الخميس، مايو 21، 2015

لست بقارئ ... عادل الحراني




لستُ بقارئ 5 "
-------------------
هذي المرأةُ التي خرجتْ من فستانها ثم اللحم ثم هيكلها العظمي لم تتحول إلى تراب ، ولن أقف عند حافةِ التشبيه أو المجاز في محاولةٍ للتوصيف ، فالتوصيفُ خدعة ويعودُ بالعالم إلى هيكله العظمي الأول
فهل أروع ما في التماثيل هو أنها بدون هيكل عظمي وأنها التراب في تشكيلٍ جديد ، وهل أستطيعُ ان أقول إن العالم في طريقه إلى عصر التماثيل ذات الأحجام المتفاوتة والخامات المختلفة ، وهل ثمة شئ يستطيع أن يصنع الكلامَ بين تمثالين أحدهما من ذهب والآخر من طين ..
طابور من التماثيل يخرج من صفحاتِ الأخوة كارامازوف ليؤكدَ أن كارامازوف أعطي كل مبررات قتلِه وأنه كان غبياً حين صنع بعضَ الصور التي على صورته ولم يدرك أن التراب يصنعُ الحروب ليرتدي في كل مرةٍ صوراً جديدة كي لا يعودَ العالمُ إلى هيكلِهِ العظمي الأول ، وأن الهياكل العظمية ليست كلها واحدة فبعضُها يحارب وبعضها يسرق وكلها بدون أعضاء جنسية ، ربما لأنها لا تموت فلا تحتاج لأن تتناسل ، ومن ثم في كل مرة تخرج من اللوحاتِ التشكيليةِ لترتدي لحماً وتصبح صورة ..
ومازلتُ لا أقف عند حافة المجاز ..
ولن أصف لماذا لم تتحول المراةُ إلى تراب .. وأنا ..
 لستُ بقارئ 6 "
--------------------
لم يتحرك رامبو إلى تجارة العبيد على سبيل التمرد وإنما على سبيل الرضوخ الكافكاوي لتوصيف قيئ العالم والبقاء فيه ، ويبدو أن فيكتور هوجو لو كان يعلم أن الحديدَ سيتكلم وأن الهواء سيحملُ الأصوات والصور لما صار رومانتيكياً إلى هذا الحد .....
ولستُ أحاولُ أن أنبشَ أسرارَ البدائيةِ التي صنعت كلَّ هذه الحضارة في شريطٍ سينمائيٍ من العُري إلى التعرِّي ..
ولستُ أحاول أن أعصرَ خصرِكِ على سبيل التوحش ، ولستُ أحاولُ أن أرسمَ تحت سُرَّتك كلَّ هذا الجدل البيزنطي والفلسفة التي استدرجتني لصناعةِ الأطفال .. 
ربما لم يكن هنالك فارق كبير بين البؤساء وقصة مدينتين سوى الإختلاف في فانتازيا استراتيجية الحب والحرب .....
وربما لذلك لم أستطع أن أقول لكِ يوماً إنني أحبك من خلال بندقية ، أو من خلالِ وردةٍ بين صفحتين في روايةٍ تقول أحداثُها إن القتلى ذهبوا ولم يبق سوى الرصاص الفارغ ، ولم تبق سوى تلك الصور المُعلقة في ذاكرة تتضاءل ..
وعلَّني الآن أحاولُ أن أتخلصَ من غباءِ التدوين لهذا الشريط السينمائي الذي يؤكدُ أن الفتنةَ الكبرى بين عثمان وعلي أدت إلى حربين عالميتين ، وأن الحبَّ قي هذا الشريط لم يدخل في دائرةِ الإبداع
وإنما ظل قابعاً في دائرةِ الجنس السياسي للقِرَدَةِ التي لم تترك في كل لوحاتِها التشكيليةِ أثراً سوى أنها انتصبت.....

ليست هناك تعليقات: