الأربعاء، يونيو 29، 2011

وجوه من الحلم الجميل...... قصص قصيرة جدا للمبدع عادل العجيمي




قصص قصيرة جدا .. عادل العجيمي
هي وجوه شاهدتها في ميدان التحرير
وجوه من الحلم الجميل




1-مدحت صفوت


قبعته التي ارتداها في هذا اليوم كانت غريبة ..(هتفنا بقوة) .. نظر في وجهي ومد يده فنزع عني قبعتي مؤكدا : يخلق من الشبه أربعين


وعاد إلى الهتاف .. لم أتصور أنني أرتدي نفس القبعة ،لذا صمتُّ قليلا لأستوعب الأمر ثم ضحكنا في وقت واحد وهتفنا في صوت واحد نصرخ في وجه الفجر الذي تأخر ...


2-مصطفى نوبي


الكاميرا التي تصطحبه دائما لم تكن معه هذه المرة ،فسألناه عنها ولم يجب ،وأخرج صورة كبيرة التقطها في لحظة غريبة لا تتكرر .. كنا جميعا نضحك بملء قلوبنا ولا تبدو في الخلفية إلا سماءً مفتوحة عن آخرها ...


3-عبدالله راغب


لم يكن ارتفاع صوته هذه المرة بقصيدة القتيلين اللذين تقاتلا في عين امرأة في وجود لوركا ،بل كانت ضحكة مجلجلة جعلت الجميع ينظر نحونا ويضحك بنفس الطريقة


4-سيد الوكيل


لم أره جالسا ككل مرة يعدل من وضع نظارته ويتأمل كتابا فيمتعض حينا وينبسط أحيانا .. لم أره جالسا أصلا ، بل كان ممسكا بيد (أميرة ) ويسرعان مخترقين كل الصفوف واصلين إلى القلب بكل سهولة.....


5-واحد / أنا


فوجئ أنه ليس وحيدا .... فوجئت أنني لست وحيدا


معه ناس ... معي ناس


معه وطن ... معي وطن ...


6-وائل فتحي


طالت قامته أكثر من أي وقت مضى ،وصنعت نظارته التي تحملها أنفه بصعوبة شديدة فارقا جديدا ، كان يهتف (أنا الطفل إللي ممكن يزعج العالم بصمته ) وظل يردد هتافه ،وقامته تطول وترتفع حتى تتشابك مع خيوط النهار الأولى بعيدا عن حكمة العواجيز ..


7-طعم الأسفلت


الجلوس على الأسفلت ورص الطعام ،وتشكيل دائرة حوله صار شكلا يوميا لا نستغني عنه ....


اليوم أتوق لنفس الدائرة وطعم الأسفلت


8-أحمد شوقي علي


القط فتحي كان يموء باحثا عن قطته التي سلبوها منه، بينما كان أحمد يبحث عن شيء آخر وعيناه لا تفارقان صديقه فتحي وشاشة اللاب توب والزحام يشتد حولهما .. الجميع يحبس الأنفاس ..وجد فتحي قطته ،فيصيح أحمد ويصيح الجميع رافعين الأيدي بعلامة النصر ...


9-أسامة الحداد


لم يجلس ككل مرة على المقهى ليكتب عن المراهق الذي سخر هو ورفيقته منه حينما رأى يده تتشابك مع يد مراهقة في الأربعين بل امتص سجارته حتى آخر نفس فيها وراح يجري في الشوارع حتى وصل إلى ميدان طلعت حرب وسمع رنين هاتفه ،فوجد رقما غريبا .. رد بسرعة ، وكنت على الجانب الأخر من المكالمة أبكي فبكى وهو يطير ليقبل طلعت حرب ...


صديقي10


إنه الوحيد الذي كان يحلو لي أن أتهمه بالسلبية ،وإمعانا في السلبية كان يسكت .. لم أصدق عيني وهو يعلو الجميع لتخترقه رصاصة غبية فيسقط ونظرته مصوبة نحوي فقط مبتسما : مش وحدك بتحبها


ثم حلق بجناحين متسعين اتساع الجنة وتركني نقطة ضئيلة في ميدان فسيح جدا .
بقلم: عادل العجيمي

ليست هناك تعليقات: