الاثنين، أغسطس 22، 2011

حواديت الراوى 3..... للقاص / محمد لطيف





ظلمات بعضها فوق بعض حتى ان تخرج يدك فلن تراها وكنت فى هذا الظلام السحيق بينى وبين العالم فى محرابى الصغير افتش عن طاقة نور خالصة لى وحدى من دون العالمين ، قال الراوى ، حتى سمعت صرخة الملك ان اقرأ ، هلعت ، وعاد الملك فعدت ، ما انا بقارئ ، وهدئت ، وددت كثيرا ان اقرأ ، ان ادرك العالم الغبى والتفاصيل الغبى ، وددت من قبل ان اقترب اكثر ، ان ادنوا ، فأعرف اكثر ، اميز الحروف والعناوين والمسالك ، لكنى فشلت ذلك لأنى امى فلست بقارئ ، اقرأ قال الملك وقلت مرتعبا وصارخا ما انا بقارئ ، تعلمتها جيدا منذ ان خرست ، حينما قطعو لسانى واعموا عينى ، تعلمت الخنوع ، ان اتعبد فى محراب الجهل وحدى ، حتى الامل فى النور ما عدت اريده ، ها انا امضغ الغضب وحدى وامضغ الشر ، وامضغ الانتقام ، اطحنه طحنا حسيسا وابتلعه ، كالفراغ السقيم ، ما انا بقارئ ايها الملك الكريم ، ظل فعل الأمر يتردد فى عمق الغار ويرن صداه عبر فضاء الظلمة ، وظلت اجابتى مبهمة ، حتى ان قال الملك ، او هكذا قال الراوى ، اقرأ بسم الانسان ابداع الخالق فى وجوده ، اقرأ ورتل خلفى ما تيسر من الحب والامل والخير والرحمة ، اقرأ بسم الحياة وبسم الممات وبسم الوجود وبسم الفناء ، اقرأ بسم الجمال ، بسم الروح التى تلوك الخيال ، بسم الأمل ، رتل عن العشق الربانى ، عن الهبات الربانية ، عن النعم الربانية ، قال الملك اقرأ بسم الانسان الذى علم ، وقلت ما انا بقارئ ، ثم عدوت قافزا خارج الغار والصوت يتبعنى ان اقرأ بسم الوجود ورتل ترتيلا .. تيلا .. تيلا .. وانا انتظرت حتى ذاب الصوت بين الظلمات ثم قلت لى ولهم و للوجود رب يحمينا ..................

ليست هناك تعليقات: