الثلاثاء، ديسمبر 30، 2014

الشاعرة مها جمال تكتب :- أنا أنحاز للشعراء




الشعر يطرح الأسئلة، والرواية تقدم أجوبتها. الشعر هو اللغز، والرواية هي المفتاح الكامن بين الورق. الشعر كلمة، والرواية فقرة. الشعر سَيْر فوق السحاب، الرواية انتظار نزول المطر. الشعر من عالم آخر، الرواية من هذا العالم. الشعر هو السراب، الرواية هي الماء الذي كان سرابًا. الشعر قائم بذاته حتى لو اعتمد على السرد، الرواية وعاء جامع يستطيع أن يضم كل الفنون. الشاعر يملك عينَيْ صقر تنظران للمشهد من أعلى، والروائي يسير في الدروب بحثًا عن خيط طويل. الشاعر يفضِّل أن يحمل لقب «شاعر» حتى لوكتب الرواية، الروائي يتمنَّى أن يصبح شاعرًا. قُراء الشعر قِلَّة لأنهم نخبة، الرواية أكثر انتشارًا حتى بين العامة. الشعر لا يصل إلى «البِست سيلر» ولا يهتم بذلك، الروايات — حتى الرديئة منها — تصبح الأكثر مبيعًا. الشاعر بجناحَيْن، الروائي يقود دراجة في حي شعبي. الشعر صوت الرعد وضوء البرق ونزول المطر، والرواية صعود البذور من الأرض في شجيرات. الشعراء من السماء والروائيون من الأرض.
هل أنا منحازٌ للشعراء؟ طبعًا.

ليست هناك تعليقات: