الاثنين، سبتمبر 26، 2011

حملة تتهم هشام الجخ بالكفر وتحريف القرآن الكريم.. ومثقفو الصعيد يتضامنون معه





الحملة تستند لمقاطع من شعر الجخ مقتطعة من سياقها . ومثقفون يعتبرونها : بداية لحملة تكفير جديدة ضد المبدعين

البديل / قنا- محمود الدسوقي

دشن مشاركون على فيسبوك صفحة تهاجم هشام الجخ وتتهمه بتحريف القرآن بعنوان” هشام الجخ يحرف القرآن فحذروه يا بني الإسلام “ وقالت مصادر للبديل إن مؤسسي الصفحة من أعضاء التيار الديني وأعضاء الجماعة الإسلامية وبعض السلفيين من محافظة قنا استنادا لفيديوهات تم نشرها على الصفحة قبل أن يتم حذفها من على موقع يوتيوب.


وهاجم مؤسسو الصفحة الجخ وقالوا انه قام بتحريف القرآن الكريم مستدلين ببعض مقاطع من شعره مثل ” بني الإنسان على خمس ” حيث أكدوا أن المقطع مثل الحديث النبوي الشريف ” بني الإسلام على خمس ” ..


وقال مؤسس الصفحة التي اتخذت عنوان أخر ” ملهوش دعوة بالدين المهم شعره يعجب الناس ” أحببت شعر هشام الجخ جدا وأحببته جدا ولكن زال حبه وحب من يحبه عندما قرأت له ما تهكم فيه على الدين وباع الدين بالدنيا ورضا الناس إن أجرى إلا على الله ..صدق الله العظيم


ويضيف ” هشام الجخ حرف في القران ومن تحريفاته قوله (يا خليج الأمة العربية اقرأ باسم ربك الذي خلق.. المصايف والمطاعم والمسارح والنساء) وأضاف إن من افسق وافجر شعره قوله الفاسق ” هجرَتْني أجساد النسوةِ مَنْ كُنَّ يعُمنَ بأنهاري .. ويبتن على سلم بيتي (ويطفن ويحجُجْن لداري)


ويقمن الليل ((لتسبيحي)) يتلين بهجدٍ(( أذكاري)))


وقال ” إن كتب الجخ ألف قصيدة مدح في الدين وأهله لن تمحى وزر قصائده المخالفة للعقيدة الإسلامية حتى يعلن خطأه فيها وتوبته منها ومما فيها


ونقل مؤسس الصفحة فيديو لأحد الإسلاميين في الصعيد قبل أن يتم حذفه اتهم فيه الجخ بتحريف القرآن الكريم وقال إن تحريفه جاء في عدة مواضع مثل قصيدته “شيماء يا مكة ” والتي يقول فيها شيماء يا مكة طالب أحج البيت تبت يدا أبي عوّدني ع النسوان وفطمني ع الخمرة علّمني حب الكعبة اكمنها سمرا ” مشيرا إن الجخ يتعمد تشبيه النساء بالمقدسات الإسلامية وكأنه يعبدها ويأتي بألفاظ مثل تبت يدا وهذا غير مقبول


ووصل الأمر لحد تكفير الجخ حيث قال مؤسسو الصفحة ”أن الدين الإسلامي واضح في مثل هذه الأمور فمن قال كلمة الكفر ولو مازحا فقد كفر ثم اقتطعوا مقاطع من قصيدته “ايزيس” والتي يقول فيها لا أنا حِمل مهرك ودهبك ولا جاي معاي عاجِك .. حبك كما الصلوات والقبلة مش يًمك “


واعترف شخص يطلق على نفسه عسير السوهاجي في الفيديو الذي تم حذفه من قبل مستخدمه طبقا لموقع يوتيوب انه من قام بتدشين الصفحات على مقطع التواصل الاجتماعي مشيرا إلى أن ” أن الجخ يستهين بالمقدسات والشعائر مشيرا أنى لست في حرب معه لكي أقول أنه ليس بشاعر لكن أنا محذر لشعره المشئوم ليحذره الناس ولا يفتن به


وقال السوهاجي أنه قام بتدشين الصفحة مشيرا أن الكثيرين يتهمون بالحقد والغيرة عليه ولكن أنا لست بحاقد ولكن غيور على أهلي وعلى ديني


الصفحة أثارت مخاوف العديد من مثقفي قنا الذين اعتبروا الحملة ضد هشام بداية لحملات تكفير جديدة .. وقال الشاعر والباحث أشرف البولاقي للبديل رغم اختلافي مع الجخ إلا أنني أعلن تضامني معه مشيرا أن ما يحدث من اتهامات من مشايخ ورجال دين للشعراء والأدباء يوضح أن الاستبداد الديني يتحالف دائما مع الاستبداد الديني وان كل ذا ينصب في ترويع الأدباء والشعراء


وقال البولاقي أن نقد الشعر لا يكون إلا من خلال ناقد أدبي ومتخصص وليس من خلال تلك التيارات الدينية مشيرا أن تأثر الشعراء بالنسق القرآني تأثراً كبيرا مما يدل على تغلغل القرآن ولغته الرائعة في وجدان الشعراء


وأكد البولاقي أن الادعاءات التي يدعيها أبناء التيارات الدينية مثل أن الشعراء يحرفون القرآن تلقى بيئة خصبة عند المتلقي العادي حيث تتحول تلك الدعاوى إلى إرهاب للشعراء


وقال الروائي والناقد محمد صالح البحر أن على أبناء التيارات الدينية أن تصدر أحكامها الأخلاقية فقط ولكن ليس عليها أن تصدر أحكامها الأدبية مشيرا أن اختلافه مع الجخ لا يعنى رضاه على مثل هذه الدعوات التي تنشر في المجتمع التخوين والتكفير وتلهيه على السير في ركب الإبداع والابتكار ومعرفة الدين الإسلامي السمح الذي أعطى للشعراء حقوقهم


وقال الشاعر فتحي عبد السميع أن ما يصدر من أعضاء التيارات الدينية في الحكم على قصائد الشعراء ينم عن جهل مفرط مشيرا أن إحياء الشعر الجاهلي وما كان يحمل من كلمات وتشبيهات تتعارض مع الدين الإسلامي نقلها العلماء المسلمين كما هي دون اتهامات منهم للشعراء


وأكد عبد السميع أن نشر دعوات كراهية الشعر واتهامات للشعراء بالكفر والإلحاد يؤدى إلى نشر قيم التخلف في المجتمع وإلهائه عن أداء دوره مشيرا أن على الأدباء فقط الحكم على الشعر والأدب من خلال الأدب والشعر وليس من خلال مشايخ أو قساوسة

ليست هناك تعليقات: