الخميس، مارس 17، 2011

جوجل تحتفل بذكري ميلاد فنان الشعب سيد درويش



 الاهرام 

احتفل محرك البحث "جوجل" بذكرى ميلاد فنان الشعب الموسيقار الكبير الشيخ سيد درويش، المولود في 17 من مارس 1892، واستخدمت جوجل صورة لدرويش كبديلا لحرف الـ"g" اللاتيني، الذي يأتي رابعًا في ترتيب الحروف الإنجليزية المكونة لاسم محرك البحث "Google"، بينما اتخذ حرف الـ"L" شكل العلم المصري مدون عليه النشيد الوطني "بلادي لكي حبي وفؤادي" وامتد ليشمل شعار جوجل بأكمله.
ويعتبر سيد درويش هو مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي، وقد بدأ حياته منشدًا لألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري في المقاهي، بعد أن ترك دراسته بالمعهد الديني في الإسكندرية، والذي التحق به عام 1905، لكنه لم يفلح في العمل بالفن، واستسلم لضغوط الحياة وانتقل ليعمل بناءً لدى أحد المقاولين، فقاده القدر أن يسمعه المقاول ويعجب بغنائه فيطلب منه ترك العمل والغناء للعمال مع الاحتفاظ بكامل أجره، وبينما كان سيد يقوم بالغناء في إحدى المرات تصادف وجود الأخوين سليم وأمين عطا الله بجوار مكان عمله على احد المقاهي، وقد جذبهم صوته وتطور الأمر سريعًا حيث قام الأخوان بالاتفاق معه على السفر إلى سوريا مع فرقتهم من أجل إحياء حفلات هناك وكان ذلك في عام 1909، وأثمرت هذه الرحلة عن لقاء درويش مع الفنان عثمان الموصلي حيث أخذ عنه الكثير من التواشيح، وبعد أن انتهى من رحلته عاد مرة أخرى إلى بلده وتنقل من عمل لأخر فأتجه للفن فترة وعمل بالفرق في المقاهي، ثم كاتباً بمحل لتجارة الأثاث.
ثم قام سيد درويش بالسفر مرة أخرى إلى سوريا وذلك بعد أن أرسل إليه سليم عطالله وذلك في 1912م، وكانت هذه الرحلة هي البداية الحقيقة التي انطلق منها فن سيد درويش حيث استمرت قرابة العامين، تعرف فيهم أكثر على فن عثمان الموصلي وقرأ عدد من الكتب الموسيقية منها كتاب " تحفة الموعود في تعليم العود".
بعد عودته اتجه درويش إلى القاهرة وذلك من أجل التوسع في فنه ومحاولة أثبات ذاته، وجاءت أولى حفلاته في كازينو " البسفور" في عام 1917م، ومنذ أن أنتقل الشيخ إلى القاهرة استجمع كامل طاقته من أجل هدف واحد وهو التلحين فقدم كم ضخم من الأعمال الرائعة والتي تميزت بالاختلاف، فقد كان يستقي ألحانه دائمًا من الشعب فكان يحول الكلمات البسيطة والمواقف إلى لوحات فنية رائعة تنبع من الشعب ثم يضع عليها لمساته السحرية ليصدرها للشعب مرة أخرى، فتنطبع ألحانه في وجدان جميع الأشخاص بجميع شرائحهم الغني منهم والبسيط ، المثقف والمتواضع الثقافة.
وكانت مواضيع الأغاني التي يختارها سيد درويش غير تقليدية فلم ينساق وراء أغاني الحب والهجر، وما إلى ذلك فقط، بل أخترق الحياة اليومية للشعب ولحن أغاني لجميع الطبقات مهما كانت بسيطة ولكنها عبرت عنهم، ولكن لم يمنع ذلك من تعرضه لأغاني الحب والدلال، فقدم مزيج ما بين الاثنين.
نذكر من ألحانه أغنية البرابرة، أغنية الصنايعية، الحمالين، يا بلح زغلول وغيرها من الأغاني ذات الكلمات السلسة والألحان المتميزة التي تلتصق بإذن المستمع من المرة الأولى، ومن أغانيه الوطنية الشهيرة النشيد الوطني المصري " بلادي بلادي"، وأغنية "قوم يا مصري"، كما كتب العديد من ألحان المسرحيات الغنائية، لكل من جورج أبيض، ونجيب الريحاني، وعلي الكسار، ما قام بتلحين عدد من الروايات لنجيب الريحاني كانت أولها هي رواية "ولو"، ومن الأوبريتات التي قام بتلحينها العشرة الطيبة، شهرزاد، البروكة.
وفي الخامس عشر من سبتمبر من العام 1923 توفي الشيخ سيد درويش وهو مازال في ريعان الشباب، حيث لم يتجاوزه عمره الواحدة والثلاثين.


ليست هناك تعليقات: