الثلاثاء، أغسطس 09، 2011

اليوم .. ذكري محمود درويش الثالثة





صحيفة المشهد الالكترونية
9-8-2011 | 11:29
محمود درويش
ا ش ا


تحل اليوم الثلاثاء التاسع من أغسطس الذكرى الثالثة لرحيل الشاعر الفلسطينى محمود درويش ، الذى يعد أعظم شاعر لأعدل قضية حملها ولم يتكىء عليها بل أوصلها إلى عمق الضمير الإنسانى ، فشعره رافق كل المحطات التى مرت بها القضية الفلسطينية.


ويعد درويش أحد أعضاء الفريق الذى أعد لذهاب الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى الأمم المتحدة فى عام 1974 ، وكان واضع اللمسات الأخيرة على خطابه التاريخى الذى ألقاه ، وأسهم فى صياغة الجملة الأهم فى خطاب أبوعمار والتى أصبحت شعارا والتى تقول "أحمل لكم سلاح الثائر فى يد.. وغصن الزيتون فى اليد الأخرى .. فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدى".


كما أن محمود درويش هو الذى كتب نص بيان الاستقلال ، الذى ألقاه الرئيس عرفات فى المجلس الوطنى خلال دورته بالجزائر عام 1988 وهو النص الذى لم يتسم فقط بالبلاغة بل بمضمون سياسى وحضارى وإنسانى عبر بشكل لا لبس فيه عن قوة الثقافة فى السياسة.


وكان لمحمود درويش مواقفه التى اختلف فيها مع القيادة السياسية لمنظمة التحرير منها اختلافه مع عرفات بعد اتفاق أوسلو حيث عارض الاتفاق واستقال من عضوية اللجنة التنفيذية إلا أنه لم يذهب بعيدا فى خلافاته .. ولم يحول الخلاف إلى خصومة.


فقد دافع درويش عن عرفات ، وخصه بقصيدته (مديح الظل العالى) .. كما وقف إلى جانبه بعد خروجه من بيروت وبعد الانشقاق الذى اخترعه النظام السورى حتى أن بعض خصومه وجه إليه تهمة شاعر أو مثقف البلاط.


ورفض محمود درويش جوائز الأنظمة الديكتاتورية مثل جوائز صدام حسين والقذافى وغيرهم .. وقربه من عرفات لا يهدف من ورائه إلى منصب أو جائزة بل عرفات كان يمثل له رمزا وطنيا.


وتعرض منذ بداية شهر رمضان الكريم على أكثر من 10 فضائيات حلقات مسلسل "فى حضرة الغياب" الذى يجسد حياة الشاعر الراحل محمود درويش ، إلا أن مؤسسته تعتبر المسلسل إساءة للشاعر وصورته وحضوره فى الوعى الثقافى العربى والإنسانى.


ومحمود درويش ولد فى قرية البروة بالجليل قرب ساحل عكا فى 13 مارس 1941 ، حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك ، إلا أنها خرجت برفقة اللاجئين الفلسطينيين فى العام 47 إلى لبنان ثم عادت متسللة عام 49 بعيد توقيع اتفاقيات الهدنة ، لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها قرية زراعية إسرائيلية ، فعاش مع عائلته فى قرية جديدة.


وبعد إنهائه تعليمه الثانوى انتسب إلى الحزب الشيوعى الإسرائيلى وعمل فى صحافة الحزب ، واعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدءا من العام 61 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسى وذلك حتى عام 72 ، حيث توجه إلى الاتحاد السوفيتى آنذاك للدراسة ، وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة فى ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية ، ثم إلى لبنان من العام 73 حتى 82 ، حيث عمل فى مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير ، كما أسس مجلة الكرمل الثقافية.


شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ، وكانت إقامته فى باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه.. وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك.


ومن أشهر مؤلفاته..(سجل أنا عربي) .. (برقية من السجن) ..(العصافير تموت في الجليل).. (بطاقة هوية)..(أنت منذ الآن غيرك) وهى التى انتقد فيها التقاتل الداخلي الفلسطيني..(لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي) .. وهو الديوان الأخير الذي صدر بعد وفاته فى مارس 2009.


توفى محمود درويش يوم 9 أغسطس 2008 بالولايات المتحدة الأمريكية ، بعد إجرائه لعملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبى دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته.



ليست هناك تعليقات: