‏إظهار الرسائل ذات التسميات ادب عالمي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ادب عالمي. إظهار كافة الرسائل

السبت، نوفمبر 30، 2013

قصائد لآرثر رامبو ... ترجمة آسية السخيري

قصائد لآرثر رامبو ... ترجمة آسية السخيري 
ترجمة آسية السخيري
آرثر رامبو( جان نيكولا آرثر رامبو: 1854 ـــ 1891)
بوهيميتي
أمضي، القبضتان في جيبي المثقوبين ،
معطفي أيضا يغدو معانقا للكمال،
أسير تحت السماء… ربة القصيد، ملهمتي ! لقد كنت المخلص لك.
أوه ! يا للمحبات المشرقة البهية التي كنت أحلم بها !
سروالي الوحيد كان به ثقب شاسع.
ــــ عقلة إصبع ! متضلعا في الحلم، تماما كما الحب، أدرس آناء عدوي القوافي .
فندقي كان هناك في الدب الأكبر .
ــــ ونجومي في السماء كان لها خفخفة الحرير الناعمة.
جالسا على حافة الطرقات، كنت أسمعها،
في هذه الليالي الفاتنة من أيلول
حيث كنت أحس قطرات الندى على جبهتي،
مثل خمرة من عافية وقوة
هناك، حيث كنت وسط الظلال الغريبة أنظم شعري
كأنها القيثارة، أجذب أوتارا مطاطية
لحذائي المجروح، رجل بالقرب من قلبي !
نائم الوادي
هذه حفرة للخضرة يشدو فيها نهر
بهوس يعلق للأعشاب أسمالا فضية
حيث تسطع شمس الجبل الأبي
إنه واد صغير يرغي ويزبد بالأشعة الدافقة
جندي شاب، فم مفتوح، رأس عار
و القذال المستحم في رطوبة الحرف* الأزرق ينام
ممددا وسط العشب، تحت غمامة
شاحبا في فراشه الأخضر حيث ينهمر (يمطر) الضوء
ينام و القدمان في زهر الدلبوث المخملي.
باسما مثل طفل سقيم يقضي القيلولة:
أيتها الطبيعة الرؤوم، هدهديه وامنحيه الدفء، إن الصقيع يغمره.
الشذا لا يرتعش له أنفه
هادئا، هو ينام في الشمس الشاسعة، اليد على الصدر،
و على جنبه الأيمن ثمة ثقبان أحمران.
الأبدية (1)
( هذه النسخة من نص ” الأبدية ” توقيع رامبو للشاعر جان ريشبان سنة 1872 وهي التي يعتمدها الناشرون)
لقد تم العثور عليها !
ماذا ؟ الأبدية !
إنها البحر الذاهب
مع الشمس .
أيتها الروح المترصدة
لنهمس بالاعتراف
رغما عن الليل الرديء
و النهار الموغل في النار
بشر للتأييد ،
حماسات مشتركة واندفاعات
هنا أنت تنفلتين
وتحلقين وفقا لـ ….
بما أنه منك فقط ،
أنت ، جمرات الساتان
يضوع الواجب
دون أن نقول : أخيرا.
هنا ما ثمة أمل ،
ولا أي فجر جديد
معرفة مع صبر
و النكال أكيد
قد تم العثور عليها !
ماذا؟ ــــ الأبدية.
إنها البحر
المرتحل مع الشمس
الأبدية ( 2 )
( لقصيد رامبو “الأبدية” نسخة ثانية نشرت في “كيمياء الفعل” أحد فروع ديوانه ” فصل في الجحيم” – 1873 – )
لقد تم العثور عليها !
ماذا؟ الأبدية.
إنها البحر
الممتزج بالشمس.
يا روحي الأزلية ،
عايني أمنيتك
رغما عن الليل الوحيد
و النهار الموغل في النار.
إذن أنت تتحررين
من الناس المؤيدين،
من الحماسات المشتركة !
أنت تطيرين وفقا لـ ….
ــــ لا رجاء أبدا.
لا فجرا جديدا.
معرفة وجلد،
والعذاب أكيد.
ما ثمة غد،
جمرات الساتان،
حماسك المضطرم
هو الواجب.
لقد تم العثور عليها !
ـــ ماذا؟ ــــ الأبدية.
إنها البحر
الممتزج بالشمس.
آسية السخيري
تونس

الجمعة، أكتوبر 07، 2011

السويدي توماس ترانسترومر بالعربية..3 ترجمات واحتفاء أدونيسي




صحيفة المشهد / عبدالرحمن مقلد


حضور عربى جيد حظى به الشاعر السويدى توماس ترانسترومر، الفائز بجائزة نوبل للآداب العام 2011، حيث تمت ترجمته للغة العربية أكثر من مرة، منها ترجمة على ناصر كنانة "توماس ترانسترومر.. ليلاً على سَفَر" الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وترجمة قاسم حمادى والتى قدم لها الشاعر السورى الكبير أدونيس والصادرة عن دار "بدايات".


"ترانسترومر"، المصاب بجلطة دماغية لا تمكنه من الحركة ولا الحديث، قدم قراءات شعرية فى كل من لبنان وسوريا، قرأها عنه أدونيس وزوجته مونيكا والشاعر نضال الأشقر.


يقول أدونيس فى تقديمه لأعمال الشاعر السويدى " إن شعره يجعل القريب أليفاً، والأليف كأنه يخلق من جديد، وهو شاعريبدع صوراً فريدة ويتمرد على الزمان والمكان والشكل ليؤسس نصاًمغايراً، ولا يبارح نص الهم الإنسانى وإن غاص عميقاً فى الطبيعةوغوامضها"، ورأى أدونيس بعد قراءته لأعمال ترانسترومر" أن للغة العربية سحرها الخاص وأنه عندما تسطع شمس اللغةالعربية فإن شموس اللغات كافة تغيب".


ويقارن الشاعر اللبنانى محمد على شمس الدين بين ترجمة على ناصر كنانة لتوماس ترانسترومر وترجمة قاسم حمادى، فيقول" كلا المترجمين، بلمساته ولمسات أصحابه، يقترب أو يبتعد، من توليد نص مماثل للأصل (بالتعبير الجاحظى) تبعاً لما يمكن أن يجريه قارئ فطن وشاعر، لترانسترومر بالسويدية"، لكن نصوصاً واحدة، تمت ترجمتها بخلافات أحياناً طفيفة فى العبارة، وأحياناً بعيدة، ولا نعرف أين تقع الحقيقة.


وفى حوار أجراه معه الشاعر اللبنانى عباس بيضون، يتحدث "ترانسترومر"عن علاقته بالطبيعة: "إن السويد بشكل عام دولة حضارية والدين الكلاسيكى أى الكنيسة لا يلعب دوراًكبيراً فى حياة المواطنين. لذا يتوجه السويديون، بدلاً من الدين، إلىالطبيعة فى بعض الأحيان... إلا أنهم لا يتوجهون إلى الطبيعة فقط لأجلالدين.، هكذا كان لقائى الأول مع الطبيعة... عبر جمع الحشرات واكتشاف الجزيرة. بعدها بدأ يظهر اهتمامي بالموسيقي، ربما تكون الفترة التى عشت خلالها فى الطبيعة أثّرت بشكل غير مباشر على صياغة أشعارى.


وعن علاقة الشعر بالفلسفة يقول: "لم أهتمّ أبداً بالفلسفة... ومنذ البداية والشباب الأول لم أحفل بها. لطالما كانت الفلسفة بعيدة عني. لم أشعر بأن لى أية علاقة بها. وكانالاهتمام الأكبر الذى انكببت عليه هو تاريخ الأدب وتاريخ الأديان وعلمالنفس. حتى فى أشعارى، أنا لا أفلسف الأمور".


أشهر أعمال "ترانسترومر:""أسرار على الطريق" عام 1958، و"نصف سماء منتهية" عام 1962، و"النوافذ والحجارة" عام 1966، و"المسالك" عام 1973، و"صوت يقول أن الحرية موجودة" و"حاجز الحقيقة" و"الذاكرة تنظر إلىَ" عام 1993، "المركب الحزين" عام 1996، و"اللغز الكبير" عام 2004.


ومن نصوصه ترجمة على ناصر كنانة


قصيدة: بورتريه نسائي


الصوت يختنق فى الفستان.


عيناها تلاحق المصارع. ثم تقف هي


بعد ذلك بنفسها على الحلبة، هل


هى حرة؟ إطار ذهبى يحتضن اللوحة


بطريقة مرعبة.


ترجمة قاسم حمادي


نيسان والصمت


يستلقى الربيع مهجوراً


الخندق المخملى المظلم


يزحف بجانبى دون انعكاسات






وحدها الورود الصفراء مضاءة


أُحمل فى ظلي


كمثل كمان


فى صندوقه الأسود


ما أريد قوله


يتألق خارج متناول اليد


كمثل الفضة


عند الراهن.


ومن قصائده التى ترجمها قاسم حمادى:


نيسان والصمت


يستلقى الربيع مهجوراً


الخندق المخملى المظلم


يزحف بجانبى دون انعكاسات






وحدها الورود الصفراء مضاءة


أُحمل فى ظلي


كمثل كمان


فى صندوقه الأسود


ما أريد قوله


يتألق خارج متناول اليد


كمثل الفضة


عند الراهن.






قصائده


أسرارٌ على الطريق


أصابَ ضوءُ النهارِ وجهَ أحدِ النائمين


حظي بحلمٍ أكثرَ حيويةً


غيرَ أنهُ لمْ يستفق.


أصابت العتمةُ وجهَ أحدِهم


كانَ يسيرُ وسطَ الآخرين


تحتَ أشعةِ شمسٍ قويةٍ متعجّلة.


اكفهرّت بغتةً لمطرٍ مدرارٍ همى


وقفتُ في غرفةٍ اتسعت لكل اللحظات -


متحفِ فراشاتٍ.


والشمسُ كسابق عهدها قويةٌ


ريشتها المتلهفةُ تصبغُ العالم.


السماءُ النصفُ مُكتملةَ


يُوقفُ الصمتُ عَدوَهْ


يُوقفُ الهم عَدوَهْ


توقِفُ الحدأةُ هروبَها


يتدفقُ الضوءُ المتحمّسُ,


حتى الأشباحُ ترتشفُ جرعةً.


تُقبلُ رسومنا مع النهارِ,


الحيواناتُ الحمراءُ لمراسمِنا من العصرِ الجليدي.


تتلفتُ الأشياءُ كلها


نمضي بالمئاتِ تحت الشمسِ


كل امرئٍ بابٌ نصفُ مفتوحٍ


يفضي إلى غرفةٍ للجميع.


تحتنا الأرضُ اللامتناهية.


يضيءُ الماءُ بين الأشجار.


البحيرةُ نافذةٌ تُطلّ على العالمِ.


جولة نغم


عبرَ قريةٍ أقودُ سيارتي ليلاً, تُقبلُ


لأضوائها البيوتُ - مستيقظةً, تودُ الشربَ.


بيوتٌ, إسطبلاتٌ, لافتاتٌ, عرباتٌ سائبةٌ – بيدَ أنها الآن


ترتديَ الحياة. – ينام الناس:


ينامُ بعضُهم بطمأنينةٍ, لآخرين منهم وجوهٌ بتقاطيعٍ متوترةٍ


كمن يخضعُ لتدريبٍ أبديٍّ قاسٍ.


لا يجرؤون على تركِ شيءٍ وإن كان نومهم ثقيلاًٌ.


يخلدون للراحة كحواجزَ تهبط حينما يولّي اللغزُ مدبراً.


خارجَ القريةِ يمضي الطريقُ طويلاً عبر أشجارِ الغابة.


والأشجارُ الأشجارُ تخطو صامتةً بحللٍ متناغمةٍ.


بلون مسرحي تجده في الأرواح المتقدة.


كم تبدو أوراقُها جليةً ترافقني إلى عقرِ داري.


مستلقياً لأنامَ, أشاهدُ صوراً


وأشكالاً مجهولةً ترسمُ نفسها خلف الأجفانِ


على حائطِ الدجى. في الشرخ بين الحلم واليقظةِ


تسعى رسالةٌ كُبرى عبثاً إلى التغلغل بينهم.


بعد موتِ احدهم


حدثت صدمةٌ


خلّفت وراءَها ذَنَبَاً شاحباً, براقاً وطويلاً لنيزكٍ.


يستضيفنا. جاعلاً صورَ التلفازِ مغبشةً.


يستقر كقطراتٍ باردةٍ في الأقنية الهوائية.


مازالَ بمقدورِ المرءِ التزلج بزحافاتٍ,


تحتَ شمس الشتاء, بين الأحراجِ حيث ماتزال أوراقُ العامِ المنصرمِ معلقةً.


تشبه أوراقاً ممزقةً من دليل هواتفَ قديمٍ -


التهمَ البردُ أسماءَ المشتركين فيهِ.


جميلٌ أن نشعرَ بأنَ القلبَ مازالَ ينبضُ.


لكننا غالباً ما نشعرُ بأنَّ الظلَ أكثرُ واقعيةً من الجسدِ.


يبدو الساموراي غيرُ ذي أهميةٍ,


إلى جانبِ مئزرهِ المُعدِ من حراشفَ التنينِ السوداءِ.


الجوائز التى حصل عليها


جائزة نويشتادت الدولية للأدب( الولايات المتحدة الأمريكية )


جائزة الأكاديمية السويدية لدول الشمال 1991 ( نوبل الصغرى )


جائزة التاج الذهبي 2003(مقدونيا)


جائزة نونينو الايطالية2004


جائزة نجم الدب الاكبر2004 ( الصين )



الاثنين، سبتمبر 05، 2011

قصيدتان للشاعر الفرنسي بودلير

*
إيقاع المساء 


ها قد جاء الوقت الذي فيه تهتزّ
كل زهرة على ساقها وتفوح كالمبخرة
فالألحان والعطور تدور في نسيم المساء
كما تدور الرقصة الكئيبة والنشوة الفاترة
كل زهرة تفوح كمبخرة
والكمان يرتعش كالقلب المعذب
أيتها الرقصة الكئيبة والنشوة الفاترة
السماء حزينة جميلة كمذبح كنيسة واسع
الكمان يرتعش كالقلب المعذب
قلب رقيق يكره العدم الأسود الفسيح
وسماء حزينة جميلة كمذبح كنيسة واسع
والشمس تغرق في دمها المتجمد
قلب رقيق يكره العدم الأسود الفسيح
يلتقط كل بقية من ماضيه المضيء
والشمس تغرق في دمها المتجمد
وذكراك في نفسي تتألق
كواجهة مذبح مقدس
*
ترجمها عن الفرنسية
حنّا الطيّار
جورجيت الطيّار 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشيد خريفي




نغوص قريباً في الظلمات الباردة
فوداعاً يا تلألؤ أضواء أيام الصيف القصيرة
إني لأسمع من الآن سقوط الحطب على البلاط
كأنه إيقاع أنغام جنائزية
سيتغلغل الشتاء كله في كياني
غضب, حقد, هول, اشغال شاقة
وكالشمس في جحيمها القطبي
سيكون قلبي كتلة حمراء من جليد
صوت كل حطبة تسقط يشعرني بقشعريرة
وصدى بناء المشنقة لن يكون أقوى
فكري يشبه البرج الذي ينهار
تحت ضربات قرون تيس هائل لا يعرف التعب
يخيل لي وهذا القرع الرتيب يهدهدني
أنهم يغلقون مسرعين بالمسامير نعشاً في مكان ما لمن ؟
بالأمس كان الصيف واليوم جاء الخريف
هذه الضجة الخفية تدق كأجراس الرحيل.
أحب في عينيك الواسعتين أيتها الجميلة هذا النور المخضوضر
لكن كل شيء في فمي مرّ المذاق
لا شيء ! لا حبّك ولا غرفتك لا موقدك
كلها لا تساوي في نظري
الشمس المتلألئة على البحر
ورغم ذلك أحبيني يا ذات القلب الحنون
كوني لي أماً على الرغم من خبثي وعقوقي
وسواء كنت عشيقة أم شقيقة
كوني الحلاوة السريعة الزوال
لخريف مجيد وشمس غاربة
المهمة قصيرة الامد فالقبر ينتظرني شَرِهاً
آه دعيني ألقي بجبهتي على ركبتيك
لأتذوق الشعاع الشاحب الناعم لآخر الخريف
وأنا أتحرق ندماً على الصيف الناصع المحرق
*
ترجمها عن الفرنسية
حنّا الطيّار
جورجيت الطيّار


الأربعاء، أغسطس 24، 2011

جوجل تحتفل بميلاد الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس



جوجل تعتفل بميلاد الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس
الذكرى 112لميلاد الكاتب الأرجنتيني




خورخي لويس بورخيس (بالإسبانية: Jorge Luis Borges، عاش بين 24 أغسطس 1899 - 14 يونيو 1986 م) كاتب أرجنتيني يعتبر من أبرز كتاب القرن العشرين 
ولد بورخيس في بوينس آيرس وكان والده خورخي غويلرمو بورخيس محاميا وأستاذا لعلم النفس، وكان مصدرا للإلهام الأدبي حيث قال عنه بورخيس: «حاول أن يصبح كاتبا ولكن محاولته فشلت»، وقال أيضا: «كتب مقاطعا شعرية جيدة جدا». أما والدته ليونور أسيفيدو سواريز فقد تعلمت الإنجليزية من زوجها وعملت كمترجمة. عائلة والده كانت ذات أصول إسبانية وبرتغالية وبريطانية وعائلة والدته كانت إسبانية وربما لها أصول برتغالية. كان عائلته في المنزل تتحدث الإسبانية والإنجليزية ولذا فقد نشأ بورخيس قادرا على أن يتحدث لغتين. كانت نشأته في ضاحية بالرمو في بيت كبير به مكتبة ضخمة.
كتب لبورخيس مترجمة إلى العربية


المرايا والمتاهات-ترجمة إبراهيم الخطيب-دار توبقال
كتاب الرمل-ترجمة سعيد الغانمي-دار أزمنة
نافذة العرب على العالم [2]
وسم السيف وقصص أخرى، ترجمة محمد إبراهيم مبروك، نشر المجلس الأعلى للثقافة [3]
الصانع، ترجمة سعيد الغانمي، نشر المؤسسة العربية للدراسات

الاثنين، أغسطس 22، 2011

قصائد للشاعر الفرنسي ... رامبو


آرثر رامبو(جان نيكولا آرثر رامبو : 1854___ 1891 )



* يدان جان ... ماري *


لجان ــ ماري يدان قويتان ،

يدان قاتمتان دبغهما الصيف ،
يدان شاحبتان كأيد ميته .

ــ أهاتان يدا جوانا؟

هل تناولتا مراهم التجميل السمراء

عن مستنقعات الشهوات ؟

هل انغنستا في اقمار
عند غدران السكينات ؟



هل شربتا من سماوات وحشيه ،
هادئتين فوق الركب الساحره؟
هل لفتا السجائر
او تاجرتا بالماس؟


عند اقدام صور العذراء الملتهبه

هل اذبلتا الورود الذهبيه ؟
انه دم الحسان الأسود

الذي ينفجر في راحتيهما وينام .



يدان تصطادان الهوام

الذي يطن في زرقة

الفجر، نحو غدد الرحيق؟

يدان تسكبان السموم؟

آه ! أي حلم أستولى عليهما
في التمطيات؟

حلم لم تسمع به آسيا

ولا المدن الفارسيه او المشرقيه ؟


ــ هاتان اليدان لم تبيعا البرتقال،

ولا اسمرتا عند أقدام الآلهة،

هاتان اليدان لم تغسلا اقمطه

اطفال صغار ثقال بلا عيون .



هاتان ليستا يدي ابنة عمة
او عاملات ذوات جباه غليظه

تحرقهما،باحطاب تفح منها رائحة المصنع،

شمس سكرى بالقطران .



انهما قاصمتا ظهور،
يدان لاتعملان السوء ابداً ،

أكثر حتميه من الآلات ،
أقوى من حصان كامل !


متأججا كالاتون،

ومهزهزا كل رعشاته،


فأن لحمهما ينشد المارسليز

وليس أبداً الصلوات!


انهما ستشدان على اعناقكن ، ايتها النساء

الشريرات ، انهما ستسحقان ايديكن
ايتها السيدات الراقيات،ايديكن الرجسه

الزاخرة بالألوان البيضاء القرمزيه .



ان وهج هاتين اليدين العاشقتين

يدير جمجمة الخراف!

في عظيماتها اللذيذه

تضع الشمس الكبيره ياقوته حمراء !


لطحة شعبية

لوحتهما (ــــــــ) قديم
ان ظاهر هاتين اليدين هو المكان

الذي قبله كل ثوري أبي !

لقد شحبتا، رائعتين ،

تحت الشمس العظيمه المثقله بالحب ،

على برونز الرشاشات
عبر باريس الثائرة !


آه ! أحياناً ، أيتها اليدان المقدستان

في قبضتكما ، أيتها اليدان اللتان ترتعش فوقهما

شفاهنا التي لايزول سكرها قط ،
تصرخ سلسلة صافية الحلقات !


وانها لانتفاضة غريبة
في كياناتنا ،عندما ، احياناً،

يريدون تبييضكما ، يايدي ملاك ،

بأن يجعلوا أصابعكما تقطر دماً !



********

" إثاره "

عبر ليالي الصيف الزرقاء سوف أعبر
على امتداد الممرات
يوخزني القمح ، داهسا العشب القصير:
حالما ، سوف أشعر ببروده تحت قدمي،
وأدع النسائم تحمم رأسي العاري
لا كلمه ،لا فكره
سوف يشب الحب الغير المحدود عبر روحي ،
وسوف أهيم بعيدا متشردا،
في الطبيعه __ سعيدا سعادتي مع إمرأه

"" بغير مأوى ولا ملبس ولا قوت ،كنت أسمع صوتا يأخذ بقلبي المجمد ، أهذا ضعف أم قوة: هاك إنه لقوة:إنك لا تعلم إلى أين ولا لماذا تسير ، فأقتحم كل الأبواب واستجب لكل نداء، إنك لن تقتل أكثر مما لو كنت جثة هامده""



********

"" أخترعت ألوانا للحروف المتحركه !! فالألف سوداء ، والواو زرقاء ، والياء حمراء _ وسويت أشكال الحروف الصامته وحركتها بإيقاعات غريزيه ، تباهيت بأبتكار لغة شعريه ستصبح يوما في متناول جميع الحواس""<<< هذا الكلام قبل 100سنه!!





********


بوهيميتي
.
.
.
أمضي ، القبضتان في جيبي المثقوبين،
معطفي أيضا يغدو معانقا للكمال
أسير تحت السماء.... ربة القصيد ، ملهمتي ! لقد كنت مخلص لك
أوه ! ياللمحبات البهيه التي كنت أحلم بها !

سروالي الوحيد كان به ثقب شاسع
____عقلة إصبع ! متضلعا في الحلم، تماما كما الحب ،
ادرس آنا عدوي القوافي
فندقي كان هناك في الدب الأكبر.
____ ونجومي في السماء كان لها خفخفة الحرير الناعمه

جالسا على حافة الطرقات ،كنت أسمعها،
في هذه الليالي الفاتنه من أيلول
حيث كنت أحس بقطرات الندى على جبهتي،
مثل خمرة من عافية وقوه،
هناك،حيث كنت وسط الظلال الغربيه أنظم شعري
كأنها القيثاره ، اجدب أوتارا مطاطيه
لحذائي المجروح رجل بالقرب من قلبي !


نائم الوادي


هذه حفره للخضره يشدو فيها نهر
بهوس يعلق للأعشاب أسمالا فضيه
حيث تسطع شمس الجبل الأبي
إنه وادي صغير يرغي ويزيد بالأشعه الدافقه

جندي شاب ، فم مفتوح ، رأس عار


والقذال المستحم في رطوبة الحرف *الأزرق ينام ممدداوسط العشب تحت غمامه
شاحبا في فراشه الأخضر ينهمر (يمطر) الضوء

ينام والقدمان في زهر الدلبوث المخملي
باسما مثل طفل سقيم يقضي قيلوله :
أيتها الطبيعه الرؤوم ، هدهديه وامنحيه الدفئ ، إن الصقيع يغمره


*********


" الأبديه "نشرت في "كيمياء الفعل "أحد فروع ديوانه "" فصل في الجحيم"" _ 1873 _
.
.
لقد تم العثور عليها !
ماذا ؟ الأبديه
إنها البحر
الممتزج بالشمس.

ياروحي الأزليه،
عايني أمنيتك
رغما عن الليل الوحيد
والنهار الموغل في النار


إذن أنتي تتحررين
من الناس الؤيدين،
من الحماسات المشتركه!

أنت تطيرين وفقا ل....

_____ لارجاء أبدا.
لافجرا جديدا.
معرفه وجلد،
والعذاب أكبر،

ماثمة غد،
جمرات الساتان
حماسك المضطرم
هوا الواجب.

لقد تم العثور عليها!
____ماذا؟____الأبدية.
إنها البحر الممتزج بالشمس

الأحد، أغسطس 14، 2011

«عشرون قصيدة حب وأغنيةٌ يائسة.....قصائد من المجموعة الشعرية «عشرون قصيدة حب وأغنيةٌ يائسة» بابلو نيرودا بحث في المسرح لـ : بيتر بروك ـــ ت.مروان حداد








ـ نبذة عن حياته، آثاره(1):‏
عام1924، أصدر بابلو نيرودا، وكان في العشرين من عمره، مجموعته الشعرية الثانية «عشرون قصيدة حب وأغنيةٌ يائسة
»، بعد مضيّ عام واحد على صدور مجموعته الأولى «الشفقيّات»، وأربعة أعوام على اتخاذه اسمه المستعار هذا، الذي عُرف به، بل وطغى نهائيّاً على اسمه الأصلي «نيفتالي رِيّيس باسوالتو»، إعجاباً منه بالشاعر والقاص التشيكي «جان نيرودا» الذي عاش في براغ ما بين عاميْ 1834 و1891. كما أن هذه المجموعة جاءت قبل خمسة وثلاثين عاماً من مجموعته الشعرية المعروفة «مئة قصيدة حب» التي صدرت عام 1959.‏
عام 1972 نشر نيرودا آخر مجموعاته الشعرية «جغرافيا باطلة»، قبل عام واحد من وفاته بمرض السرطان، بعد أن شهد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكم الديمقراطي في وطنه تشيلي وكان أحد دعائمه.‏
م.ح.‏
.....
.....
* ـ آه يا اتساعَ غابات الصنوبر‏

آه يا اتساعَ غابات الصنوبر، وشوشاتُ موجاتٍ تتكسّر،‏
أضواءٌ كسلى، جَرَسٌ وحيد،‏
شفقٌ يسقط في عينيكِ، أيتها اللعبة،‏
محارةٌ، تغنّي فيكِ الأرض!‏
فيكِ تُغنّي الأنهار حيث تهرب روحي‏
مثلما ترغبين وحيث تريدين.‏
أريني طريقيَ في قوس أمَلِك‏
لأُطلق في هذيانٍ سربَ سهامي.‏
أرى حوليَ خصركِ الضبابي،‏
وصمتُكِ يحاصر أوقاتيَ المتعَبة،‏
وعندكِ، بين ذراعيكِ الشفّافتين‏
ترتاح قبلاتيَ ويعشش اشتياقيَ النّدي.‏
آه يا صوتكِ الغامض، الذي يخضّبه الحب‏
يتردد صداه في المساء، ويتلاشى!‏
هكذا في ساعاتٍ عميقةٍ فوق الحقول‏
رأيت السنابل يطويها فم الريح.‏

* ـ إنه الصباح الذي تملؤه العاصفة‏
إنه الصباح الذي تملؤه العاصفة‏
في قلب الصيف.‏
مثل مناديل الوداع البيض تسافر الغيوم،‏
وتمضي بها الريح مع أيديها المسافرة.‏
قلوبٌ للريح لا تنتهي‏
تخفق فوق صمتنا العاشق.‏
تعصف بين الأشجار، شجيّةً وإلهيّة،‏
مثل لغة ملأى بالحروب وبالغناء.‏
ريحٌ تخطف الأوراق المتساقطة‏
وتحرف السهام المتربّصة بالعصافير.‏
ريحٌ تجرفها بموجةٍ بلا زَبَد،‏
مستسلمةً، وألسنة نارٍ تتقصّف.‏
تتمزّق أسفار قُبَلِها وتَغرق‏
عند بوّابة ريح الصيف.‏

* ـ لِكيْ تسمعيني‏

لكيْ تسمعيني‏
ترِقُّ كلماتي‏
مثل آثار طيور النورس‏
على رمال الشطآن.‏
قلادةٌ، جلجلٌ سكران‏
ليديكِ الناعمتين كحبّات العنب.‏
وأرى كلماتيَ بعيدةً.‏
وأبعد منها كلماتُكِ.‏
تتسلّلق كاللبلاب فوق آلاميَ القديمة.‏
تتسلّق فوق الجدران الرطبة.‏
وأنتِ الملوم في هذه اللعبة الدامية.‏
إنها تفرّ من ملجئيَ المظلم.‏
وأنتِ تملئين كلَّ شيء، تملئين كلّ شيء.‏
قَبْلكِ استوطنتْ وحدَتي التي تحتلّينها،‏
واعتادتها، أكثر منكِ، أحزاني.‏
الآن أريدها أن تقول ما أُحبُّ أنْ أقولَ لكِ‏
كي تسمعيني كما أُحبُّ أنْ تسمعيني.‏
رياح الكآبة ما تزال تجرفها.‏
أعاصير الأحلام ما تزال تنهال عليها.‏
تسمعين أصواتاً أخرى في صوتيَ المتألم.‏
بكاء أفواهٍ قديمة، دماء تضرّعات قديمة.‏
أحِبّيني، يا رفيقة. لا تتخلَّيْ عني. اتبعيني.‏
اتبعيني، يا رفيقة، في هذه الموجة من الكآبة.‏
لكنَّ كلماتيَ سيخضّبها حبُّكِ.‏
أنتِ التي تحتلّين كلَّ شيء، تحتلّين كلَّ شيء.‏
سأصنع منها جميعاً قلادةً لا نهاية لها‏

ليديكِ البيضاوين، الناعمتين مثل حبّات العنب.‏

* ـ أتذكّركِ مثلما كنتِ‏
أتذكّركِ مثلما كنتِ في الخريف الفائت.‏
قبُّعةٌ رماديةٌ وقلبٌ ساكن.‏
في عينيكِ تتّقدُ ألسنة الشفق.‏
وتسقُطُ الأوراق في مياه روحك.‏
متشبّثةً بذراعيّ مثل نبتةٍ متسلّقة،‏
تلملم أوراقُها صوتَكِ المتمهّل والهادئ.‏
لهبٌ من ذهولٍ تحترق فيه ذاتي.‏
سنبلةٌ برّيةٌ عذبةٌ زرقاء تعانق روحي.‏
أُحِسُّ بعينيكِ تسافران والخريف بعيد:‏
قبّعةٌ رمادية، صوتُ عصفورٍ وقلبٌ مثل بيت‏
تهاجر إليه أشواقيَ العميقة‏
وتسقط قبلاتيَ الفرِحةُ مثل جمرات.‏
سماءٌ تغمرُ مركَباً. حقولٌ تنبسط تحت الرُّبى.‏
ذكراكِ من نورٍ، من دخان، من غديرٍ ساكن!‏
هناك، أبعدُ من عينيكِ، تحترق الأمسيات.‏
أوراقٌ جافّة خريفيةٌ تحوم في روحك.‏

* ـ مُطرِقاً في الأمسيات‏

مُطرِقاً في الأمسيات أُلقي بشباكيَ الحزينة‏
إلى عينيكِ المحيطيّتين.‏
هناك تُطبق وحدتي ويَستعرُ لهيبها‏
وتلوّح بذراعيها مثل غريق.‏
أُطلق إشاراتٍ حمراً فوق عينيكِ الغائبتين‏
اللتين تفوحان مثل البحر على ضفة منارة.‏
وتبقين في الظلمة، أيتها الأنثى البعيدة، يا أُنثاي،‏
ويُطلّ من نظرتِك شاطئ الذُعر.‏
مُطرِقاً في الأمسيات ألقي بشباكيَ الحزينة‏
إلى هذا البحر حيث ترتعش عيناكِ المحيطيّتان.‏
عصافير المساء تنقر أولى النجوم‏
المتلألئةِ مثل روحي عندما أُحبك.‏
يقفز الليل في ظلمته‏
ناثراً سنابل زرقاً فوق الحقول.‏

* ـ أيتها النحلة البيضاء‏

أيتها النحلة البيضاء التي تحومين، سكرى بالعسل،‏
داخل روحي، وتدورين متمهّلةً كالتفاف الدخان.‏
أنا اليائسُ، الكلمةُ بلا أصداء،‏
الذي فقد كل شيء، وكان لديه كل شيء.‏
أيتها المرساة الأخيرة، يَصِرّ في أعماقك اشتياقيَ الأخير،‏
أنتِ الوردة الأخيرة في أرضيَ القاحلة.‏
آه أيتها الصامتة!‏
أغمضي عينيك العميقتين. هناك يرفرف الليل بجناحيه.‏
آه عَرّي جسدَكِ الشبيهَ بتمثالٍ خائف.‏
لكِ عينان عميقتان ينسكبُ فيهما الليل.‏
ذراعان نَضِرتان من زهرٍ وحضنٌ من ورد.‏
ثدياكِ صَدَفتان.‏
وفراشةٌ من ظلّ جاءت لتنام على صدرِك.‏
آه أيتها الصامتة!‏
هنا الوحدة التي يخلّفها غيابُك.‏
إنها تمطر. رياح البحر تقتنص طيور النورس التائهة.‏
حافيةً تمشي المياه عبر الدروب الرطبة.‏
وشجرةٌ تُطلقُ أوراقُها صرخاتِ أنين.‏
أيتها النحلة البيضاء، الغائبة، وما تزالين تحومين داخل روحي.‏
وتستمرين مع الأيام، رقيقةً وصامتة.‏
آه أيتها الصامتة!‏

* ـ أجل قلبي‏

من أجل قلبي يكفي صدرك،‏
من أجل حريتكِ تكفي أجنحتي.‏
من فمي سيصل حتى السماء‏
ما كان غافياً فوق روحِك.‏
فيكِ أملُ كلِّ يوم.‏
تأتين مثل الندى فوق تويجات الزهر.‏
تُغرقين الأفق عند غيابك.‏
هاربةً دَوْماً كالموجة.‏
كنتِ تُغنّين في الرياح‏
مثل شجر الصنوبر ومثل السواري.‏
مثلها أنت ساميةٌ وصامتة.‏
وفجأةً توقعين الحزن، مثل السفر.‏
مضيافةٌ مثل درب قديم.‏
تملؤكِ أصواتُ حنينٍ وأصداؤه.‏
وعصافيرُ كانت تنام في روحِك،‏
أيقظتُها، وكم فرَّتْ وهاجرتْ.‏

* ـ مضيتُ واسِماً بصلبانٍ من نار‏

مضيتُ واسِماً بصلبانٍ من نار‏
أطلَسَ جسدِكِ الأبيض.‏
كان فمي عنكبوتاً يبحث فيه مختبئاً.‏
فيكِ، خلفكِ، خائفاً، ظمآن.‏
حكاياتٌ أرويها لكِ على ضفّة الشفق،‏
أيتها اللعبةُ الحزينةُ والحلوة، كي لا أَدَعكِ حزينة.‏
طائرُ التّم، شجرةٌ، شيءٌ بعيدٌ وفرِح.‏
أيام العنب، أيام النضج والثمر.‏
أنا الذي عشتُ في مرفأ حيثُ أحببتكِ.‏
الوحدة يخترقها الحلم والصمت.‏
محاصَرٌ بين البحر والحزن.‏
صامتٌ، هاذٍ، بين ربّانَيْ زورقين ساكنَيْن.‏
بين الشفتين والصوت، شيءٌ راح يموت.‏
شيءٌ له جناحا طير، شيءٌ من كآبةٍ ومن نسيان.‏
هكذا مثل شِباكٍ يتسرّب منها الماء.‏
يا لعبتي، لم يَبْقَ غير قطراتٍ ترتعش.‏
لكنَّ شيئاً يُغنّي بين هذه الكلمات الهاربة.‏
شيءٌ يُغنّي، شيءٌ يَصعد حتى فميَ الشره.‏
أيتها القدرة على استقبالكِ بجميع كلمات الفرح.‏
أُغنّي، أحترق، أهرب، مثل بُرجِ أجراسٍ بين يديْ مجنون.‏
يا حنانيَ الحزين، ماذا تفعلين فجأةً؟‏
عندما بلغتُ ذروةَ الجرأةِ والبرودة‏
انغلق قلبي مثل زهرةٍ مسائية.‏

* ـ مُتفكِّراًً، أصطاد ظلالاً‏

مُتفكِّراً، أصطاد ظلالاً في وحدتيَ العميقة.‏
أنتِ أيضاً بعيدة، آه، أكثر بعداً من أي إنسان آخَر.‏
مُتفكِّراً، أُطلق عصافيرَ، أمحو صوراً،‏
أدفن مصابيحَ.‏
بُرجُ أجراسٍ من ضباب، ما أبعده، هناكَ، فوق!‏
أخنقُ النحيب، أطحنُ آمالاً قاتمة،‏
طحّانٌ صامت،‏
يدهمكِ الليل، وأنتِ بعيدةٌ عن المدينة.‏
حضوركِ لا يعنيني، غريبٌ عنّي.‏
أُفكِّرُ، أسيرُ طويلاً، حياتيَ قبلكِ.‏
حياتيَ قبل لا أحد، حياتيَ المُرّة.‏
الصرخة أمام البحر، بين الصخور،‏
أَركضُ حرّاً، مجنوناً، وسط رذاذ البحر.‏
الغضب الحزين، الصرخة، عزلة البحر.‏
جَموحٌ، عنيفٌ، أُطاول السماء.‏
أنتِ، يا امرأة، ماذا كنتِ هناك، أيُّ خطّ، أيُّ أثرٍ‏
مِن هذه المروحة الهائلة؟ كنتِ بعيدةً مثل الآن.‏
حريقٌ في الغابة! يشتعل في صلبانٍ زرق.‏
يشتعلُ، يلتهبُ، يتّقد في شَجَرٍ من نور.‏
يتقصَّف، ينهار. حريقٌ. حريق.‏
وروحي ترقص جريحاً من شَرَرِ النار.‏
مَن الذي ينادي؟ أيُّ صمتٍ يضجّ بالأصداء؟‏
ساعةُ الحنين، ساعةُ الفرح، ساعةُ الوحدة،‏
ساعتي أنا بينها جميعاً!‏
بوقٌ تنفخ فيه الريح وهي تُغنّي.‏
شغفٌ جارفٌ بالبكاء منعقدٌ إلى جسدي.‏
زعزعةٌ لكلّ الجذور،‏
اجتياحٌ من كلّ الأمواج!‏
كانت روحي تدور، بلا نهاية، فَرِحةً، حزينة.‏
مُتفكِّراً، أدفن مصابيحَ في الوحدة العميقة!‏
مَنْ أنتِ، مَنْ تكونين

عن موقع / الف ليلة وليلة