني الطريق أو اعمنى عن رؤية الذين يكتبون ويكررون ما يكتبونه باسترخاء كأنهم يدخنون الشيشة على مقهى
السبت، يناير 24، 2015
سيد الوكيل يكتب :- هل الكتابة صعبة هكذا ياربي ؟
مهمة الكاتب الآن اصبحت صعبة، العالم صارا معقدا ومتشابكا بشكل مذهل، المعارف كذلك متداخلة وواسعة وربما بلا نهاية، انا الآن احتاج في كل يوم أن اقرأ رواية وكتاب في الفسلفة أو ما بعد الحداثة أو الفولكلور أو السياسة أو علم النفس أو علم الجمال.. احتاج ان اشاهد فيلما عميقا أو معرض فن تشكيلي او عرض اوبرا ، أن اسمع موسيقى راقية وغناء حقيقا ، احتاج أن اجلس لأنصت لخرير الماء بين الصخور ، وهسهسة الهواء بين اغصان الشجر.. اريد أن اسمع الطبيعة واللهو بالنجوم وأعاتق الجمال وادخل قلب الحياة.. اريد كل هذا لأكتب... هل الكتابة هكذا صعبة ياربي؟.هل هي تجربة وجود؟ أم مجرد اثبات حضور في دفتر احوال الحياة؟ يارب أرني الطريق أو اعمنى عن رؤية الذين يكتبون ويكررون ما يكتبونه باسترخاء كأنهم يدخنون الشيشة على مقهى
الخميس، يناير 22، 2015
تجديد الخطاب الثقافي في نادي أدب ثقافة البيلينا بسوهاج 22 يباير الجاري
في إطار برنامج تبادل الزيارات يقوم نادي أدب قصر ثقافة قنا بزيارة نادي أدب بيت ثقافة البلينا بسوهاج مساء الخميس الثاني والعشرين من يناير الجاري، وقد تم اختيار محور للنقاش في اللقاء بعنوان " تجديد الخطاب الثقافي المعاصر مأزق نظام أم محنة ثقافة؟ "
كما يشهد اللقاء المرتقَب أمسية شعرية لشعراء قنا وسوهاج ... والدعوة عامة للجميع للحضور والمشاركة .
الأربعاء، يناير 21، 2015
ضمن ملف أديبات من الصعيد :- إ ضاءات الروح و البدن قراءة فى ديوان " من ضيا البدن " للشاعرة منال الصناديقى بقلم / احمد الشافعى - عضو اتحاد كتاب مصر
تتميز منال الصناديقى بأنها اختارت منهجا شعريا أخلصت له و أجادت فيه بمنتهى الروعة .. فقد آثرت الصناديقى أن تصل بنصوصها الى الغاية الأسمى من الشعر و هى الوصول بلغتها إلى ما يطلق عليه الانحراف باللغة إلى لغة فوق اللغة ، و ما أصعب ذلك خصوصا فى شعر العامية التى يمتحى فيها الشاعر مفرداته من لغة العامة ؛ فإذا بمنال تنسج من هذه المفردات نسقا خاصا فريدا يستحق التأمل و الدهشة ..
و لذلك ؛ فإن أهم ما يلفت نظرنا فى شعر منال الصناديقى أنها لا تتوقف كثيرا أمام بعض القواعد الشكلية كالموسيقى و القافية و الإيقاع الداخلى و الخارجى رغم ثقتنا فى قدرتها و تمكنها من هذه الأدوات .. يبدو و كأنها كما تأثرت بمفردات الصوفية فى شعرها .. فقد تأثرت بروح الصوفية التى لا تقف أمام العثرات فى سبيل الوصول إلى عين اليقين ..
و لا أجد للحديث عن شعر منال الصناديقى أفضل مما ذكره د رمضان حسانين فى دراسته عن ديوانه " براح " تحت عنوان " منال الصناديقى – كسر أفق التوقع و الانفتاح الدلالى " حيث قال : تتميز الشاعرة منال الصناديقى بما تقدمه من رؤى حداثية من ناحية و انفتاح الحقل الدلالى لنصوصها من ناحية أخرى ، هذا التعامل الحداثى مع النص لا يأخذه إلى دائرة الغموض تلك التى توسع الفجوة بين النص و المتلقى و لكنها تعكس بعدين تشكيليين فى بنية النص الشعرى : البعد الأول يتمثل فى المعنى الشعرى الذى أصبح ترشحه هالة من الغموض الشفيف تضفى عليه قدرا من المهابة و الجلال و السحر بحيث يلوح المعنى من وراء هذه الهالة كما تلوح الأعين الجميلة من وراء أغلالها شفافة على حد تعبير الشاعر الفرنسى فيرلين – البعد الثانى هو كسر أفق التوقع الذى يؤدى بالنص إلى الانفتاح الدلالى أو كما يقول د . عزيز محمد عدمان فى مقاله بمجلة عالم الفكر مارس 2009 إن انفتاح النص على سيل من الدلالات هو انفتاح منتج بالنظر إلى طبيعة النص الخلاقة التى تستجيب للتجديد و الاختلاف لأنه نص تكون من رموز و إشارات حية مشبعة بإمكانات دلالية واسعة مما يدل على أن العمل الأدبى يستوجب نصيبا كبيرا من الكثافة الدلالية التى تؤهله لقراءات متعددة و أغلب الظن أن طبيعة ثراء النص و غنى دلالاته هى التى تتيح له تجاوز محدوديته إلى فضاءات دلالية مثمرة بحيث يسمح بتعدد القراءات للنص الشعرى الواحد من خلال المعجم الخاص الذى مزجت فيه اليومى و المعيشى بالأنثوى و الطفولى ؛ لتخرج علينا بلغة جديدة غاية فى الخصوصية تعكس وعيا بطاقات اللغة و طرق توظيفها فى بناء النص الشعرى لتقدم من خلاله تجربتها الخاصة .
تميز الديوان بالوحدة الفكرية التى ربطت نصوصه و سيادة أجواء من اللغة و الروح الصوفية تتناسب مع العنوان الذى جاء متفقا مع عبارة صوفية شهيرة " ضياء الروح .. ضياء للبدن " فكأن العنوان هذه المرة ليس عتبة أولى على الديوان فحسب و لكنه عتبة أولى على محراب الدخول الى فيض التجليات لدى الشاعرة و كأن قصائد الديوان فيض من تجليات الروح التى أضاءت البدن ..
و يمتد ذلك فى عناوين كثير من النصوص مثل " حضرة – وصل – حالات من ضيا البدن – خلاص – هفهفة " و مفردات مثل " الروح – الحلاج – الكينونة – البخور – نور المصطفى " و صور مثل : و لو غابت الحقايق حين ما انطفى / ح ادوّر عليها جوارح و هاسأل الأكوان "
و لعل فى هذه الدفقة الشعرية و الشعورية المتوالية فى قصيدة رسايل 2 نموذج واضح لتجلى اللغة الصوفية فى ديوان الشاعرة .. تقول :
أنا كنت هايم فى السما طلقة
و النور بيحدف عينى للملكوت
صياد و جامع م الأنبيا رسايل
و الفورة لحظة
و الكلام ألوان "
ثم نجد إشارات إلى عيسى عليه السلام و الصحابة و يوسف و زليخة و يونس ما يعكس أثر التراث الدينى على مفردات الشاعرة و لغتها
كما نلاحظ تكرار مفردات الخلاص فى كثير من النصوص ما يعكس مضمونا فى لاوعى الشاعرة التى تبحث روحها الوثابة عن تحررها و خلاصها من قيود البدن و عثرات الأشباه كما يقول الصوفية وصولا إلى غاية الغايات و منتهى الحقيقة و عين اليقين
و هذا التشظى للروح الباحثة عن الخلاص يتمثل فى التأثير البصرى لبعض المفردات التى آثرت الشاعرة أن تفكك حروفها و كأنها تتمثلها حرفا حرفا بكل كيانها مثل : أنا لسة ج و ا ك ى / ا ل أ غ ن ي ات /ه ف ه ف ة
كما يتمثل فى تكرار حروف المد دلالة على إطالة مدد الزفرة الشعرية و الشعورية مثل : خلاااااااااااااااص / كبيييييييييييييير / بعييييييييييييييييد / احااااااااااااااوط
و يعلو هذا الزفير الوجدانى و كأننا فى ذروة الحضرة الروحية و الشعرية عند منال و هى تقول :
الله الله
يا روح الروح
كتاب مفتوح
بيقرانى فى وقت البوح
ف ضى الريح
و لا يخلو الديوان من استراحات لروح الشاعرة على لمحات من الطفولة أو مناجاة هامسة لصديقتها الراحلة أمل سعد فى قصيدتها " أمل ماماتتش "
ربما المأخذ الوحيد الذى نلحظه فى ديوان منال هو استخدامها أحيانا لمفردات قد تبدو نشازا فى فيض التجليات التى يحملها هذا الديوان كمفردة " ضفدع " فى قولها : دنيا تشبه ضفدع / بينطر كل أوجاعه .
و مفردات مثل مسمكرين فى قولها مسمكرين الروح – و مفردة نقايد فى قولها نقايد حشاها
و أخيرا فإنه لن يمكنك بعد قراءة ديوان " من ضيا البدن " إلا أن تشعر بحالة من صفاء الروح و ضياء البدن و أن تهتف : الله .. مدد .. مدد
احمد الشافعى
إضاءات الروح و البدن
قراءة فى ديوان " من ضيا البدن " للشاعرة منال الصناديقى
بقلم / احمد الشافعى - عضو اتحاد كتاب مصر
تتميز منال الصناديقى بأنها اختارت منهجا شعريا أخلصت له و أجادت فيه بمنتهى الروعة .. فقد آثرت الصناديقى أن تصل بنصوصها الى الغاية الأسمى من الشعر و هى الوصول بلغتها إلى ما يطلق عليه الانحراف باللغة إلى لغة فوق اللغة ، و ما أصعب ذلك خصوصا فى شعر العامية التى يمتحى فيها الشاعر مفرداته من لغة العامة ؛ فإذا بمنال تنسج من هذه المفردات نسقا خاصا فريدا يستحق التأمل و الدهشة ..
و لذلك ؛ فإن أهم ما يلفت نظرنا فى شعر منال الصناديقى أنها لا تتوقف كثيرا أمام بعض القواعد الشكلية كالموسيقى و القافية و الإيقاع الداخلى و الخارجى رغم ثقتنا فى قدرتها و تمكنها من هذه الأدوات .. يبدو و كأنها كما تأثرت بمفردات الصوفية فى شعرها .. فقد تأثرت بروح الصوفية التى لا تقف أمام العثرات فى سبيل الوصول إلى عين اليقين ..
و لا أجد للحديث عن شعر منال الصناديقى أفضل مما ذكره د رمضان حسانين فى دراسته عن ديوانه " براح " تحت عنوان " منال الصناديقى – كسر أفق التوقع و الانفتاح الدلالى " حيث قال : تتميز الشاعرة منال الصناديقى بما تقدمه من رؤى حداثية من ناحية و انفتاح الحقل الدلالى لنصوصها من ناحية أخرى ، هذا التعامل الحداثى مع النص لا يأخذه إلى دائرة الغموض تلك التى توسع الفجوة بين النص و المتلقى و لكنها تعكس بعدين تشكيليين فى بنية النص الشعرى : البعد الأول يتمثل فى المعنى الشعرى الذى أصبح ترشحه هالة من الغموض الشفيف تضفى عليه قدرا من المهابة و الجلال و السحر بحيث يلوح المعنى من وراء هذه الهالة كما تلوح الأعين الجميلة من وراء أغلالها شفافة على حد تعبير الشاعر الفرنسى فيرلين – البعد الثانى هو كسر أفق التوقع الذى يؤدى بالنص إلى الانفتاح الدلالى أو كما يقول د . عزيز محمد عدمان فى مقاله بمجلة عالم الفكر مارس 2009 إن انفتاح النص على سيل من الدلالات هو انفتاح منتج بالنظر إلى طبيعة النص الخلاقة التى تستجيب للتجديد و الاختلاف لأنه نص تكون من رموز و إشارات حية مشبعة بإمكانات دلالية واسعة مما يدل على أن العمل الأدبى يستوجب نصيبا كبيرا من الكثافة الدلالية التى تؤهله لقراءات متعددة و أغلب الظن أن طبيعة ثراء النص و غنى دلالاته هى التى تتيح له تجاوز محدوديته إلى فضاءات دلالية مثمرة بحيث يسمح بتعدد القراءات للنص الشعرى الواحد من خلال المعجم الخاص الذى مزجت فيه اليومى و المعيشى بالأنثوى و الطفولى ؛ لتخرج علينا بلغة جديدة غاية فى الخصوصية تعكس وعيا بطاقات اللغة و طرق توظيفها فى بناء النص الشعرى لتقدم من خلاله تجربتها الخاصة .
تميز الديوان بالوحدة الفكرية التى ربطت نصوصه و سيادة أجواء من اللغة و الروح الصوفية تتناسب مع العنوان الذى جاء متفقا مع عبارة صوفية شهيرة " ضياء الروح .. ضياء للبدن " فكأن العنوان هذه المرة ليس عتبة أولى على الديوان فحسب و لكنه عتبة أولى على محراب الدخول الى فيض التجليات لدى الشاعرة و كأن قصائد الديوان فيض من تجليات الروح التى أضاءت البدن ..
و يمتد ذلك فى عناوين كثير من النصوص مثل " حضرة – وصل – حالات من ضيا البدن – خلاص – هفهفة " و مفردات مثل " الروح – الحلاج – الكينونة – البخور – نور المصطفى " و صور مثل : و لو غابت الحقايق حين ما انطفى / ح ادوّر عليها جوارح و هاسأل الأكوان "
و لعل فى هذه الدفقة الشعرية و الشعورية المتوالية فى قصيدة رسايل 2 نموذج واضح لتجلى اللغة الصوفية فى ديوان الشاعرة .. تقول :
أنا كنت هايم فى السما طلقة
و النور بيحدف عينى للملكوت
صياد و جامع م الأنبيا رسايل
و الفورة لحظة
و الكلام ألوان "
ثم نجد إشارات إلى عيسى عليه السلام و الصحابة و يوسف و زليخة و يونس ما يعكس أثر التراث الدينى على مفردات الشاعرة و لغتها
كما نلاحظ تكرار مفردات الخلاص فى كثير من النصوص ما يعكس مضمونا فى لاوعى الشاعرة التى تبحث روحها الوثابة عن تحررها و خلاصها من قيود البدن و عثرات الأشباه كما يقول الصوفية وصولا إلى غاية الغايات و منتهى الحقيقة و عين اليقين
و هذا التشظى للروح الباحثة عن الخلاص يتمثل فى التأثير البصرى لبعض المفردات التى آثرت الشاعرة أن تفكك حروفها و كأنها تتمثلها حرفا حرفا بكل كيانها مثل : أنا لسة ج و ا ك ى / ا ل أ غ ن ي ات /ه ف ه ف ة
كما يتمثل فى تكرار حروف المد دلالة على إطالة مدد الزفرة الشعرية و الشعورية مثل : خلاااااااااااااااص / كبيييييييييييييير / بعييييييييييييييييد / احااااااااااااااوط
و يعلو هذا الزفير الوجدانى و كأننا فى ذروة الحضرة الروحية و الشعرية عند منال و هى تقول :
الله الله
يا روح الروح
كتاب مفتوح
بيقرانى فى وقت البوح
ف ضى الريح
و لا يخلو الديوان من استراحات لروح الشاعرة على لمحات من الطفولة أو مناجاة هامسة لصديقتها الراحلة أمل سعد فى قصيدتها " أمل ماماتتش "
ربما المأخذ الوحيد الذى نلحظه فى ديوان منال هو استخدامها أحيانا لمفردات قد تبدو نشازا فى فيض التجليات التى يحملها هذا الديوان كمفردة " ضفدع " فى قولها : دنيا تشبه ضفدع / بينطر كل أوجاعه .
و مفردات مثل مسمكرين فى قولها مسمكرين الروح – و مفردة نقايد فى قولها نقايد حشاها
و أخيرا فإنه لن يمكنك بعد قراءة ديوان " من ضيا البدن " إلا أن تشعر بحالة من صفاء الروح و ضياء البدن و أن تهتف : الله .. مدد .. مدد
و لذلك ؛ فإن أهم ما يلفت نظرنا فى شعر منال الصناديقى أنها لا تتوقف كثيرا أمام بعض القواعد الشكلية كالموسيقى و القافية و الإيقاع الداخلى و الخارجى رغم ثقتنا فى قدرتها و تمكنها من هذه الأدوات .. يبدو و كأنها كما تأثرت بمفردات الصوفية فى شعرها .. فقد تأثرت بروح الصوفية التى لا تقف أمام العثرات فى سبيل الوصول إلى عين اليقين ..
و لا أجد للحديث عن شعر منال الصناديقى أفضل مما ذكره د رمضان حسانين فى دراسته عن ديوانه " براح " تحت عنوان " منال الصناديقى – كسر أفق التوقع و الانفتاح الدلالى " حيث قال : تتميز الشاعرة منال الصناديقى بما تقدمه من رؤى حداثية من ناحية و انفتاح الحقل الدلالى لنصوصها من ناحية أخرى ، هذا التعامل الحداثى مع النص لا يأخذه إلى دائرة الغموض تلك التى توسع الفجوة بين النص و المتلقى و لكنها تعكس بعدين تشكيليين فى بنية النص الشعرى : البعد الأول يتمثل فى المعنى الشعرى الذى أصبح ترشحه هالة من الغموض الشفيف تضفى عليه قدرا من المهابة و الجلال و السحر بحيث يلوح المعنى من وراء هذه الهالة كما تلوح الأعين الجميلة من وراء أغلالها شفافة على حد تعبير الشاعر الفرنسى فيرلين – البعد الثانى هو كسر أفق التوقع الذى يؤدى بالنص إلى الانفتاح الدلالى أو كما يقول د . عزيز محمد عدمان فى مقاله بمجلة عالم الفكر مارس 2009 إن انفتاح النص على سيل من الدلالات هو انفتاح منتج بالنظر إلى طبيعة النص الخلاقة التى تستجيب للتجديد و الاختلاف لأنه نص تكون من رموز و إشارات حية مشبعة بإمكانات دلالية واسعة مما يدل على أن العمل الأدبى يستوجب نصيبا كبيرا من الكثافة الدلالية التى تؤهله لقراءات متعددة و أغلب الظن أن طبيعة ثراء النص و غنى دلالاته هى التى تتيح له تجاوز محدوديته إلى فضاءات دلالية مثمرة بحيث يسمح بتعدد القراءات للنص الشعرى الواحد من خلال المعجم الخاص الذى مزجت فيه اليومى و المعيشى بالأنثوى و الطفولى ؛ لتخرج علينا بلغة جديدة غاية فى الخصوصية تعكس وعيا بطاقات اللغة و طرق توظيفها فى بناء النص الشعرى لتقدم من خلاله تجربتها الخاصة .
تميز الديوان بالوحدة الفكرية التى ربطت نصوصه و سيادة أجواء من اللغة و الروح الصوفية تتناسب مع العنوان الذى جاء متفقا مع عبارة صوفية شهيرة " ضياء الروح .. ضياء للبدن " فكأن العنوان هذه المرة ليس عتبة أولى على الديوان فحسب و لكنه عتبة أولى على محراب الدخول الى فيض التجليات لدى الشاعرة و كأن قصائد الديوان فيض من تجليات الروح التى أضاءت البدن ..
و يمتد ذلك فى عناوين كثير من النصوص مثل " حضرة – وصل – حالات من ضيا البدن – خلاص – هفهفة " و مفردات مثل " الروح – الحلاج – الكينونة – البخور – نور المصطفى " و صور مثل : و لو غابت الحقايق حين ما انطفى / ح ادوّر عليها جوارح و هاسأل الأكوان "
و لعل فى هذه الدفقة الشعرية و الشعورية المتوالية فى قصيدة رسايل 2 نموذج واضح لتجلى اللغة الصوفية فى ديوان الشاعرة .. تقول :
أنا كنت هايم فى السما طلقة
و النور بيحدف عينى للملكوت
صياد و جامع م الأنبيا رسايل
و الفورة لحظة
و الكلام ألوان "
ثم نجد إشارات إلى عيسى عليه السلام و الصحابة و يوسف و زليخة و يونس ما يعكس أثر التراث الدينى على مفردات الشاعرة و لغتها
كما نلاحظ تكرار مفردات الخلاص فى كثير من النصوص ما يعكس مضمونا فى لاوعى الشاعرة التى تبحث روحها الوثابة عن تحررها و خلاصها من قيود البدن و عثرات الأشباه كما يقول الصوفية وصولا إلى غاية الغايات و منتهى الحقيقة و عين اليقين
و هذا التشظى للروح الباحثة عن الخلاص يتمثل فى التأثير البصرى لبعض المفردات التى آثرت الشاعرة أن تفكك حروفها و كأنها تتمثلها حرفا حرفا بكل كيانها مثل : أنا لسة ج و ا ك ى / ا ل أ غ ن ي ات /ه ف ه ف ة
كما يتمثل فى تكرار حروف المد دلالة على إطالة مدد الزفرة الشعرية و الشعورية مثل : خلاااااااااااااااص / كبيييييييييييييير / بعييييييييييييييييد / احااااااااااااااوط
و يعلو هذا الزفير الوجدانى و كأننا فى ذروة الحضرة الروحية و الشعرية عند منال و هى تقول :
الله الله
يا روح الروح
كتاب مفتوح
بيقرانى فى وقت البوح
ف ضى الريح
و لا يخلو الديوان من استراحات لروح الشاعرة على لمحات من الطفولة أو مناجاة هامسة لصديقتها الراحلة أمل سعد فى قصيدتها " أمل ماماتتش "
ربما المأخذ الوحيد الذى نلحظه فى ديوان منال هو استخدامها أحيانا لمفردات قد تبدو نشازا فى فيض التجليات التى يحملها هذا الديوان كمفردة " ضفدع " فى قولها : دنيا تشبه ضفدع / بينطر كل أوجاعه .
و مفردات مثل مسمكرين فى قولها مسمكرين الروح – و مفردة نقايد فى قولها نقايد حشاها
و أخيرا فإنه لن يمكنك بعد قراءة ديوان " من ضيا البدن " إلا أن تشعر بحالة من صفاء الروح و ضياء البدن و أن تهتف : الله .. مدد .. مدد
احمد الشافعى
إضاءات الروح و البدن
قراءة فى ديوان " من ضيا البدن " للشاعرة منال الصناديقى
بقلم / احمد الشافعى - عضو اتحاد كتاب مصر
تتميز منال الصناديقى بأنها اختارت منهجا شعريا أخلصت له و أجادت فيه بمنتهى الروعة .. فقد آثرت الصناديقى أن تصل بنصوصها الى الغاية الأسمى من الشعر و هى الوصول بلغتها إلى ما يطلق عليه الانحراف باللغة إلى لغة فوق اللغة ، و ما أصعب ذلك خصوصا فى شعر العامية التى يمتحى فيها الشاعر مفرداته من لغة العامة ؛ فإذا بمنال تنسج من هذه المفردات نسقا خاصا فريدا يستحق التأمل و الدهشة ..
و لذلك ؛ فإن أهم ما يلفت نظرنا فى شعر منال الصناديقى أنها لا تتوقف كثيرا أمام بعض القواعد الشكلية كالموسيقى و القافية و الإيقاع الداخلى و الخارجى رغم ثقتنا فى قدرتها و تمكنها من هذه الأدوات .. يبدو و كأنها كما تأثرت بمفردات الصوفية فى شعرها .. فقد تأثرت بروح الصوفية التى لا تقف أمام العثرات فى سبيل الوصول إلى عين اليقين ..
و لا أجد للحديث عن شعر منال الصناديقى أفضل مما ذكره د رمضان حسانين فى دراسته عن ديوانه " براح " تحت عنوان " منال الصناديقى – كسر أفق التوقع و الانفتاح الدلالى " حيث قال : تتميز الشاعرة منال الصناديقى بما تقدمه من رؤى حداثية من ناحية و انفتاح الحقل الدلالى لنصوصها من ناحية أخرى ، هذا التعامل الحداثى مع النص لا يأخذه إلى دائرة الغموض تلك التى توسع الفجوة بين النص و المتلقى و لكنها تعكس بعدين تشكيليين فى بنية النص الشعرى : البعد الأول يتمثل فى المعنى الشعرى الذى أصبح ترشحه هالة من الغموض الشفيف تضفى عليه قدرا من المهابة و الجلال و السحر بحيث يلوح المعنى من وراء هذه الهالة كما تلوح الأعين الجميلة من وراء أغلالها شفافة على حد تعبير الشاعر الفرنسى فيرلين – البعد الثانى هو كسر أفق التوقع الذى يؤدى بالنص إلى الانفتاح الدلالى أو كما يقول د . عزيز محمد عدمان فى مقاله بمجلة عالم الفكر مارس 2009 إن انفتاح النص على سيل من الدلالات هو انفتاح منتج بالنظر إلى طبيعة النص الخلاقة التى تستجيب للتجديد و الاختلاف لأنه نص تكون من رموز و إشارات حية مشبعة بإمكانات دلالية واسعة مما يدل على أن العمل الأدبى يستوجب نصيبا كبيرا من الكثافة الدلالية التى تؤهله لقراءات متعددة و أغلب الظن أن طبيعة ثراء النص و غنى دلالاته هى التى تتيح له تجاوز محدوديته إلى فضاءات دلالية مثمرة بحيث يسمح بتعدد القراءات للنص الشعرى الواحد من خلال المعجم الخاص الذى مزجت فيه اليومى و المعيشى بالأنثوى و الطفولى ؛ لتخرج علينا بلغة جديدة غاية فى الخصوصية تعكس وعيا بطاقات اللغة و طرق توظيفها فى بناء النص الشعرى لتقدم من خلاله تجربتها الخاصة .
تميز الديوان بالوحدة الفكرية التى ربطت نصوصه و سيادة أجواء من اللغة و الروح الصوفية تتناسب مع العنوان الذى جاء متفقا مع عبارة صوفية شهيرة " ضياء الروح .. ضياء للبدن " فكأن العنوان هذه المرة ليس عتبة أولى على الديوان فحسب و لكنه عتبة أولى على محراب الدخول الى فيض التجليات لدى الشاعرة و كأن قصائد الديوان فيض من تجليات الروح التى أضاءت البدن ..
و يمتد ذلك فى عناوين كثير من النصوص مثل " حضرة – وصل – حالات من ضيا البدن – خلاص – هفهفة " و مفردات مثل " الروح – الحلاج – الكينونة – البخور – نور المصطفى " و صور مثل : و لو غابت الحقايق حين ما انطفى / ح ادوّر عليها جوارح و هاسأل الأكوان "
و لعل فى هذه الدفقة الشعرية و الشعورية المتوالية فى قصيدة رسايل 2 نموذج واضح لتجلى اللغة الصوفية فى ديوان الشاعرة .. تقول :
أنا كنت هايم فى السما طلقة
و النور بيحدف عينى للملكوت
صياد و جامع م الأنبيا رسايل
و الفورة لحظة
و الكلام ألوان "
ثم نجد إشارات إلى عيسى عليه السلام و الصحابة و يوسف و زليخة و يونس ما يعكس أثر التراث الدينى على مفردات الشاعرة و لغتها
كما نلاحظ تكرار مفردات الخلاص فى كثير من النصوص ما يعكس مضمونا فى لاوعى الشاعرة التى تبحث روحها الوثابة عن تحررها و خلاصها من قيود البدن و عثرات الأشباه كما يقول الصوفية وصولا إلى غاية الغايات و منتهى الحقيقة و عين اليقين
و هذا التشظى للروح الباحثة عن الخلاص يتمثل فى التأثير البصرى لبعض المفردات التى آثرت الشاعرة أن تفكك حروفها و كأنها تتمثلها حرفا حرفا بكل كيانها مثل : أنا لسة ج و ا ك ى / ا ل أ غ ن ي ات /ه ف ه ف ة
كما يتمثل فى تكرار حروف المد دلالة على إطالة مدد الزفرة الشعرية و الشعورية مثل : خلاااااااااااااااص / كبيييييييييييييير / بعييييييييييييييييد / احااااااااااااااوط
و يعلو هذا الزفير الوجدانى و كأننا فى ذروة الحضرة الروحية و الشعرية عند منال و هى تقول :
الله الله
يا روح الروح
كتاب مفتوح
بيقرانى فى وقت البوح
ف ضى الريح
و لا يخلو الديوان من استراحات لروح الشاعرة على لمحات من الطفولة أو مناجاة هامسة لصديقتها الراحلة أمل سعد فى قصيدتها " أمل ماماتتش "
ربما المأخذ الوحيد الذى نلحظه فى ديوان منال هو استخدامها أحيانا لمفردات قد تبدو نشازا فى فيض التجليات التى يحملها هذا الديوان كمفردة " ضفدع " فى قولها : دنيا تشبه ضفدع / بينطر كل أوجاعه .
و مفردات مثل مسمكرين فى قولها مسمكرين الروح – و مفردة نقايد فى قولها نقايد حشاها
و أخيرا فإنه لن يمكنك بعد قراءة ديوان " من ضيا البدن " إلا أن تشعر بحالة من صفاء الروح و ضياء البدن و أن تهتف : الله .. مدد .. مدد
سلمان مصالحة || طلليّة معاصرة
سلمان مصالحة || طلليّة معاصرة
صَمْتًا ذَرَفْتُ، وَفِي الفُؤَادِ
كَلامُ. فَالعَارِبُونَ -
مَضَتْ بِهِمْ أَيَّامُ.
كَانُوا، عَلَى المَاضِي،
حُدَاةَ قَوَافِلٍ. وَاليَوْمَ أَضْحَوْا
فِي عَالَمٍ يَصِلُ الفَضَاءَ
بِلَمْسَةٍ، وَهُمُو عَبِيدُ
الجَهْلِ، وَالخُدَّامُ.
فَرَأَيْتُهُمْ لا يَبْرَحُونَ
جَهَالَةً، مَهْمَا تَوَالَى اللَّيْلُ
وَالإظْلامُ.
إنْ قَامَ مِنْهُمْ عَارِفٌ،
يَقِدُ الدُّجَى بِزِنَادِهِ،
تَرَكُوا الضِّيَاءَ وَهَامُوا
فِي غَيْهَبٍ مِنْ مُتْلَدَاتِ
عُلُومِهِمْ: أَخْوَالُهُمْ -
هَتَكَتْ بِهَا أَعْمَامُ.
وَبُطُونُهُمْ جَوْعَى لِبَعْضِ
كَرَامَةٍ. إنْ جُنَّ عَاقِلُهُمْ،
فَكَيْفَ يُلامُ؟
جَاؤُوا بِجُنْحِ الحُزْنِ،
يَطْلُبُ كَبْشُهُمْ خُبْزًا، فَقُلْتُ:
القَوْمُ جَاعُوا، صَامُوا.
فَبَحَثْتُ عَنْ نُتَفٍ، لِأَكْسِرَ
جُوعَهَمْ. لكنَّهُمْ غَدَرُوا،
كَذَبُوا عَلَيَّ وَقَامُوا:
مِنْ حَاكِمٍ نَخَرَ الرَّعِيَّةَ
ظُلْمُهُ، أَوْ هَائِمٍ -
فِي نَاظِرَيْهِ غَمَامُ.
مِنْ مُلْتَحٍ، كَالتَّيْسِ،
يُظْهِرُ دِينَهُ، أَوْ سَافِرٍ -
صَدِئَتْ بِهِ الأَوْهَامُ.
مِنْهُمْ قَلِيلُ العَقْلِ
يَحْسُبُ أَنَّهُ مَلَكَ النَّوَاصِي،
وَالعُقُولُ حُطَامُ.
مِنْهُمْ كَرِيهُ النَّفْسِ.
لَيْسَ لِدَائِهِ طِبٌّ، وَلَيْسَ
لِجُرْحِهِ إِيلامُ.
أَنَّى نَظَرْتَ، رَأَيْتَ بَعْضَ
نَوَائِحٍ. يَرْوِينَ مَا كَتَبَتْ
لَنَا الحُكَّامُ.
خَيْرُ الكَلامِ، مَقُولَةٌ
مِنْ عَارِفٍ خَبَرَ الأَوَائِلَ،
سِرُّهُ الإلْهَامُ:
لا خَيْرَ فِيمَنْ يَحْتَفِي
بِسُلالَةٍ، وَتَعِيثُ فِيهِ
خُرَافَةٌ، وَعَوَامُ.
*
(( تقلبات السيرة الذاتية للهايكو الياباني )) 4/ 3 الهايكو للجميع :- باسم القاسم
تقلبات السيرة الذاتية للهايكو الياباني \ 4/ 3
الهايكو للجميع ...
/ هايكو / شيكي ما
ساوكا 1867-1902 :
باسم القاسم
تنويه : السيدات والسادة الأصدقاء كثيراً ما تردد مفهوم (( المشهدية )) والتصق بقصيدة الهايكو وهناك سعي وتأكيد وتركيز لجعل هذا المفهوم محوراً أساساً لكتابة الهايكو وهو سعي محق وصحيح كون أن هذا المفهوم يعتبر أوّل إطار بنيوي يؤطر قصيدة الهايكو ويعطيها الشرط اللازم لنشعر تماماً باننا إزاء //هايكو//.. ولكن هناك هيمنة لمفهوم المشهدية على نص الهايكو فهي مشهدية ذات صفات وشروط يمليها الجذر الفلسفي الذي صدر عنه شعر الهايكو في هذه المرحلة ..
ومن المعروف بأن الصورة المشهدية والصورة البلاغية والصورة المباشرة والصورة المركبة هي من قضايا قصيدة النثر التي اعتنى بها النقاد طويلا ولربما اعتبروا أن أي كتابة نثرية شعرية تخلو من أساليب عرض الصورة هذه تُسقط عن هذه الكتابة النثرية صفة الشعرية وفي مراجع نقد قصيدة النثر مخزونات كبيرة ومتوفرة لمن يريد الاطلاع . .
إذا أين نص الهايكو من المشهدية المطلوبة فيه..؟ وأين هو من هذه الأساليب وبأيها يمتاز ..
سيكون لنا مع هذا الموضوع سبحاً طويلاً سنفككه ونفرد جزئياته وأعتقد أنه سيكون من المهم التركيز عليه لتستدل الفاعلية الأدبية العربية طريقها إلى فضاءات الهايكو ولكن ذلك بعد أن ننتهي من هذا العرض التاريخي لسيرة الهايكو الياباني ..وما أوجب لكتابة هذا التنويه هو أن /تشيكي ماسوكا/ هو أول من صرّح بطلاقة ووضع حجر أساس المشهدية الهايكوية إن صح التعبير وجعل منها جوهر الشعرية للهايكو الذي لا يمكن أن يمس أو أن يتم اسقاطه وسنلاحظ في قابل الأيام أن النقض مس جميع أركان الهايكو ولكنه لم يستطع أحد أن ينقض قضية المشهدية بل اجتهد عليها واحتفل بها وأُججت لتصبح روح الهايكو المقدس .
ماذا قال هايكو / شيكي ماساوكا/ :
تبنت قصائد هذه المرحلة من حياة الهايكو مفهوم (الشاسي) "الوصف انطلاقا من الطبيعة"
( shasei ) [يترجم ألان كيرفن كلمة"shasei" بـ" مجمَل مأخوذ على طبيعته"، ويترجمها ويلي فاند وال بـ"مجمل على الطبيعة".]. فكانت موضوعة نص الهايكو ترتكز هنا بمادتها الخام على الاندماج ووحدة العالم مع الطبيعة وهنا يغرق الهايكو في أحضان فلسفة الزن ويرتكز عليها بالخصوص ففلسفة بوذية زِنْ Zen Buddhism، التي تجيز إمكانية "الاستنارة" enlightenment المتدرِّجة أو المفاجئة، أي تطهير الذهن والاتحاد مع الخليقة كلِّها والتي أُبدِعَتْ لكي تستحث الشعور بالجمال والتلقائية المفتقَدة طويلاً ..
يا له من نسيم عليل.
سرطان صغير، تحت المطر،
يتسلق شجرة صنوبر
***
أوراق اللوتس في الجدول
تتحرك فوق الماء.
أمطار حزيران.
***
العاصفة
التي دامت نصف يوم
كسرت ساق الخبَّيْز
( shasei ) [يترجم ألان كيرفن كلمة"shasei" بـ" مجمَل مأخوذ على طبيعته"، ويترجمها ويلي فاند وال بـ"مجمل على الطبيعة".]. فكانت موضوعة نص الهايكو ترتكز هنا بمادتها الخام على الاندماج ووحدة العالم مع الطبيعة وهنا يغرق الهايكو في أحضان فلسفة الزن ويرتكز عليها بالخصوص ففلسفة بوذية زِنْ Zen Buddhism، التي تجيز إمكانية "الاستنارة" enlightenment المتدرِّجة أو المفاجئة، أي تطهير الذهن والاتحاد مع الخليقة كلِّها والتي أُبدِعَتْ لكي تستحث الشعور بالجمال والتلقائية المفتقَدة طويلاً ..
يا له من نسيم عليل.
سرطان صغير، تحت المطر،
يتسلق شجرة صنوبر
***
أوراق اللوتس في الجدول
تتحرك فوق الماء.
أمطار حزيران.
***
العاصفة
التي دامت نصف يوم
كسرت ساق الخبَّيْز
هامش (1) :
ثلاثة مفاهيم أو مبادئ أو رياضات أو فلـنسمّها ما شئنا سادت بين شعراء الهايكو في هذه المرحلة من حياة الهايكو واستولت عليه وربما هي من أحيت الهايكو من جديد لدى اليابانيين وأعطته مجده العريق وصيرورته الحاضرة وهي
*مبدأ (sabi ) سابي : هوتحريض الشعور بالحزن (سابي sabi) أو بجمال العالم وسرِّه. وقد عمد سادة الهايكو إلى التقاط "التقاطع بين اللا زمني والزمن..."، المعنى السرِّي للطبيعة والحياة البشرية. وقد مارسوا الـسابي لكي "يختلسوا النظر إلى العدم"، بتكثيف الذات بحيث تصبح لا شيء تقريبا والشعور بالـ ـسابي يتخلَّل الهايكو، أي شعور مُلازم بوهم الوجود وزواله وجماله في الوقت ذاته. كلُّ التعلقات الشخصية تزول، ولهذا يبدو الحزن أشبه بالحكمة wisdom منه بالكَرَب anguish. بكلمات أخرى، سابي هو الاتحاد مع "اللاأنا" not-I
*مبدأ ( (satori الساتوري : إنه الحدس، لكنه أيضًا حدس مختلف تمامًا عما نألفه بهذه الكلمة
الساتوري على المستوى النفسي هو تجاوز حدود الذات، وعلى المستوى المنطقي رؤية التآلف بين النفي والإيجاب، وعلى المستوى الميتافيزيائي هو المعرفة الحدسية أن الصيرورة هي الكائن وأن الكائن هو الصيرورة. الـساتوري، كما يقول سوزوكي، "يشبه خبرة من خبرات الحياة اليومية، لكنه فوق الأرض بإصبعين وحسب". فقد تقود الأشياء اليومية نفسها إلى الاستنارة: سرطان، يزحف على قدم، غراب هاجع على غصن شجرة، صوت الماء الناتج عن قفزة ضفدع. فلحظة وقوع الـساتوري، يضيء الذهن، وتنفتح النَّفْس على العالم، ويُرى كلُّ شيء في فرادته: الزهرة في "زهريَّتها"، والشجرة في "شجريَّتها"...
إنه أعلى درجات اليقظة .
*مبدأ ( shasei ) الساشي : الوصف انطلاقا من الطبيعة بمعنى الانتقال من المجرد إلى المحسوس وأخذ وصف الأشياء كما هي بمجملها وعلى طبيعتها مجردة هكذا بدون ان تستبطنها الذات وما يفضي إلى هذا الوصف هو الاستنارة عندما تتحقَّق الاستنارة، تتلاشى الحدود يبن العالمين الداخلي والخارجي، وتختبر الوعي "الأصلي". إذ ذاك، تكون حرًّا، غير مقيد بجسمك ولا بأفكارك، فترى الأشياء كلَّها فورًا، دون تعلُّق بها يفرض نفسه على الظروف. تصبح طبيعتك صافية؛ تأتي الأفكار وتذهب، دون أن تترك أثرًا
ثلاثة مفاهيم أو مبادئ أو رياضات أو فلـنسمّها ما شئنا سادت بين شعراء الهايكو في هذه المرحلة من حياة الهايكو واستولت عليه وربما هي من أحيت الهايكو من جديد لدى اليابانيين وأعطته مجده العريق وصيرورته الحاضرة وهي
*مبدأ (sabi ) سابي : هوتحريض الشعور بالحزن (سابي sabi) أو بجمال العالم وسرِّه. وقد عمد سادة الهايكو إلى التقاط "التقاطع بين اللا زمني والزمن..."، المعنى السرِّي للطبيعة والحياة البشرية. وقد مارسوا الـسابي لكي "يختلسوا النظر إلى العدم"، بتكثيف الذات بحيث تصبح لا شيء تقريبا والشعور بالـ ـسابي يتخلَّل الهايكو، أي شعور مُلازم بوهم الوجود وزواله وجماله في الوقت ذاته. كلُّ التعلقات الشخصية تزول، ولهذا يبدو الحزن أشبه بالحكمة wisdom منه بالكَرَب anguish. بكلمات أخرى، سابي هو الاتحاد مع "اللاأنا" not-I
*مبدأ ( (satori الساتوري : إنه الحدس، لكنه أيضًا حدس مختلف تمامًا عما نألفه بهذه الكلمة
الساتوري على المستوى النفسي هو تجاوز حدود الذات، وعلى المستوى المنطقي رؤية التآلف بين النفي والإيجاب، وعلى المستوى الميتافيزيائي هو المعرفة الحدسية أن الصيرورة هي الكائن وأن الكائن هو الصيرورة. الـساتوري، كما يقول سوزوكي، "يشبه خبرة من خبرات الحياة اليومية، لكنه فوق الأرض بإصبعين وحسب". فقد تقود الأشياء اليومية نفسها إلى الاستنارة: سرطان، يزحف على قدم، غراب هاجع على غصن شجرة، صوت الماء الناتج عن قفزة ضفدع. فلحظة وقوع الـساتوري، يضيء الذهن، وتنفتح النَّفْس على العالم، ويُرى كلُّ شيء في فرادته: الزهرة في "زهريَّتها"، والشجرة في "شجريَّتها"...
إنه أعلى درجات اليقظة .
*مبدأ ( shasei ) الساشي : الوصف انطلاقا من الطبيعة بمعنى الانتقال من المجرد إلى المحسوس وأخذ وصف الأشياء كما هي بمجملها وعلى طبيعتها مجردة هكذا بدون ان تستبطنها الذات وما يفضي إلى هذا الوصف هو الاستنارة عندما تتحقَّق الاستنارة، تتلاشى الحدود يبن العالمين الداخلي والخارجي، وتختبر الوعي "الأصلي". إذ ذاك، تكون حرًّا، غير مقيد بجسمك ولا بأفكارك، فترى الأشياء كلَّها فورًا، دون تعلُّق بها يفرض نفسه على الظروف. تصبح طبيعتك صافية؛ تأتي الأفكار وتذهب، دون أن تترك أثرًا
كيف قال هايكو /شيكي ماساوكا/ :
تمتاز أسلوبية كتابة الهايكو في هذه المرحلة بالإيجاز في وصف الأشياء والوقائع ووضوح التفرد بأسلوبية التعبير الأدبي والتصويري المعتمد على الوصف البصري والأسلوب السَّلِس البسيط..
بين حين وآخر
تصير صقيعا
الريح قوية
بين حين وآخر
تصير صقيعا
الريح قوية
**
على الشاطئِ الرمليِ
آثار أقدام
طويل يوم الربيع
**
أوه الخريف
في العالمِ غير محدود
آثاره
**
في ليلية عاصفة
وأنا أقرأ رسالة
العقل مُتَرَدِّد
وقد أنجز شيكي ماساوكا أعظم وأهم مشروع في الحياة الشعرية اليابانية إذ أنه قدم كياناً مستقلاً وشكلاً فريدا منضبطاً واخرجه للعالم تحت مسمى ((هايكو)) فقد أنكر شيكي قيمة الهايكاي –رينغا ورفض استخدام لفظة الهوكو أو الهايكاي واستبدلهما بلفظية ((هايكو)) = طفل الرماد وكأنه يعلن ولادة كيان شعري مستقل بذاته وهذا ما حصل فعلا واتبعه كل الشعراء اليابانيين حتى اليوم وقد أصبح الهاياكاي- رينغا يطلق عليه اسم (رينكو) واصبح القليل من المختصين من يهتم به ..
على الشاطئِ الرمليِ
آثار أقدام
طويل يوم الربيع
**
أوه الخريف
في العالمِ غير محدود
آثاره
**
في ليلية عاصفة
وأنا أقرأ رسالة
العقل مُتَرَدِّد
وقد أنجز شيكي ماساوكا أعظم وأهم مشروع في الحياة الشعرية اليابانية إذ أنه قدم كياناً مستقلاً وشكلاً فريدا منضبطاً واخرجه للعالم تحت مسمى ((هايكو)) فقد أنكر شيكي قيمة الهايكاي –رينغا ورفض استخدام لفظة الهوكو أو الهايكاي واستبدلهما بلفظية ((هايكو)) = طفل الرماد وكأنه يعلن ولادة كيان شعري مستقل بذاته وهذا ما حصل فعلا واتبعه كل الشعراء اليابانيين حتى اليوم وقد أصبح الهاياكاي- رينغا يطلق عليه اسم (رينكو) واصبح القليل من المختصين من يهتم به ..
هامش (2)
يؤكد /ريو توسيا/ أن لاطلاع/ شيكي ماساوكا /على الثقافة والنقد الغربي أثر كبير على نسخة الهايكو هذه فقد اعتقد تماماً أن الوصف البليغ الموجز هو الأهم للتعبير الأدبي وتصاويره، لهذا امتاز أسلوبه باللطف والإيجاز والتركيز . وهنا نتلمس عملية تلاقح بين مبادئ الزن وثقافة النقد الغربي من ناحية تأثيرهما على أسلوب الكتابة الشعرية والحراك اللغوي الذي يمارسه الهايكست في القصيدة وهذا ما يسمح لنا بكل رحابة صدر أن نسعى في ((شكلنة)) قصيدة الهايكو اليابانية وترجمة جميع مبادئ فلسفة الزن التي تبناها الهايكست إلى حالة لغوية وممارسة نحوية .. ففي هذه المرحلة التي عبرها الهايكو أصبح شكله الكتابي مقنن ومحدد وقابل للتأطير لغوياً وهذا ما أسهب شيكي ماساوكا في الحديث عنه ليعطي صفة الكيان اللغوي للهايكو وقد كان صريحاً وواضحاً بل وجريئاً في هذا الصدد في حديثه عن ( الوصف البصري /التعبير الأدبي التصويري/ البساطة والسلاسة / الايجاز والتركيز ) وهذه كلها لها علاقة بأسلوبية الكتابة اللغوية وبنيوية النص ولعل هذا التوجه لدى ماساوكا بدا واضحاً خصوصا مع النقد والانتقاد اللاذع الذي وجهه لكتابات باشو وقال : أن الصفاء الشعري ينقصها ويثقلها أحياناً بعناصر النثر والتفسير مما يتخطى طبيعة القصيدة
يؤكد /ريو توسيا/ أن لاطلاع/ شيكي ماساوكا /على الثقافة والنقد الغربي أثر كبير على نسخة الهايكو هذه فقد اعتقد تماماً أن الوصف البليغ الموجز هو الأهم للتعبير الأدبي وتصاويره، لهذا امتاز أسلوبه باللطف والإيجاز والتركيز . وهنا نتلمس عملية تلاقح بين مبادئ الزن وثقافة النقد الغربي من ناحية تأثيرهما على أسلوب الكتابة الشعرية والحراك اللغوي الذي يمارسه الهايكست في القصيدة وهذا ما يسمح لنا بكل رحابة صدر أن نسعى في ((شكلنة)) قصيدة الهايكو اليابانية وترجمة جميع مبادئ فلسفة الزن التي تبناها الهايكست إلى حالة لغوية وممارسة نحوية .. ففي هذه المرحلة التي عبرها الهايكو أصبح شكله الكتابي مقنن ومحدد وقابل للتأطير لغوياً وهذا ما أسهب شيكي ماساوكا في الحديث عنه ليعطي صفة الكيان اللغوي للهايكو وقد كان صريحاً وواضحاً بل وجريئاً في هذا الصدد في حديثه عن ( الوصف البصري /التعبير الأدبي التصويري/ البساطة والسلاسة / الايجاز والتركيز ) وهذه كلها لها علاقة بأسلوبية الكتابة اللغوية وبنيوية النص ولعل هذا التوجه لدى ماساوكا بدا واضحاً خصوصا مع النقد والانتقاد اللاذع الذي وجهه لكتابات باشو وقال : أن الصفاء الشعري ينقصها ويثقلها أحياناً بعناصر النثر والتفسير مما يتخطى طبيعة القصيدة
السيدات والسادة :
من الواضح أن ما تم تعميمه في القراءات الناقدة لنصوص الهايكو من قبل الأقلام العربية لم يتعد الغوص في فلسفة الزن وسحب النص دائماً إلى المبادئ التي تحدثنا عنها وهي
(( Sabi __ shasei __ satori )) مما أعطى انطباعاً أنك يجب أن تغوص في مبادئ الزن وترتدي ثوب رهبنته لتصبح جديرا بكتابة الهايكو وهذا ما تسبب في السعي لدى البعض لجعل قصيدة الهايكو قصيدة نخبوية وقد أصبح الحديث عنها يأخذ منحى احتكاري وهناك من رفضها سلفاً بسبب التركيز على أنها فقط أحد منتجات بوذية الزن هذا برأيي خطأ فادح وممارسة ظالمة .. سنحاول هنا معكم أن نتلافاه وننتهي من هذا الجنوح نحو آفة تعالي المثقف .. ستصبح كتابة الهايكو بمتناول الجميع حين يعرفون بانها قبل كل شيء كيان لغوي له أسلوبه اللغوي وله مادته من المعاش اليومي مثلما أتحدث عن الترصيع والزحاف والجناس والطباق والوقوف على الأطلال والتشبيب ..إلخ في قصيدة الشعر العمودي ومثلما أتحدث عن التفعيلة ومجازاتها والصورة وتركيباتها في قصيدة التفعيلة ومثلما أتحدث عن أقانيم القصيدة النثرية ..
أصدقائي :
سنجد في المراحل القادمة التي سنتحدث عنها أن اليابانيين قاموا جاهدين بالتخلص والتخفيف قدر الامكان من هذه النزعة وذلك لإعطاء الهايكو صفة العالمية والحداثة وقبل أن يقدم لنا أحد بعض الأصوات التي تمسكت بهذا المنحى سأقول بأن هذا النزاع بين التقليدي الكلاسيكي والحداثي والمعاصر قد اندلع في معظم نماذج الشعر نجده عندنا بين متمسك بعمود الشعر ورافض لكل مخالف له وبين مجتهد عليه ومطور للحالة الشعرية العربية والجميع على ما أعتقد على دراية كافية بهذا الموضوع .
إذاً سنتفق على أن أي كتابة شعرية هي نابعة عن تأمل قد يكون ذا طابع فلسفي أو ديني أو عفوي وهذا التأمل يقوم بالتعبير عنه الشاعر بأسلوبية شعرية لغوية معينة .. وكذلك هو
(( الهايكو)) ذو منشأ تأملي وبنفس الوقت له أسلوبية شعرية لغوية معينة ولابد أن لايطغى أحد طرفي المعادلة هذه على الآخر وربما تبقى الاسلوبية الكتابية (( الشعرية)) هي التي تأخذ دور البطولة في هذه الملحمة التي نسميها ((هايكو)) .
سنتابع معاً جهداً وافيا من كل الرائعين والبنائيين والايجابين من عشاق الهايكو في استنباط الشكل الكتابي للهايكو العربي وحراكه اللغوي الخاص ..أمام هذا العالم الزاخر المجنون بأحداثه وتركيباته وأحداثه المتسارعة الكارثية والعجائبية سأقول فلنجعل من بوذية الزن نكهة وحسب ولتكن وليمتنا العامرة وليمة لغوية..
من الواضح أن ما تم تعميمه في القراءات الناقدة لنصوص الهايكو من قبل الأقلام العربية لم يتعد الغوص في فلسفة الزن وسحب النص دائماً إلى المبادئ التي تحدثنا عنها وهي
(( Sabi __ shasei __ satori )) مما أعطى انطباعاً أنك يجب أن تغوص في مبادئ الزن وترتدي ثوب رهبنته لتصبح جديرا بكتابة الهايكو وهذا ما تسبب في السعي لدى البعض لجعل قصيدة الهايكو قصيدة نخبوية وقد أصبح الحديث عنها يأخذ منحى احتكاري وهناك من رفضها سلفاً بسبب التركيز على أنها فقط أحد منتجات بوذية الزن هذا برأيي خطأ فادح وممارسة ظالمة .. سنحاول هنا معكم أن نتلافاه وننتهي من هذا الجنوح نحو آفة تعالي المثقف .. ستصبح كتابة الهايكو بمتناول الجميع حين يعرفون بانها قبل كل شيء كيان لغوي له أسلوبه اللغوي وله مادته من المعاش اليومي مثلما أتحدث عن الترصيع والزحاف والجناس والطباق والوقوف على الأطلال والتشبيب ..إلخ في قصيدة الشعر العمودي ومثلما أتحدث عن التفعيلة ومجازاتها والصورة وتركيباتها في قصيدة التفعيلة ومثلما أتحدث عن أقانيم القصيدة النثرية ..
أصدقائي :
سنجد في المراحل القادمة التي سنتحدث عنها أن اليابانيين قاموا جاهدين بالتخلص والتخفيف قدر الامكان من هذه النزعة وذلك لإعطاء الهايكو صفة العالمية والحداثة وقبل أن يقدم لنا أحد بعض الأصوات التي تمسكت بهذا المنحى سأقول بأن هذا النزاع بين التقليدي الكلاسيكي والحداثي والمعاصر قد اندلع في معظم نماذج الشعر نجده عندنا بين متمسك بعمود الشعر ورافض لكل مخالف له وبين مجتهد عليه ومطور للحالة الشعرية العربية والجميع على ما أعتقد على دراية كافية بهذا الموضوع .
إذاً سنتفق على أن أي كتابة شعرية هي نابعة عن تأمل قد يكون ذا طابع فلسفي أو ديني أو عفوي وهذا التأمل يقوم بالتعبير عنه الشاعر بأسلوبية شعرية لغوية معينة .. وكذلك هو
(( الهايكو)) ذو منشأ تأملي وبنفس الوقت له أسلوبية شعرية لغوية معينة ولابد أن لايطغى أحد طرفي المعادلة هذه على الآخر وربما تبقى الاسلوبية الكتابية (( الشعرية)) هي التي تأخذ دور البطولة في هذه الملحمة التي نسميها ((هايكو)) .
سنتابع معاً جهداً وافيا من كل الرائعين والبنائيين والايجابين من عشاق الهايكو في استنباط الشكل الكتابي للهايكو العربي وحراكه اللغوي الخاص ..أمام هذا العالم الزاخر المجنون بأحداثه وتركيباته وأحداثه المتسارعة الكارثية والعجائبية سأقول فلنجعل من بوذية الزن نكهة وحسب ولتكن وليمتنا العامرة وليمة لغوية..
تقبلوا خالص مودتي واحترامي
وإلى لقاء ..
وإلى لقاء ..
المراجع :
* تاريخ الهايكو الياباني / ريو توسويا
*مدخل لدراسة بوذية الزن /موسى ديب الخوري
*في كتابة الهايكو وشعرية التجربة / د.عاشورفني
*هامش (1) (2) دراسات موت اللغة /باسم القاسم
* من روائع الهايكو / ترجمة عبد النبي ذاكر
* تاريخ الهايكو الياباني / ريو توسويا
*مدخل لدراسة بوذية الزن /موسى ديب الخوري
*في كتابة الهايكو وشعرية التجربة / د.عاشورفني
*هامش (1) (2) دراسات موت اللغة /باسم القاسم
* من روائع الهايكو / ترجمة عبد النبي ذاكر
رامز طويلة: سيأخذ شعر «الهايكو» هويته العربية دون المساس بقواعده اليابانية
القدس العربي
اسطنبول ـ حوار علوان زعيتر: بالتوازي مع الانحدار الذي تعاني منه فاعلية الكتابة الأدبية العربية عموماً على مستوى الوضع العربي الراهن، من باب عدم قدرتها على استيعاب الانهيارات التي تقاومها الذهنية العربية، ولو بالحد القليل، استطعنا أن نرصد تحركاً تصاعدياً باتجاه تطور فاعلية الكتابة العربية الأدبية، من خلال علامات وأشراط تأذن بقيامة جديدة في عوالم الشعر العربي وتتمثل في ممارسة فن «الهايكو» الشعري ذي الأصول اليابانية، ليتم سحبه على نموذج جديد من نماذج الشعر العربي.
هذا الفن الذي بالفعل تأثرت به قامات شعرية عالمية، أمثال عزرا باوند، هيوم، فيلنت، تان غراد، ييتس، فروست، ايمي لويل، كونراد ايكن، اكتافيو باز، داج همرشولد، توماس ترانسترو مر، فكان لها ذلك الانتاج المذهل من مشكاة قصيدة «الهايكو» اليابانية متجاوزة كون هذه النوعية من الكتابة الشعرية ستبقى مأسورة للسانيات اللغة اليابانية، وهذا بالضبط ما تنفعل به الآن مجموعات مهمة من الأقلام العربية المحترفة، أو ناعمة الأظفار، من خلال جهود حثيثة لرفد الكتابة الشعرية العربية بنموذج «الهايكو العربي»، على غرار السيرة الذاتية لولادة قصيدة التفعيلة، ومن ثم قصائد النثر العربي.
ولنتعرف على «الهايكو» أكثر التقينا بالدكتور رامز طويلة شاعر «هايكو» ومؤسس مشروع «الهايكو» العربي:
■ أولا أحب ان نتعرف أكثر إلى «الهايكو»؟
□ هايكو أو هائيكو (باليابانية: 俳句) هو نوع من الشعر الياباني يحاول الشاعر من خلال ألفاظ بسيطة بعيدة عن التأنق وزُخرف الكلام وصف مشهد بعفوية، ومن دون تدبر أو تفكيرأو مشاعر سلبية والتعبير عن مشاعر جياشة وأحاسيس عميقة بنظرة تأملية يُظهر الهايكيست فيها عنصر الدهشة، لتصل إلى المتلقي مسببةً له لحظة من الذهول والدهشة أمام هذا العمق للجمال والحركات البسيطة التي من حوله والتي عادة ً لا ينتبه لها.
تتألف أشعار الهايكو من بيت واحد فقط مكون من سبعة عشر مقطعا صوتيا باليابانية وتكتب عادة في ثلاثة أسطر (خمسة، سبعة ثم خمسة). وقد ازدهر الـ»هايكو» في مرحلته الأولى في القرن الـ17، بفضل ماتسو باشو 1644-1694 المعلم الأول لهذا الفن بلا منازع .
ومن أهم شعراء «الهايكو» الأوائل الذين أثروا في مسيرة قصيدة «الهايكو»، الشاعر ماتسو باشو في القرن السابع عشر، وهو اول من اختصر الهايكاي نورنجا إلى هايكو.
يعالج شاعر «الهايكو» موضوع الطبيعة، وغالبا يُضمّن قصيدته إحساسا بالموسم ذي العلاقة الوثيقة بمفردات الطبيعة المحيطة، وعموما هذه القصائد لا تهتم بالبلاغة البيانية من تشبيه واستعارة، ومع ذلك فإن فن الهايكو قد يعتمد على بلاغة البديع مثل الجناس. وهذه بعض النماذج من قصائد أهم الشعراء اليابانيين:
هذا الفن الذي بالفعل تأثرت به قامات شعرية عالمية، أمثال عزرا باوند، هيوم، فيلنت، تان غراد، ييتس، فروست، ايمي لويل، كونراد ايكن، اكتافيو باز، داج همرشولد، توماس ترانسترو مر، فكان لها ذلك الانتاج المذهل من مشكاة قصيدة «الهايكو» اليابانية متجاوزة كون هذه النوعية من الكتابة الشعرية ستبقى مأسورة للسانيات اللغة اليابانية، وهذا بالضبط ما تنفعل به الآن مجموعات مهمة من الأقلام العربية المحترفة، أو ناعمة الأظفار، من خلال جهود حثيثة لرفد الكتابة الشعرية العربية بنموذج «الهايكو العربي»، على غرار السيرة الذاتية لولادة قصيدة التفعيلة، ومن ثم قصائد النثر العربي.
ولنتعرف على «الهايكو» أكثر التقينا بالدكتور رامز طويلة شاعر «هايكو» ومؤسس مشروع «الهايكو» العربي:
■ أولا أحب ان نتعرف أكثر إلى «الهايكو»؟
□ هايكو أو هائيكو (باليابانية: 俳句) هو نوع من الشعر الياباني يحاول الشاعر من خلال ألفاظ بسيطة بعيدة عن التأنق وزُخرف الكلام وصف مشهد بعفوية، ومن دون تدبر أو تفكيرأو مشاعر سلبية والتعبير عن مشاعر جياشة وأحاسيس عميقة بنظرة تأملية يُظهر الهايكيست فيها عنصر الدهشة، لتصل إلى المتلقي مسببةً له لحظة من الذهول والدهشة أمام هذا العمق للجمال والحركات البسيطة التي من حوله والتي عادة ً لا ينتبه لها.
تتألف أشعار الهايكو من بيت واحد فقط مكون من سبعة عشر مقطعا صوتيا باليابانية وتكتب عادة في ثلاثة أسطر (خمسة، سبعة ثم خمسة). وقد ازدهر الـ»هايكو» في مرحلته الأولى في القرن الـ17، بفضل ماتسو باشو 1644-1694 المعلم الأول لهذا الفن بلا منازع .
ومن أهم شعراء «الهايكو» الأوائل الذين أثروا في مسيرة قصيدة «الهايكو»، الشاعر ماتسو باشو في القرن السابع عشر، وهو اول من اختصر الهايكاي نورنجا إلى هايكو.
يعالج شاعر «الهايكو» موضوع الطبيعة، وغالبا يُضمّن قصيدته إحساسا بالموسم ذي العلاقة الوثيقة بمفردات الطبيعة المحيطة، وعموما هذه القصائد لا تهتم بالبلاغة البيانية من تشبيه واستعارة، ومع ذلك فإن فن الهايكو قد يعتمد على بلاغة البديع مثل الجناس. وهذه بعض النماذج من قصائد أهم الشعراء اليابانيين:
«باشو»:
يزوي الربيع / تصرخ الطيور/عيون الأسماك مملوءة بالدموع
«يوسا بوسون»:
الفراشة التي حطت/ على جرس المعبد/ تنام بسكون
يزوي الربيع / تصرخ الطيور/عيون الأسماك مملوءة بالدموع
«يوسا بوسون»:
الفراشة التي حطت/ على جرس المعبد/ تنام بسكون
■ هل ثمة تقاطع بين «الهايكو» وقصيدة النثر؟
□ الحقيقة رغم وجود تقاطعات كثيرة بين «الهايكو» وقصيدة النثر، التي تتميز بسردية أكبر وتتناول كل الأفكار الممكنة ولا ترتبط بزمنية معينة، مما يتيح حرية استخدام كل مكونات اللغة عكس «الهايكو» الذي نجد من خلاله اهتماما أكبر باللحظة الآنية، إلا أن العمق التأملي بـ»الهايكو» أكبر بكثير وهذا هو منبع الدهشة.
■ ومشروعكم؟
□ من خلال مجموعة شعر «الهايكو» التي قمت بتأسيسها مع مجموعة من الشباب المتحمس حاليا نحن بصدد إجراء حوارات ونقاشات نحو «هايكو» عربي لتحديد نمطية «الهايكو» والنهوض بهذا الفن النبيل ليأخذ هوية عربية، من دون المساس بالأصول الكلاسيكية والقواعد العامة لبنية وجوهر «الهايكو» وحين تتبلور الصورة ربما يكون لنا لقاء آخر يكون فيه تحديد أكبر لما سيتمخض عنه هذا المختبر اللغوي إن صح التعبير.
■ وهل «الهايكو» هو ثورة جديدة وتجديد في الشعر العربي ونقلة في الشعر العربي، أو هو حالة انفصال تشبه انفصال السياب عن المتنبي؟
□ لا يمكن أن نقول ذلك فـ»الهايكو» بطبيعة الحال مستورد وحديث العهد، رغم أنه توجد محاولات مهمة منذ أوائل الثمانينات لعدد من الشعراء العرب. وتجربة الشاعر محمد الأسعد ولؤي ماجد سليمان من التجارب المهمة، وحاليا وعبر شبكات التواصل الاجتماعي يوجد عدد كبير من الشعراء المهمين الذين طوّعوا اللغة العربية واستنبطوا نماذج جديدة، ولكن كل هذا الحراك مازال ببداياته، وربما يستمر فترة طويلة داخل المخبر اللغوي كي ينضج وينتج عنه هايكو بهوية عربية يُعتد به على المستوى العالمي.
وبالنسبة للشق الثاني من السؤال الحقيقة لا يمكن اعتبار «الهايكو» انفصالا أو انتقالا من مرحلة أدبية سابقة، رغم أن الأعمال الأدبية العربية تحمل الكثير من لمحات «الهايكو» فالومضة الشعرية والشذرة والخاطرة لا تخلو من هذه اللمحات، ولكن ليست «هايكو؟» من الناحية البنيوية والقواعد الكلاسيكية الأساسية.
■ نريد لمحة عن تجربتك وعن مجموعة شعر «الهايكو» والمجموعات المهتمة بشكل عام بشعر «الهايكو» العربي؟
□ كانت البدايات مع عدة مجموعات راقية، مثل مجموعة عشاق «الهايكو» ومجموعة «الهايكو سوريا» وهناك العديد من المجموعات المهمة كذلك، ثم قمت مع الشاعر محمود موزة ومجموعة من الشباب المتحمسين بتأسيس مجموعة «شعر الهايكو»، وحاليا أدير مجموعة أرشيف «شعر الهايكو «ومجموعة «شعرالهايكو».
https://www.facebook.com/groups/versehaiku1/
إضافة لصفحة شعر الهايكو المرتبطة بهما
https://www.facebook.com/versehaiku
وعبر التفاعل بين أعضاء المجموعة من جهة والتعاون الموجود بين المجموعات عموما لسبب تشارك أغلب الأعضاء المهتمين والأساتذة المبدعين بقصيدة «الهايكو» بين المجموعات حقيقةً يمكن اعتبار هذه المجموعات كمختبر للقصيدة يتم من خلالها اكتساب الخبرات وتطور المستوى العام لشعر «الهايكو» ..
■ هل بالضرورة أن يكون الهايكست ذا خلفية شعرية؟
□ لحد الآن لا يوجد اتفاق على هذه النقطة، ولكن لا شك أن صياغة «الهايكو» تحتاج لشاعرية، ولكنها من نوع خاص ولامتلاك أدوات اللغة بشكل جيد. وأنا شخصياً أعتقد أن الهايكست يجب أن يكون شاعرا، وليس بالضروة أكاديميا.
وبالنسبة لي أكتب الشعر الحر ولي العديد من القصائد التي نشرت بعضها على البروفايل الخاص بي، والحقيقة انتقالي لشعر «الهايكو» ربما فرضه ايقاع العصر الذي يسير بطبيعة الحال باتجاه اللقطة السريعة بكافة المجالات الأدبية، وهذا ما نراه كذلك بالقصيدة النثرية والقصة القصيرة،
وبعد تعرفي على شعر «الهايكو» وجدت ان كثيرا مما كتب يحتوي على هذه اللمحات التي قمت بإعادة صياغتها وتحويل بعضها لقصائد «هايكو» جميلة، وسأذكر لك هذه القصيدة على سبيل المثال:
بُعدك عني …
أسْندتُ ظهـري للقصيدة
وراحت يداكِ تداعبُ الحروف
وكأنـكِ حبرٌ على جريدة
وريشةٌ في جسدي تطـوف
فصارت أهـوائي غريبة
وبقَيتُ وروحي بـكِ شغوف
واعتلى بالشريان نبضٌ
مُذ لامستْ وجهكِ راحاتُ الكفوف
وكـأنّ بُعـدكِ عنـي ..
ما غيّرَ حقيقة قلبي الملهوف
فالسرابُ لا يُفني الصحارى
ولا يخبو القمر بعدَ الكسوف
□ الحقيقة رغم وجود تقاطعات كثيرة بين «الهايكو» وقصيدة النثر، التي تتميز بسردية أكبر وتتناول كل الأفكار الممكنة ولا ترتبط بزمنية معينة، مما يتيح حرية استخدام كل مكونات اللغة عكس «الهايكو» الذي نجد من خلاله اهتماما أكبر باللحظة الآنية، إلا أن العمق التأملي بـ»الهايكو» أكبر بكثير وهذا هو منبع الدهشة.
■ ومشروعكم؟
□ من خلال مجموعة شعر «الهايكو» التي قمت بتأسيسها مع مجموعة من الشباب المتحمس حاليا نحن بصدد إجراء حوارات ونقاشات نحو «هايكو» عربي لتحديد نمطية «الهايكو» والنهوض بهذا الفن النبيل ليأخذ هوية عربية، من دون المساس بالأصول الكلاسيكية والقواعد العامة لبنية وجوهر «الهايكو» وحين تتبلور الصورة ربما يكون لنا لقاء آخر يكون فيه تحديد أكبر لما سيتمخض عنه هذا المختبر اللغوي إن صح التعبير.
■ وهل «الهايكو» هو ثورة جديدة وتجديد في الشعر العربي ونقلة في الشعر العربي، أو هو حالة انفصال تشبه انفصال السياب عن المتنبي؟
□ لا يمكن أن نقول ذلك فـ»الهايكو» بطبيعة الحال مستورد وحديث العهد، رغم أنه توجد محاولات مهمة منذ أوائل الثمانينات لعدد من الشعراء العرب. وتجربة الشاعر محمد الأسعد ولؤي ماجد سليمان من التجارب المهمة، وحاليا وعبر شبكات التواصل الاجتماعي يوجد عدد كبير من الشعراء المهمين الذين طوّعوا اللغة العربية واستنبطوا نماذج جديدة، ولكن كل هذا الحراك مازال ببداياته، وربما يستمر فترة طويلة داخل المخبر اللغوي كي ينضج وينتج عنه هايكو بهوية عربية يُعتد به على المستوى العالمي.
وبالنسبة للشق الثاني من السؤال الحقيقة لا يمكن اعتبار «الهايكو» انفصالا أو انتقالا من مرحلة أدبية سابقة، رغم أن الأعمال الأدبية العربية تحمل الكثير من لمحات «الهايكو» فالومضة الشعرية والشذرة والخاطرة لا تخلو من هذه اللمحات، ولكن ليست «هايكو؟» من الناحية البنيوية والقواعد الكلاسيكية الأساسية.
■ نريد لمحة عن تجربتك وعن مجموعة شعر «الهايكو» والمجموعات المهتمة بشكل عام بشعر «الهايكو» العربي؟
□ كانت البدايات مع عدة مجموعات راقية، مثل مجموعة عشاق «الهايكو» ومجموعة «الهايكو سوريا» وهناك العديد من المجموعات المهمة كذلك، ثم قمت مع الشاعر محمود موزة ومجموعة من الشباب المتحمسين بتأسيس مجموعة «شعر الهايكو»، وحاليا أدير مجموعة أرشيف «شعر الهايكو «ومجموعة «شعرالهايكو».
https://www.facebook.com/groups/versehaiku1/
إضافة لصفحة شعر الهايكو المرتبطة بهما
https://www.facebook.com/versehaiku
وعبر التفاعل بين أعضاء المجموعة من جهة والتعاون الموجود بين المجموعات عموما لسبب تشارك أغلب الأعضاء المهتمين والأساتذة المبدعين بقصيدة «الهايكو» بين المجموعات حقيقةً يمكن اعتبار هذه المجموعات كمختبر للقصيدة يتم من خلالها اكتساب الخبرات وتطور المستوى العام لشعر «الهايكو» ..
■ هل بالضرورة أن يكون الهايكست ذا خلفية شعرية؟
□ لحد الآن لا يوجد اتفاق على هذه النقطة، ولكن لا شك أن صياغة «الهايكو» تحتاج لشاعرية، ولكنها من نوع خاص ولامتلاك أدوات اللغة بشكل جيد. وأنا شخصياً أعتقد أن الهايكست يجب أن يكون شاعرا، وليس بالضروة أكاديميا.
وبالنسبة لي أكتب الشعر الحر ولي العديد من القصائد التي نشرت بعضها على البروفايل الخاص بي، والحقيقة انتقالي لشعر «الهايكو» ربما فرضه ايقاع العصر الذي يسير بطبيعة الحال باتجاه اللقطة السريعة بكافة المجالات الأدبية، وهذا ما نراه كذلك بالقصيدة النثرية والقصة القصيرة،
وبعد تعرفي على شعر «الهايكو» وجدت ان كثيرا مما كتب يحتوي على هذه اللمحات التي قمت بإعادة صياغتها وتحويل بعضها لقصائد «هايكو» جميلة، وسأذكر لك هذه القصيدة على سبيل المثال:
بُعدك عني …
أسْندتُ ظهـري للقصيدة
وراحت يداكِ تداعبُ الحروف
وكأنـكِ حبرٌ على جريدة
وريشةٌ في جسدي تطـوف
فصارت أهـوائي غريبة
وبقَيتُ وروحي بـكِ شغوف
واعتلى بالشريان نبضٌ
مُذ لامستْ وجهكِ راحاتُ الكفوف
وكـأنّ بُعـدكِ عنـي ..
ما غيّرَ حقيقة قلبي الملهوف
فالسرابُ لا يُفني الصحارى
ولا يخبو القمر بعدَ الكسوف
■ نود ان نتعرف على تجربتكم كشاعر «هايكو» عن قرب وحبذا لو تختار لنا بعض نماذج «الهايكو»؟
□ سأختارلك مجموعة متنوعة بعدة أنماط من قصائد هايكو وتانكا ونماذج موزونة:
على جرفٍ صخري
تتلاطمُ الأمواجُ متلاحقة
لا تطالُ ظلّي
يتناثرُ الرذاذ مُنعشاً وجهي
بألوانِ الغروب الزاهية
«تانكا»
□ سأختارلك مجموعة متنوعة بعدة أنماط من قصائد هايكو وتانكا ونماذج موزونة:
على جرفٍ صخري
تتلاطمُ الأمواجُ متلاحقة
لا تطالُ ظلّي
يتناثرُ الرذاذ مُنعشاً وجهي
بألوانِ الغروب الزاهية
«تانكا»
* * * *
يكتمُ خَوفـه
عند الحـلاّق ـ
المُوْسَى على رقبتِـه
«سِـنْرْيـو»
عند الحـلاّق ـ
المُوْسَى على رقبتِـه
«سِـنْرْيـو»
* * * *
خَلفَ الأسوارِ عَوسج
مُوَشَحاً قطرات ندى تُقَزِّحُ الضوء
يَمسَحُ الزَهرَ بنفسج
مُوَشَحاً قطرات ندى تُقَزِّحُ الضوء
يَمسَحُ الزَهرَ بنفسج
* * * *
علـى صَفيـحِ البُحيـره
مُتجاورةً ترتمي ظلالُ أشجار الحور
لا تعكسُ لمعانَ أوراقه
مُتجاورةً ترتمي ظلالُ أشجار الحور
لا تعكسُ لمعانَ أوراقه
* * * *
يفوحُ عبق الياسمين
هفهافاً عبر خُصلات شعركِ
يملؤني بخور مرنّمين
هفهافاً عبر خُصلات شعركِ
يملؤني بخور مرنّمين
* * * *
حبّةُ زَبيب
حلاوةٌ وتجاعيد
تُطلُّ جدّتي
* * * *
حبّةُ زَبيب
حلاوةٌ وتجاعيد
تُطلُّ جدّتي
* * * *
رغم الأشواك
متعانقتان
صبّارةٌ وجوريّة
متعانقتان
صبّارةٌ وجوريّة
* * * *
قوسه يحزّ
صدر الكَمان
وتسألُني لمَ الأنين
صدر الكَمان
وتسألُني لمَ الأنين
■ ما هو تطلعكم او رؤيتكم لـ»الهايكو» بالمستقبل؟
□ لقد تم تشكيل لجنة خاصة بالمجموعة لتقييم ما ينشره الأعضاء على الجدار، وكذلك نقوم بتنظيم عدة نشاطات للتشارك بالموضوع نفسه «الهايكو».. وحاليا نحن بصدد مشروع نهضوي يهدف إلى رسم هوية لـ»هايكو» عربي ويتشترك في هذا الحوار الجاري مجموعة من الأساتذة والمبدعين والنقاد والحقيقة هذا الملف مهم جداً ويقوم بإدارته الشاعر والناقد باسم القاسم. ونأمل من خلال تفاعل الأعضاء والأساتذة القديرين الوصول لنتائج نحقق من خلالها نهضة بـ»الهايكو» العربي ليأخذ مكانه اللائق بين الفنون الشعرية الأخرى وبين مثيلاته العالمية
□ لقد تم تشكيل لجنة خاصة بالمجموعة لتقييم ما ينشره الأعضاء على الجدار، وكذلك نقوم بتنظيم عدة نشاطات للتشارك بالموضوع نفسه «الهايكو».. وحاليا نحن بصدد مشروع نهضوي يهدف إلى رسم هوية لـ»هايكو» عربي ويتشترك في هذا الحوار الجاري مجموعة من الأساتذة والمبدعين والنقاد والحقيقة هذا الملف مهم جداً ويقوم بإدارته الشاعر والناقد باسم القاسم. ونأمل من خلال تفاعل الأعضاء والأساتذة القديرين الوصول لنتائج نحقق من خلالها نهضة بـ»الهايكو» العربي ليأخذ مكانه اللائق بين الفنون الشعرية الأخرى وبين مثيلاته العالمية
عبد الفتاح القصري ... مسرحية العمي
فنان مصري راحل، اشتهر بالأدوار الكوميدية حتى أصبح أحد أشهر عمالقة الكوميديا في تاريخ السينما المصرية، ورغم مرور سنوات طويلة علي رحيله وقيامه دائماً بدور “السنيد” للبطل، إلا أنه ما يزال ملء السمع والبصر في عالم الكوميديا السينمائية.
ولد “عبد الفتاح القصري” يوم 15 أبريل عام 1905م لأب ثري يعمل بمجال تجارة الذهب في حي الجمالية، درس بمدرسة “الفرير” الفرنسية وتخرج من مدرسة القديس يوسف بالخرنفش.
أحب “القصري” التمثيل منذ الصغر, ومن فرط حبه بالتمثيل بدأ مشواره الفني ضد رغبة والده من خلال الالتحاق بفرقة “عبد الرحمن رشدي”، ثم فرقة نجيب الريحاني ثم فرقة “عزيز عيد” و”فاطمة رشدي”، إلى أن انضم لفرقة عميد الكوميديا “نجيب الريحاني” عام 1926م.
حقق “عبد الفتاح القصري” نجاحاً كبيراً ولفت إليه أنظار المخرجين السينمائيين الذين التقطوه وقدموه في الأفلام الكوميدية، فاستمر في طريقه مضحياً بنصيبه من تركة أبيه الذي هدده بالحرمان من الميراث إذا لم يرجع عن تلك الهواية، حيث ترك فرقة “الريحاني” لعدم اتفاقه مع مدير الفرقة وقتها “بديع خيري” ليعمل في فرقة “إسماعيل يس” عام 1954م.
كان الفنان الراحل يمتلك سمة فريدة في الأداء التمثيلي بشكل عام والكوميدي بشكل خاص حيث اشتهر بقامته القصيرة وشعره الأملس وإحدى عينيه التي أصابها الحول فأصبح نجماً كوميدياً، بالإضافة إلى طريقته الخاصة في نطق الكلام وارتداء الملابس.
من أشهر أدواره دور “المعلم حنفي” في فيلم “ابن حميدو” مع الفنان “إسماعيل ياسين” الذي ارتبط معه في الكثير من الأفلام منها: “إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين”، و”إسماعيل ياسين في متحف الشمع”، كما ارتبط من قبل بأفلام نجيب الريحاني.
بينما من أبرز أعماله السينمائية: أول أدواره “المعلم بحبح” عام 1935م، و”سى عمر” عام 1941م، و”لعبه الست” عام 1946م، و”ليلة الدخلة” عام 1950م، و”الأستاذة فاطمة” عام 1952م، و”الآنسة حنفي” عام 1954م، و”سكر هانم” عام 1960م وهو آخر أفلامه.
كانت السنوات الأخيرة من حياه الفنان “عبد الفتاح القصري” مأساة حقيقية، فبينما كان يؤدى دوره في إحدى المسرحيات مع إسماعيل ياسين أصيب بالعمى المفاجئ، ثم تنكر له الكثيرون وتوالت عليه النكبات، وفى مستشفى المبرة لقي ربه صباح الأحد الموافق ٨ مارس عام ١٩٦٤، ولم يحضر جنازته سوى عدد قليل من المشيعين.
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)
























