السبت، أبريل 19، 2014

قراءة في قصة: (رغبة .. وإرادة ) للأستاذ / عصام سعد






قراءة في قصة:(رغبة .. وإرادة ) للأستاذ / عصام سعد

                                         د.آدم عبد ربه ، د. هاني عبدالصبور

ـــــــــــــــــــ(( إذا رغبت بإخلاص فى شىء ما . فإن العالم كله سيطاوعك لتحقيق رغبتك ))هذه العبارة . كانت حاضرة فى ذهنى . وأنا فى طريقى إلى معلم اليوجا الذى أردت أن أتعلم على يديه فن ورياضة اليوجا والتأمل , عندما قابلته ..........قا ل : هل ترغب حقا ً فى تعلم اليوجا والتأمل ؟أجبت : نعم . أرغب . قال : وهل تستطيع أن تتبع تعليماتى ؟ أجبت بإخلاص : نعم . قال : لا تتسرع فى الرد . قلت : بالعكس . أريد حقا ً تعلم اليوجا . فأنا أعشقها من كثرة ما قرأته عنها , كذلك مما سمعته عنك كخبيرلا مثيل له فى رياضة اليوجا . أرجوك أقبلنى تلميذا ً لك ........... أجاب المعلم : لا . لا يمكننى أن أقبلك قبل أن تثبت لى مدى إيمانك برغبتك فى التعلم حتى أتأكد وأطمئن على مقدرتك فى مواصلة الدرس والتعلم ......... .قلت : أنا رهن إشارتك . إختبرنى كيفما تشاء . صمت المعلم ....... , سألنى : ما هو أغلى شىء تمتلكه ؟. قلت : قلم من الذهب الخالص مرصع بأحجار كريمه غالية الثمن جدا ً. فقال : إذهب وأحضر القلم الأن .....فأحضرته .............. فأصطحبنى إلى شاطىء النهر, أمرنى أن ألقى بالقلم الذهبى فى منتصف النهر . دهشت مما طلب . لكن نظرته لى كانت تعنى المساومة المجنونة . بين قبوله لتعليمى مقابل أن أتخلى عن أغلى شىء أمتلكه ألقيت بالقلم الذهبى فى منتصف النهرإبتسم وسألنى : ماهو الشىء الذى تخافه وتكرهه أكثر من أى شىء فى الحياة ؟.فقلت: ( وليتنى ما قلت) . أخاف الظلام .فإبتسم وقال : إذن . إذهب إلى القبر المهجور فى آخر البلدة , أقم فيه ثلاثة أيام بلياليها كامله , لا تنس أن تغلق باب القبر بعد دخولك .........أدهشنى طلبه وأذهلنى !! إلا أن نظراته كانت تحمل معنى المساومة الأخيرة ....... فقبلت . ذهبت إلى القبر المهجور , لم أنس أن آخذ بعض الماء وشيئا ً من التمرالرطب لأتقوت منه خلال الأيام الثلاثة .......... , نفذت ما طلب منى ............. , عدت إليه , أعلمته بأننى قمت بتنفيذ ما طلب . على أكمل وجه . سألنى : بماذا تشعر الأن بعد أن ألقيت بالقلم الذهبى وبعد أن تحديت الظلام ؟قلت : أشعر بأننى كنت مقيدا ً بأرادتى , الأ ن أصبحت حرا ً بأرادتى .فقال المعلم : حسنا ً يا بنى ....... بهذا نكون قد أنهينا الدرس الأول .*انتهت* ------------------------------------------رغبة واردة من جماليات القصة القصيرة أن يكون من ورائها حكمة أو عظة أو تدافع عن مبدأ لا مجرد التسلية وملء فراغ أدبي .ولا أدري لماذا بدأ القاص بما يجب أن ينتهي إليه أوبه ، من خلال السياق الفني والأدبي النصي .بدأ القاص كأنما يتحدث علي لسان بطله واختيار لرياضة ذات طابع شرقي منتشرة بالأساس في شرق آسيا .وهي رياضة كما يقول الكاتب معتمدة علي التأمل والقسوة عل النفس لكبح جماحها .وهي تقابل في الشرق المسلم التصوف اللادونّيمنها درجات ومراحل ومراتب مختلفة من درجات الوصول واستخدم القاص حوارية ممتعة مستشرفُا القرآن الكريم :)قال هل أتبعك علي أن تعلمني مما علمت رشدا * قال إنك لن تستطيع معي صبرًا)وبدأ الاختبار الصعب في عرض درامي ومشهد ممتع صاغه القاص بطريقة مباشرة بعيدة عن التكلف والاصطناع في سخاء خاطر وامتداد حالة برقعة فنية عالية الانتقاء.وأجاد الكاتب في وصف مفردات المعلم والمتعلم ، فالمعلم لا يقبل النقاش والجدل ويأمر فيطاع ، ومتعلم رغبته الأكيدة الدافعة إلي مقاومة نفسه من الاعتراض أو المراجعة ، والاستجابة لأوامر المعلم وتوجيهه بكل دقة .ثم نتيجة ما فعل وستجابته لما أمر به ..وهنا نجد القص يعلن حقيقة عرفها بالكاشفة وهي شعوره بأنه كان مقيدًا بإرادته وأصبح حرًا بإرادته .كأنه يقول أننا خلقنا مختارين لا مسيرين ، فيما نريد ونسعي ،أو لا نريد بالتواكلوليته ختم بما بدأ به عرض قصصي خلا من الغموض والكثافة اللفظية لعدم حاجة العرض ، واعتمد علي السهل الممتنع في العرض الأدبي ،والسرد الرائع المشوق ،،،،موفق أديبنا الرائع ومزيد من الألق ،،،،،،،،،...................................د.آدم عبد ربه ، د. هاني عبدالصبور

ليست هناك تعليقات: