‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة قصيرة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة قصيرة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، سبتمبر 04، 2011

أربع طرق لقتلي بقلم .....فاديا عيسى


أربع طرق لقتلي / بقلم فاديا عيسى

بين تلويح ضوء شحيح , وأفول نجم صغير .. قلت له :
- مولاي لنبدأ بالحرق .. فالحرق لن يبقي على أي أثر .
قال بعد تفكير طويل :
- الحرق ؟؟ لا يا ريقي .. لأن الدخان سيتصاعد , وسوف تكنسه الريح , وتأخذه إلى أماكن شتى ,و سيسكن روح القصب , فيأتي الراعي , ويصنع لنفسه ناياً كي ترعى أغنامه بسلام ,ناي القصب ستبوح بسر الدخان الذي سكنها , والدخان سيعيد سرك يا سري الأوحد ,وتخرجين ثانية معافاة , وتعودين للثرثرة التي ستخلب الألباب ,و تبهر العقول ..وهذا سيبعدنا عن غايتنا اخترعي ميتة أخرى يا ناري .
قلت ببهجة طفل غرير:
- إذاً الذبح فلا هواء ولا دخان ولا أرواح قصب تفشي سري للريح والشجر
كاد أن يعدَّ المذبح كي يقطع عنقي لكنه تراجع وقال:
- الذبح ؟؟ لا يا منتهى اشتهائي ..الدم سيتدفق, وينغرس في رحم الأرض وسوف تشربه شجرة التفاح العطشى ..سيأتي الرجل ويجلس تحت ظلالها ,وسوف ينتقي تفاحة أملودة براقة , سينهشها بجوع الذكور كلهم..و ستقف حروفك في حلقه, وتقفزين كجنية في ذرات دمه التي ستغلي تحت وابل من ثرثرتك..لن ينفع الذبح.. اختاري ميتة لا حياة بعدها ..
تجولت أمامه وأنا أفرك جبيني ..قلت له بصرخة من اكتشف قارة من الرحيق :
- إذاً الشنق ..حيث لا عواء ريح , ولا دم يجري ولا شجرة خطيئة تثمر , ولا أرواح قصب تهذي ..
قال وهو يطيل النظر في احتضار الليل:
- الشنق ...الشنق ..لا ..لا ..ماذا تخرّفين يا شمسي ؟ ستلتف حبال القنب الحنون المغمسة بزيت الزيتون حول عنقك .. وهذه الحبال هي ابنة شجرة القنب التي تحيكون من خيوطها مفارش اللذة والألم .. والزيت هو من شجرة لا غربية ولا شرقية.. سيتصارع الأقنومان على أكل لحمك... وهنا التصاق اللحم والدم , .. يعني ثرثرتك ستعمر آلاف السنين..وستضرب جذورها في الأعماق ...ما بك يا ريقي اخترعي ميتة لا حياة ولا ثرثرة بعدها ..
جلست مثل أرنب يرتجف.. قلت بتردد يشبه تردد جندي حسم معركته :
- الغرق .... لا قنب, ولا زيت, ولا أرواح شيطانية تتراقص .
كاد أن يربطني, ويكمم وجهي , ويقودني إلى بحر متلاطم الأمواج لكنه توقف على حافة جرف شاهق..ثم عاد بي إلى زمهرير الوقت .. كنا نمشي منكسي الرؤوس .. لم أسأله لما عاد بي ..لكنه انتحى مكاناً دائرياً أدخلني في طلاسمه.. ثم قال وكأنه يهذي :
- الغرق ممكن جداً ... لكن يا سمكة شهوتي ستتحولين إلى زبد أبيض يسبح فوق الموج , ويحكي لعشاق الشواطئ عنك .., وتصبحين عروسة الحرف من جديد, تسبحين ضد التيار , وتلهمين النوارس المتمردة على شواطئك , وسيعود جنون ضجيجك وشغبك يخترق الآفاق ...لا ..لا .. أعيدي التفكير الوقت يمضي وأنا لا قدرة لي على الصبر ...
- حل صبحُ الاصباح وما زلنا داخل جبة هندسية ترشقنا نحو المركز تارة ونحو المحيط تارة أخرى دون أن تساعدنا أفكارنا على طريقة يقتلني بها ولا يبقى لي أي أثر ..
قال بعد لأي وهو يدثرني بجبته , ونصبح اثنان في واحد :
- سأقتلك حباً .
ثم اختفينا ولم يبق منا أيُّ أثر ..


(أصل الحكاية)
صاحب الجبة :
قلت له :من أنت؟
قال لي : ادخلي . ثم رمى سهماً , ومضى ..
دخلت ..ثم خرجت ..بحثت عن السهم الخفي ..سمعت صوتاً يقول لي:
- ادخلي ثانية , فأنت سنائي , وعتمة نوري , ووهم الحقيقة في أضلعي.. ادخلي فالسهم هناك وهنا .. يرصد نقطة بيضاء في قلبك ..
قلت له: مولاي أين أنت فأنا لا أراك ..
قال لي : لن تريني .. المسيني .. ففي اللمس أربع فوائد ..تحريك وجع , وفتح جرح , وانتصاب ألم , وانتفاخ ثغر .
قلت له : مولاي كيف ألمس مالا أراه ؟
قال لي : ادخلي جبتي , فالظمآن يأتيه صوت السَّقاء .. فأنا الظمآن وأنت ريقي
كانت الرمال تغطي جبهته ...
دخلتْ روحي عارية إليه, وغطستْ إلى عنقها في الكوثر ..
جاء صوت ليس من الداخل ولا من الخارج , ليس من اليمين ولا من الوراء , ليس من الأمام ولا من الخلف (إلى أي جهة أتوجه؟) سألته وأنا أغرق برمال حروفه ..
قال لي : حيث تكونين أنت, أنا أكون .. وحيث خلاصة نبيذي, يسيل شهد عسلكِ .
قلت له وأنا أتشبث بوهمه :
- مولاي يا صاحب الجبة , حللّ كيميائي فقد ضاقت روحي هنا ,فكك أضلعي وأعد تشكيلي, وغيِّر صفاتي فأنا ما عدت أطيق ملامحي , ومجلسي , وناسي ..اقتلني ..اقتل حروفي, واقتل هذا التوق الساكن في لهفتي ..أعدني راعية لا حدود لها سوى الغيم ,ولا لغة لها سوى حروف اسمك الأربعة, ولا لحن لها سوى أجراس المراعي.. أعدني إلى كهف لا ضوء فيه سوى عينيك , ولا زاد فيه سوى صدرك , ولا شيء يغطي بدنك, وبدني سوى عشب قاربه الوجّدُ فاحترق , حطم أسواري , واقتحم ساحاتي الغبراء ,احفر لي جحراً تحت قدميك , لا أريد نوراً سوى نور خطواتك , ولا صوتاً سوى صوت صهيلك فوق جثتي , ازرع في سكينتي بذرة الخلق, ومارس عليّ مخاضك الطويل, ثم ضعني مولودة جديدة في حضن أمومتك, وأرضعني حليب الضوء الذي ينثال مطراً فوق رمال غربتك , واحشو أبجديتي بثقوب بردك وجوعك .. ولا تخف سأعطيك سري كي تعيد


خلقي بعد قتلي ... وهذه أربع طرق لقتلي ... فاختر واحدة.

الأحد، أغسطس 28، 2011

قصة ..... قصيرة تصافح العالم .... للاديب المغربي/ حسن البقالي




حسن البقالي: قصيرة تصافح العالم


كالمشي على أرض من نايلون، فرحة باستقبال الخطى وممتدة دون هوادة حتى آخر نبتة من عشب القلب، تم اللقاء بيننا.
كانت ساهمة..على الخط الواصل بين عبق الأزقة العتيقة والنسائم الوافدة من جهة الغرب. فكرت في أن عليها ألا تكتفي بالإنصات إلى تفتت حصوات الداخل فيما يشبه تدمير الخلايا، أو استراق السمع إلى العالم، كما لو أنها مجرد حيوان لطيف يجمّل الحياة ويسمها بالدهشة. فخففت إليها أقتحم عزلتها:
- هل تسمحين بدردشة قصيرة مع عملاق بئيس؟
- إذا كان العملاق بئيسا فلا بأس من أن ترفع القزمة من معنوياته.
أجابت باسمة..
وكان ذلك إيذانا بالانخراط في حديث طويل شبيه بمناجاة الأحبة.


*****


حين رأيتها أول مرة، خلت أنها دمية هاربة من مصنع ياباني.وبشكل ما، ونتيجة خلل عارض في حسابات الهندسة الآلية وسلالات الروبوتات، لم تتمكن الأشياء من الحفاظ عليها في حضرة الإنتماء، فمشت في الأرض تدشن لفصيلة جديدة من الأحياء.
كانت قصيرة جدا
كأنها نتاج مخيلة مولعة حد الشطط بالتكثيف..
قصيرة وضئيلة في حجم الكف.. بعينين سوداوين واسعتين وصافيتين، تنثال منهما نظرات بلون الصباح
عينين..
كأنهما الأصل
وسائر الجسد مجرد تكملة للتبرير.
كان بيدها قلم تناغيه بأناملها الدقيقة، ومن جيب قميصها السماوي يبدو الجزء العلوي لورقة بيضاء مطوية على أربع ونائمة في دعة.
قلت:
- قلم في اليد وورقة في الجيب..أهو وعد أم مصيدة؟
أيقظت الورقة من غفوتها وأفردتها قائلة:
- مصيدة؟ ربما..أو ربما قشة من خشاش الأرض أدغدغ بها خياشيم العالم كي أدفعه إلى العطاس..
بدت الورقة مكتوبة بخط رفيع..
في أعلى الصفحة مفتتح حكاية من زمن الطفولة، في شكل مقطع حواري يجمع بين قاض وامرأة قصيرة


" - أنا مْرا قصيوْرة
- ربي خلقك
- أو داري مدِيوْرة
- على قدك
- نضت نشطبها
- من حذاقتك
- ولقيت غريّش...."


وتحت المفتتح نصوص تختلف طولا وقصرا وتحديدا أجناسيا.. نصوص كالمزامير مكتوبة بخط رفيع ينتهي إلى التفتت والانحلال في البياض، قبل أن ينبعث من جديد عبر الأنفاس الأولى لليل حبر جديد.
نظرت إلى صباحة وجهها، وسألت:
- من أنت؟ أقصد ما جوهرك؟
فردت بسرعة بديهة، كما لو أنها تتحسس سؤال الجوهر و الماهية لدى كل استيقاظة:
- أنا .. قصيرة تصافح العالم
- اعتقدت في البداية أنك قصيرة تتلهى عن عزلتها بتفحص أحوال الآخرين..
- هل تدري: لكي تصافح العالم فأنت لا تحتاج إلى كف كبيرة..
كانت باسمة..واثقة وجريئة في تطويق الأشياء بالأسئلة. وجدتني أركز النظر على كفها الصغيرة التي تلامس كفي .. في شفتيها الورديتين وجسدها الضئيل الدافئ : كانت طفلة في خطواتها الأولى المزنرة بالدهشة والرغبة في الاستكشاف..
قرأت:


*****


حصان من فصيلة "البوني" poney صغير بزغب بني ناعم ، غرة بيضاء وقوائم قصيرة كقوائم جحش فرح..
يأتي به صاحبه إلى الحديقة، ويوقفه في طريق الأطفال مثل إغراء لا يقاوم.
يركب الطفل على ظهره ويقاد به في جولة عبر مدار الحديقة.
ينزل طفل
ويركب آخر..
ثم أصر الرجل على الركوب..
رجل ضخم الجثة، لفظته حانة مجاورة ورأى أن امتطاء حصان بني صغير الحجم قد يكون أحلى متعة في لحظته تلك قبل انهمار الصحو.
لم تكن ساقاه تقويان على حمله، والكلمات تسقط من فمه مثل زنابير مثلومة العرض.
- اسمع آ لخاوا..غي دورة وحدة..ونردو ليك.
- لا آ سيدي..الحصان صغير ما غاديش يتحمل ثقلك.
- ياك غي حصان..ما غاديش نركب على أختك..
- اختك هو أنت
واشتعل التلاسن لحظة، يمتح من حنق اللغة خراطيشه..قبل أن يُلجأ إلى الاشتباك الجسدي.
سمع عويل طفل
أنة وردة
وحنحنة حصان
ودعوات للعن الشيطان وضبط النفس..
بدأ الاشتباك يتراخى..تدلت الأذرع جانبا مثل حشرات داهمها الصقيع، وجفت الكلمات على الأفواه..
آنذاك تفقد صاحب الحصان حصانه، فلم يعثر له على أثر..
استغل الفوضى الطارئة وغفلة الكبار، فتسلل مع الأطفال إلى جهة مجهولة.


*****


كانت تتمشى في الشارع، بين السيقان والكعوب العالية، وترصد الأشياء حواليها بافتتان
وقتها تساءلت:
- لماذا كلما رأيت قزما لا أراه إلا في الشارع أو السيرك؟ لماذا لم أصادف أحدهم من قبل موظفا ساميا في إدارات الدولة أو مدير مقاولة أو أمين حزب أو داعية؟


*****
قالت:
( الخوف أصل كل إقصاء
يبني الإنسان جدارات للدفاع والاحتماء، تارة باسم العادي المألوف، وأخرى باسم المواضعات والسواء والمشترك الثقافي..
وأن تكون قزما
يعني أن تشذ عن المألوف
"روبير الصغير" يعرف القزم بأنه "القصير بشكل غير عادي".أما القواميس العربية (خذ المنجد مثلا أو لسان العرب) فإنها تضيف إلى قياس الأطوال بمثابة معيار حكْما قيميا يقرن القزم بالنذالة واللؤم ..
نحن مستصغرون ما إن تقع علينا النظرة الأولى..
موضوع تهكم أو فرجة أو ازدراء).
كنت أنصت إليها تلقي بزخاتها المبلبلة بين يدي، أعقب بين الفينة والأخرى أو أطرح سؤالا وأتابعها تراقص الكلمات.لم تكن بها مرارة أو حقد بأي شكل..فقط كانت تنهرق أمامي بشهوة عين ماء بين أحجار الجبل..جميلة جدا وعميقة..كأنها الكون مختزلا في رفة عين أو إطباقة شفة أو نقطة واحدة في امتداد البياض..
- يبدو أنك هنا منذ مدة، كيف لم ألتق بك من قبل؟
- المهم أنك لقيتني أخيرا
- ولست أعتقد أني سأفارقك.
علت شفتيها بسمة خاثرة وغمرني دفء كبير.


*****


تقول أسطورة الأندروجين إن إنسان بدايات الخلق كان مكتملا يجمع بين الذكورة والأنوثة.
كان قويا بحيث صار مصدر تهديد للآلهة نفسها، فانتهت إلى شطره إلى جنسين.
ما لا تقوله أسطورة الأندروجين هاته، أن إنسان بدايات الخلق..ذاك المكتمل الجبار..
كان قزما.

نقلا عن / موقع وزارة الثقافة المغربية

الأربعاء، أغسطس 24، 2011

على الطريق ...... قصة قصيرة لشريف العجوز




على الطريق... من  ( مجموعة ذات الشعر الأبيض ) 

عدت من مكتبي في اليوم التالي منهمكاً ، أعدت أميرة المائدة ، جلسنا لتناول العشاء - أكان هذا سبب انزعاجك فحسب؟ - أسئمت من قصصي ( و أنا أقهقه ) - لا بل أريد أن أعرف ما حدث بعد ذلك - قررت أن لن أنام مرة أخرى فالساقية المهجورة كابوس مزعج لا يجب أن يتكرر ثانية ... المهم نزلت من بيتي مسرعا لالحق برحلتي - التي كنت قد حجزت لي مكان فيها من قبل ، عثرت على مكاني بعد جهد في أخر الحافلة ، ظللت صامتا طوال سيرنا في الطريق ، الجميع من حولي يضحكون و يهللون و أنا انظر إليهم بصدر ضيق لماذا لا يشركونني معهم ؟! ألانهم لا يعرفونني و لكن قد أفيدهم في أي شيء . بعد فترة طويلة من السير الممل الذي سئمت منه و كدت اصرخ في وجه الجميع ، تعطلت السيارة في نصف الطريق ، طُلب من الشباب أن ينزلوا و يساعدوا السائق في إصلاح السيارة .. ، - لقد خيم الظلام ...لقد تأخرنا كثيرا في الطريق ( في قرارة نفسي ) بدل الشباب إطار السيارة ، كلما تقدمت لأساعد في أي عمل كنت ألقى إحجاما من الجميع ، رجعت إلى الخلف دون أن الفظ بكلمة . سمعنا صراخ شديد ...! من أين هذا الصراخ ؟! إن الظلام دامس لا يستطيع أحد الرؤية فقد بدل الشباب إطار الحافلة على ضوء هواتفهم النقالة ، الصراخ يزداد ، مضيت خطوات إلى الأمام في اتجاه الصراخ و دققت النظر فإذا بالصراخ ينطلق مرة أخرى ، وقف شعر رأسي خوفا ،رجعت خطواتي مرة أخرى ... ركب الجميع الحافلة و تركوني وحيداً ، حاول السائق إدارة الحافة و لكن دون جدوى ، كان خائفا - إن السيارة تحتاج إلى الماء ( قال السائق بصوتِ مرتجف و أنا أصعد درجات سلم الحافلة ) وقفت في منتصف الدرجات أُفكر من أين لنا بالماء في هذا المكان المهجور الطلق هذا ،نظر الجميع إلى بعضهم ، ترى من الذي سيضحى و يذهب في هذه الظلمة يبحث عن ماء و لا نعلم أين وقر الذئاب و الحشرات المؤذية لنتحاشاه ، نظر الجميع إلى السائق - هيا هلموا بالبحث عن الماء (قال السائق ) هرع الشباب على أثر صوته المرتجف إلى خارج الحافلة كلاً يريد أن يضحى الأخر من أجله ، مازال الصراخ شديداً ولا أحد يعرف من أين يأتي هذا الصوت أين سوف يجد المياه . فجاءه إلتفتُ صوب الصوت الذي كاد أن يثقب أُذننا فوجدتُ بناية لا يبدو عليه أي معلم من معالم الحياة و لأول مرة أتكلم معهم اقترحت عليهم أن نذهب إلى هناك لعلنا نجد ماء فلا يوجد مصدر أمل أخر أمامنا ، و لأول مرة يكون هناك مشاركة بيني و بينهم بعد أن وافقوا على اقتراحي ، ذهبنا إلى هناك ، هدا ذالك الصوت المرعب ، هل اختفى ... ؟؟ الحمد لله . اقتربنا من ذلك المبنى الغريب ... ، نقطة إسعاف ...؟؟ نعم ذلك شعارها الهلال .. و لكن هل الصوت المرعب هنا ؟!!، وقفنا جميعا نختبىء خلف بعضنا إلى أن وجدتُ نفسي أمام السُلم الذي يصعد بي إلى باب هذا البناية . - أنت لها فأنت صاحب المجئي إلى هنا (قال لي أحد الأصوات الموجودة و دَفع بي أخر إلى الباب ) يبدو أنهم يريدون الخلاص منى ...، فتحتُ الباب برفق ،أصدر صوت مزعج يظهر منه أنه لم يفتح منذ فترة ، نظرتُ خلفي إلى الشباب نظرة يملاها التردد رمى لي أحد المنسحبين كشاف صغير ،ألتقطه بأناملي ، خطوت إلى الأمام مترقباً .... ، أضاء المكان بأكمله ...! ، - رباه هل هذا المكان قد بلغته اللعنة هو الأخر مثل الأرض التي كانت بها الشجرة الملعونة..؟ ( في قرارة نفسي ) تقدم الجميع خلفي في ترقُب ، دخلنا إلى مبنى الإسعاف ، يبدو أن الأرواح يستخدمونه مسكناً لهم ، خيوط العنكبوت في كل مكان، الغبار يغطي المبنى بالكامل طفقنا نبحث في كل مكان بحماس و خوف في نفس الوقت .... ، وجدنا الماء ... الحمد لله ... ، ملأنا زجاجتنا، هممنا بالخروج ، وجدنا الباب مغلقاً . يا إلهي ما هذا لقد احتجزنا ... ماذا سنفعل الآن ... ، اندلع الصراخ مرة أخري و كأن مصدره بجوارنا ، التصقنا ببعضنا ... يبدو أن هذه نهايتنا ، ازداد الصوت المرعب ، إقترب... فجأة فتح باب احد الغرف الموجودة و الذي كان به نافذة مطلة على الظلام الذي كنا فيه اندفع الجميع نحو الغرفة ، أُغلق علينا الباب .... ، لم نهتم لأمره فعما قليل سنكون بالخارج ، الزجاج الذي رأيناه صورة علقت على الجدار .... الغريب في الأمر أن الصورة لم يظهر عليها أي أثر للزمن رغم وجودها في هذا المبنى القديم لذلك خدعنا فيها ... ، وجدنا ضوء خافت على ميمنتنا ... ، إنه سلم في القبو ، هل صورة هو الأخر..؟ لم يخطوا أحد من الموجودين " فلا يلٌدغ مؤمن من جحر مرتين " و لكن هل سنظل هكذا..! ، خطوتُ أنا إلى السلم.. .. ، خشبي قديم ، نزلت درجتين تقدم الجميع خلفي بخوف و حذر ، انطلق صوت الصراخ . تجمد الجميع حيث مكانه و تحدقت عيننا ،إلى متى سنظل في هذا الكابوس ألا يوجد صوت ينادى على لينقذني هنا أيضاً كما حدث معي أنفاً مع تلك المرأة الغريبة ، نزلنا في الرَدهة التي كانت في نهاية السلم ، إذا بحمام يبدو أنه يسكن في المكان يسقط بعشه علينا و كأن أحد ألقى به علينا فلن يضحى الحمام بعش ظل يبنى فيه أيام لمجرد إنه يريد إخافتنا . اندلع الصوت المرعب مرة أخرى .... ، لقد سئمت من هذه اللعبة السخيفة ، ظل الصوت مستمراً متعاقبا ، تتبعت مصدر الصوت ، في أخر الغرفة وجدتُ سلم في نهايته ستار أحمر كاتم لونه ، نزلت إليه و أزحته برفق .... ما أجمل تلك الفتاه ، قُيضت بحبلً سميك حول نصفها مالت رأسها على أحد كتفيها ذهبتُ أتفقدها في حذر ، يبدو أنها مرهقة جداً ، لامست أصابعي شعرها الأسود المفحم المنسدل على ظهرها ،استيقظت في ذعر ... ، -لا تخافي فلن أأذيك ( قلت لها ) ماذا أتى بكى إلى هنا و من أوثقك هكذا ..؟! أطمئنت الفتاه ، قصت عليا قصتها مستعطفة لكي أفك قيدها - ذات يوم كانت ذاهبة مع والديها فى نزهة و نحن على الطريق اصطدمت سيارتنا بسيارة كبيرة فجرح أبى و جرحت أمي أما أنا فقد اصطدمت في الكرسي الذي كانت تجلس عليه أمي من الخلف و لم يحدث لي شيء أناديت عليهما ولكن لم يجيبني أحد منهم نزلت من السيارة ، وجدتُ أُخرى قادمة من بعيد ، أشرتُ إليها ، توقف صاحبها ، عندما رأى الموقف اتصل بالإسعاف جاءت ، نقل والدي و لم أركب معهم ، لم ينتبه رجال الإسعاف أن مع مرضاهم طفلة صغيرة أما الرجل الذي أشارتُ إليه فقد انشغل فيما رائه ن ركب سيارته خلف سيارة الإسعاف و لم يتذكرني رحتُ أُنادى على أحدهم و لكن لم يسمعاني طفقت أسير إلى أن وصلتُ إلى هذا المكان ، اعتقدت أنني سأجدهم فيه على اعتبار أنه أقرب نقطة يمكن أن يأخذهم إليه. دخلتُ إليه ، كان غريبا يملا جدرانه خيوط العنكبوت و كان نصيبه من الغبار ليس بقليل ، هممتُ أخرج منه ، وجدتُ رجل بدا عليه حُسن المظهر - لماذا تخافي يا صغيرتي ( قال لي ) أخذني إلى هذه الغرفة ، طلب منى أن أصرخ ، تعجبت ، نظرتُ إليه بعينان يملاهما الذعر ، لم أُعطى أي إشارة ،لطمني على وجهي لطمة قوية و لكنها غريبة فلم أشعر بيده و لكني شعرتُ بالطمة و لم أدرى بنفسي إلا و أنا أصرخ دون سبب ، أبتسم ، أمرني أن أستمر ... ذات يوم طلب منى الصرخ ، راح يضربنى يمينا و يساراً ، فعلت ما أمرني به فتركني و ذهب ، حاولت أن أهرب من هذا المكان وكان الليل قد بسط سلطانه ، عندما تسنى لي الأمر إلى الخارج وجدته يضرب في أُناس ضرباً مبرحاً. تجمدت أرجلي مكانها ، تحدقن عينتي ، قضى عليهم ، خرب سيارتهم و عندما رأنى أوثقني كما ترى و رغم أنه كان يقدم لي الطعام إلا أنه كان يضربني و لأني رفضتُ في مرات أن اصرخ قام بتسجيل صراخي في وقت ضعفي أمامه و أظن أنه هو السبب فيما حدث لأبي و أمي وأظن أيضا أنه في كل مرة يطلب منى الصراخ يحدث ذلك المشهد و لا أعرف لماذا ...! - أتقصدين ( قلت بعينان محدقتان ) رباه إن الشباب جميعهم في هذا المبنى ولم يبقى في الحافلة سوى البنات و الدكتور و المشرفة و السائق علينا إنقاذهم ... ، فككت قيدها ، أسرعنا إلى الخارج ساد الذهول على وجه الجميع ، من التي أخرج بها إنها ليست من طاقمنا ... ؟؟ - لا يوجد وقت لأشرح لكم ( قلت لهم ) خرجنا من أحد الأبواب الجانبية التي أرشدتنا إليها فتاتنا ، خرجنا إلى الطريق ،سمعتُ أصوات ضجيج فتيات الرحلة ، هرولنا إليهم ،وجدناه يحرك في الحافلة يميناً و يساراً ، تقدم إليه الواحد تلو الأخر فكان يطيح به بأحد ذراعيه و كأنه ذبابة مرت أمام وجهه - إنني أكره كل بني أدم ( قال ممتعضا ) استمر البنات في الصراخ من الخوف أما الدكتور فقد وقع مغشيا عليه ... - ماذا سنفعل معه (سألت نفسي ) - أمسكت بحجر و قذفته به فأصابه في رأسه ، توجه إلى بنظره قلقت منها ، تقدم إلى ، وجه إلى ضربه غريبة لها نفس الشعور الذي حدثتني عنه الفتاه صاحبة الصراخ ، شعرت باللكمة دون يده أليس ذلك عجيبا ....؟!!! هجم عليه أحدنا من الخلف فلم يجد إلا سربا , فتعجب ، لكمته كانت بإنتظاره .... لقد علمت سر اللغز إنه يظهر بكامل جسده و قوته عندما يكون في حاجة إلى قوة لرفع شيء أما عند توجيه اللكمات فضغط الهواء هو ما يشعرنا باللكمة و ليس توجيهها إلينا ، الآن يمكن أن نواجهه ،طلبت من أحد زملائى الحبل الذي كان يستخدمه السائق عندما تعطل السيارة و يطلب مساعدة سيارة أخرى و الذي كان في حقيبة الحافلة فأحضره لي ذهب هذا المخلوق العجيب إلى الحافلة مرة أخرى يرجرج فيها – إنني أكره كل بن أدم ( قالها المخلوق العجيب و هو يحركها بكل قوة ) ذهبتُ من خلفه و ألقيت بالحبل على رقبته و وضعتُ أحد قدمي في ظهره بينما أمسك كل و أحد بطرف من الحبل و راح يقيده به - أنني أكرهكم جميعاً فكان أحدكم سبباً في قتل زوجتي و ولدي الوحيد ( و هو يحاول أن يفك قيده ، بعد أن أحكمنه ) عندما نزل إلى نقطة الإسعاف التي لم تعمل لمدة طويلة و أخذنها سكننا لنا و أنجبت فيها ولدى و عندما دخل الغرفة التي كنا نجلس فيها و رآنا، زعرنا ، راح يقرأ علينا من القران - لا توذينا و نترك لك المكان فلم يستمع إلى كلامي استطعت الخروج من الغرفة أما زوجتي و ولدى فلم يستطيعا ذلك ، طلبت منه أن يرحمهم فلم يستجيب و ، هممت لأقضي عليه ، توجهتُ إلى أسرتي وجدتهم قد ماتوا... تبا له و لكم جميعا يا بنى ادم إنني أكرهكم " وهم ليفك قيده و لكنه لم يستطيع . - ليس كل بنى ادم جبارين و أن من قابلته كان شرهم (قلت له ) هممتُ أفك قيده وسط اعتراضات من الجميع ، فككته نظر إلى في خجل و يعتذر لنا جميعا ، علم أنه ظلم كثيرا فلم يكن له أن يحكم على الكل من البعض و تركنا قاصداً بيته القديم ... أشرق النهار و صعدنا إلى الحافلة التي عملت في التو، و الكل يحكى عن بطلاته مع بنى غير ادم و أنا أنظر إليهم مبتسما ، جاء الجميع إلى يعتذرون لي عما بدر منهم من إساءة معاملتي ثم رجع الجميع إلى أماكنهم ، - ماذا حدث ( قالت لي صاحبة الصراخ ) - لا شيء (قلت لها و أنا ارتكز على المقعد أستعد للغرق في النوم ).......

الاثنين، أغسطس 22، 2011

خبطتين فى الرأس...... قصة للاديبة مني البنا





خبطتين في الرأس


بصعوبة حاول أن يفتح عينيه ويحاول أن يسترد وعيه قائلاً :


- عطشان ياناس حد يسقيني


سمع صوت يقول


- حمد لله على السلامة ياحاج صابر


نظر إليها بثوبها الأبيض ونظر حوله فأدرك أنه في حجرة بأحد المستشفيات كرر طلبه أن يشرب ساعدته على الإعتدال قائله


- أنت نايم من يومين ياحاج صابر أمسك رأسه رأسه الذي لفه الشاش


- آه يارأسي أنا اسمي نور اسمي نور شمس الدين


ناولته كوب الماء جذب الكوب من يدها وشرب وحمد ربه استطردت الممرضة قائله :


- اسمك في البطاقة صابر عوض المصري من العباسية سنك تسعة وخمسين سنة


وقع كوب الماء من يده نظر الى النتيجة المعلقة استجمع قواه اتجه ناحيتها في ترنح دعك عيناه وجد التاريخ الاثنين 25 يوليو 2011 نظر الى الممرضة في ذهول انا لو نايم من يومين هنا زي ماقلتي يبقى النهار ده الخميس تمانية أكتوبر سنة ألف وتسعمية واحد وتمانين


أمسكت به الممرضة وعادت به الى سريره صرخ فيها


-أنا فين


حاولت الممرضة تهدئته قائله انت هنا في مستشفى الدمرداش جيت يوم السبت مصاب باشتباه فيما بعد الارتجاج من أثر ضربه على راسك في أحداث العباسية


صرخ اكثر


- لا أنا خرجت من المطار يوم سته أكتوبر وانا في التاكسي عرفنا انهم اغتالوا الرئيس السادات قلت حسبي الله ونعم الوكيل السواق كان بيجري في الطريق كل العربيات بتتسابق كنت رايح بلدي في ميت غمر أيوة عند الملف عند كوبري بنها شوفت مقطورة فلتت من عربيتها بتقلب على الطريق خبطت عربيات كتير جت علينا صرخ سواق التاكسي قلنا الله اكبر مسكت في ايدي كيس فيه طرحة وفستان زفاف عشان هاتجوز


وقف يتلفت حوله


- فين فستان الفرح


جرت المرضه خارج الغرفة عادت معها الدكتور قالت له


- تقريبا يادكتور فقد الذاكره


طلب الدكتور من المرضه ان تعطيه حقنه مهدئة وسألها ان كان أهله بالخارج تحضرهم سأله الدكتور عن عمره أجاب انه بعد أسبوع يتم 29 سنة اخبره الدكتور ان عمره الآن كما في البطاقه 59 سنة وبأنه فقد الذاكرة 30 سنه وعادت له اليوم ولابد أن يتقبل إرادة الله داعبه الدكتور قائلا - احمد ربنا انك فقدت الذاكرة في هذه الفترة أكتر الناس كانت في غيبوبة مع انهم في كامل قواهم العقلية


لاحظ الدكتور علامات الاستفهام على وجهه رتب على كتفه وقال له


- بعدين اولادك وزوجتك يحكوا لك كتير لأنك الوقت انت الوقت مش هاتفتكر إيه حصل لك في التلاتين سنه دول


دخل الغرفة امرأة في سن الخمسين وخلفها ولد وبنت في عمر الزهور هم اسرته احتضنوه بشوق قائلين له حمد لله على سلامتك ياحاج قالت زوجته للدكتور بأن الممرضه أخبرتهم أنه فقد الذاكرة ولن يتذكرهم قالها الدكتور














- صحيح لن يتذكركم ولكنه عادت له الذاكرة


نظر الأب صامتا لا يعرفهم بكى أولاده وزجته قال الدكتور


- سأكتب له خروج الآن واذهبوا معه الى بيتكم اعرفوا منه ماضيه وعرفوه بماضيكم .


في البيت قال لهم


- أنا مدرس لغة عربية في مدرسة ميت غمر الثانوية اسمي نور شمس الدين كنت معار الى الإمارات وكنت خاطب زميلتي وراجع نتجوز بعد ما وعدتها ان دي آخر سنة أسافر وجبت معايا فستان الفرح وما عرفت حد بموعد رجوعي اخر حاجة فاكرها هي اغتيال الرئيس السادات والمقطورة جاية ناحية التاكسي كأنها وحش مفترس قالت له زوجته


-ابويا كان سائق عربية نقل رايح دمياط يجيب نقلة جوافة وبلح قابلك في الطريق مربوط الرأس بملابس ممزقه ناحية دمياط شاورت له يركبك معاه ولما ركبت سألك رايح فين انت ما عرفتش قلت له انك ركبت عربيات كتير ومش عارف انت رايح فين سالك عن اسمك ماعرفت وماكان معاك أي اثبات شخصيه ذهب بك لكل اقسام المنطقة اجمعوا انهم مش فاضيين للكلام ده انهم يدورا على اهلك وان البلد في ظروف صعبه جابك معاه البيت هنا في العباسيه احضرت مظروف واخرجت منه جرائد قديمة ناولتها له اخذها شاف صورته قالت والدي عمل نشره في الجرايد بصورتك وانتظرنا حد يتعرف عليك بدون فايده كان بياخدك معاه في كل مكان بالعربيه جايز حد يتعرف عليك استخرج لك أوراق اثبات شخصية بواسطة معارفه وعلمك السواقة واستخرج لك رخصة قيادة وسلمك العربية تشتغل عليها وجد فيك الأمانة والطيبة جوزني لك بعد اربع سنين خلفنا طارق و بعدين سعاد


نظر اليهم يحضنهم بعينيه فتح لهم زراعيه احتضنهم مسح دموعهم قالت زوجته


- طارق مهندس وسعاد مدرسة


ردت سعاد انها مدرسة لغة عربية علق طارق طالعة لك يابابا اكتشف لأول مرة حلاوة كلمة بابا قالت زوجته كانوا وش السعد علينا واخرجت البوم الصور شاهد صور زفافه وصور أولاده وهم صغار وشاهد الصور المعلقة على الحائط بمختلف أعمارهم ضحك قائلاً أنا كبرت كده في يوم وليلة قالت زوجته انت اكبر تاجر خضروات وفاكهة في سوق العبور وعندك جناين فاكهة في دمياط والإسماعلية


















قال الأب


- طبعا الباشمهندس طارق اللي بيشرف عليهم ضحك طارق وقال


- بفضل توجيهاتك يابابا


أخبرهم أنه يملك 20 فدان هي ميراثه من والده الثري في ميت غمر وله رصيد كبير في البنك


- في الصباح سنسافر الى هناك وانتم معي أعرفكم على إخوتي


سافروا بسيارة طارق شاور لهم الأب على مكان الحادثة قائلا كأنها كانت بالأمس وقفت السيارة عند بيت العائلة ظهر كأنه بيت اثري طرق البوابة الكبيرة التي بدت متهالكة من الصدأ خرج منها رد الصوت من الداخل


- مش ده منزل المرحوم شمس الدين الشربيني


فتح الباب رجل عجوز


















قال لهم تفضلوا أهلا وسهلا دخل بهم الى المضيفه الكبيرة وجد صورة والده وصورتين عرف انها لشقيقه والثانية وكلهم بالشريط الأسود نادى الرجل على اولاده الشباب تتجمعوا للترحيب بالضيوف امتلأت المضيفه بالمرحبين قال لهم


- انا نور شمس الدين أخوك ياعبد الحميد


ووقف حتى يحتضنه فلاحظ جفاء الأخ ووجده يبتعد وهو يقول


- أخويا مين نور مات في حادثة وطلعنا له شهادة وفاة بعد ما عثرنا على أوراقة من العربية المقلوبه في الترعة كمان العربية مش فيها حته سليمة وقالو ان الجثه جرفها التيار


قال له أحد الشباب


- يعني انت لوعمنا هاتخد مننا ارضك وفلوسك


ردصابر او نور


- أرض ايه اللي هااخدها انا مش عاوز أرض ولا فلوس أنا عاوز أهلي عاوز أصلي وأساسي وجذوري


- لا خليك أحسن ميت وعلى فكرة احنا كلنا شفت الإعلانات في الجرايد وقلنا لا ما نعرفوش


هنا وقفت زوجته واولاده قالت


- يلا ياحاج صابر قال لها أخوه آه خليك صابر أحسن بلاش تكون نور وخد الصوره دي كمان معاكم وانتم ماشين مش عاوزينها


أخذ طارق ابنه برواز الصورة ونزع عنها الشريط الأسود وقال


- نور أو صابر هايفضل عايش بس عشان البلد تتغير لازم حاجات كتير تتغير فينا أنا جيت مع بابا أشوف أولاد عمي أخدهم في حضني ونلم الشمل


خرجوا من المنزل الكبير نظر اليه الأب من الخارج أكيد هايجي يوم يتجدد البيت ده وابنيه من جديد مش هاسيب حقي فيه


ركبوا السيارة وعند احد المنازل طلبمن ابنه ان يقف نزل الأب من السيارة وأخذ معه الكيس الكبير صعد الى الدور الثاني ضرب الجرس فتحت له فتاه دون أن يشعر قال لها


- انتي ايمان مدرسة الرياضة في مدرسة ميت غمر الثانوية


ضحكت وقالت


- لا دي ماما الله يرحمها


شاهدت دموعه سألته من هو أجاب


- أنا نور شمس الدين مامتك لها عندي الكيس ده فستان زفاف وطرحة


بكت الفتاه


- معقول انت خطيب ماما ماما انتظرتك خمس سنين رافضه أي عريس وكانت متأكده انك عايش وهاتيجي تسأل عليها


سالها ان كانت مرتبطة قالت لا قال لها اخبري أهلك بحضورى لاقابلهم أخطبك لإبني المهندس طارق بكرة بعد صلاة العشاء تركها ونزل يمسح دموعه مشت السياره بهم عند المقابر قرأ الفاتحة وقال لإبنه


- أنا خطبت لك ياطارق ها نيجي هنا تاني بكره ضحك طارق وليه بكرة يابابا خير البر عاجله أنا لمحت العروسه من البلكونه وهي بتبص علينا وامي دعت انها تكون من نصيبي


قالت سعاد


- مبروك ياباشمهندس بنت زي القمر ضحكت الأم وقالت


- مبروك ياحاج صابر


رد قائلا


- صحيح أنا ما عرفش صابر بس صابر هايكون نور قالو جميعا إن شاء الله نور وأمل في بكرة

الأربعاء، يونيو 29، 2011

وجوه من الحلم الجميل...... قصص قصيرة جدا للمبدع عادل العجيمي




قصص قصيرة جدا .. عادل العجيمي
هي وجوه شاهدتها في ميدان التحرير
وجوه من الحلم الجميل




1-مدحت صفوت


قبعته التي ارتداها في هذا اليوم كانت غريبة ..(هتفنا بقوة) .. نظر في وجهي ومد يده فنزع عني قبعتي مؤكدا : يخلق من الشبه أربعين


وعاد إلى الهتاف .. لم أتصور أنني أرتدي نفس القبعة ،لذا صمتُّ قليلا لأستوعب الأمر ثم ضحكنا في وقت واحد وهتفنا في صوت واحد نصرخ في وجه الفجر الذي تأخر ...


2-مصطفى نوبي


الكاميرا التي تصطحبه دائما لم تكن معه هذه المرة ،فسألناه عنها ولم يجب ،وأخرج صورة كبيرة التقطها في لحظة غريبة لا تتكرر .. كنا جميعا نضحك بملء قلوبنا ولا تبدو في الخلفية إلا سماءً مفتوحة عن آخرها ...


3-عبدالله راغب


لم يكن ارتفاع صوته هذه المرة بقصيدة القتيلين اللذين تقاتلا في عين امرأة في وجود لوركا ،بل كانت ضحكة مجلجلة جعلت الجميع ينظر نحونا ويضحك بنفس الطريقة


4-سيد الوكيل


لم أره جالسا ككل مرة يعدل من وضع نظارته ويتأمل كتابا فيمتعض حينا وينبسط أحيانا .. لم أره جالسا أصلا ، بل كان ممسكا بيد (أميرة ) ويسرعان مخترقين كل الصفوف واصلين إلى القلب بكل سهولة.....


5-واحد / أنا


فوجئ أنه ليس وحيدا .... فوجئت أنني لست وحيدا


معه ناس ... معي ناس


معه وطن ... معي وطن ...


6-وائل فتحي


طالت قامته أكثر من أي وقت مضى ،وصنعت نظارته التي تحملها أنفه بصعوبة شديدة فارقا جديدا ، كان يهتف (أنا الطفل إللي ممكن يزعج العالم بصمته ) وظل يردد هتافه ،وقامته تطول وترتفع حتى تتشابك مع خيوط النهار الأولى بعيدا عن حكمة العواجيز ..


7-طعم الأسفلت


الجلوس على الأسفلت ورص الطعام ،وتشكيل دائرة حوله صار شكلا يوميا لا نستغني عنه ....


اليوم أتوق لنفس الدائرة وطعم الأسفلت


8-أحمد شوقي علي


القط فتحي كان يموء باحثا عن قطته التي سلبوها منه، بينما كان أحمد يبحث عن شيء آخر وعيناه لا تفارقان صديقه فتحي وشاشة اللاب توب والزحام يشتد حولهما .. الجميع يحبس الأنفاس ..وجد فتحي قطته ،فيصيح أحمد ويصيح الجميع رافعين الأيدي بعلامة النصر ...


9-أسامة الحداد


لم يجلس ككل مرة على المقهى ليكتب عن المراهق الذي سخر هو ورفيقته منه حينما رأى يده تتشابك مع يد مراهقة في الأربعين بل امتص سجارته حتى آخر نفس فيها وراح يجري في الشوارع حتى وصل إلى ميدان طلعت حرب وسمع رنين هاتفه ،فوجد رقما غريبا .. رد بسرعة ، وكنت على الجانب الأخر من المكالمة أبكي فبكى وهو يطير ليقبل طلعت حرب ...


صديقي10


إنه الوحيد الذي كان يحلو لي أن أتهمه بالسلبية ،وإمعانا في السلبية كان يسكت .. لم أصدق عيني وهو يعلو الجميع لتخترقه رصاصة غبية فيسقط ونظرته مصوبة نحوي فقط مبتسما : مش وحدك بتحبها


ثم حلق بجناحين متسعين اتساع الجنة وتركني نقطة ضئيلة في ميدان فسيح جدا .
بقلم: عادل العجيمي

الجمعة، أبريل 01، 2011

حفلة رأس الحنش ....قصة قصيرة للطيب أديب




ازدحم بيت جدي بالحريم والأطفال بعد زواج أعمامي الأربعة،ولولا حكمة جدتي أمينة – بعد رحيل جدي منصور - لتفرق أبي وأعمامي وخرجوا من البيت يشيدون بيوتا جديدة عصرية على أطراف القرية مثل جيرانهم ..كان البيت الكبير-المكون من ثلاثة طوابق- مبنيا بالطوب اللبن ومزدحما بالحجرات التي تتسع لنا ولأعمامي وأولادهم الصغار بينما يعيش جدي وجدتي بالدور الأرضي الذي يتوسطه صحن البيت الفسيح .

وأما حظيرة الطيور فتقبع خلف البيت وتطل بباب صغيرعلى الدورالأرضي مباشرة.

كنت أخشى فصل الصيف الذي تتسلل فيه الثعابين من الحظيرة للبيت بعد أن تفتك بدجاجات جدتي وحمامها فتحرمني من البيض ولحوم الفراخ الشهية ،وتسبب لنا حالة من الفزع لاتنتهي إلا بإفلاح عمي حمدان الخبير بقتل الثعابين والذي يترقب الواحد منها حتى يخرجه من جحره وينقض عليه فيهشم رأسه تماما بعصاه المعكوفة وعندها تجتاح البيت حالة من الفرح !!

وكنت أرى السعادة تغطي وجه جدتي وهي ترى رأس الثعبان مهشمة تماما ، وهي تقول :إياكم وفصل رأس الثعبان عن جسمه ، فإما تحطيم رأسه وإما تركه يهرب خارج البيت بلارجعة !

وذات مساء هرول أعمامي وجدتي لبيت جارتنا أم صابر بعد أن ارتفعت صرخاتها وهي تندب حظها وتلقي بالترب فوق رأسها الأبيض بينما جدتي تهدئ من روعها وتواسيها في بقرتها الوحيدة التي ترقد بلا حراك تحتضر أمام عينها بعد أن لدغها الحنش العجوز وابتلع ماقدرعليه من فراخ حمامها وفتك بماتبقى من دجاجاتها بلدغاته المميته ..زعقت جدتي في أعامي قائلة :لابد من قتل هذا الثعبان العجوز الماكر وإلا فسيعرض حياتنا وحياة الجيران للخطر !

وبينما يهرول أبي و أعمامي بحثا عن الحنش لمحه عمي جابر يتسلق الحائط متسللا لبيت جدي ..وهنا أسرع الجميع للبيت يترقبونه ..قالت جدتي :ما أسهل التخلص من الحنش وهو منتفخ البطن ،فهنا يصبح ضعيف المناورة ،ولكن احذروا تدفق سمه الزعاف الذي يدفعه بغزارة ناحيتكم ..!

أعيانا التعب ولم نعثر له على أثر،وقبل طلوع الفجر صحت جدتي على صياح الديك الكبير، صرخت جدتي فصحونا جميعا نهرول ناحيتها ،كان الحنش العجوز قد فتك بعدد غير قليل من طيور الحظيرة وتكوم يلف جسمه الضخم في"كُن" الحظيرة الكبير ،أسرع عمي وهدان ورفع حديدة طويلة وضرب الحنش الذي مد رأسه خارج "الكُن " ليمطرنا بمقذوفات من سمه القاتل، ولكن الضربة فصلت رأسه عن جسمه وطارت الرأس التي لم نعثر لها على أثر،وهنا ..راحت جدتي تصب غيظها على عمي الذي لم يحسم القضية وزادها تعقيدا !

حالة الطوارئ اجتاحت جنبات البيت بعد أن قسمت جدتي أفراد البيت مجموعتين ،الأولى تنام نهارا وتصحو ليلا ..والثانية تنام ليلا وتصحو نهارا، لتجنب انتقام رأس الحنش وترقب هجومها المضاد الشرس،وأمرت بتشديد الحراسة عل أواني الخبز والطعام ومياه الشرب!

وبد ثلاثة أيام وقبل بزوغ الفجر، وبينما مجموعتنا تدور في أركان البيت لمح زكي ابن عمي الأكبر بريقا خافتا وحركة بطيئة في شرخ الحائط الأيمن لصحن البيت فأسرع يوقظ عمي حمدان وكل أفراد البيت،وما أن شعرت رأس الحنش بالخطر يحيطها من كل صوب حتى قذفت بسمها في صحن البيت ووثبت على رأس عمي حمدان الذي أسرع في لمح البصر يرميها على الأرض وراح يدوس عليها بعصاه المعكوفة وانهلنا معه ضربا حتى تهشمت تماما ،وفي الصباح سمع الجيران فجاءوا يشاركوننا الحفلة!لطيب

الجمعة، يناير 21، 2011

ياسمين قصة قصيرة بقلم الاديب محمد مهنا



ياسمين

قصة بقلم : محمد مهنا



مابين بنت الشمطاء، و« الأرشانة »، يا قلبى لاتحزن!؛ الأولى تقهرنى ليلاً، والثانية تمسح كرامتى نهاراً. ضائعٌ بينهما، فاقدٌ أنا ماتبقّى من رجولتى، ورومانسيتى الشائهة. لم أكن أحلم بهذا المصير. حاولت الاعتراض كثيراً، لكن صوتى كان لا يستمع إليه سوى قلبى المهزوم. كهولتى بدأت تتسحب ببطء، ثم صارت تجرى بى بسرعة، وكأنها اختطفتنى من حضن شبابى الذابل!.

منذ ثلاثين عاماً عندما كنت فى العشرين من عمرى، عرفتها، وسريعاً أحببتها، و... أسرع مما يخطط له العاشقون أمثالى، فقدتها، ولكن هل زالت صورتها من قلبى؟!، لا؛ لأننى حفرتها بين ضلوعى، وسكن اسمها ورسمهاعقلى الباطن، ولا يزال، رغم المحاولات المستميتة التى أتعرض لها من بنت الشمطاء، وهى المرأة التى أرغمنى أهلى منذ عشرين عاماً على الزواج منها؛ لصلة قرابة، ومصالح مشتركة تجمع بين والدى ووالدها. فاقدة كانت ولاتزال للرومانسية، فمن أين لها تلك المشاعر النبيلة التى لا تعرفها؟؛ وهى ابنة رجل كاره لنفسه، وامرأة سليطة اللسان، شمطاء منذ صغرها، فضلاً عن دمامتها الواضحة، وترهل جسدها، وخشونة شعرها القاضمة أجل الأمشاط الخشبية كلها، و... طبعاً « اكفى القدرة على فمها تطلع البنت لأمها»؛ أذاقتنى ولا تزال هذه الزوجة كئوساً مترعة من النكد اليومى المتواصل، والقهر لمشاعرى العصية أصلاً عن التدفق؛ لأنها لم تسمح لها بتواصل حميم مشروع، سوى فى حالات نادرة، أقتنصها وهى كارهة، وأنا أشد كرهاً!.

لاهم لهذه المرأة سوى تفتيش جيوبى يومياً، وتنظيفها من العملة بنوعيها الورقية والمعدنية، حتى سجائرى التى أنفث مع دخانها مُرّ حياتى، « تخنصر» منها الملعونة؛ لتعطيها لأمها الشمطاء « العايقة »!. لا أولاد تربط بيننا، وهذا مايسعدنى، ولكن لامفر منها إلا إليها؛ لأن لسانى معقود، وقلبى مهزوم، وعقلى تائه. إذا نطقت يوماً فى أوقات شرودى الطويلة باسم حبيبتى المفقودة، يصير يومى أسود من قرن الخروب!. هذه هى أيامى الحزينة وليالى عمرى الكئيبة، ولسوء حظى النادر أن نهارى ليس أفضل حالاً؛ ففيه أتعرض لمهانة أكبر، وأتجرع كئوساً أكثر مرارة من «الأرشانة» أم دنيا؛ تلك المرأة المتصابية التى تترأسنى فى العمل، عدوة الرجال رغم تصابيها المقزز، تفترس مرءوسيها الذين لا يتجاوبون مع رغباتها غير النبيلة، تشتهى الجنس ولا تجده؛ فليست جميلة أبداً تلك المطلقة خمسينية العمر، تفش غلها فى الجزاءات التى توقعها لمرءوسيها رجالاً ونساءً على السواء، إلا أننى أكثر المتعرضين لساديتها؛ لأننى نائبها؛ فما أن أناقشها فى قرار يخص العمل، حتى تنهمر علىّ بوابل من السباب والوقاحة التى لا أستطيع ردها، لا لخوفى منها، ولكن لطباعى الهادئة، وصوتى الخفيض، ورومانسيتى الخائبة التى تلازمنى منذ صغرى!.

لم يعد لسانى قادراً على تذوق المزيد من المرار الذى أحتسيه ليلاً ونهاراً، لم يعد عقلى مستوعباً حكم قدرى القاسى؛ بتمزيق جسدى وروحى، وقهر كيانى كله بمطرقة بنت الشمطاء، وسندان «الأرشانة». أحاول الهروب، ولكن إلى أين؟!. لم أجد سوى حل وحيد، وهو أن أوفر فى ثمن علب سجائرى، صرت أدخن أقل؛ لأننى أستغل النقود المتبقية بالفرار إلى «النت كافيه»؛ لأقضى فيه مراهقة متأخرة، وسط « تريقة » الشباب الذى ينظر لى بريبة. قررت ألا أحفل بتعليقاتهم السمجة، ونظراتهم الساخرة لرجل مثلى تدلى الكرش منه، ولمعت صلعته فى عتمة الليل!. استعنت بأحدهم؛ لينشئ لى حساباً على الفيس بوك. أقضى ساعات ليلى فى«النت»؛ لأننى اهتديت إلى فكرة شيطانية؛ بأن أضع أقراصاً منومة فى كوب الشاى لزوجتى!.

مرت علىّ خمسة شهور، وأنا أضيف مجموعة كبيرة من الأصدقاء. حتى أضفتها ذات يوم، لم أكتف بذلك، بل صارت صديقتى على الياهو. اسمها، ورسمها، وضحكتها التى استمعت إليها كثيراً، وأنا أشاهدها فى الدردشة، واضعاً على أذنى سماعتين، حتى لا أثير فضول الشباب المندهشين من تصرفاتى. لا يفرق بين صديقتى التى عرفتها عبر الشبكة العنكبوتية «النت»، وبين حبيبتى المفقودة سوى الجنسية؛ الحبيبة مصرية، والصديقة تونسية، ورومانسية الاسم تجمعهما؛ «ياسمين»، أكاد أتنفس أريجها وهى تدردش معى فى عالمى الافتراضى. و... أحببتها. أكاد أجن حين لا أجدها يوماً على «شات» الياهو، أو الفيس بوك. كيف الوصول إليها، ربيعية العمرذات الخامسة والعشرين ربيعاً، مليحة الوجه، سوداء الشعر، واسعة العينين، دقيقة الأنف، ابنة تونس الخضراء هذه؟!.

استمررنا على هذه الحال، حتى غابت عنى أسبوعاً، أين أنت يا حبيبتى الافتراضية؟، لا أجد إجابة، حتى داهمتنى الإجابة أخيراً؛ ياسمين الفتاة رائعة الجمال، فقدت حبيبها الواقعى الذى اغتالته يد الشرطة الآثمة، وهومنخرط فى مظاهرات حاشدة تطالب بالحرية.

و... ظهرت حبيبتى بعد يومين من الرابع عشر لشهر يناير2011، الحزن يكسوها، إلا أنه ممزوج بفرحة وقلق وترقب؛ صحيح أن حبيبها مات، إلا أن عطرها انتشر فى أرجاء وطنها كله؛ بعد أن أخذوا من اسمها عنواناً للثورة على فساد الحاكم زين العابدين بن على، ثورة الياسمين.

ياسمين حبيبتى الافتراضية، صارت منذ ظهورها ملاذى؛ أقضى معها ساعات أطول، ليس على «النت» فقط، بل فى خيالى، لا أحلم إلا بها.

- على فين يا «مدهول»، لامم هدومك فى شنطتك؟!.

- على« سيدى بوزيد»!.

الأحد، ديسمبر 12، 2010

قصة : وأد : الفائزة بجائزة نادي الرياض الادبي للمبدع عماد علي قطري


حين لمح العربة الخشبية التي تعلوها البالونات الملونة تنحدر باتجاه شارعهم هب في خفة ورشاقة ..وضع بعناية حصانه الطيني ذا الجناحين الذي عجنه من طين تخيره بعناية وصنعه بدقة في الشمس قرب الجدار ليجف ..
" هات بريزة يا أم " ...
بإشارة من يديها عرف الجواب ,حين لمحت حزنه قالت : خذ لك كوز ذرة من على السطح " في ثوان كان يرتقي السلم الخشبي المركون في براح الدار على جدار علاه الرشح, انتبه جيدا لمكان الدرجة المكسورة انتقى في عناية أكبر كوز ذرة , نزل برشاقة
عاوز صفارة و بالونة يا عم , أردف موضحا ...
صفرا
عاد مسرعا حين أخبره البائع في بلاهة أن كوز ذرة واحد لا يكفي للاثنتين ... عاد إليه وصدره ما زال يعلو ويهبط بقوة
صفراء والنبي يا عم
ببراعة أدخل مقدمة الناي في فمه بعد أن أمسك بطرف خيط البالونة بإبهامه الأيسر , بدأ النفخ , حرك أصابعه برشاقة , خرج الصوت بهيجا ساحرا , تعلو رأسه قليلا البالونة الصفراء التي تتمايل يمنة ويسرة , النغم يخرج شجيا , يتمايل يمنة ويسرة ... تشاركه البالونة الرقص في الهواء .. تتمايل نشوى معه
لمح حصانه الطيني قرب الجدار ... فرت دمعة من عينيه حين رأى أثر قدم كبيرة شوهته
فر خيط البالونة من يده دون أن يشعر ... طارت بعيدا ... أصر على النفخ بقوة ... خرج النغم حزينا ... حزينا جدا



 القصة الفائزة في مسابقة نادي الرياض الأدبي

الثلاثاء، نوفمبر 16، 2010

قصة..... أرامل النت ...........للاديبة نادية كيلاني





انْسحَب مِن سريرِ زوجته متسللاً بعدَ منتصَف اللَّيْل، تعرِف أين يذهب، لَمَّا اطمئنَّتْ أنَّه استقرَّ أمامَ حاسوبه، وبدأ في البحْث عنها قامَتْ.



أخرجَتْ حاسوبها من مكْمَنه الذي أعدَّتْه له بعيدًا عن الأعيُن، هو في غرْفة الصالون أمامَ (اللاب توب)، وهي في سَريرها أمامَ جهازها، لم يكن هناك ولا هنا مِن ضوْء سوى ضوءِ شاشة الجهازين المنعكِس كلٌّ منها على وجهِ صاحِبة، بدأ قلبُه في الخَفَقان عندما ظهَر تعريفها أمامَه، بادرها بشغَف:

• تأخَّرتِ يا حبيبتي، ما عدتُ قادرًا على غيابك.

• ولا أنا.



• اشتقتُ إليك، لماذا تَرفُضين أن أراكِ بالكاميرا، أتمنَّى رُؤيتَك.

• قلت لك: لن تندمَ حينما تراني، ستكتشِفُ أنَّني اختيارُك لو عادَ بكَ الزمن لذهبتَ لخِطبتي.



• أإلى هذا الحدِّ أنتَ جميلة؟!

• نعم، وما زلتُ جميلة، لكنَّ زَوْجي يتجاهَلُني.



• إنَّه غبيٌّ.

• بكلِّ تأكيد، جعَلَني أرملةً رغمَ وجوده.



• دَعينا منه، وهيا نُفرغ طاقاتَنا المختزَنة بسبب عدمِ التوفيق في زِيجاتنا.

• ولا يُقدِّر جهْدي مع أطفالي الثلاثة.



• لا تُذكِّريني بأطفالي الثلاثة، فهم مسؤوليَّة وهَمٌّ كبير.

• انسَ الهمَّ ما دمتَ معي، الآن هيا إلى الحبِّ.

• أعْتَرِف أنَّك غير كل النِّساء، أنتِ تعرفين كيف تَجذبينني إليك، وتَجعلينني متعلقًا بكِ إلى حدِّ الهوس.



• ألاَ تَجْذبك زَوجتُك؟!

• لا، هي ليستْ في رِقَّتك ودَلعك، لكن أغضبُ منك كثيرًا في نهاية كل مكالمة حين ترفُضين أن أُحقِّق معكِ أحلامي.



• إنِّني أذنب بالتحدُّث معك، فأقِف عند حدٍّ أُطيقه، أكثر مِن هذا عبءٌ على ضميري.

• يا سَيِّدتي جَرِّبي - ولو مرَّة - ستشعُرين بسعادةٍ كبيرة، الجِنس على الإنترنت جذَّاب جدًّا.



• أنتَ جربْتَه إذًا..؟!

• حدَث ولكنَّك نهايةُ المطاف، وأتمنَّى أن أتزوَّجك.



• ألاَ تخشَى إذا عرفْتَني في الحقيقة أكون غيرَ ما أنا في الخيال؟

• أبدًا، أبدًا، أنا متأكِّد أنَّك في الحقيقة أجملُ مِن الخيال.

• وأنا أَعِدُك ألاَّ أخذلَك.



• إذًا؛ ستُرينني نفْسك بالكاميرا.

• نعم، وسأُقابلك بعدَما أحوز إعجابَك.



• هيَّا الآن.

• ليس الآن، غدًا.



• لماذا ليس الآن، أنا متشوِّق جدًّا.

• كي أستعدَّ، لا أُخفي عليك، سأذْهَب إلى الكوافير، كيف تحبُّ أن ترَى لوْنَ شعري؟



• هل هو أصْفَر؟

• سأجْعَله أصْفر، وماذا أيضًا؟


• وقصيرًا مثلَ الأجانب.

• غريب! الرِّجال يُفضِّلون الشعرَ الطويل.



• ألم أَقُلْ: إنَّك مختلفة.

• آه فِعْلاً، لذلك اختلفت أنت أيضًا.

• حتَّى أليق بكِ يا حلوةَ الحلوات.



• وماذا تُريدني أن أَلْبَس؟

• طبعًا ثوبًا مكشوفًا، وقصيرًا، أُريد أن أرَى كلَّ مفاتِنِك.



• اعتبِرْني ارتديتُه.

• حَركتِ كلَّ مشاعري، ركِّزي معي قليلاً.

• لا، أنت الآن خَطَر، سلام، إلى اللِّقاء غدًا.



• انتظري، انتظري، أينَ أذهب بحالي هَذِه الآن؟!

• إلى زوْجتِك.



وأغلقتِ الحاسوب، وبِسُرْعة وضعتْه تحتَ السرير، ونهضَتْ خارجةً من الغُرْفة، اصطدمتْ به، سألَها:

• ماذا أيْقَظك؟

• أذهبُ إلى الحمَّام.

• حسنًا سأنتظرك.



تركتْه ليومين يبْحَث عنها، يومًا ذهبت إلى محلاَّت الأزياء تبتاع ثوبًا مكشوفًا وقصيرًا بشكلٍ لم يعرْفه في ملابسها، واليوم الثاني أمْضتْه عندَ الكوافير تقصُّ شعرَها وتصبغُه أصفر.



في اللَّيْل عندما دخَل غرفتَه التفت ناحيةَ العِطر الفوَّاح فتسمَّر أمامَها!



وهي في شَعْرها الأصْفَر وثَوْبها الرُّوز، تَردَّد قليلاً قبل أن يسألَها: هل قصصتِ شعْرَك؟!

• نعم، وصبغتُه، ما رأيُك؟



• كيف تَقصِّين شعرَك دون إذني؛ ألَمْ أقلْ لك: إنَّني أُفضِّل الشَّعْر الطويل.

• سيطول مَرَّةً أخرى، تغيير، أردتُ أن أكونَ مِثلَ الأجانب.



• وما هذا الثوبُ الفاضِح؟!

• وهل يَراني به أحدٌ غيرك؟! قل بالله عليك: أليس جميلاً؟!



دارَ حوْلَها، وقال:

• بلى، جميل، تبسَّم، وقال: تذكرتُ أنَّ لديَّ شغلاً على الكمبيوتر، سأقوم به، ثم أنام، تُصْبحين على خيْر.



خرَج مِنَ الغُرْفة مسرعًا إلى حاسوبه، فتَحَه بعصبيَّة وتوتُّر، وهو يُحدِّث نفْسَه: أين ذهبتْ هذه!!، يا الله، صاحَ، لقدْ وجدَها!



• أيْنَ أنتِ يا حبيبتي.

• كنتُ أستعدُّ لك، فعلتُ كما اتفقْنا.



• يَعْني حانتِ اللحظة التي سأراكِ فيها.

• نَعمْ، بكلِّ تأكيد، افتحِ الكاميرا الآن.



تسمَّر أمامَ الشاشة، ماذا أرَى، جرَى إلى غُرْفَتِه؟! رآها في سَريرِها أمام حاسوبها بشعْرها الأصفر، وثوْبها الرُّوز، وتفوق عنِ الأُخرى بعِطرها الفوَّاح.

الاثنين، نوفمبر 08، 2010

"الفيل والنملة" ... قصة للأطفال.... بقلم : الطيب أديب



الفيل حيوان ضخم ، له خرطوم طويل يساعده على شرب الماء ، والتهام الحشائش من الأرض، يرفعها به ليضعها في فمه ، أما النملة فهي حشرة صغير ة الحجم ، تبحث عن غذائها بنفسها من بقايا الأشجار والثمار والأخشاب التي تنخر فيها فتحولها إلى حبيبات صغيرة.. ويتعاون النمل في حمل غذائه إلى قريته ، وهو مخلوق ذكى ، الصغير يوقر كبيره ، والكبير يساعد صغيره ، ورغم أنه كائن مسالم إلا أنه يستميت فى الدفاع عن قريته ... وفى يوم من الأيام خرجت مجموعة من النمل بحثا عن الغذاء ، وبينما هم فرحين برزقهم ، ومشغولين في حمله ، جاءت مجموعة من الأفيال مسرعة يتقدمها كبيرهم ، وإذا برجله تدوسهم فتقتل عشرات النمل وباقى النمل يصرخ ... وصاحت زعيمة النمل بأعلى صوتها قائلة : تبا لك أيها الفيل هل وصل بك الغرور إلى هذه الدرجة ..؟! نظر الفيل إليها وقال : عن أى شيء تتحدثين أيتها النملة ؟ قالت ألم تشعر بما فعلته فى حقنا ؟ قال : وماذا فعلت ؟ قالت : دست بقدمك الضخمة عشرات النمل فقتلتهم ... قال : ابتعدي عنى أيتها النملة الضعيفة . قالت : يجب أن تعلم أيها الفيل أن جسمك الضخم هذا لا يخيفنا ...نستطيع أن نلقنك درسا لا تنساه ... اذهب بعيدا عن قريتنا وإياك أن تكرر هذه الجريمة مرة أخرى ..! نظر الفيل إلى النملة باحتقار قائلا : وماذا ستفعلين أيتها النملة إذا أنا كررت ما فعلته .. اخرسى وانصرفي وإلا أكملت على بقيتكم ... ؟ شعرت النملة بالإهانه فهمست للنمل وأعدت خطة سريعة للرد على غرور الفيل، واستعدت بكل قوتها وقفزت على رجل الفيل وصعدت مسرعة على جسمه الضخم فدخلت في أذنه .. ! هاج الفيل وصرخ بأعلى صوته طالبا مساعدة الأفيال في إنقاذه من النملة .. صعدت نملة بين صفوف النمل المنظمة وصاحت مهددة باقي الأفيال بتكرار ما حدث مع كبيرهم ، فتراجعت الفيلةعلى الفور .. وظلت ملكة النمل تعض كبير الفيلة في أذنه ، وهو يقفز ويصرخ قائلا : أرجوك أن تخرجي أيتها النملة ... قالت النملة : هل تعلمت الآن أيها الفيل أن جميع المخلوقات تستطيع الدفاع عن نفسها مهما صغر حجمها ..؟ قال نعم ... ولن احتقر أى مخلوق في الغابة بعد اليوم .. خرجت النملة وقفزت على الأرض .. قال كبير الفيلة : أنا اخطأت في حقكم ومستعد لمساعدتكم في حمل كمية كبيرة من الغذاء تكفيكم لمدة طويلة . قالت شكرا : فنحن لا نعتمد على أحد في جمع غذائنا ، لأننا تعودنا جمعه بأنفسنا . قال لماذا ؟ قالت : لأننا إذا تعودنا مساعدتكم اليوم سنصاب بالكسل . قال كبير الفيلة : عجبا لك أيتها النملة ، فرغم أن جسمك صغير إلا أن عقلك كبير..! وأنا أشكرك كثيرا على هذه النصائح والحكم التي تعلمتها منك ، فهل تقبلين اعتذارى على ما بدر منى في حقكم ..؟ قالت : ما دمت قد اعترفت بذنبك ولن ترجع إلى الخطأ مرة أخرى سامحتك وسامحك الله أيها الفيل .. اذهب رافقت السلامة ..!

___________________________________________________________________

من قصص مجموعة" الفيل والنملة"-صدرت عن كتاب قطر الندى-الهيئة العامة لقصور الثقافة-2010م.

الجمعة، سبتمبر 03، 2010

قصة / في انتظار المارد...... للاديب عويس معوض


في انتظار المارد

قصة قصيرة : بقلم عويس معوض
كنت كلما أسال جدتي عن أمى تقول لي :
- إنها عند الملائكة .
وعندما ارتمى في دهليز الدر تقول جدتي:
- اقسم على الماء حتى يجمد والنار حتى تخبو أن هذا الولد محسود وممسوس من جنيات الأرض .
تأخذنى في حجرها , تأمر عيال الدار أن يحضروا الموقد والبخور الذي أهدى إليها من بلد النبي .
توقد النار, وعندما تصفو تضع البخور فيطقطق, وتستعيذ برب الفلق من شر مخلوقات الله ومن شر الحساد ونافخين العقد.
تمسح رأسى وجسدي بيديها الناعمة الشاحبة وتقص العروسة الورقية وترقيني وتخرم العروسة بالإبرة : من عين سنية وعلية وذكية وكل من رأونى ولم يصلوا على النبي .
تحرق العروسة وتفركها في كعبي , يقشعر بدني .
اضحك وأنا أتذكر علية وعينيها الجميلتين عندما تأخذنى في دارها لأخرج النقود واشترى الحلوى , فتغوص يدي في اللحم الطري
تسبل جفنها وتتأوه فاضحك, تضمني في عنف فأبكى وأجرى منها.
ولماذا تحرق جدتي عين سنية وذكية وهما يحباني كثيرا ويأخذانى إلى البيت فتطعمني ذكية بيدها الناعمة الجميلة وتطلب من الله ولا يكثر على الله أن يرزقها بولد يشبهني .
وسنية تطعمني وتمسح بطرف كمها الدموع :
- لو مد الله في عمر ابني لكان مثلك.
يخبط الهواء ضلف الشباك ,فتنام العيون تحت الدفء يعوى الكلب الغريب بصوت متقطع في الخارج ,فتلعن جدتي برد الشتاء .
يلتف العيال حول النار , ونطلب منها أن تحكى لنا حكاية الشاطر حسن وست الحسن , تمسح بيدها على رأسى وتطلب منا أن نصلى على النبي فنصلى ونسلم عليه .
تقول:
- كان ياما كان في سالف العصر والأوان , فتى يشبه ضوء الشمس , وبنت سبحان الخلاق المصور .
أغمض عيني , وأروح معها في الحكاية , وما فعله الشاطر حسن , وكيف خرج العفريت من المصباح واحيا من احيا وأمات من أماته , وانه لولا العفريت ما تزوج الشاطر حسن من ست الحسن .
أفيق على قولها :
- وتوته توته فرغت الحدوتة .
يكون العيال ناموا فأتظاهر بالنوم, ترصنا جدتي على الحصير وتنام.
أتسلل , اخذ المصباح القديم , واذهب به إلى الحجرة المظلمة , احكه كي يخرج العفريت واطلب منه يذهب بى إلى أمى عندهم , وان يرزق سنية ولدا يشبهني , ولذكية ولدا تحبه وتطعمه , ثم يذهب إلى عليه ويضمها حتى يعصر ضلوعها .........
احكه احكه , .. ولا يأتى العفريت
أقول له :
- اظهر ياعفريت ......
ولا يظهر .
- اظهر ياعفريت يا ابن الكلب ..
ثم القي المصباح على طول زراعي .
تستيقظ جدتي على صوت الضجيج , تبسمل وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم , تأخذنى في أحضانها وتطلب لي من الله الهدايةة . أقول لها :
- أريد إن يذهب بى العفريت إلى أمى تضعني في حجرها .
تسقط منها الدموع فوق رأسى فيبتل , تسقط دموعي في فمي .. أحس بطعم الملح .
يلفنا السكون .. يتهادى إلى سمعي العواء المتقطع للكلب الغريب .