الاثنين، سبتمبر 05، 2011

قصيدتان للشاعر الفرنسي بودلير

*
إيقاع المساء 


ها قد جاء الوقت الذي فيه تهتزّ
كل زهرة على ساقها وتفوح كالمبخرة
فالألحان والعطور تدور في نسيم المساء
كما تدور الرقصة الكئيبة والنشوة الفاترة
كل زهرة تفوح كمبخرة
والكمان يرتعش كالقلب المعذب
أيتها الرقصة الكئيبة والنشوة الفاترة
السماء حزينة جميلة كمذبح كنيسة واسع
الكمان يرتعش كالقلب المعذب
قلب رقيق يكره العدم الأسود الفسيح
وسماء حزينة جميلة كمذبح كنيسة واسع
والشمس تغرق في دمها المتجمد
قلب رقيق يكره العدم الأسود الفسيح
يلتقط كل بقية من ماضيه المضيء
والشمس تغرق في دمها المتجمد
وذكراك في نفسي تتألق
كواجهة مذبح مقدس
*
ترجمها عن الفرنسية
حنّا الطيّار
جورجيت الطيّار 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشيد خريفي




نغوص قريباً في الظلمات الباردة
فوداعاً يا تلألؤ أضواء أيام الصيف القصيرة
إني لأسمع من الآن سقوط الحطب على البلاط
كأنه إيقاع أنغام جنائزية
سيتغلغل الشتاء كله في كياني
غضب, حقد, هول, اشغال شاقة
وكالشمس في جحيمها القطبي
سيكون قلبي كتلة حمراء من جليد
صوت كل حطبة تسقط يشعرني بقشعريرة
وصدى بناء المشنقة لن يكون أقوى
فكري يشبه البرج الذي ينهار
تحت ضربات قرون تيس هائل لا يعرف التعب
يخيل لي وهذا القرع الرتيب يهدهدني
أنهم يغلقون مسرعين بالمسامير نعشاً في مكان ما لمن ؟
بالأمس كان الصيف واليوم جاء الخريف
هذه الضجة الخفية تدق كأجراس الرحيل.
أحب في عينيك الواسعتين أيتها الجميلة هذا النور المخضوضر
لكن كل شيء في فمي مرّ المذاق
لا شيء ! لا حبّك ولا غرفتك لا موقدك
كلها لا تساوي في نظري
الشمس المتلألئة على البحر
ورغم ذلك أحبيني يا ذات القلب الحنون
كوني لي أماً على الرغم من خبثي وعقوقي
وسواء كنت عشيقة أم شقيقة
كوني الحلاوة السريعة الزوال
لخريف مجيد وشمس غاربة
المهمة قصيرة الامد فالقبر ينتظرني شَرِهاً
آه دعيني ألقي بجبهتي على ركبتيك
لأتذوق الشعاع الشاحب الناعم لآخر الخريف
وأنا أتحرق ندماً على الصيف الناصع المحرق
*
ترجمها عن الفرنسية
حنّا الطيّار
جورجيت الطيّار


ليست هناك تعليقات: